اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

الإهمال الوالدي للصغار

المشاركات التي تم ترشيحها

الإهمال الوالدي للصغار

عدنان بن سلمان الدريويش 

 

 

عندما يفشل الوالدان في الاستجابة بشكل جيد لاحتياجات طفلهم العاطفية، وعندما يكون الوالدان غير متواجدين نفسيًّا مع الطفل، يحدث الإهمال الوالدي أو الإهمال العاطفي، والإهمال الوالدي يتميز بسهولة ملاحظته من الأشخاص القريبين من الطفل، على نفسيته وملابسه ونظافته، وتعامله مع الآخرين.

 

إن الإهمال الوالدي ليس شرطًا أن يكون إساءة عاطفية للطفل، فالإساءة غالبًا ما تكون مقصودة على شكل تصرف يهدف إلى إيذاء الطفل، في حين أن الإهمال الوالدي يمكن أن يكون تجاهلًا مقصودًا لمشاعر الطفل، أو فشلًا في ملاحظة هذه المشاعر، أو التعامل مع الحاجات العاطفية له، ومثاله: عندما يخبر الطفل والديه بأنه حزين بشأن تعامل ابن الجيران معه، والوالدان يَرَيان أن هذه مسألة لا يجوز الوقوف عليها، والتهرب من الاستماع لها، والبعد عن تقديم المساعدة للطفل من أجل التغلب عليها، يبدأ الطفل هنا بالشعور بأنه مُهمَل، وأن أموره ليست مهمة، فيتوقف عن طلب المساعدة من والديه.

 

والإهمال الوالدي له أنواع؛ منها:

 الإهمال التربوي؛ ويُقصَد به إهمال سلوكيات الطفل التربوية، وعدم علاجها إن كانت سلبية، أو عدم تعزيزها إن كانت إيجابية، ومثاله: أن يتغيب الطفل عن المدرسة، مما يسبب له تكاسلًا أو حرمانًا في دراسته، مما ينتج تخلفًا للطفل في دراسته أو عقله أو سلوكه، أو يكون الطفل محافظًا على الأذكار أو الصلاة، فلا يجد تعزيزًا من الوالدين؛ مما يُشْعِرُه أن هذا السلوك غير مرغوب منه؛ فيتركه.

 

 الإهمال الجسدي؛ ويُقصَد به إهمال نظافته وملابسه، وألعابه وصحته، أو مراقبته في الدخول والخروج؛ مما يسبب للطفل سوء التغذية والإصابة بأمراض خطيرة، والإصابات البدنية البالغة؛ كالجروح والكسور، والحروق الناجمة عن عدم مراقبة الطفل، والاعتناء به.

 

 الإهمال العاطفي؛ ويُقصَد به عدم مراعاة نفسية الطفل عند حدوث مشكلة أمامه، كأن يضرب الزوج زوجته أمام الطفل، أو تحقيره والاستهزاء به أمام الآخرين، أو التلفظ عليه بأقبح الكلمات، وحرمانه من القُبلة واللمسة الحانية والضمَّة.

 

يقول سليم: "منذ طفولتي وأنا مُهمَل من قِبل والدي، هو يسكن معنا لكني لا أشعر بوجوده، أنا أحبه وأحترمه، لكنه دائم العصبية، وكان يضرب أمي أمامي، ويسبها ويطردها من البيت، حتى قررت أن تتركه وتنام في غرفة منعزلة عنه، حتى أصبح الحوار بينهما رسميًّا عن الطعام والشراب فقط، هو لا يشعر بوجودنا، ويقصر في النفقة علينا، لا نسمع منه إلا الصراخ والعتاب والانتقاد، ماذا أفعل؟".

 

وللإهمال على الأطفال أعراضٌ، منها ما يكون بسيطًا، ومنها ما يكون شديدًا، فالأعراض تبدأ بالظهور، ثم مع الزمن تكبَر، وتتأزم في نفسية الأطفال؛ ومنها: الاكتئاب، والقلق، واللامبالاة، والحزن، والعدوانية، والعناد، والتبول غير الإرادي، والسهر، والصحبة السيئة، وفقد الثقة بالنفس والآخرين، وتجنب العلاقات العاطفية، والتدخين والمخدِّرات، والإرهاب الفكري.

 

وهنا أنصح الآباء والأمهات في التعامل مع الأطفال بالآتي:

 الابتعاد عن المشاكل الأسرية أمام الأطفال، ومحاولة علاج المشكلة بعيدًا عنهم.

 

 بناء القيم والأخلاق والآداب الإسلامية، وأن نكون قدوةً صالحة لهم.

 

 إشباعهم عاطفيًّا بالكلمة الطيبة، والقبلة الحانية، واللمسة الجميلة.

 

 استشارة المتخصصين في علاج بعض الظواهر السلبية التي يصعُبُ على الوالدين علاجها.

 

 تعليم الصغار على كيفية التعرف على مشاعرهم، ثم قبولها والتعبير عنها بطريقة أفضل.

 

 تعليمهم مهارة حل المشكلات، وطريقة التعامل مع الآخرين.

 

 التعامل مع أخطاء الصغار بهدوء، مع تجنُّب الصراخ والاستهزاء، والنقد والحرمان والضرب؛ فكلُّها من مدمِّرات شخصية الأطفال.

 

 الحوار الهادئ والجلوس معهم، وسماع شكواهم، خاصة عند رؤية بعض الظواهر السلبية عليهم.

 

 تعويدهم على إشغال أوقاتهم بما ينفعهم، ويطور من مهاراتهم وقدراتهم، وعلاقاتهم مع الآخرين.

 

 تخصيص وقت كافٍ من الوالدين لرعاية الطفل، ومنحه الرعاية الجسدية والعاطفية والصحية.

 

أسأل الله العظيم أن يصلح لنا أنفسنا وذرياتنا، وأن يبارك لنا فيما رزقنا، وصلى الله على سيدنا محمد


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×