ريناس 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 8 فبراير, 2009 حين تقع مثل هذه النازلة يلتفت المسلمون ـ وأكبادهم تتفطر ـ ماذا نصنع؟ وأي شيءٍ نُقدم؟ ويسارع آخرون فيقولون لانملك إلا الدعاءَ لإخواننا المظلومين! والحق إننا حين نتأمل بعمق ونتيحُ لأبصارنا وعقولنا أن تنظر إلى ما وراء الأحداث.. تجد أن مثل هذه الحروب الظالمة والمقاومة الشريفة تعود علينا بعدد من المكاسب وتذكرنا بعدد من القيم ومنها: :icon15: :cry: :cry: 1ـ عزة المسلمين: أحيت هذه الأحداث العزة في الأمة من بعد سنواتٍ عجاف من الذل والإحباط والانكسار، وتذكر المسلمون وعدَ ربهم (ولله العزةَ ولرسوله وللمؤمنين) كيف لا وهم يشاهدون الفلسطيني الأعزل من كل سلاح إلا سلاحَ الإيمان والتوكل يقاوم المحتل اليهودي بكل عزة وشهامة، وترسم النساء قبل الرجال والأطفال قبل الكبار صوراً من الشهامة والعزة لا يملكون أن يغيب مشهدها عن العقل المسلم. 2ـ وبالقدر الذي أحيت هذه الأحداثُ ـ بفصولها المختلفة ـ معاني العزة في الأمة، فقد دفعت ورفعت الذلَ والهوان والخور والاستسلام، أن الأمة لا ينقصها الرقم العددي، ولكن وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم (بالغثائية)، (والوهن) هو الذي يعوق مسيرتَها ويُبطِّئ بنصرها، إن حبَّ الدنيا وكراهية الموت كما هي أدواءُ قاتلة في الأمة فقد ارتفع منها بالقدر الذي ضحى فيه الفلسطينيون الصادقين بكل ما يملكون في غزة.. وآن الأوان لكل مسلم أن يُعالج هذا الداء فما هذه الدنيا بدار قرار، والآخرةُ خير وأبقى، وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون. 3ـ الخشوع الغائب: لئن غاب الخشوعُ في الصلاة ـ عند نفر من المسلمين وهو لبُّ الصلاة وروحها ـ فقد غاب معه أو قبله الخشوعُ لله ولذكره عند نفرٍ آخرين، والله تعالى يُذكِّر المؤمنين ـ وغيرُهم من باب أولى ـ بهذا الخشوع ويقول (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق..) ولقد جاءت الأحداث الوحشية المعاصرة لتكون سبباً في دمع العين وانكسار القلب وارتعاش الجوارح.. وهذه وأمثالها أبواب للخشوع.. بل إن صلاة بعض الناس عاد لها طعم آخر، وهم يجدون أنفسهم أقرب ما يكونون إلى الله وهم ساجدون لينصروا إخوانهم بالدعاء والتضرع. 4ـ وحدة الأمة: ذلك الهدف العظيم والمعنى الكبير، والذي مزقته الأهوى وشتته الانتماءات، وعصفت به رياحُ الفرقةِ والتنازع.. كل هذه الأدواء باتت تنحصر دوائرها، وتتسع دوائرُ وحدة الأمة، فقضية فلسطين تشغلهم جميعاً والانتصار للمظلومين شعارهم جميعاً، والحديث عن وحدة الأمة لا يُصنع عبر محاضرات تلقى أو كتب تؤلف بل تساهم المصائب والرزايا النازلة بالأمة في صُنعه، بل أن تكالب الأعداء على الأمة ورميهم إياها عن قوس وحده كل ذلك يحسس المسلمين بحاجتهم للوحدة.. لقد بتَّ تسمع لهجةً واحدةً وخطاباً مشتركاً بين المسلمين وإن تباعدت أوطانهم واختلفت لغاتهم.. الأمة بكل فصائلها وشرائحها ومستوياتها الفكرية والإقصادية تتحدث عن قضية واحدة، تتفق فيها على تشخيص المشكلة وتتفق كذلك في حلولها.. هذه من الأهمية بمكان ـ فنحن في مرحلة تحضيرية تشكل هذه القضايا محاور لوحدتها ـ ولا نصر للأمة إلا بالوحدة فهو عنوانها (وإن هذه أمتكم أمة واحدة) وحين تتنازع وتتفرق فذلك البلاءُ والفشل وذهاب الريح (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فهل تكون مثل هذه النازلة سبيلاً لوحدة الأمة على كلمة التوحيد. 5ـ وبقدر ما ساهم اليهود بعنجهيتهم وإفسادهم في تقارب الأمة ووحدة تفكيرها، فقد ساهموا غير مشكورين في ترسيخ عدوانهم وبغضهم ـ ليس على مستوى المسلمين الذين يجدون ذلك في كتاب ربهم (لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) بل على مستوى العالم الذي لم تُغيِّب الشاشةُ عنهم جرائم الحرب، ومشاهد الرعب ولم يعدموا عدداً من الصور التي ترسم شرخاً عميقاً في تاريخ اليهود. ومرةً أخرى كُتبت مؤلفاتٌ، ألقيت خُطبُ ومحاضرات، وعقدت مؤتمرات عن إفساد اليهود وجرائمهم وعنصريتهم.. لكن الصورة أبلغ، والمشاهد الناطقة في غزة أغنت عما سواها.و ويل لمن ظفر بعدوان العالم وبغضهم كما ظفرت يهود؟ 6ـ مفهوم القوة: خُيلَّ لنا فترةً من الزمن أن مفهوم القوة ينحصر في السلاح والعتاد الحربي. وهذا وإن كان مهماً والدعوة إليه ربانية (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فليس هو كلَّ معاني القوة، فالإيمان الصادق قوة، والثبات على المبدأ قوة وقوة العزيمة والإرادة قوة، واستحضار معيةَ الله ونصره قوة، والصبر على المحن وأنواع الحصار قوة.. تلك وأمثالها معانٍ نحسب أن أخوننا المجاهدين في غزة فازوا بها.. وضعفت على هذه المعاني الخضية للقوة قوةَ اليهود وحلفائهم الذين ما فتأوا يدعمونهم بأحدث الأسلحة وأعتاها.. إن حساب القوى ينبغي أن يعاد النظر فيه ـ لنا معاشر المسلمين.. لا يُغني ذلك عن إعدادنا للقوة لكن باختصار يذكرنا بقوى لا يملكها أعداؤنا ـ وهي من الأهمية بمكان في نتائج المعركة. 7ـ وأسباب النصر: ونحسب أن إخواننا في غزة المجاهدة ذكَّرونا بقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم) وأحيوا في قلوبنا (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده)، تذكرنا في صبرهم وصمودهم (كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)، وذكرونا بأن المظلوم سينتصر له الله (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير)، وعلى المسلمين كافة أن يلازموا ذكر الله، والثبات على الحق، وطاعة الله ورسوله، وعدم التنازع، والصبر ـ فتلك أسبابٌ مهمة للنصر كما جاء في سورة الأنفال وغيرها. 8ـ لفتت الحربُ القائمة في فلسطين ـ بين الحق والباطل ـ بتحليلاتها والتعليق عليها إلى أن ثمةَ عناصر تتحدث بألسنتنا وتستنشق هواءنا، وتتسمى بأسمائنا.. لكنها تفكر بغير تفكيرنا، وتتجه في عواطِفها ولحن قولها غير وجهتنا ـ إنهم من ابتُليت بهم الأمةُ في سالف تاريخها، ديدنُهم، الإرجافُ والسخرية، والتخذيل، والتشكيك بموعود الله، والهمز واللمز، هم من قال الله عنهم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولا وضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة)، وهم الذين قالوا (ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً) وقالوا (لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) هذه الفئة المرجفة تمثل عبئاً على الأمة لابد أن تستبينها وتحذرها. (هم العدو) وظروفَ الأزمات والمحن والشدائد على الأمة أجواءٌ لكشفها، وحين يحاصر المسلمون ويُزلزل المؤمنون يسارعون في الذين كفروا يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين. إن من مكاسب الأمة في هذه الأزمات كشف هؤلاء وفضحهم والحذر من مكرهم ومخططاتهم. 9ـ كما لفتت الحرب بويلاتها وخسائرها واستغاثة المستغيثين من أهلنا وإخوننا في فلسطين إلى نماذج للصدقة والمتصدقين، فكم من صادق تكلم بكلمة طيبة (والكلمة الطيبة صدقة)، وكم من يدٍ جادت بشيء مما تملك نصرةً للمستضعفين، ورب درهم سبق ألف درهم، وذهب أهل الدثور بالأجور، وكم من ضعيف جادت عينه بالدموع وهي نوعٌ من التعبير عن النصرة، فرفعت الأكفَّ بالضراعة والدعاء وهي باكية ـ وإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم، وكم من مسلم أو مسلمة دافع عن أعراض إخوانه المسلمين فكانت هذه منه صدقه.. وهكذا تتعدد الصدقات ويكثر المتصدقون.. وفي المقابل ثمة من بخل (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء) تثاقل عن إنفاق القليل ونسي أن (من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وكانت الأحداث في وادٍ وهو في وادٍ آخر فلم يرفع بذلك رأساً، ولم يتصدق بكلمة ولا مجرد عاطفة، وما الحيلة في قسوة القلب، ومن لم تتحرك مشاعره وعواطفه في مثل هذه الظروف فمتى تتحرك؟ 10ـ وجاءت هذه الحرب الظالمة لتجهز على كل مشاريع السلام الهزلية، ولتؤكد أن اليهود عُشَّاق حرب ومصاصوا دماء، وسُعاة ُ للفساد (والله لا يحب المفسدين). لقد عاش بعض أبناء أمتنا على أوهام السلام، وانطلقوا يركضون إلى مدريد، وأوسلوا وغيرها من محطات السلام التي تذهب كل مرة أدراج الرياح.. ثم يُخيم النسيانُ ويعود المنهزمون ينشدون السلام، من ظن أن اليهود يفون بعهد أو يلتزمون بوعد، والله خالقهُم يقول عنهم (أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) وإذا نقضوا وخانوا وحاربوا من بشرت كتُبهم به.. فغدرهم وجرئتهم لغيره باب أولى. 11ـ كما شاء الله أن يكون من أبرز مكاسب هذه الحرب إفشال مشاريع التطبيع في منطقتنا وعلى شعوبنا المسلمة: فالحرب حفرت خندقاً بين الأمة واليهود لن يقبلوا معه أيَّ بادرة للتطبيع فأخلاق اليهود وثقافتهم وصادراتهم كلَّها ليست محل قبول.. بل هي إلى مزبلة التاريخ وإلى غير رجعة. 12ـ ومن مكاسبنا في حصار غزة أنها أظهرت بين المسلمين عقيدة الولاء والبراء، ولاءً للمسلمين وبراءة من الكافرين، تلك العقيدة التي يمتلئ القرآن والسنة بنصوصها.. والتي حاول أعداءُ الأمة وأبناؤها المنهزمون تغيبها أو تشويهها.. وربما قال قائلهم.. إن عقيدة الولاء والبراء جاء بها الخوارجُ من قبل، ثم جاء أتباعهم المعاصرون ليحيوها من جديد (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً). 13ـ كما كان من المكاسب لهذه الحرب غير المتكافئة إعادةُ مفهوم الجهاد بأهدافه السامية، وراياته الناصعة.. لقد شمل هجوم الأعداء وأذنابهم على مفهوم الجهاد فأصبح قريناً للإرهاب والتطرف ولم يشأ أولئك أن يفرقوا بين صورٍ شوهت مفهوم الجهاد، وتشريع الجهاد الثابت والمنصوص عليه في كثيرٍ من آياتٍ القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بل أراد هؤلاء الاصطيادَ في الماء العكر، وربما راجت بعض هذه الأفكار التشويهية لمعاني وأهداف الجهاد عند (الرعاع) لكن جاءت هذه الأحداث الأخيرة لتوقض صيحة الجهاد ولتؤكد أن الجهاد طريقنا للعزة والكرامة وتحرير المقدسات ومصارعة الباطل ومدافعة المبطلين وصدق الله (ولولا دفعُ الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) إنه الجهاد ذروة سنام شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
الأندلسية 211 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 8 فبراير, 2009 فعلا موضوع رائع جزاك الله خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
غداً ألقى الأحبة 19 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 9 فبراير, 2009 فعلاً موضوع قيم لا حرمتي الاجر .. ننتظر مزيدك .. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك