اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

من دروس الآيات في سورة الإسراء - د. أحمد نوفل

المشاركات التي تم ترشيحها

{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} [الإسراء:5]
من دروس الآية:

1- وعد الله متحقّق قطعاً ولا يُخلف أبداً، لأن الله لا يخلف وعده، سبحانه، لأنه قادر، ولأن وعده صدق وحق، ولأنه لا يشغله عن تحقيقه شيء، ولا ينسى، ولا يحول دون نفاذ إرادته بتحقق وعده شيء، وتحقّق الوعد شيء، والجبر والإلزام شيء آخر.

2- حتم مقضي وقوع الفساد والإفساد من بين إسرائيل، لا لأن الجبر واقع عليهم، ولكن لأن الإفساد في طبعهم الاجتماعي وثقافتهم، وهو واقع منهم لا أنه مفروض عليهم.

3- العبودية أعظم وأشرف صفات الخلق، وفرق بين عباد وعبيد، فعباد تطلق على عبودية الاختيار، وعبيد على عبودية الاضطرار، ومن هذا القبيل: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنْ}، {إلا عِبَادَكَ مِنهُم المُخْلَصِين}، {عَبَاداً لَنَا}، ومن هنا افتتح الإسراء الذي هو أعلى مقامات العبودية بوصف عبده في قوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، وليشير إلى أن العباد هم من صنف ومن جنس ذلك العبد صلى الله عليه وسلم.

4- البأس أهم من القوة في صراعنا مع أعداء الإسراء من أمة بني إسرائيل، وكم كدّسنا من أسباب القوة ولم نستخدمها لعدم توفر إرادة القتال، والأمة اليوم تملك القوة ولا تملك البأس -أعني الإرادة-، ولذا لم تحرّك ساكناً ولم تحرّر زهرة المدائن من بين البراثن الآثمة لأجبن الشعوب وأضعف النفوس والقلوب.

5- الذين ينهون الإفساد الأول من حول المسجد الأول في زمان الرعيل الأول لهذه الأمة هم عباد لله من جنس أول هذه الأمة الذي جاء ذكره في أول السورة في قوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}.

6- آن أن يُفسَّر القرآن لا بمجرد النقل عن السابقين، بل بتحقّقه في الواقع، وتأويله أي أيلولته في الواقع وما يؤول إليه أمر النص بمعنى التحقّق.

7- الجوس خلال الديار، يعني التفتيش عن العدو بيتاً بيتاً، وهو كناية عن احتدام المعركة واشتداد القتال.من دروس الآية: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} [الإسراء:5]


من دروس الآيات في سورة الإسراء (104-111) 

{وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} [الإسراء:104]

من دروس الآية:

1. هذا وقت عقاب بني إسرائيل على إفسادتهم الثانية, واجتماعهم في فلسطين يصعّب مقاومتهم ويسهّلها في وقت واحد, وهم مدحورون على كل حال.

2. الأرض في الآية هنا هي الأرض مطلقاً لا الأرض المعهودة, والله أعلم.

3. قوله تعالى: {جِئْنَا بِكُمْ} يدل على أن الذي يُحرّك الأحداث هو الله سبحانه وتعالى.

4. الأخلاط المتكونة منها إسرائيل عنصر قوة, من حيث عديد السكان, ولكنها عنصر ضعف من حيث هي قنبلة ديموغرافية موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة.



{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً} [الإسراء:105]
من دروس الآية:

1. هذا القرآن حق نزل من عند الحق بالحق على رسول الحق ليُحقّ في الأرض الحق.

2. من أعظم أسرار قوة القرآن أنه الحق وما سواه باطل، وقد شاء الله في سُننه في هذا الكون وكما بينت سورة الإسراء أن الباطل بمجرد حضور الحق ينطفئ ويذوب.. كما تختفي الخفافيش إذا طلعت الشمس.

3. مهمة الرسول التبشير كما هي خصيصة القرآن، والإنذار كما هو القرآن كذلك: {قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ} [الكهف:2].

4. لا يُعادى القرآن ولا يُحارب منذ الأزل إلى الآن وإلى قيام الساعة إلا لأنه الحق، وإلا فإن الأرض ملآى بالباطل، وهو متروك، لا يحاربه أحد من ملل الباطل المقتدرة.


{وَقُرْآَناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} [الإسراء:106]
من دروس الآية:

1. يتميز القرآن عن سائر الكتب السماوية السابقة بأنه نزل مُنَجَّماً.

2. نزول القرآن مُنَجَّماً أو مُفَرَّقاً له حِكَم عظيمة، وذلك أن تتشرّبه القلوب بالتدريج، وتتفهّمه شيئاً فشيئاً وتطبّقه مرحلة بعد مرحلة.

3. المرحليّة وردت في ثلاث كلمات في هذه الآية لتُعزّز المعنى وتُقوّيه وتُؤكّده: فرقناه، على مُكث، ونزّلناه تنزيلاً.

4. الكتب السابقة لفترة محدودة من الزمان، والقرآن كتاب الزمان سيستمر دستوراً ومنهجاً حتى آخر الزمان، فلا بد أن تتشرّبه نفوس الحملة الأوائل ليكونوا الأعمدة الراسخة التي تحمل الإسلام إلى الناس، فكان التدرج في النزول.



{قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} [الإسراء:107-108]
من دروس الآيتين:

1. هذا القرآن حق مطلق، والحمد لله، فسواء آمن الناس به أو لم يؤمنوا لا يخدش هذا في حقيقته وحقيّته ولكنه يخدش مصداقية من لم يؤمن به.

2. الذين أوتوا العلم من قَبل القرآن، والمقصود أهل الكتاب، والمقصود بالأخص من آمن منهم، أو من شهد للقرآن، حتى وإن لم يؤمن، فنصارى نجران منهم من آمن، ومنهم من لم يؤمن، لكنه رفض الملاعنة الواردة في سورة المائدة فهذا الرفض هو بحد ذاته اعتراف بأن القرآن حق لأنك لو علمت صدق ما أنت عليه لوقفت للمباهلة، فإذ لم تفعل فقد شهدت له، فكلا الفريقين شهد: أحدهما بطريقة مباشرة، والآخر بطريقة غير مباشرة.

3. الإيمان والإذعان وخشوع القلب وحركة الجوارح بالسجود قمة انسجام الإنسان مع ذاته، إذ آمن قلبه وعقله، وأقرّت فطرته، وسجدت جوارحه، فما أروع هذه الصورة من التناسق والانسجام والصدق مع الله ثم مع الذات.

4. أهمية الشهادة وعظيم خطرها، وعظيم إثم كتمها أو المغالطة فيها.

5. ضرورة الثقة بوعد الله واليقين بالله، وهذا مفرق الإيمان عن الكفر، فإذا كان المؤمن متلجلجاً فماذا يعني إيمانه؟ وأي رصيد يملكه هذا الإيمان؟


{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء:109]
من دروس الآية:

1. البكاء من تجلي الحق يدل على صفاء نفس ورقة قلب ورهافة حس ونُبل شعور.

2. أن يبكي المؤمن هذا متوقع، لكن أن يبكي غير المؤمن في لحظة انفعاله وانتقاله من الكفر إلى الإيمان، ربما يبدو غير متوقع، ولكنه عين المتوقع، فهذه لحظة ميلاد تفتتح بالبكاء، كما افتتحت لحظة الميلاد بالبكاء!

3. هذا القرآن ستشهد له الوقائع والأحداث والأيام والأكوان، وصدق منزل القرآن: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت:53].



{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء:110]
من دروس الآية:

1. الله والرحمن أعظم أسماء المولى سبحانه.

2. بأيّ الاسمين الجليلين دعوتَ الله فإنما تدعوه بأعظم أسمائه.

3. الأسماء الحسنى كلها لله, وكلها سواء في استجابته لك, إذا دعوته بأيها.

4. الدعاء عبادة والدعاء سلاح والدعاء صلة بالله واستمداد منه سبحانه.

5. التوسّط سمة هذا الدين وسمة أمته

. 6. إذا كان التوسّط في الصوت في الصلاة مطلوباً فكيف في خارجها؟!


{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} [الإسراء:111]
من دروس الآية

1. الحمد لله في البدء والختام, فكل عمل يُفتتح بالحمد وافتتح القرآن بالحمد وتُفتتح الصلاة بالحمد, وتُختتم المجالس بالحمد, ويوم القيامة يُختتم فصل القضاء بالحمد, فالحمد لله أولاً وآخراً.

2. الولد علامة فقر, والله غنيّ مُطلق فما به حاجة إلى الولد.

3. لا شريك لله لا في الخلق ولا في التدبير ولا في أمر من الأمور، والتوحيد تحرير، والشرك استعباد وقهر وإذلال وبئس المصير.

4. الوليّ يُتَّخَذ للنصرة والتقوية, والله غنيّ عن كل هذا وإنما نحن نحتاج أن نتّخذه وليّاً.

5. التكبير شعار معركة التحرير وختام سورة التحرير والنصر الكبير لأمة الإسراء على أمة إسرائيل.

6. والحمد لله على القرآن والإسلام وعلى الإسراء والنصر القادم إن شاء الله في أرض الإسراء.

اسلاميات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} الآية رقم (7)

إنّ هذا القرآن معجب مدهش معجز!
فأغلب تعبئة الشعب العربي ضد إسرائيل كانت تتم بممارسات إسرائيل، وإنّ تطاول اليهود واستعلاءهم وإساءتهم هي التي تعبّئ المسلمين ضدّهم. {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ}: أي حتى إذا جاء وعد مرة الإفساد الثانية -وهي برأيي ما يجري في زماننا-، ماذا سيكون؟


{لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}
فما هذه اللازم؟ أهي لام الأجل؟ أم هي لام العاقبة، أم الصيرورة؟
وفعلاً إنّ موقعها لعجيب، وكأنها تريد التعليل لما يأتي بعدها أو تكون النتيجة أن تقع عليكم إساءة وجوهكم وتقبيحها إساءة بإساءة، وهل جزاء الإساءة إلا الإساءة؟ وكيف تسيء وأنت المسيء بالاحتلال ثم يعفو عنك من وقعت عليه إساءاتك المتكررة من احتلال ومن التبعات الثقال التي ترتبت على الاحتلال؟

إنّ إساءةً واحدة كفيلة بمسح العفو من القاموس والنفوس، فكيف بمسلسل إساءات عديد الحلقات، بل لا تنتهي حلقاته؟ {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}: أي ليُسيئوا إليها ويُجلّلوها بالخزي والعار والفضيحة نتيجة انكشاف سوءة هذه النفوس القبيحة المجرمة التي تتسربل بثياب السلام والتعايش والحوار والتفاوض، وأنها الضحية والمظلومة وهي الجلاد القاتل الظالم. فإذا انتهت خديعة الدعاية، وخديعة التجميل للوجه القبيح اللئيم تكون بدأت مرحلة إساءة {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} فالسلام يجمّل القبيح ولا يجْمل بالمسلم القوي الذي يحبه الله والذي لا يسكت عن حق مفقود أو مسلوب! وإنّ واجبنا إساءة وجوه مغتصبي حقّنا وأرضنا المعتدين على أقصانا المهددين إياه ليل نهار بالتهويد والهدم والمصادرة. أفنسالمهم ولا نذكر مصادرة مسجد الخليل، وتحويل عشرات المساجد إلى خمارات ومستودعات؟!

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا}.

{وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ}:
المقصود بالمسجد هنا في الآية المسجد لأقصى. ودخوله دخول فتح وتحرير وقوة لا دخول استئذان وتصريح من قوة محتلة غالبة سوى المسلمين. فهذا ليس دخولاً، وإنما هو إذعان وقهر، أن تدخل تحت حراب عدوك، وله الصولة في بلدك وأنت تستأذن في الدخول وتنتظر "الفيزا" حتى تصدر، وتقف في الطابور حتى تفتش ويشيّك عليك أمنياً، ثم تدخل أو لا تدخل. ليس هذا من الصور التي عنتها الآية، اللهم إلا بالرفض المطلق! وليدخلوا المسجد إذاً دخول عزّ ودخول قوة وعنوة وقهر خصوم. وعدم التصريح باسمه أعتقد أنه لشدة وضوحه وانفهامه من السياق. فقد ذكر مسجدان قبل هذه الآية، ومعاذ الله أن يكون لهم سبيل أي بني إسرائيل أن يصلوا إلى المسجد الحرام، فما كان لهم ذلك ولن يكون. فبقي متعيناً أنه المسجد الأقصى. {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ}: ونجد الأمر طويلاً أن نعيد عند كل جملة أن هنا إعجازاً بيانياً ومعجزة غيبية مستقبلية سيجليها الواقع، وقد كان. في بعض الجوانب ونحن ننتظر البقية الباقية والبعض الآخر. {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ}، نحن بانتظار هذا الشق من الوعد.

وليس معنى الانتظار بطبيعة الحال، أن تأتي الأمور ونحن قعود، هذا لا يخطر بالبال، وإنما الإعداد والاستعداد والحشد والتعبئة وانتظار اللحظة المواتية إن على صعيد الذات أو على صعيد القوى المحلية والعالمية. {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ}: وهنا أكثر من إشارة وأكثر من بشارة. لقد كان الإسراء فتحاً روحياً دينياً، وكان الفتح العمري فتحاً سياسياً عسكرياً وعندما قال القرآن. {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فإنه يعني هذا الفتح الأخير. أي الفتح العمري ولقد بشر الله به قبل أن يوجد، وهذه شهادة عظمى لعُمر لو كان يفقه الذين يطيلون ألسنتهم في هذا العظيم العبقري صاحب الفتح الأول والدخول الأول الذي قاس النص الكريم دخولنا القادم عليه. والذي نعلمه أن الفتح القادم والدخول الآتي عسكري كما كان الفتح العمري، ولكن النص هنا ذكر أمراً ثالثاً إضافياً هو: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} فهذا زائد على الدخول العمري: إنه التدمير الشامل لما علا اليهود. وهو تدمير للعلو السياسي والعلو العسكري والعلو الاقتصادي، والعلو في الحواجز، والعلو الإعلامي، والعلو العمراني ...

فقد علوا في البنيان وتطاولوا ليخنقوا الأقصى وليشوهوا جماله عندما يحاط بغابات الإسمنت الجامدة الصلدة الصماء الشوهاء الشاهقة فيتقزم – وحاشاه – أمام علوها. هذا كله سيُدمَّر، ويعود الأقصى شامخاً كما كان عبر الزمان. {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (الروم). ولقد جاء هذا الوعد الثالث مقترناً باللام كاسبقيه: ليسوءوا .. وليدخلوا .. وليتبروا .. وكل ضمائر الغائب تعود على المسلمين.

واللافت للنظر أن ضمير الغائب الوحيد على اليهود هو ضمير: ( عَلوْا )، وكما قلت في أكثر من مناسبة: أنا سنحولهم من ضمير المخاطب الحاضر إلى ضمير الغائب، ونحن الذين كان يعبّر عنا بضمير الغائب سنعود إلى الشهود والحضور والوجود من جديد بإذن الله. *


من دروس الآية (7):
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} الآية رقم (7)

1- إن الله يعلم أن بني إسرائيل لن يحسنوا ومع هذا يقنن ويقول: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} وحقاً إن هذا لكلام إله عظيم سبحانه.

2- أعدى أعداء بني إسرائيل أخلاقهم السيئة وظلمهم وهي التي تعبئ الناس ضدهم وتحشّد كل الناس عليهم وتؤلب الخلق ضدهم، ثم يسألون لماذا يكرهنا الناس؟ اسألوا أنفسكم!

3- كشف خبيئة بني إسرائيل الخبيثة واجب الوقت وفريضة المرحلة، وجزء من المعركة، وفصل في الحرب ضدهم، فلتكتب عنهم الكتب والدراسات الجادة والعميقة في حملة منظمة تحت عنوان: {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}.

4- ضرام المعركة سيكون أشده حول المسجد، ولعل المسجد يكون الشرارة وصاعق التفجير في المعركة المقبلة، ولا يزال المجرمون يتحرشون بالمسجد حتى يستيقظ النيام وينتبه الغافلون، فإذا صَحَت الأمة وصحَّت فالويل للأمة الظالمة المحتلة.

.........................


من دروس آية:
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} [الإسراء:16]
د. أحمد نوفل

 1. لله في الأمم والكون والمجتمعات سنن يجب مراعاتها وفهمها جيداً ونحن نفسر كلامه سبحانه في آيات القرآن.

2. الأصل في معاملة الله للعباد الرحمة, والعذاب والهلاك ليس لأول معصية, ولكن إذا تمادى القوم الكافرون واعتدوا وتجاوزوا حدّهم وطغوا وبغوا وطال أمد تطاولهم, أُخِذُوا.

3. {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} ينبغي ألا يُفهم بحال بأنّ الله أمر القوم ففسقوا, فالله لا يأمر إلا بالعدل والإحسان, فالله إذاً أمرهم بالإيمان، فتركوا أمر الله وفسقوا فاستحقّوا العقاب.

4. حِلم الحليم عظيم، وعقابه وعذابه بعد حِلمه عقاب وعذاب أليم وعظيم، ولذلك قيل: اتّقِ غضب الحليم. 5. الترف والمترفون هم سبب تلف المجتمعات وتعريضها للعذاب والمهلكات



اسلاميات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×