اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

المُحاضرة الثانية عشر : لماذا وكيف ولمن ومتى وأين تقرأ؟

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته |

 

القراءة : هي طريق إلى تنمية العقل البشري، وطريق إلى تزكية القلب، فيجد فيها الإنسان ما يقَوِّم به حياته وما يزكي به فؤاده، وما يضبط به عقله من خلال جمعه لهذه الافكار وهذه العلوم الّتي يأخذها من هذا الكتاب ومن هذا الكتاب، فيكون له آفاقٌ موسوعيَّةٌ كبيرةٌ من يمارس هذه المهنة وهي القراءة

حتَّى نستفيد من القراءة وتكون قراءتنا مثمرةً ونافعةً وبنَّائةً نحتاج الى الاجابة عن خمسة أسئلة:

السّؤال الأول: لماذا أقرأ؟

السّؤال الثّاني: كيف أقرأ؟

السّؤال الثّالث: لمن أقرأ؟

السّؤال الرّابع: متى أقرأ؟

السّؤال الخامس: أين أقرأ؟

 

-------------------------------------- ][

 

الأمر الأول: نقرأ؛ لأنّنا نريد أن نتقرب بهذه القراءة إلى الله -سبحانه وتعالى-، المسلم يستطيع أن يكيف هذه القراءة وبدلًا من أن تكون عادةً تكون ماذا؟ تكون عبادة. ما الضَّابط الّذي يقلب العادة الى عبادة هو النِّيَّة، و هذا معروفٌ كما في قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "إنَّما الأعمال بالنِّيات" ولذلك طالب العلم بحاجةٍ إلى الإخلاص، إلى أن يخلص عمله ونيَّته في هذه القراءة لله -سبحانه وتعالى-؛ لأنَّها عبادةٌ يتقرب بها الى الله، فاذا كان يقرأ ليقال قارئ ويقال ثقافته واسعة أو يقال مطلع، فإنّه على خطرٍ عظيمٍ خاصّةً إذا كان يتعلق بعلوم ماذا؟ بعلوم الشّرع (بعلوم الشَّريعة)؛ لأنَّ الإخلاص فيها مطلوبٌ من المسلم، فإذا أخلص العبد فيه تقربه إلى الله بهذه العبادة فإنّه يوفق لأمرين:

أولًا: أنّه أتى بهذه العبادة كما أمر الله وهو الإخلاص.

الأمر الثّاني: أنَّ الله -عزّ وجلّ- قال: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمَّد: 17].

 

 

الأمر الثّاني: نقرأ لنجد حلول علميَّة وعمليَّة لمشاكل الامة سواءً الحاضرة أو المستقبلة؛ حتّى يكون المسلمون على أُهبة الاستعداد لأيِّ أمرٍ يطرأ عليهم.

نقرأ أيضاً؛ لأنَّ القراءة طريق إلى معرفة أحكام الشَّرع فهو أيضًا طريقٌ إلى الجنَّة، "ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقا الى الجنة

إذًا أيضًا نقرأ؛ لزيادة الرَّصيد المعرفي وإنماء العقل

 

-------------------------------------- ][

كيف أقرأ

إذًا هذا القضية الأولى هي قضية هل أنا مخاطب بهذا الكتاب في هذه المرحلة أم لا؟ من الّذي يعينك على هذا؟ هم العلماء والمشايخ الّذين تدرس وتطلب العلم على أيديهم.

كذلك من الأمور المهمَّة أن تقرأ الكتب الواضحة الّتي لا غموض فيها، وهي مبنيَّةٌ على أيضًا ما ذكرنا سابقًا في القضية الأولى.

 

الأمر الثَّالث: من الأفضل إن تيسر لك أن تقرأ الكتاب على شيخٍ متقنٍ أو أن تتعاون مع أحد طلبة العلم في قراءة الكتاب فإنّه سيكون ثمرته أكثر وخاصّةً في بداية الطّلب من أن تقرأ لنفسك.

الأمر الرّابع: أنَّ القراء أنواع، وهم ثلاثة أنواع (نجملها في ثلاثة أنواع):

النَّوع الأول من القراء: الّذي يأخذ أيّ كتابٍ أمامه على أنَّه وحيٌّ منزلٌ من الله وهذا لا شكّ أنَّه خطأ؛ لأنَّ الإمام مالك -رحمه الله تعالى- قال: "كلّ يؤخذ من قوله ويرد إلا قول من؟ إلا صاحب هذا القبر" وأشار إلى قبر النّبيّ عليه أفضل الصَّلاة وأتمّ التَّسليم

النَّوع الثَّاني من القراء: وهم الّذين يتلمسون المعايب، يأتي فيجمع مثلًا العالم فلان أوِ الكاتب فلان فيجمع جميع كتبه وقد تصل هذه الكتب إلى خمسين كتابًا، فهو يدخل إليها بنفسية تلمس المعايب، وجمع الأخطاء وجمع العثرات

النَّوع الثَّالث: وهو النَّوع الصَّحيح السَّليم، وهو الّذي يجتمع فيه ثلاث شروطٍ:

الأمر الأول: أن يقرأ (أن تاخذ الكتاب وتضع في ذهنك أنّك تقرأه لماذا؟ للفائدة. تقرأه وتبحث عن الحقّ، تقرأه؛ لتضيف إلى معلوماتك معلومة، إذًا شروط القراءة النَّاجحة ثلاثة 1- القارئ الّناجح يبحث عن الفائدة. 2- أنْ يعلم أن الخطأ وارد، وكلّ يأخذ من قوله ويرد. الأمر الثّالث: أن يقرأ بوعي، بمعنى أنّه يقبل ويصدق أي قضية أو أي حقيقة تورد بشرط أن تكون مبنية على أدلةٍ سمعيَّةٍ يعني من الكتاب والسُّنَّة، أو أدلة عقلية تقنع عقل الإنسان

 

كيف أقرأ؟ وهي ثالث مرّةٍ نتحدث في هذا الموضوع، افهم موضوع الكتاب قبل قراءته، ذلك أما بالرُّجوع إلى المقدمة أوِ الفهرس أوِ المراجع؛ لأنَّها كالمخطط للبناء فهو كذلك هي المخطط الّذي يكشف لك عن الكتاب وعن هيكله وعن ما فيه وعن ما ليس فيه

الأمر السَّادس: تحتاج إلى الجدِّ وإلى المثابرة في القراءة حتّى تصل إلى بغيتك،

القضية السَّابعة أن يكون القارئ لديه القدرة على الاستجابة لنبض العصر وعلى الاستجابة للمتغيرات

الأمر التّاسع: أنَّ القراءة أنواع

النَّوع الأول: القراءة المركزة، وخاصّة في الفن الّذي أنت متخصصٌ فيه

النوع الثّاني من القراءة: هي الّتي يسميها البعض القراءة الاكتشافيَّة، هذه مهمَّة في الكتب الّتي لا تحتاج إلى تركيزٍ ولاتحتاج الى قراءةٍ كاملةٍ للكتاب،

النّوع الثّالث من هذه الأنواع: الّتي ما يسمى بالقراءة السَّريعة، والصَّحيح أن تسمى القراءة الصَّحيحة،

وجدت أن أفضل طريقة للقراءة السّريعة تنبني على خمسة أشياء، هذه ستة أمور حتى تقرأ قراءةً سريعةً:

الأمر الأول: أن تهيء المكان الّذي تقرأ فيه، يكون مكان ليس فيه ضوضاء و لا ضجيج وبعض العلماء يقول: "ولا يقرأ في مكان فيه خضرة لأن عينه تذهب إلى هذه الرِّياض اليانعة والثِّمار وينسى الرّياض و الثّمار الّذي في كتابه" اذن أنت بحاجة أن تكون في مكان مهيء للقراءة.

الأمر الثّاني: تصفح الكتاب،

الأمر الثّالث: القراءة مع وضع الاهداف،

الأمر الرّابع: التّأشير أثناء القراءة،

الأمر الخامس: المراجعة بعد أن تفرغ من هذه الكتاب،

الأمر السّادس: أن تكون قرأتك صامتة،

هناك أمر سابع وأخير، نحن ذكرناها ستّه ولكن الأمر السّابع والأخير: وأنت تقرأ تستخدم أصبعك أو القلم

الأمر العاشر في الاجابة على كيف اقرأ؟ قضية مهمَّة، اجعل بينها وبين ما تقدَّم من أنواع القراءة توازن

الأمر الحادي عشر: اسأل عن كلّ ما يُشكلُّ عليك،

الأمر الثّاني عشر: سيمر بك أثناء القراءة العديد من الفوائد والشّوارد والعديد من الأشياء المهمَّة والفوائد والنّكات العلميَّة

الأمر الثّالث عشر: القراءة بالتَّفكير،

الأمر الخامس عشر والأخير فيما يتعلق بكيف أقرأ؟ عود نفسك على أن تقرأ باللغة العربيَّة، وأن تحرص في البداية على أن تقرأ الكتب المشكولة، فإن هذا يساعدك على أن تقوم لسانك خاصَّةً فيما يتعلق بالمعاني العامَّة والكلمات المختلفة

 

الآن نجيب عن السُّؤال الثّالث: لمن أقرأ؟ لمن تقرأ؟ القراءة يجب أن تكون للمبدعين المؤلفين

أنت بحاجةٍ إلى أن تنتخب نوعية من القراء من المؤلفين تقرأ لهم، ونوعية من المحققين تقرأ لهم؛ حتّى من المعاصرين الّذين يفيدونك ويرسمون لك منهجًا جيدًا وصحيحًا في طريقك في طلب العلم

-------------------------------------- ][

الإجابة عن السّؤال الرابع: متى أقرأ؟ يجب على القارئ أن يحدد السّاعة الذَّهبيَّة الّتي يقرأ فيها، السَّاعة الذّهبيَّة: هي الّتي لا يستقبل فيها اتصالات، ولا يستقبل فيها هاتف ولا يجيب فيها أحد، وإنّما يتفرغ ينشغل بكليَّته مع هذا الكتاب الّذي يقرأه؛

 

-------------------------------------- ][

 

الإجابة عن السّؤال الخامس: وهو أين أقرأ؟ أنسب الأماكن وأفضلها للقراءة هي المكتبات؛ لأنَّها مهيئةً للقراءة، كذلك لا بد من تهيئة الجو المناسب للقراءة، نظافة المكان الّذي أنت فيه له أثر، رائحة المكان الّذي أنت فيه لها أثر؛ لأن الرَّائحة تنعكس سلباً أو إيجابًا على نفسية الإنسان، فهو بحاجةٍ إلى أن يهيء المكان المناسب الّذي لا يشتت ذهنه في القراءة.

 

-------------------------------------- ][

 

ختامًا، بعدما أجبنا على هذه الأسئلة الهامَّة، كيف تعرف أنّك فهَمْت أو فهِمْت هذا الكتاب؟

فهذه تكون بأشياءَ بسيطةٍ، بعد أن تفرغ من قراءة الكتاب تاخذ ورقةً وقلمًا، وتسطر فيها أبرز القضايا الّتي تحدث عنها المؤلف ثمّ بعد ذلك تناقشها في نفسك، هو ذكر كذا وكذا، مع أنّ هناك دليلٌ يقول كذا، فيبدأ الإنسان يناقش، لماذا أتى بهذه الآية مع أنّي لا أرى أن هذه موافقة للاستدلال لهذا الموضع؟ لماذا أتى بهذا الحديث؟ اذكر أنه ضعيف، فيبدأ الإنسان يناقش نفسه بعد أن يكتب العناصر الأساسيَّة الّتي استوعبها من قراءته لهذا الكتاب، أيضًا أن يلخص ما قرأه، الأولى ذكرت عناصر فقط لا الآن لا، ألخص كامل ما قرأته.

الأمر الثّالث: مناقشة الكتاب، هذه به بعض الاشياء الّتي تجعل طالب العلم يعرف نفسه ويقيم نفسه فيها ما مدى استفادته من قراءة الكتب؟

 

-------------------------------------- ][

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المحاضرة مختصرة لمن أرادت قراءتها كاملة فلتتفضل هنا :

 

 

ولمن أرادت الاستماع إليها فلتتفضل من هنا :

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا سندس الحبيبة ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×