اذهبي الى المحتوى
أمل الأمّة

المُحـاكمة للبشير ،، أم للأمّــة ؟!

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

----------

عمر البيروتي

الاثنين 17 شعبان 1429 الموافق 18 أغسطس 2008

-----------

لقد فوجئ معظم الناس بقرار المدّعي العامّ للمحكمة الدوليّة "لوي مورينو أوكامبو" بطلبه استدعاء الرئيس السوداني "عمر البشير" للمثول أمام المحكمة بتهمة جرائم إبادة ضدّ الإنسانيّة في دارفور . في حين لم يفاجأ معظم الباحثين بهذا الخبر؛ وذلك لأنّ تصريحات وتسريبات القادة الغربيين وخصوصاً الأميركيين تتحدّث من فترة طويلة عن شرق أوسط جديد، أو كبير، أو مختلف، سمّه ما شئت.

 

إنّ حلم تفتيت العالم الإسلامي وحلم إغلاق أبواب المدّ الدعويّ الإسلاميّ إلى خارجه هو قديم، بل هو أقدم ممّا يظنّ العديد من الناس؛ فلا البشير هو المقصود لشخصه، ولا السودان لذاته؛ إنّما الإسلام هو الهدف المقصود. لكن - على أيّ حال - الرسالة وصلت إلى معظم الرؤساء والملوك والقادّة، وهي أنّ كل من يتجرّأ أو يفكّر في الوقوف في وجه السياسة الأميركيّة ستُدبّر له تهمة (حيازة أسلحة نوويّة، أو التفكير فيها، الإبادة ضدّ الإنسانيّة ، أو الوقوف في وجه الديمقراطية).

 

إنَّ السودان بالنسبة للعالم الغربيّ لا يعني نبعاً للنفط، أو أرضاً زراعيّة، وإلا كان حلّ المشكلة أن يبيعه السودان نفطه بسعر خاصّ، وأن يتجنّب الزراعة بمساحات كبيرة وتنتهي القضيّة. إنَّ السودان لمن لا يذكُر هو بوّابة الدعوة الإسلاميّة لشرق وجنوب ووسط القارّة الإفريقيّة، ويوماً من الأيّام كان ثمانون في المائة من القارّة الإفريقيّة مسلمين، ولمن لا يعرف أنّ بضعة معاهد شرعيّة في السودان تخرِّج كلّ عام المئات من الطلبة الأفارقة. هذه الروح الإسلاميّة التي نامت بإفريقيا استيقظت وعادت تحاول الوقوف على رجليها من الصحراء الكبرى إلى رأس الرجاء الصالح، وتهتف أنا لم أمت، وها أنا موجودة ومستعدّة لنزال الحياة الماديّة والدعاة لها. وهذا هو بيت القصيد بالنسبة للغرب.

 

كان نجاح الغزو الأميركيّ الصليبيّ في احتلال العراق وتفتيته إلى دويلات طائفيّة ومذهبيّة وعرقيّة، وإرجاع الاقتصاد العراقيّ إلى العصور الوسطى، وتفتيت النظام التعليميّ الذي تفوّق على النظام التعليميّ البريطانيّ يوماً من الأيّام، حافزاً للغربيين وأوّلهم الأميركيون للهجوم على السودان وجعله هدفاً ثانياً لهم.

 

ترى ما الذي جعل السودان يصل إلى مرحلة الضعف الشديد وفي طريقه إلى التفتّت؟

 

منذ كانت بريطانيا تستعمر السودان حتى حصوله على الاستقلال عملت على زرع بذور الانشقاق في الجنوب وذلك عبر فصل الشمال عن الجنوب تماماً وإخضاعه لإدارة مستقلّة، ودفع الزخم التنصيريّ إلى أقصى حدوده، لإيجاد ما يسمّى بالقاعدة النصرانيّة في الجنوب والتي تخالف الشمال المسلم بالعقيدة والمنهج والهدف، ليكون حاجزاً أمام المدّ الإسلاميّ القادم من الشمال باتجاه الجنوب، ومن ثمّ إلى إفريقيا. وترافق هذا مع الخطّة الاستراتيجيّة للسيطرة على النيل الأبيض الذي ينبع ويمرّ بالجنوب أوّلا وذلك عبر جعل الجنوب دولة مستقلّة أي دولة أخرى تسيطر على النهر لحصار السودان ومصر مائيّاً.

 

خاض السودان معركة الجنوب لـ 21 عاماً، وقد قبل باتفاق مجحف بنهايته يجري استفتاء حول استقلال الجنوب والذي حتماً سيختار الانفصال كما حدث في شرق تيمور وإندونيسيا، وكلّه برعاية الأمم المتّحدة.

 

ولم تكد البلاد تلتقط أنفاسها مع هذه الاتفاقيّة، حتّى بدت على السطح أزمة إقليم دارفور غرب البلاد، ففي الوقت الذي كانت فيه الحكومة السودانيّة تتفاوض مع متمرّدي الجنوب في (نيفاشا) و(مشاكوس) بكينيا من أجل السلام، كانت طبول الحرب تدوي في مناطق أخرى من البلاد، حيث ظهرت مجموعات متمرّدة جديدة ترفض الإذعان للسلطة المركزيّة، وتطالب بجزء من كعكتيّ السلطة والثروة حيث وافقت الحكومة من قبل على مبدأ تفتيتهما مع من حمل عليها السلاح.

 

دخلت إسرائيل على خطّ معركة تقسيم السودان ورمت بثقلها وخبراتها في تزويد بعض فصائل المتمرّدين بالسلاح والخبرات لدعمهم ضدّ الحكومة المركزيّة، مرّة بحجّة أمنيّة ومواجهة الإرهاب الأصولي، ومرّة من مدخل أمنيّ، ومرّة من مدخل ثقافيّ أو زراعيّ، لتعمل على تطويق العالم العربيّ بإحكام من خلال استغلال علاقاتها بدول شرق إفريقيا وإثيوبيا وإرتيريا.

 

زد على هذا النزاع مع إرتيريا وتشاد؛ ففي كلّ مرة تحاول الحكومة المركزيّة إغلاق نافذة صراع تفتح عليها أبواب عدّة ممّا يؤكّد أنّ هناك أيدياً خفيّة، بل قل علنيّة تمتلك المال والخطط، وتدفع باتجاه إشعال الأخضر واليابس. فمن حدود أوغندا إلى إرتيريا إلى تشاد وإثيوبيا إلى الداخل. كلّها متناقضات تستنزف دم النظام وتهدّد وجود السودان، فقد قال وزير الداخليّة يوماً إنّ في الخرطوم 48 ميليشيا كلّها مسلّحة.

 

إنّ تهاون الحكومات السودانيّة المتعاقبة والتي تنتمي لمختلف الاتجاهات السياسيّة في معالجة حقيقيّة لمشاكل السودان الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وكذلك تنازع مختلف الأطراف فيما بينهم حول كعكة السلطة وشهوة الحكم حيث كان همّ كلّ طرف الكيد للآخر ولو بالتعاون مع أطراف خارجيّة، قد أغرى الدول الأوروبيّة وأميركا بالكعكة السودانيّة يدفعها دافع اقتصاديّ وهو النفط والأراضي الزراعيّة الهائلة التي أغمضت الأموال العربيّة أعينها عنها، وقد كان يكفي قليل من أموالنا العربيّة مع الأيدي والخبرات المصريّة بالزراعة لتحويل السودان إلى جنّة على الأرض ومحاصيل تكفي لإطعام العالم الإسلاميّ وكسر احتكار الطعام والتهديد بالجوع ورفع الأسعار الذي يمارسه الغرب المتحضّر ضدّ شعوب ودول العالم الإسلاميّ .

 

ويحدوها كذلك حقد عقديّ تاريخيّ للثأر من المسلمين وإعادة تفتيت المفتّت تمهيداً للقضاء على الإسلام العظيم بالضربة النهائيّة. لكنّ الغرب غلّف حقده بغلاف منمّق سمّاه حقوق الإنسان؛ هذه الحقوق التي يتباكى الغرب عليها وهو أوّل ذابح لها إلى الآن، فأين هي حقوق الإنسان من المجازر ومصادرة الحقوق وخطف أولاد الابروجينز أو السكان الأصليين لأستراليا الذين انخفض عددهم من بضعة ملايين إلى مائتي ألف فقط، وحتّى الآن يُرفض الاعتذار لهم ، مجرد اعتذار؟

 

وأين هو من حقوق الهنود الحمر في عقر داره حيث لا يشار لهم إلا كقبائل متوحّشة، ولا يُعترف لهم بأيّ حقّ على الإطلاق والذين أبيدوا حتّى في محميّاتهم التي حبسهم فيها فقط لشقّ طرق سريعة تمرّ بأراضيهم؟ وهل ننسى العشرين مليون أسود الذين قضوا في العبوديّة، نحن هنا لا نتكلّم عن مسلمين لأنّ الدم المسلم صار أرخص من أن يتكلّم عنه، فالجوع يأكل أهل فلسطين ولا من مجيب وأكثر من مليون عراقي قضوا لم تهتز شعرة لهم ، فمن سيتمعر للسودان؟

 

نحن لا نلوم عدوَّنا على الكيد لأمّتنا، ومحاولته حربنا وطعننا في كلّ مناسبة، لكنّ العتب على الغفلة التي تلم بمثقفينا فضلاً عن عوام الناس في بلادنا. الغفلة التي جعلت قبائل مسلمة في دارفور تتغوّل عند رؤيتها لأوّل فرصة ضعف عند الحكومة المركزيّة لتسارع بتنفيذ رغبة عدوّها بذبح أمّتها ووطنها. ترى لو عمّمت هذه الظاهرة على المغرب في قضيّة الصحراء وعلى مصر في قضيّة الأقباط وعلى العراق في قضيتيّ الأكراد والشيعة، ترى ماذا يتبقّى من أوطاننا؟

 

وفي الوقت نفسه الذي يذبح فيه السودان والعراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها تجهّز السكين لاقتطاع وتكوين كيانات جديدة تكون خنجراً في ظهر الأمّة الإسلاميّة وتقود المسلمين بعيداً عن دينهم، وبعيداً عن مستقبلهم المشترك. وعجباً لأمّة يبكيها مسلسل مدبلج ولا تهتزّ لنهر دم!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

موضوع قيم اختي الغالية جزاك الله عنا خيرا اللهم اهزم اليهود ورد كيدهم في نحورهم واعز الاسلام والمسلمين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

الله المستعااان

 

اعتقال البشير كلمة سر لتفتيت السودان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

الله المستعااان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرا

 

ارى انها صفعة للعرب جميعا

هذاالأمر قد تكلم عليه الشيخ أبوإسحاق الحويني منذ أكثرمن سنتين تقريبا وتقسيم السودان بوابة لتقسيم المسلمين وماذابعدالسودان مصرسورياودول الخليج اللهم رد المسلمين ردا جميلاإليك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و جزاكن الله خيرا أخواتي الحبيبات ، بارك الله فيك محبة الحبيبة على الرابط.

 

اللهم اهزم اليهود ورد كيدهم في نحورهم واعز الاسلام والمسلمين .
اللهم رد المسلمين ردا جميلاإليك

 

اللهم آمييين يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حسبي الله ونعم الوكيل

 

انهم حقا وضعوا الخطة ونفذوها

 

انهم لا يريدون القضاء علينا دفعة واحدة او مرة واحدة

 

لكن يضعون الخطط على المدى البعيد

 

خطوة فخطوة

 

حتى نجحوا في خططهم

 

لقد فازوا بالحرب التي اعلنوها علينا حتى الآن

 

انهم حقا نجحوا وللاسف

 

انهم يضعون الخطط ويصبرون

 

يعلمون ان بعد المسلمين عن شرع ربهم

 

سيكون هلاكهم

 

عرفوا كيف يقضوا علينا

 

افلام

 

مسلسلات

 

اغاني

 

مسرحيات

 

لباس غربي غير شرعي

 

شهوات ومغريات

 

قنوات فضائية

 

وتيار فكري غربي مفسد

 

تفريق الامة

 

نشب الخلاف بينهم

 

وغيرها وغيرها

 

من الخطط الخبيثة

 

حسبي الله ونعم الوكيل

 

يااااااااااااااااااارب رحمتك بنا ياااااااااااااااااااااااارب

 

يارب اسالك ان تردنا اليك ردا جميلا

 

شكرا اختي على النقل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكِ الله خيرا أخيتى على التبصره

 

وحسبنا الله ونعم الوكيل

 

قد زادت الجروح النازفة فى قلب الإسلام

 

ولا نعرف أى جرح نداوي الله المستعان .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×