فجر الدنى* 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 2 أغسطس, 2008 في فضل شعبان المبارك سمي شعبان لأنه يتشعب منه خير كثير , مشتق من الشعب بكسر الشين , وهو طريق الجبل فهو طريق الخير. روي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا دخل شعبان فطهروا أنفسكم , وأحسنوا نيتكم فبه " . ( لم أقف على مصدره ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول : لا يفطر , ويفطر حتى نقول : لا يصوم , وكان أكثر صيامه في شعبان " . (متفق عليه من حديث عائشة وابن العباس ) وفي النسائي من حديث أسامة رضي الله عنه قلت : يا رسول الله , لم أرك تصوم من شهر ٍ من الشهور ما تصوم من شعبان . قال : " ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال لربّ العالمين , فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ". وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان , وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً من شعبان " . وفي رواية : كان يصوم شعبان كله . ولمسلم : كان يصوم شعبان إلا قليلاً ؛ فهذه الرواية مفسّرة للأولى , فالمراد ب " كله " أغلبه . قيل : إن للملائكة في السماء ليلتي عيد كما أن للمسلمين في الأرض يومي عيد ، فعيد الملائكة ليلة البراءة , وهي ليلة النصف من شعبان , وليلة القدر , وعيد المؤمنين يوم الفطر , ويوم الأضحى ، فلذا سميت ليلة نصف شعبان ليلة عيد الملائكة . وذكر السبكي في تفسيره : أنها تكفر ذنوب السنة , وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع , وليلة القدر تكفر ذنوب العمر . أي أحياء هذه الليالي لتكفير الذنوب . وتسمى ليلة التكفير ( أي ليلة النصف من شعبان ) , وليلة الحياة لما روى المنذري مرفوعا ً : " من أحيا ليلة العيد , وليلة النصف من شعبان , لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " . وتسمى ليلة الشفاعة لما روي أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى ليلة الثالث عشر الشفاعة في أمته , فأعطاه الثلث , وسأله ليلة الرابع عشر فأعطاه الثلثين , وسأله ليلة الخامس عشر , فأعطاه الجميع إلا من شرد على الله شراد البعير , يعني من فرّمن الله وتباعد عنه بالإصرار على المعصية . وتسمى ليلة المغفرة أيضا ً لما روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان إلى عباده فيغفر لأهل الأرض إلا رجلين : مشرك أو مشاحن " . وتسمى ليلة العتق , لما روى ابن إسحاق عن أنس بن مالك قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل عائشة رضي الله عنها في حاجة , فقلت لها أسرعي , فأني تركت رسول الله يحدثهم عن ليلة النصف من شعبان . فقالت : يا أنيس , اجلس احدثك بحديث ليلة النصف من شعبان , تلك الليلة كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاء ودخل معي في لحافي , فانتبهت من الليل فلم أجده , فقلت : لعله ذهب إلى جاريته القبطية . فخرجت فمررت في المسجد فوقعت رجلي عليه , وهو يقول : " سجد لك سوادي وخيالي , وآمن بك فؤادي , وهذه يدي وما جنيت بها على نفسي , يا عظيما ً يرجى لكل عظيم , اغفر الذنب العظيم , سجد وجهي للذي خلقه وصوّره , وشق ّ سمعه وبصره " . ثم رفع رأسه فقال : " اللهمّ , ارزقني قلباً نقيا ً من الشرك , بريا ً , لا كافر ولا شقيا ً " ثم عاد ساجدا ً فسمعته يقول : " أعوذ برضاك من سخطك , وبعفوك من عقوبتك , وبك منك , لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك , أقول كما قال أخي داود : اعفّر وجهي في التراب لسيدي , وحقّ لوجه سيدي أن يعفر" ثم رفع رأسه فقلت : بأبي أنت وأمي , أنت في وادٍ . وأنا في وادٍ . فقال : " يا حميراء أنت تعلمين أن هذه الليلة ليلة النصف من شعبان , إن لله عز وجل في هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم بني كلب , إلا ستة نفر : لا مدمن خمر , ولا عاق لوالديه , ولا مصر على زنا , ولا مَصارٍم , ولا مضرب , ولا قتات " . وفي رواية : "مصور" بدل "مضرب" . وتسمة ليلة القسمة والتقدير , لما روى عطاء بن يسار : إذا كانت ليلة النصف من شعبان نسخ لملك الموت كل من يموت من شعبان إلى شعبان , وإن العبد ليغرس الغرس , وينكح الأزواج , ويبني البنيان , وإن إسمه قد نسخ في الموتى , وما ينتظر به ملك الموت إلا أن يؤمر به فيقبضه. من كتاب : مكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب للإمام الشيخ : أبي حامد الغزالي شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك