اذهبي الى المحتوى
غداً ألقى الأحبة

أحداث بومباى وصرخة المضطهدين

المشاركات التي تم ترشيحها

أحداث بومباى وصرخة المضطهدين

 

 

 

التاريخ لا يكذب، وتاريخ اضطهاد الهندوس "عبيد البقر" للمسلمين في الهند طويل، ومليء بالمآسي التي تقشعر منها الأبدان، ويكاد المرء يتوقف قلبه عندما يقرأ فقط ـ لا أقول يعايش ـ ما حدث للمسلمين في الهند من اضطهاد.

 

وعندما نتوقف مع ما حدث من أحداث عنف في بومباى في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر 2008م نجد أن هذه الأحداث كانت قوية ومذهلة، مما جعل الحكومة الهندية ترتبك في اتهاماتها وفي إداراتها للأزمة، ورغم أن المنفذين عددهم لا يتجاوز ـ بحسب التقارير ـ من عشرة إلى خمسة عشر، إلا أنهم استطاعوا إحداث زلزال أمني رهيب في الهند؛ جعل العالم كله يتجه نحو الهند يبحث عن الفاعل ومبرراته وأهدافه.

 

واندفع البعض إلى اتهام القاعدة رغم أنها لم تعلن مسؤليتها مطلقًا كعادتها، ولكن الاتهامات توقفت عند الحكومة الهندية لعناصر باكستانية تنتمي إلى منظمة عسكر طيبة، أما الأهداف فقد أعلنت فقط فيما صرح به أحد منفذي الأحداث لوكالة أنباء عبر الهاتف أن عمليتهم جاءت نتيجة ما يحدث للمسلمين من قتل وإبادة وحرق وأسر للرجال والأمهات.

 

وبعيدًا عن التحليلات التي ذهبت إلى اتهام القاعدة أو أن ماحدث نتيجة مؤامرة داخلية، ينبغى علينا أن نتوقف مع حقيقة أوضاع المسلمين في الهند؛ حتى نفهم الصورة من كل جانب، فإن كان ما حدث في بومباي من قتل وعنف هو خروج على القانون، فيوجد أيضًا في الصورة الأخرى خروج على القانون والحقوق من الحكومة الهندية.

 

وحتى يتضح ذلك نتوقف مع محورين هامين لمعرفة الصورة الخفية لما يجري في الهند وعلى افتراض صحة ما أُعلِن من اتهامات هندية لعسكر طيبة الكشميرية.

 

نتوقف مع المحور الأول فيما يخص كشمير؛ ذلك الإقليم الذي يسكنه أغلبية مسلمة، منذ عام 1948م صدر قرار من مجلس الأمن بحق الشعب الكشميري في تقرير مصيره بإجراء استفتاء، ومع ذلك سارعت القوات الهندية إلى احتلال جزء كبير منه ورفعت راية الهندوس عليه، ومن يومها ستون عامًا والمسلمون في كشمير يتعرضون إلى ظلم واضطهاد لا مثيل له، وتتجدد مذابح القتل واضطهاد المسلمين كل فترة كلما أعلنوا عن رغبتهم في الحرية وتقرير مصيرهم.

 

والعالم الذي أصدر القرار صامت على الهند، ستون عامًا يقتلون ويأسرون ويذبحون في مسلمي كشمير لأنهم مسلمون، في الوقت الذي وقف بجانب نصارى تيمور الشرقية في أندونسيا، وأجبر أندونسيا على إعطاء حق تقرير المصير لنصارى جزيرة تيمور، ومن ثَمَّ الانفصال في خلال سنة من قراره بحقهم في تقرير مصيرهم، مع أنهم لم يتعرضوا إلى 1% من الظلم الذي تعرض له المسلمون في كشمير.

 

لذلك قامت منظمات كثيرة ـ منها عسكر طيبة ـ بتبني المقاومة من أجل تحرير أرضهم المسلمة من عبدة البقر، ورغم حقهم القانوني والدولي إلا أن العالم لم يقف معهم.

 

المحور الثاني: الوضع الداخلي للمسلمين في الهند الذين يمثلون حوالى 15% من الشعب الهندي، البالغ عدده ما يزيد على المليار نسمة، أي أن مسلمي الهند تعددادهم حوالي 150 مليون، أي أنهم يعيشون وسط طوفان بشري من الهندوس عباد البقر، ومع ذلك فهم يتعرضون لمآسي تقشعر منها الأبدان، وما نُسِب إلى أحد المنفذين من عبارات هي في الحقيقة إشارة إلى مأساة غفل عنها العالم عامة والمسلمون خاصةً.

 

وحتى نفهم ذلك؛ نتوقف مع أهم حدثين في العقدين الأخيرين، ففيهما ما يكفي لمن كان له قلب أو عقل، الحدث الأول ـ هدم المسجد البابري، الذي أُسِسَ في القرن السادس عشر الميلادي، وأقامه الحاكم المسلم "ظافر الدين بابر"، وبعد أربعة قرون قام الهندوس عبيد البقر في عام 1992م بهدم المسجد، وقتلوا ألفي مسلم تصدوا لهدم مسجدهم، قتلوهم حرقًا، ورميًا بالرصاص، وقتلًا بالحجارة والعصي، أكرر ألفي مسلم قُتِلوا لمن يتباكون الآن ولم نسمع لهم صوتًا وقتها، ولم نرى لهم دمعة على دم مسلم دافع عن مسجده، وقد تواطأت الحكومة الهندية الهندوسية على هدم المسجد، ويكفي أن نتوقف مع ما صرح به رئيس الوزراء الهندي فاجبائي عام 2002م، حيث قال: (نحن نريد كحكومة وكحزب سياسي تعمير معبد رام على أنقاض المسجد البابري).

 

الحدث الثاني ـ ماحدث في إقليم جوجارات لمدة ثلاثة شهور متواصلة من فبراير إلى مايو 2002م، فقد وقعت اعتداءت من الأغلبية الهندوسية على المسلمين، شملت ذبحًا وحرقًا وقتلًا للمسلمين وتدميرًا لمنازلهم، ووصلت الهمجية إلى أقصى ما يتخيله البشر من حقد وكراهية وعنف، وقد سطَّر ذلك الغرب قبل الشرق النائم في تعاسته ووهنه، ففي 2-3-2002م كشف موقع # ياهوو#أن حشود الهندوس ـ التي وصفها "بالحقودة" ـ تواصل أعمالها الانتقامية بحرق منازل مسلمي الهند، وقتلهم بالجملة؛ وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المسلمين إلى 408، من بينهم 40 رميًا برصاص الشرطة، حسب تأكيد مسئولين هنود رفضوا ذكر أسمائهم.

 

ونتوقف مع قصص مؤلمة محزنة لما حدث، فبحسب مانشرته صحيفة "تايمز أون لاين" السبت 2-3-2002م الواقعة الدامية لمسلم اسمه أحسن جفري، عندما رأى حشدًا من الهندوس يتقدَّم نحو بيته؛ جرى إلى التليفون للاستغاثة بالشرطة الهندية، إلا أن أحدًا منهم لم يهب لنجدته.

 

وفي الخارج اندفع الحشد الهائج إلى الأمام، وهم يرددون بهوس ترانيم تُمَجِّد "راما" معبود الهندوس الأكبر، أما داخل البيت فقد تملك الرعب ابنيْ أخيه الطفلين، وانخرطا في بكاء مرير، وفي محاولة يائسة لإبعاد المهاجمين جرى أحسن إلى شرفة منزله، وأطلق في الهواء طلقة من مسدسه لإخافة الحشد، فردُّوا عليه بوابل من الحجارة، ثم جرى أحدهم وهو يحمل "صفيحة" بنزين، وبعد ذلك نصبوا له ولأهل بيته محرقة، وأشعلوا النار في البيت.

 

وكل ما تبقى من أحسن وعائلته هو كومة من اللحم والعظام المتفحمة، وبين رماد المحترقين وهم أحياء كان يرقد ذراع طفل محترق، وأنامله الصغيرة محترقة إلى درجة السيلان، شاهدة على مخزون الكراهية ضد المسلمين في الهند.

 

هذه المأساة هي إحدى القصص التي ترسم إحدى مآسي المسلمين في الهند وواقعهم المؤلم.

القصة الثانية أشد قسوة، جرى فيها إهدار كل معاني الإنسانية، بل حتى معايير الرفق بالحيوان، وقد نشرتها جريدة ليبراسيون الفرنسية، في حوار مع شيخ عجوز مسلم اسمه خليل نور محمد 70 عامًا، يحكي ودموعه تنهمر قصة الاعتداء الوحشي الذي قام به الهندوس ضد أسرته، بمدينة أحمد آباد عاصمة إقليم جوجارات، الذي شهد أعمال عنف طائفي أودت بحياة الآلاف من المسلمين.

 

فيقول: "بقروا بطن ابنتي الحامل وأخرجوا جنينها ثم ألقوا به على الأرض، ولم يكتفوا بذلك بل أشعلوا النار في أحفادي وبقيت وحيدًا في مخيمات اللاجئين بعد أن كنا أسرة من 11 فردًا".

بهذه الكلمات الممزوجة بالبكاء ختم الهندي المسلم "خليل نور محمد" حواره مع الصحيفة الفرنسية.

 

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر 14-3-2002م أن الهندوس الذين يمثلون الأغلبية في ولاية جوجارات وضعوا على المسلمين الذين هجروا ديارهم فرارًا من أعمال العنف شروطًا للعودة، منها: تغيير الديانة الإسلامية واعتناق الهندوسية، وعدم ذبح الأبقار التي يعتبرها الهندوس مقدسة، بالإضافة إلى حلق المسلمين لحاهم، وارتداء الملابس التقليدية للهندوس بدلًا من السراويل الإسلامية.

 

يبقى نقطتان هامتان؛ الأولى أن مايحدث للمسلمين من مذابح في الهند يتكرر كثيرًا، والمجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية أصابها العمى والصمم، فهي لا ترى ولا تسمع بما يجري للمسلمين من ظلم واضطهاد، في الوقت الذي يتدخل فيه المجتمع الدولي الغربي المسيحي للأقليات في العالم من غير المسلمين، سواء كانت مسيحية أو بوذية أو حتى بهائية، وتحت زعم اضطهاد الأقليات يُصدر الكونجرس الأمريكي تقاريره السنوية، والتي تخلو دائمًا من أي إشارة إلى اضطهاد الأقليات المسلمة.

 

وهذا المجتمع الدولي الغربي الصهيوصليبي انفعل بأحداث بومباي، عندما قُتِل فيها غربيون وصهاينة، أما عندما يُقتَل المسلمون المدنيون في فلسطين، والعراق، والصومال، وأفغانستان، ووزيرستان بواسطة الطائرات الأمريكية فهم لا يسمعون ولا يرون أدام الله عماهم وصممهم.

النقطة الثانية أن بعض المسلمين توافقوا مضطرين مع الواقع الهندوسي؛ فمنهم من أصبح جزءًا من الحكومة الهندية، وجزء منهم صامت سلبي، أما البقية الأخرى فهي التي تقاوم الظلم على قدر ما تستطيع.

وأخيرًا ما قدمنا هو إشارة ضوئية فقط لجزء بسيط جدًا من واقع الاضطهاد الذي يعيش فيه المسلمون في الهند، وذلك حتى تكتمل ملامح الرؤية للقارئ، ويفهم ما يحدث في الهند من أحداث عنف يتم فيها تغييب الحقائق.

تم تعديل بواسطة سلوة الأحباب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على هذه التَّبصرة بحال إخواننا المستضعفين في الهند

 

قتل امرئ في غابة جريمة لا تُغتفر وقتل شعبٍ آمن مسألة فيها نظر!!!

حسبُنا الله ونِعم الوكيل

 

 

[أختي الحبيبة : يرجى ذكر المصدر]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على هذه التَّبصرة بحال إخواننا المستضعفين في الهند

 

قتل امرئ في غابة جريمة لا تُغتفر وقتل شعبٍ آمن مسألة فيها نظر!!!

حسبُنا الله ونِعم الوكيل

 

 

[أختي الحبيبة : يرجى ذكر المصدر]

وعليكم السلام :

 

لقد ازدان الموضع مشرفتي بمرورك ..

لا ادري لما هذا الموضوع تريدين مصدرة بالذات ..

ولكن نقلته من الشبكة الاسلامية بحثت عنه الان لم اجده حتى اضع لك الرابط ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ :)

لا ادري لما هذا الموضوع تريدين مصدرة بالذات ..

ولكن نقلته من الشبكة الاسلامية بحثت عنه الان لم اجده حتى اضع لك الرابط ..

لا بأس .. لقد سبق و طلبتُ منكِ ذكر المصدر في موضوع غير هذا لكن يبدو أنكِ لم تنتبهي

و أرجو منكِ ومن باقي الأخوات عند طرح أي موضوع ذكر مصدره خاصّة الأخبار.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بارك الله فيكِ :)
لا ادري لما هذا الموضوع تريدين مصدرة بالذات ..

ولكن نقلته من الشبكة الاسلامية بحثت عنه الان لم اجده حتى اضع لك الرابط ..

لا بأس .. لقد سبق و طلبتُ منكِ ذكر المصدر في موضوع غير هذا لكن يبدو أنكِ لم تنتبهي

و أرجو منكِ ومن باقي الأخوات عند طرح أي موضوع ذكر مصدره خاصّة الأخبار.

 

مشرفتي الغالية :

اي موضوع ؟؟

لاني والله اجيب من مصادر موثقة مه بالمئه ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اي موضوع ؟؟

لاني والله اجيب من مصادر موثقة مه بالمئه ..

نحن نحسن الظن بكنّ غاليتي .. لكن الخبر حين يُذكر مصدره يكون أوثق و يتسنى لنا التّأكد من مدى صحتّه.

أظن أنّ الفكرة واضحة لذا نقف هنا عن الحديث في الأمر حتّى لا نخرج عن مسار الموضوع .. بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اي موضوع ؟؟

لاني والله اجيب من مصادر موثقة مه بالمئه ..

نحن نحسن الظن بكنّ غاليتي .. لكن الخبر حين يُذكر مصدره يكون أوثق و يتسنى لنا التّأكد من مدى صحتّه.

أظن أنّ الفكرة واضحة لذا نقف هنا عن الحديث في الأمر حتّى لا نخرج عن مسار الموضوع .. بارك الله فيكِ

مشرفتي الغالية :

جزاك الله خير وىسفة على الخروج عن الموضوع لكن في المواضيع القادمة ان شاء الله ساضع روابط المواضيع حتى لا تتعبين في البحث يكون جاهز وتتاكدين بسرعة ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكن الله,بورك فيك أختاه والله جزى الله الإخوة أسود بومباي الفردوس الأعلى فهذه هي الرجولة والغيرة على حرمات الله والشهامة فبمثل هؤلاء فلتحى أمتنا الغالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
حياكن الله,بورك فيك أختاه والله جزى الله الإخوة أسود بومباي الفردوس الأعلى فهذه هي الرجولة والغيرة على حرمات الله والشهامة فبمثل هؤلاء فلتحى أمتنا الغالية

بورك فيك يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×