اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

صَفْحَة التّفْسِير لِسُورَةِ الشَّرِيْعَة ✿彡..

المشاركات التي تم ترشيحها

2__1_.png?sbsr=53bf5a34322bbd72d27b923a7b3d28ae5259a60b51270232&lgfp=3000

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

001.png?sbsr=b4ff4ced9f8d30ac4914393a6f7507d7616731ec619c9b60&lgfp=3000

 

 

هنا ستكون بحول الله صفحة التفسير لسورة الجاثية

ويُرجى منكنّ أخواتي الحبيبات فضلًا كتابة تمّ قراءة التفسير بفضل الله عند كلّ تسميع

 

ولا تنسين أنه سيكون ضمن مقرر الاختبار سؤالًا في التفسير بإذن الله (:

 

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

من فوائد تفسير السّعدي رحمه الله

قسّم الله تعالى الناس بالنسبة إلى الانتفاع بآياته وعدمه إلى قسمين:

* قسم يستدلون بها، ويتفكرون بها، وينتفعون فيرتفعون، وهم المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إيماناً تاًما وصل بهم إلى درجة اليقين، فزكى منهم العقول وازدادت به معارفهم وألبابهم وعلومهم.

* قسم يسمع آيات الله سماعًا تقوم به الحجة عليه، ثم يعرض عنها ويستكبر، كأنه ما سمعها ؛لأنها لم تزكِّ قلبه، ولا طهرته ،بل بسبب استكباره عنها ازداد طغيانه.

002.png?sbsr=7f2797dd8131f27a67d916dcb1cd484919f2405e6336b90c&lgfp=3000

 

 

فضلًا عدم الردّ في هذه الصفحة،

باركَ الله فيكُنّ

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

 

 

تتكلّم الآيات التي سنحفظها في الأسبوع الأول بحول الله عن:

 

الأدلة على وحدانية الله: من الآية (1-6)

تهديد المكذبين بآيات الله: من الآية (7-11)

من نعم الله على عباده وعلى بني إسرائيل: من الآية (12-22)

ضلال المشركين وجزاء المؤمنين والكافرين بالبعث: من الآية (23-26)

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

يوم السبت: من الآية (1-6)

004.png?sbsr=9c4d378a08eb0580f53d07af0d2fc6e24f53ac13fe85fa43&lgfp=3000

 

حم ( 1 )

( حم ) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.

تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 2 )

هذا القرآن منزل من الله العزيز في انتقامه من أعدائه, الحكيم في تدبير أمور خلقه.

إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)

إن في السموات السبع, والأرض التي منها خروج الخلق, وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع، لأدلة وحججًا للمؤمنين بها.

وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)

وفي خَلْقكم - أيها الناس- وخلق ما تفرق في الأرض من دابة تَدِبُّ عليها, حجج وأدلة لقوم يوقنون بالله وشرعه.

وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( 5 )

وفي اختلاف الليل والنار وتعاقبهما عليكم وما أنزل الله من السماء من مطر, فأحيا به الأرض بعد يُبْسها, فاهتزت بالنبات والزرع, وفي تصريف الرياح لكم من جميع الجهات وتصريفها لمنافعكم, أدلةٌ وحججٌ لقوم يعقلون عن الله حججه وأدلته.

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ( 6 )

هذه الآيات والحجج نتلوها عليك - أيها الرسول- بالحق, فبأي حديث بعد الله وآياته وأدلته على أنه الإله الحق وحده لا شريك له يؤمنون ويصدقون ويعملون؟

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

يوم الأحد: من الآية (7-11)

005.png?sbsr=2548276e34bf2472a4750d9c7df8c19557cfd4472c08d3df&lgfp=3000

وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ( 7 )

هلاك شديد ودمار لكل كذاب كثير الآثام.

يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 8 )

يسمع آيات كتاب الله تُقْرأ عليه, ثم يتمادى في كفره متعاليًا في نفسه عن الانقياد لله ورسوله, كأنه لم يسمع ما تُلي عليه من آيات الله, فبشر - أيها الرسول- هذا الأفاك الأثيم بعذاب مؤلم موجع في نار جهنم يوم القيامة.

وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ( 9 )

وإذا علم هذا الأفاك الأثيم من آياتا شيئًا اتخذها هزوًا وسُخْرية, أولئك لهم عذاب يهينهم, ويخزيهم يوم القيامة؛ جزاء استهزائهم بالقرآن.

مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 10 )

مِن أمام هؤلاء المستهزئين بآيات الله جهنم, ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا من المال والولد, ولا آلهتُهم التي عبدوها مِن دون الله, ولهم عذاب عظيم مؤلم.

هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ( 11 )

هذا القرآن الذي أنزلناه عليك - أيها الرسول- هدى من الضلالة, ودليل على الحق, يهدي إلى طريق مستقيم مَن اتبعه وعمل به, والذين جحدوا بما في القرآن من الآيات الدالة على الحق ولم يُصَدِّقوا بها, لهم عذابٌ مِن أسوأ أنواع العذاب يوم القيامة, مؤلم موجع.

 

 

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

تدبُّر: محمد علي يوسف

 

ونموذج الأفاك الأثيم من أهم النماذج التي تعرضها سورة الجاثية: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية:7].

إنه نمط لا عذر له، ذلك أنه يسمع الحق ويعلمه ثم يرفضه، لا لشيء إلا الكبر: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الجاثية:8].

 

إنه ليس مجرد عاص..!

إنه عاص مستكبر يتغافل وليس يغفل، ويتناسى وليس ينسى، ويزعم الجهل ويتكلفه وهو ليس بجاهل، بل هو يعلم ويلقي بما يعلمه خلف ظهره، بل وربما استهزأ بذلك العلم: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا...} [الجاثية:9].

 

ولقد ضربت في السورة عدة أمثال لذلك النمط البئيس، لعل من أهمها مثال اليهود المغضوب عليهم إذ علموا ولم يعملوا، بل اختلفوا وتنازعوا رغم معرفتهم بالحق: {وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ...} [الجاثية:17].

 

لقد جاءتهم البينات والحجج، ورغم ذلك جحدوا واختلفوا حتى بعد أن جاءهم العلم، إنه البغي والهوى، أصل الشرور ومفتتح باب الضلال، حتى مع وجود العلم: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم...} [الجاثية:23].

 

تأمل.. على علم!

لقد ضل رغم وجود العلم، ذلك لأن العلم وحده لا يكفي، لا بد من تواضع وصدق معه، لذا حين خلت القلوب من التواضع وحل الكبر حدث الضلال: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِين} [الجاثية:31].

 

إنه الكبر عياذًا بالله..

العلو في الأرض الذي يحول بين المرء وبين الحق وإن كان بين يديه، أو ملاصقًا له.

لذلك ناسب هؤلاء الأفاكين المتكبرين، الذين احتشدت السورة بذكرهم، أن ينالوا عذابًا من نوع مختلف يعاملوا فيه بنقيض كبرهم وعلوهم، عذابا مهينًا: {...أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [الجاثية:9]. {مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الجاثية:10].

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

 

 

من فوائد تفسير السعدي رحمه الله

* (هذا هدًى) هذا وصف عام لجميع القرآن فإنه يهدي إلى معرفة الله تعالى،ويهدي إلى معرفةرسله وأوليائه وأعدائه، والأعمال الصالحة.[11]

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

يوم الإثنين: من الآية (12-17)

006.png?sbsr=a9cb79baec158c18c2f7bd0fffc0b16642faae78cfc43c28&lgfp=3000

اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 12 )

الله سبحانه وتعالى هو الذي سخَّر لكم البحر; لتجري السفن فيه بأمره, ولتبتغوا من فضله بأنواع التجارات والمكاسب, ولعلكم تشكرون ربكم على تسخيره ذلك لكم, فتعبدوه وحده, وتطيعوه فيما يأمركم به, وينهاكم عنه.

وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 13 )

وسخَّر لكم كل ما في السموات من شمس وقمر ونجوم, وكل ما في الأرض من دابة وشجر وسفن وغير ذلك لمنافعكم, جميع هذه النعم منة من الله وحده أنعم بها عليكم, وفضل منه تَفضَّل به, فإياه فاعبدوا, ولا تجعلوا له شريكًا. إنَّ فيما سخره الله لكم لعلامات ودلالات على وحدانية الله لقوم يتفكرون في آيات الله وحججه وأدلته, فيعتبرون بها.

قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( 14 )

قل - أيها الرسول- للذين صدَّقوا بالله واتَّبَعوا رسله يعفوا, ويتجاوزوا عن الذين لا يرجون ثواب الله, ولا يخافون بأسه إذا هم نالوا الذين آمنوا بالأذى والمكروه; ليجزي الله هؤلاء المشركين بما كانوا يكسبون في الدنيا من الآثام وإيذاء المؤمنين.

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ( 15 )

من عمل مِن عباد الله بطاعته فلنفسه عمل, ومن أساء عمله في الدنيا بمعصية الله فعلى نفسه جنى, ثم إنكم - أيها الناس - إلى ربكم تصيرون بعد موتكم, فيجازي المحسن بإحسانه, والمسيء بإساءته.

وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16)

ولقد آتينا بني إسرائيل التوراة والإنجيل والحكم بما فيهما, وجعلنا أكثر الأنبياء من ذرية إبراهيم عليه السلام فيهم, ورزقناهم من الطيبات من الأقوات والثمار والأطعمة, وفضَّلناهم على عالمي زمانهم.

وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( 17 )

وآتينا بني إسرائيل شرائع واضحات في الحلال والحرام, ودلالات تبين الحق من الباطل, فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم, وقامت الحجة عليهم, وإنما حَمَلهم على ذلك بَغْيُ بعضهم على بعض؛ طلبًا للرفعة والرئاسة, إن ربك - أيها الرسول- يحكم بين المختلفين من بني إسرائيل يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون في الدنيا. وفي هذا تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم.

 

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

 

من فوائد تفسير السعدي رحمه الله

* (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة) النبوة في ذرية إبراهيم عليه السلام، أكثرهم من بني إسرائيل. [16]

* (وفضلناهم) أي: بني إسرائيل (على العالمين) أي:على الخلق بهذه النعم،ويخرج من هذا العموم اللفظي هذه الأمة فإنهم خيرأمة أخرجت للناس.[16]

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

يوم الثلاثاء: من الآية (18-22)

006.png?sbsr=a9cb79baec158c18c2f7bd0fffc0b16642faae78cfc43c28&lgfp=3000

 

ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18)

ثم جعلناك -أيها الرسول- على منهاج واضح من أمر الدين, فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها, ولا تتبع أهواء الجاهلين بشرع الله الذين لا يعلمون الحق. وفي الآية دلالة عظيمة على كمال هذا الدين وشرفه, ووجوب الانقياد لحكمه, وعدم الميل إلى أهواء الكفرة والملحدين.

 

إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)

إن هؤلاء المشركين بربهم الذين يدعونك إلى اتباع أهوائهم لن يغنوا عنك -أيها الرسول- من عقاب الله شيئًا إن اتبعت أهواءهم, وإن الظالمين المتجاوزين حدود الله من المنافقين واليهود وغيرهم بعضهم أنصار بعض على المؤمنين بالله وأهل طاعته, والله ناصر المتقين ربَّهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه.

 

 

هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)

هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أيها الرسول بصائر يبصر به الناس الحق من الباطل, ويعرفون به سبيل الرشاد, وهدى ورحمةٌ لقوم يوقنون بحقيقة صحته, وأنه تنزيل من الله العزيز الحكيم.

 

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)

بل أظنَّ الذين اكتسبوا السيئات, وكذَّبوا رسل الله, وخالفوا أمر ربهم, وعبدوا غيره, أن نجعلهم كالذين آمنوا بالله, وصدقوا رسله وعملوا الصالحات, وأخلصوا له العبادة دون سواه, ونساويَهم بهم في الدنيا والآخرة؟ ساء حكمهم بالمساواة بين الفجار والأبرار في الآخرة.

 

 

وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (22)

وخَلَق الله السموات والأرض بالحق والعدل والحكمة; ولكي تجزى كل نفس في الآخرة بما كسبت مِن خير أو شر, وهم لا يُظْلمون جزاء أعمالهم.

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

 

* تدبُّــــــر:

ـ قال عبد الرحمن بن عجلان : بت عند الربيع بن خيثم ذات ليلة , فقام يصلي فمر بهذه الآية :

( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) الجاثية : 21,

فمكث ليلته حتى أصبح ما جاور هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد .

تفسير القرطبي 16 / 166

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

يوم الأربعاء: من الآية (23-26)

007.png?sbsr=1ed9cd991e755d71bd4c3a89fd95ff4177c97ebdd3b4d68f&lgfp=3000

 

أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23)

أفرأيت -أيها الرسول- من اتخذ هواه إلهًا له, فلا يهوى شيئًا إلا فَعَله, وأضلَّه الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه, فلا يسمع مواعظ الله, ولا يعتبر بها, وطبع على قلبه, فلا يعقل به شيئًا, وجعل على بصره غطاء, فلا يبصر به حجج الله؟ فمن يوفقه لإصابة الحق والرشد بعد إضلال الله إياه؟ أفلا تذكرون -أيها الناس- فتعلموا أنَّ مَن فَعَل الله به ذلك فلن يهتدي أبدًا, ولن يجد لنفسه وليًا مرشدًا؟ والآية أصل في التحذير من أن يكون الهوى هو الباعث للمؤمنين على أعمالهم.

 

 

وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (24)

وقال هؤلاء المشركون: ما الحياة إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها, لا حياة سواها; تكذيبا منهم بالبعث بعد الممات, وما يهلكنا إلا مرُّ الليالي والأيام وطول العمر؛ إنكارًا منهم أن يكون لهم رب يفنيهم ويهلكهم, وما لهؤلاء المشركين من علم بذلك, ما هم إلا يتكلمون بالظن والوهم والخيال.

 

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (25)

إذا تتلى على هؤلاء المشركين المكذبين بالبعث آياتنا واضحات, لم يكن لهم حجة إلا قولهم للرسول محمد: أحْي أنت والمؤمنون معك آباءنا الذين قد هلكوا, إن كنتم صادقين فيما تقولون.

 

قُلْ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (26)

قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المكذبين بالبعث: الله سبحانه وتعالى يحييكم في الدنيا ما شاء لكم الحياة, ثم يميتكم فيها, ثم يجمعكم جميعا أحياء إلى يوم القيامة لا شك فيه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون قدرة الله على إماتتهم ثم بعثهم يوم القيامة.

 

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

* تدبُّـــــر:

ـ مخالفة ما تهوى الأنفس شاقة

وكفى شاهدا على ذلك حال المشركين وغيرهم ممن أصر على ما هو عليه ,

حتى رضوا بإهلاك النفوس والأموال ولم يرضوا بمخالفة الهوى :

( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) الجاثية : 23

الشاطبي / الموافقات 2 / 153

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأسبوع الثاني

يوم السبت: من الآية (27- 30)

تابِـــــــــــع:

007.png?sbsr=1ed9cd991e755d71bd4c3a89fd95ff4177c97ebdd3b4d68f&lgfp=3000

 

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ ( 27 )

ولله سبحانه سلطان السموات السبع والأرض خَلْقًا ومُلْكًا وعبودية. ويوم تجيء الساعة التي يبعث فيها الموتى من قبورهم ويحاسبون, يخسر الكافرون بالله الجاحدون بما أنزله على رسوله من الآيات البينات والدلائل الواضحات.

 

وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 28 )

وترى - أيها الرسول- يوم تقوم الساعة أهل كل ملة ودين جاثمين على رُكَبهم, كل أمة تُدْعى إلى كتاب أعمالها, ويقال لهم: اليوم تُجزون ما كنتم تعملون من خير أو شر .

 

 

هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 29 )

هذا كتابنا ينطق عليكم بجميع أعمالكم من غير زيادة ولا نقص, إنَّا كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم.

 

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ( 30 )

فأما الذين آمنوا بالله ورسوله في الدنيا, وامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه, فيدخلهم ربهم في جنته برحمته, ذلك الدخول هو الفوز المبين الذي لا فوز بعده.

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

 

 

* من فوائد تفسير السعدي رحمه الله

 

( كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا )

هذا الآية فيها احتمالان:

1- إلى شريعة نبيهم الذي جاءهم من عند الله،فأمة موسى يدعون إلى شريعة موسى وأمة عيسى كذلك وأمة محمد كذلك، وهكذا غيرهم كل أمة تدعى إلى شرعها الذي كلفت به، هذا أحد الاحتمالات في الآية وهو معنى صحيح في نفسه غير مشكوك فيه.

2-ويحتمل أن المراد بقوله: ( كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا ) أي: إلى كتاب أعمالها وما سطر عليها من خير وشر وأن كل أحد يجازى بما عمله بنفسه،

كقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا).

ويحتمل أن المعنيين كليهما مراد من الآية.[28]

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

يوم الأحد: من الآية (31- نهاية السورة)

تابـــع:

007.png?sbsr=1ed9cd991e755d71bd4c3a89fd95ff4177c97ebdd3b4d68f&lgfp=3000

 

وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ ( 31 )

وأما الذين جحدوا أن الله هو الإله الحق وكذَّبوا رسله ولم يعملوا بشرعه, فيقال لهم تقريعًا وتوبيخًا: أفلم تكن آياتي في الدنيا تتلى عليكم, فاستكبرتم عن استماعها والإيمان بها, وكنتم قومًا مشركين تكسِبون المعاصي ولا تؤمنون بثواب ولا عقاب؟

 

وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)

وإذا قيل لكم: إن وعد الله ببعث الناس من قبورهم حق, والساعة لا شك فيها, قلتم: ما ندري ما الساعة؟ وما نتوقع وقوعها إلا توهمًا, وما نحن بمتحققين أن الساعة آتية.

 

وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)

وظهر لهؤلاء الذين كانوا يكذِّبون بآيات الله ما عملوا في الدنيا من الأعمال القبيحة, ونزل بهم من عذاب الله جزاء ما كانوا به يستهزئون.

 

وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34)

وقيل لهؤلاء الكفرة: اليوم نترككم في عذاب جهنم, كما تركتم الإيمان بربكم والعمل للقاء يومكم هذا, ومسكنكم نار جهنم, وما لكم من ناصرين ينصرونكم من عذاب الله.

 

ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)

هذا الذي حلَّ بكم مِن عذاب الله ; بسبب أنكم اتخذتم آيات الله وحججه هزوًا ولعبًا, وخدعتكم زينة الحياة الدنيا, فاليوم لا يُخرجون من النار, ولا هم يُرَدُّون إلى الدنيا؛ ليتوبوا ويعملوا صالحًا.

 

فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 36 )

فلله سبحانه وتعالى وحده الحمد على نعمه التي لا تحصى على خلقه, رب السموات والأرض وخالقهما ومدبرهما, رب الخلائق أجمعين.

008.png?sbsr=7124b4c14d0adae00583d37e737bb9f76b50c08a6e314b2e&lgfp=3000

وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 37 )

وله وحده سبحانه العظمة والجلال والكبرياء والسُّلْطان والقدرة والكمال في السموات والأرض, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله وقدره وشرعه, تعالى وتقدَّس, لا إله إلا هو.

 

003.png?sbsr=93239ff9f79425f1a604e267881f5731fdf6bec7e36fa9f&lgfp=3000

* من فوائد تفسير السعدي رحمه الله

 

(فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين • وله الكبرياء…)

الحمد فيه الثناء على الله بصفات الكمال ،ومحبته تعالى وإكرامه،والكبرياء فيها عظمته وجلاله.

والعبادة مبنية على ركنين: محبة الله والذل له، وهما ناشئان عن العلم بمحامد الله وجلاله وكبريائه. [36]

 

()*()*()*()

 

تمّ تفسير السورة بفضل الله

الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×