اذهبي الى المحتوى
اطلالة فجر

طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

الطريق إلى رمضان يمر عبر بوابة شعبان، فلا يمكنك الدخول إلى رمضان إلا عبره، ليس لأنه يسبقه مباشرة

في ترتيب الشهور، ولكن لأنه مقدمة طبيعية له، ويمكنك أن تتعرف إلى مدى حصولك على رمضان من

كيفية تعاملك مع شعبان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رجب يدعو الله بأن يبارك

للمسلمين في رجب وفي شعبان، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله

عليه وسلم إذا دخل رجب قال: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” (رواه أحمد والطبراني)،

وفي الأثر أن الصالحين كانوا يدعون الله زماناً طويلاً ليبلغهم أيام شهر رمضان، فقد كانوا يدعون الله ستة

أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم، وكان من دعائهم: “اللهم سلمني إلى

رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً”.

 

 

مقدمة لرمضان

واعلم أن حالك ما قبل رمضان خاصة في شعبان ينبئ عن حالك في رمضان، وإذا لم تأخذ نفسك بالعزيمة

في شعبان، خذلتك عزائمك في رمضان، والقيام بحق شعبان يعينك بعون الله على القيام بحق رمضان عليك،

ويبلغك منه ما تأمله، وهو من هدي نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم

يصوم من شعبان أكثره، فعن عائشة رضي الله عنها فيما رواه عنها بسنده البخاري أنها قالت :

“كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل

صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان”، وفي رواية لمسلم: “كان يصوم شعبان كله،

كان يصوم شعبان إلا قليلا”، فكأن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل المؤمن في صوم

رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرّن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط،

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور

ما تصوم من شعبان، فقال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال

إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

 

 

 

فرصة للإعداد

ينبهك الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه أن شعبان بين شهرين عظيمين الشهر الحرام: رجب، وشهر الصيام

رمضان، وأن الناس قد اشتغلت بهما عنه، فهو شهر يغفل عنه حتى العباد فكأنهم يدخرون قوتهم في الصيام لشهر الصيام،

رغم أنه تهيئة لما بعده، لو أعطاه العابد حقه لأصبح هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية وحركة

تأهلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان.

 

 

وشعبان فرصتك لكي تقلع عن كل ما يعيق عودتك إلى الله، وهو فرصتك لإعداد نفسك قبل قدوم الشهر الكريم،

فرصتك لتجعل شهر شعبان فرصة للتدريب على العبادات العظيمة واختبار جلد النفس وصبرها وقوتها على المجاهدة،

فسنة الله في كونه التدرج، وهكذا نفوسنا تحتاج لأن ندخلها دورة تدريبية بحيث تعتاد الطاعات وتجاهد في المداومة

عليها، والكفّ عن المحرمات والمعاصي، وشعبان فرصة لأن تعلن التوبة وتشغل القلب واللسان والجوارح بالطاعات

وتعقد العزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها ،

يقول تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).

 

وقيامك بحق شعبان يوفر عليك أن تبدأ من نقطة الصفر في أول رمضان ويجعل سيرك في بداية الشهر قوياً نشيطاً

فتكسب العشر الأوائل وما فيهن من خير كثير، ويتصاعد عملك وتتزايد درجتك مع كل يوم جديد من رمضان

حتى تبلغ العشر الثانية فتنهل مما فيها من خير عميم، وهكذا حتى تصل إلى عشر رمضان الأخيرة وتبلغ فيها

ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر.

 

 

رفع الأعمال

 

وينبئك الرسول صلى الله عليه وسلم أنه شهر يرفع فيه عمل ابن آدم وخير للعابد أن يرفع عمله وهو على طاعة،

والصيام من خير الطاعات الذي يجزي الله به الصائم، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر

حتى يقال لا يصوم وما استكمل صيام شهر غير رمضان وما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شعبان،

ولم يكن يخرج عنه شهر حتى يصوم منه، وكان يتحرى صيام يومي الاثنين والخميس، وقال ابن عباس رضي الله عنهما

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض في سفر ولا حضر)، وكان صلى الله عليه وسلم

يحض على صيامها، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة

كل شهر ثلاثة أيام)، وقالت عائشة رضي الله عنها: (لم يكن يبالي من أي الشهر صامها) ذكره مسلم ولا

تناقض بين هذه الآثار، وكان ابن رجب الحنبلي رحمه الله يقول: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم،

وأفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده.

 

شهر القراء

 

ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، وكان الصالحون

إذا دخل شعبان فتحوا مصاحفهم وقرأوا فيها، وكانوا يقولون عن شهر شعبان شهر القراء، وكان بعضهم إذا اقبل شعبان

أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، وكانوا يقولون: “طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان”.

ويحرص الصالحون على إخراج زكاة أموالهم في شعبان لأنها من خير الطاعات في شهر يرفع فيه الله عملهم، وكان

لإخراجهم زكاة أموالهم في شعبان غرض آخر هو أن يعينوا غيرهم على طاعة الله وعبادته في رمضان.

وقيامك ليل شعبان مقدمة لازمة لك لإصلاح قيام رمضان، وهو مقدمة بلوغك حلاوة القيام في رمضان، تلك الحلاوة

التي يتحرق لها قلب المؤمن العابد حين يفقدها بعدما يذهب رمضان.

 

وإصلاح صلاتك المكتوبة وزيادة صلاتك من النافلة، وحرصك على الجماعة وعلى الصلاة في المسجد وعلى الصلاة

في أول أوقاتها، وأن تصل رحمك وأن تبر والديك وأن تعطي مما أفاء الله عليك المحتاجين وأن تبدأ بالأقربين، وأن تكون

راجعا إلى الحق، وأن تصلح بيتك وأسرتك وأولادك، وان تكثر من ذكر الله وأن تكثر من الدعاء، وتكثر من الصلاة

على نبيك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والإسراع إلى كل ما هو خير، وعلى الجملة تكثر من الأعمال الصالحة،

وكل ذلك تحضير لصلاح أمرك كله في رمضان، ويدخلك في حلقة الفائزين بإذن الله وفضله برمضان، فأبشر برمضان

يا من قمت بحق شعبان، واستبشر بقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال:

“كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول: قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب

عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من

حرم خيرها فقد حرم”، فلا تضيع شعبان فتحرم نفسك من رمضان، وطوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان...........

 

منقول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

جزاكـِ الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

جزاكـِ الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيك أختي

 

جزك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×