اذهبي الى المحتوى
حنان المحبة

قصة انتهت قبل ان تبدا

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خرجنا كعادتنا من المسجد بعد يوم رمضاني رائع..و ما كدنا نخطو خارج بوابته الكبيرة حتى نادتني المشرفة ..عدت اليها مع صديقتي لاعلم ما تريده مني..

فاذا بها تطلب مني طلبا غريبا..قالت لي

[ اريد ان اكلفك بمهمة..و ارجو ان تقومي بها]

استغربت كلامها و لكنني ابديت استعدادي لعمل ما تكلفني به

فاذا بها تقول لي..

[ اخرجي انت و كريمة الى خارج المسجد. وهناك ستجدين امراة جالسة تحت شجرة امام الباب معها ثلاثة اطفال...حاولي ان تعرفي لي قصتها..]

ازداد استغرابي و لكنني ذهبت لانفذ اوامرها..فهي المشرفة على معهدنا الذي يتخذ من المسجد و الاقسام الملحقة به مقرا له..فكيف لا انفذ اوامرها

و هكذا خرجنا من البوابة لنجد امامنا المراة كما وصفتها السيدة المشرفة..

بدات اقترب منها و انا اقدم رجلا و اؤخر اخرى...لست ادري.... كيف ساقترب منها.و ماذا ساقول لها.

وكنت كلما اقتربت منها اكثر تجلت لي ملامحها اوضح...انها امراة تبدو في الاربعين من عمرها..رسمت السنين خطوطا من البؤس على وجهها الشديد السمرة-بل يكاد يكون اسودا-لا اعرف ان كان لونها الطبيعي ام ان الشمس احرقت وجهها كما احرقت المحن عمرها

انها امراة تنظرين في وجهها فلا ترين فيه اي لمحة من الانوثة او الرقة او الجمال...فهو لا يعدو ان يكون وجه انسان...

كانت تلبس ثيابا رثة و على راسها منديل صغير معقود خلف اذنيها..و اطفالها لم يكونوا افضل حالا منها.فقد قاسموا امهم بؤسها و شقاءها فجلسوا حولها يتضورون جوعا.و الذباب اتخذ من وجوههم مرتعا و مستراحا..يبدو ان الماء لم يعرف طريقه الى اجسادهم منذ شهور..

وصلت اليها فسلمت ثم جلست الى جانبها.فكان اول سؤال خطر على بالي

[ما الذي يجلسك هنا في هذا الوقت يا اختى? ]

فقالت المسكينة

اخبرني بعض الناس انني ساجد في هذا المسجد اخوات يعملن في جمعية نسائية تهتم بمشاكل الزوجات المتخلى عنهن ]

لم احتج الى جهد كبير في محاولة كشف سرها لانها بدات تسرد علي قصتها تلقائيا

هي امراة غريبة ...سافرت بحثا عن عمل فاوصلها بحثها الى مدينتنا حيث ظنت انها قد تجد ضالتها..و عندما وصلت مع اطفالها لم تعرف الى اين تذهب فكانت تنام مع المتشردين في محطة الحافلات تفترش الارض و تلتحف السماء هي و اطفالها الذين لا يتجاوز عمر اكبرهم اربع سنوات...

جاءت من مدينتها هربا من الفقر و الجوع فجاءت للتشرد و الضياع

هي امراة زوجها والدها مكرهة في سن حديثة لرجل بلا دين ولا خلق ولا مال و لا نسب ولا ....ولا...ولا ....

زوجها ليرتاح من اعباءها. فتركت بيتا لم تعرف فيه غير الظلم و الشقاء الى بيت رجل لم تختبر معه الا الوانا جديدة من المعاناة

فكان يضربها ليل نهار و خصوصا عندما لا يجد مالا لشراء الخمر و المخدر..فيكون تعذيبها هو المتنفس له

و كلما ذهبت الى اهلها شاكية مستنجدة اعادوها اليه ذليلة مهانة....]

كانت تحكي لي وانا انظر اليها و الى اطفالها الثلاثة.. .و اشعر بانني استمع الى قصة مسلسل من مسلسلات رمضان -فنحن كنا في شهر رمضان-فسالتها[ كم عمرك يا اختاه?]

فكانت المفاجاة

عمرها اثنان و عشرون سنة و لدت سنة 1986و لكن الظلم اضاف الى عمرها عشرين سنة اخرى فاصبحت تبدو في الاربعينات من العمر تركتها تكمل قصتها و سرحت بفكري بعيدا عنها... كنت افكر كيف ان هذه الفتاة انتهت حياتها قبل ان تبدا

من المسؤول عما حدث لها ..هل هو والدها ام هو زوجها ..ام انها الظروف التي وجدت فيها..ام انه المجتمع الذي تخلى عنها ..ام انه قبل هذا و ذاك البعد عن منهج الله في الحياة....وجدتني انظر اليها و انا اردد في سري [الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاها به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ]ثم قمت عنها و ذهبت الى المشرفة لاقص عليها ما سمعته منها لعلها...ربما قد تستطيع ان تساعدها

تم تعديل بواسطة حنان المحبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيتي خيرا على الطرح واسال الله ان ييسر لها من فيهم خير.........

ولكني اعتب عليكي اختي الحبيبه حنان المحبه لانكي كتبتي جمله بصراحه ضايقتني وهي/فهو لايعدو ان يكون وجه انسان/

اعرف ان هذا وصف لوجهها ولكن ياليت كان بطريقه افضل وارقى........

يعطيكي الف عافيه........

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

كرا على الموضوع قصة محزنة الصراحة [الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاها به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جوزيتن الجنة يا حبيباتي على اهتمامكن بقصتي القصيرة مع امراة التقيتها و لم استطع ان انساها :icon16: والشكر الاكبر لاختي العاصفة الهادئة على ملاحظتها التي اسعدتني كثيرا :biggrin: انا يا اختي لم اقصد من وصفي ان اسخر من المراة او ان انتقص من قدرها-حاشا لله-و لكنني كنت احاول ان اصفها كما رايتها و كما احسستها...لانها فعلا كانت تبدو مجرد انسانة تحيا فقط لا اقل و لا اكثر..و عموما اتمنى لو انك تقترحين علي عبارة افضل استطيع بها ان اكون اكثر لطفا و رقيا في وصفها :wub:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حبيبتي بارك الله فيكم

موضوع مؤثر

وطرح راق

وموهبة متقدة

جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×