اذهبي الى المحتوى
وليدة الإسلام

فقط ..للمتأملات في بـــلاغة الرسم القرآنــــي (1)

المشاركات التي تم ترشيحها

سلام الله عليكُنَّ ورحمته وبركاته ، وبعد

 

فعلي غير ما اعتدنا في دراستنا للغة العربية وقواعدها في عصورنا الحديثة نجد الكثــير من الكلمات في القرآن الكريم ، مغايرا ً في رسمه لما تعودنا عليه

 

وقـد قرأت في هذا الأمر حيث كثيرا ً ما استلفت نظري اختلاف رسم بعض الكلمات في القرآن عن الذي يدرسه الجميع في مدارسهم ، مما أدي إلي متابعتي له وسؤالي عنه حتي وجدت أن له بُعدا ً بلاغيا ً توصل إليه بعض الباحثين فرأيت طرحه بالمنتدي لتعميم الإستفادة كما هو عهدنا بالمنتدي

 

الحلقة الأولي :-

بسط تاء ثمرت

 

 

ثمرات: وردت ثمرات (15) مرة بالجمع، واحدة منها فقط، قرأت بالإفراد في سورة فصلت.

قال تعالى: (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ(47) فصلت.

 

 

قرأ نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر: ثمرات؛ بألف بعد الراء على الجمع.

وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: ثمرة؛ بالإفراد ووقف عليها بالهاء.

وقرأ شعبة، وحمزة، وخلف العاشر: ثمرت؛ بالإفراد ووقف عليها بالتاء.

 

 

 

"ثمرة" في هذا الموضع هي اسم جنس ؛ لأنه أتي قبلها "من" التي هي للتبعيض ؛ فدل على أن المقصود أكثر من ثمرة ، وبهذا الأسلوب يلغي لفظ المفرد عن وجود فوارق في مكونات الجمع ، فيشمل بذلك كل الجنس ؛ فهي إذن دالة أيضًا على الجمع كدلالة ثمرات ، وجاء بعدها في نفس الآية "من أنثى" على نفس التفسير ، وهي شاملة لكل أنثى يحصل لها حمل ، والحمل يحصل للأكثر الإناث ، ويحصل مع الأنثى الواحدة مرات عديدة.

 

أما مجيء "من" مع ثمرات ؛ فليس كل الثمر يخرج من أكمام ، وخاصة النبات الذي يتكون ثمره في بطن الأرض ، وقال: من أكمامها ردًا على المفرد ولم يقل: من أكمامهن ردًا على الجمع ؛ لأن الأكمام تسقط مع سقوط الثمر ، ولا يتكرر منها إخراج الثمار ، ومن الكم الواحد لا يخرج إلا ثمرة واحدة.

 

وبسط التاء ليس لصلاح القراءتين فقط، ولكن لدلالة المراد بالثمرة أنها اسم جنس؛ فهي جمع، ومن حق الجمع أن تبسط تاؤه؛ لأنه ظاهر لا يخفى بغيره، خلاف المفرد الذي يخفى بين الجمع من أقرانه.

 

وكذلك فإن حمل الأنثى يكون في باطنها غير ظاهر، والثمر يتكون من الأكمام، ويكون ظاهرًا بينًا، فبسط التاء هو الأنسب لتمثيل الحالة التي يشاهد عليها الثمار.

 

وثمرة: وردت مرة واحدة في البقرة بالإفراد ، وهي مفردة عند الجميع

 

 

قال تعالى:

كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ...(25)


البقرة ، وأما قبض تائها مع أنها اسم جنس يفيد الجمع ؛ فلأن ثمر الآخرة موقوف لأصحاب الجنة فقط، وثمر الدنيا مبسوط لكل الناس ؛ مؤمنهم وكافرهم ، ويوم القيامة ينادي أصحاب النار أصحاب الجنة أن يفيضوا عليهم من الماء أو مما رزقهم الله ، والثمر من الرزق ، ومجيء القول بلفظ المفرد "ثمرة" اسمًا للجنس؛ ليدل على أن كل الثمر هو رزقًا لهم في الآخرة ، بينما الثمر في الدنيا رزقًا للإنس والطير ، والدواب ، وللمؤمن وللكافر.... فما أعظم هذه الرزق ؟! وما أكثره؟!

 

وموعدنا في الحلقة التالية مع كلمة

غرفات ....

ونسأل الله القبول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×