اذهبي الى المحتوى
ام عمر المصريه

أختي الداعية.. عرفتِ فالزمي

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

 

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر!.

 

 

 

لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم مصلحًا لهذه البشرية، وهو الذي دعا بهذا الدعاء وكأنه يريد أن يقول إنه لا صلاح للبشرية إلا بتكامل جوانب الإصلاح، والإصلاح ليس واجبًا شرعيًّا فحسب؛ بل هو فطرة إنسانية يمارسها الإنسان بصورة طبيعية في حياته.

 

 

 

ولقد جاء الإنسان للإعمار.. ومعنى الإعمار: الإصلاح، والمراد إصلاح المجتمع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن هنا اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أول مهام من اتبعوه أن يحملوا رسالة الإصلاح قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)﴾ (هود).

 

 

 

ولهذا لا يقبل الله تعالى التوبة من إنسان مخطئ بمجرد لفظ: تبت يا رب.. بل يشترط علي كل تائب أن يحدث إصلاحًا، قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾ (العصر)، وكذالك قول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ (110)﴾ (آل عمران).

 

 

 

فلم يأت الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بعد أن تحدث عن الخيرية؛ ليبين سبحانه وتعالى أن الخيرية لا تكون إلا بالحركة نحو الإصلاح والتغيير.

 

 

 

أخواتي.. إن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ألزم الأمور وسط هذا الخليط من التيارات والفساد، سواء الوافد منها أو الموروث.

 

 

 

ولنعلم أن الأرض أرض الله، والمال مال الله، والناس عباد الله حدد لهم حدودًا وموازين ومقاييس؛ ليسيروا عليها، ثم وظَّفهم في كل ذلك، وجعلهم في منصب الخلافة، وطالبهم بالقيام بتبعات الخلافة سواء الإيمان بالله تعالى، والخضوع له والتسليم لقضائه والوقوف عند حدوده والوزن بموازينه تعالى والقياس الرباني ولا يتأتى هذا إلا بممارسة الدعوة إلى الله.

 

 

 

ولكن من يدعو إلى الله لا بد أن يكون على بصيرة وعلم ويقين، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108)﴾ (يوسف).

 

 

 

فالأخت الداعية حين تمارس الدعوة لا بد أن تؤديها في غاية من الدقة والإتقان ليكون لها تأثير؛ ولذا عليها أن تلتزم بما عرفَتْ.

 

 

 

عرفتِ.. فالزمي

 

- عرفت.. أن الدعوة إلى الله واجب على كل مسلم ومسلمة وأنها ضرورة بشرية، وفريضة شرعية، وهي وسيلة لإيصال نور الحق إلى القلوب؛ لتهتدي إلى الصراط المستقيم.

 

 

- فألزمي.. نفسك بالقيام بها، وواظبي عليها، مهما كانت الظروف، ومهما كانت المحن والابتلاءات.

 

 

 

- عرفت.. عِظَم الأجر والثواب الذي يناله الداعية من وراء الدعوة إلى الله، ويوضح ذلك حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرًا لك من حُمْر النَّعم".

 

 

 

- فالزمي.. تجديد النية لله دائمًا، والإخلاص في أدائكِ ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ (فصلت).

 

 

فإخلاص الوجه وخلو القلب من كل شائبة مهم للداعية إلى الله، خاصةً أنه قد يتعرض للفتن، إذا لمس قوة التأثير في الناس، وحاز إعجاب الجماهير به والتفافهم حوله.

 

 

 

- عرفت.. وفهمت قول الله تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةَِ من الآية (125)﴾ (النحل).

 

 

- فالزمي.. فن غزو القلوب ومهارات الإقناع والحوار واجمعي بين إثارة الوجدان وإقناع العقول واجعلي أسلوبك مناسبًا للغة العصر بما لا يتعارض مع قاعدة شرعية، أي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتعاملي مع الوافد من الغرب والموروثات القديمة بالشرع والحكمة.

 

 

 

- عرفتِ.. أن الداعية إلى الله لا بد أن تعيش بقلبها مع ما تدعو إليه بلسانها، فتكون متفاعلة مع المعاني، وهذا يجعل الحديث أكثر تأثيرًا في نفوس السامعين؛ لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.

 

 

 

- فالزمي.. أسلوب القدوة ولا تعتمدي عند دعوة الأخريات على الحديث والخطابة والدورات فقط؛ ولكن لا بد أن تكوني نموذجًا عمليًّا يُقتدى به في كل شيء، فتكونين قدوة لهن كزوجة، وأم، وجارة، وزميلة، والتزمي بكل الصفات الجميلة التي يجب أن تكون عليها الأخت الداعية؛ لأن القدوة العملية لها تأثيرها الفعال في استجابة الناس، فلا تصدر منكِ أعمال وتصرفات تخالف ما تدعو إليه الأخريات.

 

 

 

- عرفتِ.. أن الداعية لا بد أن تتعرف على طبيعة البيئة التي تدعو فيها؛ ليكون حديثها واقعيًّا ومناسبًا، وهذا يتطلب منها أن تخالط وتتعايش مع مَن حولها ممن تدعو؛ لتزداد الاستجابة، ويظهر المردود الدعوي، ويؤكد هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم".

 

 

 

- فالزمي.. الضوابط الشرعية عند مخالطة الناس؛ حيث إنه أحيانًا بدافع الانفتاح على المجتمع والوصول لكل الفئات تذوب الأخت الداعية وسط المجتمع قبل أن تحدث فيه التغيير والإصلاح المطلوب حتى أصبح أحيانًا لا يمكن أن نفرق من حيث المظهر والمعاملات والمفاهيم بين الأخت وغيرها.

 

 

 

- عرفتِ.. أن الدعوة إلى الله دعوة شاملة تتناول جميع جوانب الحياة؛ بحيث تحقق إصلاحًا وتغييرًا شاملاً، يساعد بعد ذلك على تطبيق شرع الله تعالى في كل المجالات، سواء السياسي والإعلامي أو الاقتصادي أو الاجتماعي والأخلاقي وغيرها.

 

 

 

- فالزمي.. نفسك بفهم شامل، ووضوح رؤية للقضايا التي توجد على الساحة حول المجالات المختلفة وما يشغل المرأة منها.

 

 

 

- عرفتِ الطريق، وأهدافه، ومتطلباته، ووسائله، وفهمتِ قول الله تعالى ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الفتح من الآية 10).

 

 

- فالزمي.. وأوفي العهد مع الله، وكوني النموذج الأمثل للعمل الجماعي ومتطلباته، وحافظي على ثوابته وأركانه.

 

 

 

وأخيرًا..عرفتِ وتعلمتِ، فاحمدي الله واشكريه.

 

 

- أحمدك وأشكرك يا رب أن وفَّقتنا للعمل للإسلام في الطريق الصحيح، فما أكثر من ضلوا الطريق!.

 

 

 

- أحمدك يا رب أن سخَّرت من عبادك من يأخذ بيدي إلى طريق الدعوة؛ كي أسير مع العاملين الصادقين، فثبِّت اللهم أقدامنا على طريقك.

 

 

 

- أحمدك يا رب أن شغلتني بالحق بدلاً أن تشغلني بالباطل.

 

 

 

- أحمدك يا رب أن أعنتني على القيام بتكاليف العمل، وتحمل مشاق الطريق، فالفضل منك وإليك، فأدِمْ عليَّ فضلك بالصبر والثبات والتوفيق حتى ألقاك، وأنت راضٍ عني يا ذا الجلال والإكرام.

 

 

 

- أحمدك وأشكرك يا رب أن وفقتني لحمدك وشكرك، فقليل من عبادك الشكور.

 

 

 

- إلهي.. لقد عاهدناك أن نقوم بمتطلبات العمل الجماعي، وذلك عند أولى خطواتنا على طريق الدعوة، وأن نعمل جاهدين؛ لنكون صادقين فيما عاهدناك عليه، فكن عونًا لنا، وثبتنا يا أرحم الراحمين.

 

 

 

- نسألك يا رب أن نكون أهلاً لهذا الاختيار، فاشرح يا رب صدورنا ويسِّر لنا أمورنا يا من بيده الأمر وهو على كل شيء قدير.*

 

- ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193)﴾ (آل عمران).

----------------

 

** هذا الدعاء من كتاب (مناجاة على طريق الدعوة) للأستاذ مصطفى مشهور عليه رحمة الله

 

بقلم الاستاذه وفاء مشهور..

تم تعديل بواسطة ام عمر المصريه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا حبيبتي أم عمر

 

كلام في الصميم

 

أسأل الله أن نكون من داعين إلى الخير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×