اذهبي الى المحتوى
أم جهاد ومريم

المادة المفسرة خط أحمر ..للشيخ ياسر برهامى ..

المشاركات التي تم ترشيحها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 

 

 

 

 

 

فقد حدث في الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور تطورات خطيرة خلال الأسبوع الماضي، كان أشدها انسحاب بعض الليبراليين وممثلي الكنائس المصرية -وإن كان إلى الآن انسحابًا إعلاميًّا وليس انسحابًا رسميًّا-. وزعموا أن السبب في الانسحاب هو: أن الدستور الذي أعدت مسودته وتجري المناقشات حاليًا عليها مع تصويت مبدئي تمهيدًا للتصويت النهائي هو دستور سلفي إخواني، وبعضهم قال بأنه طالباني وهابي مع أنهم شاركوا في كل جلسات اللجان التي وضعت هذه المواد مادة مادة، وتم التصويت داخل اللجان عليها، بل كانوا ضمن الموافقين الموقعين على ما أسماه بابا الكنيسة: "مادة كارثية"! أي المادة 220 المفسرة لمبادئ الشريعة الإسلامية؛ لأنها تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة على مذهب أهل السنة والجماعة.

 

وصورة التوقيعات منتشرة في كل مكان، ومَن ضمن الموقعين من أرسلتهم الكنيسة استجابة للتوافق كممثلين لها، وقد مر شهر تقريبًا على هذه الجلسة دون اعتراض من أحد، فما الذي جد حتى يطالبوا بإلغاء هذه المادة إلا المساومة السياسية؛ لتحصيل ما يظنونه مصلحة لهم؟

 

وهو في الحقيقة أعظم مضرة عليهم وعلى طائفتهم، فإن النسبة التي حصل عليها غير الإسلاميين من التأسيسية 50% هي نسبة أكبر بكثير من نسبة وجودهم في المجتمع، ومع ذلك قَبِل الإسلاميون ذلك لتحقيق التوافق، ومع كل هذا تأتي هذه الانسحابات لتحاول إلغاء هذه المادة المفسرة التي أصررنا على وجودها؛ حتى لا تفرغ المادة الثانية من مضمونها خلافًا لحقيقة وضعها، وخلافًا لإرادة الشعب المصري في العودة إلى شريعة رب العالمين.

 

وأحب أن أؤكد للجميع أن الشريعة قادمة قادمة؛ لأن الله -سبحانه- وعد بذلك، قال الله -تعالى-: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَالَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32]، وقال -تعالى-: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. ومن يحاول مغالبة أمر الله فالله غالب على أمره، وإرادة الأمة في العودة إلى الشريعة حاسمة وجازمة.

 

لقد طلبنا منهم مرات أن يجعلوا هذه الكلمة: "الشريعة الإسلامية" أو "مبادئ الشريعة الإسلامية" في استفتاء خاص عليها ويأبون في كل مرة؛ لمعرفتهم التامة بما سيؤول إليه أمر الاستفتاء، ولكنها الرغبة الجارفة عند من يسمون أنفسهم "النخبة" في أكل صنم العجوة، فلا الديمقراطية طبقوا، ولا الشعب مثَّلوا، ولا للشريعة وأمر الله امتثلوا.

 

ونحب أن نؤكد للجميع: أن هذه المادة المفسرة هي الحد الأدنى الذي يمكن أن نقبل به، وهي واضحة ليست غامضة أو لا قيمة لها -كما يقول بعض الدعاة الإسلاميين-، وهي تشتمل على الأدلة والمصادر، وقد دخل فيها الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وغيرها من المصادر المختلف فيها.

 

ولا يمكن لمسلم أن يسمح أن تتحكم الكنيسة أو القوى الليبرالية في تفسير مبادئ الشريعة، وقد أقر هذا التفسير هيئة كبار العلماء بالأزهر؛ فماذا بعد؟ فأي محاولة من أي اتجاه لإلغاء أو تعديل هذه المادة معناه تفجير مشروع الدستور بالكامل، وأي اتفاق يضمن بعد نقض العهد الموقع؟! الشارع المصري لن يقبل أي تنازل عن هذا الحد الأدنى.

 

ونرجو الله أن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفق المخالفين لترك اللعب بالنار.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

* نشرت بجريدة "الفتح" عدد (55)، الجمعة 9 محرم 1434هـ - 23 نوفمبر 2012م.

 

 

 

 


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حضرتك قولتها احنا الأغلبية ورضخنا لاستفزاز العلمانيين والنصارى بسبب ما أسميتموه توافق

كل اللى حصل ده بسبب التوافق مع ناس لن يرضوا أبدا إلا بتنحية شرع الله جانبا ولو يستطيعوا ينحوا أى منظر دينى من الوجود

الله المستعان

ربنا يهدينا للحق ولما فيه مصلة مصر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×