اذهبي الى المحتوى
في جنة الله أحيا

المصالحة الفلسطينية في فكر داعية

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

المصالحة الفلسطينية في فكر داعية

 

بقلم د/ ناجح إبراهيم

 

أنجزت ثورة 25 يناير انجازات هائلة على المستوى المحلي المصري في وقت قياسي .. منها على سبيل المثال لا الحصر خلع نظام الرئيس مبارك بكل أركانه وإزالة سيطرة الحزب الوطني على الحياة السياسية والاقتصادية وإفساده لها .. وإلغاء مشروع التوريث.. ووقف مسلسل النهب والفساد الذي كان يسير بسرعة ليأتي على البقية الباقية من ثروات مصر .

 

واليوم تبدأ انجازات هذه الثورة المباركة على المستوى العربي والإقليمي .. متمثلا في انجاز المصالحة الوطنية بين فتح وحماس برعاية المخابرات المصرية التي تحملت هذه المسئولية منذ سنوات .. ولكنها لم تدعم من القيادة السياسية المصرية من قبل دعما ً كاملا ً .

 

أما القيادة المصرية الجديدة فقد مثلت دافعا ً قويا ً لانجاز هذه المصالحة التاريخية .. بالإضافة إلي الحرص الكبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس على انجازها .. وخاصة أنه يسعى منذ شهرين لإعلان دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية التي احتلت 1967م من جانب واحد .. والسعي لاعتراف دولي بهذه الدولة الوليدة.

 

ومما شجع على ذلك إدراك حماس أن سوريا تتعرض لثورة شعبية عارمة قد تطيح بنظام الأسد .. وتلغى الملاذ الآمن الذي وفرته سوريا لقيادة حماس فيها لسنوات طويلة .. وإدراكها أن المصالحة الوطنية هي الملاذ الأول والأخير لحل القضية الفلسطينية سلما ً أو حربا ً .

 

وساعد على ذلك فتح مصر لمعبر رفح فتحا ً دائما ً .. ليكون مثل أي ميناء أو معبر مصري آخر .. ويخضع لنفس المعايير دون إغلاق في وجه أحد إلا لأسباب تختص بالأمن القومي المصري.

 

كما ساعد على ذلك تعنت نتنياهو مع الرئيس / محمود عباس والسلطة الوطنية رغم تقديم الأخير لأقصى التنازلات المطلوبة .. ولكن دون جدوى .

 

وكانت إسرائيل تتعنت معهم وتقول لهم :

 

هل نتفاوض مع السلطة الوطنية أم مع حماس؟.. وكانت إسرائيل تسوق هذه الحجة في العالم كله .

 

لقد بدأ الشباب الفلسطيني يهتف بعد الثورات العربية في مصر وتونس: "الشعب يريد إنهاء الانفصال"

 

وقد أعجبني الرئيس أبو مازن حينما قال :

 

"لقد استجبت لنداء الشعب الفلسطيني كله: الشعب يريد إنهاء الانفصال.. إذا قال الشعب الفلسطيني: الشعب يريد رحيل أبو مازن فسوف أرحل .. وأنا لا يهمني المنصب في شيء" .

 

وقد اتفق الفرقاء على إعطاء مهلة لمدة عام كامل لإنفاذ مشروع المصالحة كاملا ً على الأرض .

 

وهذه المصالحة يتربص بها الكثيرون وعلى رأسهم إسرائيل عامة .. ونتنياهو خاصة والذي أعلن مباشرة أن المصالحة هي ضد إسرائيل .. وكان ينبغي على السلطة الوطنية أن تختار السلام مع إسرائيل وليس المصالحة مع حماس.. ونسي أنه هو عدو السلام الحقيقي .. وهو الذي سد كل أبواب السلام في وجه الفلسطينيين جميعا ً عامة .. وفي وجه عباس خصوصا . ً

 

أما خالد مشعل فقد تحدث بكلمات صريحة وقوية تدل دلالة قاطعة على استعداد حماس للتنازل عن أشياء كثيرة على الأرض من أجل الصلح وتغليبا ًَ لمصلحة الشعب الفلسطيني على مصالح حماس الخاصة .. وأن حماس تريد سلطة واحدة لشعب واحد متحد .

 

وأكد على إعطاء فرصة أخرى للسلام رغم مرور 20عاما ً على محاولات السلام مع إسرائيل دون جدوى.

 

وهذه بعض نصوص كلماته :

 

" صفحة الانقسام السوداء تحت أقدامنا.

 

إننا قررنا أن ندفع أي ثمن من أجل إتمام المصالحة وتحويل النصوص إلي واقع على وجه الأرض.

 

معركتنا الحقيقية ليست مع فتح ولكنها مع العدو الإسرائيلي .

 

نحن نريد أن نرتب بيتنا الداخلي في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية .

 

نحن شعب واحد .. ولنا قضية واحدة .. فلا بد أن تكون لنا سلطة واحدة .. وقرار و احد.

 

لابد أن نصطف جميعا ً تحت مشروعنا الوطني لإقامة دولتنا الفلسطينية على الأراضي التي احتلت بعد 1967 م وعاصمتها القدس .. ودون مستوطن إسرائيلي واحد.

 

نحن أعطينا للسلام عشرين عاما ً ونحن مستعدون أن نتوافق فلسطينيا ً وعربيا ً على إعطاء فرصة أخرى للسلام بتوافق فلسطيني وعربي .. رغم تعنت إسرائيل

 

نحن لا نريد أن نعلن حربا ً على أحد .. ولكننا نريد أن ترسم إستراتيجية جديدة تجبر نتنياهو على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية.

 

نحن لا نخشى من الاحتكام إلي الديمقراطية وصناديق الانتخاب .. ولكن بعد انجاز نصوص المصالحة .. وسنبقى إخوة مهما كانت النتائج السياسية للانتخابات الفلسطينية .

 

إسرائيل تحتاج مع الدبلوماسية كثيرا ً من القوة ومن الكي .. والكي آخر الدواء"

 

تحية إلي فتح وحماس الذين قبلوا الصلح وطووا صفحة النزاع والصراع الداخلي .. وغلبوا المصالح الفلسطينية الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة لهذا الفصيل أو ذاك

 

تحية لوزير الخارجية النشيط القوي د/ العربي وللواء/ مراد موافي وللرئيس عباس والأخ/ خالد مشعل وكل من ساهم في هذه المصالحة.

 

تحية لإمامنا العظيم الحسن بن علي رائد الصلح وهضم الذات من أجل المصلحة العليا للمسلمين .. ذلك الإمام العظيم الذي لم يأخذ حقه في التكريم .. والذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم): "إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين".

 

إن سيدنا الحسين بن علي أكثر شهرة بين المسلمين من سيدنا الحسن رغم أن سمت الحسن وهدوءه وتسامحه وعفوه ومحبته للصلح في اعتقادي أقرب إلى سمت النبي (صلى الله عليه وسلم).

 

أما الحسين "رضي الله عنه" فهو أقرب في سمته إلى سيدنا علي.. الذي يتمتع بالشجاعة الفائقة ولا يقبل الحلول الوسط وينحو نحو الحرب والنزال أكثر من الصلح.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×