اذهبي الى المحتوى
امة من اماء الله

•°o.O شرح الحديث العشرين O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

post-33797-0-41998800-1338293193.gif

 

 

 

 

20-باب فضل الحب في الله:

 

 

 

عن أنس رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ : أنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سَوَاهُمَا ، وَأنْ يُحِبّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ للهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ الله مِنْهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

 

post-28298-0-44805300-1364504546.gif

 

الشرح

 

: (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان )) من كن فيه : يعني من اتصف بهن ، (( وجد بهن )) يعني بسببهن، (( حلاوة الإيمان)) ليست حلاوة سكر ولا عسل ، وإنما هي حلاوة أعظم من كل حلاوة . حلاوة يجدها الإنسان في قلبه ، ولذة عظيمة لا يساويها شي ، يجد انشراحاً في صدره ، رغبة في الخير ، حباً لأهل الخير . حلاوة لا يعرفها إلا من ذاقها بعد أن حرمها .

(( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) وهنا قال أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ولم يقل : ثم رسوله ؛ لأن المحبة هنا لرسول الله عليه الصلاة والسلام هنا تابعة ونابعة من محبة الله سبحانه وتعالى .

فالإنسان يحب الرسول بقدر ما يحب الله ، كلما كان لله أحب ؛ كان للرسول صلى الله عليه وسلم أحب .

لكن مع الأسف أن بعض الناس يحب الرسول مع الله ولا يحب الرسول لله .

 

post-28298-0-44805300-1364504546.gif

 

انتبهوا لهذا الفرق . يحب الرسول مع الله ولا يحب الرسول لله . كيف ؟ تجده يحب الرسول أكثر من محبته لله ، وهذا نوع من الشرك . أنت تحب الرسول لله ؛ لأنه رسول الله ، والمحبة في الأصل والأم محبة الله عز وجل، لكن هؤلاء الذين غلوا في الرسول صلى الله عليه وسلم ، يحبون الرسول مع الله لا يحبونه لله ، أي يجعلونه شريكاً لله في المحبة ؛ بل أعظم من محبة الله . تجده إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعر جلده من المحبة والتعظيم ، لكن إذا ذكر الله فإذا هو بارد لا يتأثر .

هل هذه محبة نافعة للإنسان ؟ لا تنفعه ، هذه محبة شركية ، عليك أن تحب الله ورسوله ، وأن تكون محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم نابعة من محبة الله وتابعة لمحبة الله ، (( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله )) هذا الشاهد . تحب المرء لا تحبه إلا لله . لا تحبه لقرابة ، ولا لمال ، ولا لجاه ، ولا لشيء من الدنيا ، إنما تحبه لله .

أما محبة القرابة فهي محبة طبيعية . كل يحب قريبه محبة طبيعية ، حتى البهائم تحب أولادها ، تجد الأم من البهائم والحشرات تحب أولادها حتى يكبروا ويستقلوا بأنفسهم ، ثم تبدأ بطردهم .

وإذا كان عندك هرة انظر إليها كيف تحنو على أولادها وتحملهم في أيام البرد ، تدخلهم في الدفء ، وتمسكهم بأسنانها ، لكن لا تؤثر فيهم شيئاً ؛ لأنها تمسكهم إمساك رحمة ، حتى إذا فطموا واستقلوا بأنفسهم ، بدأت تطردهم ؛ لأن الله يلقي في قلبها الرحمة ما داموا محتاجين إليها ، ثم بعد ذلك يكونون مثل غيرهم .

فالشاهد أن محبة القرابة محبة طبيعية ، لكن إذا كان قريبك من عباد الله الصالحين ، فأحببته فوق المحبة الطبيعية فأنت أحببته لله .

(( أن يحب المرء لا يحبه إلا الله ، وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه ؛ كما يكره أن يقذف في النار )) يعني : يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه .

وهذه ظاهرة فيمن كان كافراً ثم أسلم ، لكن من ولد في الإسلام فيكره أن يكون في الكفر بعد أن من الله عليه بالإسلام كما يكره أن يقذف في النار ، يعني أنه لو قذف في النار لكان أهون عليه من أن يعود كافراً بعد إسلامه ، وهذا والحمد لله حال كثير من المؤمنين . كثير من المؤمنين لو قيل له : تكفر أو نلقيك من أعلى شاهق في البلد أو نحرقك لقال : احرقوني . ألقوني من أعلى شاهق ولا أرتد من بعد إسلامي .

 

post-28298-0-44805300-1364504546.gif

 

وهذا مراد الردة الحقيقية التي تكون في القلب ، أما من أكره على الكفر فكفر ظاهراً لا باطناً ، بل قلبه مطمئن بالإيمان ، فهذا لا يضره لقوله تعالى : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ) [النحل: 106 ،107] ، لما قيل لهم : نقتلكم أو اكفروا ، فباعوا الآخرة بالدنيا ، وكفروا ليبقوا ، فاستحبوا الدنيا على الآخرة ، وأن الله لا يهدي القوم الكافرين . نسأل الله لنا ولكم الهداية .

وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار

 

post-33797-0-97713800-1338293219.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×