اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

.

 

الصدقة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

1 ــ علو شأنها ورفعة منزلة صاحبها:

 

ا لصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل؛ ودليل ذلك حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً: "وإن أحب

 

الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً" ، وحديث: "من

 

أفضل العمل : إدخال السرور على المؤمن : يقضي عنه ديناً ، يقضي له حاجة ، ينفس له كربة".

 

بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ:

 

"إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم".

 

2 ــ وقايتها للمتصدق من البلايا والكروب:

 

صاحب الصدقة والمعروف لا يقع، فإذا وقع أصاب متكأ ؛ إذ البلاء لا يتخطى الصدقة ؛ فهي تدفع المصائب والكروب

 

والشدائد المخوِّفة ، وترفع البلايا والآ فات والأمراض الحالَّة ، دلت على ذلك النصوص ، وثبت ذلك بالحس والتجربة.

 

 

فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآ فات والهلكات" ،

 

وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ: "وفعل المعروف يقي مصارع السوء”، ومنها:

 

حديث رافع بن خديج ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء".

 

 

3ــ عظم أجرها ومضاعفة ثوابها:

 

يربي الله الصدقات ، ويضاعف لأ صحابها المثوبات ، ويعلي الدرجات.. بهذا تواترت النصوص وعليه تضافرت ؛ فمن الآيات

 

الكريمات الدالة على أن الصـدقـة أضعاف مضاعفة وعنـد الله مـزيـد قـوله ـ تعالى ـ: إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا

 

الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم {الحديد: 18} والتي أوضحت بأن "المتصدقين والمتصدقات لا يتفضلون

 

على آخـذي الصدقات، ولا يتعاملون في هذا مع الناس، إنما هم يقرضون الله ويتعاملون مباشرة معه ، فأي حافز للصدقة

 

أوقع وأعمق من شعور المعطي بأنه يقرض الغني الحميد، وأنه يتعامل مع مالك الوجود؟ وأن ما ينفقه مُخْلَف عليه مضاعف،

 

وأن له بعد ذلك كله أجراً كريماً".

 

ومنها: قوله ـ تعالى ـ: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة {البقرة: 245}

 

 

4 ــ إطفاؤها الخطايا وتكفيرها الذنوب:

 

جعل الله الصدقة سبباً لغفران المعاصي وإذهاب السيئات والتجاوز عن الهفوات ، دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة،

 

ومنها: قوله ـ تعالى ـ : إن الحسنات يذهبن السيئات {هود: 114} والذي هو نص عام يشمل كل حسنة وفعل خير،

 

والصـدقـة مـن أعظــم الحسنات والخيرات فهـي داخـلة فيـه بالأ ولويــة، وقــوله ـ سبحانه ـ: إن المسلمـــين

 

والمسـلـمـــات... والمتصـدقــين والمتصدقــات... أعد الله لهـــم مغفــرة وأجــرا عظيما {الأحــــزاب: 35} وقوله ـ عــز

 

وجــل ـ: وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السمـوات والأرض أعـدت للمتقـين 133 الذيـن ينفقـون في السـراء

 

والضـراء والكاظمـين الغيـظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين {آل عمران: 133، 134}

 

والتي أفادت أن من أول وأجلِّ ما تنال به مغفرة الله للخطايا وتجاوزه عن الذنوب: الإ نفاق في مراضيه سبحانه.

 

ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم : "تصدقوا ولو بتمرة؛ فإنها تسد من الجائع،

 

وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"

 

وقوله صلى الله عليه وسلم : "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا"

 

 

5 ــ مباركتها المال وزيادتها الرزق:

 

تحفظ الصدقة المال من الآ فات والهلكات والمفاسد ، وتحل فيه البركة ، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو

 

أنفع له وأكثر وأطيب ، دلت على ذلك النصوص الثابتة والتجربة المحسوسة ؛ فمن النصوص الدالة على أن الصدقة جالبة

 

للرزق قول الذي ينابيع خزائنه لا تنضب وسحائب أرزاقه لا تنقطع واعداً من أنفق في طاعته بالخلف عليه : وما أنفقتم من

 

شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين {سبأ: 39} ، قال ابن عاشور في تفسيره : "وأكد ذلك الوعد بصيغة الشرط ،

 

وبجعل جملة الجواب اسمية ، وبتقديم المسند إليه علـى الخبر الفعلي بقـوله : فهــو يخلفـه ،

 

ففـي هذا الوعد ثلاث مؤكدات دالة على مزيد العناية بتحقيقه... وجملة :

 

وهو خير الرازقين تذييل للترغيب والوعد بزيادة أن ما يخلفه أفضل مما أنفقه المنفق"

 

 

6 ــ أنها وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة:

 

الصدقة والإنفاق في سبل الخير فدية للعبد من العــذاب ، وتخليـص له وفكــاك مـن العقاب ، ومثلها ـ كما في الحديث

 

ـ: " كمثل رجل أسره عدو، فأوثقوا يده إلى عنقه ، وقدموه ليضربوا عنقه ، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير؛

 

ففدى نفسه منهم " ، وقد كثرت النصوص المبينة بأن الصدقة ستر للعبد وحجاب بينه وبين العذاب ،

 

ومن هذه النصوص: حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في إثبات نعيم القبر وعذابه والذي تضمن إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الصدقة

 

وأعمال البر تدفع عن صاحبها عذاب القبر؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم : "إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق

 

نعالهم حين يولُّون عنه ؛ فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصيام عن يمينه ، وكانت الزكاة عن شماله ،

 

وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فيؤتى من قِبَلِ رأسه ، فتقول الصلاة:

 

ما قِبَلي مدخل ، ثم يؤتى عن يمينه ، فيقول الصيام : ما قِبَلي مدخل ، ثم يؤتى عن يساره فيقول الزكاة : ما قِبَلي مدخل ،

 

ثم يؤتى من قِبَل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس : ما قِبَلي مدخل.

 

 

7 ــ أنها دليل صدق الإ يمان وقوة اليقين وحسن الظن برب العالمين :

 

المال ميال بالقلوب عن الله ؛ لأن النفوس جبلت على حبه والشح به ، فإذا سمحت النفس بالتصدق به وإنفاقه في

 

مرضاة الله ـ عز وجل ـ كان ذلك برهاناً على صحة إيمان العبد وتصديقه بموعود الله ووعيده ، وعظيم محبته له ؛ إذ قدم رضاه ـ

 

سبحانه ـ على المال الذي فطر على حبه ، ويدل على هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم : "والصدقة برهان"، ومعناه :

 

أنها دليل على إيمان فاعلها ؛ فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه

 

 

 

8 ــ تخليتها النفس من الرذائل وتحليتها لها بالفضائل:

 

تطهر الصدقة النفس من الرذائل وتنقيها من الآفات، وتقيها من كثير من دواعي الشيطان ورجسه، ومن ذلك: أنها تبعد

 

العبد عن صفة البخل وتخلصه من داء الشح الذي أخبر ـ سبحانه ـ بأن الوقاية منه سبب للفلاح وذلك في قوله ـ عز وجل

 

ـ: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون {الحشر: 9}، ويُذهِب الله بها داء العجب بالنفس والكبر والخيلاء على الآخرين

 

والفخر عليهم بغير حق، كما أنها من مسببات عدم حب الذات حباً مذموماً، ومن دواعي نبذ الأثرة والأنانية، وعدم الوقوع

 

في شيء من عبودية المال وتقديسه وهو ما دعا على فاعله النبي صلى الله عليه وسلم بالتعاسة والانتكاسة فقال:

 

"تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة... تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".

 

 

9ــ أنها بوابة لسائر أعمال البر:

 

جعل الله الصدقة والإ نفاق في مرضاته مفتاحاً للبر وداعية للعبد إلى سائر أنواعه؛ وذلك لأن المال من أعظم محبوبات

 

النفس ؛ فمن قدم محبوب الله على ما يحب فأعطى ماله المحتاجين ونصر به الديـن وفقـه الله لأعمـال صالحـة وأخـلاق

 

فاضـلة لا تحصل له بدون ذلك، وآتاه أسباب التيسير بحيث يتهيأ له القيام ببقية أعمال البر فلا يستعصي شيء منها عليه،

 

يدل لذلك قوله ـ تعالى ـ: فأما من أعطــى" واتقـــى" 5 وصــدق بالحسنى" 6 فسنيسره لليسرى" {الليل: 5 - 7}

 

قال السعدي في تفسيره: " فسنيسره لليسرى: أي: نيسر له أمره، ونجعله مسهلاً عليه كل خير، ميسراً له ترك كل شر؛

 

لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له لذلك"

 

وقد أوضح الله هذا الأمر وجلاَّه في قوله ـ عز وجل ـ : لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون {آل عمران: 92} أي: لن تنالوا

 

حقيقة البر الذي يتنافس فيه المتنافسون، ولن تدركوا شأوه، ولن تلحقوا بزمرة الأبرار حتى تنفقوا مما تَهْوَوْن

 

من أموالكم ومن أعجبها إلى أنفسكم.

 

 

10ــ إدراك المتصدق أجر العامل:

 

ما أسعد المتصدقين ! إذ دلت النصوص الثابتة على أن صاحب المال يدرك بتصدقه وإنفاقه من ثواب عمل العامل بمقدار ما

 

أعانه عليه حتى يكون له مثل أجره متى استقل بمؤونة العمل من غير أن ينقص ذلك من أجر العامل شيئاً ، ومن هذه

 

النصوص الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "من فطَّر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء "، وقوله

 

صلى الله عليه وسلم : "من جهز غازياً فقد غزا ، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا"، ومعناه : أنه مثله في

 

الأجر ما دام قد أتم تجهيزه أو قام بكفاية من يخلفه بعده ، وجاء الحديث عند البيهقي بلفظ : "من جهز حاجاً أو جهز غازياً

 

أو خلفه في أهله أو فطَّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً ".

 

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

 

 

منقول

 

والصلاة والسلام على أشرف الأ نبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا حبيبتى " رازقية "

بارك الله فيك ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيراً الحبيبة زراقية على هذا الموضوع القيم،،

واسمحي لي بهذه الاضافة :

فمن فضل الصدقة انه يصل ثوابها الى الميت ،،

 

فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم (رواه البخاري برقم 1388، ومسلم برقم 1004) وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة: أن أمه توفيت وهو غائب فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال: نعم، فقال : أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها (رواه البخاري برقم 2756).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×