اذهبي الى المحتوى
خير أمة

الـــــــشيعة الخــــطــــر القـــادم

المشاركات التي تم ترشيحها

 

الشيعة الخطر القادم

مجلة التوحيد

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فهذه سلسلة مقالات تحذر من الشيعة وخطرهم على الأمة وتكشف زيف عقائدهم، وذلك من خلال مؤلفاتهم وكتب شيوخهم، حتى يفيق المخدوعون وتستبين سبيل المجرمين، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، ولا يخفى على أحد خطرهم وخصوصًا ما يطالعنا به الواقع من مدّ شيعي خبيث تستخدم القوى الكافرة من أعداء الإسلام في ضرب أهل السنة في بلاد المسلمين باتفاق أو بغير اتفاق لكن النتيجة واحدة.

 

والمتتبع للأحداث والراصد لها يلحظ هذا جيدًا، لذا صار من الواجب تحذير الأمة من أصحاب تلك العقيدة المنحرفة الباطلة والتي يُدفع بها في وجه الأحداث دفعًا، وتختلق من الانتصارات المزعومة ما يُغري العوام، هذا فضلا عن بث سمومهم عبر في الفضائيات وعلى الشبكة العالمية.

ونتناول في هذا العدد الحدي عن عقائدهم الفاسدة في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فنقول مستعينين بالله عز وجل:

 

 

موقف الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم:

 

لقد امتلأت كتب الشيعة المعتمدة مثل: «الكافي» و«البحار» و«الاختصاص» و«رجال الكشي» سبًا وطعنًا ولعنًا وتكفيرًا للصحابة الكرام رضي الله عنهم ولم يستثنوا إلا ثلاثة وهم: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي.

وقد وردت روايات عندهم في تعيين هؤلاء الثلاثة:

فعن أبي جعفر (ع) (يعنون عليه السلام) كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: «المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم، ثم عرف الناس بعد يسير». [شرح الكافي (21/123-223]

 

حملة شيعية ضارية على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

 

وركز الشيعة حملتهم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: ففي «روضة الكافي»: «أن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». [شرح الكافي (21/323)]

وقال شيخهم نعمة الله الجزائري: «قد وردت في روايات الخاصة: أن الشيطان يُغَل بسبعين غِلاً من حديد جهنم، ويساق إلى الحشر، فينظر ويرى رجلاً أمامه تقوده ملائكة العذاب وفي عنقه مائة وعشرون غلا من أغلال جهنم، فيدنو الشيطان إليه ويقول: ما فعل الشقي حتى زاد عَلَيَّ في العذاب وأنا أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك؟ فيقول عمر للشيطان: ما فعلت شيئًا سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب».[الأنوار النعمانية (1/18-28)]

 

وعَقَّب على هذه الرواية فقال: «والظاهر أنه قد استَقَلَّ سبب شقاوته ومزيدَ عذابه ولم يعلم أن كل ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والنفاق واستيلاء أهل الجور والظلم إنما هو من فعلته هذه».[الأنوار النعمانية (1/18-28)]

 

وقال في أبي بكر رضي الله عنه: «نُقل في الأخبار أن الخليفة الأول قد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وصنمه الذي كان يعبده زمن الجاهلية معلق بخيط في عنقه ساتره بثيابه وكان يسجد، ويقصد أن سجوده لذلك الصنم إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم فأظهروا ـ كذا ـ ما كان في قلوبهم».[الأنوار النعمانية (2/111)]

 

وروى الكليني في الكافي (ج8 رقم 325) عن أبي عبد الله في قوله تعالى: وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين [فصلت: 92] قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانًا وأنت تسأل من المقصود بـ(هما) يجيبك المجلسي في مرآة العقول ج62/884 في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ «هما» قال: هما أي أبو بكر وعمر والمراد بفلان عمر أي الجن المذكور في الآية عمر وإنما سمى به لأنه كان شيطانًا إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زنا أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر.

 

ويروون في تفسير العياشي (1/121) البرهان ـ (2/802) الصافي (1/242) عن أبي عبد الله أنه قال في قوله تعالى: ولا تتبعوا خطوات الشيطان [البقرة: 861]. قال: (وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان) أي أبو بكر وعمر.

 

ويروون في تفسير العياشي (2/553) والبرهان (2/174) والصافي (3/642) عن أبي جعفر في قوله تعالى: وما كنت متخذ المضلين عضدا [الكهف: 15]. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) فأنزل الله «وما كنت متخذ المضلين عضدا».

 

وعند قوله سبحانه فقاتلوا أئمة الكفر [التوبة: 21]. يروون في تفسير العياشي (2/38) والبرهان (2/701) والصافي (2/423) عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: دخل علي أناس من البصرة فسألوني عن طلحة والزبير فقلت لهم كانا إمامين من أئمة الكفر.

 

ويفسرون الجبت والطاغوت الواردين في قوله سبحانه: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت [النساء: 15]. يفسرونهما بصاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وصهريه وخليفتيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر تفسير العياشي (1/372) والصافي (1/954) والبرهان (1/773).

وفي قوله سبحانه: أو كظلمات قالوا: فلان وفلان في بحر لجي يعنى نعثل من فوقه موج طلحة والزبير ظلمات بعضها فوق بعض [النور: 04] معاوية.

قال المجلسي في بحار الأنوار (32/603) المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر، ونعثل هو عثمان.

 

بعض التصريحات في تكفير وسبهم الصحابة

 

وقال العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم ج3 ص921 ما نصه «عمر بن الخطاب كان كافرا يبطن الكفر ويظهر الإسلام».

وقد أفرد العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم ج3/ 161 - 861 فصلين الفصل الأول سماه: (فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين وفصل آخر خصصه للطعن في حفصه رضي الله عنهما سماه (فصل في أختها حفصة).

وعلق العلامة المجلسي في مرآة العقول ج52 ص151 على رواية طويلة بالكافي ج8 رواية رقم 32 ومنها «وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم.... وأمات هامان، وأهلك فرعون».

قال المجلسي الرواية صحيحة والمقصود في أمات هامان: أي عمر وأهلك فرعون: أي أبا بكر ويحتمل العكس ويدل على أن المراد هذان الأشقيان».

 

[حقيقة الشيعة للموصلي]

إمام الضلالة الخميني يتطاول على أبي بكر وعمر

 

ويقول إمام الضلالة الخميني في كتابه كشف الأسرار ص621: «إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرماه من عندهما وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين».

ويقول ص721 بعد اتهامه للشيخين بالجهل «وإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولى الأمر».

وذكر المفسر العياشي في تفسيره والمفسر الكاشاني في الصافي والبحراني في البرهان أن عائشة حفصة رضي الله عنهما سقتا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم [آل عمران: 441].

قال الملقب عند الشيعة بعمدة العلماء والمحققين محمد نبي التوسيركاني في (كتابه لآلئ الأخبار ـ مكتبة العلامة ـ قم ج4 ص29). ما نصه: «اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم ـ عليهم اللعنة ـ إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارًا بفراغ من البال. اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهندًا وأم الحكم والعن من رضى بأفعالهم إلى يوم القيامة».

فهذه جوانب من مواقف الشيعة المخزية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسادات الأمة من حملة الدين الأوائل، الذين اختارهم الله تعالى ورضي عنهم، وجعل تعالى حبهم دينا وإيمانًا وبغضهم كفرًا ونفاقًا، وأوجب علينا موالاتهم جميعًا، بذكر محاسنهم وفضائلهم، والسكوت عما شجر بينهم لسابق فضلهم وكريم فعالهم وصدق تضحيتهم ومقامهم عند ربهم عز وجل، ولعلّ القلوب تذوب حزنًا وأسفًا على تلك الطعون القبيحة من هؤلاء الأقزام في سادات الأمة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه..

 

أفيقوا يا دعاة التقريب

 

فتلك عقيدة الأبعدين يا من تدعون إلى التقريب، وهل تجاهلتم جهود السابقين التي بذلت لتحقيق تلك الغاية الموهومة دون جدوى؟ أم غركم كلام المعاصرين عنهم حول الدعوة إلى التقريب وتجنيب الخلافات الطائفية المذهبية، وهم قوم إفك وأئمة كذب عقيدتهم التقية، يؤمنون أنه «لا إيمان لمن لا تقية له».

ويمارسونها على أنها دين، فيظهرون خلاف ما يبطنون فاعتبروا يا أولي الأبصار..

هؤلاء هم الشيعة وهذا هو معتقدهم في خيار خلق الله بعد الرسل، هؤلاء الذين تصفق لهم الجماهير الساذجة والمغرر بها من قبل بعض الدعاة الذين انخدعوا بثوراتهم وشعاراتهم الزائفة الفارغة، حتى أن بعضهم سخّر نفسه بوقًا يحث الناس إلى التقارب معهم ومساندتهم بل والاقتداء بهم، وإذا كان هؤلاء هم الشيعة وموقفهم المخزي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإليك أخي القارئ حديثا من نور القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة عن المنزلة الرفيعة والمكانة السامية لخير قرون الدنيا.

 

منزلة الصحابة رضي الله عنهم

 

للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ منزلة عظيمة في دين الإسلام، فهم خير من سار على هذه الأرض بعد النبيين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ، شرَّفهم الله ـ عز وجل ـ، وأعلى منزلتهم بصحبة حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهم الله ـ عز وجل ـ الأمنة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، الحافظين لسنة نبيه، المبلغين لدينه، الناصرين للوائه ـ لواء التوحيد ـ المدافعين عن حياضه، تواترت النصوص في تزكيتهم، ومدحهم، والثناء عليهم، والشهادة لهم بالإيمان، فمن ذلك قول الله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما [الفتح: 92].

هل قصد الله تعالى في هذه الآية فقط الذين سماهم الشيعة أم جميع الصحابة؟

قال ابن الجوزي ـ رحمه الله تعالى ـ: «وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور».

[زاد المسير (4/402)]

وقال الله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا [الفتح: 81].

قال أبو محمد ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ: «فمن أخبرنا الله عز وجل أنَّه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة». [الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/841)]

 

وقد تقدم قول الروافض من الافتراء والكذب والسب للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، وصدق عليهم قول عائشة الصديقة ـ رضي الله عنها ـ: «أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم». [أخرجه: مسلم في كتاب التفسير (4/7132) رقم (2203)]

 

وردّ ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ ردًّا مفصلاً على أكاذيبهم، وبيَّن أنَّ: «الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ أعظم حرمة، وأجلّ قدرًا، وأنزه أعراضًا، وقد ثبت من فضائلهم خصوصًا وعمومًا ما لم يثبت لغيرهم». [منهاج السنة النبوية (5/741)]

 

وذكر أن: «كل ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين، ومدحهم والثناء عليهم، فهم أول من دخل في ذلك من هذه الأمة وأفضله، كما استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه أنه قال: خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». [منهاج السنة النبوية (2/94 - 05]

 

«وخيار هذه الأمَّة هم الصحابة، فلم يكن في الأمَّة أعظم اجتماعًا على الهدى ودين الحق، ولا أبعد عن التفرق والاختلاف منهم». [6/663]

 

«فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة، من الإيمان والإسلام، والقرآن، والعلم والمعارف، والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو الكلمة، فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة، الذين بلّغوا الدين، وجاهدوا في سبيل الله، وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فضل إلى يوم القيامة». [6/673]

 

والصحابة أعلم الأمة وأفقهها وأدينها، ولهذا أحسن الشافعي ـ رحمه الله ـ في قوله: هم فوقنا في كل علم وفقه ودين وهدى، وفي كل سبب ينال به علم وهدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا. أو كلامًا هذا معناه.

وقال أحمد بن حنبل: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أحسن قول عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ حيث قال: أيها الناس من كان منكم مستنًّا فليستن بمن قد مات، فإنَّ الحي لا تؤمن عليه الفتن، أولئك أصحاب محمد كانوا أفضل هذه الأمة: أبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

وقال حذيفة ـ رضي الله عنه ـ يا معشر القراء، استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا، وإن أخذتم يمينًا وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدًا».

«والصحابة الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وأن القرآن حق، هم أفضل من جاء بالصدق وصدَّق به بعد الأنبياء».

«وهم الذين جاهدوا المرتدين، كأصحاب مسليمة الكذاب، ومانعي الزكاة وغيرهم، وهم الذين فتحوا الأمصار، وفارس والروم، وكانوا أزهد الناس».

ومن طعن في الصحابة فقد طعن في دين الله وشرعه لأن الصحابة هم شهودنا مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

عن أحمد بن محمد بن سليمان التستري قال: سمعت أبا زرعة يقول: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة».

ومن زعم أنهم ارتدوا فلاشك في كفره وزندقته، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «من زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضًا في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا، فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران:011]. وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارًا أو فساقًا، ومضمونها: أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال، فإنه يتبين أنه زنديق».

 

الطعن في الصحابة الكرام طعن في دين الإسلام

 

وبيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حقيقة مراد الطاعن في الصحابة الكرام ـ رضي الله تعالى عنهم ـ ما يلي:

 

أ ـ الطعن في الدين:

 

قال ابن تيمية: «وذلك أنَّ أول هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين تصديقًا وعلمًا، وعملا وتبليغًا، فالطعن فيهم طعن في الدين، موجب للإعراض عما بعث الله به النبيين، وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع، فإنما كان قصده الصد عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله؛ ولهذا كانوا يظهرون ذلك بحسب ضعف الملة، فظهر في الملاحدة حقيقة هذه البدع المضلة، لكن راج كثير منها على من ليس من المنافقين الملحدين، لنوع من الشبهة والجهالة المخلوطة بهوى، فقبل معه الضلالة، وهذا أصل كل باطل».

وقال أيضًا: «وأما الرافضة فيطعنون في الصحابة ونقلهم، وباطن أمرهم: الطعن في الرسالة».

 

ب ـ القدح في الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم:

 

قال ابن يتيمة بعد أن ذكر خصوصية أبي بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ في الصحبة، وقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم: «وحينئذ فإما أن يكونوا على الاستقامة ظاهرًا أو باطنًا، في حياته وبعد موته. وإما أن يكونوا بخلاف ذلك في حياته أو بعد موته. فإن كانوا على غير الاستقامة، مع هذا التقرب، فأحد الأمرين لازم: إما عدم علمه بأحوالهم، أو مداهنته لهم. وأيهما كان فهو من أعظم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قيل:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة .... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

وإن كانوا انحرفوا بعد الاستقامة، فهذا خذلان من الله للرسول في خواص أمته وأكابر أصحابه، ومن قد أخبر بما قد سيكون بعد ذلك، أين كان عن علم ذلك؟! وأين الاحتياط للأمة حتى لا يولى مثل هذا أمرها؟ ومن وُعد أن يظهر دينه على الدين كله، فكيف يكون أكابر خواصه مرتدين؟!.

فهذا ونحوه من أعظم ما يقدح به الرافضة في الرسول، كما قال مالك وغيره: إنما أراد هؤلاء الرافضة الطعن في الرسول، ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين، ولهذا قال أهل العلم: إنَّ الرافضة دسيسة الزندقة».

وقال في موضع آخر: «.. وضلَّت طوائف كثيرة من الإسماعيلية والنصيرية، وغيرهم من الزنادقة الملاحدة المنافقين، وكان مبدأ ضلالهم تصديق الرافضة في أكاذيبهم التي يذكرونها في تفسير القرآن والحديث، كأئمة العبيديين، إنما يقيمون مبدأ دعوتهم بالأكاذيب التي اختلقتها الرافضة، ليستجيب لهم بذلك الشيعة الضُلال، ثم ينقلون الرجل من القدح في الصحابة، إلى القدح في علي، ثم في النبي صلى الله عليه وسلم، ثم في الإلهية، كما رتبه لهم صاحب البلاغ الأكبر، والناموس الأعظم. ولهذا كان الرفض أعظم باب ودهليز إلى الكفر والإلحاد».

قال تعالى: فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور [الحج: 64].

والحمد لله رب العالمين.

 

 

المـــــصدر مجلة التوحيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا أختي خير أمة

و الله لقد جلست أمام الجهاز الآن وفي يدي المجلة لنقل هذا المقال ذاته للشيخ معاويه هيكل وعندما فتحت صفحة المنتدى فوجئت بعنوان المقال في شريط المواضيع النشطه

جعلك الله دائما سباقة للخير و جمع قلوبنا جميعا على ما يحبه ويرضاه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×