اذهبي الى المحتوى
بريق الهدى

طعنات مروة الشربيني .. " في البدء كانت الكلمة "

المشاركات التي تم ترشيحها

عبد الباقي خليفة | 6/8/1430

 

 

الغرب للمسلمين .. ارضوا بالاحتلال والاضطهاد والظلم وإلا فأنتم إرهابيون

 

 

تبدأ الحرب بكلمة ، بتصريح ، بتهديد ، ثم تتطور إلى حادثة ، مثل طعنات الغدر التي تعرضت لها الدكتورة مروة الشربيني على يد مهووس ألماني من أصل روسي ، أي ظلمات بعضها فوق بعض .وبالتالي يشعر الكثيرون بأن المسلمين عموما وفي الغرب خصوصا دخلوا مرحلة جديدة من العدوان الذي بدأ فعليا على يد بابا الفاتيكان ريشينغر ( بنديكت 16 ) في تخرصاته الشهيرة من ألمانيا نفسها ، وما تم قبل ذلك في الدنمارك وقصة الرسوم ، ومن ثم هولندا وفيلم ،فتنة ،ثم منع الحجاب في مدارس فرنسا سنة 2004 م وغيرها من الأحداث كانت مقدمة لتدشين عهد جديد من الحرب ضد الإسلام ، أو ما يعرف بالاسلاموفيا .

 

ومن الناحية التاريخية ، بدأت الحرب الاستشراقية من ألمانيا ، وكان لروسيا دورها في إسقاط الخلافة العثمانية وإضعاف المسلمين ، وقتلهم ونهبهم عبر حروب القوقاز، ولا تزال تسوم المسلمين هناك أشد أنواع التمييز والاضطهاد ، وتساهم أيضا في حفظ عروش طواغيت آسيا الوسطى الشيوعيين والمتلونين بكل لون ، ما عدا لون الحضارة التي يدين لها مواطنوهم في أعمق أعماقهم.وذلك حفاظا على مصالحها ، وعلى نصيبها من تركة المسلمين المقسمة بين الشرق والغرب .

 

الحرب الجديدة ضد الإسلام لم تقف عن حدود الحرب الباردة ، كما كان الأمر بين المعسكرين السابقين الشرقي والغربي ، ( وارسو والأطلسي ) حتى أضحى ذلك البيت " تفرق شملهم إلا علينا ... " عنوانا بارزا للعدوان الراهن على أكثر من صعيد .

 

وقد استخدم الغرب وسائل الإعلام بطريقة قذرة في حرب الإسلام والمسلمين ولاسيما الأوروبيين منهم ، سواء أكانوا من أصل أوروبي ، وهم الأكثر معاناة ( البوسنة ، كوسوفا ، والمسلمين الجدد ) أم الذين حصلوا على الجنسية بحكم الإقامة الطويلة ، وذلك لدفعهم للعيش في ، جيتوات ، وعزلهم ، أو طردهم؛ فكثير ممن أسلموا فقدوا وظائفهم فورا .

 

ويحال دون توظيف المسلمين في المؤسسات العامة والخاصة . بينما يواصل الغرب زحفه في عمق بلاد المسلمين ، قواعد عسكرية ، وأسواق لبضائعه ، حتى أصبح عدد جنوده في البلاد الإسلامية أكثر مما كانوا في عهد الحروب الصليبية ، بتعبير بعض الغربيين .

 

ولا تزال القواعد العسكرية تبنى في بلاد المسلمين ، وهي بالقطع لغير الأهداف المعلنة ، أو هي ليست الأهداف النهائية لوجودها . ووفقا للدراسات الغربية نفسها فإن أكثر من 95 في المائة من حديث وسائل الإعلام الغربية عن الإسلام ، تتحدث عما تصفه بـ ( الإرهاب الإسلامي ) . بينما لم يطلق على جريمة قتل مروة الشربيني أنها إرهاب نصراني ، أو إحدى مظاهره المعاصرة . كما هو الحال في العراق وأفغانستان .

 

إن جريمة قتل مروة الشربيني ، ليس حادثا عرضيا كما حاولت وسائل الإعلام الألمانية تصويره ، بل حلقة في مسلسل اضطهاد المسلمين في الغرب ؛ فقد تأخرت الحكومة الألمانية في إدانة الحادث ، كما أشار إلى ذلك رئيس ، مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية ، نهاد عوض ، كما أن الجريمة واحدة من النتائج المتوقعة لظاهرة العنصرية والاسلاموفوبيا في ألمانيا بما في ذلك المدارس ، والحملات المسعورة إعلاميا وسياسيا وثقافيا ضد الحجاب في أوربا .

 

إن جريمة قتل مروة الشربيني يدل بما لا يدع مجالا للشك بأن المحاولات المريرة التي بذلها الكثير من أصحاب النوايا الحسنة في العالم الإسلامي لتجنب ما يسمى بالصراع الحضاري في الغرب ، باءت بالفشل وتكسرت على صخرة التعصب الغربي ضد الإسلام والمسلمين .

 

إن الغرب يعلم علم اليقين ما يمثله الحجاب والنقاب للكثير من المسلمات . ويعلم أن مفاهيم الحرية والاستعباد والكرامة والمساواة ، تختلف من حضارة إلى أخرى ، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى ، ومن مرحلة تاريخية إلى مرحلة لاحقة ، بل من شخص إلى شخص ، ولكن المركزية الأوروبية تأبى إلا أن تمرر مفاهيمها على أنها " نهاية التاريخ " أو " الحقيقة المطلقة " أو " الفهم المقدس " وهو مخالف للطبيعة ، ولمسار التاريخ ، بل للحرية ذاتها والمساواة ، ورفض لهما . فالحرية أيضا هي أن أفهم الأمور كما أريد ، والمساواة تعطيني الحق في ذلك بداهة .

 

ولعل الكلمات التي قالتها أفغانية تدعى ، رقية ، تمثل التعبير الأسمى عن الحرية والمساواة وحق الاختلاف " أشعر وكأني عارية بدون برقعي .. لا أستطيع نزعه .. سأشعر وكأن الجميع ينظر إلي " . فلماذا توضع مقاييس مجحفة للحرية والمساواة دون النظر إلى مفاهيم الآخرين ، فليست هناك مفاهيم نهائية لأي شيء على الصعيد الثقافي ، وفي كثير من الأحيان داخل الحقل الواحد .

 

فماذا لو حاول بعض المسلمين ممن لديهم مفاهيمهم الخاصة للحياة الاجتماعية والثقافية أن يفرضوا على الأوروبيات العاملات والسائحات في بلاد المسلمين مفاهيمهم للحرية والمساواة ، وللكرامة ، واعتبروا تعرية أجزاء من جسد المرأة مخالفا للكرامة الإنسانية ، وللأمن الاجتماعي والبيولوجي ، وبالتالي عليها تغطية جسدها كاملا ؟ ثم ماذا كما أشارت إلى ذلك مجلة التايم الأميركية ، لو كان المعتدي مسلما ، وماذا لو كانت الضحية غير مسلمة .

 

لقد تعرضت جريمة قتل مروة الشربيني إلى تعتيم إعلامي لأنها مسلمة ترتدي الحجاب ، ولو كانت نصرانية قتلت على يد مسلم بسبب لباسها لتصدرت عنوان الصحف وإلى عدة شهور متتالية !

 

لقد كشفت جريمة مقتل مروة رحمها الله ، ورزقها منازل الشهداء ، على أن المسلمات لا يلبسن الحجاب عنوة ، ولكنهن يقتلن بسببه . ويضطهدن بسببه كما هو الحال في تونس، والدول الأوروبية . ففي الوقت الذي قتلت فيها مروة الشربيني كانت المسلمات المحجبات في تونس ، تنزع عنهن أحجبتهن في الشارع بالقوة ، وينقلن لمراكز البوليس للتوقيع على تعهدات بعدم لبس الحجاب . وتعرضت مسلمة منقبة في سيدني للمنع من صعود الحافلة بسبب النقاب ، وكل ذلك تحت تأثير الإعلام الغربي المسنود والمدعوم سياسيا .

 

ويتحدث البعض عن الاندماج ، وهو أمر مستحيل ، إذ على المسلمين ولاسيما السمر منهم إجراء عمليات جراحية على غرار مايكل جاكسون ليكونوا مثل الأوروبيين ؟!!! وهي فرية واضحة وديماغوجية مفضوحة فمسلمي البوسنة وكوسوفا كانوا مندمجين " أكثر من اللازم " بتعبير المفتي العام في البوسنة الدكتور مصطفى تسيريتش ، وأوروبيين من حيث الملامح ولم يشفع لهم ذلك أمام التعصب الغربي فذبحوا كما تذبح الفراخ أو الدجاج .

 

والإعلام الغربي والسياسات الغربية التمييزية ضد المسلمين هي التي جعلت الشرطي الألماني يصوب مسدسه نحو زوج الشهيدة مروة الشربيني علوي علي عكاز ، بدل الجاني الحقيقي ، فشكل الزوج قرينة إدانة دائما كما صوره الإعلام .

 

وليس صحيحا أن الشرطي لم يكن يقصد سوءا أو مؤازرة الجاني ضد المجني عليه ، وإنما هي البرمجة المسبقة التي تحكم لاوعيه . وقد أكد الضحية أن الشرطي أطلق عليه النار وهو يعلم أنه الضحية . ذلك أن مصدر الشر والعنف والإرهاب لا يمكن أن يكون من بني الأصفر أو الأحمر ولكن من بني الأسمر والمسلم بتعبير أحد الكتاب الألمان من أصل عربي ، طه البعزاوي . فماذا لو كان القاتل مسلما ؟ هل كان الإعلام الغربي سيقول أنه حادث معزول وجريمة فردية أم سيقرنها كما يفعل دائما بالإرهاب الإسلامي .

 

ويتساءل الكثيرون عما إذا كانت الجريمة مدبرة ، وما إذا كانت هناك أطراف متداخلة نسجت خيوطها ، لاسيما وأن إجراءات الأمن في المحاكم الألمانية غاية في التشدد ، حيث لا يمكن لأحد أن يمر ومعه هاتف جوال أو قطع معدنية حتى لو كانت أقفال أحزمة السراويل .

 

لقد كانت الجريمة معقدة ، فهي جريمة الإعلام الغربي ، والسياسات الغربية الداعمة للفاشية ضد الإسلام ، بل هي الفاشية في أبشع صورها . وجريمة معقدة لأنها أزهقت روحين بشريتين هما مروة وجنينها الذي كان في الشهر الثالث ، والزوج والابن الذي قتلت أمه أمام ناظريه ومليار ونصف مليار مسلم هالهم العداء الفظيع الذي يبديه الغرب ضدهم وضد دينهم تحت أسماء يعلم مطلقوها أنهم يكذبون ولا يقصدونها البتة . وإنما يفعلون ذلك إرضاء لغرورهم وتعصبهم الأعمى ، الذي يذكرنا بماضيهم البربري في حروبهم الدينية ، والآخر الفرنسي ، والآخر النمساوي ، والآخر البريطاني ، ثم الآخر الألماني ، والايطالي كما كان في الحرب العالمية الثانية ،وضد الآخر اليهودي ، والآن جاء دور الآخر المسلم . فتاريخهم سلسلة من الدماء والفظائع والجرائم بحق بعضهم البعض وبحق الآخر .

 

لقد كانت الشهادة التي أدلى بها زوج مروة رحمها الله ، مفزعة للغاية ، فقد ذكر بأن القضاة الثلاثة لم يحركوا ساكنا عندما كان الجاني يوجه طعناته إلى الضحية وتدخلت الشرطة لتساهم في المأساة بدل إنهائها وذلك بإطلاق النار على الضحية بدل المجرم . ويعتقد زوج مروة أن الشرطي كان يقصد إطلاق النار عليه وأن إصابته لم تكن أبدا عن طريق الخطأ كما زعمت الشرطة .

 

ومما يزيد من قرائن الجريمة المدبرة هو أن الجاني كرر تعرضه لمروة قبل الجريمة ، ونزع حجابها في حديقة عامة ، ولم يكن الأمر مجرد سب أو إطلاق صفة إرهابية وسب دينها ، فمن للجاني كل هذه القوة ومن ثم الدخول لقاعة المحكمة وهو يحمل سكينا وينفذ جريمته ، إن لم يكن مدعوما من منظمات لها يد في الجريمة . ولم يتدخل أحد لإنقاذ مروة رغم ما يحتاجه المجرم من وقت ليوجه لها 18 طعنة متواصلة ؟!!!

 

وعندما تدخل زوجها لإنقاذها تعرض للعدوان من الجاني ولم يتدخل أحد من أفراد الشرطة سوى لحماية الجاني ليكمل جريمته !!!

 

ولذلك كان على الذين لاموا الجماهير التي خرجت في القاهرة وفي عدد من المدن الألمانية للاحتجاج أن يسألوا عن دور المنظمات السرية والعلنية الرسمية وغيرها في جريمة قتل شارك فيها الإعلام والساسة وتمت في كنف شعور شعبي معبأ ضد الإسلام والمسلمين . رغم أن المسلمين مضطهدون في كل مكان ، وأراضيهم محتلة في الشرق والغرب ، وتمارس عليهم سادية اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية لم تعرف أمة من الأمم لها مثلا . ثم يطلب منهم أن يرضوا بذلك ، وإذا ثاروا اعتبروا إرهابيين !!!

 

 

 

المصدر هو موقع المسلم

 

http://almoslim.net/

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رب انصر الضعفاء من عبادك على المعتدين

وانصر الاسلام والمسلمين

وانتقم للمظلومين من الظالمين

 

آميييييييييين

 

جزاك الله خيرا اختي بريق الهدى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم جزاك الله خيرا اختي

تقبلي مروري مرام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
رب انصر الضعفاء من عبادك على المعتدين

وانصر الاسلام والمسلمين

وانتقم للمظلومين من الظالمين

 

آميييييييييين

 

جزاك الله خيرا اختي بريق الهدى

 

نورتي الصفحة نجمتي

 

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين

 

جزانا واياكي حبيبتي

 

احبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم جزاك الله خيرا اختي

تقبلي مروري مرام

 

شكرا على مرورك الطيب حبيبتي

 

جزانا واياكي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

مشكووورة اختي الكريمة بريق الهدى على هذا المقال

جعل الله هذا المقال في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين

 

نورتي الصفحة حبيبتي سمر

 

وشكرا على مرورك العطر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك والحمد لله على نعمة الاسلام

تزكرى اختى ما قله بعض زعماء الكفلر فى حربهم على الاسلام

يجب ان تخلع المرأة المسلمة الحجاب وتغطى به القران

هذه هى نواياهم الخبيثة منذ وجدت الارض

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك والحمد لله على نعمة الاسلام

تزكرى اختى ما قله بعض زعماء الكفلر فى حربهم على الاسلام

يجب ان تخلع المرأة المسلمة الحجاب وتغطى به القران

هذه هى نواياهم الخبيثة منذ وجدت الارض

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بوركتي ياغالية

 

وسعدت كثيرا بمرورك

 

وشكرا على هذه الاضافة القيمة

 

اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بارك الله فيكِ حبيبتى بريق الهدى

 

وبوركت أناملك وجزاكِ الله خير الجزاء ورحم الله شهيدة الحجاب

 

ودمر الله أعداء الدين والمسلمين وأعداء الحجاب .

 

وحسبنا الله ونعم الوكيل .....حسبنا الله ونعم الوكيل .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مَن يضمد لنا جراح السيف والقلم؟!

كتبه/ فضيلة الشيخ/ د.ياسر برهامي

 

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإلى القائمة التاريخية الطويلة من آلام المسلمين وجراحهم تأتي جراح جديدة حسية ومعنوية؛ لتذكر بالجراح القديمة من الحروب الصليبية وحروب التتار وسقوط الأندلس، وضحايا المسلمين في البلاد الإسلامية التي احتلها الروس والشيوعيون، وسقوط الخلافة، واحتلال فلسطين وأفغانستان والعراق، وفي كل جرح منها ملايين من المسلمين بين قتيل وجريح وأسير، وآلام كثيرة نتألم حين تذكُّرِها، وكأننا نريد الهروب من الذكرى -وإن كان نافعًا لنا أن نتذكر- لنعرف من أين وصلنا إلى واقعنا الأليم؛ لنأخذ من ذلك العبر والعظات.

تأتي حادثة مقتل الأخت الطبيبة المسلمة "مروة" في ألمانيا على يد صليبي حاقد، وجرح زوجها على أيدي قوات الشرطة الألمانية التي تحمي "الحريات"!! نعم حريات القتل والاعتداء على المسلمين، وانتهاك حقوقهم وحرماتهم- تأتي لتكشف حقيقة مشاعر الغرب تجاه الإسلام، وكيف ربى نظامهم التعليمي والإعلامي والثقافي والاجتماعي أبناء مجتمعاتهم على عداوة حاقدة للإسلام والمسلمين؟!

فثماني عشرة طعنة في جسد "مروة" كم تأخذ من الوقت حتى تتم الجريمة أمام أعين الناظرين والساكتين، أو قُل المعجبين والموافقين؟!

ثم إذا تحرك الزوج للدفاع الشرعي -بكل المقاييس- عن زوجته تتلقاه رصاصات الإرهاب الحقيقي من رجال الشرطة!!

والعجب أن أناسًا منتسبين للإسلام بادروا بمجرد وقوع الجريمة إلى نفي الخلفية الدينية للحادث، والقول بأنه حادث فردي في دفاع عن جريمة مجتمع، بل ثقافة وحضارة بأسرها، وهم أنفسهم لا يحسنون مثل هذا الدفاع؛ فقد بات من غير الممكن نفي الخلفية الدينية، أو على الأصح التعصب الصليبي الحاقد على الإسلام وأهله لدى مجتمعات بأسرها، وكأن هؤلاء المدافعين لا يحتملون أن يحقق المسلمون في هذه المجتمعات أيَّ مكاسب لتغيير أوضاعهم، ونيل بعض حقوقهم في المحافظة على دينهم وهويتهم دون القبول بالنظرة الدونية التي يعامَلون بها تحت المصطلحات التي يروج لها من ينتسب إلى الإسلام أكثر من الكافرين، مثل "الإرهاب" و"التطرف" ونحوها، والتي هي في حقيقتها ألصق بهذه المجتمعات والأنظمة العالمية التي تكره الإسلام والمسلمين أشد الكراهية.

ثم تأتي أحداث "تركستان الشرقية

التي نسيها المسلمون رازحةً تحت الاحتلال الصيني الذي قتل في احتلال هذه البلاد خمسة ملايين مسلم في نفس توقيت احتلال فلسطين تقريبًا 1949م؛ لإخضاع هذه الشعوب المسلمة بأهوال يشيب لها الولدان؛ للهيمنة الصينية الشيوعية، أتت هذه الأحداث لتعيد لنا ذكرى الشعوب المسلمة التي تقاسي الأهوال لمحاولة الحفاظ على الدين والهوية الإسلامية، وهي لم تفقد بعد ولاءها لدينها وأمتها رغم نسيان الأمة لها، فلا يتحدث أحد عن قضيتهم، ولا يطالب بمقاطعة للبضائع الصينية -مثلاً- حتى يتوقفوا عن قتلهم، رغم أن أعداد المسلمين الذين قـُتِلوا في هذا الإقليم عبر تاريخ صراعه مع الصين أضعاف مَن قتلهم اليهود في فلسطين، ولا يفكر أحد في وسيلة لدعمهم ولو معنوية، حتى لو بكلمة!!

لم يسمع من دولة إسلامية واحدة -عدا تركيا- حتى الإدانة والشجب لهذه الأحداث التي تمثِّل بالفعل إبادة جماعية للمسلمين، وما هذا إلا لموت الإحساس بالجسد الواحد وفقدان الانتماء والولاء للأمة، وكم تسمع من عوام المسلمين قَبْلَ مسئوليهم: "وما شأننا نحن؟! هذه صراعات عِرقية!!" كما روَّج لها الإعلام الغربي، وكل هذا بسبب التربية المدمِّرة على تعظيمِ الشهوات، ونمطِ الحياة الذي يظن صاحبه -رغم ما به من شقاء- أن تفاهاته في اللهث وراء الكرة والمغنيين والأفلام والمسلسلات -"التركية أيضًا"- هي

الطريقة المثلى؛ التي يريد أن يذهب بها المتطرفون!!

ويأتي جرح آخر معنوي: يتمثل في منح جائزة الدولة التقديرية -في بلد الأزهر!- لكاتب مرتد يطعن في الإسلام وفي الرسول -Sala-allah.png- صراحة لا تلميحًا؛ حيث يقول "سيد القمني" في كتابه "الحزب الهاشمي": "إن دين محمد هو مشروع طائفي اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي"!!

ويقول أيضًا: "إن محمدًا قد وفر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة بعد أن خدع والدها، وغيَّبه عن الوعي بأن سقاه الخمر"!!

وهذا الجرح ينكأ جراحًا معنوية أُخَر مماثلة على نفس الطريق، كان منها تلقيب من يقول أن الشعر الجاهلي أفصح من القرآن بـ"عميد الأدب العربي"!!

ومنح جائزةَ "نوبل" في الأدب لمن يقول بـ"نظرية موت الإله في عصر العلم" -أي عدم الحاجة إلى الاعتقاد في وجوده- ويسخر من الأنبياء واحدًا تلو الآخر، ويطعن فيهم!

وغير ذلك من الأمثلة التي يحاول فيها العلمانيون تجرئة الناس على الطعن في الإسلام والقرآن والنبي -Sala-allah.png-، وعلى الردة الصريحة، وذلك في حماية مناصبهم الرسمية ومنزلتهم لدى ذوي النفوذ.

في حين تسكت المؤسسات الرسمية الدينية تمامًا عن هذا الكفر يتكلم بعض الأفاضل من شيوخ الأزهر كمفتي مصر السابق الشيخ "نصر فريد واصل" -حفظه الله-، و"جبهة علماء الأزهر" -جزاهم الله خيرًا-، فهل القضية لا تعني أيضًا شيوخ المؤسسات الرسمية كما لا تعنيهم قضية الحجاب في فرنسا وغيرها حتى يقول قائلهم: "وأنا مالي؟! هو أنا رئيس فرنسا؟! بلده هو حر فيها يعمل فيها اللِّي هو عايزه"!!!

كل هذه الجراح تحتاج منا إلى وقفة؛ لننظر كيف نسير: (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) (التوبة:126):

1- إن هذه الفتن المتكاثرة هي للتمحيص: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأنفال:37)؛ فكم من مشاركٍ وموافقٍ وراضٍ عن مثل هذه الضلالات؛ ليلحقه الله بأصحابها: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام:55).

2- إن الكفر والنفاق قد اجتمعا على حرب الإسلام علانية لا سرًّا؛ فلابد أن ينظر كل واحد إلى أي الفريقين ينتمي: إلى أهل الإسلام أم إلى أهل الكفر والنفاق؟! فالأمر لا يحتمل مداهنة، أو مراعاة لمصالح وهمية، أو تمييعًا للمواقف واستمرارًا للتبعية لأعداء الإسلام وموالاتهم.

3- إن هذه الجراح هي ثمرة مُرَّة لبُعد أجيال وقرون من أبناء الأمة عن دينهم وشريعتهم، ولن تُداوَى هذه الجراح إلا بعودة صادقة، وتوبة نصوح من عامة أبناء الأمة إلى الله -تعالى- حتى يغير الله ما بنا.

4- إن تربية أجيال المسلمين على الفهم الدقيق لقضايا الإسلام وحقائق الإيمان -التي من أهمها وأعظمها الولاء والبراء، والتي يدركها الأعداء أكثر مما يدركها للأسف كثير من المنتسبين للإسلام، بل إلى الدعوة والعلم والمشيخة- من أعظم ما تُداوَى به هذه الجراح النازفة؛ لأن هذه التربية هي ميزان القوة الحقيقي على مَرِّ العصور، وإن سنة المدافعة بين الناس ليست بالتي تُحسَب فيها الأمور بالقوة المادية وحدها، أو بالمساحات التي يتحرك فيها المشاركون في الصراع في سنوات معدودة؛ بل إن القوة الكبرى لأصحاب القيم والمناهج هو ثباتهم على عقيدتهم ومواقفهم مهما كان ضعفهم المادي، أو قلة المساحة التي يتحركون فيها، أو ضَعف الأنصار الذين ينصرون قضيتهم.

5- ثم لابد من الاهتمام الأكيد بالصلة بالله -تعالى-: من خلال العبادات، والذكر، وتلاوة القرآن، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والعمرة، والنفقة في سبيل الله، وكثرة الدعاء، وكثرة السجود؛ فإنها من أعظم أسباب مداواة الجرح، بل هي سبب النصر الأول: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ؟!) (رواه البخاري).

6- إن كثرة هذه الفتن والمصائب هي علامة حياة للأمة؛ فلو كانت قد ماتت كما مات غيرها من الأمم، ورضيت بمبادئ أعدائها، وخضعت لهم مختارة راضية؛ لما واجهت ما تواجهه اليوم من محاولات مستميتة لصرفها عن دينها.

7- إن الباطل مضمحلٌّ بذاته، زاهقٌ بأصل خلقته طالما جاء الحق: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (الإسراء:81)؛ فلنحذر من اليأس والقنوط، ولنصبر على طريقنا ومنهجنا، ولنثبت على ديننا متوكلين على الله مقلِّب القلوب والأبصار، (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) (الأعراف:89).

فاللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، هازم الأحزاب، سريع الحساب، اهزم الكافرين والمنافقين، وزلزلهم، وانصرنا عليهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ اختي الغالية

 

لكن هناك موضوع مشابه في المضمون لذلك اسمحي لي بدمج موضوعك معه :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×