اذهبي الى المحتوى
أنين أمّة

غـزًّة .. لقد أسمعت لو ناديتَ حَيًّا

المشاركات التي تم ترشيحها

 

غزة .. لقد أسمعت لو ناديتَ حَيًّا

 

عبد الباقي خليفة

 

 

يبدو للبعض أن العدوان الإسرائيلي على غزة يهدف لإسقاط حكومة حماس، أو القضاء على الحركة التي أقضت مضجع العدو، وبالتالي فهم لا يبالون بحجم الخسائر، طالما أن الهدف الإسرائيلي يلتقي مع تطلعاتهم في إنهاء القضية التي تنال من شرعيتهم .

 

لكن الحقيقة هي أن العدوان على غزة ضربَةٌ مُوَجَّهٌ بالدرجة الأولى، وبطريقة غير مباشرة، إلى الأنظمة العربية، ولاسيما الدول المعروفة بتحالف الاعتدال؛ حيث اصطفت الجماهير خلف المقاومة ومَنْ يَدْعَمُ المقاومة، سواءٌ حقيقةً أو مجازًا . كما أن الشعوب قد تغفل، ولكنها لا تنسى .

 

وسواء كان العدوان الهمجي له علاقة بالانتخابات الصهيونية أم لا، وسواء كان لإسقاط حماس والقضاء عليها، أو كل ذلك جميعا، فإن العرب جميعا خاسرون. فشعوب العالم لا تفرق بين عربي وآخر، أو مسلم وآخر، وسينظر إليهم على أنهم عجزة وأغبياء، وبأسهم بينهم شديد .

 

وإذا سمينا الخاسرين بالأسماء، فإن عباس وسلطته يأتيان في المقدمة؛ حيث أُعِيد سيناريو العودة على ظهر دبابة إسرائيلية إلى قطاع غزة، وكشف عن حجم الخدمات الأمنية التي قدمها عباس وسلطته إلى الكيان الصهيوني، من خلال خارطة الضربات التي تعَرَّضت لها المؤسسات والمنازل السكنية في غزة، مما يزيد من جرعة الكراهية التي تكنها الأمة لذلك الشخص وذلك الفصيل المتاجر بتاريخ النضال الفلسطيني بادعاء الانتساب إليه، وهو منه براء، ويأتي النظام العربي الرسمي في المرتبة الثانية، ولاسيما النظام المصري الذي شارك في حصار غزة .

 

الأمة قد تربح، حسب ردود أفعالها، فإذا تحركت بما يدفع الأنظمة إلى تغيير مواقفها، وهو هدفٌ تكتيكي، أو ذهبت إلى أبعد من ذلك إلى الهدف الاستراتيجي، وهو أَخْذُ أمرها بيدها، وإفراز قيادة تستحقها وَفْقَ الآليات الشرعية، فستكون الرابح الأكبر.

 

وقد تخسر، لا قَدَّرَ الله، إذا ظلت على صمتها وسلبيتها وتَسَمُّرِها بلا حول ولا قوة أمام شاشات التلفزيون. أما حماس فهي مشروع نصر أو استشهاد، والظفر بإحدى الحسنيين؛ نصر وشهادة، وستكون بعون الله في الحالتين وقودًا لتقدم الأمة؛ حيث يتحدث اليهود في صحفهم عن اغتيال إسماعيل هنية، ومشير المصري، ومحمود الزهار .

 

الطابور الخامس : وكالعادة، بدأ الطابور الخامس في التحرك من خلال تحميل حماس المسئولية على العدوان الصهيوني، ونسي ذلك الطابور "القذر" أنّ العدو لم يحترم التهدئة التي تمت بوساطة مصريةٍ لم تُحْتَرَمْ شروطها، ومن بينها: وقف الاغتيالات، وفتح المعابر، كما تناسى ذلك الطابور "المأجور" أن العدوان الصهيوني على غزة خاصة، وكامل الأرض الفلسطينية عامة لم يتوقف أبدا، لاسيما بعد فوز حماس في انتخابات 2006 م .

 

وقد استمر العدوان الصهيوني أيضًا بعد اغتيال القائد العام للجان المقاومة الشعبية جمال عطايا أبو سمهدانة في 27 يونيو 2006 م، ثم نفذت القوات الصهيونية مذبحةً كبرى على شاطئ غزة في يوليو من نفس السنة، أودتْ بحياة أسرة كاملة، كما شنت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلةَ عملياتٍ عسكرية على قطاع غزة، فشلت في إطلاق سراح شاليط أو وقف الصواريخ، ومنها "عمليات أمطار الصيف، وسيف جلعاد، وغيوم الخريف، واصطياد الأوغاد، وغيوم الخريف"!

 

 

 

وفي 19 سبتمبر الماضي أعلنت حكومة الكيان الصهيوني غزة كيانًا معاديًا، وقبل ذلك بشهرين أعدتْ مُخَطَّطًا لاجتياح القطاع، وبالتالي فإن الحديث عن رفض حماس لتمديد التهدئة يفتقد للمصداقية، فكيف يمكن تخيير الشعب الفلسطيني -ولاسيما سكان غزة- بين الموت جُوعًا مع استمرار التهدئة، أو الموت بـ " الرصاص المتدفق "، وهي التسمية الصهيونية لعدوانها الجديد والهمجي على قطاع غزة. مع العلم بأنّ الحصار المفروض على غزة تم إعلانه من قِبَلِ العدو الصهيوني في 17 يناير الماضي، وشاركت فيه مصر ودول عربية أخرى، من خلال إغلاق معبر رفح.

 

والآن يتحدثون عن إرسال الإغاثة، ولو أرسلوها في فترة التهدئة المنتهية لما أقدمت حماس على إنهاء التهدئة. وكان 120 شهيدًا فلسطينيًّا قد سقطوا في شهر مارس الماضي، على إثر عدوان صهيوني أُطْلِقَ عليه اسم " الخريف الساخن ". وفي 12 نوفمبر الماضي استُشْهِد 4 مقاومين، ووصل عديد الشهداء في العدوان الأخير أكثر من 400 شهيد، ونحو ألف جريح، وَفْقَ بعض المصادر الرسمية في غزة خلال يومي 27 و28 ديسمبر الجاري .

 

وقد شَلَّ العدوان كُلَّ مرافق الحياة، في تدشينٍ لمرحلةٍ جديدةٍ مُلَوَّنَةٍ بدماء الشهداء، والجثث المتفحمة، والبيوت المدمرة تَحْتَ سَمْعِ وبصر العالم، دون أنْ يُحَرِّكَ أحدٌ ساكنًا لحماية الشعب الفلسطيني، ووَقْفِ الحرب ضد المدنيين والأطفال والنساء، مما يُؤَكِّدُ على وجود مؤامرةٍ خُيُوطُهَا واضحةٌ، تهدف لكسر إرادتها، وتدمير شرعيتها، وإنهاء مقاومتها، باستسلام حماس والمقاومة، مع الولاء التام، والتنسيق الكامل، مع من اغتصب الأرض، ودمّر المقدسات، وقتل الأطفال، في جريمةِ إعدامٍ جماعي لسكان غزة.

 

فالمحرقة القائمة حاليًا في غزة تهدف لكسر إرادة الشعب، وتدمير المقاومة، وتصفية حماس، بخطة مبرمجة وممنهجة، أُعِدَّت مُسَبَّقًا من قِبَلِ حكومة الاحتلال الصهيوني، وسَوَّقَتْ لها إقليميا ودوليا، وتلقتِ الضوءَ الأخضر.

 

ولكن ذلك لم يكسر عزيمة حماس القوية، وإرادتها لن تنكسر بعون الله؛ فهي طليعة الجهاد لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ورد العدوان المجرم، والحربُ المعلنة على حماس لن تزيدها إلا إصرارًا على الدفاع، ومواصلة المقاومة بكافة أشكالها ردًّا على العدوان وإفشالًا لمخططاته . وحماس، كما أكد قادتها، لن نقبل أن تعيش في دماء وأشلاء، بينما يعيش الصهاينة في أمن.

 

أشلاء غزة وفرحة الصهاينة : تنقل الصحافة الصهيونية أجواء الابتهاج التي تعم الكيان الصهيوني لرؤية دماء أهالي غزة تسيل في الشوارع، وأشلائهم تتمزق تحت الأنقاض، مما يدل على أن الكيان الصهيوني كيانٌ عسكري لا يُوجد فيه مدنيون، بل الجميع جنود احتياط، في جيشٍ أكثرَ نازيةً من النازيين، وأكثر فاشيةً من الفاشيين، بينما تُبَرِّرُ أميركا العدوان الصهيوني بأنه دفاع عن النفس، كما لو كانت موازين القوى متكافئة، أو أن صواريخ المقاومة لها نفس التدمير لقنابل الصهاينة!

 

أما بعض الدول العربية وعباس وجماعته فلا يزالون يُحَمِّلُون حماس المسئولية عما يجري في لعبة تبادل الأدوار، بين العدو الظاهر ومن يُظَاهِرُهُ من بعض الأنظمة، وفتح عباس .

 

لقد خرجت الجماهير العربية من صنعاء إلى الدار البيضاء للتعبير عن تضامنها مع أهالي غزة وأبطال غزة، وهذه التحركات في حاجةٍ لتفعيل أكبر، وهناك مَنْ نادى بمسيرات باتجاه الأراضي المحتلة، حتى وإن سقط ضحايا، ودعا آخرون لردود على مختلف المستويات وفي كل مكان.. ولكنّ الخطبَ جَلَلٌ، والوضع في حاجة لجهود دول، وإمكانيات دول، ومواقف دول، إلى جانب زيادة الضغوط الشعبية، ومن قِبَل الشخصيات الاعتبارية كعلماء الدين والمفكرين والسياسيين السابقين وغيرهم .

 

 

وقد بادر بعض الطيبين بتوجيه نداءاتٍ، سواءٌ لدول كبرى أو أنظمة عربية، لكننا لم نسمع سوى رجع الصدى، ولم نَرَ سوى حقيقية الواقع، وصوت الواقع، يقول: " لقد أسمعت لو نادَيْتَ حَيًّا.. ولكنْ لا حياةَ لمن تنادي "!

 

من موقع الإسلام اليوم ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

" لقد أسمعت لو نادَيْتَ حَيًّا.. ولكنْ لا حياةَ لمن تنادي "!

 

فعلًا هو الشعار المناسب رفعه .

اللهم أبد اليهود عن بكرة أبيهم هم ومن والاهم .

الله اخذل من خذل غزة .

 

 

بوركتِ ياغالية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

" لقد أسمعت لو نادَيْتَ حَيًّا.. ولكنْ لا حياةَ لمن تنادي "!

 

فعلًا هو الشعار المناسب رفعه .

اللهم أبد اليهود عن بكرة أبيهم هم ومن والاهم .

الله اخذل من خذل غزة .

 

 

بوركتِ ياغالية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×