اذهبي الى المحتوى
الفراشة المسلمة

مــــــــع كـــــــل تــــــــــــائب عـبــــر ومواعظ

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله

اهدي اليكم مجموعة من قصص واقعية وحقيقية رواها أخوة لنا فى الله

تابوا ورجعوا الى الله واستجابوا لقوله تعالى

( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)

اقصها عليكم واحدة تلو الأخري

اتمنى ان نستفيد ونقف معها على باب التوبة

ونسأل الله ان يقبلنا فى عباده الصالحين

ابدأ مع اول قصة وهى من قصص السلف

 

 

روي أن رجلا جاء إلى إبراهيم بن أدهم، فقال له: يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي، فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي. قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية، ولم توبقك لذة.

قال: هات يا أبا إسحاق

قال: أما ا لأولى، فإذا أردت أن تعصي الله- عز وجل- فلا تأكل رزقه.

قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟

قال له: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟

قال: لا، هات الثانية.

قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده.

قال الرجل: هذه أعظم من الأولى، يا هذا، إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له، فأين أسكن؟ قال: يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟

قال: لا، هات الثالثة.

قال: إذا أردت أن تعصيه، وأنت تحت رزقه وفي بلاده، فانظر موضعا لا يراك فيه مبارزا له، فاعصه فيه.

قال: يا إبراهيم كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟!

قال: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!

قال: لا ؛ هات الرابعة.

قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحا، وأعمل لله عملا صالحا.

قال: لا يقبل مني.

قال: يا هذا، فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!

قال: هات الخامسة.

قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم.

قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني.

قال: فكيفت ترجو النجاة إذا ؟!

قال له: يا إبراهيم، حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه. ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما

ان شاء الله اقص عليكم البقية تباعا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

في صيف أحد الأعوام فكرت الأسرة أن تسافر كالعادة إلى بلاد أوروبا..

هناك حيث جمال الأرض وروعة المكان..

وأكثر من هذا الحرية التي تمنحها المرأة نفسها..

كانت هذه الفتاة مع الأسرة تربط الأمتعة وتنظر إلى أخيها الأكبر..

وتقول له في فرحة غامرة وسعادة كبيرة..

أما هذه العباءة سأتركها.. لا حاجة لي بها.

وهذا الحجاب الذي حجبني عن حريتي وعن متعتي فسوف أرمي به عرض الحائط.

سألبس لباس أهل الحضارة... زعمت.

طارت الأسرة وسارت من أرض الوطن وبقيت في بلاد أوروبا شهرا كاملا . ما بين اللعب والعبث والمعصية لله سبحانه وتعالى.

وفي ليلة قضتها هذه الأسرة بين سماع المزامير ورؤية المحرمات عادت الفتاة إلى غرفتها وقبل النوم أخذت تقلب تلك الصور التي التقطتها والتي ليس فيها ذرة من حياء.

ثم أخذت الفتاة الوسادة وتناولت سماعة الراديو.. تريد أن تنام مبكرة فغدا يوجد مهرجان غنائي صاخب.

نامت وهي تفكر كم الساعة الآن في بلدي.

ثم أيقظ تذكر بلدها إيمانها النائم وقالت: منذ حضرنا في هذه البلاد ونحن لن نسجد لله سجدة واحدة، والعياذ بالله.

قامت الفتاة تقلب قنوات المذياع المعد للنزلاء وإذا بصوت ينبعث من ركام الصراخ وركام العويل والمسلسلات والأغاني الماجنات (صوت الأذان).

صوت ندي وصل إلى أعماق قلبها، وأحيا الإيمان في أعماقها، صوت من أطهر مكان وأقدس بقعة في الأرض، من بلد الله الحرام... نعم إنه صوت إمام الحرم الذي انساب إلى قلب هذه المسكينة في هجعة الليل.

انساب إلى قلب هذه الفتاة التي هي ضحية واحدة من بين ملايين الضحايا.

ضحية الأب الذي لا خلاق له، وضحية الأم التي ما عرفت كيف! تصنع جيلا يخاف الله ويراقبه سبحانه وتعالى؟! سمعت صوت القرآن وهو بعيد غير واضح.. هالني الصوت حاولت مرارا أن أصفي هذه الإذاعة التي وصلت إلى القلب قبل أن تصل إلى الأذن.

أخذت أستمع إلى القرآن وأنا أبكي بكاءً عظيماً.

أبكاني بعدي عن القرآن... أبكاني نزع الحجاب... أبكتني تلك الملابس التي كنت أرتديها.

كنت أبكي من بشاعة ما نصنع في اليوم والليلة.

فلما فرغ الشيخ من قراءته أصابني الحنين ليس للوطن.. ولا للمكان.. ولا للزمان.. ولكن الحنين.. إلى ربي سبحانه وتعالى فاطر الأرض والسماء.. إلى ا لرحيم ا لرحمن... إلى ا لغفور الودود. قمت مباشرة.. فتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي، لم أصل

ولم أسجد لله أو أركع ركعة واحدة خلال شهر كامل، ثم عدت أبحث عن شيء يؤنسني في هذه الوحشة وفي هذه البلاد.. فلم أجد سوى أقوام قال عنهم ربي سبحانه وتعالى: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) (محمد:12)

بحثت في حقائبي فلم أجد إلا صورا خليعة وأرقام الأصدقاء.. بحثت في أشرطتي عن شريط قرآن أو محاضرة.. فلم أجد سوى أشرطة الغناء.. فكان كل شيء في هذا المكان يزيد من غربتي وبعدي عن الله عز وجل.

بقيت ساهرة طوال الليل... أحاول أن أستمع إلى المذياع لعله يسعف قلبي بآية من كتاب الله.

لعله يسعف فؤادي بحديث... لأني والله ما شعرت براحة ولا أمان إلا بعد أن استمعت إلى تلك الآيات.

والله لا طبيعة ولا جمال ولا ألعاب ولا هواء ولا نزهة أسعدتني كما أسعدني القرآن.

جاء الفجر فتوضأت وصليت... نظرت إلى أبي!!! نظرت إلى أمي!! نظرت إلى إخواني.. وإذا بهم كلهم يغطون في نوم عميق.. فزاد هذا المنظر في قلبي حزنا إلى حزني.

فلما قرب موعد الذهاب إلى المهرجان... استيقظت الأسرة من النوم العميق وأنا لا أزال ساهرة لم أذن طعم النوم.

فقررت البقاء بالغرفة والتظاهر بالمرض... فوافق الجميع على بقائي وذهبوا إلى هذا المنكر.

فبقيت أتذكر في تلك اللحظات كم معصية لله عصيتها، وكم من طاعة فرطت فيها... وكم من حد من حدود الله انتهكته إلى أن غلبني النوم.

وعادت الأسرة بعد يوم صاخب.. فقررت أن أتقدم وأن أقول كل ما لدي.

وقفت أمام الجميع.. حاولت الكلام فلم أستطع فانفجرت باكية.. فوقف والدي ووالدتي وأخذا يهدئاني وقالا هل نحضر لك طبيباً..قلت لا.

فقويت نفسي على الحديث قلت يا أبي لماذا نحن هنا؟.. يا أبي لماذا منذ أن قدمنا لم نصل ولم نسجد لله سجدة؟.. يا أبي لماذا لم نقرأ القرآن ؟... يا أبي أعدنا سريعا إلى أرض الوطن، أعدنا إلى أرض الإسلام.

يا أبي اتق الله في أيامي.. يا أبي اتق الله في آلامي... اتق الله في دمعاتي..

فتفاجأ الجميع بهذا الكلام... وذهل الأب والأم والإخوة لهذه الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، وتقول كل هذا الكلام. حاول الأب أن يبور الموقف فلم يستطع.. فاضطر إلى السكوت... وفكر كثيرا في هذا الكلام الذي كان يسقي بذرة الإيمان الذابلة في قلبه.

ثم قام وأخذ يستعيذ بالله من الشيطان.

وعزم- بعد الاستغفار- على الرجوع إلى أرض السلام.

تقول الفتاة: والله كأن الجميع كانوا في نوم عميق ثم استفاقوا فجأة فوجدوا أنفسهم في بركة من القاذورات.

قام الأب وهو يردد استعاذته من الشيطان.. فأسرع وحجز على أقرب رحلة وعادت الأسرة سريعا لأرض الوطن..

لم يكن حنينهم إلى الوطن " بل حنينهم إلى عبادة الله عر وجل والأنس بقربه .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

3

لقد كنت متحللة إلى درجة كبيرة حتى إنني كنت أقيم علاقات مع جيراني الشباب وأغريهم بالتحدث معي وألاطفهم، كنت على درجة عالية من السخافة، أستخدم الهاتف لمعاكسة الشباب حتى إن أحد الشباب شباب الحي تركني وتزوج بأختي التي تصغرني، لم أكن أؤدي الصلاة ولا ألتزم بأي نوع من أنواع العبادات....

وفي يوم من الأيام تعطلت سيارتي في الطريق فوقفت ألوح بيدي عسى أن تقف لي إحدى السيارات المارة، وبقيت على هذه الحال فترة، رغم أنه في كل مرة ينزل الشباب بل ويسارعون ليتمتعوا بابتسامتي والنظر إلى جسدي شبه العاري... وهناك.. توقفت إحدى السيارات ونزل منها شاب "عادي " لا يظهر عليه سيما التدين، وتعجبت عندما لم ينظر إلي وعمل بجد على إصلاح السيارة، وأنا مندهشة كيف لم يعجب بي!! ولم يحاول أن يلاطفني كبعض الشباب!! فحاولت أن ألاطفه وأبتسم له، وهو لا يرد علي، وعندما أنهى مهمته، وقام بإصلاح السيارة قال لي: "ستر الله عليك.. استري على نفسك... " ثم مضى وتركني مذهولة أنظر إليه وأسأل نفسي: ما الذي يجعل شابا فتيا في عنفوان شبابه ورجولته لم يفتن بي، وينصحني أن أستر نفسي؟!

وظللت طوال الطريق، أتساءل: ما القوة التي يتمسك بها هذا الشاب؟ وأفكر فيما قاله لي.. وهل أنا على صواب؟ أم أنني أمشي في طريق الهلاك، وظللت أتعجب حتى وصلت إلى البيت ولم ليهن فيه أحد في ذلك اليوم، وعندما دخلت جاء بعد قليل زوج أختي الذي كان يريدني، وتلاطف معي.. وعلى عادتي تجاوبت معه بالنظرات والكلام حتى حاول أن يعتدي علي.. وهنا تذكرت.. وهانت على نفسي لدرجة لم أجربها من قبل.. وأخذت أبكي، وأفلت من هذا الذئب سليمة الجسد معتلة النفس.. لا أدري، ما الذي أفعله؟ وما نهاية هذا الطريق الذي أسير فيه؟

وأخذت أبحث عما يريح نفسي من الهم الذي أثقلها... لم أجد في الأفلام أو الأغاني أو القصص ما ينسيني ما أنا فيه، ومرضت عدة أسابيع، ثم بعد ذلك تعرفت على بعض الفتيات المتدينات ونصحتني إحداهن بالصلاة. وفعلا عند أول صلاة، شعرت بارتياح لم أجربه من قبل وبقيت مداومة على الصلاة وحضور الدروس والقراءة، والتزمت "بالحجاب الشرعي " حتى تعجب أهلي، الذين لم يروني أصلي في يوم من الأيام،.. ومنذ ذلك اليوم سلكت طريق الهداية والدعوة إلى لله وودعت طريق الضلال والغواية.

والآن ألقي الدروس عن التوبة وعن فضل الله جل وعلا ومنته على عباده

أن يسر لهم سبل الهداية. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

4

يقول الشاب:

توفي والدي وقامت أمي بتربيتي حتى أنهيت الدراسة الجامعية وجاءت بعثتي إلى الخارج، وبعد انتهاء البعثة رجعت شخصاً آخر قد أثرت في الحضارة الغربية، ورأيت الدين تخلفا ورجعية، وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياة المادية، حصلت على وظيفة عالية وبدأت أبحث عن زوجة، وقد اخترت زوجة غنية وجميلة، وتركت اختيار أمي من تلك الزوجة المتدينة المحافظة، وبعد ستة أشهر من الزواج حدث خلاف بين زوجتي وأمي حتى طلبت الزوجة طرد أمي فطردتها في لحظة غضب فخرجت أمي من البيت، وهي تقول: أسعدك الله يا ولدي وبعد ما سكن غضبي خرجت أبحث عنها فلم أجدها، حتى انقطعت أخبارها وأصبت بعدها بمرض صرت رهين المستشفى، وعلمت أمي بالخبر وجاءت إلى المستشفى تريد زيارتي فما كان من الزوجة، إلا أن طردتها وقالت لها اذهبي عنا، وبعد مدة خرجت من المستشفى وقد انتكست حالتي النفسية وفقدت الوظيفة، وتراكمت على الديون حتى حدثت الصاعقة عليَّ بطلب الزوجة للطلاق فطلقتها. فخسرت الزوجة والأم والوظيفة فخرجت أهيم أبحث عن أمي، وفي النهاية وجدتها ولكن أين؟

في مكان تأكل من صدقات المحسنين، فدخلت عليها، وقد أثرت فيهما البكاء فما أن رأيتها حتى ألقيت بنفسي تحت رجليها وبكيت بكاءً مرا حتى شاركتني البكاء فعزمت على برّها وطاعتها وأسأل الله تعالى أن يتوب عليّ.

 

فلا تطع زوجة في قطع والدة *** عليك يا ابن أخي قد أفنت العمرا

فكيف تنكر أما ثقلك احتملت *** وقد تمرغت في أحشائها شهرا

وعالجت بك أوجاع النفاس *** وكم سُرَّت لما ولدت مولودها ذكرا

وأرضعتك إلى حولين مكملة *** في حجرها تستقي من ثديها الدررا

ومنك يُنجسها ما أنت راضعه *** منها ولا تشتكي لكنّا ولا قذرا

وقل هو الله بآلاف تقرأها *** خوفا عليك وتُرخي دونك السُترا

وعاملتك بإحسان وتربية حتى استويت وحتى صرت كيف ترى

فلا تُفضل عليها زوجة أبدا *** ولا تدع قلبهـا بالقهر يُنكسرا

والوالدُ الأصل لا تُنكر لتربية *** واحفظه لا سيما أن أدرك الكِبرا

فما تؤدي له حقا عليك *** ولو على عيونك حج البيت واعتمرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

5

كنت متمادية في المنكرات والعصيان.. ولكم حاولت والدتي نصحي وتذكيري، لدرجة أنها تبكي أمامي ولكن بدون فائدة ظللت أسير في طريق مظلم كالح، أتخبط فيه بين الأوهام والخيالات. وعندما يسدل الليل ستاره الأسود أفكر فيما أفعله غدا، وعندما يشرق النهار أبلج واضحا، أحمل هم الليل وبماذا سأقضيه، ليس لي هم غير الدنيا وإضاعة الأوقات بدون فائدة، وتمر ساعات وأنا بين أغنية أو مجلة أو فيلم ساقط.. وهكذا ألبستني الغفلة من ثيابها ألوانا شتى.

وذات يوم مللت من ذلك الروتين اليومي، ومن نصح والدتي وتذكريها لي بوالدي المتوفى- رحمه الله- وحرصه علي... وفجأة دخلت غرفتي التي تضج بالأشرطة والمجلات والصور وفتحت نافذة غرفتي فإذا بصوت إمام المسجد يهز مسامعي.. وكلمات بارئي تفعل ما تفعله في نفسي من تأثير كبير.. سبحان الله... ما أشد تلك الكلمات ومما أعظمها: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 16-35].

إنها الحياة الحقيقية.. ما أقسى الموت! وما أشد غفلتي عنه!! والقبر لقد طوته الغفلة في طي النسيان في حياتي، والصلاة ماذا عنها؟ إنها مجرد عادة إن وجدت نفسي متفرغة أديتها، وإلا تركتها كغيرها من الفرائض.. وكتاب الله لا تمسه يداي إلا في المدرسة إن حضرت هذه الحصة وإلا هربت مع قريناتي..!! ودق جرس الإنذار في نفسي مدويا وانهالت الأسئلة من كل جانب من جوانبي... يا إلهي ماذا أعددت لسؤال ربي...!! ماذا أعددت للقبر وضمته..!! وللموت وسكرته..؟ لا شيء أبدا!!! لا رصيد لدي أنجو به.. ولا زاد أتزود به.. سوى حفظ عشرات الأغاني الماجنة!!

يا إلهي ماذا سأفعل؟!

راح من العمر الكثير.. ذنوب في الليل وآثام في النهار..!! إذا لا بد من الرجوع.. الرجوع إلى الله.. والاستعداد ليوم يشيب فيه الولدان و!ضع كل ذات حمل حملها.. لابد من الاستيقاظ والعمل بالجد والإخلاص.. لعل الله يعفو عن الكثير ويقبل مني القليل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

6

يقول هذا التائب:

عشت حياتي في سعادة بالغة أتلقى كل الرعاية والاهتمام من والديّ بعد أن كرسا حياتهما من أجل إسعادي؛ لأنني كنت الطفل الوحيد لهما.. وعندما حصلت على شهادتي الجامعية أهداني والدي سيارة وأبلغني بضرورة الاستعداد للعمل معه في شركته الخاصة.

في ذلك الوقت كنت أرتبط بعدد من زملاء الدراسة بصداقة وطيدة.. وكان أكثر هؤلاء قربا مني شخص اسمه علي.. وزاد من ارتباطي به تشابه ظروفنا الاجتماعية فقد كان هو الآخر وحيد والديه وكان في حالة مادية متيسرة مثل والدي تماما.. ويسكن بالقرب من منزلنا مما ساعد على لقائنا المستمر بصفة يومية.

وعقب تخرجنا في الجامعة معا عرض علي ضرورة السفر إلى الخارج كما يفعل الآخرون من زملائنا الذين يعرفون كيفية الاستمتاع بأوقاتهم!!

وطرحت الفكرة على والدي اللذين وافقا على سفري بعد إلحاح شديد من جانبي.. وأبدى والدي تخوفه من حدوث انحراف في أخلاقياتي مثلما حدث للكثير من الشباب فطمأنته ووعدته بأن أكون مثالا للابن الصالح.. وسط دعوات والدي بسلامة العودة.. ثم قمت بشراء تذكرة سفر لي ولصديقي إلى أسبانيا.

وفور وصولنا إلى هناك.. لاحظت أن صديقي يصر على إقامتنا في أحد الفنادق دون غيرها.. ولما سألته عن السبب أخبرني بأن هذا الفندق يقع بجوار العديد من حانات الشراب التي سوف نجدد فيها حياتنا كالآخرين!!

وهنا تذكرت نصائح والدي لي عن كل ما يسيء إلى ديني فرفضت الذهاب بصحبته في اليوم الأول.. لكن تحت ضغوط إلحاحه الشديد وافقت على الذهاب معه.

ومنذ اليوم الأول جرني إلى مزالق كثيرة ومساوئ أخلاقية مشينة، ولم أحس بالآثام التي ارتكبتها إلا في اليوم التالي. وهنا أحسست بالندم الشديد على ما ارتكبته من إثم في حق ديني ونفسي.

ولكن الندم لم يدم طويلا.. ومن أجل التغيير سافرنا إلى غرناطة وطليطلة.. وكان بصحبتي فتاة غير مسلمة أخذت تتجول معي في مناطق الآثار الإسلامية.

وفي طليطلة شاهدت القصور العظيمة التي بناها أجدادنا المسلمون.. وشرحت لي الفتاة كيف أن أهلها لا يذكرون المسلمين إلا بكل خير، لأنهم لم يسيئوا لأحد من أهل الأندلس عندما قاموا بفتحها. وكانت خلال شرحها المسهب لعظمة التاريخ الإسلامي في هذا البلد يزداد إحساسي بالخجل مما ارتكبته من آثام في هذه المدينة التي لم يفتحها أجدادنا إلا بتقوى الله- عز وجل-.

وصل إحساسي بالذنب إلى أقصاه عندما رأيت أحد المحاريب داخل قصر إسلامي بالمدينة كتبت عليه آيات من القرآن الكريم.. وكنت كلما نظرت إلى كلمات هذه الآيات؛ أحس وكأن غصة تقف بحلقي لتفتك بي من جزاء تلك الذنوب التي ارتكبتها في حق نفسي في اليوم الأول من وصولي إلى تلك البلاد التي تنتسب إلى ماضينا الإسلامي المجيد.

وانسابت الدموع الغزيرة من عيني عندما رأيت قول الله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32]، ودهشت الفتاة التي رافقتني لتلك الدموع فأخبرتها أنني تذكرت بعض الذكريات المؤلمة في حياتي لإدراكي أنها لن تفهم ما سأخبرها به.

وفي هذه اللحظة قررت العودة إلى المملكة على أول طائرة تغادر برشلونة.. وحاول صديقي إقناعي بالبقاء معه لمواصلة رحلتنا لكنني رفضت بإصرار بعد أن أدركت بشاعة ما يرتكبه في حق دينه ونفسه. وهكذا عدت إلى بلدي نادما على ما فعلت متمنيا من الله تعالى أن يغفر لي الذنوب التي ارتكبتها.. ومنذ أن وطئت قدماي أرض بلادي قررت قطع كل علاقة لي بهذا الصديق الذي كاد يوقعني في موارد التهلكة لكن الله تعالى أنقذني قبل فوات الأوان.

 

إن الليالي من أخلاقها الكدر *** وإن بدا لك منها منظر نضر

فكن على حذر مما تغر به *** إن كان ينفع من غراتها الحذر

قد أسمعتك الليالي من حوادثها *** ما فيه رشدك لكن لست تعتبر

يا من يغر بدنياه وزخرفها *** تالله يوشك أن يودي بك الغرر

ويا مُدلاًّ بحسن راق منظره *** للقبر ويحك هذا الدل والفخر

تهوى الحيا ولا ترضى تفارقها *** كمن يحاول وردا ما له صدر

كل امرئ صائر حتفا إلى جدث *** وإن أطال مد آماله العمر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

7

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:

بينا أنا أطوف مع أبي حول البيت في ليلة ظلماء، وقد رقدت العيون، وهدأت الأصوات، إذ سمع أبي هاتفا يهتف بصوت حزين شجي، وهو يقول:

يا من يجيب دُعا الـمُضطر في الظلم يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيـت وانتبهوا *** وأنت عينك يا قيـوم لـم تنم

هب لي بجودك فضك العفو عن جرمي *** يا من إليه أشار الخلق في الحرم

إن كان عفوك لا يدركه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالكرمِ

قال: فقال أبي: يا بنيّ! أما تسمع صوت النادب لذنبه، المستقبل لربه؟ الحقه فلعل أن تأتيني به.

فخرجت أسعى حول البيت أطلبه، فلم أجده، حتى انتهيت إلى المقام، وإذا هو قائم يصلي، فقلت: أجب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوجز في صلاته واتبعني.

فأتيت أبي، فقلت: هذا الرجل يا أبت.

فقال له أبي: ممن الرجل؟

قال: من العرب.

قال: وما اسمك؟

قال: منازل بن لاحق.

قال: وما شأنك، وما قصتك؟

قال: وما قصة من أسلمته ذنوبه، وَأَوبَقَته عيوبه، فهو مرتطم في بحر الخطايا.

فقال له أبي: علي ذلك، فاشرح لي خبرك.

قال: كنت شابا على اللهو والطرب لا أفيق عنه، وكان لي والد يعظني كثيرا، ويقول: يا بنيّ! احذر هفوات الشباب وعثراته، فإن لله سطوات ونقمات، ما هي من الظالمين ببعيد، وكان إذا ألح عليّ بالموعظة ألححت عليه بالضرب، فلما كان يوم من الأيام ألح عليّ بالموعظة، فأوجعته ضربا؛ فحلف بالله مجتهدا ليأتين بيت الله الحرام فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي، فخرج حتى انتهى إلى البيت، فتعلق بأستار الكعبة، وأنشأ يقول:

يا من إليه أتى الحجاجُ قد قطعوا *** عرض المهامة من قرب ومن بُعد

إني أتيتك يا من لا يخيب من *** يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد

هذا منازل لا يرتد عن عققي *** فخذ بحقي يا رحمن من ولدي

وشل منه بحولٍ منك جانبه *** يا من تقدس لم يولد ولم يلد

قال: فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى، ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس.

قال: فأبت ورجعت؛ ولم أزل أترضاه، وأخضع له، وأسأله العفو عني، إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا على.

قال: فحملته على ناقة عُشَرَاء، وخرجت أقفو أثره، حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة، فنفرت الناقة، فرمت به بين أحجارٍ، فرضخت رأسه فمات، فدفنته هناك، وأقبلت آيسا، وأعظم ما بي ما ألقاه من التعبير أني لا أُعرَف إلا بالمأخوذ بعقوق والديه.

فقال له أبي: أبشر فقد أتاك الغوث، فصلى ركعتين، ثم أمره فكشف عن شقه بيده، ودعا له مرات يرددهن؛ فعاد صحيحاً كما كان.

قال له أبي: لولا أنه قد كان سبقت إليك من أبيك في الدعاء لك بحيث دعا عليك لما دعوت لك.

قال الحسن: وكان أبي يقول لنا: احذروا دعاء الوالدين! فإن في دعائهما النَّماء والانجبار، والاستئصال والبوار.

 

 

---------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

8

 

إنه شاب من جملة شباب المسلمين، وعده والده بالسفر للسياحة في حال نجاحه!!، وفي لحظات ترك وطنه إلى البلاد المفتوحة.. وصل.. كل شيء معد للاستقبال.. فعل كل شيء إلا ما يرضي الله.. لم يكن هناك وقت.. يقول هذا الشاب:

مر الوقت سريعا.. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوم واحد، وكما هو محدد في الجدول: نزهة خلوية، وحفل تكريم!

مالت الشمس للغروب، وسقطت صريعة خلف هاتيك الجبال الشامخات، والروابي الحالمات.. عندها بدأ ليل العاشقين، وسعي اللاهثين، واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة بتلك الآهات الحائرة، ثم أعلن مقدم الحفل عن بدء الوداع.. أول فقرة من فقراته هي اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة..

وأعلن الفائز.. الشاب المثالي هو (أنا)!

فكرت كثيرا: لم اختاروني أنا! هناك الكثير ممن هم على دينهم.. لأني مسلم اختاروني؟!.

تذكرت أبي وصلاته، وأمي وتسبيحها.. تذكرت إمام المسجد.. تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تخيلته أمامي ينظر ماذا أفعل.

وصلت إلى المنصة.. أمسك القائد بالصليب الذهبي.. إنه يلمع كالحقد، ويسطع كالمكر.. أمسك بعنقي.. قربني إليه.. وهم بوضع الصـ..

قف.. إنني مسلم..

أمسكت بالصليب الذهبي، وقذفته على الأرض، دسته تحت قدمي..

أخذت أجري.. وأجري.. صعدت إلى ربوة.. صرخت في أذن الكون، وسمع العالم: الله أكبر ... لله أكبر..

أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. وعدت إلى بلدي إنسانا آخر غير ذلك الإنسان العابث اللاهي فسبحان من يحيي القلوب بعد موتها.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

9

 

لم أكن لأكتب هذه الأسطر عن مرحلة من مراحل حياتي لولا إدراكي لأهميتها وضرورة عرضها لما فيها من العبرة والعظة.

فأنا فتاة شابة أنعم الله على بالهداية، ونور لي بصيرتي بعد العمى والضلال.. فقد كنت تائهة حائرة، شربت من الموارد المختلفة حلوها ومرها فلم أجد ألذ من طعم الهداية والتقى في رحاب كتاب الله تعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم..

بلغ عمري الآن الثامنة والعشرين.. عشت في أسرة ثرية.. وكان والدي دائم الأسفار ليوفر لنا كل ما نتمنى ونريد.. ولكثرة أسفار والدي تغيرت علي ملامحه..

كانت والدتي تصنع كل شيء في البيت.. وهي التي تدبر شؤوننا في غياب والدي المتكرر.. وكنا نسافر في الإجازة كثيرا حتى أنني أعتقد أنني جئت معظم أقطار العالم.. كنا نسافر مع بعض المعارف، وغالبا ما كانت تذاكر السفر على حسابنا.. كانت والدتي- في ظل غياب والدي- متحررة تارة، ومحتشمة تارة أخرى.. ولم يكن يجرؤ أحد من أخوالي على مفاتحتها في الأمر أو نهيها عن سفورها؛ لأنها كانت تجود عليهم بالمال وتمنحهم ما يحتاجون إليه من النقود.. عشت في هذه الأجواء أنا وأخواتي حتى كبرنا وصرنا نرتدي الحجاب.. لكننا كنا نشعر بعدم الحاجة إليه، ولم نكن على قناعة في ارتدائه.. لذلك كنا إذا ركبنا الطائرة لسفر خارج وطننا نسرع في خلع الحجاب فتخلص منه.. ولم نكن وحدنا الذين نفعل هذا، فقد شاهدنا فتيات كثيرات يفعلن مثلنا في الطائرة.. وهذا جعلنا نشعر بأن الكل يشارك نفس الشعور مما يولد لدينا شعورا بالراحة والرضى.. وما أن تصل الطائرة ونهبط من سلمها حتى يجتاحني شعور ببداية برنامجي المليء بالتسلية واللعب.. مسارح.. رقص.. فنادق.. سباحة.. ملاهي.. وغير ذلك.

وكثيرا ما كنت أتعرف على كثير من أبناء وطني أو من خارجه، ونقضي معا أوقاتا في اللهو والعبث و..

كان والدي قد اشترى لنا هناك شقة.. وكنت أعرف أننا على خطأ جسيم.. ولكنني كنت أعرف عددا من الفتيات من بنات وطني يفعلن !مثلي، فكثيرات هن اللاتي يأتين لممارسة العري والفحش.. كنت "أشعر بالذل لكثير من المشاهد والمواقف المؤسفة.. فعندما عرف أحدهم أنني من بلد.. تعجب وأنكر على ما أفعله، فخجلت من نفسي.. كنت أرى الكثير من الفتيات يبحثن عن صديق يشاركهن السهر والرقص.. وكنت من بين هؤلاء.. وكنت أشعر أن الكثيرين ينظرون إلينا نظرة احتقار لما نحن فيه من إقبال على الشهوات.. كنت أبحث عن والدتي لأبث لها همومي ورغبتي الأكيدة في العودة.. كنت لا أراها في البيت.. وكانت تأتي متأخرة حيث تقضي الليل خارج البيت وتأتي في الصباح.. وكانت تأتي متعبة لا ترغب في الحديث مع أحد.. شعرت بأنني أواجه هموما كالجبال.. وضاقت علي نفسي بسبب إهمال والدتي لي وعدم سماعها لما يخالج نفسي.. عدت مرة أخرى للهو والعبث.. عدت لأنتقم مما أنا فيه.. ذهبت لأحد الملاهي الشعبية في ملابس شبه عارية.. جعلت أرقص وأتلوى يمينا وشمالا لمدة طويلة.. ثم أمسكت (بالميكروفون) وجعلت أغني، وطلبت من الجمهور أن يختاروا أي أغنية لأغنيها لهم.. فوجئوا بهذا الطلب وخاصة بعد أن عرفوا أنني خليجية.. رأيت أحل الشباب يخرج من بين الجمهور ويتجه نحوي.. أقبل على بغضب ولطمني بقوة.. سحبني من خشبة المسرح وعاتبني لما صنعت.. شعرت بأن الدنيا تدور بي، وجعلت الذكريات تطوف بي وتشدني إلى الوراء.. شعرت بأن أخطائي تراكمت حتى أصبحت كالجبال.. كنت نكسة لأمتي ووطني وديني. لامني الشاب وسترني ببعض ما لديه من ملابس وغادرت معه حيثما أوصلني إلى المنزل.. كثيرا ما لامني وأنا في السيارة.. وشعرت بكلماته تنهال على كالصواعق المحرقة.. كانت صدمة اهتزت لها نفسي واستيقظت معها جوارحي وعاد دفء الحياة لقلبي.. شعرت بالندم يجتاح كياني ودخلت منزلي منكسرة ذليلة.. جلست في غرفتي أتأمل هذا الضياع الذي وصلنا إليه.. بكيت كثيرا حرقة وألفا على الذنوب والآثام.. عزمت على التوبة فاغتسلت وتوضأت وصليت.. شعرت ببرد اليقين يتسلل إلى صدري.. علمت أمي بذلك ورأتني في البيت محتشمة فذهلت وسألتني عن الخبر.. جلست أناقشها وأبث لها همومي وجعلت أستعرض معها ما نحن فيه.. بينت لها أننا نسير في الطريق الخطأ.. مرضت أياما وفكرت كثيرا فيما نحن فيه فهداها الله للقرار الصائب.. عدنا للوطن ووصلنا البيت وقد عزمنا على التغيير.. رأى والدي ما !ن فيه فندم على تفريطه.. فكر كثيرا في حقنا الذي ضيعه في التربية والبناء.. ندم على ذلك أشد الندم.. رجع إلى بيته ليصلحه من جديد.. وشاء الله تعالى أن يتقدم لخطبتي شاب صالح زادني الله على يديه هدى وتقى..

كانت فاتحة زواجنا أداء عمرة في رحاب بيت الله.. وشعرت هناك بأني إنسانة جديدة.. وأدركت كم كنت تائهة بعيدة عن الحق.. بكيت كثيرا قرب الكعبة ودعوت الله أن يغفر لنا سالف عملنا وألا يضلنا بعد إذ هدانا إليه..

كانت تجربة مريرة مررنا بها.. ولكن رحمة الله تداركتنا جميعا حيث أصبحت عائلتنا بأكملها تتشبع بنور الإيمان والهدى، وتنهل من كتاب الله تعالى، وتسير على هدي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.. فحمدا لله على هذا.. وحذار يا فتيات وطني أن تقعن فيما وقعت فيه..

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

10

 

انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب، يختلط مع صوت الأمواج الهادئة التي كانت قريبة من "الشاليه " الذي كانوا يفطرون به، وإذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة، فقال له: شكرا، ولكني لست بصائم.

قال له صاحبه: ما عليك!، مجرد مشاركة معنا.. أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة- منذ أن تركها- قبل فترة طويلة- وبعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه، وبعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت، كان يفكر في هذا الجمع الطيب، وتلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل، أو ربما سمع مثلها كثيرا، ولكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح، فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته إلى متى أظل على هذا الطريق؟

أما آن الأوان للاستقامة؟ ما المانع من ذلك؟

وصل إلى البيت مبكرا على غير عادته، تعجبت زوجته من قدومه المبكر، وعندما سألته قص عليها ما جرى لي.

وفرحت زوجته، واستبشرت بقدوم أيام الفرح، بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا يولد حزنا، بسبب ما يقترف من المعاصي وما يعاملها بها من القسوة.

صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويلة، توضأ وأخذ يصلي مناجيا ربه، ويستغفر عن الأيام الخالية، يطيل في السجود والقيام حتى أذن الفجر.

استيقظت زوجته، فرأته ساجدا، فرحت كثيرا بهذا التغيير، واقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة، ولكنه لم يقم من سجدته، فوضعت يدها عليه مخاطبة: "بو فلان شفيك "؟

ولكنه بدل أن يجيبها سقط على جبنه، لقد وافته المنية وهو ساجد يناجي ربه.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

11

 

حياتي كلها كانت مختلطة متبرجة، عشتها كما أردتها لنفسي، وكنت أصرف دخلي الشهري على الملابس الضيقة والقصيرة وأصباغ المكياج التي ألطخ بها وجهي كلما أردت الخروج، ولا أشتري إلا أغلى العطور حتى أن الجميع يشم رائحتي من على بعد مسافة.. وكنت مغرمة بإتباع ما تجلبه الموضة من قصات الشعر وتسريحاته ولا أرضى بديلا..

وكنت أرتاد الرحلات ونقضيها في الغناء المحرم والمزاح والاختلاط وهذا والله- ما يريده أعداء الإسلام بشباب المسلمين، يريدون منهم أن يكونوا كالبهائم العجماوات لا هم لهم إلا البحث عن الشهوات، وأذكر مرة أثناء إحدى الرحلات كنا نغني ونطلق أنواع النكت والأهازيج هما جعل سائق الحافلة يتضجر وينزعج وينظر إلينا بسخرية..

وسألنا هل تجيدون جميع الأغاني، فأجبنا بثقة. نعم، ماذا تريد أن نغني لك؟ فلم يجب؟ ثم قال: هل تعرفون كل شيء؟-.. قلنا: نعم نعرف كل شيء..

فقال: كم عدد أولاد النبي !؟

فتلعثمنا جميعا ولم يستطع أحط منا الإجابة لجهلنا بها..

لقد كنت أسخر واستهزئ بالملتزمات والمحجبات ولملابسهن المحتشمة ثم التحقت بالعمل، فإذا بإحدى زميلاتي الملتزمات تأمرني بالحجاب الشرعي فكنت أسخر منها ولا أطيق كلامها ولا الجلوس معها، ولكنها لم تيأس من نصحي وتذكيري وإهدائي بعض الأشرطة والكتيبات النافعة حتى بدأت أميل لكلامها بعض الشيء..

ورزقني الله بزوج صالح، أخذ يرغبني في الله ويأمرني بالصلاة، فتأثرت بكلامه.. واستطاع بأسلوبه الطيب أن يجذبني إلى طريق الإيمان ويحببه إلى.. وإن كنت لم ألتزم التزاما كاملا.. إلى أن هز مشاعري غرق إحدى البواخر ومات من مات، ونجا من نجا.. فاستيقظت من غفلتي، وسألت نفسي سؤالا صريحا.. إلى متى الغفلة؟.. إلى متى أظل أسيرة الهوى والشيطان والنفس الأمارة بالسوء.. ودارت في مخيلتي أسئلة كثيرة.

وبعد لحظات من التفكير ومحاسبة النفس نهضت مسرعة إلى تلك الأخت الفاضلة التي كنت أكره الجلوس معها وبحوزتي جميع الأشرطة الغنائية التافهة، فأعطيتها إياها للتسجيل عليها محاضرات وندوات دينية، وأعلنت توبتي وعاهدت ربي أن يكون هدفي هو إرضاء الله، وحمدت الله على هدايتي قبل حلول أجلي.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله

انا قريت اول قصه رااااااائعه

سلمت يداك

ساعاود لقراه باق القصص

 

ما شاء الله منين جبتى التوقيع الجميييييييل ده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

12

يظل هذا الإنسان على مفترق طرق كفها في النهاية تعود إلى طريقين لا ثالث لهما: طريق الأخيار، وطريق الأشرار.. هذا الإنسان وإن عاش طويلا فإن الأعمار لمح بصر.

فرق بين شاب نشأ في طاعة الله، وشاب نشأ على المسلسلات والأفلام.. بين شاب إن حضر في مجلس أنصت إليه الناس لكي يسمعوا منه كلمة من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وشاب إن حضر أو لم يحضر فزملاؤه قائمون على الاستهزاء به، والضحك منه.

كنت في الصف الثاني الثانوي، فبدأت حياتي تتغير إلى الأسوأ، وتنقلب رأسا على عقب.. بدأت لا أصفي، ولا أشهد الجماعة في المسجد.. أخذت حياتي تتغير حتى في مظهري الخارجي.. تلك قصة شعر فرنسية، وأخرى إيطالية.. وملابسي لم تعد ثوبا وغترة، بل أصبحت لباسا غربيا فاضحا.. وجهي أصبح كالحا مكفهرا.. وفارقت الابتسامة شفتاي.

مرت سنة وسنتان وأنا على تلك الحال، حتى جاء اليوم الموعود..

كنت جالسا مع "شلة" لا هم لهم إلا الدندنة والعزف على العود، ودق الطبول إلى آخر الليل.. شفة فاسدة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، بل تحث على المنكر، وتأمر به.

وبينما نحن في لهونا وغفلتنا، إذ أقبل علينا ثلاثة نفر من الشباب الصالح.. كنت وقتها أكره الملتزمين كرها شديدا لا يتصوره أحد.. أقبل أولئك النفر، فسلموا علينا، وجلسوا بيننا بعد أن رحبنا بهم مجاملة.. كنا عشرة، وكنت أنا أشد هؤلاء العشرة في الرد على أولئك الأخيار وتسفيههم كلما تكلموا، كنت أقول لهم: أنتم لا تعرفون أساليب الدعوة، ولا كيف تدعون.. الخ.

دار النقاش بيننا وبينهم لمدة ساعة كاملة كنا خلالها نستهزئ بهم، وكانوا يقابلون ذلك بالابتسامة والكلام الطيب.. ولفا حان وقت الانصراف صافحني أحدهم وقال لي: إن لك شأنا عظيما.

مر أسبوع على هذه الحادثة وحالتي لم تتغير.. من معصية إلى أخرى، وفي ليلة من الليالي عدت إلى المنزل بعد منتصف الليل، بعد سهرة مع تلك الشفة الفاسدة.. كنت متعبا، فألقيت بنفسي على الفراش، ورحت أغط في سبات عميق، فرأيت فيما يرى النائم أنني أمام حفرة سوداء مظلمة قد ملئت قارا أو أسفلتا محرفا، فتخطيتها، فإذا أمامي حفرة بيضاء لم أر مثلها قط، فسجدت لله شكرا حيث نجاني من تلك الحفرة السوداء المظلمة، فقمت من نومي فزعا، فإذا بشريط حياتي الأسود يمر أمامي.. لا أدري ما الذي أصابني.. قلت في نفسي: لو أني مت في تلك اللحظة هل تشفع لي حسناتي في دخول الجنة؟.. هل تنفعني تلك الشفة الفاسدة التي لا هم لها إلا السهر إلى آخر الليل، والتفكه بأكل لحوم البشر.. فعاهدت الله على الالتزام بمنهج الله ومنهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى تطليق تلك الشلة الفاسدة، ومن ترك شيئاً لله، عوضه الله خيرا منه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله

انا قريت اول قصه رااااااائعه

سلمت يداك

ساعاود لقراه باق القصص

 

ما شاء الله منين جبتى التوقيع الجميييييييل ده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

 

ههههههههههه

انا اتلغبطت مش عارفة توقيعي فين

بس عموما لقيته على الانترنت عجبنى لأنه على اسمي

تسلم ايد اللى عملته

هههههه

اهو ينفعنا احنا الاتنين

تم تعديل بواسطة الفراشة المسلمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13

 

الدموع لغة الكل يفهمها، وهي أصدق تعبير عن المشاعر، ولكن الذي يلفت النظر حينما تمتزج دموع الفرحة بالنجاة بدموع الحزن والحسرة على أيام لن تعود، ووقت ضاع في لهو بعيد عن الله، فالدين الإسلامي هو قوام الحياة، وهو الذي خلص البشرية من عنائها الطويل وهمها الأبدي، حررها من قيود العبودية والذل إلى عبادة رب العالمين، فأصبحنا مسلمين بالفطرة منذ ولادتنا.

ولكن هذه الحكاية تتسم بالغرابة في طريقتها ومضمونها، فهل فكرنا أنه سوف يجيء من أولادنا من يكفر بملتنا ويخرج من ديننا؟ هل دار بخلدك أيها الأب أنك قد تمسي أو تصبح فتجد أحد أبنائك وقد أصبح كافرا مرتدا عن الدين؟ إنه أمر شديد الخطورة شديد الألم. رأيتها وهي تدخل مصلى المدرسة دخول الخائفين، ظهر عليها التوتر وكأني بها لأول مرة تستمع للقرآن الكريم، تكلمت المحاضرة في المصلى فأجهشت بالبكاء، واستغربت المعلمة هذا الوضع فأرادت أن تعرف أصل الحكاية، فكان السؤال: ما لي أراك قلقة ومتوترة وتبدو عليك علامات الحزن الشديد؟ فأجابت: أتعرفين بأنني الآن يا معلمتي والآن فقط أسلمت ودخلت الدين الإسلامي!

سادت الدهشة المكان وبان عدم التصديق على محيا المعلمة، فخرجت ابتسامة باهتة باردة كبرودة الجو الذي تقفان فيه، ثم قالت المعلمة، قولي: الآن اهتديت وقررت ترك المعصية والعودة إلى الله، ولا تقولي أسلمت، فكلنا مسلمون يا صغيرتي، وأنت ابنة عائلة معروفة ولا ينبغي لك أن تتفوهي بهذا الكلام. فقالت: أعرف أنك قد لا تصدقينني لعظم ما أقوله ولكنها الحقيقة. قالت: كيف؟ فردت: حينما ترك أمر تربيتنا للخدم والمربيات والسائقين، وعندما كانت فطرتنا سليمة لم تزرع فينا الأم بذور الإيمان، وعندما كان للثراء دور وللإهمال أثر في حياتنا؛ انحرفت عقيدتنا، فالأم مشغولة بكل شيء إلا بنا. اعتقدت أن الخادمة والمربية والسائق والمدرسة يغنون عن وجودها، فتربيت دون أسمح كلمة حق ولم أوجه أي توجيه! وكما تعرفين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " الحديث. [متفق عليه].

وقد تحقق هذا الحديث، فأنا ولدت على الفطرة، ولكن أخذت المربية تعلمني دينها وتبعدني عن الدين الإسلامي، وأخذت المدرسة الأجنبية تغرس في نفسي الولاء والحب للغرب، وتثير في الأحقاد على الإسلام، وأنه دين التخلف، وتشوه الدين في نظري وباستمرار.

سألتها المعلمة: ولماذا لم تستفسري أو تشكي في صحة ما تقول؟ فأجابت: لقد كنت صغيرة وليس لدى أمي استعداد للإجابة عن أسئلتي! وكنت أتساءل فلم أجد من يجيبني فصدقتها ووثقت بهما.

وتواصل المسكينة: لقد كبرت وأنا أعيش في غفلة من الأم وإهمال من الأب وعدم رقابة من الأهل، سنوات طويلة مرت لم تأمرني أمي فيها بالصلاة، ولم توقظني لصلاة الفجر، هل تصدقين أنها لا تعرف هل أصوم رمضان أم لا؟ للفجوة الكبيرة التي بيننا؟ لقد كانت غفلة استمرت طويلا.. خسرت سنوات عمر عظيمة، وفي المدرسة الثانوية أخذت الطالبات يلاحظن علي بعض التصرفات، وتشك! الزميلات في أمري، فأنا لا أؤدي الصلاة معهن، ولا أستمع للمحاضرات، ولا أقرأ النشرات، ولا أذهب للمصلى!!

فما كان من زميلاتي إلا أن قمن بنقل هذا الأمر لإحدى المعلمات الداعيات التي أحست بأمانة التعليم وعظم شأن الدعوة إلى الله، فتحرت عني حتى عرفت مشكلتي وأبعادها وبعدي العظيم عن الله، وعتمة الضلالة التي أعيش بها، فأخذتي باللين وتوضيح الأمور وظلت تسير معي خطوة بخطوة حتى وصلت إلى بر الأمان، أخذتني للمحاضرات داخل المدرسة وخارجها، فيسر الله أمري وشرح صدري، وأعلنتها توبة صادقة وعودة إلى الله تعالى على يد هذه المربية الفاضلة.. وبقيت الآن يا معلمتي أذرف دموع الخدم والحسرة على ما مضى من عمري في الضياع.

وتقول: لم أسجد لله طوال هذه السنوات الماضية، وأنا الآن عمري 71 سنة، ضاع عمري وذهب شبابي وأنا بعيدة عن الله، انجرفت وراء اعتقادات واهمة وأفكار منحلة، ولم تعلم أمي عن إسلامي؛ لأنها لا تعرف أصلا بأني خرجت منه حتى أعود إليه!

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

14

توبة الفضيل ابن عياض

كان الفضيل تقطع الطريق وحده. فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق، فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال بعضهم لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق، يقال له: الفضيل.

قال: فسمع الفضيل، فأرعد، فقال: يا قوم! أنا الفضيل، جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا، فرجع عما كان عليه. وروي من طريق أخرى أنه أضافهم تلك الليلة؟ وقال: أنتم آمنون من الفُضيل. وخرج يرتاد لهم علفا؛ ثم رجع فسمع قارئا يقرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16].

قال: بلى والله قد آن. فكان هذا مبتدأ توبته.

وذكر الحافظ ابن حجر سببا آخر للتوبة، فقال: قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} فلما سمع قال: بلى يا رب قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها قافلة، فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، قلت: أنا أسعى بالنيل في المعاصي، وقوم من المسلمين يخافونني ههنا، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع؟ اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.

وقال إبراهيم بن الأشعث: سمعت فضيلاً ليلة وهو يقرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم، ويبكي ويردد هذه الآية {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد:31].

وجعل يقول: ونبلوا أخباركم، ويردد ويقول: وتبلوا أخبارنا،إن بلوت أخبارنا فضحتنا، وهتكت أستارنا، إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا.

وسمعته يقول: تزينت للناس وتصنعت لهم وتهيأت لهم، ولم تزل ترائي حتى عرفوك، فقالوا: رجل صالح، فقضوا لك الحوائج، ووسعوا لك في المجلس، وعظموك، خيبة لك، ما أسوأ حالك إن كان هذا شأنك. وسمعته يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل؛ وما عليك أن لا تُعرف، وما عليك إن لم يُثن عليك، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

16

عن رجاء بن ميسور المجاشعي، قال:

كنا في مجلس صالح المزي وهو يتكلم. فقال لفتى بين يديه:

اقرأ يا فتى، فقرأ الفتى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18]، فقطع صالح عليه القراءة، وقال: كيف يكون لظالم حميم أو شفيع، والمطالب له رب العالمين؟ إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأنكال إلى الجحيم، حفاة عراة، مسودة وجوههم، مزرقة عيونهم، ذائبة أجسادهم، ينادون: يا ويلنا. يا ثبورنا، ماذا نزل بنا؟ ماذا حل بنا؟ أين يذهب بنا؟ ماذا يزاد متا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران، فمرة يجزون على وجوههم ويسحبون عليهما منكبين، ومرة يقادون إليها مقرنين، من بين باك دما بعد انقطاع الدموع، ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لا يقوم له بصرك، ولا يثبت له قلبك، ولا تستقر لفظاعة هول على قرار قدمك.

ثم نحب، وصاح: يا سوء منظراه، يا سوء منقلباه، وبكى وبكى الناس.

فقام فتى من الأزد كان به تأنيث، فقال: أكل هذا في القيامة يا أبا بشر؟

قال: نعم والله يا ابن أخي، وما هو أكثر؛ لقد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم، فما يبقى منهم إلا كهيئة الأنين من المدنِف.

فصاح الفتى: إنا لله! واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة، واأسفا على تفريطي في طاعتك يا سيداه، واأسفا على تضييعي عمري في دار الدنيا، ثم بكى؛ واستقبل القبلة، فقال: اللهم إني أستقبلك في يومي هذا بتوبة لا يخالطها رياء لغيرك؛ اللهم! فاقبلني على ما كان في، واعف عما تقدم من فعلي، وأقلني عثرتي، وارحمني ومن حضرني، وتفضل علينا بجودك وكرمك، يا أرحم الراحمين، لذ ألقيت معاقد الآثام من عنقي، وإليك أنبت بجميع جوارحي، صادقا لذلك قلبي، فالويل لي إن لم تقبلني.

ثم غلب فسقط مغشيا عليه، فحمل من بين القوم صريعا، فمكث صالح وإخوته يعودونه أياما، ثم مات- والحمد لله- فحضره خلق كثير يبكون عليه، ويدعون له.

فكان صالح كثيرا ما يذكره في مجلسه فيقول: بأبي قتيل القرآن، وبأبي قتيل المواعظ والأحزان.

قال: فرآه رجل في منامه، قال: ما صنعت؟ قال: عمتني بركة مجلس صالح، فدخلت في سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

17

 

يحكي قصته وعلامات الندم تعلو وجهه. يقول: كنت لا أصلي، ولا أشعر بالذنب، ولا تأنيب الضمير، وكأن الأمر لا يهمني، مع أني مسلم. كنت مسلما بالاسم فقط. إذا جاء شهر رمضان كنت أصوم وأصلي وكأني أعبد رمضان، ناسيا تلك الفريضة والشعيرة العظيمة، باقي السنة. رغم أني أسكن بجوار المسجد لم أقل لنفسي يوما: لماذا لا أصلي؟ وإذا جاء المساء كنت أنطلق إلى السهر مع أصدقاء السوء.

لم أفكر في الزواج رغم تجاوزي خمسة وثلاثين عاما. كنت أراقب امرأة تذهب إلى المسجد وقت الصلوات، خصوصا صلاة العصر، وهي متحجبة تمشي على استحياء بطرف الطريق وكأنها تلصق بالجدار. كنت أعترض لها كثيرا وأحدثها ولا ترد عليَّ. وعندما كثرت مضايقتي لها قالت لي: ماذا تريد مني؟

قلت لها: أريدك أن تدخلي بيتي ليس معي أحد في المنزل.

قالت وبكل أدب: أطلب منك طلبا إذا نفذته سأدخل منزلك.

قلت لها: اطلبي ما تشائين.

قالت: أريدك أن تصلي أربعين يوما في المسجد كل الصلوات وخصوصا الصبح والعصر والمغرب والعشاء، وأن تحضر الدروس بعد صلاة العصر. قلت لها: سأفعل وسأصلي هذه المدة. لأول مرة أدخل المسجد وأصلي العصر وأخذت أعد الأيام على أمل اللقاء بها.. وأصبحت أحضر الدروس تلو الدروس، وبعد أسبوعين فقط تغيرت أحوالي ولزمت المسجد رغبة مني في التوبة، خصوصا وقد تعلمت من الدروس أمور ديني وأن تارك الصلاة كافر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر". وأخذت أحاسب نفسي وأنا أندم إلى يومي هذا على ما فاتني من الخير الكثير. وعندما أوشكت المدة على الانقضاء قابلتني وأنا في طريقي إلى المسجد، وقالت لي: هل أنت ما زلت على رأيك؟

قلت لها: معاذ الله إني تائب وإني نادم، وأنت جزاك الله خيرا فقد غير الله بك حالي، وأرجو أن تسامحيني على ما بدر مني.

قالت: يا أخي، والله إنني منذ وعدتك وأنا أدعو الله لك الهداية في جميع صلواتي، والآن الحمد لله الذي هداك وأخذ بيدك إلى طريق الخير، فطالما عرفت الطريق إلى الله نسأل الله لك الثبات، فاصبر يا أخي فإن الدنيا متاع من لا متاع له، ومن لا حظ له في الآخرة. ثم انصرفت والدموع تنهمر من عيني وأنا مطأطئ الرأس.

إنه الإيمان، إنه طريق الخير والرشاد. إن هذه المرأة علمتني ما لم تعلمني الأيام.. هذه قصتي لعلها عبرة وعظة.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

18

 

سقطت على الأرض مغشيا عليها..

ليست المرة الأولى.. فهي تعاني من إرهاق نفسي متواصل منذ أن تزوجت قبل سنتين.

لقد أخبروها أنه رجل طيب.. وفيه خير..

تستطعين التأثير عليه لكي يتدارك أمور دينه.. ويحافظ على الصلاة مع الجماعة.. وأنت يا بنيتي.. قد تزوجت أختك الصغرى قبلك.. وأعتقد أن هذا هو الأصلح لك..

وأصرت أمي على هذا الخاطب.. فهو ميسور الحال.. ومن عائلة معروفة.. ومركزه الوظيفي جيد..

مظاهر براقة لا تهمني..

فقد سألت عن الدين.. هذا ما يهمني.. أريد رجلا صالحا على الخير وعلى الطاعة.. إن أحبني أكرمني، وإن كرهني سرحني سراحا جميلا.. فما أكثر ما نسمع من تلك القصص المبكية من ظلم الأزواج ومشاكلهم مع زوجاتهم لقلة الخلق والدِّين.

كنت أحلم بمن يوقظني للصلاة في جوف الليل..

كنت أدعو الله في ظلام الليل ودموعي تتساقط أن يرزقني الرجل الذي يعينني على الطاعة، وأعيش معه على مرضاة الله..

نسير سويا متجهين إلى الله.. نقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الطيبين.

كنت أحلم بالرجل الذي يربي أبنائي تربية إسلامية صحيحة..

كأني أقف بالباب أرمقه هو وابني وهما ذاهبان إلى المسجد.. دعوت الله أن يتردد على مسامعي.. قول زوجي.. كم حفظت اليوم من القرآن؟!

وكم جزءا قرأت.. أحلم أنني أقف بطفلي أمام الكعبة وأدعو له.. سأنجب أكبر عدد من الأبناء طالما أن في ذلك أجرا.. وأنني سأخرج للدنيا من يوحد الله..

طالما حلمت الأحلام الكثيرة.. ولطالما متعت نفسي بتلك الأحلام.. الحمد لله على كل حال..

احتسبت الأجر وصبرت على زوجي.. في البداية كان ينهض للصلاة.. ومع مرور الأيام بدأ يتثاقل..

ماذا تريدين.. الله غفور رحيم..

سأصلي..

الوقت مبكر..

هذا هو الرد السريع عندما أحثه على صلاة الجماعة حتى لا تفوته.. أحس أنه يتغير مع إلحاحي إلى الأفضل.. على الأقل هذا ما أتفاءل به..

كنت أخشى رفقاء السوء فقد حدثني عن بعضهم.. أصبحت أخشى عليه من تأثيرهم.. فكرت في طريقة قد تكون مجدية أكثر من نصحي له.

لماذا لا أعرفه على الشباب الصالح فقد يتأثر بهم..

زوج صديقتي شاب طيب وملتزم وصالح إن شاء الله.. أسرعت للهاتف رحبت صديقتي بالفكرة وشجعت زوجها..

أخبرته أن صديقتي ستأتي ومعها زوجها..

بعد أسبوع من الانتظار الطويل زارتني صديقتي هي وزوجها..

قلبي يخفق من الفرح.. عسى الله أن يلقي في قلبه حبه.

كلما طال وقت الزيارة؛ زادت دقات قلبي.

بعد زيارة قصيرة ودعت صديقتي عند الباب.. رجعت إليه بسرعة..

جلست أضغط على أصابعي بقوة.. أنتظره يقول شيئا..

نظرت في عينيه.

فقال: لقد كان لطيفا.. وذا خلق عال..

ولكنه لم يبد حماساً للقائهم وللذهاب لهم كما وعدهم برد الزيارة.

حاولت بشتى الوسائل والسبل أن أعينه على المحافظة على الصلاة في المسجد.

الآن إلحاحي زاد بعد أن أنجبت منه ابناً.. أسهر الليالي الطويلة لوحدي..

هو يقهقه مع زملائه وأنا أبكي مع طفلي..

أكثرت من الدعاء له بالهداية..

قررت أن أصلي صلاة الليل في غرفتنا بجواره عسى أن يهدي الله قلبه..

أحياناً يستيقظ ويراني أصلي.. وفي النهار ألاحظ عليه أنه يتأثر من صلاتي وطولها.

مساء ذلك اليوم أخبرني أن أجهز له ثيابه.. سيسافر.. إلى المدينة الفلانية في رحلة عمل.. لا أعرف صدقه من غيره.. غالبا يسافر ولا يتصل بنا.. أحياناً أخرى يتصل ويترك رقم غرفته وهاتفه.. إذا اتصل عرفت أين هو.. لكن أحياناً كثيرة لا أعلم أين يذهب..

ولكني أحسن الظن بالمسلم إن شاء الله.

في مدة سفره سأخلصه بالدعاء.

في اليوم التالي.. اتصل بنا.. هذا رقم هاتفي.. الحمد لله.. اطمأننت أنه في المملكة..

انقطع صوته ثلاثة أيام.. وفي اليوم الرابع..

أتى صوته.. لم أكد أعرفه.. صوته حزين.. ما بك؟! سأعود الليلة إن شاء الله.. في تلك الليلة لم أنم من كثرة بكائه.. ماذا جرى لك؟! أخذ في البكاء كالطفل.. ثم تبعته في البكاء وأنا لا أعلم ماذا به.. وبعد فترة سادها الصمت الطويل.. أخذ ينظر إلي.. والدموع تتساقط من عينيه..

مسح آخر دمعة ثم قال: سبحان الله! زميلي في العمل.

سافرنا سويا لإنجاز بعض الأعمال.. ننام في غرفتين متجاورتين لا يفصلنا سوى جدار واحد.. تعشينا ذلك المساء.. وعلى المائدة.. تجاذبنا أطراف الحديث.. ضحكنا كثيرا.. لم يكن بنا حاجة للنوم.. تمشينا في أسواق المدينة لمدة ساعتين.. أرجلنا لم تقف عن المشي.. وأعيننا لم نغضها عن المحرمات.

ثم عدنا وافترقنا على أمل العودة في الصباح للعمل لإنهائه.

نمت نوما جيدا..

صليت الفجر عند الساعة السابعة والنصف..

اتصلت به بالهاتف لأوقظه.. لم يرد.. كررت المحاولة.. لعله في دورة المياه.. شربت كوبا من الحليب كان قد وصل في الحال.. اتصلت مرة أخرى.. لا مجيب.. الساعة الآن الثامنة وقد تأخرنا عن موعد الدوام.. طرقت الباب.. لا مجيب.. اتصلت باستعلامات الفندق لعله خرج.. ولكنهم أجابوا أنه موجود في غرفته..

لابد أن نفتح لنرى..

أصبح الموقف يدعو للخوف.. أحضروا مفتاحا احتياطيا.. دلفنا الغرفة بسرعة..

إنه نائم..

يا صالح..

ناديته مرة أخرى يا صالح..

رفعت صوتي أكثر وأنا أقترب منه..

نائم ولكنه عاض لسانه..

ومتغير اللون..

ناديته..

اقتربت أكثر..

لا حراك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله قصص مؤثرة حقاً ..

 

خاصة قصة الشاب الذي فضل زوجته على والدته ..

 

 

أختي الفاضلة الفراشة المسلمة ..

 

بارك المولى بك وجزاك خير الجزاء على نقلك الطيب ..

 

بانتظار عطاءك دائماً ... : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×