اذهبي الى المحتوى
أمة بنت عبد الله

ليكن أوباما هو الأفضل.. فماذا تريد منه؟!

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه عز وجل نستعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ليكن أوباما هو الأفضل.. فماذا تريد منه؟!

*************************************************************

أقول لكم بصدق..

في ظل الإدارة الأمريكية السابقة تعاطفت كثير من الشعوب مع حكوماتها ولو اختلفت معها، وربما شعرت بعض الحكومات أن المواجهة قادمة لا محالة وأنه ليس لها مخرج إلا بتوحيد صفها مع شعوبها، والاستماع إلى أولي النصح والعقل فيهم..

أما الآن فلا شك أن هذه الحكومات ستعود لتؤثر السلامة، والحوار والنقاش والمفاوضات، بينما المسلمون يقتلون ويذبحون وينتهكون في كل مكان، وسيطول عليهم الليل أكثر، وستنفصل ولا شك مواقف الشعوب عن مواقف حكوماتها أكثر، لنعود مرة أخرى لتلك الدائرة المفرغة المخيفة..

 

.. وهذا ليس من باب سوء الظن بالإدارة الأمريكية الجديدة، بالعكس. فما جاءت هذه الإدارة إلا لتحقيق مصلحة شعبها، هذه هي الأمانة التي وضعها الشعب في عنقها وهي تؤديها -على ما يبدو- على خير وجه، فهم محددين الأهداف ويحاولون ببساطة أن يحققوا هذه الأهداف بأقصر الطرق وأقلها تكلفة..

فهل عليهم في ذلك من لوم؟!

أم أن اللوم يقع علينا نحن الذين لا نعلن هدفا، ولا نضع له خطة لتنفيذه، وننتظر الآخرين ليستثمروا أعمارهم وأموالهم وعلاقاتهم لصالحنا، بينما نحن نبخل بأي شيء من هذا على أنفسنا، إلا من رحم ربي.

 

.. قد يكون أوباما أفضل من سلفه ولو من باب إظهار التسامح وادعاء احترام الشعوب وحقوقها وحكوماتها..

ليكن..

فماذا نريد نحن من أوباما؟

أعلم أن الكثيرين يريدون انتهاز الفرصة وتقديم طلباتنا إلى أوباما لتحقيقها وعدم تركه لليهود ليلتقطوه..

..وإن كانت "إشاعات" سرت قد استقرت في نفسي بأنه لا ينتخب رئيس أمريكي إلا وهو ملتقَط من قبل اليهود بالفعل..

..وإن كانت مطالبنا بسيطة يراها المبصر والأعمى، وهي ألا نقتل ونطارد في كل مكان على وجه الأرض، لمجرد أننا مسلمون، خاصة إذا ما كانت القوات الأمريكية متواجدة في أغلب هذه الأماكن بنفسها أو بحلفائها، ولا شك أن للرئيسي الأمريكي وفير علم بها..

ومع ذلك علينا أن نستغل الفرصة، ولما لا؟

طالما أننا لسنا دراويشا، فلنأخذ بالأسباب، ولنركز أفكارنا ونجمع أوراقنا ونكتب مطالبنا ونقدمها لأوباما، هذا خير من الجلوس بلا عمل شيء..

 

وإذا شرعنا في ذلك فسيجد كل منا –نحن المسلمين- أنه أمام أحد حالتين:

* الأولى: أن يكتب مطالبه ويطالب الآخر بتحقيقها له من الألف للياء مع اعترافه بكامل العجز عن تقديم جهد أو إنفاق مال، أو ابداء نصح أو مشورة.

* وإما أن يكتب مطالبه، وقد وضع خطة عمل له تظهر شخصيته وتوضح أهدافه، وقد أدرج فيها كل ما في طاقته لتنفيذها، ويحتاج فقط إلى المساعدة على تنفيذها..

فإذا اخترت الحالة الأولى فاعلم أنك طالما لم تبد رغبة في تقديم جهد أو مال، فإن عليك تقديم تنازلات، فموقفك قد يصعب على من تطالبهم بتحقيق أحلامك احترامه، وقد يرون أن هناك من يستحق أكثر منك التعاون معه..

فهم يراقبون مواقفك وينتظرون حكمهم عليك أيضا، فلا تظن أنك وحدك الذي تنتظر لترى ما يفعلون.

ثم أنه عليك إذا ما اخترت أن تصبح "عالة" على الآخرين أن تنتظر ما يجودون به عليك، لا أن تطالبهم، وهناك مثل لا أدري مصدره يقول: "إن من يدفع للعازف هو الذي يحدد اللحن الذي يريد أن يستمع إليه".

والإدارة الأمريكية في أحسن الأحوال حتى إن أرادت أن تساعدك من باب الإنسانية ولا شيء غيرها، فسوف تساعدك من خلال معتقداتها، لا من خلال معتقداتك أنت..

 

فالرئيس الأمريكي عندما يريد أن يفك كل قيد على ارتداء الحجاب، لم يكن ذلك منه اقتناعا بالحجاب ولا شك، ولا تعاطفا مع جذوره الإسلامية، وإنما لأنه رأى أن القمع لم يجدِ عبر السنوات الماضية إلا مزيدا من الانتشار للحجاب والإسلام، فقرر أن يمضي (في الطريق الصحيح لا السهل) على حد زعمه، فينفق على التعليم في مصر وأفغانستان وغيرها من دول العالم الإسلامي، ليغير فكر الناس ويحرر عقولهم –من وجهة نظره- فتخلع المرأة الحجاب طائعة مختارة، كما فعلت من قبل..

وهذا أخطر وأعظم مكرا من عمل الإدارة السابقة..

 

وهو عندما يرمي بالنقود في شكل قروض لمشاريع النساء، فلن يكون ذلك قرضا حسنا ابتغاء الدار الآخرة، وإنما سيكون بلا شك بفوائد وشروط أمريكية.

ولا لوم عليه فقد اتفقنا من قبل أن من يدفع يحدد نوع اللحن.

 

أما في الحالة الثانية: والتي أوضحت فيها شخصيتك، وحددت أهدافك، وأبديت فيها رغبتك في العمل الفعال والتضحية بالمال من أجل تحقيقها، فلا شك أن الآخر سيحترمك، وسيتفاعل مع مطالبك إلى قدر ما، وإن كنت أظن أنك وقتها قد لا تحتاج للآخر كثيرا..

.. ولعل ما يؤكد ذلك هو أننا حين نقرأ في تاريخنا نجد أن أعداء المسلمين حتى في وسط المعارك وعلى جبهات القتال كانوا يحترمونهم وربما يحبونهم، بينما حلفاؤنا اليوم قد لا يجدون بأنفسهم شيئا من هذا تجاهنا..

وهذا الحديث كله حديث أخاطب به أصحاب العقول، سواء ممن يحكمون الدين في حياتهم أو ممن لا يفعلون ذلك.

 

أما حديث الإيمان، وهو الحديث الذي أفهمه وأحبه وأعتقد صحته وأنتهجه في حياتي، فهو أننا في الحقيقة لا نحتاج إلا إلى إصلاح ما بيننا وبين خالقنا، والتزام شرعه..

والطريق أمامنا واضح ولكننا للأسف –وعلى عكس من سوانا- نختار الطريق الذي نراه سهلا، ولو لم يوصلنا إلى شيء ونترك الطريق الصحيح..

ولقد فرطنا كثيرا في تعريف الناس بدينهم وإعطائهم فرصة "الاستمتاع بالإسلام" على حد قول فضيلة الشيخ أبو اسحق الحويني حفظه الله، وللأسف فمن قبل فُرِط في حقنا في ذلك لولا أن تداركتنا رحمة الله، فكانت نتيجة تفريطنا المتتابع عبر الأجيال أن ذقنا العذاب في عصرنا هذا ألوانا، فهل من عودة إلى خالقنا يُرفع بها عنا البلاء، ويستجاب لنا من بعدها الدعاء؟..

 

- ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" حديث حسن

* فهل نحن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟

.. تحاورت إحدى الداعيات مع فتاة صغيرة في أن الدين لا يكون على مزاجها الشخص وهواه وإنما هو تمام التسليم لله عز وجل. فردت الفتاة كالمنبهرة بهذا المعنى، وتستطلع إلى المزيد بأنها تحتاج لأن تعرف الله عز وجل أولا لتسلم له.

واطمئنوا فالصغيرة على خير إن شاء الله، ولكنها راغبة في أن تتعلم.

.. وأذكر أنني سمعت رجلا من غير العرب بعد أن تحول إلى الإسلام، يقول مندهشا أو معاتبا: "زرت مصر قبل إسلامي عشرة مرات، لم يحدثني أحد فيها يوما عن الإسلام".

وكأنه يلزم للمسلم أن يصبح داعية أو عالم أو أن يعطي دروسا في المساجد لينصح من حوله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعلم الناس ما من الله به عليه من علم.

بينما الحقيقة أن الناس من غير العلماء والدعاة أوسع مجالا وأكثر حرية في تبليغ دين الله، لو أننا استنفرنا الهمم وأحببنا ديننا، بما هو أهله من الحب..

 

- وألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" حديث صحيح

* فهل نحن أحببنا الدنيا، وكرهنا الموت؟

وأين أموالنا، اللهم إلا أموال من رحم ربي؟ أهي في البنوك؟ بل وبنوك الغرب والأمريكان الذين أعطيناها لهم لعجزنا عن إدارتها واستثمارها؟ والآن نطالبهم بتحقيق أحلامنا!..

- ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" إسناده صحيح

* فهل تبايعنا بالعينة (الربا)؟ وهل أخذنا بأذناب البقر؟ وهل رضينا بالزرع؟ وهل تركنا الجهاد؟

 

هل صدق نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا زال يصدق منذ بعثه الله عز وجل كل حديث أخبرنا به، حتى أعجز العلماء والحكماء؟!

فهو هو الصادق صلى الله عليه وسلم يخبرنا بالحل..

 

الحل ليس عند أوباما مهما حسنت نيته وبلغت همته، الحل في العودة إلى ديننا وإلى شرعنا ووقتها يسخر الله عز وجل لنا الكون بما فيه أوباما وغيره.

فإن لم يعتقد كل واحد منا بأنه يعتنق دين الله الأوحد، وأنه بذلك يحمل على كاهله مسئولية عظمى وأن عليه تحملها وتبليغها لمن حوله وللعالمين إن استطاع، فإننا بكل أسف لا نواجه بشرا مثلنا، وإنما نحن تحت وعيد الله عز وجل لنا، نسأل الله السلامة.

 

فإن جاء أوباما مُصالحا بحق –ومرحبا به- أو لم يأت..

.. وإن أبدى تسامحا –وهذا حسن- أو لم يبد..

.. فللمسلم خطاب إلهي موجه إليه من رب العرش العظيم، وفيه ما يضمن سعادته وسعادة البشرية كلها في الدنيا والدين..

بل ولا أكاد أرى فرصة للتقريب فيما بيننا نحن المسلمين إلا بتعلم ديننا، فتدفن الفتن والبدع والشبهات. ولا فرصة للتقريب بيننا وبين مواطنينا من غير المسلمين إلا بتعريفهم حقيقة ديننا، فيأمن المسلمون ويأمن من حولهم. ولا فرصة للإنصاف فيما بيننا وبين أعدائنا إلا بدعوتهم وإقامة أحكام الدين بيننا وبينهم.

 

ولقد أسعدني جدا جدا حديث فضيلة الشيخ مصطفى العدوي -حفظه الله- عندما دعا الغرب شعوبا وحكومات إلى الإسلام، وقال أنه علينا دعوتهم إذا أتوا إلى بلادنا أو ذهبنا إليهم في بلادهم، فهذه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم..

* قلت: نعم هذا هو ديننا، وهذا هو اعتزازنا بما لدينا..

هكذا يجب أن يكون الأمر لدينا عملا دؤوبا وفكرا مستنيرا، وجهادا بالنفس والمال والكلمة..

وليس انتظارا للأحلام والظنون والأوهام..

 

منقول: عن موقع منتدى قناة الحكمة الفضائية..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيتي خيرا ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل جدا ان نبحث ونحلل .وانا استمع الى الخطاب كانت نفسى تحدثنى بان هذا الرجل ليس سهلا وربما نرى نحن المسلمون فى ايامه اصعب ممن سبقوه .هو راى اجمل مافى الدين الاسلامى حسن المعامله فدخللنا من هنا ولو كل المناقشات والتحليلات التى ظهرت فى وسائل الاعلام والصحافه وماداربين المسؤلين ومايدوروضعوا امامهم ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) ما اضعوا كل هذا الوقت وكل هذه الاموال فى مناقاشتهم . ادعو الله ان يلهمنا الاعتماد على النفس ولا هذاولا ذاك هى الامانه والاخلاص له نرقى ونرتقى يارب وفقنا الى ماتحبه وترضاه لنا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×