اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

الأعين التي لا تمسها النار

المشاركات التي تم ترشيحها

عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: ‌‌«مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ فَأَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ يُصِيبُ بِهِ فَضْلًا؟»، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، قَالَ: «مِمَّنْ أَنْتَ؟»، قَالَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، فَدَنَا فَأَخَذَ بِبَعْضِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِالدُّعَاءِ، فَلَمَّا سَمِعْتُ مَا يَدْعُو بِهِ، قُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَسَأَلَنِي كَمَا سَأَلَهُ، وَدَعَا لِي بِدُونِ مَا دَعَا لِلْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ قَالَ: "‌حُرِّمَتِ ‌النَّارُ ‌عَلَى ‌عَيْنٍ ‌سَهِرَتْ ‌فِي ‌سَبِيلِ اللَّهِ، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ - وَقَالَ: الثَّالِثَةَ فَأُنْسِيتُهَا، قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ - حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، أَوْ عَيْنٍ فُقِئَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"[1].

 

 

 

 

 

 

دروس وعبر:

 

هذا الحديث فيه فضل المجاهدين، وفضل من بكى من خشية الله، فعينان لا تمسهما النار: عين بكت في سبيل الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله، فالعيون الحارسة في سبيل الله مقيمة على الثبور، تحرس الحدود، وتدافع عن الدين، ثم عن الأمة والبلاد، وهم مجاهدون لا تمسهم النار؛ لأنهم بذلوها في سبيل الله، وسخَّروا كلَّ حواسهم في سبيل الله، فهم مرابطون ثابتون مغيظون للأعداء، يدافعون عن الدين، ثم عن البلاد والأمة، هؤلاء لا تمسهم النار.

 

 

 

وعين بكت من خشية النار؛ أي بكت من تدبُّر القرآن وذكر القرآن ومعانيه؛ يقول صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)، كان في خلوته تأمَّل وذكر نِعم الله عز وجل وفضلَه وإحسانه، وذَكر عقوبته وانتقامه، فحمله ذكرُ وترهيبه وترغيبه على خشيته من الله، خشي باكيًا لله في موضع لا يراه أحد، إنما هو منفرد بنفسه؛ مما يدل على أن هذا بكاء شرعي، لا تصنُّع، ولا هو لأجل الرياء والسمعة.

 

 

 

وقال عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما -: لأن أبيت حارسًا خائفًا في سبيل الله - عز وجل - أحب إلي من أن أتصدق بمائة راحلة.

 

 

 

حراسة ليلة في موضع يخاف على نفسه أفضل من ليلة القدر:

 

روى البيهقي والحاكم عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ‌حَارِسٌ ‌حَرَسَ ‌فِي ‌أَرْضِ ‌خَوْفٍ لَعَلَّهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ»[2].

 

 

 

أخرج ابن عساكر عن أرطأة بن المنذر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لجلسائه: أي الناس أعظم أجرًا؟ فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة، ويقولون: فلان وفلان بعد أمير المؤمنين، فقال: ألا أُخبركم بأعظم الناس أجرًا؟ ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى، قال: رويجل بالشام آخذ بلجام فرسه يكلأ ويحرس من وراء بيضة المسلمين لا يدري: أسبع يفترسه؟ أم هامة تلدغه؟ أم عدو يغشاه؟ فهذا أعظم أجرًا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين...!![3].

 


[1] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ح 19550 التاريخ الكبير - (ج 4 / ص 264).

[2] «صحيح الترغيب والترهيب» (2/ 72)

[3] أخرجه ابن عساكر (1 /283) .

 

 

 

شبكة الالوكة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×