اذهبي الى المحتوى
ام عبد الودود السلفية

الأسباب الجالبة لرزق

المشاركات التي تم ترشيحها

افتراضي الأسباب الجالبة للرزق الحلال (أكثر من 30 سبب)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الرزاق الواهب، والصلاة والسلام على خير من طلب الرزق وبدل له الأسباب، وعلى آله وصحبه الأحباب.

أما بعد:

فهذه جملة من الأسباب الشرعية لجلب الرزق الحلال، جمعتها تذكيرًا للناسي، وتنبيهًا للغافل، ونصحًا لإخواني ولمن أخطأ الطريق في طلب الرزق من أبوب الحرام، وجل هذه الأسباب أعمال تعبدية، والأعمال الشرعية التعبدية يشترط في قبولها الإخلاص والمتابعة، ولكن لا حرج على من حقق شروط قبول العمل، أن يبتغي فضل الله عز وجل من خير كثير ورزق وفير، وما عند الله ينال بطاعته، والتعرض لفضله بعبادته.

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((الشريعة الإسلامية والحمد لله جاء فيها حوافز دينية ودنيوية، لأن الله تعالى علم نقص العبد واحتياجه إلى ما يشجعه، ونقص العبد واحتياجه إلى ما يردعه، فجاءت الأعمال الصالحة يذكر فيها ثواب الآخرة وثواب الدنيا، تشجيعاً للمرء لأن المرء محتاج لها في الدنيا والآخرة كما قال الله عز وجل: ) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( [البقرة:201-202] فلا حرج على الإنسان أن يعمل العمل الصالح ملاحظاً ما رتب عليه من ثواب الدنيا، ولا ينقص أجره شيئاً؛ لأنه لو كان هذا ينقص العبد شيئاً ما ذكره الله ورسوله، لكن هذه من باب الحوافز، ثم ما يحصل للقلب من الطاعات جدير بأن يشجع الإنسان عليها)) اهـ.

وها هي الأسباب على النحو التالي:

 

أولاً: تقوى الله عزَّ وجلَّ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ لقول الله تعالى: ) ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ( [الطلاق:2-3]، وقال تعالى: ) ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( [الأعراف: 96]، وقال تعالى: ) ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( [الأنفال: 53]، وقال تعالى: ) ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ( [المائدة: 66].

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاوى ورسائل)): ((والرزق أيضًا مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص، فمن الأسباب أن يعمل الإنسان ... ومن الأسباب تقوى الله - عز وجل - كما قال تعالى: ) ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ( [الطلاق:2-3])) اهـ.

ثانيًا: إقام الصلاة؛ لقول الله تعالى: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( [طه: 132].

قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((وقوله: ) لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ ( [طه: 132]، يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب)) اهـ.

وقال الشاطبي رحمه الله في ((الموافقات)): ((وقد قال تعالى: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ( [طه: 132].

وقال: ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ( [الطلاق: 2-3].

ثم قال:إلى غير ذلك مما يدل على أن قيام المكلف بحقوق الله سبب لإنجاز ما عند الله من الرزق)) اهـ.

وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((ذلك في قوله: ) إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ( [العنكبوت: 45]، وأنها تجلب الرزق وذلك في قوله: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( [طه: 132])) اهـ.

ثالثًا: صلة الرحم؛ كما جاء في الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) متفق عليه.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لها: ((من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل، مثراةٌ في المال، منساةٌ في العمر)) رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة وغيرها.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((مَنْ سرَّه أن يمدَّ له في عمره، ويوسَّع عليه في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء؛ فليتق الله، وليصل رحمه)) رواه أحمد وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر وضعفه الألباني، وحسنه في ((صحيح الترغيب والترهيب)) بلفظ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)) رواه أحمد.

وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((من اتقى ربَّه، ووصل رحمه، أنسئ له في عمره، وثرِّي ماله، وأحبه أهلهُ)) حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد.

قال العلامة فيصل آل مبارك رحمه الله في ((تطريز رياض الصالحين)): ((صلة الرحم تزيد في الرزق والعمر، بالتوفيق والبركة)) اهـ.

رابعًا: الهجرة؛ لقول الله تعالى: ) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [النساء:100].

قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((قوله: ) وَسَعَةً ( يعني: الرزق. قاله غير واحد، منهم: قتادة، حيث قال في قوله: ) يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ( إي، والله، من الضلالة إلى الهدى، ومن القلة إلى الغنى)) اهـ.

وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((قال الله فيهم: ) مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ( [النساء:100] ولا شك أن من وقع أجره على الله: أن الله يرزقه الرزق الحسن كما لا يخفي)) اهـ.

خامسًا: التوكل على الله عز وجل؛ لقول الله تعالى: ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ( [الطلاق:2-3]، ولحديث ((لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا))، أخرجه الترمذي وأحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((من أسباب الرزق اطلب الرزق معتمدا على الله ييسر الله لك الرزق)) اهـ.

سادسًا: الجهاد في سبيل الله: لحديث أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : ((خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلَى حُنَيْنٍ - وَذَكَرَ قِصَّةً - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ)) متفق عليه.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة، والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم))، أخرجه أحمد، وقال الألباني في ((إرواء الغليل)): إسناده حسن.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في ((الحكم الجديرة بالإذاعة)): ((إشارة إلى أن الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا، ولا بجمعها واكتنازها، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ويسبي نساءهم وذراريهم، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه)) اهـ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×