اذهبي الى المحتوى
همسة أمل ~

ما حقيقة هدم وإغلاق المساجد بأنجولا ؟

المشاركات التي تم ترشيحها

أحمد السباعي

 

يبدو أن هدم مساجد وإغلاق أخرى في أنجولا لم يعد خبرًا تتناقله وسائل الإعلام المحلية والعالمية فحسب، فشهود عيان ومواطنون من داخل البلاد أكدوا للجزيرة نت هذه الأخبار، إضافة إلى سيل الإدانات والاستنكارات التي تدفقت على هذه الدولة الأفريقية من قبل جهات إسلامية في مقدمتها الأزهر الشريف.

ونفت الحكومة الأنجولية الخبر مؤكدة أنها لا تشن حربًا على الإسلام، وأنها تحترم حرية الأديان.

بعد انتشار الخبر كالنار في الهشيم على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، تواصلت الجزيرة نت مع مؤسسات دولية وأشخاص من الجاليات المسلمة داخل أنجولا لاستقصاء حقيقة الموضوع.

يقول المصري عبد الناصر الذي يعمل منذ عشرين سنة في أنجولا: إن الحكومة -على الرغم من أن دستور البلاد يضمن حرية التدين لجميع المواطنين- لا تعترف بالإسلام؛ لأن نحو 95% من السكان يَدينون بالمسيحية، وتذرعوا بالحوادث الأخيرة التي جرت في إفريقيا وآخرها هجوم نيروبي لتقديم صورة مشوهة عن الإسلام.

هدم وإغلاق

وأكد للجزيرة نت أن السلطات الأنجولية هدمت مسجدين وأغلقت مثلهما خلال الأشهر القليلة الماضية، وهناك تهديد بهدم المساجد الباقية التي يبلغ عددها نحو عشرين مسجدًا؛ وذلك بذريعة أن المساجد بُنيت دون رخصة؛ وأوضح أن المساجد الباقية مفتوحة وتُقام فيها الشعائر بشكل طبيعي حتى الآن.

واستدرك بالقول: إن السلطات توقفت عن هذه السياسة -على ما يبدو- خصوصًا بعد تواصل سفراء الدول العربية المعتمدين في أنجولا مع سلطات البلاد.

وأوضح أن حملة الحكومة شملت 170 دار عبادة غير مرخصة، بينها مساجد للمسلمين الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص من نحو 19 مليونًا يعيشون في أنجولا، ونفى تعرض المسلمين في البلاد لأي مضايقات أو اعتداءات من قبل الشرطة.

أما السنغالي "صار" المشرف على أحد المساجد في أنجولا، فقد أكد للجزيرة نت أن الحكومة هدمت مسجدين وأغلقت سبعة أخرى في أنحاء البلاد، ومنعت إقامة الشعائر الدينية فيها، وأضاف: إن الإسلام على الرغم من حداثة عهده في البلاد (يعود لنحو ثلاثة عقود) فإنه منتشر في جميع أنحاء أنجولا، وإن الحكومة الأنجولية رفضت مرات عدة إعطاء ترخيص لبناء مسجد؛ ولفت النظر إلى أن الشرطة لم تعتدِ على المسلمين في البلاد أو تلاحقهم أو تسجنهم.

في السياق نفسه أشار أحد أفراد الجالية الموريتانية في أنجولا إلى أن الحكومة أغلقت عدة مساجد في العاصمة بحجة بنائها دون ترخيص، وأضاف: إن الهجوم على المركز التجاري في نيروبي الشهر الماضي أثر سلبًا على المسلمين في البلاد؛ حيث قامت السلطات بمضايقة بعضهم. وختم قائلاً: إن الجالية المسلمة في أنجولا كبيرة وأغلب أفرادها من دول غرب إفريقيا.

من جهته تحدى المتحدث باسم المسلمين في أنجولا -ديفد جا- الحكومة أن تكشف عن عدد المساجد التي أغلقتها، وأدان ما وصفه بـ"الاضطهاد السياسي والتعصب الديني" في البلاد.

وتحدث جا لوكالة الصحافة الفرنسية عن إغلاق الحكومة مسجدًا في منطقة هويامبو في الجنوب وتعرض المسلمين لضغوط لإغلاق مسجد في العاصمة لواندا.

واتصلت الجزيرة نت بالمتحدثة باسم منظمة العفو الدولية في مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سارة حشاش، التي لم تؤكد أو تنفِ الأمر، وطالبت بمزيد من الوقت لتوثيق ما يجري على الأرض.

مجرد شائعات

وكان عدد من المسلمين دعوا أمس عبر صفحاتهم على موقع تويتر إلى "الدعاء لمسلمي أنجولا"، ونشروا صورًا قالوا: إنها لمساجد هدمت في البلاد.

في المقابل نفت الحكومة الأنجولية أنها حظرت الإسلام وأغلقت المساجد في البلاد، وأكد مسئول في وزارة الثقافة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه ليس هناك حرب على الإسلام أو على أي ديانة أخرى، وشدد أنه ليس هناك أي مسئول في الدولة يريد هدم أو إغلاق أي مكان عبادة لأي من الديانات.

ونقلت وسائل إعلام عن مسئول في السفارة الأنجولية في واشنطن، أن ما تردد عن حظر الإسلام في بلاده مجرد شائعات، وأكد أن أنجولا لا تتدخل في إقامة الشعائر الدينية؛ لأن القانون يكفل حرية ممارسات هذه الشعائر، خصوصًا أن سكان أنجولا خليط من عدة طوائف.

وكانت صحيفة "لانوفال تريبيون" الصادرة في جمهورية بنين نقلت عن محافظ العاصمة الأنجولية قوله: إن "المسلمين المتطرفين" غير مرحب بهم في بلاده، وأوضح أن الحكومة ليست مستعدة "لتقنين وجود المساجد في البلاد".

وأوردت الصحيفة -أيضًا- تصريحات لوزيرة الثقافة روزا كروز أكدت فيها أن عملية تقنين الإسلام لم يتم إقرارها بعد من قبل وزارة العدالة وحقوق الإنسان؛ لذلك فإن مساجدهم ستغلق حتى إشعار لاحق.

من جهتها ذكرت صحيفة "ذي لاس فيجاس جارديان إكسبرس" أنه تم حظر الدين الإسلامي؛ لتكون أنجولا أول بلد في العالم يتخذ مثل هذا الموقف "القاسي" ضد المسلمين.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن كروز أن قرار إغلاق المساجد هو الخطوة الأخيرة في جهود البلاد من أجل الطوائف الدينية "غير المشروعة"، بموجب القوانين الجديدة التي ستجعل اعتناق عدد من الديانات "جريمة".

إدانات واستنكارات

واستدعت هذه الممارسات ردًّا سريعًا من الأزهر الذي طالب الحكومة الأنجولية بتوضيح حقيقة عدم ترحيبها بوجود المسلمين وهدمها للمساجد، وتحديد موقف صريح من ذلك.

ودعا الأزهر المواطنين المسلمين في أنجولا لأن يكونوا دعاة سلام وأمن وأخوة وطنيّة، وطالب المُنظمات الإسلاميَّة بإرسال لجنة لتقصي الحقائق والأوضاع الخاصة بالمواطنين المسلمين.

بدوره استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة هذا الموضوع، وأوضح أن الحكومة الأنجولية اتخذت هذا القرار بحجة أنها لا ترحب "بالمسلمين المتشددين" على أراضيها، لافتًا إلى أنها هدمت مسجدًا في بلدية فيانازانغو بالعاصمة لواندا يوم 17 من أكتوبر 2013م.

كما طالب الاتحاد منظمة الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنصاف الأقلية المسلمة في أنجولا، والدفاع عن حقها في ممارسة شعائرها الدينية.

وأبدت منظمة التعاون الإسلامي قلقها من أنباء حظر الإسلام في أنجولا، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ قرار حاسم ضد القرار الأنجولي.

واعتبر مفتي الديار المصرية شوقي علام أن حظر الإسلام في أنجولا لن يستفز المسلمين هناك؛ بل سيغضب مليارًا ونصف مليار مسلم حول العالم.

 

المصدر: موقع قصة الإسلام . نقلا عن موقع الجزيرة نت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×