اذهبي الى المحتوى
بسمة الحياة

فلنعش في رحاب القرآن خلال رمضان

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

فلنعش في رحاب القرآن خلال رمضان

 

 

 

حبيباتي عاد رمضان بخيره و دفئه ومن يعلم ان كنا سنعيش بعده الى رمضان القادم ام لا.

 

أول رمضان أمضيته معكن كان اجمل شهر في حياتي، و كنت فيه أقرب إلى الله من كل أيام عمري التي مضت قبله و أنا طامعة في أن يكون رمضان هذه السنة احلى من الفائت إن شاء الله.

 

وبما أن رمضان شهر القرآن فلنغتنم الفرصة و نمضيه في رحاب كتاب الله ، لدي اقتراح ارجو ان ينال استحسانكن ، ألا و هو ان نطرح كل يوم آية مع الشرح و ان امكن اسباب النزول و نتدارسها و نقوم بحفظها و من لديها اقتراح آخر تتفضل به.

 

أنا في انتظار آرائكن.

 

 

 

اللهم بلغنا رمضان و ثبت قلوبنا على دينك و تقبل منا اعمالنا الصالحة و تجاوزعن سيئاتنا يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اجعلنا من عتقائك في رمضان و جد علينا بصحبة الابرار و لا تحرمنا من صحبة حبيبك عليه أفضل الصلاة و السلام في أعلى الجنان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-22098-1189811248.gif

 

اليوم كان أول يوم في رمضان في بلدي ، كل عام و أنتن إلى الله أقرب و على طاعته أدوم.

 

الحمد لله أن بلغنا رمضان نسأله سبحانه و تعالى أن يجعله لنا شهر يمن و بركة و خير و يعتقنا فيه من النار.

 

 

post-22098-1189811320.gif

 

نبدأ أول آية اخترتها لكن

 

 

 

post-22098-1189811422.gifلم تقولون ما لا تفعلون؟ post-22098-1189811422.gif

 

 

 

يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الصف “سَبحَ لِلهِ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم، يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تفعلون، كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ، إِن اللهَ يُحِب الذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنهُم بُنيَانٌ مرْصُوصٌ” ( الآيات: 1 4).

افتتحت سورة “الصف” كما افتتحت قبلها سورتا الحديد والحشر بتنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به، أي نزه الله تعالى وقدسه جميع ما في السموات وجميع ما في الأرض من مخلوقات، وهو عز وجل “العزيز” الذي لا يغلبه غالب “الحكيم” في كل أقواله وأفعاله.

ثم وجه سبحانه نداء إلى المؤمنين فقال: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون”.

وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات روايات منها ما روي عن ابن عباس انه قال: كان أناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه، إيمان به لاشك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به.

فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم فنزلت هذه الآيات.

 

تصرف ممقوت

 

والاستفهام في قوله تعالى: “لم تقولون” للإنكار والتوبيخ على قول الإنسان قولا لا يؤيده فعله، لأن هذا القول إما أن يكون كذبا، وإما أن يكون خلفا للوعد، وكلاهما يبغضه الله تعالى.

والمعنى: يا من آمنتم بالله واليوم الآخر، لماذا تقولون قولا تخالفه أفعالكم بأن تزعموا بأنكم لو كلفتم بكذا لفعلتموه، فلما كلفتم به قصرتم فيه، أو أن تقولوا بأنكم فعلتم كذا وكذا مع أنكم لم تفعلوا ذلك.

وناداهم بصفة الإيمان الحق، لتحريك حرارة الإيمان في قلوبهم، وللتعريض بهم، إذ من شأن الإيمان الحق أن يحمل المؤمن على أن يكون قوله مطابقا لفعله.

وقوله سبحانه: “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” بيان للآثار السيئة التي تترتب على القول الذي يخالفه الفعل، وقوله “كبر” بمعنى عظم، لأن الشيء الكبير لا يوصف بهذا الوصف، إلا إذا كان فيه كثرة وشدة في نوعه.

والمقت: البغض الشديد، ومنه قوله تعالى: “ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً”.

وقال سبحانه: “كبر مقتا عند الله” للإشعار بمدى هذا البغض من الله تعالى لهم بسبب مخالفة قولهم لفعلهم، لأنه إذا كانت هذه الصفة عظيمة المقت عند الله، فعلى كل عاقل أن يجتنبها ويبتعد عنها.

قال صاحب تفسير الكشاف: نداؤهم بالإيمان تهكم بهم وبإيمانهم وهذا من أفصح الكلام وأبلغه في معناه.

وهكذا ذم الحق سبحانه الذين يقولون ما لا يفعلون ذما شديدا ويندرج تحت هذا الذم، الكذب في القول، والخلف في الوعد، وحب الشخص للثناء من دون أن يكون قد قدم عملا يستحق من اجله الثناء.

 

وبعد أن وبخ سبحانه الذين يقولون ما لا يفعلون أتبع ذلك ببيان من يحبهم الله تعالى فقال: “إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص”، ومحبة الله تعالى لشخص معناها رضاه عنه وإكرامه له.

والمعنى أن الله تعالى يحب الذين يقاتلون في سبيل إعلاء دينه قتالا شديدا، حتى لكأنهم في ثباتهم واجتماع كلمتهم، وصدق يقينهم، بنيان قد التصق بعضه ببعض فلا يستطيع احد أن ينفذ من بين صفوفه.

فالمقصود بالآية الكريمة الثناء على المجاهدين الصادقين الذين يثبتون أمام الأعداء وهم يقاتلونهم ثباتا لا اضطراب معه ولا تزلزل.

يقول الإمام الرازي في تفسيره: أخبر الله تعالى انه يحب من يثبت في الجهاد، ويلزم مكانه كثبوت البناء المرصوص.

 

 

post-22098-1189811617.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-22098-1189889686.gif

 

آيتنا اليوم هي :

 

يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأعراف:

 

“وَهُوَ الذِي يُرْسِلُ الريَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتى إِذَا أَقَلتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ ميتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُل الثمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلكُمْ تَذَكرُون وَالْبَلَدُ الطيبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبهِ وَالذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ”. (الأعراف: ،57 58).

 

post-22098-1189889792.gif

 

بعد أن بيّن سبحانه في الآيات السابقة على هذه الآيات أنه هو الخالق للسماوات والأرض، وأنه المتصرف الحاكم المدبر المسخر، وأن رحمته قريبة من المحسنين الذين يكثرون من التضرع إليه بخشوع وإخلاص.. بعد كل ذلك تحدث سبحانه عن بعض مظاهر رحمته التي تتجلى في إرسال الرياح وإنزال المطر، وعن بعض مظاهر قدرته التي تتجلى في بعث الموتى للحساب، وفي هداية من يريد هدايته وإضلال من يريد إضلاله، فقال تعالى: “وهو الذي يرسل الرياح....”.

 

والمعنى: وهو سبحانه الذي يرسل الرياح مبشرات عباده بقرب نزول الغيث الذي به حياة الناس.

 

post-22098-1189889792.gif

 

رحمة واسعة

 

وقوله: “بين يدي رحمته” أي بين المطر الذي هو من أبرز مظاهر رحمة الله بعباده.. قال تعالى: “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد” وقال تعالى: “ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات”.

 

ومعنى قوله عز وجل: “حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت” أن الله تعالى هو الذي يرسل الرياح مبشرات بنزول الغيث حتى إذا حملت الرياح سحابا ثقالا من كثرة ما فيها من الماء سقناه أي السحاب إلى “بلد ميت” أي الأرض التي لا نبات فيها ولا مرعى، فاهتزت وربت وأخرجت النبات والمرعى..

 

وقوله سبحانه: “فأخرجنا به من كل الثمرات” أي: فأخرجنا بهذا الماء من كل أنواع الثمرات المعتادة في كل بلد، فليس المراد أن كل بلد ميت تخرج منه جميع أنواع الثمار التي خلقها الله متى نزل به الماء، وإنما المراد أن كل بلد تخرج منه الثمار التي تناسب تربته على حسب مشيئة الله وفضله وإحسانه، إذ من المشاهد أن البلاد تختلف أرضها فيما تخرجه، وهذا أدل على قدرة الله، وواسع رحمته.

 

post-22098-1189889792.gif

 

إحياء الموتى

 

وقوله: “كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون” أي مثل ما أحيينا الأرض بعد موتها وجعلناها زاخرة بأنواع الثمرات بسبب نزول الماء عليها، نخرج الموتى من الأرض ونبعثهم أحياء في اليوم الآخر لنحاسبهم على أعمالهم، فالتشبه في مطلق الإخراج من العدم، وهذا رد على منكري البعث بدليل ملزم، لأن من قدر على إخراج النبات من الأرض بعد نزول الماء عليها قادر على إخراج الموتى من قبورهم.

 

وقوله: “لعلكم تذكرون” أي لعلكم تذكرون وتعتبرون بما وصفنا لكم فيزول إنكاركم للبعث والحساب.

 

ومن أحكام هذه الآية كما قال بعض المفسرين أنها تدل على عظم نعمة الله على عباده بالمطر، وتدل على إحياء الموتى بإحياء الأرض بالنبات، وتدل على أنه أراد من الجميع التذكر، وتدل على أنه أجرى العادة بإخراج النبات بالماء، وإلا فهو قادر على إخراجه من غير ماء.

ثم ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا لاختلاف استعداد البشر للخير والشر فقال: “والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون”.

 

والمعنى أن الأرض الكريمة التربة يخرج نباتها وافيا حسنا غزير النفع بمشيئة الله وتيسيره، والذي خبث من الأرض كالسبخة منها لا يخرج نباته إلا قليلا عديم الفائدة.

 

فالأول مثل ضربه الله للمؤمنين يقول: هو طيب وعمله طيب.

والثاني: مثل للكافر، يقول: هو خبيث وعمله خبيث.

 

وقوله سبحانه “كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون” أي بمثل ذلك التصريف البديع والتنويع الحكيم نصرف الآيات الدالة على علمنا وحكمنا ورحمتنا بالإتيان بها على أنواع جلية واضحة لقوم يشكرون نعمنا، باستعمالها فيما خلقت له فيستحقون مزيدنا منها وإثابتنا عليها.

 

 

 

 

post-22098-1189889954.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله الجنة على طرح اليوم :wub:

 

هل لك أن تستضيفينى فى صفحتك ؟ :rolleyes:

qatarw_uoHeRKZEAZ.gif

 

﴿ { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ﴾ ( آل عمران/153)

 

نزلت هذه الأية تحكى عن احداث غزوة احد وما كان من المسلمين حين لم يمتثلوا إلى أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسرع الرماة بالنزول من على الجبل لجمع الغنائم حين ظنوا وقوع النصر، بينما لم يثبت المسلمون فى أرض المعركة بعد ما غار عليهم المشركون، فانطلقوا هاربين ... والرسول يدعوهم : إلىَّ عباد الله ، وما ثبت معه منهم يومئذ إلا قليل ، فجازاهم الله بالهزيمة وغمها ، بسبب أنهم غموا الرسول بمخالفة أوامره ، وأنزل الله بهم ألما وضيقا وغما ، وزاد عليهم النداء المغرض بأن محمدا قد مات... فزادتهم شتاتا وغما بغم ... كان هذا درسا والله يرى ويسمع ما كان منهم حتى تتوطن نفوسكم على البلايا ، وتتمرنوا على الصبر على المصائب . .

 

v80.gif

وقفتنا اليوم مع هذه الأية الكريمة لا تخص غزوة احد ..

بل نتحدث عنا ... عن كل واحدة فينا ... تأملى اختى العزيزة "فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بِغَمٍّ" ،

لم نطع الرسول ولم نلتزم نهجه ... فأثابنا غما بغم ...

لم نكن بعضنا لبعض ظهيرا ... فأثابنا غما بغم ...

عشنا لأنفسنا ولم نلتفت إلى أحوال غيرنا من المسلمين... فأثابنا غما بغم ...

...جعلنا الدنيا اكبر همنا ...فأثابنا غما بغم ...

الرسول يدعونا .. "إلىَّ عباد الله" ... فلا نلتفت ... فأثابنا غما بغم ....

فاتنا النصر واقعدتنا الهزيمة ... فأثابنا غما بغم

أما آن لنا ان نتعلم الدرس ... الغم ينبع من داخلنا ... فلنفضه عن قلوبنا ... ماذا ننتظر؟!

v80.gif

اللهم انزل علينا من بعد الغم أمنة من عندك ...

 

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين...

 

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ...

 

اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالى .. غير أن عافيتك هى أوسع لنا ... ولا حول ولا قوة إلا بك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-22098-1190024484.gif

 

 

post-22098-1190025050.gifويبقى الله post-22098-1190025050.gif

 

 

 

يقول الحق سبحانه في سورة الرحمن “كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن. فبأي آلاء ربكما تكذبان. سنفرغ لكم أيها الثقلان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. فبأي آلاء ربكما تكذبان” (الآيات من 26 إلى 36).

 

post-22098-1190024576.gif

 

بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآيات عن بعض مظاهر قدرته، ونعمه على عباده، تحدث سبحانه في هذه الآيات عن تفرده بالبقاء، وعن افتقار الناس إليه وحده وغناه عنهم.

 

والضمير في “عليها” يعود إلى الأرض والمراد بمن عليها: كل من يعيش فوقها.

 

post-22098-1190024576.gif

 

زوال المخلوقات

 

والمعنى: كل من على الأرض من إنسان وحيوان وغيرهما سائر إلى الزوال والفناء “ويبقى وجه ربك” وذاته بقاء لا تغير معه ولا زوال، فهو سبحانه “ذو الجلال” أي: ذو العظمة والاستغناء المطلق “والإكرام” أي: والفضل التام، والإحسان الكامل.

 

قال القرطبي في تفسيره: لما نزلت هذه الآية “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” قالت الملائكة هلك أهل الأرض، فنزلت الآية “كل شيء هالك إلا وجهه” فأيقنت الملائكة بالهلاك.

 

وقوله “ويبقى وجه ربك” أي ويبقى الله، فالوجه عبارة عن وجوده وذاته، وهذا الذي ارتضاه المحققون من العلماء.

 

وقوله تعالى: “يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن” بيان لغناه المطلق عن غيره واحتياج غيره إليه.

والمراد باليوم هنا: مطلق الوقت مهما قل زمنه.. والشأن: الأمر، والحدث المهم.

 

والمعنى أنه سبحانه يسأله من في السموات والأرض سؤال المحتاج إلى رزقه، وفضله، وستره، وعافيته، وهو عز وجل في كل وقت من الأوقات، وفي كل لحظة من اللحظات في شأن عظيم، وأمر جليل حيث يحدث ما يحدث من أحوال في هذا الكون فيحيي ويميت، ويعز ويذل، ويغني ويفقر، ويشفي ويمرض، دون أن يشغله شأن عن شأن.

 

قال الألوسي في تفسيره: قوله “كل يوم هو في شأن” أي كل وقت من الأوقات هو في شأن من الشؤون، التي من جملتها إعطاء ما سألوا، فإنه سبحانه لا يزال ينشئ أشخاصا ويفني آخرين، ويأتي بأحوال، حسبما تقتضيه إرادته المبنية على الحكم البالغة”.

جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وابن ماجه عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية: “من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويخفض آخرين”.

 

post-22098-1190024576.gif

 

محاسبة الإنس والجن

 

ثم هدّد سبحانه الذين يخالفون أمره تحذيرا شديدا، فقال: “سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان”.. أي سنقصد يوم القيامة إلى محاسبتكم أيها الإنس والجن على أعمالكم وسنجازيكم عليها بما تستحقون، وسيكون هذا شأننا أيها الثقلان في هذا اليوم العظيم.

 

ومعنى قوله عز وجل “يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا..” أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم يوم القيامة وسيقول لهم على سبيل التعجيز والتحدي: يا معشر الجن والإنس، إن استطعتم أن تنفذوا وتخرجوا من جوانب السموات والأرض ومن نواحيها المتعددة فانفذوا واخرجوا وخلصوا أنفسكم من المحاسبة والمجازاة.

 

ومعنى قول سبحانه: “لا تنفذون إلا بسلطان” بيان للتعجيز المتمثل في قوله “فانفذوا” والسلطان المراد به هنا: القدرة والقوة.

 

أي: لا تنفذون من هذا الموقف العصيب الذي أنتم فيه إلا بقدرة عظيمة، وقوة خارقة، تزيد على قوة خالقكم الذي جعلكم في هذا الموقف، ومن أين لكم هذه القوة التي أنتم أبعد ما تكونون عنها؟

 

فالمقصود بالآية الكريمة تحذير الفاسقين والكافرين من التمادي في فسقهم وكفرهم، وبيان أنهم سيكونون في قبضة الله تعالى وتحت سلطانه، وأنهم لن يستطيعوا الهروب من قبضته وقضائه فيهم بحكمه العادل.

 

 

 

post-22098-1190024811.gif

تم تعديل بواسطة بسمة الحياة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

دلائل على قدرة الخالق

 

 

 

post-22098-1190419592.gif يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الزمر: “خَلَقَ السمَاوَاتِ وَالأرضَ بِالْحَق يُكَورُ الليْلَ عَلَى النهَارِ وَيُكَورُ النهَارَ عَلَى الليْلِ وَسَخرَ الشمْسَ وَالْقَمَرَ كُل يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفارُ. خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُم جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم منْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللهُ رَبكُمْ لَهُ الُملْكُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنى تُصرفُونَ”. post-22098-1190419592.gif

 

 

 

في هذه الآيات الكريمة يقيم الحق سبحانه المزيد من الأدلة على وحدانيته وقدرته عن طريق التأمل في ملكوت السماوات والأرض وفي ظاهر الليل والنهار وفي تسخير الشمس والقمر، وفي خلق بني آدم من نفس واحدة.

 

فقوله تعالى “خلق السماوات والأرض بالحق” تفصيل لبعض أفعاله الدالة على وحدانيته سبحانه وقدرته. أي: الله وحده هو الذي أوجد هذه السماوات وتلك الأرض، إيجادا ملتبسا بالحق والحكمة والمصلحة التي تعود عليكم أيها الناس بالخير والمنفعة ومن كان شأنه كذلك، استحال أن يكون له شريك أو ولد.

 

post-22098-1190420646.gif

 

نظام محكم

 

ثم ساق سبحانه دليلا ثانيا على وحدانيته فقال: “يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل”، والمقصود أن الليل والنهار كليهما يكر على الآخر فيذهبه ويحل محله، بطريقة متناسقة محكمة لا اختلال معها ولا اضطراب.

 

قال صاحب الكشاف: “والتكوير: اللف واللي يقال: كار العمامة على رأسه وكورها”.

ثم ذكر سبحانه دليلا ثالثا على وحدانيته وقدرته فقال: “وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى”.

 

والتسخير: التذليل والانقياد والطاعة التامة، أي: وجعل سبحانه الشمس والقمر منقادين لأمره انقيادا تاما، وكلاهما يجري في مداره إلى الوقت المحدد في علم الله تعالى لنهاية دورانه، وانقطاع حركته.

 

وهما في جريانهما يسيران بنظام محكم دقيق غاية الدقة، كما قال تعالى: “لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر. ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون” ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله: “ألا هو العزيز الغفار” أي: ألا إن الله تعالى وحده الخالق لكل تلك المخلوقات، وهو وحده المتصرف فيها، والمهيمن عليها وهو وحده “العزيز” الغالب على كل ما سواه، الكثير المغفرة لذنوب عباده التائبين إليه توبة نصوحا.

 

post-22098-1190420646.gif

 

نفس واحدة

 

ثم ساق سبحانه أدلة أخرى على وحدانيته فقال “خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها”. أي خلقكم سبحانه من نفس واحدة هي نفس أبيكم آدم ثم خلق من هذه النفس الواحدة، زوجها وهى أمكم حواء.

وقوله تعالى: “وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج” بيان لبعض آخر من أفعاله تعالى الدالة على وحدانيته وقدرته.

أي: وأنزل من كل من الإبل والبقر والغنم والماعز زوجين: ذكرا وأنثى يتم بهما التناسل وبقاء النوع.

 

وقوله تعالى: “يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث” بيان لكيفية خلق ما خلقه الله من الأناس والأنعام بتلك الطريقة العجيبة.

 

أي انه تعالى يخلقكم أيها الناس بقدرته في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق، بأن يحولكم من نطفة إلى علقة إلى مضغة، إلى عظام مكسوة باللحم، ثم يحولكم بعد ذلك إلى خلق آخر، وهذه المراحل كلها تتم وأنتم في ظلمات بطون أمهاتكم وظلمات الأرحام التي بداخل البطون، وذلك كله من أقوى الأدلة على قدرة الله تعالى ورعايته لخلقه.

 

وصدق الله إذ يقول: “ألم نخلقكم من ماء مهين. فجعلناه في قرار مكين. إلى قدر معلوم. فقدرنا فنعم القادرون”.

 

وقوله تعالى: “ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنّى تصرفون”. معناه ذلكم العظيم الشأن الذي ذكرنا لكم بعض مظاهر قدرته، هو الله ربكم الذي له ملك كل شيء، والذي لا معبود بحق سواه، فكيف تُصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره، وكيف تزعمون أن له شريكا أو ولدا. مع توفر الأدلة على بطلان ذلك؟

 

 

post-22098-1190420711.gif

تم تعديل بواسطة بسمة الحياة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله ماشاء الله يابسمة ربنا يعينك ويثبتك ويجازيك خيرا ان شاء الله على ماتفعلينه

ان شاء الله احاول اتابع برضوا معاكى لانه فعلا التركيز بهذا الشكل على ايات معينة بيوضح اشياء كثيرة ممكن لا ناخذ بالنا منها مع القراءة العادية حتى وان كانت مع التفسير

 

فكرة جميلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جعلك الله من أهل الجزاء حبيبتي طيف الدوحة

 

اهلا بك شهودة ربنا يثبتني و اياك و يجعلك من اهل الجزاء

 

مستنية متابعتكن علشان تشجعوني جعلني الله و اياكن من اهل القرآن و خاصته

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وسارعوا إلى مغفرة من ربكم

 

 

 

post-22098-1190628969.gifيقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين”.post-22098-1190628969.gif

 

قال الآلوسي: سبب نزول هذه الآية أن جماعة من المسلمين قالوا يا رسول الله: بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا، كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة، في عتبة داره اجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا وكذا. فسكت صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآيات إلى قوله: “والذين إذا فعلوا فاحشة” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بخير من ذلكم ثم تلاها عليهم”.

 

post-22098-1190629041.gif

 

.. فأين الليل؟

 

وقوله: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم” من السرعة بمعنى المبادرة إلى الشيء من دون تأخير أو تردد.. والمعنى: سارعوا وبادروا إلى ما يوصلكم إلى ما به تظفرون بمغفرة ربكم ورحمته ورضوانه وجنته، بأن تقوموا بأداء ما كلفكم إياه من واجبات، وتنتهوا عما نهاكم عنه من محظورات.

 

ولقد عظم الله سبحانه بذلك شأن هذه المغفرة التي ينبغي طلبها بإسراع ومبادرة بأن جاء بها منكرة، وبأن وصفها بأنها كائنة منه سبحانه، فهو الذي خلق الخلق بقدرته ورباهم برعايته.

 

ووصف سبحانه الجنة بأنها عرضها السموات والأرض على طريقة التشبيه البليغ.

 

قال ابن كثير: جاء في مسند الإمام أحمد أن هرقل كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إنك دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار”.

 

وعن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله تعالى: “وجنة عرضها السموات والأرض” فأين النار قال: أرأيت الليل إذا جاء لبس كل شيء فأين النهار؟ قال: حيث شاء الله فقال صلى الله عليه وسلم: “وكذلك النار تكون حيث شاء الله”.

 

وقوله تعالى “أعدت للمتقين” أي هيئت للمتقين الذين صانوا أنفسهم عن محارم الله وجعلوا بينهم وبينها وقاية وساترا، وخافوا مقام ربهم ونهوا أنفسهم عن الهوى.

 

post-22098-1190629041.gif

 

الانفاق في سبيل الله

 

ثم بيّن سبحانه صفات المتقين الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون، والذين أعد لهم سبحانه جنته فقال تعالى: “الذين ينفقون في السراء والضراء” أي الذين ينفقون حال عسرهم، وسرورهم وحزنهم، وفي حال صحتهم ومرضهم لا يصرفهم صارف عن إنفاق أموالهم في وجوه الخير ما داموا قادرين على ذلك.

 

وقدم الإنفاق على غيره من صفاتهم لأنه يدل على صفاء نفوسهم وقوة إخلاصهم، فإن المال شقيق الروح، فإذا أنفقوه في حالتي السراء والضراء كان ذلك دليلا على التزامهم العميق بتعاليم دينهم وطاعة ربهم.

 

وقد مدح الله تعالى الذين ينفقون أموالهم في سبيله في عشرات الآيات من كتابه، ومن ذلك قوله تعالى: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”.

 

أما الصفتان الثانية والثالثة من صفات هؤلاء المتقين فهما قوله تعالى: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”.. أي سارعوا أيها المؤمنون إلى العمل الصالح الذين يوصلكم إلى جنة عظيمة أعدها الله تعالى لمن يبذلون أموالهم في السراء والضراء، ولمن يمسكون غيظهم ويمتنعون عن إمضائه مع القدرة عليه، ولمن يغضون عمن أساء إليهم، فالمراد بكظم الغيظ حبسه وإمساكه.

 

أما الصفة الرابعة من صفات هؤلاء المتقين فقد ذكرها سبحانه في قوله: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله. ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون”.

 

والفاحشة من الفحش، وهو مجاوزة الحد في السوء، والمراد بها الفعلة البالغة في القبح.

 

post-22098-1190629041.gif

 

فما يمنعنا اخواتي من ان نكون من هؤلاء المتقين و نفوز بمغفرة من الله و جنات عرضها السماوات و الارض .

 

فالهمة الهمة حبيبات قلبي و ليكن شعارنا : لن يسبقني الى الله احد.

 

post-22098-1190629155.gif

تم تعديل بواسطة بسمة الحياة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×