حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 مارس, 2004 (معدل) . بقلم : حبيبة - أخصائية تربويـة . _______ " أمي ؟؟ لا...لا تخبري أمي " . " أرجوكِ لا تتصلي بها " . " ستصرخ , ستهدد, ربما ستعاقبني " . " مشكلتي إن أمي موجودة وكأنها ميتة ". تلك هي أمثلة لجمل ترددت على مسامعي عشرات المرات خلال فترة عملي القصيرة , عبارات أسمعها من أفواه المراهقات ; وهن يبحثن عن أجوبة لتساؤلاتهن , وقبلها يبحثن عن محبة ودعم . خلال عملي ; وردت عليّ الكثير من المشكلات بأنواع مختلفة ، سأحاول من خلال هذا المقال الحديث عن مشكلات رأيت من خلالها أن علاقة الأم بإبنتها هي لب المشكلة . خلال لقائي مع الفتيات أصل أحياناً إلى طريق مسدود ، فما أن أقول للفتاة : " ما رأيك أن تزورنا والدتك ؟ ربما استطعت معها أن نساعدك " ، حتى تنهال جمل الرجاء بأن لا أخبر والدتها ، وأن لا أتوجه اليها . ربما بين من يقرأن المقال هذا ، لديها بنت احتاجت يوماً ما إلى مساعدة ، وخافت أن تلجأ الى أقرب الناس إليها ، وهي " أمها". وأنا من خلال محادثاتي مع الفتيات لا أستطيع لومهن للخوف الذي يسيطر على مشاعرهن وحواسهن ، فمنعهن من التوجه لأمهاتهن وقت الحاجة. أيتها الأم الكريمة .. قبل أن تكملي قراءة المقال ، توقفي واستعرضي شريط حياتك مع ابنتك ، واسألي نفسك : منذ متى لم أعد أشعر بأن ابنتي قريبه مني ؟؟ الإجابة واضحة .. في تلك المرحلة التي تبدأ بها الطفلة بالانتقال إلى المراهقة المبكرة , وصديقاتها كذلك ; كل منهن في مرحلة بلوغ مختلفة ، فكما هو معروف نضوج الفتاة كيفيته وتسارعه يختلف من فتاة لأخرى ، ويمتد لفترة من سن التاسعة حتى الثامنة عشرة , لذا تجدي في الصف بالمدرسة وخاصة في نهاية المرحلة الابتدائية فتيات يتصرفن كالبالغات ، ويهتمين بأمور النساء ، وأخريات ما زلن بمرحلة الطفولة يلهون ويلعبن . يومها تأتي الطفلة حاملة قصة صديقتها التي قصتها عليهن اليوم في المدرسة ، وكيف أنها دخلت الحمام ووجدت ملابسها متسخة ، وأنها عادت للبيت وأخبرت أمها بما رأت ، فأخبرتها أمها أنها تلك هي الدورة الشهريهة ، لكن عليها أن لا تخبر أحداً بذلك . واليوم شاركتهن بما لديها ، ولكنها كانت تتوسل إليهن أن لا يخبرن أحداً ، حتى لا تعلم والدتها بأنها أفشت سرها لأحد ... والطفله حيرى تتساءل : ما هي الدورة الشهرية ؟! ولمَ أم صديقتها أخبرتها أن تحتفظ بالأمر سراً ؟! هل هو عيب ؟؟؟ والأم بالبيت التي تسمع طفلتها تسرد عليها قصة صديقتها ، تخجل ، وتصرف ابنتها قائلة : سأخبرك لاحقا . أما الطفلة فتتساءل : ما الداعي لخجل أمي ؟! وما الذنب الذي اقترفته صديقتي ؟ ولماذا هذا التكتم والسرية ؟!! ويبقى الأمر معلق ، والأسئلة تدور برأس الطفلة .. فتبحث عن الإجابه تارة في برنامج تلفزيوني سخيف ، وتارة في مجلة هابطة علها تجد إجابه لما بحثت عنه أولاً لدى أمها. وبعد عام أو اثنين تعود البنت حاملة قصة لصديقه أخرى حدثتهم أنها تحادث شاباً بالهاتف ، وأن معها رقم ل" تيلي شات" ، فتصرخ الأم غاضبة ومهددة إياها بأن لا تقترب من صديقة السوء. وربما ترى مراهقتنا الصغيرة مشهداً بالتلفاز ، فتركض نحو أمها وتخبرها ، فيعلو الصراخ ويعلو الخجل وجه الأم ... ولا إجابه !! فتكرر المراهقة بحثها عن إجابات لأسئلة لم تجد إجاباتها لدى أمها .. إما بدافع الخجل .. وإما لأن الأم تظن أ نه من العيب الحديث في هذه المواضيع . ويأتي ذلك اليوم فتحصل لدى فتاتنا مشكلة صغيرة , كصديقة نشرت عنها إشاعة تافهة , أو رسالة حب لا تدري مصدرها وجدتها في حقيبتها, أو مشكلة كبيرة كقريب اغتصبها , أو شاب تحادثه بالسر , وتتساءل وهي في عمق المشكلة " " ؟؟. فتقول : اليوم يا أماه .. قررت أن أحادثك .. لأقول لك رغم حواجز الصمت وجدران الخوف.. أني أريد أن أخبرك أنه عندما أسألك سؤالاً محرجاً ; اعلمي أنني إن لم أحصل على الإجابة منك ; فسأستمر بالبحث عنها .. ولن تدري أنت من أين سأحصل عليها. أترغبين أن أجد جواباً حول العادة السرية مثلا من صديقة سوء ، أو من مجلة هابطة ؟؟ ... أكان يرضيك ذلك ؟! أمي .. إني أعلم أنك أحيانا ربما تخجلين من إجابتي .. وربما لا تعرفين إجابة واضحة وصحيحة لما أسألك عنه... فساعديني على أن نجد مصدر ثقة لأسئلتي . ما رأيك أن تبحثي لي عن كتاب جيد يجيب عن تساؤلاتي ؟ ما رأيك بدلاً من الصراخ .. أن تخبرينني أنكِ لا تعرفين الإجابة ؟ أمي.. اعلمي أني على يقين أنك أحسنت تربيتي .. ولكن الحياة مليئة بالذئاب البشرية , هي حولي في كل مكان ، هي في المدرسة ، وفي الشارع ، وفي البيت عبر قنوات التلفزيون ومواقع الإنترنيت. أمي .. اعلمي أني معرضة للوقوع في الخطأ, فتقبلي اعترافي لك بصدر رحب ، وحاولي إيجاد الطرق والوسائل لمساعدتي بدل تعنيفي والصراخ علي . .. أليس الله " تواب رحيم" .. هو شرع علمنا إياه رب العالمين . . أمي .. لا تتركينني بعد أن اعترفت لك بأني كنت أحب جارنا وأحادثه بالهاتف , بعد أن اعترفت لك بهذا الذنب القبيح لا تتركينني اشعر بذنب أكبر لأني أخبرتك ... لا تستهزئي بي .. ولا ترددي على مسامعي هذا الموضوع .. أتدرين أنه عندما أسمع ضحكات أخوتي بجنبات البيت يسخرون مني بسبب السر الذي أخبرتك إياه ، فإني أشعر بالإختناق .. وأني أريد الخروج من البيت بلا عودة . أمي .. كم أحتاج منك حضنا دافئاً عندما أعود حاملة مشكلة ، كم أرغب في أن أنسى ما حل بي ، لأشعر معك بالآمان ، عندها لن أتردد بالعودة إليك كلما حل بي مكروه لا سمح الله أو استعصى علي أمر بحياتي . هل تعلمين ما هو سبب خوفي منك ؟؟ منذ ولدت وأنا أسمع صراخك بجنبات البيت .. وكلما اقتربت منك تدفعينني عنك... منذ كنت طفلة صغيرة ألعب بدميتي .. وأنا كلما أخطأت خطأ أتلقى منك اللوم والعتاب. أمي .. ألا تعلمين أني بشر معرض للخطأ ؟ وأني ضعيفة أحتاج منك الدعم والعون والتوجيه ؟ أمي أرجوكِ تقبليني كيفما أنا.. ربما أردت أن أكون أفضل وأجمل .. ولكني أنا ابنتك .. فأشعريني أنك تتقبلينني .. ولا تتركينني ألجأ لحبيب ٍ أو صديق يطري على مسامعي كلمات الحب والحنان, ويحسسني للمرة الأولى بأني بشر ولي قيمـة. أمي أتعلمين أني أحيانا أتعرض لمشاكل لم يكن لي يد فيها ، وتسقط عليّ كالصاعقـة, كأشاعة تروّج عني وأنا بريئة منها.. أو أحداً يعترض طريقي ويسلبني كرامتي وعرضي في ثوان... فراقبي تصرفاتي وحركاتي .. فإن وجدت بها تغيراً مفاجئاً وإن كان للأفضل ; فاقتربي مني ، وربتي على كتفي ، لأشعر بدفء أناملك يداعب مشاعري ، ويقول للساني انطق ما بك .. ها هي أغلى الناس بجانبك ، أخبرها بما حل بك. أمي إن كل همومي ومشاكلي ومتاعبي ستذهب عندما تشعرينني أنك معي بقلبك إحساسك .. إني أحتاج إلى كلمات الإطراء والحب منك.. أحتاج إلى لمسات الحنان من يديك حتى وأنا عندي سبعة عشر عاما. المرسلة : ابنتك هل سمعتِ يا أمها نداءها ؟ وإلى كل الأمهات أقول : إن كثير من المشاكل تتردد على مسامعي كل يوم من طلاب وطالبات بمختلف الأعمار وفي عدة أماكن .. ومعظمها يكون مفتاح الحل هو علاقة متينة بين الأم وابنائها وبالذات الفتيات في سنوات المراهقة . ولذا أرجو من كل أم تقرأ هذه الكلمات ; أن تعيد النظر بطبيعة العلاقة التي بينها وبين أبنائها ، لترى .. هل هناك فتور وتباعد؟ هل هناك مشاعر وأحاسيس في العلاقة مع ابنائها ؟ أم اقتصرت الحياة على إعطاء الأوامر ، وتحديد المهام ، وكأن الحياة أصبحت ثكنـة عسكريـة . تم تعديل 26 مارس, 2013 بواسطة أم عائشة المصرية تعديل الخط شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 17 مارس, 2004 اخواتي انا بحاجه لارائكن لانه مقال كتبته بعد فتره طويله من التوقف عن الكتابه. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أم السعد 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 17 مارس, 2004 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقالكِ رائع يا الحبيبة .. وقد لمست فيه أهم جوانب العلاقة بين الأم وأبنائها .. ألا وهو الجانب الوجداني .. لا بد أن لا تفقد الأم الإهتمام بمد جسور التواصل مع إبنتها ، وتقوية العلاقة بمزيد من التفهم لطبيعة النمو ، وللمتغيرات التي تمر بها كل فتاة في هذه السن الحرجة من العمر .. القدرة على احتواء المشكلات ، يساعد الأم على الأخذ بيد الفتاة . نطمع في المزيد من مشاركاتك القيمة أختنا الحبيبة .. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 مارس, 2004 بارك الله فيكي يا ام السعد وشكرا لك لتثبيت الموضوع. ان شاء الله يوفقني الله في كتابة المزيد . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رقيقة القلب 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 مارس, 2004 السلام عليكي يا اختى في الله حبيبه جزاك الله خيرا على ما كتبته لنا في الموضوع وجعله الله لك في ميزان حسناتك ان شاء الله وانار بها قلبك ان شاء الله اختك في الله :wink: شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المشرفة 68 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 مارس, 2004 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سلّم الله يمينك يا أخيتي الحبيبة "الحبيبة" على هذا الطرح الموفق، نفع الله بك وجزاك عنا خيراً. وأصلح الله حال الفتيات والأمهات. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
الورقة البيضاء 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 مارس, 2004 السلام عليكم موضوعك رائع أختي " حبيبة " وأرجو من الله عز وجل أن يوفقكِ ويسددكِ في متابعة الكتابة في هذا الأمر ويا حبذا كتابة .. تقريباً .. كل ما يتعلق بالفتاة المراهقة ، حيث لدي إبنة بعد بضعة اشهر تصبح في الرابعة عشر من عمرها وكم أحرص في أن أكون قريبة منها وأن اجعلها تعتبرني كأحد صديقاتها ،، والله أنه لمن الأمر هام جداً أن تحاول الأم بكل استطاعتها وتبذل في ذلك مجهودها في أن تعين إبنتها المراهقة على التقرب منها . بارك الله فيكِ أختي وأنتظر المزيد ،، وبشوق وفقكِ الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 19 مارس, 2004 اختي الوردة البيضاء ان شاء الله عندما اتفرغ استطيع ان اكمل بمواضيع اخرى بإذن الله. وان اردت اي سؤال خاص يمكنك توجيهه لي على بريدي الخاص وسأحاول مساعدتك بإذن الله. اختي مشرفتنا الغاليه بارك الله فيكي اختي رقيقه القلب حبيبتي بوركت وجعلك الله من جنوده دائما شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
ام محمود 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 مارس, 2004 جزيتي الجنة اختنا الحبيبة حبيبة موضوع اكثر من رائع يجب ان تطلع عليه كل ام رزقها الله بابنة في عمر المراهقة حتي تعبر هذه المرحلة بسلام اللهم احفظ عوراتنا وعورات المسلمين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 مارس, 2004 بوركت اختي ام محمود وان شاء الله يكون الموضوع صاحب فائده للجميع. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
oumadam 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 6 أبريل, 2004 السلام عليكم جزاك الله خيرا اختي على موضوعك الرائع و المفيد جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله ووفقك لما يحبه و يرضاه اختك في الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 6 أبريل, 2004 بارك الله فيكي يا ام ادم وقر عينك بالذريه الصالحه . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 سبتمبر, 2004 لقد رغبت برفع مقالي ثانيه للساحه :) شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المشرفة 68 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 سبتمبر, 2004 رقع الله مقامكِ في الدارين : ) شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حبيبـة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 8 اكتوبر, 2004 بارك الله فيكي يااغلى مشرفه شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
نور قلبي القران 430 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 مارس, 2013 السلام عليكن ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أختي على نقلك الطيب فعلا كل شيء يبدا لدى الفتاة من علاقتها بامها وهي تنشأ كما عودتها أمها فيارب ارزقنا بر والدتنا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك