اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تـأمــلات في سـورة البينــة

المشاركات التي تم ترشيحها

* موضوع سورة البينة في تأسيس التوحيد وتقرير العبودية لله تعالى وإخلاص العمل له .
 
 
* روى الإمام أحمد والشيخان البخاري و مسلم من حديث أبي حبة البدري الأنصاري رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : يا أبي ! إن الله تعالى أمرني أن
أقرأ عليك سورة البينة، فقال أبي رضي الله عنه : وقد سماني لك يا رسول الله ؟! قال: نعم ،
فبكى أبي رضي الله عنه ..

 
قال له بعض الصحابة : أفرحت يا أبا المنذر ! قال : ومالي لا أفرح والله عز وجل قد قال :
 
) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ( [يونس:58].
 
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
 
وإنما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي ؛ ليعلم الناس التواضع ، ولئلا يأنف العالم عن القراءة على من هو دونه، أو أقل منه .
 
وقال العلامة العثيمين رحمه الله :
 
أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ سورة البينة على أبي بن كعب رضي الله عنه ، وذكر هذه السورة بخصوصها لأن أبيا رضي الله عنه كان من أهل الكتاب أولا ، فأراد الله من قراءة نبيه عليه أن يبين حال أهل الكتاب ، وما من الله به على أبي حيث أسلم حين جاءته البينة .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
 * ذكر المفسرون لسورة البينة ستة أسماء فسموها :
 
البينة ، والقيمة ، وأهل الكتاب ، ولم يكن ، والانفكاك ، والبرية ..
 
وهذه كلها من أسمائها، ونحن نعرف من علوم القرآن أن بعض السور لها أكثر  من اسم .
 
( من أهل الكتاب) من لبيان الجنس وليست تبعيضية والمعنى : لم يكن الذين كفروا سواء كانوا من أهل الكتاب أو من المشركين ..
 
ولذلك من الخطأ وقوف البعض عند قوله تعالى ( أهل الكتاب) .
 
فيقرأ ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) فيقف .
 
ثم يستأنف ( والمشركين منفكين) فهذا يفسد المعنى ..
 
وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، باعتبار أن أصل دينيهما كتاب سماوي:
 
التوراة ، والإنجيل ، أما المشركون فيدخل فيهم عبدة الأوثان، وعبدة النيران، وعبدة الكواكب والنجوم من العرب وغيرهم .
 
الكفر اسم جنس يجمع أهل الكتاب مع المشركين ، كما قال الله عز وجل في سورة التوبة :
 
) يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة:30].
 
قوله: ( مُنفَكِّينَ ) مأخوذة من الانفكاك وهو فصل الشيء عن الآخر .
 
أي : لم يكونوا مزايلين و مباينين وتاركين ما هم عليه من الكفر ( حتى تأتيهم البينة) حتى غائية وليست تعليلية والبينة هي: كل ما أقيم لإظهار الحق ، وهو الرسول كما بينته الآية التي بعدها .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
*( رسول من الله )
 
وأضاف الرسول هنا إليه – عز وجل – لشرفه ، لأن :
 
( النسبة إلى الشريف يَشرُف بها الإنسان )
 
أما صفات هذا الرسول ، فقال: ( يتلو صحفاً مطهرة ) .
 
* قوله : ( صحفا ) هو القرآن وسمي بذلك لأنه مكتوب في الملأ الأعلى في صحف
 
( مطهرة ) أي: مطهرة من الشك والريبة والباطل والنقص والخلل، ومطهرة من أن تتضارب وتتناقض، ومطهرة من الشرك والكفر.
 
قوله تعالى: ) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ([البينة:3].
 
قال بعض أهل العلم :
 
الكتب هي القرآن ، وسمي كتباً باعتباره سوراً وباعتباره موضوعات فيها هذه الأحكام، وهذه القصص، وهذه العقائد، ونحو ذلك. وقال بعض أهل التفسير: بل الكتب القيمة المقصود بها ما
 
كان قبل القرآن ، وكل ما فيها من علوم ومعارف أودعها الله في القرآن ، وهذا هو منطوق القرآن ، يقول الله عز و جل : ) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ( .
 
ومعنى قيمة في غاية الاستقامة والعدل .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
*قال الله تعالى : ) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ( [البينة:4].
 
لقد تفرق أهل الكتاب واختلفوا، وتفرق المشركون أيضاً، فمرة يقولون: ساحر، ومرة : كاهن ، ومرة : مجنون ، ومرة : شاعر ، ومرة : يكتب أساطير الأولين ، و مرة : إنما يعلمه بشر.
 
يقول الله عز و جل : ) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ([الذاريات:10] ، أي : الكذابون .
 
وقال : ) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ([الذاريات:8] أي : كل يوم عندكم كلام يختلف عن الذي قبله .
 
والاختلاف والتنازع يردان في القرآن على سبيل الذم ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ) .
 
وقد خصَّ الله أهل الكتاب بالذكر في قوله : ) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ([البينة:4] .
 
قال أبو السعود رحمه الله في تفسيره :
 
قصد الآية التشنيع على كلام مسوق لغاية تشنيع أهل الكتاب خاصة ، أي : لأن عندهم كتباً ،
 
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه ، وصفته ، ومولده ، ومهاجره .
 
وقد قال الله عز وجل : ) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ([البقرة:146] .
 
وقال عيسى عليه السلام : ) وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ( [الصف:6] ،
 
فكان الواجب عليهم ألا يختلفوا ، لكنهم عياذاً بالله ما تفرقوا جهلاً ، وإنما عمداً .
 
والأشياء التي جعلها الله تعالى ارهاصات وتقدمات بين يدي هذا الرسول كلها تعينهم على قبول هذا الحق, وعلى الدخول في الدين.. لكن الذي حصل عكس ذلك..
 
( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )
 
كانوا قبل ذلك.. غير متفرقين, كانوا مجتمعين ينتظرون هذا الرسول, وكانوا يفتخرون بانتظاره, وكانوا يستفتحون به على الذين كفروا, وكانوا يتوعدون به – أيضاً – أعداءهم ..
 
لكن :
 
الذي حصل ما قال الله تعالى به هنا: إنهم ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءتهم البيّنة .
 
إذاً.. الخير الذي بُعث لهم زادهم شرّاً, وزادهم كفراً إلى كفرهم, وهذه .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
أيها الأخوة :
 
من المصائب والنوازل أن الخير يكون شرّاً على بعض الناس, وأن الهُدى يكون عمىً على آخرين .
 
الخير لا يأتِ إلا بخير في الغالب .
 
لكن إذا وافق غير محل فإن ؛ الخير يكون شرّاً لأصحابه .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
* ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) أي: عبادة لا يخالطها شرك ، ولا رياء ، حنفاء مائلين عن الشرك إلى التوحيد، وعن الضلال إلى الهدى.
 
والحنيفية :
 
هي دين إبراهيم عليه السلام، أساسها التوحيد: لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله.
قوله : ( حُنَفَاءَ ) أي: حنفاء لا يعبدون أحباراً ولا رهباناً. قوله : ) وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ([ البينة:5] .
 
هذه في دين كل نبي ، ولذلك أثنى الله على إسماعيل بقوله :
 
) إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ
 
مَرْضِيًّا ([مريم:54-55] .
 
وأثنى الله عز وجل على غيره من الأنبياء ، بل على أهل الكتاب عموماً فقال : ) لَيْسُوا سَوَاءً
 
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ( [آل عمران:113]
 
فالصلاة والزكاة أساس في جميع الشرائع والأديان. قوله : ) وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( [البينة:5]
 
 أي: هذا هو الدين المستقيم الذي لا عوج فيه ولا ميل ولا انحراف.
 
ثم خصّ من العمل , عملين :
 
-         خص إقامة الصلاة ؛ لأنها العلاقة بين الإنسان وربه.
 
-         وخص ايتاء الزكاة ؛ لأن بها العلاقة بينه وبين خلق الله عز وجل .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
˜ يستفاد من قوله تعالى : ) إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (
 
يُستفاد أن الإخلاص في العمل سببٌ لعدم الفُرْقَة .
 
وهذه الفائدة نفيسة لو تأملتها .
 
لأن المُخِلص يريد ما عند الله – عز وجل –
 
والمخلص الثاني يريد ما عند الله عز وجل, والثالث وهكذا..
 
إذاً لن يَدُبَّ بينهم خلاف .
 
فالجميع سوف يكونون متوجهين إلى ربّ واحد, إلى خالق واحد..
 
فالإخلاص : سبب في دفع الفرقة والشقاق والخصام .
 
إذاً.. إذا دبّ خصام وشقاق وسوء تفاهم بين العاملين في أيّ مجال هم فيه .
 
فاعلم أن هذا يُؤشر إلى شيء في اخلاصهم فلينتبهوا لذلك .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
* قال الله تعالى : ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ([البينة:6].
 
أي : هم في النار ولا أمل لهم في الخروج، روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراي ثم لا يؤمن بي إلا أكبه الله على وجهه في النار) خالداً مخلداً، يبقى فيها لا يخرج منها أبداً .
 
) أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ([البينة:6].
 
وفي بعض القراءات : )أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّئةِ (  من البرء أي: الخلق ، أولئك هم شر الخليقة ، شر من الدواب والكلاب ، والخنازير ، والثعابين .
 
قال الله عز وجل :) إِنّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ( [الأنفال:22] .
 
وقال سبحانه : ) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ([الأنفال:55].
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
* قوله تعالى : ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة (
 
ذكر الله تعالى وصفهم , قبل أن يذكر جزاءهم لأنه في الأول ذكر الجزاء ثم ذكر الوصف .
 
وهنا ذكر الوصف وأخرّ الجزاء, ليُبيّن أنهم إنما أخذوا الجزاء بهذا الوصف الذي هو من صفاتهم .
 
أي: هم خير خلق الله، وهذه الآية استدل بها من يقول: إن المؤمنين أفضل من الملائكة، وهذه المسألة من فضول المسائل التي لا يتعلق بالبحث فيها عمل.
 
قال تعالى : ) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ([البينة:8].
 
قوله : ) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ( الله عز وجل يسمي الجنة دار السلام ، ويسميها جنات النعيم ، ويسميها جنات عدن ، وعدن أي : إقامة ، ومنه سمي المعدن معدناً ؛ لأنه مستقر .
 
يقال : عدن فلان إذا أقام واستقر .
 
 فقوله : ) جَنَّاتُ عَدْنٍ ( أي : جنات إقامة أبدية لا يخرجون منها ، ولا ينامون ولا يموتون ولا يسقمون ولا يهرمون .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
* ) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ([البينة:8] .
 
) ورضوان من الله أكبر ( أي : رضي الله عنهم بأعمالهم .
 
) وَرَضُوا عَنْهُ ([البينة:8] ، أي: لما دخلوا الجنة واستقروا فيها رضوا عن الله سبحانه كرضاهم عن الله في الدنيا كما قال أبو قلابة رحمه الله : رضاك عن الله أن تتلقى أوامره من غير ضجر .
 
وتأبيد الكفار في النار ورد في القرآن ثلاث مرات : في النساء والأحزاب والجن .
 
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
 
* ) ذلك لمن خشي ربه ( المسألة مربوطة بسببها .
 
ذلك الجزاء يناله من خشى ربه والخشية أكمل من الخوف .
 
لأن الخشية مقترنة بالعلم ، وأيضاً نقول:
 
لأن الخشية خوف وزيادة , لكن:
 
ما هذه الزيادة ؟ الزيادة هي التعظيم .
 
فالخشية تكون :
 
خوف وزيادة ، والزيادة التي معها هي التعظيم .
 
يعني يُعَظِمون الله عز وجل .

والتعظيم يستدعي العلم لأنك لا تُعَظِم مجهولاً, لا تُعَظِم إلا معلوماً وهو ربك عز وجل .


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


 

تأملات في سورة البينة

 
روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾"، قَالَ: وَسَمَّانِي؟ قَالَ: "نَعَمْ" ، فَبَكَى [1].


 

قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ ﴾: هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، سموا بذلك لأن صحفهم بقيت إلى أن بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ما فيها من التحريف والتبديل والتغيير، فاليهود لهم التوراة، والنصارى لهم الإنجيل.

والمشركون هم عبدة الأوثان من كل جنس، من بني إسرائيل ومن غيرهم، ولقد أخبر الله عن أهل الكتاب أنهم كانوا يستفتحون على العرب بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعث، أي يستنصرون به على مشركي العرب ويتحرون ظهوره لما هو مكتوب عندهم في كتبهم، فيتبعونه بزعمهم، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].

كما أخبر الله عن المشركين أنهم يقسمون أنه إذا بعث فيهم رسول أن يتبعوه، قال تعالى: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴾ [فاطر: 42].

 

قوله تعالى: ﴿ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾: أي تاركين لما هم عليه من الشرك والكفر حتى تأتيهم البينة، ثم فسر البينة بقوله: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً: يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مما يتلوه من القرآن العظيم الذي هو مكتوب في الملأ الأعلى في صحف مطهرة، كقوله: ﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَة ﴾ [عبس: 12-16].

 

قوله تعالى: ﴿ صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴾: أي منزهة من الباطل والتحريف، فالقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41-42]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون ﴾ َ [الحجر: 9].

 

قوله تعالى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾: قال إمام المفسرين ابن جرير - رحمه الله -: "أي: وما تفرق اليهود والنصارى في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - فكذبوا به ﴿ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾، يعني: بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه، يقول: فلما بعثه الله تفرقوا فيه، فكذب به بعضهم، وآمن بعضهم، وقد كانوا قبل أن يبعث غير مفترقين فيه أنه نبي"[2]، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].

 

قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾: يقول تعالى: وما أمر الله هؤلاء اليهود والنصارى - الذين هم أهل الكتاب - إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين، أي مفردين له الطاعة، لا يخلطون طاعة ربهم بشرك، فأشركت اليهود بربها بقولهم: إن عزيرًا ابن الله، والنصارى بقولهم في المسيح مثل ذلك، وجحودهم نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

﴿ حُنَفَاءَ ﴾: أي متحنفين[3] عن الشرك إلى التوحيد، كقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].

"وخص الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله: ﴿ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ﴾ لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين"[4].

قوله تعالى: ﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ أي الملة المستقيمة العادلة، وقد استدل كثير من الأئمة كالزهري والشافعي بهذه الآية الكريمة على أن الأعمال داخلة في الإيمان، ولهذا قال: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾.

 

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6]  قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "وهذا يقتضي أن اليهود والنصارى كفار حين لم يؤمنوا برسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وإن قالوا: أنهم مؤمنون بالله واليوم الآخر، ويدعون لموتاهم بالرحمة وما أشبه ذلك من العبادات التي يتزلفون بها، فإنهم كاذبون، إذ لو كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر لآمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بل لآمنوا برسلهم، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وجد وصفه في التوراة والإنجيل، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]. بل إن عيسى عليه السلام قال لبني إسرائيل: ﴿ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6]. فلما جاء هذا الرسول الذي بشر به عيسى بالبينات قالوا: هذا سحر مبين، وكذبوه ولم يتبعوه، إلا نفرًا قليلًا من اليهود والنصارى آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - واتبعوه"[5].

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ"[6].

قوله تعالى: ﴿ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾: "وسميت جهنم لبعد قعرها وسوادها، فهو مأخوذ من الجهمة، وقيل: إنه اسم أعجمي عرَّبته العرب، وهو اسم من أسماء النار.

 

قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾ أي: شر الخليقة لأن البرية هي الخليقة، وعلى هذا فيكون الكفار من بني آدم من اليهود والنصارى والمشركين، شر الخلائق، وقد بين الله ذلك تمامًا في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنفال: 55]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 22، 23]، وإذا كانوا هم شر البرية، فلن نتوقع منهم إلا كل شر؛ لأن الشرير ينبثق منه الشر، ولا يمكن أبدًا أن نحسن الظن بهم"[7].

 

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ لما ذكر في الآيات السابقة حال الأشقياء من الكفرة من المشركين واليهود والنصارى، ذكر حال المؤمنين الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بأبدانهم، فأخبر أنهم خير البرية، وقد استدل بهذه الآية أبو هريرة وطائفة من العلماء على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة لقوله ﴿ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾.

 

قوله تعالى: ﴿ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ جمعها لاختلاف أنواعها، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عن الجنات: "جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، وَآنِيَتُهُمَاوَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا"[8]. وإلى هذا يشير قول الله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، ثم ذكر أوصاف هاتين الجنتين، ثم قال عز وجل: ﴿ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَان ﴾ ِ [الرحمن: 62]. والجنات التي ذكرها جزاء للمؤمنين العاملين الصالحات، هي عبارة عن منازل عظيمة أعدها الله عز وجل للمؤمنين المتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولا يمكن لإنسان في الدنيا أن يتصور كيف نعيم الآخرة أبدًا، لأنه أعلى وأجل مما يتصور، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء، لكن الحقائق تختلف اختلافًا عظيمًا.



ثم قال عز وجل: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ ﴾ العدن بمعنى الإقامة في المكان وعدم النزوح عنه، ومن تمام نعيم أهل الجنة أن كل واحد منهم لا يطلب تحولًا عما هو عليه من النعيم، لأنه لا يرى أن أحدًا أكمل منه، ولا يحس في قلبه أنه في غضاضة بالنسبة لمن هو أرقى منه وأكمل، قال تعالى: ﴿ لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 108]، أي تحولًا عما هم عليه لأن الله قد أقنعهم بما أعطاهم فلا يجدون أحدًا أكمل نعيمًا منهم.

 

ثم قال تبارك وتعالى: ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾، قال العلماء: من تحت قصورها وأشجارها، وإلا فهو على سطحها وليس أسفل، إنما هو من تحت هذه القصور والأشجار، والأنهار بيَّنها الله تعالى بقوله: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد: 15].

روى ابن أبي الدنيا من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض؟ لا والله، إنها لسائحة على وجه الأرض، إحدى حافتيها اللؤلؤ، والأخرى الياقوت، وطينه المسك الأذفر، قال: قلت: ما الأذفر؟ قال: الذي لا خلط له[9].

قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "أنها الجنة تفجر من جبل من مسك"[10].

وذكر ابن القيم - رحمه الله - في كتابه حادي الأرواح عن سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن مسروق في قوله تعالى: ﴿ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ﴾ [الواقعة: 31]، قال: أنهار تجري في غير أخدود[11].

فالآثار السابقة تدل على أن النهر يجري على سطح الأرض يتوجه حيث وجهه الإنسان، ولا يحتاج شق خنادق ولا إلى بناء أخدود تمنع سيلان الماء يمينًا وشمالًا، وفي هذا يقول ابن القيم - رحمه الله - في كتابه النونية:

أَنْهَارُهَا مِنْ غَيْرِ أُخْدُودٍ جَرَتْ ♦♦♦ سُبْحَانَ مُمْسِكُهَا عَنِ الفَيَضَانِ



قوله تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ أي: ماكثين فيها أبدًا، لا يموتون، ولا يمرضون، ولا يهرمون، ولا يبأسون، ولا يألمون، ولا يحزنون، ولا يمسهم فيها نصب، فهم في أكمل النعيم دائمًا وأبدًا أبد الآبدين، كما صحت بذلك الأحاديث. ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ وهذا أكمل نعيم أن الله تعالى يرضى عنهم فيحل عليهم رضوانه فلا يسخط بعده أبدًا.



قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8]، أي ذلك الجزاء لمن خشي الله تعالى، والخشية هي خوف الله المقرون بالهيبة والتعظيم، ولا يصدر ذلك إلا من عالم بالله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، فالخشية أخص من الخوف، والفرق بينهما يتضح بالمثال: إذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر عليك أم لا؟ فهذا خوف، وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية[12].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] صحيح البخاري برقم 3809، وصحيح مسلم برقم 799.

[2] تفسير ابن جرير - رحمه الله - (10/ 8726).

[3] الحنفاء: جمع حنيف، وهو المائل إلى الإسلام الثابت عليه، والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيمﮓ، وأصل الحنف الميل. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (1/ 451).

[4] تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - ص890.

[5] تفسير جزء عم ص283.

[6] برقم 153.

[7] تفسير جزء عم ص283-284.

[8] صحيح البخاري برقم 4878، وصحيح مسلم برقم 180.

[9] ص90، قال الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في السلسلة الصحيحة حديث رقم 2513: الموقوف صحيح، وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي، لا سيما وقد صح المرفوع من الطريق الأولى، وذكرها.

[10] مصنف ابن أبي شيبة (7/ 33958)، وذكره ابن القيم - رحمه الله - في كتابه حادي الأرواح وقال: موقوف صحيح (1/ 385).

[11] ص165، وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -: إسناده مقطوع صحيح.

[12] انظر: تفسير جزء عم للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ص280-287، وتفسير ابن جرير الطبري - رحمه الله - (10/ 8726)، وتفسير ابن كثير - رحمه الله - (14/ 420-425)، وتفسير جزء عم وأحكامه وفوائده للشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ عبدالمحسن العسكر ص245-251.


شبكة الالوكة


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×