اذهبي الى المحتوى
في جنة الله أحيا

رسائل إلى العالم من داخل سوريا

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

رسائل إلى العالم من داخل سوريا

 

 

رسائل إلى العالم من داخل سوريا

31-5-2011

عبدالحميد الكاتب / سوريا

ألا يستحق الشعب السوري المثقف الواعي أن يستنشق عبق الحرية، أم أن الحرية تليق ببعض شعوب البشر دون بعض؟! نحن لا نطلب منك مهاجمة الأسد في وكره؛ لأنك إن هاجمته فسنقف ضده وضدك، وستكونان في نظرنا وجهين لعملة واحدة، كلاكما تريدان تدمير سوريا، لا، ولكننا نريدك أن تتعامل معه كما تعاملت مع مبارك، لا كما تعاملت وتتعامل مع ملك ملوك إفريقية وإمام المسلمين المخبول القذافي. وما زلت تغازل الأسد...

 

أنا المواطن السوري الذي مل الظلم والفساد والسرقة والعيش تحت رحمة المخابرات، أبعث هذه الرسائل إلى ذوي الرأي والقرار من زعماء العالم وملوكه، المتنفذين في الحل والربط، ومن بعدهم إلى شعوبهم ومن هم تحت ولايتهم راجياً قراءتها وإمعان النظر فيها، والتدقيق فيما بين سطورها.

 

 

الرسالة الأولى إلى بان كي مون (رئيس العالم):

 

 

تحية عربية سورية أرسلها إليك من عالم أزكمت رائحة الفساد فيه الأنوف، ولم يعد للمواطن فيه أي كرامة أو قدسية، يداس بالنعال، يضرب بأي شيء يؤذي، قد يكون سلاحاً روسي الصنع، أو عصا غليظة من أشجار بلدي، أو بنعال فرنسي أنيق أو أمريكي ضخم، قد يذبح بسكين أو بطلقة مدفع، قد تهشم رأسه أو تقتلع عينه، قد تبقر بطنه وتندلق أحشاؤه، أو يسلخ جلده، وهذا المواطن قد يكون ذكراً وقد تكون أنثى لا فرق، وقد يكون شيخاً كبيراً أو طفلاً ما زال في حضن أمه، يرضع من لبن صدرها الممزوج بالخوف والقلق، هذا إن بقي هناك لبن، لأن الخوف ـ كما تعلم سيدي ـ يجفف الدم، فكيف باللبن؟!

 

 

أيها الموظف السامي:

 

 

لا نريد عقد مجلس الأمن من أجل ضرب سوريا وإهانة شعبها، لا وألف لا، ولا نريد منكم أن تعطفوا علينا ببعض المساعدات لإسعاف الجرحى أو أكفان للشهداء، ولا نريد منكم لجاناً إنسانية تدخل لترى مأساتنا والويلات التي نعيش فيها، افتح سيدي أي موقع على الإنترنيت وسترى الدماء تسيل في الشوارع، وسترى النساء الثكالى والأطفال القتلى، ولو كان الإنترنيت أو الموبايل يستطيع الوصول إلى السجون والمعتقلات ومراكز الأمن لرأيت أفظع من هذا وأعجب.

 

 

المطلوب منكم سيدي وما يرجوه شعبانا السوري ومن مجلسكم الكريم وقفة صادقة مع هذا الشعب المظلوم، وقفة يقال فيها للظالم: أنت ظالم، ويضيق عليه هو وزبانيته وبسحب الاعتراف به وبشرعيته، ويؤخذ من يده إلى المحاكمة، ويقال للمظلوم: أنت مظلوم وتستحق الحرية وسنساعدك على استردادها.

 

 

ولكن إياك أن تفكر سيدي في الحل العسكري، فهناك آلاف الحلول غير هذا الحل، ولن نرضى أن نكون عرقاً ثانياً أو ليبيا أو أفغانستان أخرى. ولكم كل التقدير والاحترام،،،

 

 

الرسالة الثانية إلى الرئيس باراك أوباما (إمبراطور العالم):

 

 

تحية عربية سورية أرسلها إليك من عالم تنسم رائحة الديمقراطية التي قرأ عنها في الكتب والمجلات، ورآها على الشاشات، تلك الديمقراطية التي جعلت من السيد الأسود يعتلي منصة البيت الأبيض، فما كان منا نحن السوريين إلا أن تقنا لتلك الديمقراطية التي نص عليها ديننا، وجاء بها قرآننا فقال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقال عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (لا فرق بين أبيض وأسود، ولا عربي ولا عجمي إلا بالتقوى)، إذاً من منطلق ديننا نحن نرفض العبودية ونسعى للحرية، وأنت يا سيدي أغمضت عينيك عنا، وأغلقت أذنيك عندما طالبنا بهذا الحق المشروع، ورحت تغازل الأسد حيناً وتعاتبه حيناً، فتقول وزيرة خارجيتك: إنه مازال لدى الأسد مزيد من الوقت للقيام بالإصلاحات.

 

 

اعذرني أيها الرئيس، إذا قلت لك: إننا فهمنا من هذه الرسالة أنك تحرض الأسد على سرعة الفتك بفرائسه والتخلص منها؛ لأن الأمر إن امتد سيكون هناك حرج لكم أمام شعبكم الديموقراطي أولاً وأخيراً، لأننا نعلم أنكم معشر الأمريكيين لا تقيمون وزناً لأي أحد في العالم ولا تأخذون برأيه إن خالف رأيكم، والدليل ما فعلتموه بجارتنا وأختنا المكلومة على أيديكم والمسماة العراق.

 

 

على كلٍّ لا أريد أن أخرج من الموضوع، فنحن الشعب السوري لدينا سؤال نود الإجابة عنه، لو سمح مقامكم الكريم سيدي؛ مبارك في مصر لم يفعل بشعبه كما فعل أسد سوريا، وهو من هو بالنسبة لكم فيما يبدو للناس، والأسد فعل الأفاعيل بشعبه، وهو من هو بالنسبة لكم فيما يبدو للناس، فلماذا قلتم لمبارك ارحل الآن، وفسرتم الآن بأنها تعني أمس وليس غداً، وما هي مصلحتكم مع هذا الجزار الديكتاتوري المسمى الأسد؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

 

ألا يستحق الشعب السوري المثقف الواعي أن يستنشق عبق الحرية، أم أن الحرية تليق ببعض شعوب البشر دون بعض؟!

 

 

نحن لا نطلب منك مهاجمة الأسد في وكره؛ لأنك إن هاجمته فسنقف ضده وضدك، وستكونان في نظرنا وجهين لعملة واحدة، كلاكما تريدان تدمير سوريا، لا، ولكننا نريدك أن تتعامل معه كما تعاملت مع مبارك، لا كما تعاملت وتتعامل مع ملك ملوك إفريقية وإمام المسلمين المخبول القذافي.

 

 

وما زلت تغازل الأسد...

 

 

لقد أخرت نشر مقالي هذا إلى ما بعد خطابكم المنتظر، لقد ظننت السوء في نفسي وقلت لا بد وأنني أظلم الرجل.

 

 

وأخرته مرة أخرى إلى ما بعد قمة الثماني؛ لعله أن يكون فيها فصل النهاية، ولكن قمة الثماني أبقتنا نعاني، والغزل هو الغزل.

 

 

أيها الرئيس...

 

 

لا تغتر بعيني الأسد الزرقاوين، ولا بنعومة صوته وبلاهة ضحكته وبلادتها، فإن من حوله يفهمون أن هذه الإنذارات التي وجهتموها له ما هي إلا عتاب رقيق، وضوء أخضر للاستمرار بالطريق الذي بدأه، وكأنكم تقولون له لا تتراجع عن القتل والتنكيل والاعتقال والذبح، وبصراحة (الشعب السوري كله فهم الرسالة نفسها)؛ لذلك فهو ينقض على مدينة تلو الأخرى، من درعا إلى دوما إلى حمص إلى تل كلخ ... والقائمة طويلة ولن تنتهي إلا إذا وضع حد لهذا الجزار، نحن من الداخل لن ندعه يرتاح ولا ليلة واحدة، ولا لساعة واحدة، ولكن يلزمنا الضغط الخارجي؛ وذلك بإسقاط شرعيته، وطرد سفرائه، وإلغاء ممثليه في كل الهيئات والمجالس الدولية ابتداء من الأمم المتحدة وانتهاء بأصغر ممثلية له على مستوى العالم، فهو لا يعرف إلا هذه الطريقة من التعامل.

 

 

وأقسم بالله العلي العظيم لو انتهت هذه الفرصة، وبقي هو على رأس الحكم، فإننا سنرى من أصناف الويلات والعذابات ما تشيب له الرضعان.

 

 

هل تذكرون سيدي محاكم التفتيش؟!

 

 

هل سمعتم سيدي بسياسة الأرض المحروقة؟!

 

 

أأذكركم بالإبادات الجماعية؟!

 

 

هذه هي سياسته التي ورثها عن أبيه من قبله، وما مجازر حماة وتدمر بخافية على أحد.

 

 

هذا كل ما نطلبه منك باختصار شديد سيدي...

 

 

والسلام (الذي هو شعارنا وتحيتنا) ختام...

 

 

الرسالة الثالثة إلى كاثرين آشتون (سيدة القارة العجوز):

 

 

أحمل إليك تحية من أولئك النسوة اللواتي خرجن في بانياس متظاهرات مطالبات بالإفراج عن أبنائهن وأزوجهن وإخوانهن الذين اعتقلهم الأسد.

 

 

صحيح أنهن يرتدين الحجاب ويغطين رؤوسهن، فهذا لا يعني أنهن سلفيات أو متعصاب أو متزمتات، لا، إنهن نساء سوريات مسلمات ومسيحيات، سنيات وعلويات ودرزيات، عربيات وكرديات وآشوريات، لكنهن شريفات عفيفات، أخوات الرجال وأمهاتهم وبناتهم، خرجن ليرفعن الصوت عالياً، وليجهرن بما هو مخزون في صدورهن منذ أربعين عاماً من الخوف والألم والحسرة، في ظل هذا النظام الذي يدعي العلمانية والديمقراطية، وهن قد أصبحن اليوم تحت حكم الشاب الطبيب الوديع الهادئ الساكن، الذي يلبس جلد الحملان ويحمل في قلبه الحقد الدفين، والشر المستطير، وفي فمه أنياب الذئب، وغدر الثعلب، وفي الوقت ذاته قلب الأرنب.

 

 

والغريب سيدتي أننا لا نعلم أسباب هذا الحقد وهذا الشر وهذا الغدر، فنحن قد بُحَّت حناجرنا هاتفين له ولأبيه من قبله، نفديهما بالروح وبالدم، بل ارتضينا طائعين أو مكرهين أن تكون سوريا كلها لآل الأسد، حتى صارت تعرف بمزرعة آل الأسد، فمن المفروض أن يقابل الإحسان بالأحسن، أما أن يقابل الإحسان بالإساءة لمجرد أننا قلنا: خفف علينا، فقد بتنا لا نطيق قيود العبودية، وابق أنت السيد المبجل المطاع، فما كان منه إلا أن أطلق علينا كلاباً مسعورة، ووحوشاً سادية، ولربما سمعت ـ سيدتي ـ هتافهم المصور في قريبة البيضا التابعة لبانياس وهم يهتفون: (يا بشار لا تهتم إذا بنعطش نشرب دم).

 

 

بماذا أستحلفك، ما هو المقدس الذي تؤمنين به لأسألك: هل سمعت بمثل هذه الوحشية في أي بلد في العالم، وعلى من؟ إنهم يهتفون على ظهور شباب قد كُبِّلت أيديهم وغُلَّت إلى أعناقهم، شاب ليسوا بسلفيين ولا مخربين، شباب تحركت في داخلهم لواعج الحرية، وأحسوا بكرامتهم المفقودة أو المأسورة، فأرادوا استعادتها، طلبوها بالكلمة، لم يحملوا سلاحاً ولم يرفعوا إلا غصن الزيتون.

 

 

تلكم النساء اللواتي أحمل لك سلامهن استقبلهن أولئك الوحوش بالحديد والنار، وكأن كل واحدة منهن تحمل في يدها قنبلة أو تلبس حزاماً ناسفاً تريد من خلاله أن تقلب الحكم وتقيم الدنيا ولا تقعدها.

 

 

بالله عليك هل رأيتهن وهن مضرجات بدمائهن ملقيات على الصخور والحجارة، منهن من تركت وليدها على أمل أنها ستعود إليه وترضعه لبن الحنان والعطف، ولكنها أعيدت مضرجة بدمائها، ملفوفة بثيابها، صغيرها يتضوَّر جوعاً وكأنه قد أحس بأن أمراً جللاً قد حصل لأمه.

 

 

نعم ـيتها الرئيسة، هذا هو النظام الذي أذلنا طيلة أربعين عاماً بحجة أننا دولة مقاومة وممانعة، أربعون عاماً عشنا خلالها على أقل القليل؛ راضين ومقتنعين؛ راجين أن نسترد حقوقنا المغتصبة، وأن تعود الجولان وفلسطين، وأن نصلي في المسجد الأقصى ركعتين قبل الممات، بعد زيارتنا للحرمين الشريفين.

 

 

لكن هيهات وهيهات...

 

 

اعذريني إن أطلت عليك، واعذريني كذلك إذا كانت أفكاري غير مرتبة، فأنا إنما أشكو إليك هموم نساء بلادي، وأشرح لك موقف شبابها وأطفالها وشيوخها، إذ إن القريب أصم وأبكم وأعمى، لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وإن تكلم كذب، وهو يعرف أنه يكذب، وهو يعرف أننا نعرف أنه يكذب، ويريدنا أن نصدق أكاذيبه.

 

 

لقد صدقناك وآمنا بك وببعثك أربعين عاماً، لكن لا وألف لا، لن نصدقك بعد اليوم، لا أنت ولا بعثك الهزيل، ولا كل المأفونين الذين يحيطون بك.

 

 

تريد الحوار مع الشعب؟!

 

 

عجباً كيف يريد الحوار من يطلق النار؟!

 

 

أنت تطلق النار علينا وتقتلنا كما تطلق النار على الكلاب الضالة، لا، بل إن الكلاب الضالة لها منظمات تحمي حقوقها، أما نحن يا سيدتي فلا نطلب العون إلا من الله، فهو خير معين.

 

 

وتقبلي تحياتنا.

 

 

الرسالة الرابعة إلى زعيمي الصين وروسيا:

 

 

واعذراني إن لم أحفظ اسميكما؛ فأنتما لا تعنيان لنا شيئاً، واعذراني كذلك إن لم ألق عليكما السلام؛ لأنكما لم تريدا السلام لأبناء شعبي، بل تريدان استخدام الفيتو الظالم لإجهاض تلك القرارات التي أظنها إن اتخذت فستأخذ الحصانة الإسرائيلية نفسها في التنفيذ، ونحن بدورنا لا نريد منكما شيئاً، فنحن قررنا أن نحك جلودنا بأظفارنا؛ وأنتما ما اعتمد عليكما معتمد إلا خسف الله به الأرض، ولم تقم له قائمة، وعاش هو وشعبه ودولته حياة الذل والمهانة.

 

 

الرسالة الخامسة إلى مجلس الجامعة العربية:

 

 

ولو أن الميت تجوز عليه غير الرحمة لأفرغت عليكم كل ما في جعبتي من الكلام الذي تستحقونه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم وصانا، فقال: اذكروا محاسن موتاكم. وأنتم للأسف لم نعرف لكم حسنة واحدة لنذكركم بها، وكما قال المثل المصري: الضرب بالميت حرام. وكما قال المتنبي: ما لجرح بميت إيلام.

 

 

لكن هناك اليوم قيادة جديدة للجامعة العربية، قيادة من رحم الثورات العربية المباركة، الأمل كل الأمل في الله سبحانه وتعالى أن يلهم هذه القيادة الجديدة النخوة والرجولة والشجاعة،فتلتفت إلى الشعوب المظلومة التي خلفتها تلك الحكومات عن ركب الحضارات، فتسعى للنهضة بها، وتحقيق أهدافها، وأنا أرى أن هذا ليس بمستبعد، لا تدري فهو القادر سبحانه على أن يخرج الحي من الميت، ويحيي الأرض بعد موتها وهو اللطيف الخبير.

 

 

ولا أنسى هنا أن أذكر الموقف الأخوي الذي شاركتنا به الشعوب العربية الشريفة من المحيط إلى الخليج، وأخص بالذكر هنا الشعب الكويتي ممثلاً في نوابه الشرفاء الذين طالبوا بطرد السفير السوري، ودعموا قضية الشعب العادلة، وكذلك أهلنا وإخواننا (الشرفاء) في لبنان والشرفاء فقط، وكذلك الأردن، والشباب الثائر في مصر العروبة، فكما يقول المثل الشعبي الشائع: (الظفر ما يطلع من اللحم)، و(الدم ما ييصيرش مية).

 

 

الرسالة السادسة إلى حزب الله وإيران...

 

 

بصراحة شديدة لا أعلم ماذا أقول في حقكما، فأنتما أشد الناس علينا، وربما أنتما أشد من الأسد نفسه؛ ولا ألومكما فإن الحقد الدفين متغلغل في نفوسكما، فجدكما أبو لؤلؤة المجوسي لم ينس أن جدنا عمر قد أسقط الدولة الفارسية، فتحايل كل التحايل، ولبس كل اللبوس، إلى أن وصل إلى أمير المؤمنين الفاروق فاغتاله بخنجره المسموم، فأكرمه الله بالشهادة على يديه، وأهانكم الله إلى ساعتنا هذه لشر في أنفسكم، وسوء في نياتكم.

 

 

ومنذ تلك الطعنة الغادرة وأمتنا تفرقت أمماً وأشياعاً، فأنتم السبب في كل ما نحن فيه، فعليكم من الله ما تستحقون.

 

 

نعم، لقد وقفنا معكم نحن الشعب السوري، واستقبلناكم في بيوتنا، وأجلسناكم في موضع الصدر فيها ونحن توسدنا عتبة الدار؛ لترتاحوا وتطمئنوا، من منطلق أنكم تحملون شعار الإسلام وأنكم تقاتلون باسمه، وتنافحون عن دينه فيما تدعون، وإن كان الشك والريب يملأ صدورنا منكم.

 

 

لقد عادينا إخوتنا في العراق حينما اختلفتم معهم؛ لأن آل الأسد أقنعونا بأنكم المظلومون، وأن بني جلدتنا ظالمون، ولكن الأفعى ما إن اطمأنت وخلا لها الجو حتى عاثت بالأرض فساداً، وأول من لدغت وآذت لدغت ذلك الذي حنا عليها ورحمها وأنقذها من الموت.

 

 

ولكن لا تظنوا أن سمكم يقتلنا، بل هو قاتلكم أنتم، وهذه دولتكم بدأت تترنح، وتتفكك من داخلها، وهذا حليفكم الأسد في أيامه الأخيرة، ولم يبق لكم إلا ذلك المخبول الآخر شافيز فحالفوه وناصروه أيضاً، وفي النهاية فإن شعبه سيلفظه ويلفظكم في آن معاً، ولا أظن أن ذلك ببعيد.

 

 

الرسالة السابعة إلى بشار الأسد وزبانيته:

 

 

بشار الأسد...

 

 

هل رأيت صورة حمزة علي الخطيب الطفل ابن الثلاثة عشر ربيعاً؟!

 

 

لا تقنعني بأن السلفية أو الإخوان أو إسرائيل هم من فعل به ذلك، ولو أقسمت أنت وزبانيتك وأبواقك أغلظ الأيمان ما صدقناك.

 

 

مالفرق بين الذي حدث له والذي حدث للشهيد محمد الدرة؟

 

 

قد يقول البعض: لا فرق.

 

 

وأنا أقول: إن هناك فروقاً وليس فرقاً واحداً، ولعل أرحم تلك الفروق أن الدرة استشهد على أيدي العدو، أما الخطيب فقد عذب ومثل به وقطعت أعضاء من جسده على أيدي أبناء وطنه.

 

 

لله دركم أيها اليهود، والله كنا نظلمكم عندما كنا نتكلم عليكم ونهاجمكم وننعتكم بالوحوش، وإذا بكم أرحم بكثير من آل الأسد الحاقدين الساديين.

 

 

لا أعرف ماذا أقول بعد ذلك.

 

 

لقد غدرت بشعبك الذي وثق بك، وخنت الأمانة التي حملتها، وعاهدت الله ثم الشعب على أدائها، فسرقت وقتلت وظلمت، وها هو شعبك، لا، إنهم ليسوا شعبك، ولا يتشرفون بالانتساب إليك، إنهم السوريون أحفاد خالد بن الوليد، أحفاد الأمويين، أحفاد صلاح الدين ونور الدين، أبناء الخراط وبدر الدين الحسني (المحدث الأكبر وشيخ الشام) والقسام وسلطان الأطرش وإبراهيم هنانو، أحفاد الشرفاء ممن لم يذكرهم التاريخ ولكنه سطر بطولاتهم، سيردون لك الصاع صاعين، لا ظلماً ولا شماتة، وإنما ردَّاً للحقوق إلى أصحابها، أما أنت وأبوك ومن هو على شاكلتكم فلن تذكرون إلا إذا ذكر أبو لؤلؤة المجوسي، ونيرون الروماني، وجنكيز خان المغولي؛ وسترجمون كما رجم أبو رغال، وينتقم الله للمظلوم من الظالم، وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: لزوال الكعبة أهون على الله من سفك دم مسلم. فكيف بك وقد سفكت الدماء، وانتهكت الأعراض، وسرقت الأموال!!!

 

 

لقد قتلت إلى الآن ما يزيد عن الألف شهيد، هؤلاء الذين عدوهم الناس وأحصوهم، وآلاف المعتقلين، وملايين المهجرين والمطرودين، ودمرت اقتصاد البلد، وجوعت شعبك، ولا يخطر في بالك أننا سنرضخ إذا جوعتنا؛ وقد سمعت شعارنا: (الموت ولا المذلة)، لقد ذهبت أيام الخوف، وصار الموت لا يرعب أحداً، ونحن في كلا الحالين ميتين؛ إن لم نمت تحت سيفك متنا تحت حكمك، لكن الموت تحت السيف ميتة العز والشرف، والميتة تحت ولايتك ميتة الذل والمهانة، ونحن اليوم قد خلعنا ثوب الذل ولبسنا ثياب العز والشرف.

 

 

فحسبنا الله ونعم الوكيل؛ عليك وعلى كل من يشد على يديك.

 

 

لقد ختمتها بسبع رسائل، على عدد أيام الأسبوع لعل وأسابيعك قد انتهت، فيريح الله منك العباد والبلاد.

 

 

فوالله ما خطر ببالي أبداً أن يمسك سوء، ولا وددت ذلك، لكن بعد الذي رأيت من ظلمك وكذبك وشراهتك للولوغ في دماء الناس وأعراضهم، فإنني لأسأل الله تعالى أن يري الأمة فيك وفي أعوانك ما يشفي صدورهم، فالأمهات والزوجات والأبناء والبنات وكل الشعب والأمة ترفع أكفها بالدعاء عليك وعلى من يشد على يديك، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

 

 

وثورتنا سلمية سلمية سلمية.

http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home....contentid=11886

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته؛

 

جزاكِ الله خيرًا أم محمد الحبيبة على النقل،

اللهم احفظ اخواننا في سورية الحبيبة واحقن دماءهم وخلّصهم من الطاغية

يا رب القلب محروق عليهم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته؛

 

جزاكِ الله خيرًا أم محمد الحبيبة على النقل،

اللهم احفظ اخواننا في سورية الحبيبة واحقن دماءهم وخلّصهم من الطاغية

يا رب القلب محروق عليهم

اللهم أمين

 

اللهم انصر شعب سوريا الاعزل نصرآ عزيزآ ..

أيدهم بنصرك يا الله .. من لنا غيرك ندعوه ..

قد تسـلط علينا من لايخافك فينا.. من لايهابك ..

اللهم أرنا في كل طاغي عجائب قدرتــك ..

اللهم ارحم شهداء سوريا وصبر أهاليهم واحقن دمائهم..

اللهم إنّــا مغلوبون فانتصر .. اللهم إنّـا مغلوبون فانتصر

لك اللـــــــــــــــــــــــــه ياسوريـــا .. لك الله

 

جزاك الله خيرا يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و الله لا أعلم ماذا أقول ؟؟

ألهؤلاء قلوب يفقهون بها أو أذان يسمعون بها

أما يخافون من يوم يجعل الولدان شيبا

يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
و الله لا أعلم ماذا أقول ؟؟

ألهؤلاء قلوب يفقهون بها أو أذان يسمعون بها

أما يخافون من يوم يجعل الولدان شيبا

يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

بارك الله فيك اختي الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×