اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

تقوم الشركات والمؤسسات نهاية كل عام بجرد ممتلكاتها ورفع تقاريرها وحسابها المالي، فإذا كان أداء هذه الشركات والمؤسسات خلال العام، أداءً جيداً منضبطاً ونفذت واجباتها وخططها كما ينبغي، كانت أرباحها جيدة، وأعمالها مستمرة ومشاريعها في حال توسُّع وتنوُّع، كما أنها تقوم بتقييم أداء موظفيها خلال العام والأعمال التي أنجزوها وما هو المقبول منها، فتكافئ المحسن منهم وتقوم بتأنيب المقصر وتوجّه له الإنذار ولفت النظر، وربما تستغني عنه بسبب تقصيره وقد تعطيه فرصة لتجاوز التقصير وإصلاح الخلل الذي وقع فيه.

وها نحن في شهر شعبان، وهو الشهر الختام الذي تُرْفَع فيه الأعمال كل عام، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم أكثر أيامه، وعندما سئل عن ذلك أخبر -عليه الصلاة والسلام- أنه شهر تُرْفَع فيه الأعمال، ورفع الأعمال إلى الله على ثلاث درجات؛ الدرجة الأولى: رفع الأعمال كل يوم فقد جاء في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات، فقال: "إن الله -عز وجل- لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخفِض القسط ويَرْفَعه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل..."(رواه مسلم).

قال المُنَاوي: "معناه يُرفَع إليه عملُ النهار في أول الليل الذي بعده، وعملُ الليل في أول النهار الذي بعده؛ فإن الحَفَظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون"(البخاري).

والدرجة الثانية: تُرفع كل يوم اثنين وخميس؛ كما جاء في حديث أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تُعرَض أعمال الناس في كلِّ جمعةٍ -أي كل أسبوع- مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفَر لكل عبد مؤمن، إلا عبدًا بينه وبين أخيه شَحْنَاء، فيقال: اتركوا - هذين حتى يَفِيئا"(رواه مسلم)، وهذا الرفع خاص بعمل العبد خلال الأسبوع.

أما الدرجة الثالثة: فترفع الأعمال سنوياً، وهذا بمثابة التقرير الختامي السنوي، ويكون ذلك في شهر شعبان وذلك لما في حديث أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرْفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم"(حسنه الألباني في صحيح سنن النسائي 2356).

فانظروا وتأملوا وفكروا كيف ستُرفع أعمالكم؟، وهل هي أعمال تَرفع الدرجات؟، أم أنها أعمال يستحي أحدنا أن يعرضها على إنسان مثله، فكيف بربّ الأرض والسماوات الذي خلقك ورزقك وأسبغ عليك نعمه الظاهرة والباطنة؟، هل هذا التقرير يؤهلك -يا عبدالله- للنجاح والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة؟، أم أنها أعمال ظلمت فيها وقصّرت في العبادات، وارتكبت المحرمات، وسفكت الدماء، وناصرت الظلمة، وأخذت حقوق العباد من دون وجه حقّ، وكذبت وزوّرت وسرقت وشهدت شهادة الزور، وعققت والديك وقطعت رحمك، فإذا كنتَ كذلك فجدِّد العزم والتوبة النصوح، واستغل أيامك في طاعته -سبحانه- قبل أن تنزل بك السكرات، ويفاجئك الموت، وتنقطع الأسباب، وها نحن في شهر شعبان، انطلق منه لحياة جديدة وعام جديد، وهو شهر يستعد فيه العباد لاستقبال شهر رمضان بتهيئة النفوس بالطاعات والعبادات

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×