في جنة الله أحيا 103 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 8 أبريل, 2011 السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، رفقاً بالســلفيين بقلم/ سمير العركي معركة تكسير العظام التي تدور رحاها الآن في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية ضد التيار الإسلامي.. يبدو أنها وجدت بغيتها في التيار السلفي (الوافد الجديد على الساحة السياسية).. وتستخدمه بمهارة وحذق كفزاعة لإرهاب المصريين من الإسلام. حيث إن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت أن تنجو من الفخاخ الإعلامية المنصوبة لها على طول البرامج الحوارية وعرضها.. نظراً للخبرة السياسية التي يتمتع بها التنظيم.. نتيجة تراكم خبرات سياسية وإعلامية على مدى عقود طويلة مكنت جماعة الإخوان المسلمين من تكوين خطاب سياسي متوازن.. وخطاب إعلامي مقبول في ظل تشوه الصور الصحيحة عن الإسلام والحركة الإسلامية في وعى قطاع عريض من الشعب المصري. ولكن التيار السلفي (نظراً لحداثة عهده في السياسة ودروبها) وقع في عدة أخطاء إعلامية وسياسية اقتنصها الإعلام العلماني المتربص بالتيار الإسلامي.. وصدر بها المشهد الإعلامي.. وتناسى كل الرسائل التطمينية التي ما فتئ الإخوان يرسلونها للجميع منذ اللحظة التالية لتنحى "مبارك". خاصة وأن التيار العلماني اعتبر نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية هزيمة نكراء له ولمشروعه الفكري!!.. وأن الشعب لم يصوت على "نعم".. ولكنه صوت للإسلام !!. وهذا التشوه التفسيري للحدث لن أخوض فيه كثيراً فقد قتل رداً وبحثاً.. دون أن يغير من موقف النخب العلمانية المتعالية شيئاً. ولكن أعود إلى التيار السلفي وما أحدثه من دوى هائل نتيجة تصريحات بعض مشايخه عن "غزوة الصناديق" و"انتصار الإسلام" في موقعة الاستفتاء. إضافة إلى الممارسات التي سبقت الاستفتاء.. والتي ربطت بين الثواب الأخروي المنتظر.. وبين من سيصوت بـ "نعم".. إضافة إلى الاتهامات باستخدام المساجد كمنابر للدعاية وحشد المواطنين وراء رأى معين. ورغم اعترافنا بأن كثيراً من هذه الممارسات المذكورة حدث بالفعل.. إلا أنها لم تكن حكراً على التيار السلفي أو المسلمين بوجه عام.. فقد تابعنا جميعاً كيف دخلت الكنيسة المصرية على خط المواجهة السياسية بصورة غير مفسرة ولا مبررة.. اللهم إلا ما تسرب إليها من اللوبي العلماني من أن "نعم" تعني استيلاء الإخوان على البرلمان.. والتحكم في الرئيس القادم.. والهيئة التأسيسية التي ستتولى وضع الدستور الجديد للبلاد. هذه الهواجس دفعت الكنيسة لحشد الأقباط حشداً كنسياً واضحاً.. وهو ما تغافل عنه العلمانيون.. رغم أن الكنيسة هيئة دينية بحتة بعكس التيار السلفي والحركة الإسلامية كلها.. فهي في مجملها هيئات مدنية ذات مرجعية إسلامية.. ولا يتحكم رجال الدين في مسارها ولا تصرفاتها. ومن ناحية أخرى فالتيار السلفي ليس كتلة فكرية واحدة كما هو معلوم ومعروف.. فما يصدر عن شيخ ما قد لا يعبر عن كل التيار السلفي.. كما أن التيار السلفي يختلف فيما بينه من حيث فاعلية المشاركة ونوعيتها. والأهم من كل هذا فإن التيار السلفي كان عازفاً عن المشاركة السياسية طيلة العقود الماضية.. لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بنظرة التيار السلفي إلى مشروعية العمل السياسي في ظل الأجواء التي كانت سائدة في العقود الماضية وبعضها يتعلق بنظرته لعملية التغيير في المجتمع.. والتي كان يرى التيار أنها مقصورة على التعليم الشرعي والتربية.. إضافة إلى الضغوط التي مارستها الدولة عليه من أجل إخراجه من منطقة الفعل إلى دائرة اللافعل عبر أساليب متنوعة ومتعددة من الترهيب والترغيب. لكل هذا فإن عودة التيار السلفي لممارسة العمل السياسي في ظل أجواء ملتهبة كالتي نحياها.. تتعرض فيها الهوية الإسلامية للبلاد لهجمة شرسة من التيار العلماني والمتحالفين معه.. لابد وأن تصدر مثل هذه التصرفات والتصريحات التي أشرنا إليها.. ولكنها ليست تكأة للمطالبة بتهميش التيار السلفي.. وإخراجه خارج دائرة العمل السياسي. فالتيار السلفي هو الكتلة الأكبر عدداً داخل الحركة الإسلامية.. ومن الغبن بمكان أن نطالب بإخراج هذه الكتلة العددية خارج إطار العمل السياسي.. كما أنه حقه الأصيل الذي لا ينازعه فيه أحد.. اللهم إلا طاغية جبار كالذي كنا نعيش في كنفه.. أو صاحب فكر إقصائي تهميشي كأولئك الذين نراهم كل يوم في الفضائيات وعلى صفحات الجرائد. وعلى الجانب الآخر فالتيار السلفي مطالب بالعديد من الإجراءات حتى يسد المنافذ على أولئك المتربصين ومنها: 1- محاولة تشكيل وعي سياسي عام داخل التيار السلفي.. بحيث يتمكن من أدوات الصراع السياسي.. خاصة وأن الساحة السياسية المصرية مليئة بالعديد من المنازلات السياسية عبر انتخابات متعددة في الفترة القادمة. 2- العمل على توحيد الرأي السياسي والخطاب الإعلامي السياسي داخل الكتلة السلفية.. بحيث لا يخرج تصريح ما فتحمل الحركة تبعاته.. كما حدث مع تصريح "غزوة الصناديق". ورغم أن هذا المطلب قد يكون صعباً نظراً للتنوعات داخل الكتلة السلفية.. إلا أن التنسيق بينها قد يخلق هذا التوحد.. وأظن أن الخطوة التي بدأتها المدرسة السلفية بالإسكندرية بتشكيل ما يعرف بالمجلس الرئاسي للدعوة السلفية.. تعتبر خطوة جيدة على طريق توحيد الجهد والرأي السلفي في المرحلة المقبلة. 3- الاستفادة من خبرة بعض الحركات الإسلامية التي كان لها السبق في دخول مضمار العمل السياسي.. كجماعة الإخوان المسلمين والتي تتمتع بحضور سياسي بارز.. وحضور إعلامي متميز.. فلا مانع من استفادة الحركة السلفية من هذه الخبرات. خاصة وأن الظروف قد باتت مهيأة أكثر من ذي قبل للعمل الإسلامي المشترك.. والذي ظهرت بوادره في الاستفتاء الأخير.. ويحتاج إلى مزيد من الرعاية والترشيد.. ليس على مستوى السلفيين والإخوان فحسب ولكن على مستوى الحركة الإسلامية كلها حفظاً للهوية الإسلامية للبلاد.. والتي ستكون محور الصراع ولبه في المرحلة القادمة. وجملة القول.. فإن التيار السلفي تيار أصيل داخل الحركة الإسلامية.. وقد أسهم بدور بارز في العقود الماضية في حفظ سنة النبي (صلى الله عليه وسلم).. وخدمة التراث الإسلامي الضخم نشراً وتدريساً.. وظل محروماً من ممارسة العمل السياسي على مدار تاريخه تقريباً.. فلا عجب من بعض أخطاء تظهر مع بداية الممارسة الفعلية المتحررة من الضغوط والقيود. ولكننا علينا أن نشد على أيديهم ونقدم لهم النصيحة المخلصة.. حتى تتحول الكتلة الأكبر داخل الحركة الإسلامية من كتلة تشاهد الأحداث وقد لا تشاهدها.. إلى كتلة مشاركة وصانعة لأحداث أمتها ومصيرها. الأحد الموافق 22-4-1432هـ 27-3-2011م http://www.egyptianislamicgroup.com//print.php شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك