اذهبي الى المحتوى
يسرا عبد الرحمن

حكم نقل المواضيع بدون نسبتها الى اصحابها

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخواتى الغاليات

 

نظراً لانتشار ظاهرة نقل المواضيع بدون نسبتها لأصحابها

 

وتفشيها بين رواد المنتديات

 

أحببت أن أضع بين أيديكم مجموعة فتاوى لتوضيح الحكم فى ذلك

 

الفتوى الأولى

 

 

يكثر من البعض في منتديات كثيرة أن يقوم بنقل مواضيع لأعضاء آخرين بهدف نشر الفائدة ونفع الأعضاء

لكنه ينسى - وفي بعض الأحيان يقصد - عدم الإشارة إلى كاتب الموضوع الأصلي، ولا يكتب أصلاً أن الموضوع منقول فيفهم القارئ لأول مرة أن هذا الموضوع من إنشاء ناقله.

ما حكم هذا العمل؟

 

وكيف يفعل الكاتب الأصلي إذا علم أن كتاباته أصبحت تنسب لغيره؟

وجزاكم الله خيراً

 

الجواب

 

الشيخ الدكتور محمد الحمود النجدي

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ،،،

أما بعد:

 

فلا مانع من الاقتباس من كتاب أو مجلة أو موقع انترنت أو غير ذلك ، لكن يشترط إذا نقلت عن موقع مقالا أو موضوعا أن تذكره ، أو تذكر على الأقل كلمة : منقول ونحوها .

 

وإذا نقلت عن شخص ، عالما كان أو شيخا أو إماما أو كتابا ، أن يتم النقل بأمانة ، وأن لا تحذف منه شيئا يخل بالمعنى ، أو أن تختصره دون أن تذكر أنك اختصرته أو تصرفت فيه ، لئلا يقع غموض في العبارات أو لبس ، أو إخلال بالمعنى ، فإن كثيرا من الناس لا يحسنون النقل أو الاقتباس ويحصل بفعلهم أحيانا أخطاء شنيعة .

 

ولا يشترط لذلك إذن صاحب الكتاب مثلاً ، بل يجوز الاقتباس ولو صرح بالمنع .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عن الاقتباس : فهو انتفاع شرعي لا يختلف فيه اثنان ، وما زال المسلمون منذ أن عرف التأليف إلى يومنا هذا وهم يجرون على هذا المنوال في مؤلفاتهم دون نكير انتهى .

 

والله أعلم .

 

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

المصدر منتديات مسلمه

ويتبع باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة

سلمت يمينكِ على هذه الفائدة العظيمة مما يبين عظمة ديننا

((اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت))

متـــابعة معكِ إن شاءالله

تم تعديل بواسطة ((نورهان))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الفتوى الثانية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

شيخنا الفاضل..

 

 

ما رأي الشرع وما الحكم الشرعي فيمن ينقل مواضيع بين المنتديات..

 

 

* بعضهم ينقل الموضوع كاملا مع الإشارة لكونه منقول.. وإن تحرج البعض في ذكر المصدر حسب قوانين المنتديات..

 

 

لكن سؤالي يا شيخ على شقين متقاربين..

 

 

1/ ما حكم من ينقل موضوعاً ويذكر أنه منقول..ولكنه قد يتلاعب في فواصل وروابط الموضوع حيث يزيل مسمى الكاتب او منتدى الكاتب.. كهذا:

Q8Y81049.gif

 

فيزيل مسمى المنتدى هكذا:

vaJ81050.gif

 

 

ويذكر ان الموضوع منقول.

 

 

 

 

2/ والشق الثاني..

 

 

مالحكم فيمن يزيل مسمى المنتدى.. وينسب الموضوع لنفسه ويُفاخر به..؟!!

 

 

مع العلم أن صاحب الموضوع ..

 

 

بعضهم ..لايسمح بالنقل الا بذكر المصدر وأسمه..

 

 

وبعضهم يسمح بالنقل بدون ذكر المصدر..مع ضرورة عدم نسبة الموضوع للناقل.

 

 

وفي كلا الحالتين لا يوجد من يرضى بالنقل مع نسبة الموضوع للناقل ابدا..

 

 

 

فما الحكم في كلا الحالتين.

 

 

 

وجزاك الله خيرا ووفقك لكل خير ونفع بعلمك وعملك.

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله

 

 

 

 

الجواب :

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا ، ووفَّقَك الله لكل خير .

 

 

بالنسبة للأول ؛ فإذا كان هناك ما يدعو إلى التغيير ، كأن تكون الروابط لمواقع أو منتديات غير منضبطة ، أو كانت إدارة المنتدى – مثلا – تمنع وضْع روابط ، أو كان مِن أجل تغيير صُور ونحو ذلك ، فلا بأس به ، إلاّ إذا كان صاحب الموضوع الأصلي اشترط عدم التصرف عند النقل .

وكذلك إذا اشترط ذِكْر المصدر ، فلا يُكتَفى بكلمة ( منقول ) ؛ لأن الْمُسْلِمينَ عَلَى شُرُوطِهِم ، كما قال عليه الصلاة والسلام .

 

 

وأما مَن ينسب الموضوع لنفسه ويُفاخر به ، فهذا مُتشبِّع بِما لم يُعطَ .

وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف بِالذي يلبس ثوبي زُور ! ، فقال عليه الصلاة والسلام : الْمُتَشَبِّع بما لم يُعْطَ كَلابس ثَوبي زُور . رواه البخاري ومسلم .

 

 

قال النووي : قال العلماء : معناه المُتَكَثِّر بما ليس عنده ، بأن يُظْهِر أن عنده ما ليس عنده ، يَتَكَثَّر بذلك عند الناس ، ويتزين بالباطل ، فهو مذموم كما يُذَمّ مَن لبس ثوبي زُور . قال أبو عبيد وآخرون : هو الذي يَلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع ، ومقصوده أن يُظْهِر للناس أنه مُتَّصِف بتلك الصِّفَة ، ويُظْهِر مِن التخشّع والزهد أكثر مما في قَلْبِه ، فهذه ثياب زور ورياء .

وقيل : هو كَمَن لَبس ثوبين لغيره ، وأوهم أنهما له .

وقيل : هو مَن يلبس قميصا واحدا ويَصِل بِكُمّية كُمّين آخرين ، فيَظْهَر أن عليه قميصين .

وحَكى الخطابي قولا آخر : أن المراد هنا بالثوب الحالة والمَذْهب ، والعرب تكنى بالثوب عن حال لابِسه ، ومعناه أنه كالكاذِب القائل ما لم يكن . وقولا آخر : أن المراد الرجل الذي تُطْلَب منه شهادة زور ، فيلبس ثوبين يتجمل بهما ، فلا تُرَدّ شهادته لِحُسْن هيئته . والله أعلم .

 

 

وسبق أن كتبت مقالا بعنوان :

ثِياب الرّياء والزّور

 

 

 

 

 

 

 

والله تعالى أعلم .

 

الشيخ عبدالرحمن السحيم

عضو مركز الدعوة والارشاد

add_album.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا يسرا ومتابعه معاك إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الفتوى الثالثة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ سائله عندنا بالمنتدى تسأل عن التالي

صديقتي تكتب في أحد المنتديات وتقول معاهم عضوة

 

تنزل مواضيع منقوله وتنسبها لنفسها مع العلم أن نظام المنتدى

 

يمنع المنقول ولو ثبت على هذة العضوة السرقة المفروض توقف عضويتها

 

وصديقتي محتاره أتمنى الي عنده قدرة يساعدها بأتخاذ قرار

تبي تعرف ماهو التصرف الصحيح هل تبلغ الأداره على هذه

 

العضوة وسرقاتها المتكرره

أو تستر عليها ويكون لها أجر الستر على مسلم

وجزاك الله جنات عدن

الجواب

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا .

يُناصَح سارِق الأقوال والمقالات ، فإن لم ينزجِر ، فتُبْلَغ الإدارة بذلك ؛ ولا يدخل السكوت عنه في باب الستر ؛ لأن الستر له ضوابِط .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبدالرحمن السحيم

add_album.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة

سلمت يمينكِ على هذه الفائدة العظيمة مما يبين عظمة ديننا

((اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت))

متـــابعة معكِ إن شاءالله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله المستـــعان

وأما مَن ينسب الموضوع لنفسه ويُفاخر به ، فهذا مُتشبِّع بِما لم يُعطَ .

وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف بِالذي يلبس ثوبي زُور ! ، فقال عليه الصلاة والسلام : الْمُتَشَبِّع بما لم يُعْطَ كَلابس ثَوبي زُور . رواه البخاري ومسلم .

يا الله اللهم احفظنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما حكم من يسرق مقالات وكتب وجهود غيره فينسبها لنفسه ؟

السؤال: هل يجب على من ينقل المقالات ومقاطع الفيديو أو المقاطع الصوتية من مواقع أخرى أن يذكر المصدر ؟ وهل يحق لصاحب المقالة أو المقطع أن يستاء إذا رأى مقالته منشورة في مكان ما دون ذكر اسمه ؟ . في الحقيقة : أنا من الناشطين في مجال الدعوة بالكتابة والمقاطع الصوتية والمرئية ، وقد وجدت في مرات عديدة أن بعض الإخوة والأخوات يأخذون هذه المواد وينشرونها دون أن يذكروا اسمي ، بل إنهم أحياناً يضيفون ويحذفون من محتوى هذه المواد دون إذن مني ، ربما هم يفعلون ذلك بدافع الدعوة ونشر الخير ولكن ليس بهذا الاسلوب ، ومما يدلل على حسن نواياهم أنهم لا يذكرون أسماءهم أيضاً ، وإلا لكانت الطامّة أشد . لا أدري ما سبب هذه الفوضى ، ولا أظن أنه من المناسب أن أسألهم ، كما أني لا أعرف هؤلاء الإخوة والأخوات ، ولكني في الحقيقة أشعر باستياء شديد حيال ذلك ، لطالما حاولت إقناع نفسي أن هذا عمل خير ودعوة وأنه يجب عليَّ أن ابتغي الأجر من الله تعالى وأن أغض الطرف عن مثل تلك الأفعال ، ولكن الكيل طفح هذا الصباح عندما رأيت مقالة هي من بُنيّات أفكاري منشورة دون أن يُذكر اسمي أو المصدر . فأريد أن أعرف : ما حكم استيائي هذا ؟ هل يقدح ذلك في إخلاصي ؟ أنا في الحقيقة في حيرة ، لا أدري إن كان استيائي هذا دافعه حب الظهور ، أم إنه شعور بعدم احترام الملكية الفكرية للآخرين ، علماً أنني لا أستخدم اسمي الحقيقي عند كتابة هذه المواد الدعوية ، لذلك فإن الناس لا يعرفون من هو كاتبها على وجه التحديد ، بمعنى أن دافع حب الظهور قد يكون معدوماً . أرجو منكم المساعدة ، ماذا يجب عليَّ أن أفعل ؟ أو بالأصح : ماذا يجب على هؤلاء الإخوة والأخوات أن يفعلوا ؟ هل يجوز لهم نقل مثل هذه المواد دون أن يعزوها إلى أصحابها أو دون أن يذكروا المصدر ؟ أرجو ذكر الدليل من الكتاب والسنة . ربما يبدو أن الأمر يسير في نظر بعض الأشخاص ولكنه ليس كذلك بالنسبة لي ، إنني أبكي في بعض الأحيان بسبب ذلك .

 

الجواب :

 

الحمد لله

أولاً:

نرجو أن تهوِّن على نفسك أخي السائل فالأمر لا يستحق البكاء ، وما دمت تريد الفائدة للناس ورأيت جهودك تنتشر في المواقع والمنتديات ، فإن هذا ينبغي أن يدعوك للفرح لا للحزن .

ولعلَّ مما يسلِّيك في هذا الباب ما صحَّ عن الإمام الشافعي رحمه الله من قوله : " وددتُ أن الخلْق تعلموا منِّي هذا العلمِ على أن لا ينسب إليَّ حرف منه " ، وإنما نُسب له العلم لأنه باشر التعليم بشخصه ، والناس لا تأخذ العلم عن مجهول فلذا كتب اسمه على مصنفاته ، وبما أنك لا تكتب باسمك الحقيقي فإنه يمكنك تحقيق أمنية الإمام الشافعي بما تصنعه من مواد دعوية وبما تنشره من مقاطع صوتية ومرئية .

ومن حقك أن تُنسب أعمالك وأقوالك لك ، ولا يجوز لأولئك نشر تلك المواد دون إحالة على مصدرها الذي نقلوا عنه ، ومن حقك مراسلة الموقع ومحاسبته على عدم الإحالة ، لكننا في الوقت نفسه نرى أن عليك أن تفرح بأعمالك التي تلقى رواجاً في المواقع الإلكترونية ويستفيد منها القرَّاء ، والتاريخ يبيِّن الحقائق ويكميِّز الصادق من الكاذب ؛ فأنت تعلم أنه لا يُنشر شيء في منتديات الإنترنت إلا بتاريخ ، فمن نشر المواد التي قمت بصياغتها أو كتابتها ، فإنه يمكن تبيين حقيقة المصدر من خلال تاريخ النشر ، فيتبين للناس الفارق بين المصنِّف والسارق .

وهناك اقتراح يمكن أن يكون نافعاً لك ، وهو أن تنشئ صفحة خاصة بك تجمع بها أعمالك ليسهل النقل عنها والإحالة عليها ؛ فإن كثيرين قد لا يتبين لهم أن ما ينقلونه عنك هو من عمل يدك أنت ، ولذا لا تراهم ينسبونه لك .

ثانياً:

أما بخصوص من ينسب أعمال غيره لنفسه ولا يحيل على مصدرها : فإنه قد وقع في محذير كثيرة ، وينبغي أن يتنبه لنفسه ولا يستمر في هذه الطريق التي تحرمه من الأجور ، ومن هذه المحاذير :

1. منافاة لعمله للإخلاص .

والمسلم مأمور بالإخلاص في جميع طاعاته وعباداته ، قال الله تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) البينة/من الآية 5 ، وما يفعله مَن يسطو على جهود غيره لينشرها باسمه يتنافى عمله هذا مع الإخلاص ؛ لأنه يريد الذِّكر والشهرة والتكثر بما ليس من فعله ، ولو أراد وجه الله وثواب الآخرة لعلم أن الله تعالى لا يقبل عملاً يدَّعيه لنفسه وهو ليس له ، ولكفَّ عن فعله هذا ونسب العمل لصاحبه ، ولو فعل هذا فإنه يأخذ الأجر في التعليم والدلالة على الخير كاملاً غير منقوص ، والله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا طيِّباً .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّباً ) .

رواه مسلم ( 1015 ) .

2و3. الكذب في نسبة ما ليس له أنها له ، والتشبع بما يُعط .

عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ضَرَّةً ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) .

رواه البخاري ( 4921 ) ومسلم ( 2130 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله –

وأما حكم التثنية في قوله ( ثَوْبَيْ زُور ) : فللإشارة إلى أن كذب المتحلِّي مثنَّى ؛ لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ ، وعلى غيره بما لم يُعطِ ، وكذلك شاهد الزور ، يظلم نفسه ، ويظلم المشهود عليه .

" فتح الباري " ( 9 / 318 ) .

وقال الشيخ محمد جمال الدين القاسمي – رحمه الله - :

لا خفاء أن مِن المدارك المهمة في باب التصنيف : عزوَ الفوائد والمسائل والنكت إلى أربابها تبرؤا من انتحال ما ليس له ، وترفعاً عن أن يكون كلابس ثوبي زور ، لهذا ترى جميع مسائل هذا الكتاب معزوة إلى أصحابها بحروفها وهذه قاعدتنا فيما جمعناه ونجمعه .

" قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث " ( ص 40 ) .

4. السرقة .

قال الأستاذ عصام هادي – وفقه الله - :

لما كثر اللغط حول ما يفعله بعض إخواننا من نقل لكلام دون أن يعزو ذلك إليهم : سألت شيخنا هل هذه سرقة أم لا ؟ .

فقال شيخنا : نعم هو سرقة ، ولا يجوز شرعاً ؛ لأنه تشبّع بما لم يعط ، وفيه تدليس وإيهام أن هذا الكلام أو التحقيق من كيس علمه .

فقلتُ : شيخنا بعضهم يحتج بما وقع فيه بعض العلماء السابقين ؟ .

فقال : هل يفخرون بذلك ؟ لا ينبغي لطالب العلم أن يفخر بذلك ، واعلم - يا أستاذ - أن المنقول هو أحد أمرين :

فمن نقل كلاماً لا يشك أحد رآه أنه ليس من كلامه كمثل ما أقوله أنا وغيري : " إن فلاناً ضعيف أو ثقة " : فكل من يقرأ هذا يعلم أن هذا ليس كلامي ، فهذا يُغتفر ، أما ما فيه بحث وتحقيق فلا يجوز أياً كان فاعله .

" الألباني كما عرفته " عصام موسى هادي ( ص 74 ، 75 ) .

5و6. نزع البركة ، وعدم شكر النعمة .

قال النووي – رحمه الله – معلقاً على حديث ( الدِّين النَّصيحة ) - :

ومن النصيحة : أن تضاف الفائدة التي تُستغرب إلى قائلها ، فمن فعل ذلك بورك له في علمه وحاله ، ومن أوهم ذلك وأوهم فيما يأخذه من كلام غيره أنه له : فهو جدير أن لا ينتفع بعلمه ، ولا يبارك له في حال ، ولم يزل أهل العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائلها ، نسأل الله تعالى التوفيق لذلك دائماً .

" بستان العارفين " ( ص 4 ) – ترقيم الشاملة - .

وقال السيوطي – رحمه الله - :

ومن بركة العلم وشكره : عزْوُه إلى قائله .

قال الحافظ أبو طاهر السِّلَفي : سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول : سمعت أبا عبد اللّه الصوري يقول : قال لي عبد الغني بن سعيد : لما وصل كتابي إلى عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه وذكر أنه أملاه على الناس وضمّن كتابه إليّ الاعترافَ بالفائدة وأنه لا يذكرها إلاّ عني .

وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري قال : سمعت أبا عبيد يقول : منْ شكر العلم أن تستفيد الشيء فإذا ذكر لك قلت : خفي عليَّ كذا وكذا ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا فهذا شكر العلم . انتهى

قلت – أي : السيوطي - : ولهذا لا تراني أذكر في شيء من تصانيفي حرفاً إلاّ معزواً إلى قائله من العلماء مبيِّناً كتابه الذي ذكر فيه .

" المزهر في علوم اللغة " ( 2 / 273 ) .

ثالثاً:

ذكر الأستاذ محمد رشيد رضا جنايات وذنوب كثيرة يتلبس بها من يسرق جهود غيره وينسبها لنفسه ، وجعل هذه السرقة شرّاً من سرقة المال ، حيث قال – رحمه الله - :

تكرر منا الانتقاد على الجرائد التي تنقل كلام غيرها ولا تعزوه إلى صاحبه ، وقد يكون هذا من البعض عن عمد فيكون سرقة شرًّا من سرقة الأموال والعروض ؛ لأن في سرقة دينار من رجل ذنبًا واحدًا ، وفي سرقة الكلام عدة ذنوب :

أحدها : التعدي على حقوق الناس وانتحالها لنفسه ، وهو المراد بتسميتها سرقة .

وثانيها : الخيانة في العلم ، وهو لا ينجح إلا بالأمانة , وهي نسبة كل قول إلى قائله وكل رأي

إلى صاحبه .

وثالثها : الكذب ، وهو ظاهر .

ورابعها : التبجح والافتخار بالباطل ، وقد ورد في الحديث الصحيح ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) .

خامسها : الغش ؛ فإن من الناس مَن إذا علم أن هذا القول لفلان يأخذ به ويقلده ، لأن التقليد مبني على الثقة , فإذا نسب القول إلى غير صاحبه يتركه من لو علم صاحبه لأخذ به وانتفع لثقته به دون من نسب إليه , ويأخذ به من يثق بالمنتحل على أنه له وما هو له .

سادسها : الجناية على التاريخ الذي يبين مراتب الناس وأقدارهم في العلم .

ولا شك أن المحدثين يعتبرون هؤلاء المنتحلين من الوضاع الكاذبين حتى لا يثقون برواية لهم وكذلك يجب .

" مجلة المنار " ( 3 / 569 ) .

والخلاصة :

قد رأيت أخي السائل ما يجني به المنتحل لجهود غيره من جنايات ومساوئ وما يستحقه من صفات وأحكام ، فالمرجو من الكتَّاب – في المواقع الإلكترونية وغيرها – أن يكفوا عن هذا العبث ، وأن يصدقوا مع أنفسهم ، وأن يلتزموا بالأمانة ، فعسى الله أن يكتب لهم الأجور كاملة يوم القيامة إن هم فعلوا ذلك .

وأنت أخي السائل : قد رأيت ما قاله الإمالم الشافعي رحمه الله ، فلتتخذه قدوة لك ، وخاصة أنك لا تكتب باسمك الصريح ، فلا تلتفت لذِكر الناس وثنائهم ، واجعل همَّك الحصول على رضا ربك عز وجل فهو خير لك .

وانظر جواب السؤال رقم (
) .

والله أعلم

 

 

الإسلام سؤال وجواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة

سلمت يمينكِ على هذه الفائدة العظيمة مما يبين عظمة ديننا

((اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت))

متـــابعة معكِ إن شاءالله

وانت من اهل الجزاء نوارة حبيبتى

جزاك الله خيرا حبيبتى

هذا الموضوع ليس لى وحدى كل من تجد فتوى شرعيه موثوق بها ومن مصدرها تخص هذا الموضوع فلتاتى بها وتضعها هنا ليستفيد الجميع ولنرفع الحرج عن مشرفات المنتدى بسب ببعض الاخوات اللاتى ينقلن المواضيع بدون ذكر المصدر او الذكر بانها منقوله

اسعدتنى متابعتك اختى الحبيبه

تم تعديل بواسطة يسرا عبد الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا يسرا ومتابعه معاك إن شاء الله

وانت من اهل الجزاء يا سارة

 

اسعدتنى متابعتك حبيبتى

ارجو ان اكون افادتكن بهذا النقل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عملها صياغة النشرات الدعوية وتقتبسها من غيرها

السؤال : طبيعة عملي صياغة نشرات دينية وتوعوية لمركز إسلامي ، ولكني غير مبدعة في الكتابة ، فأضطر لأن أستفيد من الأشعار والكتابات الأدبية لشعراء وكتاب عدة وأقتبس التشبيهات والتراكيب البلاغية والعبارات الغريبة والألفاظ الجميلة وطرق العرض الإبداعية والجديدة وأحاول تغييرها قليلاً بإضافة وحذف بعض الكلمات لتتناسب مع موضوع النشرة التي أكتبها بحيث تكون المقالة بفقراتها عبارة عن تركيب مع تغيير ولا أضيف جملاً من عندي ألا نادراً ، وتظهر المقالة مؤثرة جدا وتخدم الفكرة الأساسية ، فهل تعتبر هذه سرقة ولا يجوز لي عمل ذلك ، ظللت على هذه الحال أكثر من سنتين ولكني انتبهت الآن ولا أستطيع مصارحة أرباب العمل وزميلاتي بالحقيقة ، فهل يعتبر الراتب الذي آخذه مالاً حراماً ؟

 

الجواب :

الحمد لله

لا حرج في الاستفادة والاقتباس مما كتبه الآخرون من العبارات الجميلة ، والألفاظ المنمقة ، وطرق العرض الإبداعية على النحو الذي ذكرت ، بحيث يخرج المقال مؤثراً متناسقاً ، فلم يزل الكتاب يأخذ بعضهم من بعض . والبحث عن المادة ، والتأليف بين الجمل والفقرات واختيار المناسب منها عمل يحتاج إلى جهد ووقت ، ولعلك من خلال هذه الممارسة تصلين إلى مرحلة تستغنين فيها عن كثرة الاقتباس .

والممنوع في هذا المقام هو سرقة مقالات الآخرين أو نشراتهم أو سرقة أجزاء متكاملة منها ، وأما اقتباس الجمل والكلمات من عدة مقالات ، فلا يظهر أن ذلك يدخل في السرقة .

ومن المحظور كذلك : تشبع الإنسان بما لم يعط ، وإيهام الزملاء بأن هذه الكتابة المؤثرة من إبداعه وإنتاجه ، بل ينبغي أن يكون الإنسان صادقا مع نفسه وغيره ، فيشير إلى أن جهده هو الجمع والتنسيق واختيار الكلمات والجمل المناسبة والاستفادة من أعمال الآخرين .

فعن أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) رواه البخاري (5219) ومسلم (2129) .

 

والله أعلم .

 

 

 

الإسلام سؤال وجواب

__________________

 

يتبع باذن الله

تم تعديل بواسطة يسرا عبد الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حكم نقل الموضوعات دون نسبتها لأصحابها

إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد

 

السؤال :

 

سلام الله عليْكُم ورحمته وبركاتُه،،

أتابعُ المواقعَ الإلكترونيَّة بِهِمَّة ونشاط دون أن يؤثّر ذلك على عملي وحياتي ، بل أبحث عن الفائدة سواءٌ كانتْ دينيَّة أو اجتِماعيَّة أو سياسيَّة ، أقوم بِالدُّخول إلى المواقع التي تنتشر بِها الصّبيانيَّة وأنقل لها المواضيع التي تَحمل معانيَ كبيرةً على كل الأصعِدة ، وإيصال المعلومة الطيّبة لَهم طمعًا بقراءتِها والتَّفاعُل معها دون التَّطرّق إلى كاتبها أو اسمه أو إشعارٍ بأنَّها منقولةٌ حتَّى لا يَنفِروا منها ، وبدلاً من أن يقرؤوا مواضيعَ لا معنَى لها أصبحوا يتفاعلون في مواضيع تُعْطيهم الكثيرَ من المعلومات القيّمة والمُفيدة ،

فهل أنا أرتكِبُ ذنبًا بذلك ؟

وهلْ هناك لومٌ من الكاتب رغم أنَّني لا أنسبُ المقال لنفسي

وكلّ هدفي التغلغُل في هذه المواقع ونشر الدَّعوة والصَّلاح بِها ، مع العلم لا أتابع أخبارهم ولا مواضيعَهم فقط أقوم بِما شرحْتُ .

 

أفيدوني أفادكم الله .

 

الجواب :

 

الحمدُ لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه ، أمَّا بعدُ :

 

فجزاك اللهُ خيرًا على حُسْنِ نيَّتِكَ واهْتِمامِك في مُساعدةِ الآخَرين ونشر الخَيْر ؛ فإنَّ الدَّالَّ على الخير كفاعِلِه ؛ كما صحَّ عنِ الصَّادق المصدوق .

 

واعْلَمْ أنَّه لا مانعَ من نَقْلِ بعض الموضوعات والفوائد الطَّيّبة والتي يستفيدُ منها الآخرون ، سواءٌ كان النَّقْلُ من كتابٍ أو مجلَّة أو من مواقعَ على الإنترنت ، وسواءٌ كانتْ من فتوى أو مقالٍ أو غير ذلك ،

ولكِنْ يُشْتَرطُ في حال الاقتِباس الالتزام بالنَّصّ دون تعديل أو تغيير أو إضافة،إلا أن يكون خطا محضا .

 

فلا زال أَهْلُ العِلْمِ على مدى العُصور وفي مختلف الأمصار يَستفيدُ بَعْضُهم من بعض ، وينقلُ بعضُهم عَن بعض ، وأحيانًا يعزو النَّقلَ لِصاحِبِه وأحيانًا لا يَعزوه ، والضَّابِطُ في هذا هو المَصلحة ، فما دُمْتَ تَرى أنَّ مصلحةَ الدَّعوة لِهؤلاء ألا يُنْسَب القَوْلُ لِقائِلِه ، فَلا بأسَ ما دُمْتَ لم تَدَّعِ نِسْبَة الكلامِ لِنَفْسك .

 

قال الشَّيخُ بكر أبو زيد : "... فهو انتفاعٌ شرْعيّ لا يَختلف فيه اثنان ، وما زال المسلمون مُنْذُ أن عُرِفَ التَّأليف إلى يومِنا هذا وهُم يَجرون على هذا المنوال في مؤلَّفاتِهم دون نكير " اهـ.

 

ولكن لتحذر من نسبة ذلك العلم لغيْرِ أهله ، لإنه من التدليس والإخلال بالأمانة العلميَّة ، وقد قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].

 

وقال - صلى الله عليه وسلَّم -: ((المتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَي زور))؛ متَّفق عليه.

 

هذا ؛ وإنْ كنَّا نرى أنَّ الأفضل والأكمل وضع روابط لتلك الموضوعات ولو أحيانًا ؛ تنبيهًا للقُرَّاء أنَّها ليستْ من عملك ،، والله أعلم .

 

 

المصدر ملتقى اهل الحديث

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة

سلمت يمينكِ على هذه الفائدة العظيمة مما يبين عظمة ديننا

((اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت))

متـــابعة معكِ إن شاءالله

 

جزاك الله خيرا اختى الحبيبه

اسال الله النفع به

اسعدتنى متابعتك يا غاليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الله المستـــعان
وأما مَن ينسب الموضوع لنفسه ويُفاخر به ، فهذا مُتشبِّع بِما لم يُعطَ .

وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف بِالذي يلبس ثوبي زُور ! ، فقال عليه الصلاة والسلام : الْمُتَشَبِّع بما لم يُعْطَ كَلابس ثَوبي زُور . رواه البخاري ومسلم .

يا الله اللهم احفظنا

اللهم امين

طلع الموضوع كبير يا نوارة ليس كتابة منقول فقط :closedeyes:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حكم من يسرق مقالات وكتب وجهود غيره فينسبها لنفسه ؟

ar

السؤال: هل يجب على من ينقل المقالات ومقاطع الفيديو أو المقاطع الصوتية من مواقع أخرى أن يذكر المصدر ؟ وهل يحق لصاحب المقالة أو المقطع أن يستاء إذا رأى مقالته منشورة في مكان ما دون ذكر اسمه ؟ . في الحقيقة : أنا من الناشطين في مجال الدعوة بالكتابة والمقاطع الصوتية والمرئية ، وقد وجدت في مرات عديدة أن بعض الإخوة والأخوات يأخذون هذه المواد وينشرونها دون أن يذكروا اسمي ، بل إنهم أحياناً يضيفون ويحذفون من محتوى هذه المواد دون إذن مني ، ربما هم يفعلون ذلك بدافع الدعوة ونشر الخير ولكن ليس بهذا الاسلوب ، ومما يدلل على حسن نواياهم أنهم لا يذكرون أسماءهم أيضاً ، وإلا لكانت الطامّة أشد . لا أدري ما سبب هذه الفوضى ، ولا أظن أنه من المناسب أن أسألهم ، كما أني لا أعرف هؤلاء الإخوة والأخوات ، ولكني في الحقيقة أشعر باستياء شديد حيال ذلك ، لطالما حاولت إقناع نفسي أن هذا عمل خير ودعوة وأنه يجب عليَّ أن ابتغي الأجر من الله تعالى وأن أغض الطرف عن مثل تلك الأفعال ، ولكن الكيل طفح هذا الصباح عندما رأيت مقالة هي من بُنيّات أفكاري منشورة دون أن يُذكر اسمي أو المصدر . فأريد أن أعرف : ما حكم استيائي هذا ؟ هل يقدح ذلك في إخلاصي ؟ أنا في الحقيقة في حيرة ، لا أدري إن كان استيائي هذا دافعه حب الظهور ، أم إنه شعور بعدم احترام الملكية الفكرية للآخرين ، علماً أنني لا أستخدم اسمي الحقيقي عند كتابة هذه المواد الدعوية ، لذلك فإن الناس لا يعرفون من هو كاتبها على وجه التحديد ، بمعنى أن دافع حب الظهور قد يكون معدوماً . أرجو منكم المساعدة ، ماذا يجب عليَّ أن أفعل ؟ أو بالأصح : ماذا يجب على هؤلاء الإخوة والأخوات أن يفعلوا ؟ هل يجوز لهم نقل مثل هذه المواد دون أن يعزوها إلى أصحابها أو دون أن يذكروا المصدر ؟ أرجو ذكر الدليل من الكتاب والسنة . ربما يبدو أن الأمر يسير في نظر بعض الأشخاص ولكنه ليس كذلك بالنسبة لي ، إنني أبكي في بعض الأحيان بسبب ذلك .

 

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

نرجو أن تهوِّن على نفسك أخي السائل فالأمر لا يستحق البكاء ، وما دمت تريد الفائدة للناس ورأيت جهودك تنتشر في المواقع والمنتديات ، فإن هذا ينبغي أن يدعوك للفرح لا للحزن .

ولعلَّ مما يسلِّيك في هذا الباب ما صحَّ عن الإمام الشافعي رحمه الله من قوله : " وددتُ أن الخلْق تعلموا منِّي هذا العلمِ على أن لا ينسب إليَّ حرف منه " ، وإنما نُسب له العلم لأنه باشر التعليم بشخصه ، والناس لا تأخذ العلم عن مجهول فلذا كتب اسمه على مصنفاته ، وبما أنك لا تكتب باسمك الحقيقي فإنه يمكنك تحقيق أمنية الإمام الشافعي بما تصنعه من مواد دعوية وبما تنشره من مقاطع صوتية ومرئية .

ومن حقك أن تُنسب أعمالك وأقوالك لك ، ولا يجوز لأولئك نشر تلك المواد دون إحالة على مصدرها الذي نقلوا عنه ، ومن حقك مراسلة الموقع ومحاسبته على عدم الإحالة ، لكننا في الوقت نفسه نرى أن عليك أن تفرح بأعمالك التي تلقى رواجاً في المواقع الإلكترونية ويستفيد منها القرَّاء ، والتاريخ يبيِّن الحقائق ويكميِّز الصادق من الكاذب ؛ فأنت تعلم أنه لا يُنشر شيء في منتديات الإنترنت إلا بتاريخ ، فمن نشر المواد التي قمت بصياغتها أو كتابتها ، فإنه يمكن تبيين حقيقة المصدر من خلال تاريخ النشر ، فيتبين للناس الفارق بين المصنِّف والسارق .

وهناك اقتراح يمكن أن يكون نافعاً لك ، وهو أن تنشئ صفحة خاصة بك تجمع بها أعمالك ليسهل النقل عنها والإحالة عليها ؛ فإن كثيرين قد لا يتبين لهم أن ما ينقلونه عنك هو من عمل يدك أنت ، ولذا لا تراهم ينسبونه لك .

 

ثانياً:

أما بخصوص من ينسب أعمال غيره لنفسه ولا يحيل على مصدرها : فإنه قد وقع في محذير كثيرة ، وينبغي أن يتنبه لنفسه ولا يستمر في هذه الطريق التي تحرمه من الأجور ، ومن هذه المحاذير :

1. منافاة لعمله للإخلاص .

والمسلم مأمور بالإخلاص في جميع طاعاته وعباداته ، قال الله تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) البينة/من الآية 5 ، وما يفعله مَن يسطو على جهود غيره لينشرها باسمه يتنافى عمله هذا مع الإخلاص ؛ لأنه يريد الذِّكر والشهرة والتكثر بما ليس من فعله ، ولو أراد وجه الله وثواب الآخرة لعلم أن الله تعالى لا يقبل عملاً يدَّعيه لنفسه وهو ليس له ، ولكفَّ عن فعله هذا ونسب العمل لصاحبه ، ولو فعل هذا فإنه يأخذ الأجر في التعليم والدلالة على الخير كاملاً غير منقوص ، والله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا طيِّباً .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّباً ) .

رواه مسلم ( 1015 ) .

2و3. الكذب في نسبة ما ليس له أنها له ، والتشبع بما يُعط .

عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ضَرَّةً ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) .

رواه البخاري ( 4921 ) ومسلم ( 2130 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله –

وأما حكم التثنية في قوله ( ثَوْبَيْ زُور ) : فللإشارة إلى أن كذب المتحلِّي مثنَّى ؛ لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ ، وعلى غيره بما لم يُعطِ ، وكذلك شاهد الزور ، يظلم نفسه ، ويظلم المشهود عليه .

" فتح الباري " ( 9 / 318 ) .

وقال الشيخ محمد جمال الدين القاسمي – رحمه الله - :

لا خفاء أن مِن المدارك المهمة في باب التصنيف : عزوَ الفوائد والمسائل والنكت إلى أربابها تبرؤا من انتحال ما ليس له ، وترفعاً عن أن يكون كلابس ثوبي زور ، لهذا ترى جميع مسائل هذا الكتاب معزوة إلى أصحابها بحروفها وهذه قاعدتنا فيما جمعناه ونجمعه .

" قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث " ( ص 40 ) .

4. السرقة .

قال الأستاذ عصام هادي – وفقه الله - :

لما كثر اللغط حول ما يفعله بعض إخواننا من نقل لكلام دون أن يعزو ذلك إليهم : سألت شيخنا هل هذه سرقة أم لا ؟ .

فقال شيخنا : نعم هو سرقة ، ولا يجوز شرعاً ؛ لأنه تشبّع بما لم يعط ، وفيه تدليس وإيهام أن هذا الكلام أو التحقيق من كيس علمه .

فقلتُ : شيخنا بعضهم يحتج بما وقع فيه بعض العلماء السابقين ؟ .

فقال : هل يفخرون بذلك ؟ لا ينبغي لطالب العلم أن يفخر بذلك ، واعلم - يا أستاذ - أن المنقول هو أحد أمرين :

فمن نقل كلاماً لا يشك أحد رآه أنه ليس من كلامه كمثل ما أقوله أنا وغيري : " إن فلاناً ضعيف أو ثقة " : فكل من يقرأ هذا يعلم أن هذا ليس كلامي ، فهذا يُغتفر ، أما ما فيه بحث وتحقيق فلا يجوز أياً كان فاعله .

" الألباني كما عرفته " عصام موسى هادي ( ص 74 ، 75 ) .

5و6. نزع البركة ، وعدم شكر النعمة .

قال النووي – رحمه الله – معلقاً على حديث ( الدِّين النَّصيحة ) - :

ومن النصيحة : أن تضاف الفائدة التي تُستغرب إلى قائلها ، فمن فعل ذلك بورك له في علمه وحاله ، ومن أوهم ذلك وأوهم فيما يأخذه من كلام غيره أنه له : فهو جدير أن لا ينتفع بعلمه ، ولا يبارك له في حال ، ولم يزل أهل العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائلها ، نسأل الله تعالى التوفيق لذلك دائماً .

" بستان العارفين " ( ص 4 ) – ترقيم الشاملة - .

وقال السيوطي – رحمه الله - :

ومن بركة العلم وشكره : عزْوُه إلى قائله .

قال الحافظ أبو طاهر السِّلَفي : سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول : سمعت أبا عبد اللّه الصوري يقول : قال لي عبد الغني بن سعيد : لما وصل كتابي إلى عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه وذكر أنه أملاه على الناس وضمّن كتابه إليّ الاعترافَ بالفائدة وأنه لا يذكرها إلاّ عني .

وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري قال : سمعت أبا عبيد يقول : منْ شكر العلم أن تستفيد الشيء فإذا ذكر لك قلت : خفي عليَّ كذا وكذا ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا فهذا شكر العلم . انتهى

قلت – أي : السيوطي - : ولهذا لا تراني أذكر في شيء من تصانيفي حرفاً إلاّ معزواً إلى قائله من العلماء مبيِّناً كتابه الذي ذكر فيه .

" المزهر في علوم اللغة " ( 2 / 273 ) .

 

ثالثاً:

ذكر الأستاذ محمد رشيد رضا جنايات وذنوب كثيرة يتلبس بها من يسرق جهود غيره وينسبها لنفسه ، وجعل هذه السرقة شرّاً من سرقة المال ، حيث قال – رحمه الله - :

تكرر منا الانتقاد على الجرائد التي تنقل كلام غيرها ولا تعزوه إلى صاحبه ، وقد يكون هذا من البعض عن عمد فيكون سرقة شرًّا من سرقة الأموال والعروض ؛ لأن في سرقة دينار من رجل ذنبًا واحدًا ، وفي سرقة الكلام عدة ذنوب :

أحدها : التعدي على حقوق الناس وانتحالها لنفسه ، وهو المراد بتسميتها سرقة .

وثانيها : الخيانة في العلم ، وهو لا ينجح إلا بالأمانة , وهي نسبة كل قول إلى قائله وكل رأي

إلى صاحبه .

وثالثها : الكذب ، وهو ظاهر .

ورابعها : التبجح والافتخار بالباطل ، وقد ورد في الحديث الصحيح ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) .

خامسها : الغش ؛ فإن من الناس مَن إذا علم أن هذا القول لفلان يأخذ به ويقلده ، لأن التقليد مبني على الثقة , فإذا نسب القول إلى غير صاحبه يتركه من لو علم صاحبه لأخذ به وانتفع لثقته به دون من نسب إليه , ويأخذ به من يثق بالمنتحل على أنه له وما هو له .

سادسها : الجناية على التاريخ الذي يبين مراتب الناس وأقدارهم في العلم .

ولا شك أن المحدثين يعتبرون هؤلاء المنتحلين من الوضاع الكاذبين حتى لا يثقون برواية لهم وكذلك يجب .

" مجلة المنار " ( 3 / 569 ) .

 

والخلاصة :

قد رأيت أخي السائل ما يجني به المنتحل لجهود غيره من جنايات ومساوئ وما يستحقه من صفات وأحكام ، فالمرجو من الكتَّاب – في المواقع الإلكترونية وغيرها – أن يكفوا عن هذا العبث ، وأن يصدقوا مع أنفسهم ، وأن يلتزموا بالأمانة ، فعسى الله أن يكتب لهم الأجور كاملة يوم القيامة إن هم فعلوا ذلك .

وأنت أخي السائل : قد رأيت ما قاله الإمالم الشافعي رحمه الله ، فلتتخذه قدوة لك ، وخاصة أنك لا تكتب باسمك الصريح ، فلا تلتفت لذِكر الناس وثنائهم ، واجعل همَّك الحصول على رضا ربك عز وجل فهو خير لك .

وانظر جواب السؤال رقم ( 131437 ) .

 

والله أعلم

 

الإسلام سؤال وجواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خير الجزاء أختي يسرا عبد الرحمن وبارك الله فيك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وانت من اهل الجزاء اختى الحبيبه

وبارك فيك حبيبتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

.......

تم تعديل بواسطة صـمـتُ الأمــل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

.......

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حتى ردك صمت يا صموته :rolleyes: :tongue:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×