اذهبي الى المحتوى
أزفـــ الرحيل ـــ

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ :×

المشاركات التي تم ترشيحها

post-30765-1271654607.png

 

 

 

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ :×

 

 

 

 

 

 

ياحبيبي أقبلَ اللَّيلُ وناداني الغَرامْ

 

أيُّ سرٍّ لمحبٍّ لم يُصَوِّرهُ الظلامْ

 

كلُّ نجم مهجةٌ تهفو وعينٌ لا تنامْ

 

ياحبيبيكلُّ شيء ما خلا العشق حرامْ

:

 

 

تلك لعمر الله البلية الكبرى والفتنة العظمى

 

 

فتنة العشق

 

 

التي استعبدت النفوس لغير خلاقها وملكت القلوب لعشاقها فأحاطت القلوب بمحنة وملأتها فتنة

 

 

فالمحب بمن أحبه قتيل وهو له عبدٌ خاضعٌ ذليل

 

 

فتنةُ العشق

 

 

إن دعاه لباه وإن قيل له ما تتمنى فهو غاية ما يتمناه

 

 

فتنة العشق

 

 

وكم أكبت رؤوساً في الجحيم وأذاقتهم العذاب الأليم؟

 

 

كم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة؟

 

وكم من فتاة ضيعت شبابها وفضحت أهلها؟

 

 

وكم من فتى أشغل أيامه وساعاته وأضاع أنفاس حياته؟

 

فلو سألت النعمَ ما الذي أزالك ؟

 

والهمومَ والأحزان ما الذي جلبك ؟

 

والوجهَ ما الذي ذهب بنورك وكسفك ؟

 

لأجابتك بلسان الحال :

 

هذا بجناية العشق

 

 

عشق العاشق عشقاً فانتهى إلى السفل

 

نزل العشق بقلبٍ إذ خلا من الوجل

 

كان قبل العشق روحاً سامياً لما يزل

 

سبقاً في كل خير أي باب قد دخل

 

كان قبل العشق بدراً مستنيراً اكتمل

 

شع في الظلام نوراً فاستنار من نزل

 

كان قبل العشق طيباً كان ورداً و فل

:

 

 

العشق داءٌ عضال ملك على العاشقين الأبدان وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآرائها

 

فهو خفيٌ أن يُرى وجليٌ أن يُخفى كامنٌ كمكنونِ النار في الحجر

 

إن قدحته أورى وإن تركته توراى..

 

 

وقيل أول العشق <<<<<<نظرة

نظرة

 

 

 

إنها السهم المسموم

إنها جناية العين

 

 

نظر العاشق سهم كانفجاع قد قتل

 

أذن العاشق كأس فيه سمُ كالعسل

 

سمع العاشق صوتاً معه القلب رحل

 

نحو سقم صَوبَ صِبٍ هو قد عل جلل

 

 

اعترافات عاشق

 

أيها العاشق مهلاً إن خيراً في المهل

 

ليس بعد العشق يأس إن بعد العشق فَل

 

إن بعد العشق طبُ نحوه سرٍ في عجل

 

نحو دين وكتاب كل خير قد شمل

 

:

 

 

تابعونا وإعترافات العاشقين !

تم تعديل بواسطة ~*أم جويرية*~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ

 

 

::الحلقة الأولى ::

 

 

 

الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات ما نالوا به كرامته

 

 

أحمده سبحانه فهو الذي جعل محبته إلى جنته سبيلاًوأبغض العصاة وأورثهم حزناً طويلاً

 

 

وسبحان من نوع المحبة بين محبة الرحمن ومحبة الأوثان ومحبة النسوان والصبيان

 

وبين محبة الألحان ومحبة القرآن

 

 

وأصلي وأسلم على أشرف نبي وأحسنه وأزكاه نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم

 

 

أما بعد:

 

 

فهذه جلسة مع العاشقين والعاشقات من الشباب والفتيات

 

 

لا لأزجرهم وأخوفهم وإنما لأعدهم وأبشرهم

 

 

حديثٌ إلى أولئك الشباب الذين أشغلوا نهارهم بملاحقة الفتيات في الأسواق وعند أبواب المدارس والكليات

 

و أشغلوا ليلهم بالمحادثات الهاتفية والأسرار العاطفية

 

 

وحديثٌ إلى أولئك الفتيات اللاتي فتنت عيونهن بالنظرات وغرّتهن الهمسات

 

فامتلأت حقائبهن بالرسائل الرقيقة وصور العشيق والعشيقة

 

 

فلماذا أتحدث مع هؤلاء ؟!

 

 

أتحدث معهم..

 

 

لأن كثيراً من العاشقين والعاشقات وقعوا في شراك العشق فجأة

 

بسبب نظرة عابرة أو مكالمة طائشة فأردت أحدهم قتيلاً وأورثته حزناً طويلاً

 

 

أتحدث معهم..

 

 

لأن التساهل بالعشق والتمادي فيه يجر إلى الفواحش والآثام و مواقعة الحرام ويشغل القلوب عن علام الغيوب

 

 

وكم أكبت رؤوساً في الجحيم وأذاقتهم العذاب الأليم؟

 

كم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة؟

 

وكم من فتاة ضيعت شبابها وفضحت أهلها؟

 

 

وكم من فتى أشغل أيامه وساعاته وأضاع أنفاس حياته؟

 

فلو سألت النعمَ ما الذي أزالك ؟

 

والهمومَ والأحزان ما الذي جلبك ؟

 

والوجهَ ما الذي ذهب بنورك وكسفك ؟

 

لأجابتك بلسان الحال :

 

هذا بجناية العشق

 

على أصحابه لو كانوا يعقلون

 

 

 

 

نعم... أتحدث عن العشق

 

 

لأن انتشار العلاقات المحرمةلا يضر الفاعلين فقط

 

 

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

 

(ما ظهر الربا و الزنا في قرية إلا أذن الله بإهلاكها)

 

وفي الحديث الحسن الذي عند ابن ماجة وغيره ، قال صلى الله عليه وسلم :

 

( لم تظهر الفاحشة في قوم قط ، حتى يعلنوا بها ، إلا فشا فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)

 

 

وكم من فتاة ضيعت شبابها، وفضحت أهلها، أو قتلت نفسها بسبب ما تسميه العشق

 

 

وكم من فتى أشغل أيامه وساعاته، وأضاع أنفاس حياته فيما يسميه العشق

 

 

وما كيس في الناس يحمد رأيه فيوجد إلا وهو في الحب أحمق

 

 

وما أحد ما ذاق بؤس عشية فيعشق إلا ذاقها حين يعشق

 

 

ونحن في زمن كثرت فيه المغريات وتنوعت الشهوات

 

 

وترك المفسدون في قنواتهم ومجلاتهم، مخاطبةَ العقول و الأفهام ولجئوا إلى مخاطبة الغرائز وإثارة الحرام

 

 

أصبح الشباب والفتيات حيارى بين مجلات تُغري، وشهوات تَسري، وقنوات تُعرّي وأفلام تزين وتجرّي

 

 

فاشتغل الشباب والفتيات بعضُهم ببعض، واغتروا بالصحة والفراغ كما قال الله :

 

(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿٦﴾أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ﴿٧﴾ ) -العلق-

 

 

وإلا فلو كان أحدهم فقيراً معدماً، أو مريضاً مقعداً، لما وجد في عقله مكاناً لفلان أو فلانة

 

 

ومن طريف ما يُستشهد به على أن الترفه والتنعم الزائد، مع عدم الدين يُوقع في مثل هذه التوافه

 

 

أن رجلاً كان يسكن في إحدى الدول المجاورة التي يظهر فيها السفور كان الرجل غنياً متنعّماً

 

طلبت ابنته الجامعية يوماً أن يشتريَ لها سيارة خاصة فقال لها :

 

يا بنيتي السيارة مفتاح كل شرّ، وتزيد اختلاطك بالرجال، وأخوك تحت يدك يذهب بك إلى حيث تريدين

 

 

فأصرت الفتاة وبكت حتى اشترى لها سيارة بدأت تذهب وتجيء كما شاءت،فلما جاءت العطلة قالت لأبيها :

 

أريد أن أقضي الإجازة في بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية؟

 

 

قال الأب المسكين : يا بُنيتي لا ضرورة لذلك

 

 

أصرّت عليه وتباكت وبكت فاقترح أن تذهب العائلة كلها معها

 

 

فغضبت وقالت : أنا واثقة في نفسي ولا يمكن أن أتعرض لمكروه

 

 

ثم بكت وأضربت عن الطعام والشراب حتى رق لها قلبه ودمعت عينه وأظهر الموافقة

 

 

فرحت الفتاة وبدأت تجمع حقائبها ،لكن الأب رفع سماعة الهاتف واتصل بقريب لهم يسكن في مدينة تقع على طريق مكة

 

 

اتصل به وقال : يا فلان هل تذكر فلان ابن عمنا الذي يسكن في خيمة في البر ؟

 

 

قال صاحبه : نعم وهو لا يزال على حاله في البر يرعى الغنم وعنده إبل و يشتغل ببيع السمن والإقط

 

 

فسأله صاحبنا : هل تزوّج ؟

 

 

قال : لا ومن يزوّج هذا وهو لا يقرّ له قرار يرحل بخيمته في كل حين

 

 

قال : حسناً أنا آتٍ إليك بعد يومين وأريد أن أراه

 

 

ثم جاء الأب إلى ابنته وقال : سوف نذهب للعمرة بالسيارة ثم تسافرين إلى بريطانيا بالطائرة عن طريق مطار جدة

 

فلما انطلقوا وانتصف بهم الطريق إلى مكة توجه الأب إلى مدينة صاحبه وقال لأهله :

 

نرتاح قليلاً في في بيت فلان ثم نكمل السفر

 

 

نزلت النساء عند النساء ودخل هو عند الرجال

 

 

ورأى صاحبه راعي الإبل والغنم فتحدث معه طويلاً ثم عرض عليه أن يزوجه ابنته، وافق الرجل فوراً ثم عُقد النكاح

 

 

وخرج الأب ونقل حقائب البنت(العروس) نقلها من سيارته إلى سيارة زوجها، ثم صاح بأهله ليخرجوا فخرجت زوجته بأطفالها

 

 

وخرجت البنت الرقيقة تنفض يديها من غبار هذا المنزل وتتأفف من ذبابه وحشراته

 

 

فلما ركبت مع أبيها زفَّ إليها بشرى زواجها ظنت أنه يمزح

 

 

لكنه بدا جاداً وأمرها بالنزول إلى سيارة زوجها أبت وبكت

 

 

فذهب الأب إلى الزوج وقال له :

 

زوجتك فرحت بالزواج لكنها تستحي أن تأتي بنفسها لتركب معك فتعال أنت وخذها

 

 

فأقبل الرجل فرحاً مستبشراً وفتح سيارة أبيها وحملها معه ثم اركبها في سيارته

 

ومضيا إلى خيمة السعادة وشق الصحراء وغاب بين كثبان الرمال

 

 

أما الأب فكان حازماً وتغلّب على بكاء الأم وتوسلاتها ورجع ببقية العائلة إلى بلده

 

 

وبعد أسبوع اتصل الأب بصاحبه الأول وسأله عن الأخبار فقال :

 

ابنتك وزوجها بخير قد رأيتهما في السوق قبل يومين

 

قال: الحمد لله

 

 

ثم مضت الأيام والشهور والأب يتلقى الأخبار من صاحبه هاتفياً

 

فلما مضت سنة اتصل به صاحبه وبشره بأنه قد أصبح جَداً وأن ابنته رزقت بغلام

 

 

ثم بعدها بشهور ذهبت العائلة لزيارة ابنتهم فلما أقبلوا على خيمتها

 

فإذا امرأة حامل وبجانبها طفل صغير فاقتربوا فإذا هي ابنتهم فرحبت وحيّت وفرحت ثم وصاحت بزوجها وجاء وأكرمهم

 

 

فتأملوا في حال هذه الفتاة وكيف صار زواجها من هذا الأعرابي خيراً لها من بريطانيا ودراستها هناك

 

 

مع التنبيه إلى أن تزويج البنت بغير رضاها لا يجوز

 

لكني أوردت هذه القصة مستشهداً بها على عاقبة الترفه والفراغ

 

 

 

انتظرونا والحلقة القادمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ

 

 

::الحلقة الثالثة ::

 

 

post-30765-1271653811.gif

 

 

 

أسباب المحبة كثيرة فقد تحب أحداً لأنه قوام لليل أو صوام للنهار أو حافظ للقرآن أو داعِ لله

 

فهذه المحبة لله وأنت مأجور عليها والمتحابون في الله ولأجل الله يوم القيامة يكونون على منابر من نور يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء

 

 

هذا هو النوع الأول من أسباب المحبة وهو نوع نافع في الدنيا والآخرة

 

 

أما نفعه في الدنيا :فهو ما يقع من تعاون على الخير ومحبة صادقة

 

 

وأما نفعه في الآخرة: فهو الاجتماع في جنات النعيم قال الله :

 

 

( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) ﴿التوبة: ٢٠﴾

 

 

وقد تحب شخصاً لجمال وجهه أو رقة كلامه أو تغنجه ودلاله دون أن تنظر إلى صلاحه وطاعته لله

 

 

فهذه المحبة لغير الله ولا تزيدك من الله إلا بعداً

 

 

وقد هدد الله أصحابها وقال :(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ﴿الزخرف: ٦٧﴾

 

 

وفي الآية الأخرى :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا

 

يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) ﴿الفرقان: ٢٧-٢٨-٢٩)

 

 

بل إن هؤلاء المتحابين الذين اجتمعوا على ما يغضب الرحمن يعذبون في النيران وينقلب حبهم إلى عداوة كما قال تعالى عن فريق من العصاة:

 

(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ) ﴿العنكبوت: ٢٥﴾

 

 

نعم ؟مأواهم النار

 

 

ولماذا لا يكون جزاؤهم كذلك؟

 

 

وهم طالما اجتمعوا على الحرام وتحدثوا عن الحب والغرام لعبت بهم الشهوات وولغوا في الملذات

 

 

فهم يوم القيامة يجتمعون، نعم يجتمعون ولكن أين يجتمعون ؟؟

 

 

في نارٍ لا يخبوا سعيرها ولا ينقص لهيبها ولا يبرد حرها إلا أن يشاء الله

 

 

(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌوَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ

 

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) ﴿الزخرف:٣٦-٣٧- ٣٨- ٣٩﴾

 

 

وتلك لعمر الله البلية الكبرى والفتنة العظمى

 

 

التي استعبدت النفوس لغير خلاقها وملكت القلوب لعشاقها فأحاطت القلوب بمحنة وملأتها فتنة

 

 

فالمحب بمن أحبه قتيل وهو له عبدٌ خاضعٌ ذليل

 

 

إن دعاه لباه وإن قيل له ما تتمنى فهو غاية ما يتمناه

 

 

هذا هو العشق المحرم الذي يكون الدافع إليه ليس هو صلاح المحبوب وإنما جماله وملاحته

 

 

ومن أكبر أسباب وقوعه:

 

1-النظر إلى الأفلام الهابطة التي يختلط فيها الرجال بالنساء حتى يقع في قلب الناظر إليها أن الاختلاط أمر عادي فيبدأ في البحث عن عشيق أو عشيقة

 

 

وأعظم من ذلك إذا كانت هذه الأفلام يقع فيها الحب والغرام واللمسات والقبلات

 

فإذا رآها الشباب والفتيات حركت فيهم الساكن وأظهرت الباطن ونزعت الحياء وقرّبت البلاء

 

 

فمن رأى صور الفسق الفجور ومشاهد العهر والمجون اندفعت نفسه إلى تقليدها في كل حين

 

في السوق وعلى فراشه وفي مكتبه ولا يزال الشيطان يدعوه إليها ويحثه عليها حتى يقع فيها عياذاً بالله

 

 

لذلك لما أمر الله تعالى بحفظ الفروج عن الزنا أمر قبل ذلك بغض البصر قال عز وجل:

 

 

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ﴿النور: ٣٠﴾

 

 

وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : ( العين تزني وزناها النظر )

 

 

نعم جعل النظر إلى الحرام نوعاً من الزنا يأثم عليه صاحبه

 

======

2-كما أن كثرة الكلام عن العشق والحب في مجالس الشباب والفتيات أو في المدارس والكليات

 

يهيج النفوس إليه بل يُشعِر العفيف الذي صان نفسه عن هذه الأمور يشعره أنه شاذّ بينهم فيبدأ في البحث عن خليل أو خليل

 

 

فعلى العاقل أن يحذر من هذه المجالس

 

======

 

3-ومن أسباب التعلق بهذا العشق الاستماع إلى الأغاني

 

نعم هذه الأغاني التي حرّمها الله تعالى من فوق سبع سماوات فقال الله عز وجل:

 

 

( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلَّ عن سبيل الله)

 

 

الأغاني هي صوت العصيان وعدوّة القرآن بل هي مزمار الشيطان الذي يُزمر به فيتبعه أولياؤه

 

قال عز وجل :(واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك )

 

 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الغناء رقية الزنا -أي أنه طريقُه ووسيلتُه-

 

 

عجباً عجباً !

 

هذا كان يقوله ابن مسعود لما كان الغناء يقع من الجواري والإماء المملوكات يوم كان الغناء بالدفّ والشعر الفصيح يقول هو رقية الزنا

 

فماذا يقول ابن مسعود لو رأى زماننا هذا وقد تنوّعت الألحان وكثر أعوان الشيطان فأصبحت الأغاني تسمع في السيارة والطائرة والبر والبحر؟؟

 

 

وما يكاد يُذكر فيها إلا الحب والغرام والعشق والهيام

 

 

بالله عليكم

 

 

هل سمعتم مغنياً غنى يوماً في التحذير من الزنا ؟

 

أو في الأمر بغض البصر ؟

 

 

أو حفظ أعراض المسلمين ؟

 

 

كلا؛ بل كل إناء بما فيه ينضح

 

======

 

4-كما أن من أسباب العشق المؤدي غالباً إلى الفاحشة

 

 

التساهل بمخالطة النساء عموماً أو مخالطة الخادمات في المنازل أو الخلوةِ بهن عند غياب أهل البيت

 

وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما

 

 

وفي رواية في المسند قال: ماخلا رجل بإمرأة إلا هم بها

 

======

 

5-ومن أسبابه أيضاً التساهل باستعمال شبكة الإنترنت والمحادثات التي تقع من خلالها بين الشباب والفتيات

 

وقد يصاحب ذلك نقلُ الصوت والصورة أو إرسالُ الصور من خلال البريد الإلكتروني

 

======

 

6-كما أن من أسبابه قراءة الروايات العاطفية والقصص الغرامية

 

 

فمن تساهل بهذه الأسباب وقع في العشق المذموم وحلت عليه الكرب والهموم

 

 

 

 

انتظرونا والحلقة القادمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ

 

::الحلقة الرابعة ::

 

post-30765-1271653811.gif

 

أيها العاشقون والعاشقات

 

 

قد يزعم البعض أن وقوعه في هذا العشق أمرٌ اضطراري لا يستطيع التخلص منه كما قال :

 

 

يلومونني في حب سلمى وإنما يرون الهوى شيئاً تيممته قصداً

 

 

ألا إنما الحب الذي صدع الحشا بلاء من الرحمن يبلو به العبد

 

 

بل قد كتب إليَّ أحد العاشقين رسالة يلومني فيها على إثارة هذا الموضوع وسطر فيها أبياتاً بلهجته العامية ولا بأس أن أنقل لكم شيئاً منها يقول:

 

 

لو يتداوى كل يا شيخ من حب وش لون ابلقى لي وليف نصوحي

 

 

لي صاحب بالحب شاطر مدرب ما اظن من شافه يصد ويروحي

 

 

عن الهوى لا تنشد إلا مجرب تلقى دوى العشاق كان انت توحي

 

 

وانت لو انك يالعريفي تكهرب في حب مجمول شحوح مزوحي

 

 

كان اعترفت وقمت يا شيخ تقلب عنوان درسك بالعنا والجروحي

 

 

ومهما زعم هؤلاء أن العشق يأسر قلوبهم بغير اختيارهم فهذا باطل

 

 

بل هم الذين يستدعونه ويمنون أنفسهم به حتى يقعوا فيه.

 

 

وقد يتساهل الفتى أو الفتاة حتى يقع في المرض الأعظم والخطب الأطم

 

 

وهوأن يتعلق الشاب بشاب مثله وأن تفتتن الفتاة بفتاة أخرى،لأن ظاهر هذه العلاقة أنها صداقة سليمة نظيفة لكن باطنها على غير ذلك

 

 

وقد يعترض البعض ويقول :

 

 

أنت تشدد علينا فأنا لي مكالمات، ونظرات، لكنها كلها علاقات بريئة

 

 

كما كتب إليَّ أحد العاشقين مشكلته مع عشيقته في رسالة طويلة وكان مما قال فيها :

 

 

وأنا يا شيخ آخذها معي في السيارة، ونمضي الساعات الطوال ونحن نتمشى ثم قال :

 

 

و والله يا شيخ لا يقع بيننا شيء يغضب الله، لكن الجلسة لا تخلو من القبلات الشريفة ؟

 

 

ولا أدري ماذا يعني بالقبلات الشريفة؟؟؟

 

 

وهذا مسكين، فإن مجرد الخلوة بينهما محرّمة، وما خلا رجل بامرأة إلا هم بها

 

 

وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء )- يعني الخلوة بهن-

 

 

بل أمر الله المرأة بالتستر حتى لا يراها الرجال فقال الله عز وجل لنبيه :

 

 

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ) ﴿الأحزاب: ٥٩﴾

 

 

ماذا يفعلن ؟

 

 

(يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ﴿الأحزاب: ٥٩﴾

 

 

بل قد نهى الله الصحابة جميعاً عن الاختلاط بالنساء فقال :

 

 

(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا ) ﴿الأحزاب: ٥٣﴾

 

 

يعني إذا سألتم أزواج النبي وهن أطهر النساء إذا سألتموهن متاعاً ماذا تفعلون ؟

 

 

(فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ) ﴿الأحزاب: ٥٣﴾

 

 

لماذا؟

 

 

(ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) ﴿الأحزاب: ٥٣﴾

 

 

وحسبك بالصحابة طاعة وخوفاً وتعبداً

 

 

فكيف الحال اليوم مع شبابنا وفتياتنا وقد فسد الزمان؟

 

 

كيف يخلو اليوم شاب بفتاة ثم يقولان هذه صداقة بريئة؟؟

 

 

عجباً؟!!

 

 

أين الذين يتساهلون في الاختلاط بزميلاتهن الموظفات في المستشفيات والفنادق والشركات ويقول أحدهم نحن زملاء وهي مثل أختي !!

 

 

قال سفيان الثوري لرجل صالح من أصحابه : ( لا تخلون بامرأة ولو لتعلمها القرآن )

 

 

نعم هذا ديننا ليس فيه تساهل مع الأعراض أبداً

 

 

 

 

انتظرونا والحلقة القادمة

تم تعديل بواسطة أزفـــ الرحيل ـــ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ

 

::الحلقة الخامسة ::

 

post-30765-1271653811.gif

 

 

 

وحتى يعرف الشاب والفتاة الفرق بين المحبة المحرمة المبنية على العلاقات العاطفية وبين المحبة العادية

 

 

أذكر بعض الدلائل في ذلك :

 

 

تجد أن المحِب العاشق لا يهتم بدين محبوبه ولا بصلاحه وإن اهتم بذلك فهو يهتم به ظاهرياً فقط ليبعد اللوم عن نفسه

 

 

وأكثر ما يعجبه في محبوبه نظراته وحركاته ،بل قد يضل ويقع في الآثام من أجل موافقة محبوبه الفاسق

 

 

كما قال أحدهم وقد أحب امرأة فاسقة:

 

 

فإن تُسْلِمي نُسْلِم وإنْ تَتَنْصَّري يُعَلق رجالٌ بين أعينهم صُلْبا

 

 

وتجد أن هذا العاشق ينبسط انبساطاً زائداً عند وجوده في مجلس مع معشوقه وينشرح صدره ويكثر كلامه وضحكه ويحاول أن يجذب الأنظار إليه

 

 

بل ويحاول الجلوس بجانبه دائماً والمشي معه مع قبض اليدين على بعضهما ونحو ذلك وكذلك تجد أنه يديم إحداد النظر إليه ولا يكاد يصرف عنه بصره

 

 

مع الغيرة الشديدة على من يحب فإذا رآه مع غيره ضاق صدره ويحس أن ذلك الإنسان اعتدى على بعض خصوصياته

 

 

 

ولا يصبر عنه أبداً بل إما أن يراه كل يوم أو يتصل به بالهاتف أو ينظر إلى صوره أو يقرأ رسائله

 

 

فمن كانت عنده هذه الأعراض فليسارع إلى علاج نفسه فإنه مبتلى

 

 

يا من يرى سقمي يزيد وعلتي أعيت طبيبي

 

 

لا تعجبن فهكذا تجني العيون على القلوب

 

 

فما هو السبب الأول والداهية العظمى والمصيبة الكبرى الذي يوقع في هذا الداء ؟!

 

 

إنها السهم المسمومة إنها جناية العين

 

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

 

 

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر

 

 

والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطر

 

 

يســر مقلته ما ضر مهجته لا مـرحباً بسرور عاد بالضرر

 

 

نعم هي جناية العين

 

بل إنها عقوبة المخالفة لقوله تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) ﴿النور: ٣٠﴾

 

 

وقوله للمؤمنات : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) ﴿النور: ٣١﴾

 

ما زلت تتبع نظرة في نظرة في إثر كل مليحة ومليح

 

 

وتظن ذاك دواء قلبك وهو في التحقيق تجريح على تجريح

 

 

نعم قد أفسد قلبه وجرّحه

 

 

ومستفتحٌ باب البلاء بنظرة تزوّد منها قلبه حسرة الدهر

 

 

فوالله لا تدري أيدري بما جنت على قلبه أم أهلكته ولا يدري

 

 

قال ابن القيم رحمه الله :

 

 

إن الله لما أمر بغض البصر أعقب ذلك بالأمر بحفظ الفرج ليدلّ بذلك على أن من أطلق بصره أداه ذلك إلى إطلاق فرجه

 

 

وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم وصححه قال صلى الله عليه وسلم :

 

 

( النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل و عز إيماناً يجد حلاوته في قلبه )

 

 

وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم :

 

 

( إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .

 

 

تأمل كيف بدأ بالعين وختم بالفرج ليدل أن إطلاق البصر هو طريق الزنا؟

 

 

لكن المرء لو تعوذ بالله من أول نظرة وصاح بنفسه كما صاح يوسف وقال:

 

(مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) ﴿يوسف: ٢٣﴾

 

 

 

لو كان فعل ذلك لأفلح وأنجح فهذا حال الأبرار المتقين

 

(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (٢٠١ )وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴿٢٠٢﴾) -الأعراف-

 

 

وإطلاق البصر في الشهوات سبب لسوء الخاتمة والعياذ بالله

 

=========

 

 

هل سمعتم بذلك الرجل الذي قيل له عند موته قل لا إله إلا الله فصاح وقال :

 

أسـلمُ يا راحة العليل ويا شفاء الـمُدْنف النحيل

 

 

حبك أشهى إلى فؤادي مـن رحمـة الخالق الجليل؟

 

 

هذا رجل يطرق بصره في المحرمات فرأى غلاماً حسنا فتعلقت نفسه به أراده على الفاحشة فأبى عليه

 

 

فاشتد به العشق والهيام حتى أمرضه وأقعده على فراشه بل حتى أنزل به الضعف والموت

 

 

فلما كاد أن يموت ذهب رجال إلى أسلم قالوا له:

 

يا أسلم تعال إلى صحابك وانظر اليه نظرة قبل أن تخرج روحه

 

قال نعم؛ فلما أقبل أسلم أقبل ذلك الغلام إلى صاحبه قالوا له إن أسلم قادم إليك

 

 

واشتد نفاره عنه فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده أن يعوده..

 

فأخبر بذلك البائس ففرح واشتد سروره وانجلى غمه وجعل ينتظر للمعياد الذي ضربه له

 

فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما فقال :

 

 

إنه وصل معي إلى بعض الطريق.. ورجع فرغبت إليه وكلمته..

 

 

فقال : إنه ذكرني وبرح بي ولا أدخل مداخل الريب ولا أعرض نفسي لمواقع التهم، فعاودته فأبى وانصرف

 

 

فلما سمع البائس ذلك أسقط في يده، وعاد إلى أشد مما كان به، وبدت عليه علائم الموت فجعل يقول في تلك الحال :

 

 

أسـلمُ يا راحة العليل * ويا شفاء الـمُدْنف النحيل

 

 

حبك أشهى إلى فؤادي * مـن رحمـة الخالق الجليل

 

 

فقلت له : يا فلان، اتق الله!

 

 

قال : قد كان، فقمت عنه فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت، فعياذاً بالله من سوء العاقبة وشؤم الخاتمة

 

 

نعوذ بالله من مثل هذا الحال

 

 

 

انتظرونا والحلقة القادمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ :×

 

::الحلقة السادسة ::

 

 

post-30765-1271653811.gif

 

 

 

كان للسلف في الحرص على غض البصر شأن عجيب

 

كان محمد بن واسع يأتي إلى صديق له فإذا طرق الباب صاحبه العمى !

 

 

نعم هؤلاء كان لهم أبصاروعندهم غرائز ونفوسهم تشتهي الملذات لكنهم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار

 

 

ومن تساهل بالنظرة الأولى ولم يسارع إلى علاج نفسه وقع في الداهية العظمى وهي:

 

 

تعلق القلب

 

فإذا تمكن المحبوب من القلب بدأ المحب يستحسن كل ما يقع منه، وتعجبه حركاته، وتثيره ضحكاته ويفتن بابتسامته، ويأنس بمجالسته

 

 

 

بل ويُعجب منه بكل شيء وإن كان قبيحاً

 

 

كما ذكروا أن رجلاً كان يحب امرأة سوداء، فلما تمكن حبها من قلبه صار كل سواد يذكره بها!

 

فأحب كل شيء أسود وكان يتغزّل بها ويقول :

 

 

أُحِبُّ الكلاب السودَ من أجل حُبها ومن أَجْلِها أحببتُ ما كان أسوداً

 

 

ومن تساهل بالنظر أوقعه ذلك في أحد الخطرين:

 

1- إما عشق النساء

 

2- أو عشق الغلمان

 

فيصرفه ذلك عن طاعة الرحمن إلى وسوسة الشيطان

 

 

كما كتب إليَّ أحدهم يشرح فيها قصة وقوعه في العشق وضمنها أبياتاً نظمها بلهجته العامية

 

ولا بأس أن أسوق لكم شيئاً منها يقول :

 

 

 

 

نعم هي شقاء ودموع وتناهيد

 

 

ولا يزال الشيطان بهذا العاشق حتى يقع في الفاحشة عياذاً بالله

 

 

وقد عظم الله هذه الفاحشة وقرنها بالشرك والقتل فقال :

 

(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَايَقْتُلُونَالنَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) ﴿الفرقان: ٦٨﴾

 

 

ثم ذكر الله تعالى عذاب من فعل ذلك يوم القيامة فقال :

 

(يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) ﴿الفرقان: ٦٩﴾

 

 

بسم الله الرحمن بابدا كلامي واكتب على بيض الورق كل ما اخفيت

 

 

بعد اذنكم باشرح حكاية غرامي والعذر منكم كان بالهرج زليت

 

 

يا شيخ أنا والله ما ادري علامي حبيت مدري ليه يا شيخ حبيت

 

 

لو ادري ان الحب هم وهيامي ما كان لا حبيت ولا تعنيت

 

 

علقني بحبه وزاد اهتمامي ودارت بي الدنيا وقفا وقفيت

 

 

واليوم عقب الهجر عفت المنامي مغير افكر فيه لاصبحت وامسيت

 

 

وان جيت ابنسى قلت هذا حرامي لا يمكن انسى صحبته لو تناسيت

 

 

يا اهل الهوى ما في المحبة ملامي اما شقا ولا دموع وتناهيدثم دعاهم الكريم الرحيم إلى رحمته فقال :

 

(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾

 

وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾ ) - الفرقان-

 

 

ونفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني فقال كما في الصحيحين :

 

( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن )

 

 

وسبيل الزنا هو شر السبل لذا قال عز وجل :

 

 

(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) ﴿الإسراء: ٣٢﴾

 

 

وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه في المنام آتيان فابتعثاه معهما فاطلع على أنواع من عذاب العصاة

 

 

قال صلى الله عليه وسلم : فانطلقنا فأتينا على مثل التنور

 

والتنور: هو نقبٌ مثلُ الحفرة يشعل فيه الخباز النار ويطرح الخبز على جدرانها حتى ينضج

 

 

قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة

 

وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم،فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ( أي صاحوا )

 

فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم فزع من حالهم وسأل جبريل عنهم

 

 

فقال جبريل : هؤلاء هم الزناة والزواني؟؟

 

 

وفي رواية ابن خزيمة بإسناد صحيح قال صلى الله عليه وسلم :

 

( ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخاً وأنتنُه ريحاً كأن ريحهم المراحيض

 

قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الزانون والزواني ) .

 

 

وذكر الهيتمي أنه مكتوب في الزبور : إن الزناة يعلقون بفروجهم في النار ويضربون عليها بسياط من حديد

 

فإذا استغاث أحدهم من الضرب نادته الملائكة :

 

 

أين كان هذا الصوت وأنت تضحك، وتفرح وتمرح ولا تراقب الله ولا تستحي منه..!!

 

 

وفي الصحيحين في خطبته صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف أنه قال :

 

( يا أمة محمد والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزنى عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) .

 

نعم كم من لذة ساعة أورثت حزناً عظيماً وعذاباً أليماً

 

 

وليس ربهم والله بغافل عنهم:

 

(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) ﴿الزخرف: ٨٠﴾

 

 

فليس بعد مفسدة الشرك والقتل أعظم من مفسدة الزنا

 

 

ولو بلغ الرجلَ أن ابنته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت

 

 

فأفٍّ للزنا ما أقبح أثرَه وأسوء خبرَه

 

 

وكم من شهوة ذهبت لذتها، وبقيت حسرتها

 

 

وأول من يشهد على الزناة والزواني أعضاؤهم التي متعوها بهذا الزنا رجله التي مشى بها

 

ويده التي لمس بها ولسانه الذي تكلم به بل تشهد عليه كل ذرة من جلده وكل شعرة من شعراته

 

 

قال الله تعالى :

 

(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّـهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٠﴾

 

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾

 

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾

 

وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ۖ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ ﴿٢٤﴾ ) -فصلت-

 

 

 

نعوذ بالله من هذا الحال!

 

 

وفي الدنياأمر الله بتغليظ العقوبة على الزاني والزانية وإن كانا شابين عزبين

 

ونهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة وأمر أن يكون الحد بمشهد من الناس

 

 

قال عز وجل :

 

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿النور: ٢﴾)

 

 

هذا غير عقوبات الدنيا التي تتتابع على الزاني كالفقر الذي ينزله الله به ولو بعد حين

 

 

والبلاء والكرب المبين ،ضيقُ الصدر وتعسّرُ الأمرهذا غيردعاء الصالحين عليه.

 

 

 

فكم من يدٍ في ظلمة الليل بسطت تدعوا عليه وعليها

 

 

وكم من جبهة بين يدي الله سجدتتستنزل العذاب عليه وعليها

 

 

وكم من عين دمعت ودعوة رفعت تستعدي رب العالمين على المفسدين

 

 

فكيف يتلذذ عاقل بمتعة هذه عاقبتها وشهوة هذه نهايتها؟

 

 

تلكم – أيها الشباب والفتيات - عاقبة الزنا في الدنيا

 

 

وأول طريق الزنا خطوة ونظرة وضحكة وتبرج وسفور

 

 

وبعض الفتيات إذا مشت في السوق أو الشارع صارت كأنها بغي تدعو الناس إلى فعل الفاحشة

 

 

وإلا فبماذا تفسرون تبرج بعض الفتيات في عباءتها وإخراجها كفيها وقدميها بل ووجهها أحياناًوقد تخرِج غير ذلك

 

 

وبماذا تفسرون وضعها للطيب وهي تمشي بين الرجال فيشمون ريحها

 

 

وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد والنسائي :

 

( أيما امرأة استعطرت ثم مرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية )

 

 

وبماذا تفسرون تبرجها في لباسها أو عباءتها إضافة إلى تكسرها في مشيتها وجرأتها في مخاطبة الرجال

 

 

والله يقول :

 

(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾

 

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ ﴿٣٣﴾) - الأحزاب -

 

 

وإنك لتعجب وتعجبين إذا علمت أن قوله تعالى للمؤمنات :

 

(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ﴿النور: ٣١﴾

 

 

معناه : أن لا تضرب المرأة برجلها الأرض بقوة وهي لابسة خلاخل في قدميها حتى لا يسمع الرجال صوت الخلاخل فيفتنون

 

 

عجباً؟!

 

 

إذا كان هذا حراماً فما بالكِ بمن تحادث شاباً الساعات الطوال في الهاتف

 

أو ترفع صوتها بالضحكات والهمسات وتنظم القصائد الشعرية وتكتب الرسائل العاطفية

 

 

ومثل ذلك بعض الشباب الذين لا همَّ لهم إلا التزين والتسكع في الأسواق

 

وهذا كله من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد توعد الله من فعل ذلك بقوله :

 

 

{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}

 

 

وهذا الوعيد في الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فقط مجرد محبة لهم عذاب أليم

 

فكيف بمن يعمل على إشاعتها؟!

 

 

بل قد تقع هذه العاشقة أو العاشق فيما هو أكبر من مجرد الشهوة إذ قد يفعلون ما يخل بالعقيدة من التشبه بالكفار والاحتفال بأعيادهم التي هي من مظاهر دينهم

 

كالاحتفال بعيد الحب بأي صورة من الصور كإرسال الهداياأو الرسائل العاطفية أو غير ذلك

 

 

ولو رأينا مسلماً أو مسلمة قد علق صليباً على صدره أو رسم على لباسه نجمة اليهود السداسية لأنكرنا عليه

 

 

وهذا لا يختلف كثيراً عمن يحتفل بعيد الحب الذي هو عيد القسيس فالنتاين إذ كلاهما قد أحيا مظهراً من مظاهر الكفار

 

 

ومن ادعى أنه يكلم الفتيات أو ادعت أنها تكلم الشباب لمجرد الصداقة والتسلية فقد وقع في الحرامفقد قال تعالى في حق المؤمنات :

 

(مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) ﴿النساء: ٢٥﴾

 

. وقال في حق الرجال : (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) ﴿المائدة: ٥﴾

 

والخدن هو العشيق والعشيقة

 

 

نعم هذا حال الفساق والعياذ بالله

 

 

 

 

 

انتظرونا والحلقة

[وسط][/وسط]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ :×

 

 

::الحلقة السابعة ::

 

post-30765-1271653811.gif

 

 

 

أما حال أهل العفاف الذين غضوا أبصارهم عن الحرام فليبشروا. فإن من حفظ لسانه وفرجه دخل الجنة

 

وبشر النبي صلى الله عليه وسلم النساء خاصة فقال : ( أيما امرأة اتقت ربها وأحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها يوم القيامة : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) .

 

وللعفيفين والعفيفات مع العفة أخبار وأسرار، فهم قوم عفوا عن المحرّمات فكشف الله عنهم الكربات واستجاب لهم الدعوات.

 

يصيح أحدهم بالفتنة إذا عرضت له ويقول :

 

والله لو قيل لي تأتي بفاحشة * وأن عقباك دنيانا وما فيها

 

لقلت لا والذي أخشى عقوبته * ولا بأضعافها ما كنت آتيها

 

هؤلاء الصالحون والصالحات اذا دعوا ربهم عرفهم كما عرفوه فاستجاب لهم

 

ولا يخفى عليكم حديث الثلاثة الذين قص النبي صلى الله عليه وسلم علينا خبرهم

 

وأنهم ثلاثة نفر كانوا في واد فاصابهم مطر فدخلوا في غار يختبئون من المطر اشتدت الريح وانحدرت صخرة عظيمة من اعلى الجبل حتى سدت عليهم الغار.

 

فاذا الغار الذي ادخلوا فيه اغلق عليهم، بدأوا يصيحون ويستغيثون فلا سامع لهم ولا مجيب.

 

فاختلف بعضهم الى بعض وقالوا والله إنه لن ينجيكم إلى ما أنتم فيه إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فرفع أحدهم يديه وقال :

 

اللهم إني كان لي ابنة عم أحبها أعظم ما يحب الرجال النساء أردتها على الزواج فابت علي

 

ولا زالت نفسي متعلقة بها قال حتى المت بها سنة من القحط أصابها فقر أقبلت إلي وقالت:يا فلان أعطني مالاً

 

قال: لا والله حتى تمكنيني من نفسك قال ففعلت فأعطيتها مئة دينار فلما تمكنت منها

 

قالت لي: يا فلان اتق الله

 

قال :فتركتها وهي أحب الناس إلي وتركت المال لها.ثم قال اللهم إن كنت تعلم أني ما فعلت ذلك إلا ابتغاء وجهك والتماس مرضاتك فافرج عنا ما نحن فيه

فتحرحت الصخرة عنهم؛ نعم هنا تظهر العبودية لله ويبرز الخوف من الله فيعظم قدر المرء عند ربه

 

وليبشر من عف عن المحرمات بظل عرش الرحمن يوم القيامة فإن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :

 

رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله .

 

وهذا ليس خاصاً بالرجال بل حتى المرأة التي تُزين لها الفاحشة فتتركها خوفاً من الله هي في ظل عرش الرحمن يوم القيامة

 

تعرضت امرأة لأحد الصالحين فاخذت نفسه توسوس له أن يقع في الفاحشة ثم يتوب وكان أمامه سراج فيه فتيلة تشتعل.

 

فقال : يا نفس أدخل أصبعي في هذا السراج فإن صبرت على حر هذه النارمكنتك مما تريدين

 

ثم وضع أصبعه على لهيب النار فاضطرب من حرّها وسحب أصبعه فقال :

 

يا نفس لم تصبري على حر هذه النار التي خففت سبعين مرة عن نار الآخرة فكيف تصبرين على عذاب الله تعالى!!

 

نعم..

 

فكم ذي معاص نال منهن لذة * ومات فخلاها وذاق الدواهيا

 

تصرم لذات المعاصي وتنقضي * وتبقى تباعات المعاصي كما هيا

 

فيـا سوأتا والله راء وسامع * لعبد بعين الله يغشى المعاصيا

 

ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

 

ذكر الدمشقي في كتابه مطالع البدور عن أمير القاهرة في وقته شجاع الدين الشِّـرَزي قال :

 

بينما أنا عند رجل وهو شيخ كبير شديد السمرة إذ حضر أولاد له بيض حسان فسألناه عنهم كيف يكون هؤلاء بيض وانت شديد السمرة

 

فقال : هؤلاء أمهم إفرنجية ولي معها قصة فسألناه عنها فقال :

 

ذهبت إلى الشام وأنا شاب أثناء احتلال الصليبيين له واستأجرت دكاناً أبيع فيه الكتان فبينما أنا في دكاني إذ أتتني امرأة إفرنجية زوجة أحد قادة الصليبيين

 

فرأيت من جمالها ما سحرني فبعتها وسامحتها في السعر، ثم انصرفت وعادت بعد أيام فبعتها وسامحتها

 

فأخذت تتردد عليَّ وأنا أتبسط معها فعلمت أني أعشقها، فلما بلغ الأمر مني مبلغه قلت للعجوز التي معها :

 

قد تعلقت نفسي بهذه المرأة فكيف السبيل إليها ؟

 

فقالت : هذه زوجة فلان القائد ولو علم بك وبنا قتلنا نحن الثلاثة.

 

فما زلت بها حتى طلبت مني خمسين ديناراً لتجيء بها إليَّ في بيتي ،فاجتهدت حتى جمعت خمسين ديناراً وأعطيتها إياها .

 

وانتظرتها تلك الليلة في الدار فلما جاءت إليَّ أكلنا وشربنا فلما مضى بعض الليل قلت في نفسي :

 

أما تستحي من الله !!

 

وأنت غريب وبين يدي الله وتعصي الله تعالى مع نصرانية !! فرفعت بصري إلى السماء وقلت :

 

اللهم إني أشهدك أني عففت عن هذه النصرانية حياءً منك وخوفاً من عقابك.

 

ثم تنحيت عن موضعها إلى فراش آخر فلما رأت ذلك قامت وهي غضبى ومضت.

 

وفي الصباح مضيت إلى دكاني فلما كان الضحى مرت عليَّ المرأة وهي غضبى ووالله لكأن وجهها القمر حين مرت فلما رأيتها قلت في نفسي :

 

ومن أنت حتى تعفَّ عن هذا الجمال؟ أنت أبو بكر أو عمر أم أنت الجنيد العابد أو الحسن الزاهد ثم بقيت اتحسّر عليها

 

فلما جاوزتني لحقت بالعجوز وقلت لها : ارجعي بها الليلة فاقسمت العجوز بالمسيح فقالت :

 

ما تأتيك إلا بمائة دينار.

 

قلت : نعم ... فاجتهدت حتى جمعتها ثم أعطيتها إياها .

 

فلما كان الليل وانتظرتها في الدار . جاءت فكأنها القمر أقبل عليَّ فلما جلست حضرني الخوف من الله وكيف أعصيه مع نصرانية كافرة فتركتها خوفاً من الله.

 

وفي الصباح مضيت إلى دكاني وقلبي مشغول بها ، فلما كان الضحى مرت عليَّ المرأة وهي غضبى .فلما رأيتها لُمْتُ نفسي على تركها .وبقيت أتحسّر عليها فسألت العجوز فقالت :

 

ما تفرح بها ولا تمسها إلا بخمسمائة دينار أو تموت كمداً.

 

قلت : نعم وعزمت على بيع دكاني وبضاعتي وان أعطيها الخمسمائة دينار. فبينما أنا كذلك إذ منادي النصارى ينادي في السوق يقول :

 

يا معشر من ها هنا من المسلمين إن الهدنة التي بيننا وبينكم قد انقضت وقد أمهلنا من هنا من التجار المسلمين أسبوعاً فمن بقي بعده هنا قتلناه

 

فجمعت ما بقي من متاعي وخرجت من الشام وفي قلبي من الحسرة ما فيه ثم أخذت أتاجر ببيع الجواري عسى أن يذهب ما بقلبي من حب تلك ما فيه

 

فمضى لي على ذلك ثلاثُ سنين ثم جرت وقعة حطين واستعاد المسلمون بلاد الساحل وطُلب مني جارية للملك الناصر

 

وكان عندي جارية حسناء فاشتروها مني بمائة دينارفسلموني تسعين ديناراً وبقيت لي عشرة دنانير فقال الملك

 

:امضوا به إلى البيت الذي فيه المسبيات من نساء الإفرنج فليختر منهن واحدة بالعشرة دنانير التي بقيت له فلما فتحوا الدار رأيت صاحبتي الافرنجية فأخذتها فلما مضيت إلى بيتي

 

قلت لها : تعرفينني ؟!

 

قالت : لا

 

قلت : أنا صاحبك التاجر الذي أخذت مني مائة وخمسين ديناراً وقلت لي لا تمسني بي إلا بخمسمائة دينار هاأنا أخذتك مِلكا يمين بعشرة دنانير

 

فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله

 

فأسلمت وحسن إسلامها فتزوجتها فلم تلبث أن أرسلت أمها إليها بصندوق فلما فتحناه فإذا فيه الصرتان التي أعطيتها في الأولى الخمسون ديناراً وفي الأخرى المائة دينار

 

وفيه لباسها الذي كنت أراها فيه وهي أم اولادي هؤلاء وهي التي طبخت لكم هذا العشاء نعم ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه

 

 

 

 

انتظرونا والحلقة القادمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحلقة الثامنة

تم تعديل بواسطة أزفـــ الرحيل ـــ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ

 

 

::الحلقة الثامنة ::

 

post-30765-1271653811.gif

 

فهذا طرف من أخبار أهل العفة وهذه الطائفة لعفتهم أسباب :

 

أقواها إجلال الجبار ومراقبته في السر والعلن والخوف من الله تعالى فهو الذي وهبهم القوى والأسماع والأبصار

 

والعبد قد يختفي من الناس ولكن أنى له أن يختفي من الله وهو معه، والمرأة العفيفة لا تهتك سترها ولا تدنس عرضها وإن كان في ذلك فقدان حياتها

 

ذكر الخطاب في كتابه عدالة السماء : أنه كان ببغداد قبل قرابة الأربعين سنة رجل يعمل جزاراً يبيع اللحم وكان يذهب قبل الفجر إلى دكانه فيذبح الغنم ثم يرجع إلى بيته

 

وبعد طلوع الشمس يفتح المحل ليبيع اللحم وفي أحد الليالي بعدما ذبح الغنم رجع في ظلمة الليل إلى بيته وثيابه ملطخة بالدم

 

وفي أثناء الطريق سمع صيحة في أحد الأزقة المظلمة فتوجه إليها بسرعة وفجأة سقط على جثة رجل قد طعن عدة طعنات ودماؤه تسيل والسكين مغروسة في جسده

 

فانتزع السكين ثم أخذ يحاول حمل الرجل ومساعدته والدماء تنزف على ثيابه لكن الرجل مات بين يديه

 

فاجتمع الناس فلما رأوا السكين في يده والدماء على ثيابه ورأوا الرجل فزع خائف اتهموه بقتل الرجل ثم حكم عليه بالقتل

 

فلما أحضِر إلى ساحة القصاص وأيقن بالموت صاح بالناس وقال :

 

أيها الناس أنا والله ما قتلت هذا الرجل لكني قتلت نفساً أخرى منذ عشرين سنة والآن يقام عليَّ القصاص ثم قال :

 

قبل عشرين سنة كنت شاباً فتياً أعمل على قارب أنقل الناس بين ضفتي النهر وفي أحد الأيام جاءتني فتاة غنية مع أمها فنقلتهما ثم جاءتا في اليوم التالي وركبتا في قاربي

 

ومع الأيام بدأ قلبي يتعلق بتلك الفتاة وهي كذلك تعلقت بي خطبتها من أبيها لكنه أبى أن يزوجني لفقري ثم انقطعت عني بعدها فلم أعد أراها ولا أمها

 

وبقي قلبي معلقاً بتلك الفتاة وبعد سنتين أو ثلاث كنت في قاربي أنتظر الركاب فجاءتني امرأة مع طفلها وطلبت ان انقلها إلى الضفة الأخرى

 

فلما ركبت وتوسطنا النهر نظرت إليها فإذا هي صاحبتي الأولى التي فرق أبوها بيننا ففرحت بلقياها وبدأت أذكرها بسابق عهدنا والحب والغرام

 

لكنها تكلمت بأدب وأخبرتني أنها قد تزوجت وهذا ولدها فزين لي الشيطان الوقوع بها فاقتربت منها فصاحت بي وذكرتني بالله لكني لم ألتفت إليها

 

فبدأت المسكينة تدافعني بما تستطيع وطفلها يصرخ بين يديها فلما رأيت ذلك أخذت الطفل وقربته من الماء وقلت إن لم تمكنيني من نفسك غرقته

 

فبكت وتوسلت لكني ما التفت إليها وأخذت أغمس رأس الطفل فإذا أشفى على الهلاك أخرجته وهي تنظر إليّ وتبكي وتتوسل لكنها لا تستجيب لي

 

فغمست رأس الطفل في الماء وشددت عليه الخناق وهي تنظر وتغطي عينيها والطفل تضطرب يداه ورجلاه حتى خارت قواه وسكنت حركاته فأخرجته فإذا هو ميت فألقيت جثته في الماء

 

ثم أقبلت عليها فدفعتني بكل قوتها وتقطعت من شدة البكاء فسحبتها بشعرها وقربتها من الماء وجعلت أغمس رأسها في الماء وأخرجه وهي تأبى عليَّ الفاحشة

 

فلما تعبت يداي غمست رأسها في الماء فأخذت تنتفض حتى سكنت حركتها وماتت فألقيتها في الماء ثم رجعت ولم يكتشف أحد جريمتي وسبحان من يمهل ولا يهمل.. ثم قتل

 

فتأملوا في حال هذه الفتاة العفيفة التي يقتل ولدها بين يديها وتموت هي ولا ترضى بهتك عرضها

أين هذه العفة من فتيات اليوم تبيع إحداهن عرضها بمكالمة هاتفية أو هدية شيطانية وتنساق وراء كلام معسول من فاسق أو تنجرّ وراء شبهة من منافق.

 

ومن اسباب العفة الرغبة في دار الأخرى فيها متع عظيمة والتفكر في الحور الحسان في دار القرار

 

فإن من صرف استمتاعه في هذه الدار إلى ما حرم الله عليه قد يمنعه من الاستمتاع هناك قال صلى الله عليه وسلم :

 

( من يلبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ) -حديث صحيح -

 

فلا يكاد يُجمع للعبد بين لذائذ الدنيا المحرمة ولذائذ الآخرة الدائمة.

 

فمن تلذذ بشرب الخمر ولبس الحرير وتمتع بما حرم الله عليه من النساء والصبيان في الدنيا خُشي عليه أن يحرم من مُتع الآخرة.

 

ومن تعلقت نفسه بالجنة وما أعدَّ الله فيها من المتع هانت عليه متع الدنيا .وكذلك من اشتاقت نفسها إلى الجنة وما فيها من زيادة حسن وجمال لها لم تدنس عرضها في الدنيا .

 

ويكمل الجمال ويزين للمؤمنات في الجنة، تكون المؤمنة في الجنة أكمل وأجمل.

 

نعم إذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف،وهن لم يقمن الليل ولم يصمن النهار

 

فما بالك بجمالك أنت وحسنك وبهائك وأنت التي طالما خلوت بربك في ظلمة الليل يسمع نجواك ويجيب دعاك .

 

طالما تركت لأجله اللذات وفارقت الشهوات. قال الله:

 

(وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَطَيِّبَةً فِي جَنَّاتِعَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ﴿التوبة: ٧٢﴾

 

فعلق نفسك بجمال آخر في الجنة وعلقي نفسك به واسمع واسمعي صفات عرائس الجنات ثم اختر لنفسك يا أخا العرفان

 

حور حسان قد كملن خلائقا ومحاسنا من أجمل النسوان

 

كملت خلائقها وأكمل حسنها كالبدر ليل الست بعد ثمان

 

والشمس تجري في محاسن وجهها والليل تحت ذوائب الأغصان

 

حمر الخدود ثغورهن لآلأ سود العيون فواتر الأجفان

 

والبرق يبدو حين يبسم ثغرها * فيضيء سقف القصر بالجدران

 

ولقد روينا أن برقا ساطعا * يبدو فيسأل عنه من بجنان

 

فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك * في الجنة العليا كما تريان

 

لله لاثم ذلك الثغر الذي * في لثمه إدراك كل أمانوروى ابن أبي الدنيا والخطيب في تاريخه :

 

عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن نورا سطع في الجنة حتى لم يبق موضع في الجنة إلا دخل من ذلك النور فيه فقيل ما هذا فيقال:

 

حوراء ضحكت في وجه زوجها

 

هذا جمال ثغرها وتلك حلاوة بسمتها والمعصمان

 

فإن تشأ شبههما بسبيكتين عليهما كفان

 

كالزبد لينا في نعومة ملمس أصداف در دورت بوزان

 

لا الحيض يغشاه ولا بول ولا شيء من الآفات في النسوان

 

وإذا يجامعها تعود كما أتت بكرا بغير دم ولا نقصان

 

أقدامها من فضة قد ركبت من فوقها ساقان ملتفان

 

والريح مسك والجسوم نواعم واللون كالياقوت والمرجان

 

وكلامها يسبي العقول بنغمة زادت على الأوتار والعيدان

 

بكر فلم يأخذ بكارتها سوى المحبوب من انس ولا من جان

 

يعطى المجامع قوة المائة التي اجتمعت لأقوى واحد الانسان

 

وأعفهم في هذه الدنيا هو الأقوى هناك لزهده في الفاني

 

فاجمع قواك لما هناك وغمض العينين واصبر ساعة لزمان

 

ما هاهنا والله ما يسوى قلا ما ظفر واحدة ترى بجنان

 

لا تؤثر الأدنى على الأعلى فان تفعل رجعت بذلة وهوان

 

وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان

 

تهتز كالغصن الرطيب وحمله ورد وتفاح على رمان

 

وتبخترت في مشيها ويحق ذاك لمثلها في جنة الحيوان

 

ووصائف من خلفها وأمامها وعلى شمائلها ومن أيمان

 

كالبدر ليلة تمه قد حف في غسق الدجى بكواكب الميزان

 

فلسانه وفؤاده والطرف في دهش وإعجاب وفي سبحان

 

فالقلب قبل زفافها في عرسه والعرس إثر العرس متصلان

 

حتى إذا ما واجهته تقابلا أرأيت إذ يتقابل القمران

 

فسل المتيم هل يحل الصبر عن ضم وتقبيل وعن فلتان

 

وسل المتيم أين خلف صبره في أي واد أم بأي مكان

 

وسل المتيم كيف عيشته إذا وهما على فرشيهما خلوان

 

وسل المتيم كيف مجلسه مع الــمحبوب في روح وفي ريحان

 

وتدور كاسات الرحيق عليهما بأكف أقمار من الولدان

 

يتنازعان الكأس هذا مرة والخود اخرى ثم يتكئان

 

فيضمها وتضمه أرأيت معشوقين بعد البعد يلتقيان

 

غاب الرقيب وغاب كل منكد وهما بثوب الوصل مشتملان

 

أتراهما ضجرين من ذا العيش لا وحياة ربك ما هما ضجرانهذا حالهما ولا يمل أحدهما من الآخر :

 

ويزيد كل منهما حبا لصاحبه جديدا سائر الأزمان

 

ووصاله يكسوه حبا بعده متسلسلا لا ينتهي بزمان

 

فالوصل محفوف بحب سابق وبلاحق وكلاهما صنوان

هذا والله النعيم الحقيقي أما نعيم الدنيا ومتعتها فمهما طالت فهي منقطعة

 

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الذل والعار

 

تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار

قال الله :

 

(أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ﴿٢٠٥﴾ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿٢٠٦﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴿٢٠٧﴾ ) -الشعراء-

 

هذا هو النوع الأول من العاشقين والعاشقات الذين تعلق كل جنس منهم بالجنس الآخر

 

أما النوع الثاني من العشاق..

 

انتظرونا والحلقة القادمة والأخيرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ

 

 

::الحلقة التاسعة والأخيرة::

 

 

 

post-30765-1271653811.gif

 

 

 

 

أما النوع الثاني من العشاق فهم:

 

من شذوا عن الفطرة فعشق الشاب شاباً مثله والفتاةُ فتاةً مثلها وهؤلاء أعظم شذوذاً وأكثر ضلالاً وقد ذكر الله خبرهم في القرآن وأن لوطاً صاح بهم وقال:

 

(أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ) ﴿الأعراف: ٨٠﴾

 

وإذا وقعت هذه الفاحشة كادت الأرض تميد من جوانبها والجبال تزول عن أماكنها

 

ولم يجمع الله على أمة من العذاب ما جمع على قوم لوط فإنه طمس أبصارهم وسوّد وجوههم

 

وأمر جبريل بقلع قراهم من أصلها ثم قلبها عليهم ثم خسف بهم ثم أمطر عليهم حجارة من سجيل قال عز من قائل :

 

(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ) ﴿هود: ٨٢﴾

 

جعلهم آية للعالمين وموعظة للمتقين ونكالا للمجرمين إن في ذلك لآيات للمتوسمين .

 

أخذهم على غرة وهم نائمون فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ذهبت اللذات وأعقبت الحسرات وانقضت الشهوات.

 

تمتعوا قليلاً وعذبوا طويلاً وأعقبهم عذابا أليماً. ندموا والله ولا ينفع الندم وبكوا بدل الدموع الدم

 

فلو رأيتهم والنار تشوي وجوههم وتخرج من أفواههم وأنوفهم وهم بين أطباق الجحيم

 

يشربون كؤوس الحميم ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون ذوقوا ما كنتم تكسبون

 

(اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) ﴿الطور: ١٦﴾

 

وما هي من الظالمين ببعيد نعم هذا حال هؤلاء الفساق وبعض الشباب قد يتساهل بمثل ذلك بل قد يظهر منه ما يدلّ على استدعائه لذلك.

 

كم نرى من الشباب المائعين في حركاتهم وضحكاتهم بل وأسلوب الكلام وطريقة المشي إضافة إلى لبس الملابس الضيقة او الثوب الضيق المخصّر

 

واستعمال العطورات المنوّعة والاعتناء الزائد بالمظهر وقصة الشعر نرى أحياناً هذه المظاهر في بعض المدارس وفي الشوارع وفي بعض الكليات

فلماذا يفعل هذا الشاب ذلك؟

 

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه فيما رواه الترمذي :

 

( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )

 

وصح فيما رواه ابن حبان :

 

( لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط )

 

وصحّ في مسند أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال :

 

( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )

 

أما الصحابة فكانوا يحرقون اللوطية بالنار

 

وقال ابن عباس: اللوطي إذا مات من غير توبة مسخ في قبره خنزيراً.

 

ومن كان قد أسرف على نفسه ووقع في شيء من ذلك فليسارع إلى التوبة والاستغفار والإنابة إلى العزيز الغفار فان الله تعالى يفرح يتوبة التائبين اليه .

 

والتوبة أمرها يسير ولا يلزم من وقع في الفاحشة أن يسلم نفسه ليقام عليه الحد بل يتوب بينه وبين ربه ويستتر بستر ربه

 

وإن كانت الفتاة قد وقع لها صور أو تسجيل تهدد بها فلا يمنعها ذلك من التوبة بل تستعين بثقة من أهل العلم والدين ولا تستجيب للتهديد والوعيد

 

بل حتى لو وقعت الفضيحة فإن خزي الدنيا أهون من خزي الآخرة

 

هذه أنواع المحبة ولا ننسى أقواماً من المحبين سمت نفوسهم عن التعلق بمحبة الخلق إلى التعلق بمحبة الخالق جل جلاله يحبهم ربهم ويحبونه .

 

ربهم أحبّ إليهم من أهلهم وأموالهم وأنفسهم طالما تملقوا إليه في الأسحار وبكوا من خشيته في النهار اشتاقوا إلى رؤيته وتقطعت قلوبهم من عظم محبته

 

هؤلاء الصالحون لهم شهوات نعم لهم شهوات وفيهم غرائز لكنها سمت وارتفعت عن المعاصي قال محمد بن سيرين :

 

ما غشيت امرأة في يقظة ولا منام غير أم عبد الله وإني أرى المرأة في المنام فتعجبني فأذكر أنها لا تحلّ لي فأصرف بصري عنها.

 

فكن من هؤلاء القوم تفلح وإنما الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ،وختاماً أيها العاشقون والعاشقات

 

ما هو العلاج من هذا الداء ؟

 

العلاج سهل ميسور لكنه يحتاج إلى جزم وإصرار

 

أول العلاج : أن تعلم أنه لا اختيار لك في إطلاق بصرك نعم لا اختيار لك هل تنظر أم لا تنظر

 

بل يجب عليك أن تصرف بصرك فوراً فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإطلاق البصر باب من أبواب النار

 

ثانياً : مجاهدة النفس لترك هذا الفعل المحرم وصرف النفس عن التفكير فيه وتذكر ما يبغضك في هذا المعشوق .

 

قال عبد الله بن مسعود : إذا أعجبت أحدكم امرأة فليتذكر مناتنها

 

يعني : يتذكر رائحة فمها الكريهة وغائطها وبولها ويتذكر قيئها الذي يملأ فمها ومخاطها الذي يقذر أنفها ويتخيل حالها لو أصابها جدري أو جذام .

 

واعلم أن الشيطان يزين لك المعشوق وإن كان قبيحاً.

 

ذُكر أن أحد الشعراء كان فاسقاً ماجناً ، فكان ان اراد يفعل بامراة فاحشة دعاها الى نفسه فان ابت هددها بان ينشيء فيها شعرا يهجوها به كثير من الغلمان.

 

فدعا يوما امراة الى فاحشة فابت عليه فلما هددها بذلك اظهرت له الموافقة وقالت له انا اتيك في مكان كذا وكذا ولكني امراة استحي فلا تشعلن سراجا ولا تحدثني .

 

قال نعم. فلما اقبل الليل وذهب الرجل الى ذلك المكان ذهبت هذه المراة الى زوجة هذا الشاعر واخبرتها بالقصة وقالت اذهبي انتي اليه

 

فذهبت زوجته اليه ثم دخلت عليه هذه الدار المظلمة ثم لما انتهى منها وانتهى من وطئها قالت له:

 

يا فلان اما عرفتني انا فلانة.

 

فقال لها اعوذ بالله ، ما أقبحك في الحلال وألذك في الحرام !!

 

وذكر ابن الجوزي في المواعظ : أن شاباً فقيراً كان بائعاً يتجول في الطرقات فمرّ ذات يوم ببيت فأطلت امرأة وسألته عن بضاعته فأخبرها

 

فطلبت منه أن يدخل لترى البضاعة فلما دخل أغلقت الباب ثم دعته إلى الفاحشة فصاح بها فقالت :

 

والله إن لم تفعل ما أريده منك صرخت فيحضر الناس فأقول لهم هذا الشاب اقتحم عليَّ داري فما ينتظرك بعدها إلا القتل أو السجن

 

فخوّفها بالله فلم تنزجر فلما رأى ذلك قال لها :

 

أريد الخلاء .

 

قالت نعم.

 

فلما دخل الخلاء : أقبل على الصندوق الذي يُجمع فيه الغائط وجعل يأخذ منه غائطا ويلقي على ثيابه ويديه وجسده ثم خرج إليها

 

فلما رأته صاحت وألقت عليه بضاعته وطردته من البيت فمضى يمشي في الطريق والصبيان يصيحون وراءه :

 

مجنون مجنون حتى وصل بيته فأزال عنه النجاسة واغتسل فلم يزل يُشمُّ منه رائحة المسك حتى مات

 

وكذلك من العلاج الإقبال على الله تعالى ومصاحبة الصالحين وتقوية العلاقة بالله بالإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على صلاة الوتر وحضور مجالس الذكر

 

وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي :

 

( ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )

ومن العلاج : الابتعاد عما يذكرك بهذه المعاصي فلا تجالس أهلها وإن كان عندك صور تذكرك بها فأتلفها وأحرق كل ما لديك من رسائل وأشرطة

 

ومن العلاج:

 

الابتعاد عن الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء سواء في الأسواق أو الجامعات أو غير ذلك ولا تكن ممن يبيع دينه بعرض من الدنيا

 

ومن العلاج :

 

الابتعاد عن المثيرات من الأفلام والصور الفاتنة والقصص والروايات التي تذكر العشق والغرام

 

ومن العلاج :

 

إدامة ذكر الله على جميع الأحوال في الصباح والمساء وعند النوم

 

ومن العلاج :

 

مفارقة بلاد المحبوب والسفر إلى بلد آخر فإن البعيد عن العين بعيد عن القلب

 

وإن كان المحبوب زميلاً في مدرسة أو كلية أو وظيفة فابحث عن مكان آخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً

 

ومن العلاج :

 

ملء وقت الفراغ بالنافع المفيد

 

ومن العلاج :

 

الزواج فإنه الطريق الشرعي لحماية الفطرة ونشر الفضيلة ولا تقل لا أريد إلا فلانة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

 

( إذا أعجبت أحدكم امرأة فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها ) -حديث صحيح -

 

وأنبه هنا إلى أن تقصير أحد الزوجين في حق الآخر وعدم مشاركته في عواطفه يجعله يبحث عن بديل

 

فيبدأ الرجل يتطلع إلى من يفرغ فيه عواطفه وتبدأ المرأة تميل مع كل من يتلطف معها أو يلين لها الكلام

 

ولا بأس من استعمال الطب في العلاج من الزنا اومن اللواط خاصة . فابدأ حياة جديدة من هذه الساعة

 

قبل أن تقوم قيامتك وجهنم قد سعرت والأغلال قد نصبت والزبانية قد أعدت ؟! وأنت تبكي وتقول :

 

كيف كنت أتتبّع الشهوات وأواقع الملذات قد غرّني فيما مضى شبابي وجمال سيارتي وثيابي

 

وقد عظمت كربتك وذهبت قوتك آهٍ إذا زلت يوم القيامة القدم وارتفع البكاء وطال الندم والله لو علمت ما وراءك لما ضحكت ولأكثرت البكاء

 

قد حفت الجنة بالمكاره والنار بالذي النفوس تشتهي

 

وإن عملت سيئاً فاستغفر وتب إلى الله بداراً يغفر

 

وبادراً بالتوبة النصوح قبل احتضار وانتزاع الروح

 

أسأل الله تعالى أن يخلص محبتنا له وفيه عز وجل وأن يعيذنا جميعاً من الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن

 

وأن يجعل حبنا له سبحانه فوق كل حب وطاعتنا له فوق كل طاعة وأن يجعلنا ممن يتبعون الحق إذا تبين لهم آمين

 

 

 

إلى اللقاء في سلسلة أخرى بإذن الله

 

post-30765-1271653831.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لتحميل المحاضرة

 

×: اعْتِرَافَاتُ عَاشِقٍ:×

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
جزاك الله خيرا على هذه الكلمات بارك الله فيك يا أخية :icon15: :biggrin:

 

وجزاك الله مثله أختى حواء

 

وبارك الله فيك يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×