اذهبي الى المحتوى
الروميساء

من أجل ثقافة جنسية حقيقية

المشاركات التي تم ترشيحها

هل نحن في حاجة إلى ثقافة جنسية؟

قد يكون هذا هو السؤال المهم .. حيث إن إدراك وجود المشكلة هو نصف الحل، بينما تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى تفاقمها بصورة لا يصلح معها أي حل عند اكتشافها في توقيت متأخر … فما بالنا ونحن نحوم حول الحمى.. و لانناقش الأمور المتعلقة بالصلة الزوجية و كأنها سر و لا يسمح حتى بالاقتراب لمعرفة ما إذا كان هناك مشكلة أم لا؟ لأن ذلك يدخل في نطاق "العيب" و"قلة الأدب"، فالمراهقين والمراهقات يعانون أشد ما يعانون من وطأة هذه الأسئلة وهذه المشاعر!!، ونحن نسأل: كيف إذن يتم إعداد الأبناء لاستقبال هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم بكل ما تحويه من متغيرات نفسية وجنسية وفسيولوجية، وحتى مظهرية؟ .. فالأم تقول: إني أصاب بالحرج من أن أتحدث مع ابنتي في هذه الأمور. وطبعًا يزداد الحرج إذا كان الابن ذكرًا.. وهكذا يستمر الموضوع سرًا غامضًا تتناقله ألسنة المراهقين فيما بينهم، وهم يستشعرون أنهم بصدد فعل خاطئ يرتكبونه بعيدًا عن أعين الرقابة الأسرية، وفي عالم الأسرار والغموض تنشأ الأفكار والممارسات الخاطئة وتنمو وتتشعب دون رقيب أو حسيب. ثم تأتي الطامة ويجد الشاب والفتاة أنفسهما فجأة عند الزواج وقد أصبحا في مواجهة حقيقية مع هذا الأمر، ويحتاجان إلى ممارسة واقعية وصحيحة، و هما في الحقيقة لم يتأهلوا له. ويواجه كل من الزوجين الآخر بكل مخزونه من الأفكار والخجل والخوف والممارسات المغلوطة، ولكن مع الأسف يظل الشيء المشترك بينهما هو الجهل و عدم المصارحة الحلال بالرغبات و الاحتياجات التي تحقق الإحصان، ويضاف لهذا الخوف من الاستفسار عن المشكلة أو طلب المساعدة، وعدم طرق أبواب المكاشفة بما يجب أن يحدث …وكيف يحدث..!

إنني كطبيب أواجه يومياً في مركز الاستشارات النفسية و الأسرية العديد من الحالات لمراهقين أوقعهم جهلهم في الخطأ و أحياناً الخطيئة ، و أزواج يشكون من توتر العلاقة ،أو العجز عن القيام بعلاقة كاملة، أو غير قادرين على إسعاد زوجاتهم، و زوجات لا يملكن شجاعة البوح بمعاناتهن من عدم الإشباع لأن الزوج لا يعرف كيف يحققها لهن ، و غالباً لا يبالي.. ومع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب، حيث لا تقدم المناهج التعليمية -فضلاً عن أجهزة الإعلام- أي مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه رغم كل الغثاء و الفساد على شاشاتها و الذي لا يقدم بالضرورة ثقافة بقدر ما يقدم صور خليعة.

ويزداد الأمر سوءاً حينما يظل أمر هذه المعاناة سرًا بين الزوجين، فتتلاقى أعينهما حائرة متسائلة، ولكن الزوجة لا تجرؤ على السؤال، فلا يصح من إمرأة محترمة أن تسأل و إلا عكس هذا أن عندها رغبة في هذا الأمر( وكأن المفروض أن تكون خُلقت دون هذه الرغبة!) والزوج -أيضًا- لا يجرؤ على طلب المساعدة من زوجته..، أليس رجلاً ويجب أن يعرف كل شيء.. وهكذا ندخل الدوامة، الزوج يسأل أصدقاءه سرًا؛ وتظهر الوصفات العجيبة والاقتراحات الغريبة والنصائح المشينة، حتى يصل الأمر للاستعانة بالعفاريت والجانّ، لكي يفكّوا "المربوط"، ويرفعوا المشكلة.

و عادة ما تسكت الزوجة طاوية جناحيها على آلامها، حتى تتخلص من لَوم وتجريح الزوج، وقد تستمر المشكلة شهوراً طويلة، ولا أحد يجرؤ أن يتحدث مع المختص أو يستشير طبيبًا نفسيًا، بل قد يصل الأمر للطلاق من أجل مشكلة ربما لا يستغرق حلها نصف ساعة مع أهل الخبرة والمعرفة،.. ورغم هذه الصورة المأساوية فإنها أهون كثيرًا من الاحتمال الثاني، وهو أن تبدو الأمور وكأنها تسير على ما يرام، بينما تظل النار مشتعلة تحت السطح، فلا الرجل ولا المرأة يحصلون على ما يريدون أو يتمنون، وتسير الحياة وربما يأتي الأطفال معلنين لكل الناس أن الأمور مستتبة وهذا هو الدليل القاطع- وإلا كيف جاء الأطفال!!

وفجأة تشتعل النيران ويتهدم البيت الذي كان يبدو راسخا مستقرًا، ونفاجأ بدعاوى الطلاق والانفصال إثر مشادة غاضبة أو موقف عاصف، يسوقه الطرفان لإقناع الناس بأسباب قوية للطلاق، ولكنها غير السبب الذي يعلم الزوجان أنه السبب الحقيقي، ولكنّ كلاً منهما يخفيه داخل نفسه، ولا يُحدث به أحدًا حتى نفسه، فإذا بادرته بالسؤال عن تفاصيل العلاقة الجنسية -كنهها وأثرها في حدوث الطلاق- نظر إليك مندهشًا، مفتشًا في نفسه وتصرفاته عن أي لفتة أو زلة وشت به وبدخيلة نفسه، ثم يسرع بالإجابة بأن هذا الأمر لا يمثل أي مساحة في تفكيره!

أما الاحتمال الثالث -ومع الأسف هو السائد- أن تستمر الحياة حزينة كئيبة، لا طعم لها، مليئة بالتوترات والمشاحنات والملل والشكوى التي نبحث لها عن ألف سبب وسبب… إلا هذا السبب.

هل بالغنا؟.. هل أعطينا الأمر أكثر مما يستحق؟.. هل تصورنا أن الناس لا هم لهم إلا الجنس وإشباع هذه الرغبة؟، أم إن هناك فعلاً مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من الخجل والجهل، ولكنها تطل علينا كل حين بوجه قبيح من الكوارث الأسرية، وإذا أردنا العلاج والإصلاح فمن أين نبدأ؟ إننا بحاجة إلى رؤية علاجية خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا حتى لا يقاومها المجتمع، و أن نبدأ في بناء تجربتنا الخاصة وسط حقول الأشواك والألغام،و نواجه هذه الثقافة الغريبة التي ترفض أن تتبع سنة رسول الله في تعليم و إرشاد الناس لما فيه سعادتهم في دائرة الحلال، و تعرض عن أدب الصحابة في طلب الحلول من أهل العلم دون تردد أو ورع مصطنع،هذه الثقافة التي تزعم "الأدب" و "الحياء" و "المحافظة" و تخالف السنة و الهدي النبوي فتوقع الناس في الحرج الحقيقي و العنت و تغرقهم في الحيرة و التعاسة. وهذا يحتاج إلى فتح باب للحوار على مختلف الأصعدة وبين كل المهتمين،نبراسنا السنـة وسياجنا التقوى والجدية والعلم الرصين وهدفنا سعادة بيوتنا والصحة النفسية لأبناءنا.

 

منقول

post-18659-1152901073_thumb.jpg

تم تعديل بواسطة الروميساء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

assalamo âalaykonna

jazaki allaho kolla khair. vous avez débordé un sujet très vaste et capital aussi, j'ai déja répondu notre chère soeur glisa, si tout le monde est d'accord, on commencera cette semaine in cha'â allah. envoyez moi vtre e-mail et merci encore

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمان الرحيم.

 

حقيقة، موضوع رائع أتمنى أن تتجاوب معه الأخوات لأنه من صميم حياتنا ,و نعم إننا في حاجة ماسه لثقافة جنسيه.فقد كان هذا الموضوع و ما زال من الطابوهات التي لا تناقش إلا على استحياء و لو علمنا اولادنا و بناتنا الثقافة الجنسية السليمه على ضؤ الكتاب و السنه لجنبنا لكثير من الأسر المسلمه الأزمات و النكبات التي تؤدي إلى مآسي يكون ضحيتها الأطفال.

 

بارك الله فيك أختي على طرهك لهذا الموضوع الذي هومن لأهمية بمكان.

post-20278-1153247522_thumb.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

موضوع رائع و في الصميم و لكن أخشى أن يعارضك عليه الأخوات

أنا أرى أن الحل في المدرسة لأنه يمكن تدريس كل هذه الأشياء في المدرسة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFat...&Option=FatwaId

 

عنوان الفتوى : تعلم الأولاد الثقافة الجنسية

 

السؤال

معرفة البنات بموضوعات الجنس والقراءة عن الجنس وسماع محاضرات في التلفزيون عن الجنس،أرجو الإفادة؟

 

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما يقال من ضرورة تعلم الأولاد بنين وبنات الثقافة الجنسية هكذا بإطلاق كلام خطر، وله آثار سلبيه على الأولاد والمجتمع، ولكن إن احتيج إلى هذه الثقافة في أحوال معينة وبضوابط شرعية فلا بأس، كأن يكون الأولاد مقبلين على الزواج، فهنا تكون الحاجة إلى هذه الثقافة حتى يتعرف هؤلاء على هذه الحياة الجديدة، ويتعرفوا على وسائل استمرارها وأسباب بقائها، أو تكون هذه الثقافة جزءاً من الإجابة على بعض الأسئلة، كتلك الأسئلة المتعلقة بالجنابة أو الاحتلام أو النفاس والحيض ونحو ذلك، على أن يتولى هذا التعلم أهل الدين والصدق إن عجز عنه الأبوان، وإلا فهما أولى وأنفع، وبهذا تعلم أن إطلاق العنان لهذه الثقافة تشاع في الصحف والقنوات ويتحدث فيها البر والفاجر، مما ينبغي أن يمنع لما له من آثار سيئة أقلها إثارة الأولاد وتطلعهم لممارسة هذا الفن الذي يتلقونه عملياً، وهذا ما يشكو منه العالم الغربي من أ ن الحدث عندما ينتهي من حصة الثقافة الجنسية يقوم بالاعتداء على زميلته أو زميله، فليتق الله من ينادي بذلك بإطلاقه في بلاد المسلمين وليعتبروا بغيرهم. والله أعلم.

 

المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFat...&Option=FatwaId

 

عنوان الفتوى : دخول مواقع ثقافية عن القضايا الجنسية

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو: هل يجوز الدخول على موقع فيه ثقافة جنسية، وكل كلامه عن الجنس بين الأزواج واستفسارات ومشاكل الأزواج؟

 

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت هذه المواقع تثير القضايا الجنسية بصورة علمية، بحيث يتم من خلالها علاج حالات النفور بين الأزواج، أو توضيح ما من شأنه أن يؤدي إلى الألفة والمحبة، فدخولها لا شيء فيه إن احتاج إليه المرء، أما إن لم يحتج إليه فالأولى تركه لعدم الفائدة منه، وضياع الوقت فيه دون طائل، وحيث قلنا بجواز الدخول على هذه المواقع فإن ذلك مشروط بألا تشتمل على صور مخلة بالشريعة الإسلامية، أو عبارات تنافي الآداب العامة ونحو ذلك، من المحادثات التي تدور بين النساء والرجال مما يؤدي إلى محاذير عظيمة يجب اجتنابها، وراجع في هذا الفتوى رقم: 12450، والفتوى رقم: 1072، والفتوى رقم: 35690. والله أعلم.

 

المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا اختنا الروميساء..

 

بالفعل ان الامر متكتم عليه في مجتمع الجهال.لكن حبيبتي اتساءل عن ابنة عمرها 13 عاما من المفروض انها تعلمت الوضوء والغسل

 

وتناولت معهما شيئا من احكام النفاس؛ اترينها لا يمكنها تصوّر الأمر؟

 

وخاصة ان تناولت باب الغسل كاملا.وكذلك الفتى.

 

انا كنت استغرب حين اقرأ حديثا به سؤال من احد الصحابة عن أمر في الغسل ..واحدى الصحابيات تسأل وقد لا أفهم مقصدها ،ثم لما بدأنا تناول الباب من كتب الفقه بدا الأمر اكثر غرابة ولم اتمكن من الفهم ،ثم شيئا فشيئا تمّت الصورة.لم يستغرق الامر طويلا وقد فهمت شيئا

 

 

.فقد كان هذا الموضوع و ما زال من الطابوهات التي لا تناقش إلا على استحياء

 

 

 

حق له يا أم رشدي..

 

أحببت أن أقول ان الأمر يسير على كل طالب علم حيي شديد الحياء.وهو عسير كل العسر على غيره وان لم يحمّر وجهه..

 

 

أختي المشرفة..

 

أحبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك أختى الحبيبة "الروميساء " وجزاك الله خيرا على موضوعك القيم .

وجزا الله مشرفتنا خيرا على التوضيح.

 

وفي هذه الرابطة الكثير من الشرح على هذا الموضوع أيضا الذى وسبق أن قدّمتها .

https://akhawat.islamway.net/forum/index.ph...wtopic=2160&hl=

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وإيام عزيزتي قليصة.

 

وبارك الله فيك وأحبك ورعاك أخيتي الحبيبة انبلاج النور.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله عنا خيرا حبيبتي الروميساء

 

وسيتم نقل الموضوع لوجوده مسبقا لأختنا قليصة

 

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=5326

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×