اذهبي الى المحتوى
اسلمت لرب العالمين

من قصص الشهداء العرب في البوسنه

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

 

قرأت الكتاب الموسوم بـ ( من قصص الشهداء العرب في البوسنة والهرسك ) .

ووجدته كتاباً ممتعاً ، مفيداً ، مليئاً بالقصص والأخبار ، والتدوين الموثق لهذه الثلّة المباركة من شهدائنا الأبرار . نحسبهم كذلك ، والله حسيبهم ، ولا نزكي على الله أحداً !

 

ان من أعظم وسائل الثبات على هذا الدين هي اقتفاء اثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده واهل العلم والتقى والورع من الأئمه الأعلام...

 

وإن أكثر مايشدك في سير هؤلاء العظماء هو ذبهم عن دينهم واسترخاصهم للروح التي بين جنبيهم للذود عن هذا الدين العظيم ولاشك أن سيرهم وبطولاتهم تملأ الآفاق ومدونة في كتب التاريخ.

ولكن هناك ممن نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً ممن اقـتفى أثرهم وصالوا بالبطولات والجولات يميناً وشمالاً ذكرهم محدود...

 

من قصص الشهداء العرب في البوسنه

 

فهد القحطاني

 

في بداية الحديث عن هذا المجاهد الشهيد إن شاء الله نسوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لايبقى بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنه فيسبق عليه الكتاب فيموت ثم يدخل الجنه) أوكما قال صلوات ربي وسلامه عليه أخونا أبودجانه رحمه الله كان سائق شاحنة في المنطقة الشرقية وكانت جاهليته كبيرة وسمعته بهذا الأمر مشهورة وفي يوم من الأيام بينما كان ذاهبا للبحرين ليوصل حمولة وكان في وضع شبه فاقد العقل من المؤثرات التي كان يتعاطاها انحرفت به الشاحنه وأنزلقت من على جسر البحرين ولكن الله سلم بأن تعلقت بالسياج ولم تسقط على البحر وأغمي عليه في هذه الاثناء ومن أقدار الله وكان هذا عام 1413هـ في نهايته اوبداية عام1414هـ كان أثنان من الإخوه يريدان الذهاب للبوسنة عن طريق البحرين وبينما هم على الجسر رأيا شاحنة ليست بغريبة عليهما فوقفا ونزلا ووجداه صاحبهما حيث كان جاراً لأحد الأخوه فنزلا وأخرجاه من الشاحنة وذهبا به للشرقيه ولما أفاق أمراه بالاغتسال والوضوء وبعد ذلك صلى ثم بدأ الأخوان يناصحانه ويقولان له لو أنك مت لكانت ميتتك على معصيه بل كبيره فاحمد الله الذي نجاك منها ولم يختم لك عليها ووقعت كلماتهما في قلبه ثم ذهبا وسافرا فأخذ أبو دجانه يحاسب نفسه واعتزل أصحابه الفاسدين وكلما رأوه في موقف للشاحنات ذهبوا إليه ووجدوه منفرداً بالمصحف ويتلوه فلم يصدق رفاقه ذلك المنظر وظنوه يتخفى بذلك من جهة حكومية، ومرت عدة أشهر ورجع الأخوان الذين أنقذاه من السفر للمنطقة الشرقية فذهب إلى أحدهما وطرق عليه الباب وسلم عليه بحرارة ولم يعرفه الأخ! حيث اللحية قد خرجت والثوب قصر والنور يشع من وجهه فعرفه بنفسه ففرح الأخ أيما فرح بذلك المنظر الجميل وأدخله المنزل وبدأت الاسئله عن الجهاد والبوسنة وفضل الشهداء والمجاهدين والرباط و..و..و.. فقال إذاً أقرب طريق للجنة هو الجهاد في سبيل الله وأنا قد بلغت السادسة والثلاثين وكلي ذنوب ومعاصي سألتك بالله أن أرافقك للجهاد؟؟ فقال الأخ الان يوجد حصار على البوسنة وليس من السهل الدخول والأخوه ينتظرون أن يفتح الطريق أما في كرواتيا أو سلوفينيا وكلتا هاتين الدولتين مليئة بالمعاصي والخمور والنساء والفتن مالايطيق الصبر عليه بشر فقال سأذهب ولو انتظرت سنة كامله وأخذ الأخ بمحاولة إقناعه ولكن دون جدوى ، وفعلاً ذهب أبودجانه لكرواتيا وفي مدينة ساحلية من أكثر المناطق في أوروبا فتنة وجمالًا وأبودجانه حديث الإلتزام بعد فمع إصراره وصل لتلك المدينه الساحلية الحدودية مع البوسنه والهرسك ومكث في بيت صغير هو وأخ تركي قرابة ستة أشهر يترقب الطريق وكان كل وقته صلاة وعبادة وتعلم أمور الدين من الأخوة الدعاة هناك حتى أتته البشرى بفتح الطريق فذهب ودخل إلى البوسنة التى طالما حلم بدخولها المجاهدون وتوجه إلى كتيبة المجاهدين في زينيتسا وتدرب هناك وأعد واستعد وكانت هناك معركة قرب قرية شيريشا فدخلها وكانت أول معركة له في جهاده وفتح الله على المجاهدين في هذه العمليه وتخندق المجاهدون في تلكم الجبهه ونال شرف الرباط في سبيل الله وبعدها بشهرين أتت عملية أقوى وأكبر وهي عملية فيسيكو قلافا ايضا في نفس المنطقه

وشارك بها وكانت سعادته لاتوصف وكذلك شجاعته فقد كان يمتاز رحمه الله بقلب لايعرف الخوف وبه نخوة قلما تجدها وإيثار ومحبة عجيبين يعرفها كل من رافقه رحمه الله وبعد تلك العمليات في عام 1414هـ .. ذهب مع جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية وعمل معهم في مدينة ترافنيك ومكث فترة هناك وتزوج ببوسنوية من أصل داغستاني وكان رحمه الله شديدا في إنكار المنكر في تلك المدينة حتى هابه جميع الفساق بها بل وصل صيته إلى الكروات في منطقة فيتز المجاوره فلم يكن أحد منهم يجرؤ بالمرور في مكان به أبودجانة ، ومقابل ذلك واصل الليل بالنهار لخدمة البوسنويين وخصوصاً الكبار والاطفال حتى أحبته المدينه بتواضعه الجم وروحه المرحه وإجادته للغة البوسنية واصبح حديث الألسن هناك بالخير ومع ذلك يذهب للمجاهدين في ترافنيك ويقضي حوائجهم ويرابط معهم وأخبروه بوجود عمليات قريبة فاستعد وكان في كل عمليه(معركة) يرجع في منتصف الطريق حيث لايستطيع المواصله لأنه مصاب بمرض الربو وزاد عليه في الفتره الأخيره حتى أتت عملية فلاشيج الثانيه في ليلة عرفة من عام 1415هـ وواصل مع الأخوة المشي نحو العدو وكان على غير عادته !! هادئاً وكثير التلفت وكأنه ينظر لشئ وكان وقت العمليه الساعة الثانية عشر ليلاً وبدأت المعركه وتقدم الليث أبودجانه ومعه سلاح الزوليا (قذيفه محموله) وتقدم نحو الصرب ومعه الأخ/ مصطفى البوسنوي حتى أصبح مقابل للخندق بأقل من عشرة أمتار وهو يستعد لضرب الصرب فأتته طلقات في نحره فسقط شهيداً وخرج من فمه مثل النور وتأكد الأخ مصطفى من مقتله وذهب وتركه حيث شدة القصف وانسحب المجاهدون وهو لايكاد يمشي من البكاء على خله أبي دجانه فلما سمع المجاهدون أمر الأمير بالتأكد من مقتل أبي دجانة وأحضار جثته فذهب أثنان من أسود الله ليتأكدوا وفعلا قتل ولكن جثته قد سحبها الصرب عندهم ومكثت جثته عند الصرب أكثر من شهرين ثم اتصل الصليب الأحمر بالجيش البوسني يخبره بطلب الصرب تبادلا للجثث ومن ضمن الجثث جثة عربي فأخبر الجيش المجاهدين و ذهب الأمير ومعه عدد من المجاهدين ، يقول الأمير ذهبنا للمشرحه فوجدنا الجثث حديثة القتل(لها يوم أو أقل ) وروائحها كريهه ومنبعثه بشدة فدخلت غاصباً نفسي بين الجثث حتى وجدت نعشا مكتوب عليه - عرب - فحملته أنا والأخوه وأخرجناه فإذا الجثه مغطاة بكيس نايلون به سحاب وأخبرنا الجيش أن هذه الجثث ومن ضمنها جثةالعربي لم تكن في ثلاجة للأموات بل مرمية في العراء فقربنا أخونا من القبر وفتحت بنفسي السحاب من جهة الرأس وكانت الخواطر تدور برأسي ورأس الإخوة كيف تكون حالته بعد شهرين ونصف هل أكله الدود؟؟ أم تغيرت ملامحه؟؟ أم؟؟؟؟؟؟أم.؟؟ بدأت بفتح السحاب ويدي وجسمي يرتجفان من المفاجأه فإذا وجهه كأنه القمر ولحيته المهيبه التي يكسوها البياض وجسمه هو.. هو... لم يتغير ورائحة كرائحة

الحناء والله يشهد على ذلك ثم الأخوه الحاضرون …

له شهران ونصف لم يتغير منه شيء حتى رائحته .

فرحم الله ذلك الأسد ورزق ابنته( نورة) الصلاح والهداية وهي الآن في السادسة من عمرها مع والدتها في البوسنة في مدينة توزلا ووداعا ياأبادجانه وأكثر الله من أمثال الصالحين المجاهدين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

ما اروعها من قصص " قصص شهدائنا في البوسنة " ، فهم لم يذهبوا هناك إلا حباً في اعلاء كلمة لا اله الا الله ..

رحمهم الله جميعاً و أسكنهم فسيح جناته .

 

جزاكِ الله خيراً ياحبيبة ونحن بانتظار المزيد ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

هؤلاء هم رجالنا و أسودنا

نسأل الله أن يكثر من أمثالهم و أن يكرمنا بشهادة في سبيله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×