اذهبي الى المحتوى
راماس

تفاحة القلب وريحانه العين

المشاركات التي تم ترشيحها

28-2.gif

12-96.gif

تفاحة القلب وريحانه العين

12-96.gif

الحمد لله المنعم المتفضل بجزيل العطايا والإحسان، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فلقد كانت البشرية في فترة من عصورها قد التوت بها سبل الحياة، فانطفأت في قلبها مشاعل الرحمة والفهم المستنير، وأظلمت في نفسها معاني السمو والشفقة، فقتلت الأبناء مخافة الفقر،

ووأدت البنات خشية العار، كان ذلك شذوذًا خرجت به البشرية عن دائرة العقل السليم، وعاطفة الأبوة الرحيمة، وخسرت بسببه كثيرًا من النعم، هذا الأمر الذي عبر عنه القرآن الكريم

قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّـهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّـهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ «الأنعام »

12-96.gif

وجاء عرب الجاهلية فأكملوا الجرم بوأد البنات خشية من عار التزوج بزوجٍ دون أبيها في المكانة والشرف، أو عار الفاحشة

قال الله تعالى {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} «الأنعام »

12-96.gif

انظر إلى هذه القسوة وغلظ القلب وقتل البنات البريئات بغير ذنب سوى خوف الفقر والعار، قال الله تعالى {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} «النحل »،

12-96.gif

وجاء الإسلام فانتقل بهذه الأمة الجاهلية نقلة كبيرة واسعة، فبعد أنْ كانت البنات عارًا يلاحقهم، صاروا يُكَنَّوْنَ بهنَّ ولا يجدون في ذلك حرجًا أو ضيقًا ولا عيبًا أو أذى، وربما رضي بالبنت واحدة قسمًا وحظًا من

الذرية، فأبو أُمامة صدى بن عجلان الباهلي، وأبو أُمامة إياسُ بن ثعلبة الأنصاري الحارثي، وأبو رقية تميم بن أوس الداري، وأبو كريمة المقدام بن معد يكرب وغيرهم، رضي الله عنهم جميعًا

12-96.gif

وكان من أثر هذه الوثبة أن صار أدباء الصدر الأول يصوغون في مدحهن ما هو أبهى من عقود الجمان، فمن ذلك قول

معن بن أوس

رأيت رجالاً يكرهون بناتهم وفيهن لا نُكْذب نساء صوالح

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى خوادِمُ لا يَمْلَكْنَهُ ونوائحُ

12-96.gif

وحُكِيَ أنَّ عمرو بن العاص رضي الله عنه دخل على معاوية رضي الله عنه وعنده ابنته،

فقال من هذه يا معاوية ؟ فقال هذه تفاحة القلب وريحانة العين وشمامة الأنف

وفي رقعة للصاحب بالتهنئة بالبنت أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء وأم الأبناء وجالبة الأصهار، والأولاد الأطهار، والمبشرة بإخوة يتناسقون، ونجباء يتلاحقون

12-96.gif

والآن من الزوجات من تُبكر ببنت، وتُثنِّي ببنت، وتُثلث ببنت، وقد تربع ببنت، فلا تجد هذه الحالة قبولاً لدى كثير من الأسر، فيهجرها زوجها، ويقاطعها أو يجبرها على أخذ مانع يمنعها من الحمل، وتصبح الزوجة وتُمسي وهي تسمع عبارات عدم الرضى واللوم والنقد والتوبيخ تقرع أذنها، وتنظر النساء في الأسرة إليها نظرة ازدراء واستخفاف، وتصبح حياتها حياة تعسة لما ترى من المعاملة، ولما تحس من التحقير، إننا نؤكد أنَّ هذه النظرة نظرة جاهلية حرمها الإسلام تحريمًا قاطعًا، لأنها تحمل في طياتها الأمور التالية

12-96.gif

أولاً الرجوع إلى الجاهلية الظالمة التي تبرأ منها المجتمع الإسلامي منذ العصر النبوي

ثانيًا الاعتراض على قدر الله، والسخط على عطائه

12-96.gif

والسبب في ذلك يعود إلى ضعف الإيمان، وزعزعة اليقين، لكونهم لم يرضوا بما قسمه الله لهم من إناث، لم يملكوا هم ولا نساؤهم، ولا مَن في الأرض جميعًا،

أن يغيروا من خلق الله تبارك وتعالى في تدبيره المبرم، وإرادته النافذة ومشيئته المطلقة وأمره الغالب في شأن الإناث، وشأن الذكور {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} «الشورى »،

12-96.gif

فهو سبحانه وتعالى بحكم سلطانه على الأرض والسماء، يتصرف كيف يشاء، وهذا ناتج عن علم أحاط بكل شيء، وقدرة أخضعت لها كل شيء، فالواجب أن يُسلمَ العبد لربه فيما وهبه وأعطاه، ومن السفه الاعتراض على حكم الله، فالتشاؤم من البنات مرفوض شرعًا وعقلاً

عن حذيفة بن أُسيد رضي الله عنه قال قال رسول الله «إذا مرَّ بالنُّطفةِ اثنتانِ وأربعونَ ليلةً، بعثَ الله إليها ملكًا فصوَّرها، وخلق سمعَها وبصرَها، وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال يا ربِّ أذكرٌ أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتبُ الملكُ، ثم يقولُ يا ربِّ أجله، فيقول ربك ما شاءَ، ويكتب الملك، ثم يقول يا رب رزقه، فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصَحِيفةِ في يَدهِ، فلا يزيدُ على أمرٍ، ولا ينقصُ» «صحيح الجامع »

12-96.gif

فيجب على الأسرة المسلمة الرضى بما قسم الله لها من البنين والبنات، وترضى كذلك إذا حرمها فلا تسخط إذا جاء القسم على غير هواها ومرادها وهذا الرضى ينم عن إيمان عميق في القلب، ولكي يقتلع رسول الله من بعض النفوس الضعيفة جذور الجاهلية خصَّ البنات بالذكر، وأمر الآباء والمربين بحسن صحبتهن والعناية بهنَّ، والقيام على أمورهنَّ،

ليستأهلوا دخول الجنة وبالتالي حتى تكون تربية البنات وتحقيق الخير لهنَّ على الوجه الذي يرضي الله سبحانه، ويأمر به الإسلام، وإليكم بعض التوجيهات النبوية في وجوب العناية بالبنات والاهتمام بهن عن أنس رضي الله عنه، عن النبي قال «مَنْ عَالَ جَاريتين حتى تَبلغا جاء يومَ القيامةِ أنا وهو كَهَاتَيْنِ، وضَمَّ أصابعهُ» «مسلم في النكاح»

12-96.gif

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله «ليس أحدٌ من أمتي يعول ثلاث بناتٍ، أو ثلاثَ أخواتٍ، فيحسنُ إليهن، إلا كُنَّ له سترًا من النار» «صحيح الجامع »

12-96.gif

وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله «من كان له ثلاث بنات يؤويهنَّ ويكفيهنَّ ويرحمهنَّ فقد وجبتْ له الجنةُ البتة» فقال رجل من بعض القوم وثنتين يا رسول الله ؟ قال وثنتين» «الصحيحة »

12-96.gif

وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله «مَنْ عال جاريتين حتى يُدركا، دخلتُ أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بأُصبعيه» «صحيح الجامع »

12-96.gif

فما أعظم نعمة الإسلام على الإنسانية بأسرها، وهل بعد هذا الفضل فضل في تربية البنات؟

مجلة التوحيد

12-96.gif

28-3.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليك ورحمة الله وبركاته حبيبتي راماس

أحسنت بارك الله فيك

رزقك الله الذرية الصالحة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

وفيك بارك الله حبيبتي

جوزيت الجنة على الدعوة الرائعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×