اذهبي الى المحتوى
توبة نصوحا

"ودّعت الأول بلوحة تقطر دماً والثاني بـ"

المشاركات التي تم ترشيحها

#######

ودّعت الأول بلوحة تقطر دماً والثاني بـ"عندما يبكي الرجال".. مايو .. شهر حزن لفنانة فلسطينية فقدت فيه "زوجين" بفارق 6 سنوات

انها الفنانة المبدعة رسامة الكاريكاتير الفلسطينية امية جحا

 

كتبت وكالة سما الإخبارية المستقلة/

 

سريالية المشهد في غزة صارخة ووراء كل رقم وكل شهيد رواية أبطالها أناس عاديون وسياسيون وفنانون وصحفيون زملاء مهنة.

 

تميزت الزميلة الصحفية الشهيرة وفنانة الكاريكاتير أمية جحا بحضور كبير في الرواية الدامية لغزة وذلك في مشهدين متتالين، الأول عندما فقدت زوجها الشاعر والمقاوم "رامي سعد" في الأول من شهر مايو/أيار لعام 2003 أما المشهد الثاني فقد كان صارخا أكثر ومفجعا بلا نهاية عندما فقدت مساء الاثنين الموافق 3 مايو/أيار الجاري وللمرة الثانية زوجها الثاني المقاوم المهندس "وائل عقيلان" الذي لم يتجاوز الثانية والثلاثين من العمر أثر مرض عضال ألم به ومنعه من السفر للخارج لتلقي العلاج.

 

 

 

أمية المكلومة قبل أيام قليلة فقط تحدثت في مقال لها بعنوان "عندما يبكي الرجال" عن بكاء زوجها عقيلان الجريح الذي حاول مرات عديدة أن يغادر قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية جنوب قطاع غزة لتلقي العلاج في إحدى المستشفيات المصرية ولكن الحصار الجائر والظالم المفروض على سكان القطاع منذ الخامس والعشرين من شهر يونيو لعام 2006 منعه من مغادرة غزة ليمكث شهرا في إحدى المستشفيات الفلسطينية يصارع المرض والموت حتى أعلن عن وفاته الليلة الماضية.

 

أمية الأرملة عام 2003

 

استشهد زوج أمية الأول المقاوم "رامي خضر سعد" بتاريخ 01-05-2003 عن عمر يناهز 27 عاما في معركة وقعت بين مقاومين فلسطينيين كان هو واحد منهم وبين جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي توغلوا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقد استشهد سعد برصاصة في البطن من عيار 800 من دبابة بعد أن أطلق رصاصات عديدة من رشاشه باتجاه تلك الدبابة.

 

 

 

وفي حينه أكدت أن رامي سعد، استشهد بعد أن خاض معركة مع جنود الاحتلال في حي الشجاعية..وأكدت على أن رامي كان في ذلك اليوم يتصدى وزملائه لاجتياح إسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفتح نيران سلاحه الرشاش على الجنود وهم ينزلون من العمارات ومنازل الفلسطينيين هناك..إلا أن إحدى دبابات الاحتلال ردت بإطلاق رصاص من العيار الثقيل عيار 800 ليصاب برصاصة واحدة في جنبه اخترقت الكبد والبنكرياس واستشهد على الفور.

 

 

 

وقد أنجبت أمية من الشهيد رامي الطفلة نور التي كانت تبلغ من العمر تسعة أشهر عندما استشهد والدها عام 2006.

 

وفور استشهاد سعد عجزت الفنانة أمية أن تعبر عن حزنها على فراق زوجها إلا من خلال ريشتها فأهدته رسم كاريكاتيرى قوى جدا، أظهرها تبكى زوجها الشهيد دما بدل الدموع.

 

 

 

وقد رسمت أمية اللوحة في اليوم الثالث لاستشهاد زوجها..وقد مثل هذا الرسم صورة زوجها "رامي" فى حدقة عينها، التى بكت دما، جاء على هيئة دمعة تنزل من العين، وترسم صورة للقلب.

 

 

 

وقالت جحا إن الرسم يقول "إن عيونى لم تبك دموعا على فراق زوجي، وإنما بكت دما، وهو الإنسان الوحيد، الذى كنت أراه أمامى وقت علمى بنبأ استشهاده، فقد وضعته فى داخل عيني، التى بكت عليه دما، بدل الدموع".

 

 

 

وأضافت الرسامة الفلسطينية الشهيرة قائلة "إن هذا الرسم هو ترجمة لكلمات عجزت أن اكتبها، حيث كنت أريد أن اكتب مقالا فى تأبين زوجي، ولكن للأسف عجزت الكلمات أن تخرج ما بداخلى من ألم وحزن على زوجي، فكانت ريشتى هى الوحيدة، التى استطاعت أن تعبر عما كنت فيه، وتخرج ما فى داخلى من كلمات".

 

 

 

وفى شرحها للرسم قالت جحا "إن كل ما استخدمته فى الرسم من خلفيات وألوان عكست الحالة التى كنت أعيشها، وهى حالة سوداوية، فالهالة التى كانت حول العين قد اقترنت بالسوداوية، وكافة الألوان، التى استخدمتها كانت ألوانا تعبر عن الحزن".

 

 

 

وأضافت "أن الإضاءة الوحيدة التى أعطيتها للرسم هى صورة زوجي، التى كانت تسبح فى بحر من الدموع (الدماء)، التى سالت على جفني، وهى تشكل رسما لرأس القلب"، مشيرة إلى أن رموش العين استمدته من لون شعر زوجها، وظهرت مبللة بالدموع والدماء.

 

 

 

ووصفت جحا هذه اللوحة بأنها لمسة وفاء لزوجها، الذى ساعدها بالكثير من الأفكار، وكان له الفضل الكبير عليها، مشيرة إلى أن الكثير من رسومها كان هو صاحب فكرتها، أو التعليق عليها..وكشفت أن زوجها لم يكن قائدا عسكريا، وخطيبا مشهورا فحسب بل كان شاعرا وأديبا، وله ديوان من الشعر و الكثير من الكتابات القوية.

 

 

 

أمية الأرملة عام 2009

 

 

 

للمرة الثانية وفي نفس الشهر "مايو/أيار" وبعد مرور ستة أعوام فقدت أمية زوجها الثاني "وائل عقيلان" ولكن هذه المرة لم يسقط عقيلان بسبب رصاصة استقرت في أحشائه وإنما بسبب مرض عضال ألم به وبسبب الحصار الإسرائيلي الجائر الذي تفرضه إسرائيل على سكان قطاع غزة وبسبب إغلاق معبر رفح الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية جنوب القطاع الأمر الذي منعه

من السفر للخارج لتلقي العلاج.

 

 

المصادر الطبية في قطاع غزة قالت أن عقيلان تعرض قبل نحو شهر لانفجار في معدته الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى لإجراء عملية سريعة إلا أن الحصار الإسرائيلي المفروض وعدم توفر الإمكانيات حال دون إجراء العملية واستدعى نقله فورا للعلاج بالخارج. وتابعت أن عقيلان منع من السفر للخارج عبر معبر رفح بسبب الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة وأعلنت عن استشهاده الليلة الماضية.

 

 

 

ايام قلائل فقط قبل الإعلان عن وفاة زوج أمية الثاني "عقيلان" كتبت أمية مقال بعنوان "عندما يبكي الرجال" تحدثت فيه عن آلام زوجها الجريح.

 

 

 

وفي مقالها عن زوجها وائل تقول أمية /

 

" أمسك بيدي بقوة و سالت دمعة على خده - وكنت طوال عهدي بزوجي الذي قارب الأربع سنوات لم أره يذرف دمعة واحدة إلا مرتين ,الأولى عندما استشهد أخوه الصغير محمد قبل عام ونصف تقريبا...والثانية عندما أخذ يسرد لي أسماء من استشهد من رفاقه في الحرب على غزة وأسماء من سبقوه من رفاق قبل الحرب- وقال: لقد اشتقت للرباط يا أمية و في الصفوف الأمامية كما كنت دوما".

 

 

 

قلت له: لا شك ستعود قريبا يا حبيبي ..و تقاتل الأعداء بسلاحك...وستلقى الله شهيداً بعد عمر طويل وحسن عمل بإذن الله..فأنا ما ارتضيت إلا أن أتزوج برجل مجاهد في سبيل الله

 

قال بصوت ضعيف :ماذا سترسمين غدا

 

قلت: الأخبار تتحدث عن عودة جولات الحوار و المصالحة الوطنية في القاهرة

 

صمت...و شد على يدي ...وأغمض عينيه و نام

 

دقائق معدودة و فتح ممرض باب الغرفة وقال: موعد الإبرة

 

فتح وائل عينيه .. و رسم ابتسامة على شفتيه وقال للممرض : ألا يوجد إبرة بطعم الدجاج

 

ضحك الممرض وقال وهو يمسح موضع الإبرة : ان شاء الله تشفى قريبا وتعود لتأكل كل أصناف الطعام.

 

غادر الممرض الغرفة و أقفل الباب

 

قال وائل:ماذا حدث بموضوع السفر للعلاج في الخارج؟

 

قلت:الإجراءات من الجانب الفلسطيني تمت ...ولم يبق سوى معبر رفح

 

ضحك متوجعاً: أليس هو المعبر ذاته, الذي أقفل في وجهنا قبل عام و نصف, وأبقانا عالقين في مصر حوالي تسعة أشهر!!!

 

ضحكت بمرارة وقلت: بلى..هو ذاته

 

ثم قال بحزن: رسمت كثيرا عن معبر رفح, و معاناة المرضى و المحاصرين و العالقين...ولم يدر بخلدك يوما ان ينضم زوجك الى قافلة المرضى الذين ينتظرون فتح المعبر!!!

 

 

 

قلت: الحمد لله رب العالمين في السراء و الضراء...قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

 

صمت من جديد.... و أخذ يتحسس مكان الجرح الغائر في بطنه...ثم قال: ليتها كانت رصاصة صوبها نحوي صهيوني و انا أقاتل

 

ثم أغمض عينيه... ولكن ليس لينام هذه المرة...!

 

بل كان يجاهد , ليمنع الدموع ان تسيل

 

كنت أرى عراك جفنيه و ارتعاشة أهدابه

 

بينما لم يقو جفناي ان يصدا سيل الدموع الجارف

 

كنت أبكي بصمت.... و أنتحب بلا صوت

 

قال و لا يزال مغمض العينين: كلها ابتلاءات من الله يا أمية ...وعسانا نكون من الصابرين و المأجورين

 

ثم أمسك بيدي و شد عليها بقوة

 

ثم نام

 

كان متعبا جدا... و كنت حريصة ان يحظى بقسط من النوم و الراحة.... وكنت أوقن ان قبلتي التي طبعتها على جبينه عندما هممت بالخروج من المشفى لن توقظه

 

آثرت ان امشي

 

شوارع عدة مررت بها..كانت خطواتي سريعة بسرعة دقات قلبي الموجوع لحال زوجي

 

كنت أبكي بحرقة وكادت الدموع تخفي عني معالم الطريق...

 

لم يكن يهمني من أنا و من اكون..

 

و لم يكن يهمني إن كانت عيون المارة ترمقني

 

كل ما كان يهمني ولا يزال.... أني زوجة... لا تريد ان تفقد زوجها بسبب الحصار

 

أليس فتح الطرق و المعابر.. وإنهاء الحصار... و إعادة حقنا في العيش بحرية و كرامة ... وحقنا في السفر والتنقل... وحقنا في العلاج..... وحقنا في التعليم ... أولى من فتح الطرق و المعابر لجولات حوار...ثبت أنها لا تشفي من سقم و لا تسمن من جوع!!

 

يشار إلى أن أمية جحا فنانة فلسطينية تعمل مع صحيفة فلسطينية ولها زاوية كاريكاتير في الصحيفة كما أنها تعمل رئيس مجلس إدارة شركة "جحاتون". وهي صاحبة فيلم "حكاية مفتاح" الذي يعد أول فيلم كارتوني يتحدث عن نكبة فلسطين، وتدور أحداثه عن قرية المحرقة وهي إحدى القرى الفلسطينية التي هجر منها أهل أمية عام 1948، إذ يجسد مفتاح العودة دور البطولة في الفيلم من خلال عودته بذاكرته لعام 1948 ليروي ما كان عليه شاهد عيان لتفاصيل كيفية بدء النكبة الفلسطينية وانتهاءً بما آل إليه حال الفلسطينيين حتى يومنا هذا.

بامكانكم الرجوع لموقع امية جحا لمعرفة المزيد عنها

########

تم تعديل بواسطة سلوة الأحباب
يُمنع وضع صور النساء والرجال -لغير حاجة- و روابط لمواقع مخالفة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هذه هى قوة الايمان

بارك الله فيها و جزاها الجنان

وبلغها مراتب الصديقين و الشهداء لصبرها و كفاحها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نحسبها من الصابرين ان شاء الله

أعانها الله وربط علي قلبها

 

هذا ثاني زوجي تفقده

أي شرف هذا ,, جزاها الله الجنة

اللهم إنا نشكو إليك ضعف حالنا وقلة حيلتنا فارأف بنا وبحالنا

ياأرحم الراحمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×