روى هذا الحديث الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الشؤم في الدار والمرأة والفرس) [صحيح مسلم-كتاب السلام-باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم]
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن كان الشؤم في شيء ففي المرأة والدابة والسكن " رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما..
وأخرج أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا: " من سعادة ابن آدم ثلاثة المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح , ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء"..
فإنّ الحديث وردت فيه كلمة (الشؤم) وهي مصدر في اللغة العربية، ونفهم من الحديث أنّه إن كان يمكننا التشاؤم من شيء فمن المرأة أو الدابة أو الدار، ولا مجال لفهم الحديث على أنّه اعتبار لحصول التشاؤم مطلقا من المرأة والدابة والدار، فإنّ الرسول الكريم صلى الـله عليه وسلم تزوج النساء وروي أنه قال: (حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة)، وصحّ عن النبي أنه اتخذ دارا للسكنى وركب في سفره الدواب، وعليه فإنّ الادعاء بأن المراد من الحديث توكيد حصول التشاؤم مطلقا من المرأة والدار والدابة ادعاء مردود لغة وشرعا وعقلا تبطله طرق الحديث المتعددة، كرواية أحمد وابن حبان والحاكم عن سعد عن النبي صلى الـله عليه وسلم " من سعادة ابن آدم ثلاثة المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء"..
ولنتامل معا فيما أورده الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) في معرض شرحه لحديث"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، حيث كتب الإمام العسقلاني ما نصه: ((قال الشيخ تقي الدين السبكي : في إيراد البخاري هذا الحديث عقب حديثي ابن عمر وسهل بعد ذكر الآية في الترجمة إشارة إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منها العداوة والفتنة ، لا كما يفهمه بعض الناس من التشاؤم بكعبها أو أن لها تأثيرا في ذلك ، وهو شيء لا يقول به أحد من العلماء ، ومن قال إنها سبب في ذلك فهو جاهل ، وقد أطلق الشارع على من ينسب المطر إلى النوء الكفر فكيف بمن ينسب ما يقع من الشر إلى المرأة مما ليس لها فيه مدخل،وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر فتنفر النفس من ذلك ، فمن وقع له ذلك فلا يضره أن يتركها من غير أن يعتقد نسبة الفعل إليها))ا.هـ
لفت إنتباهي خلال مطالعتي لكتاب (بهجة قلوب الأبراروقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار )لمؤلفه (العلامة عبدالرحمن السعدي ) هذا الحديث ......
عن أبي هريرة رضي الله عنه :قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( لايلدغ المؤمن من جحرواحد مرتين)) متفق عليه
حيث كنت أعتقد دوما حينما أقرأه فيما مضى أنه خاص بتعامل العباد مع بعضهم البعض ويحث على التريث والحذر في المعاملات ،،فإذا بي أجد شرحا إضافيا لهذا الحديث يلامس علاقة الفرد مع نفسه فلا يظلمها بتكرار إقتراف الذنوب والمعاصي والعياذ بالله ،،
وسأترككم مع شرح العلامة الوافي لأنني أخشى أن لا أكون أهلا بمدادي القاصر أن أتقدمه بمقدمة ولا إستهلال .......
يقول المؤلف شارحا للحديث الآنف الذكر :
هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لبيان كمال إحترازالمؤمن ويقظته ،وأن المؤمن يمنعه إيمانه من اقتراف السيئات التي تضره مقارفتها،وأنه متى وقع في شئ منها ،فإنه في الحال يبادر إلى الندم والتوبة والإنابة .
ومن تمام توبته :
أن يحذر غاية الحذر من ذلك السبب الذي أوقعه في الذنب ،كحال من أدخل يده في جحر فلدغته حية ،فإنه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر ،لما أصابه فيه أول مرة .
وكما أن الإيمان يحمل صاحبه على فعل الطاعات ،ويرغبه فيه ؛ويحزنه لفواتها .فكذلك يزجره عن مقارفة السيئات ،وإن وقعت بادر إلى النزوع عنها ،ولم يعد إلى مثل ما وقع فيه .
فوائد مستنبطة من الحديث
* الحث على الحزم والكيس في جميع الأمور .ومن لوازم ذلك :تعرف الأسباب النافعة ليقوم بها ،والأسباب الضارة ليتجنبها
* ويدل على الحث على تجنب أسباب الريب التي يخشى من مقاربتها الوقوع في الشر .
* ويدل _أيضا _على أن الذرائع معتبرة .وقد حذر الله المؤمنين من العود إلى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي ،
فقال {{يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين }}
ولهذا ،فإن من ذاق الشر من التائبين تكون كراهته له أعظم ،وتحذيره وحذره عنه أبلغ ؛لأنه عرف بالتجربة آثاره القبيحة .
والله أعلم
انتهى .......
أخواتي الغاليات ،،،أتمنى أن لاأكون قد أطلت عليكن ،ولكننا ماأحوجنا إلى الفطنة عند مواضع الشبهات والشهوات ........نسأل الله المعونة