اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تدبر سورة الحاقة

المشاركات التي تم ترشيحها

مقاصد سورة الحاقة

 

تدور مقاصد سورة الحاقة حول الإخبار عن أهوال يوم القيامة العظيمة التي ستحلُّ بالسموات والأرض في ذلك اليوم المشهود، وتتحدَّثُ عن أحوال الكفَّار الذينَ لم يؤمنوا بالرسالات التي أنزلها الله تعالى على رسله وأنبيائه وتبيِّنُ العذاب والعقاب الذي سيحيقُ بهم

 

ذكر في سورة الحاقة عدة أوصاف ليوم القيامة:الحاقة تكرر 3 مرات،القارعة، الواقعة، كلها تؤكد حق وقوعها لمن يكذب بها
الحاقة: تحق فيها الأمور، يحق فيها عذاب المكذبين ويحق فيها جزاء المؤمنين
القارعة: تقرع الناس بأهوالها
الواقعة:تقع فيها الأهوال

 

من الدروس المستفادة من سورة الحاقة


الدنيا ماهي الا دار للاختبار والابتلاء : حيث ان سبب وجودنا في هذه الحياة هو لإطاعة الله سبحانه وتعالى مع الصبر عند البلاء والشدائد والشكر عند المنح والعطاء ، ومن هنا سيتم التفريق بين المؤمن الحق ، وضعيف الايمان ،  والكافر

ضرورة الاتعاظ من الامم السابقة : فكما ذكرنا ان الله قد اهلك من عاند رسوله وكذب بآياته ، وابقى لنا على آثارهم وسيرتهم وذلك  حتى نتعلم مما حدث لهم ، والا نقع فيما وقعوا فيه من تكذيب وحتى نتجنب أخطائهم ، وان نتخذهم عبرة في كل مرة فكرنا فيها ان نعصي الله ، والا نتكبر ايضا على أوامر الله .

ضرورة الاستعداد ليوم العرض “يوم القيامة” : حيث بينت السورة الكريمة بعض تفاصيل وأهوال يوم القيامة ، حين يتم النفخ في الصور ، وانشقاق السماء ، ودك للجبال، وان جميع الخلائق سوف تعرض على الله ، لايخفى من اسرارنا شئ، ولذا وجب الاستعداد لهذا اليوم عن طريق اتباع اوامر الله واطاعته مع اجتناب نواهيه.

من ينكر الآخرة سوف يعاقب : حيث اشارت سورة الحاقة ، ان الامم التي كذبت بالاخرة قد اهلكهم الله في الحياة الدنيا ، وانه سوف يعيدهم يوم القيامة لينالوا عذاب الآخرة

 

تدبر سورة الحاقة


﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [ الحاقة: الآية 24 ]
أيام الدنيا وأيام الصيام وأيام القِيام وغضِّ البصر وضبط اللِّسان وإنْفاق المال وترْبِيَة الأولاد وتَحْجيب الزوجة وطلب العِلم ....
آية هي من أعظم ما تضمنته سورةالحاقة مما يُرهِب القلب البشري المؤمن الذي يتذكر ذلك اليوم قال الله (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)

قال السعدي في قوله تعالى ( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) أعم قسم وقع في القرآن
آية شاملة لكل شيء يُقسم الله بكل شيء مما يشاهدونه ومما لا يشاهدونه

ﻻ تقع في الزلل إﻻ عندما تغيب عنك هذه الحقيقه
" يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية "
قف : واذكر فرطاتك, خلواتك, ..كلها أحصاها الله ! ثم تطهّر منها بالتوبة اليوم


﴿ إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿٣٣﴾ ] لأن مدار السعادة ومادتها أمران: الإخلاص لله، الذي أصله الإيمان بالله، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان، الذي من أعظمها دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان، فلذلك استحقوا ما استحقوا. السعدي: 884.


﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿٣٤﴾ ] ووصفه بأنه (لا يحض على طعام المسكين) يدل على أنه لا يطعمه من باب أولى، وهذه الآية تدل على عظم الصدقة وفضلها؛ لأنه قرن منع طعام المسكين بالكفر بالله. ابن جزي: 2/494.

ولايحض على طعام المسكين)جاء بأبلغ ما يكون من بخله فهو ليس فقط يمنع المسكين حقه بل لا يحضّ على اطعامه ممافي قلبه من القسوة والشح

.  (إلا من غسلين)لما كان في الدنيا لايطعم المسكين إلا فضلات طعامه وربما لايعطيه شيئا طعامه في الآخرة الغسلين الذي هو قيحٌ وصديد

 
﴿ ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَٱسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾ إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿٣٢﴾ ] كان أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها. اقتبس ذلك من الآية. الألوسي: 15/57.


﴿ كُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ هَنِيٓـًٔۢا بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلْأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿٢٤﴾ ] وثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل). ابن تيمية: 6/388.

 
﴿ إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَٰقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿٢٠﴾ ] كلما كان الإنسان أعلى كان الاستشعار والنقص من نفسه أكثر ... يكفي العاقل في الخوف الحامل له على العمل. البقاعي: 20/362.

 
﴿ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَٰعِيَةٌ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿١٢﴾ ] والوعي: العلم بالمسموعات، أي: ولتعلم خبرها أذن موصوفة بالوعي، أي: من شأنها أن تعي. وهذا تعريض بالمشركين؛ إذ لم يتعظوا بخبر الطوفان والسفينة التي نجا بها المؤمنون، فتلقوه كما يتلقون القصص الفكاهي. ابن عاشور: 29/123.

 
﴿ وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَٰعِيَةٌ ﴾ [ سورة الحاقة آية:﴿١٢﴾ ] فالوعيُ توصف به الأذن كما يوصف به القلب؛ يقال: قلب واعٍ، وأذن واعية؛ لِمَا بين الأذن والقلب من الارتباط؛ فالعلم يدخل من الأذن إلى القلب، فهي بابه والرسول والموصل إليه العلم، كما أن اللسان رسوله المؤدي عنه. ومن عرف ارتباط الجوارح بالقلب علم أن الأذن أحقها أن توصف بالوعي، وأنها إذا وعت وعى القلب. ابن القيم: 3/189.

 

المصدر

مجالس التدبر والكلم الطيب


Pin on الدِّين القَيِّم

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×