اذهبي الى المحتوى
  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة بسمَة
      مِسكينةٌ تلك القلوب :"(
       
       
       
      أقبَلَت إليها مُسرِعَةً ، وأمسَكَت بيدِها قائِلَةً :
      تعالي لأُعرِّفَكِ على صديقتي ياسمين .
      فقالت في نفسِها : وأنا لا أملأُ عينيكِ ؟!
       
       
      كانت في زيارةٍ لأهلِها ، فقالت لها أُختُها المُقبِلَةُ على الزَّواجِ :
      أرأيتِ ما اشتريتُه بالأمس ؟
      قالت : لا .
      فأحضرته لها .
      فقالت : جميل جميل ، أشياء سِعرُها مُرتفِعٌ لم أشترِ مِثلَها عند زواجي .
       
       
      وقَفَت تُراقِبُ أُمَّها مِن بعيدٍ وهِيَ ترعَى أخاها الرَّضيعَ ،
      وتُدلِّلُه ، وتتمنَّى أن لو كانت مكانَه .
       
       
      رأت زوجَها يتحدَّثُ كثيرًا عن أُمِّهِ وأخواتِهِ ، فقالت :
      ليتكَ تُحِبُّني كما تُحِبُّهُنَّ :"
       
       
      حَضَرَ ابنُها لزيارتِها مع زوجتِهِ ، فقالت له مُعاتِبَةً :
      لقد أخَذَتكَ زوجتُكَ مِنَّا . ليتنا نراكَ كما تراكَ هِيَ :"/
       
       
      قالت : تعِبتُ في الحَمْلِ والوِلادةِ والرَّضاعةِ والتربيةِ ،
      ثُمَّ جاء وتزوَّجَها وأبعَدَها عَنَّا ، وما عُدنا نراها إلَّا قليلًا .
       
       
      سألَت المُعلِّمةُ سُؤالًا ، واختارتَ إحدى الطالباتِ لتُجيبَ عنه ،
      فقالت إحدى زميلاتِها في نفسِها : لا أدري ما الذي بينكِ وبينها !
      دائمًا تختارينها لتُجيبَ على أسئلتِكِ ، وأين بقيَّةُ الفصل ؟!
       
       
      سألَتها : كم جُزءًا مِن القُرآنِ تحفظين ؟
      قالت : عَشرة .
      فقالت : ليتني أستطيعُ حِفظَ جُزءٍ مِن هذه العَشرة .
       
       
      أعجبتها عَباءتُها ، فسألتها عن ثَمَنِها ، فأخبرتها .
      فقالت : سِعرُها مُرتفعٌ ، وخامتُها جَيَّدةٌ ، أفضل من عَباءاتي
      ذات الخامةِ الرَّديئةِ والسِّعر المُنخفِض .
       
       
      ذَهَبَت لحُضُورِ إحدى حفلاتِ الزَّواجِ ، فرأت إحدى قريباتِها
      قد تزيَّنَت ، فازدادت جَمالًا على جَمالِها .
      قالت في نفسِها : ليتني أمتلِكُ نِصفَ جَمالِكِ .
       
       
      جلَسَت صامِتةً مُتألِّمةً ، ولِسانُ حالِها يقولُ :
      آهٍ لو تعلمونَ بتلك النَّارِ التي تَحرقُ قلبي :""
      ليتكم تمنحونني شيئًا مِن هذا الحَنانِ الذي تُوَزِّعُونَه بلا حِسابٍ .
      ليتكم تشعرونَ بهذا القلب الضَّعيفِ ، فلا تجرحونَه بتصرُّفاتِكم .
      ليتكم تُراعُونَ أحاسيسي ومَشاعِري ، فلا تُؤذُونَها بأفعالِكم .
      مِسكينٌ قلبي حِينَ يراكم هكذا ، فيَلزَمُ الصَّمتَ ، ويُؤثِرُ الكِتمانَ ،
      وينطوي على جِراحِهِ وآلامِهِ .
      رُوَيْدَكَ يا قلبي ، لا تلتفِت لهم ، لا تهتمّ بِهم ، لا تتأثَّر بأفعالِهم وكلامِهم .
       
       
      مِسكينةٌ تلك القلوبُ التي تَغارُ ، فتَحرقُها الغَيْرةُ ، ورُبَّما تُغيِّرُ مَجرَى حياتِها .
       
      رِفقًا بالقُلوبِ الضَّعيفةِ ؛ فـ ( إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه ) مُتَّفقٌ عليه .
       
      ومُراعاةً للمَشاعِرِ والأحاسيس قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
      ( إذا كُنتُم ثلاثةً ، فلا يتناجى اثنانِ دُونَ الثالثِ حتى يختلِطوا بالناس ؛
      فإنه يُحزِنُه ذلك ) صحَّحه الألبانيُّ . وحتى لا يَجرَحَ قُلُوبَ أصحابِهِ ،
      فإنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ( كان إذا بَلَغَه عنِ الرَّجِلِ شيءٌ لم يقلْ :
      ما بالُ فلانٍ يقولُ ؟ ولكن يقولُ : ما بالُ أقوامٍ يقولونَ كذَا وكذَا )
      صحيح الجامع .
       
       
      إذا رأيتَ الغَيْرةَ مِن أحدِهم ، فانظُر لِمَا فعلتَ مِن شيءٍ أثارَ غَيْرتَه .
       
      قد تكونُ الغَيْرةُ مذمومةً حِينَ تقتُلُ صاحِبَها ، فتملأُ فِكرَه ، وتشغلُ بالَه ،
      وتُلازِمُه في كُلِّ مكانٍ وزمانٍ ، ومع كُلِّ شخصٍ له عِلاقةٌ بِهِ .
       
      فالغَيْرةُ قد تُحوِّلُ صاحِبَها لحَاسِدٍ أو حاقِدٍ أو مُبغِضٍ لِمَن حولَه ،
      ورُبَّما قادته لأعمالٍ تخريبيَّةٍ وتدميريَّةٍ ، وقد تُوصِلُه للقتل .
       
      أمَّا الغَيْرةُ المَحمودةُ ، فهِيَ ما تكونُ بحُدودٍ ، وفي مَواقِف تستحقُّ ذلك .
      وأجملُها وأعظمُها : الغَيْرةُ على مَحارم اللهِ أن تُنتهَكَ .
       
       
      وأنتَ يا مَن تغارُ ، رِفقًا بنفسِكَ ، ليس كُلُّ مَوقفٍ أو كلمةٍ أو فِعلٍ يُثيرُ الغَيْرةَ .
      قد تكونُ الغَيْرةُ نتيجةَ أوهامٍ في نفسِكَ ، أو سُوءِ ظَنٍّ بمَن حولَكَ ،
      فانتبِه لذلك ، وكُن مُعتدِلًا في مشاعِرك ، مُتَّزِنًا في عواطِفِكَ .
      لا تتطلَّع إلى ما في يَدِ غَيركَ ، فقد يكونُ سببَ غَيْرتِكَ ،
      وارضَ بما قَسَمَ اللهُ لَكَ تسعَد في حياتِكَ بإذن الله .
       
      قلبُكَ بحاجةٍ إلى أن يَقترِبَ مِن رَبِّهِ سُبحانه أكثر ، وأن يُحَسِّنَ عِلاقتَه به ،
      فتقِلُّ غَيْرتُه على البَشَرِ ، وتُضبَطُ مَحَبَّتُه وتكونُ للهِ ، فلا يتأثَّر بأيِّ شيءٍ ،
      ولا يتغيَّر لأقلِّ شيءٍ . وفي الحَديثِ : ( إنَّ اللهَ تعالى يَغارُ ، وإنَّ المؤمِنَ يَغارُ ،
      وغَيرَةُ اللهِ أن يأتِيَ المُؤمِنُ ما حَرَّمَ اللهُ عليهِ ) صحيح الجامع .
       
       
      وَفَّقني اللهُ وإيَّاكَ لمَرضاتِهِ ، وجعلنا جميعًا من أهل جَنَّاتِهِ .
       
       
      والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
       
       
       

       
       
      كَتَبَه : بسمَة
      فَجر الأربعاء
      11 رمضان 1435 هـ
      9 يولية 2014 م



منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×