اذهبي الى المحتوى
عـائـشـة

غريب الشام الذي باع نصف الأجر / قصة حقيقة

المشاركات التي تم ترشيحها

 

د. خالد الرفاعي ||

 

قصة الغريب ..

 

منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماه أرض الجهاد بسوريا و لسانه يردد كلمة واحدة " عايز عملية استشهادية يا عم الحج !! "

 

شاب مصري كلماته قليلة ابتسامته خفيفة واضح القصد و الهدف " استشهادية "

 

قيل له لما لا تتدرب على حمل السلاح و تخوض غمار المعارك علك تنال قصدك و بغيتك فكانت إجابته واضحة صارمة لم آتي لحمل السلاح فتلك حياة طويلة و لكن ل " استشهادية " حاول الكثيرون التعرف عليه فكان يرفض ذكر اسمه أو حتى كنيته لا تكاد تحصي كلماته لكن إصرار غريب على درج اسمه في الاستشهاديين .

 

بعد محاولات مضنية و جهد بالغ استطاع أن يدرج اسمه في سجل العمليات غير أنه وجد قبله ما يقرب من مئة اسم فغضب غضبا شديدا و أخذ يدور في كل مكان يتلمس واسطة لدفع اسمه في أول الصفوف خاصة أن تلك العمليات قليلة و قد يستغرقه الأمر عدة شهور لكن دون جدوى ..

 

كان كثرا ما ينتحب و لسان حاله يا رب اقبلني في صفوف الشهداء اللهم احشرني في حواصل الطير الأخضر ثم جاءه يوما البشير قال له عندي لك خبر مفرح هناك عملية استشهادية لكن المشكلة أن صاحبها – ليبي - يسبقك بحوالي مئة اسم اذهب إليه و حاول أن تستئذنه ، هب فرحا و انطلق باحثا عنه في كل مكان و كأنه أم ملهوفة ضاع فلذة كبدها لسنوات ثم قيل لها هو الآن على بعد خطوات ... جلس بين يدي الليبي يحاول إقناعه دون جدوى قال له " أنا أيضا انتظر منذ شهور و قد اشتقت لريح الجنة !! "

 

بكى الشاب حتى بللت دموعه لحيته ثم اختلطت بالأرض ترويها قاصة عليها نبأ الشوق و اللهفة ، حاول أن يستعطفه دون جدوى ثم فجأة توقف عن البكاء و لمعت عيناه و قال " عندي عرض أظنك لا ترفضه دعني أنفذ العملية و لو تقبلني الله في الشهداء فإني أهديك نصف الأجر و الله على ما أقول شهيد "

 

دهش الفتى الليبي لهذا الإصرار ولان قلبه فوافق على طلبه و الله على ما قالا شهيد !!

 

و في يوم " الاستشهادية " تزين المصري و أشرف بنفسه على تفخيخ الحاوية و الكل يرمقه في دهشة ، طلب منهم ألا يتركوا موضع أصبع دون متفجرات و كلما أرادوا أن ينتهوا أصر على ملأ السيارة و لما أن حانت لحظة الرحيل نظر إلى مقعد المرافق و نادى بصوته العذب " لم تركتم هذا خاليا لا تتركوا شبرا دون متفجرات عل الله أن يذيق هؤلاء المجرمون عذاب الدنيا و لعذاب الأخرة أشد و أنكى ... " ثم اردف مبتسما " دي استشهادية يا عم الحج "

 

انهمرت الدموع و رقت القلوب لحال هذا المقبل على الأخرة المدبر عن الفانية .

 

و كانت العملية شديدة الصعوبة بالغة الخطورة فهي منطقة عسكرية حصينة لطالما اغُتصبت فيها الحرائر و بُقرت فيها البطون و صُلب فيها الرجال و كان المفترض بهذا الشاب أن يقتحم البوابة حتى يصل إلى منتصف المنطقة ثم يقوم بتفجير السيارة و كان هذا مستحيلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى و كان غاية ما يأمل له المجاهدون أن يصل بالسيارة للبوابة الرئيسية .

 

أخذ يلوح لهم بيده و يضحك مستبشرا و انطلق لا يلوي منتفخ الأوداج ينشد لحن الشهادة و المجد بينما العيون المشفقة ترمق في دهشة ذلك العمل البطولي الفذ و كأن أصوات الشهداء في السماء تهتف له يا لثارات الحرائر و كأنه يد حانية قد امتدت لتمسح دموع الثكالى و تشف صدور قوم مؤمنين ....

 

صوت الطلقات يهدر كأنه ريح عاصف و دوي المدافع لا يتوقف و صيحات التكبير تخترق عنان السماء و هو في سيارته كفارس أسطوري يمتطي صهوة فرسه الأبيض و في يده سيف بتار يشطر الأعداء نصفين ، اخترقت سيارته البوابة و مرقت كالسهم و قد دارت عيون المجرمين من الرعب و قد اطاش الذهول عقولهم.

كيف لم تقتله الرصاصات ؟!

كيف لم تدمره القذائف ؟!

 

لم يترك لهم فرصة للتساؤل أكثر من هذا فقد مزقهم كل ممزق و جعلهم أثرا بعد عين ، كانت محصلة العملية هلاك مئة و ثلاثون مجرم من أعداء الله و إصابة ضعف العدد و تدمير قلعة الكفر !!

 

و على الجانب البعيد وقف المجاهدون يترحمون عليه و يدعون له بالقبول ... مال أحدهم على أخيه و الدموع تملأ عيناه " ما اسمه ؟! "

 

نظر إليه نظرة طويلة ثم رفع عينيه نحو السماء و قال بصوت متهدج تخنقه العبرات " لا ادري ... عله ... الغريب "

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}

 

أسأل الله أن يتقبله ويرفع درجاته

 

وينصر أخواننا أهل السنة في كل مكان

 

 

جزاكِ الله خيرًا أختي عائش

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله بركاته

قال الله تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ،فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ،سْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }

نسال الله أن يتقبله من الشهداء

بوركتِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يالله!!

 

صدقًا والله لا أعرف ماذا أقول!!

 

أسأل الله أن يتقبله في الشهداء

 

جزاكِ الله خيرًا عائش الحبيبة ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يالله!!

 

صدقًا والله لا أعرف ماذا أقول!!

 

أسأل الله أن يتقبله في الشهداء

 

جزاكِ الله خيرًا عائش الحبيبة ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×