اذهبي الى المحتوى
في جنة الله أحيا

روشتة للقضاء على الفتنة الطائفية د. صلاح الصاوي

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

سؤال: ما الروشتة التي تصفها حضرتك - بصفتك أحد أهم علماء الأمة في العصر الحديث- للقضاء على الفتنة الطائفية التي تكاد توشك أن تذهب بمكتسبات الثورة؟ ...

الجواب:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

 

فإن أخطر التحديات التي تواجه الوضع الراهن في مصر هو ملف الاحتقان الطائفي، ودخول من يحسن الفقه ومن لا يحسنه في هذا الملف الدقيق! خلاصة القول أيها الموفق: إن أقباط مصر هم جزء من النسيج الوطني الذي يعيش في هذه البلاد منذ الفتح الإسلامي، وقد كان لآبائهم عهد وميثاق ديني توارثوه عنهم، ثم تراجعت الشريعة عن الحاكمية، وتراجع مع تراجعها البعد الديني لهذا الرباط، فبقي الرباط الوطني الذي يجمع بين المنتسبين إلى الوطن الواحد في ميثاق للتعايش المشترك، والمواطنة رابطة للتعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، مهما اختلفت مشاربهم أو تباينت عقائدهم، ويترتب عليها واجبات وحقوق متبادلة، وتجعل أصل حرمة الدماء والأموال والأعراض مشتركا بين الجميع، ولا مساس بشيء من ذلك إلا وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ومن خلال الأحكام القضائية النهائية.

 

 

 

وفي صحيفة المدينة سابقة يمكن أن تحتذى في تأصيل ذلك، وهم ليسوا مسئولين بطبيعة الحال عن تراجع أمتنا عن دورها في القيادة، ولا عن تراجع قادتنا عن الشريعة وتنكرهم لمرجعيتها، وبالتالي تراجع البعد الديني لهذا الرباط، فيجب أن تحفظ لهم حقوقهم ويطالبوا بالقيام بواجباتهم شأنهم شأن غيرهم من شركاء الوطن، ومن ثبت عليه بعينه خيانة هذا الرباط، والتآمر على الوطن لصالح قوى أجنبية فهو وحده الذي يتحمل تبعة هذه الخيانة، ويبوء وحده بإثم ما تولى كبره، فمن بدهيات العدل الذي تتفق عليه الأرض والسماء أن لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن لا يؤخذ بريئ بظنين! وقاعدة الحساب والجزاء التي تمثل غاية العدل ومنتهاه أن الله يجازي العباد بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ولا يحمل أحدا وزر غيره.

 

 

 

قال تعالى: مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء:15] أما الباقون فهم على الإقرار أو الإنكار، فمن آزره وتواطأ معه في غير ما تغرير ولا خداع يأخذ حكمه، ويبقى من وراء ذلك على أصل رباطه وميثاقه.أما الحديث عن الجزية ونحوه فلا وجه لتشقيق القول في ذلك، وقد أصبح غير المسلمين يشاركون مع إخوانهم من سائر المواطنين في مهمة الدفاع عن الوطن، فسقطت بذلك الجزية التي شرعت في مقابل الحماية.هذا. وإن رعاية المسلمات الجدد والدفاع عنهن في مواجهة ما يتعرضن له من فتنة في الدين بعد إعلان إسلامهن فينبغي أن يتمثل في مطالبة الدولة بمراجعة هذه النظم التي تسمح بانتهاك حق الإنسان في الاستماع لكلمة الله، والاستجابة لها في غير خوف ولا فتنة، وقد قويت الآمال في استجابة الدولة لذلك في ظل المتغيرات الراهنة، فلا ينبغي أن يفتات أحد على الدولة في ذلك، فهي صاحبة السلطان، وهي التي تقدر على إعادة الأمور إلى نصابها بلا فتنة، ولكن ينبغي كذلك أن تعطى الفرصة لمراجعة هذه النظم وتقويم خللها، وأن يؤخذ في الاعتبار طبيعة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد في هذه الأيام، أما محاصرة الكنائس أو مهاجمتها فلا يزيد الفتن إلا استعارا، ولا يزيد الأمور إلا تعقيدا!

 

 

 

وقد كانت المسلمات الجدد يفتن في مكة في جملة من يفتن فيها من المستضعفين، ويمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المشهد فيقول صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! والاستضعاف موقف طارئ قد يغشى الدول في بعض اللحظات كما يغشى الأفراد والجماعات، واللحظة الراهنة لا تمثل التمكين الذي تدفع به البلاد إلى الدخول في مثل هذه المهالك، وعلى أخواتنا من المسلمات الجدد أن يتحلين بالصبر إلى أن تنجلي الغاشية، ويسعهن ما وسع غيرهن عبر التاريخ من صبروا على ما أوذوا فكانت العقبى لهم، فلا يضر المسلمة الجديدة أن تكتم إيمانها إلى أن يأذن الله بالفرج، ولها منادح كثيرة لو لم ترد إعلاما وضجيجا وجلبة مفتعلة، بل لن يضيرها قيد شهر أو شهرين في أسوء الأحوال حتى تفوت على المتربصين ما يريدونه من إغراق البلاد في مستنقع الفتنة!

 

 

 

وإن كانت هناك قضايا صحيحة لبعض الأسيرات فسوف تلفق قضايا كثيرة لمأجورات يلعبن على أوتار الفتنة فالحذر الحذر! ولا نقصد بالصبر تخلي الأمة عن نصرتهن، وإنما نقصد به إلى أن تأتي النصرة على وجه لا يلحق الضرر بمسيرة الأمة، ولا يتخذ منه المتربصون مدخلا لإجهاض جهادها، وكسر انتفاضتها، وتحطيم منجزات ثورتها المباركة، والله تعالى أعلى وأعلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلام سليم فليس بتأجيج الفتنة ولا بالسماح لمن ياججونها ولابالتخاذل عن نصرة الأسيرات

 

ليس بهذا كله تُقطف ثمار الثورة بأذن الله ... فالمكيدة واضحة ضد المسلمين فالحذر الحذر

 

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلام سليم فليس بتأجيج الفتنة ولا بالسماح لمن ياججونها ولابالتخاذل عن نصرة الأسيرات

 

ليس بهذا كله تُقطف ثمار الثورة بأذن الله ... فالمكيدة واضحة ضد المسلمين فالحذر الحذر

 

بارك الله فيكِ

نعم والله صدقتي يا حبيبة

جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×