اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تدبر القرآن رمضان 2024/1445

المشاركات التي تم ترشيحها

 

صور بسم الله الرحمان الرحيم مزخرفة المزخرفة

الجزء الاول

سورة البقرة سورة التسليم والاستجابة لأوامر الله وهذا شرط الإمامة في الدين { وإذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما }

 

{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين} نحن في موسم تجارة مع الله واحذر أن تكون تجارتك في هذا الموسم هي مشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني فيخرج منك رمضان ولم يغفر لك فتكن من الخاسرين

 

(......رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )(البقرة ١٢٧) شأن المؤمن أنه مهما عمل من الصالحات فهو مضطر لسؤال الله القبول والاستغفار من النقص الذي يحصل منه .

 

قال ابن القيم : كلما فوّت ( العبد ) حظاً من التقوى فاته حظ من الهداية بحسبه ،، لقوله تعالى : ﴿ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين﴾

image.jpeg.430c0883431b5ad425cd1e01d04069d5.jpeg

 

مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و { الْحَمْدُ للّهِ } محبة، و { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } رجاء، و { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.

 

اشْتِمالُ الفاتِحَةِ عَلى أُمَّهاتِ المَطالِبِ: 1-اشْتَمَلَتْ عَلى التَّعْرِيفِ بِالمَعْبُودِ تَبارَكَ وتَعالى بِثَلاثَةِ أسْماءٍ 2-وطَلَبُ الهِدايَةِ إلى الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ 2-وإثْباتَ المَعادِ، وجَزاءَ العِبادِ بِأعْمالِهِمْ

 

(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا..) منافقون

(ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ..) جهَلة

(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) دعاة الضلال

*هذا ليس سردا تاريخيا وإنما تحذير حتى لا نقع بمثل ما وقعوا فيه!*

 

بين أول الوحي في سورة العلق وأول السور في المصحف يعرّفنا الله عز وجل بنفسه (..ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق) (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين) هو الذي خلق ابتداء وإليه المآل انتهاء وما بينهما نحيا بآثار ألوهيته وربوبيته ورحمته

 

القرآن يبني الإنسان في دنياه وآخرته
أعظم مطلوبه في الدنيا: اهدنا الصراط المستقيم
وأعظم ما يحققه للآخرة:
عبادة قلبية: التقوى والإيمان بالغيب (هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب)
وعبادة بدنية وروحية: (ويقيمون الصلاة)
وعبادة مادية تزكوية (ومما رزقناهم ينفقون)

افهم آية on X: "• سورة: الفاتحة • خرائط ذهنية لسور القرآن الكريم، تساعد على  الحفظ والمراجعة وفهم المعاني #دين_الحق #تدبر #افهم_آية  https://t.co/AOgPxtmHyF" / X

 

سورة الفاتحة سورة تحقيق العبودية فاجعل ختمتك لكتاب الله ترتفي بك في سلم العبودية لربك

 

{ ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين } افتتحت سورة البقرة بالحديث عن كمالات القرآن لأنه مصدر التشريع الذي اشتملت عليه السورة فمن تعلمها تعلم الشريعة ( فإن أخذها بركة )

 

جاء الحديث عن بني إسرائيل في أكثر من ( ٨٠ ) آية في أول سورة البقرة تحذيرا للأمة المحمدية المستخلفة بعدهم من مشابهتهم في عصياتهم لأوامر الله وأنبيائه

 

﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا ..﴾
إذا نهي العبد عن (لفظ) من كلام اليهود لئلا يكون تشبها بهم
ما بال من يتشبه بالكفار في مظاهرهم و أفعالهم واحتفالاتهم !!!

سورة الفاتحة - تفسير سورة الفاتحة - الاستعاذة - البسملة - الخرائط الذهنية  لسور القرآن الكريم | Islam for kids, Quran tafseer, Islamic quotes quran

 

{ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴿٢﴾ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ}
ما دلالة الأوصاف الأربعة في بداية سورة الفاتحة على الحمد لله؟
كأنه ﷻ يقول: يا عبادي إن كنتم تحمدون وتعظمون للكمال الذاتي والصفاتي فاحمدوني فإني أنا «الله»
وإن كان للإحسان والتربية والإنعام فإني أنا «رب العالمين»
وإن كان للرجاء والطمع في المستقبل فإني أنا «الرحمن الرحيم»
وإن كان للخوف فإني أنا «مالك يوم الدين».
تفسير الألوسي: ١ / ٨٦.

 

﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ﴾ نبيان ويقومان بعمل عظيم-بناء الكعبة- ويسألان الله القبول:{ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} بل ويسألان الله التوبة:{وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} لا تظن أنك مستغن التوبة لله مهما بلغت من استقامة وصلاح..

تدبر آية عربي

 

تأمل ابتداء كتاب الله بـ﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ وابتداء الكون وكل الخلق بـ اسم الله فمنه الابتداء وإليه الانتهاء سبحانه فابدأ أعمالك وباركها بـ بسم الله

 

في #الفاتحة: (رب العالمين) - (إياك نعبد) في #سورة_البقرة: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) الربوبية تستوجب العبادة

 

(وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين..) القرآن يعالج الواقع ويجبر الضعيف ويربي المجتمع الإنساني ليكون متماسكا بعيدا عن الطبقية البغيضة

 

(أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ) من فسد قلبه لايستشعر فساد جوارحه .

 

{هدى للمتقين} أكثر الناس تحقيقا للتقوى أعظمهم انتفاعا واهتداء بالقرآن، تتبع صفات المتقين في القرآن وجاهد لتحقيق التقوى تكن أعظم انتفاعا بالقرآن

 

 

{أولا يعلمون أن الله يعلم مايسرون ومايعلنون}
آية كفيلة بأن يسعى المؤمن لإصلاح سره وعلانيته


إذا قرأت " الرحمن الرحيم " فثق أن كل مايقضيه الله ويقدره لك إنما هو من رحمته بك، وهو أرحم بك من نفسك-وإن كان ظاهر الابتلاء شر و منع-

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لن تستطيع أن تؤدي عبادة دون عون الله مهما نويت وخططت ، فاقرن عباداتك بالاستعانة بالله، فلا حول للعبد ولاقوة له إلا بالله

 

كل دعوى للمقاربة بين الأديان محسومة النتائج مسبقاً؛ ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡ﴾

 

(ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ) من يستهزأ بأوامر الله ويتخذها لهوًا ولعبًا يستهزأ الله ﷻ بهم بالإمهال ثم بالنكال والجزاء بجهنم وبئس الجزاء .

 

سورة الفاتحة شفاء للقلوب ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: ( فساد العلم، وفساد القصد) ويترتب عليهما داءان قاتلان: (وهما الضلال والغضب) فالضلال نتيجة فساد العلم والغضب نتيجة فساد القصد، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء منهما

تدبر سورة البقرة . (@Albagarah22) / X

 

(أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ) في الآية أربع تأكيدات (ألا)للتنبيه،( إنّ)تأكيد (هُمُ)ضمير منفصل ثم(المفسدون) الخبر. وكذلك(ألا إنهمُ السفهاء) أبـلـغ ردٌ ربانيّ . .. !!

 

(فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ) إن هممت بالإستغفار فلا تخاذل ولا تكاسل ولا تسويف .. فالله ﷻ غفورٌ توابٌ رحيم . وكلما في ذلك أسرعت كلما أفلحت …

 

(وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِير) آية مخيفة .. لمن وهب الله له علمًا وهدىً ويقينًا .. أسأل الله دومًا الثبات .. وإياك الميل والزوغان ..

 

(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ....)(البقرة : ١٢١) قِسْ إيمانك بارتباطك بكتاب الله تعالى وأداء حقِّه؛ قراءةً وتدبُّرًا وعملًا. مِنَّة الله عليك ليست في حفظ كتابه فحَسب، ولكن في حفظه وفِقهه والقيام بحقِّه.


﴿ٱلذین ینقضون عهد ٱلله من بعد میثـٰقهۦ (ویقطعون ما أمر ٱلله بهۦ أن یوصل)ویفسدون فی ٱلأرض أولـٰىٕك هم ٱلخـٰسرون﴾ ليست الأرحام وحدها ما أمر الله به أن يوصل كما يظن البعض؛ فنصرة الرسل وصل ونصرة الدين وصل والعمل بالقرآن وصل والتزكية بالإيمان وصل

الوقفات التدبرية لربع الاول الجزء الاول من سورة البقرة | PPT

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الجزء الثانى
 
وأنت تقرأ آيات الطلاق ترى عظيم رفع قدر المرأة في الإسلام واهتمامه بها:
(فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)
(فأمسكوهن بمعروف أوسرحوهن بمعروف)
(ولا تمسكوهن ضرارا)
(فلا تعضلوهن)
(ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره)
 
{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
{والله رءوف بالعباد}
{ولو شاء الله لأعنتكم}
ما أرحم ربي بنا سبحانه...
آيات تسكب في قلبك الطمأنينة، وتزيد في قلبك حبا له وحياء منه سبحانه.

 

 
(قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ)
ثلاث دعوات متصلة مفتاح لكل نصرٍ وخـير …
 
لمن يشكو فراغا كبيرا في الوقت وعدم الانجاز أو العمل
أشغل لسانك بالذكر تفز بأعظم فضل
{فاذكروني أذكركم}.
 
﴿قَالَ الَّذِينَ (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ)كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾
متى ما رسخ الإيمان في قلب العبد تجده ثابتا لاتهزه زلازل المحن
 
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب}
قدم القرب على إجابة الدعاء
من استشعر قرب ربه اطمأن قلبه وشعر بالأمان والاطمئنان
وأصبح متوكلا عليه حسن الظن به
 
(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ …)
فالصـبر ننال بفضل الله كل فضيلة
والصلاة تَـنـهى عن كل رذيلة ..
 
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان}
اجعل استسلامك لله كاملًا في كل امور الشرع
بدون اتباع لهوى النفس في بعضها
فهي خطوات شيطانية تقودك للهاوية
 
في الطلاق
( ألا يقيما حدود الله )
وفي الرجعة
( إن ظنا أن يقيما حدود الله )
لنعلم أن البقاء والطلاق والرجوع قائم بين الزوجين على إقامة حدود الله ليت أن البيوت تعي هذه الحدود وتجعل حبل الدين
بينها ممدود
image.png.f483dc1604b86df3d0e07d7f89fa7fc2.png
 
( ولا تتبعوا خطوات الشيطان )
قد يرضى منك في هذه الخطوة بالشيء اليسير وقد يبقى معك فيها وقت طويل ثم يذهب بك للأخرى
فكن على حذر
ألم يقل الله في ختام الآية
( إنه لكم عدو مبين )
 
{..وٱلمسجد ٱلحرام وإخراج أهلهۦ منه أكبر عند ٱلله..}
الاعتداء على الأهالي الآمنين وايذائهم ليَخرجوا من ديارهم أكبر عند الله من قتلهم في الأشهر الحُرم
وإن كانت في نظر المعتدين على الحرمات أهون..
الله يمهل ولا يهمل..
 
- ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )
علاقة المؤمن الموفق بمن حوله يبدؤها بمعروف، ويختمها بإحسان
 
(والذين آمنوا أشد حباً لله )
انتم في ميدان السباق لمحبة الله 🤍
يقول الإمام الشافعي:
“إذا كنت في الطريق إلى الله فاركض، وإن صعب عليك فهرول، وإن تعبت فامش، وإن لم تستطع كل هذا فسر ولو حبوًا ولكن إياك إياك أن ترجع
 
(أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ )
وعلى أي حال يأتِ الأجل ، وحيثما كنا ولو في اعماق الأرض او في بيوت مشيدة او في أعلى الجبال ،وإن تفرقت الأجساد وبُليت الأبدان
فالله جل في علاه قادر قدير على جمعنا يوم يشيب منه الولدان ..
 
المؤمن لا ينساق خلف رغباته
{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم…}
تكره الشيء وفيه من الخير الكثير
وبعكسه تحب الشيء وفيه من الشر ما فيه
هذا لا ينافي الرضا
 
 
(ولكم في القصاص حياة...لعلكم تتقون)
(كتب عليكم الصيام....لعلكم تتقون)
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله...لعلكم تشكرون)
(فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
كل ما قبل (لعلكم، لعلهم) وسيلة
وكل ما بعد (لعلكم، لعلهم) هدف
 
"ياايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم… "
جملة ( كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم) ظاهرة لتخفيف التكليف، وأن الناس قبلكم قد صاموا ، فليست هي من العبادات التي لاتطاق.

image.png.fc335dc61fc2b99f05ed9c98ecd8dec3.png

 
  •  

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الجزء الثالث
 
( يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )
راجع إيمانك إن كنت تصدق أن الزيادة الربوية ستزيد مالك ؟
كيف تعتقد خلاف ما جاء في القرآن الكريم ؟



(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ }
اغتنم فرص الخير ، فإنها لاتعود .
والمسارعة في استغلالها دليل العقل وحسن التدبير .

 


(فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ)
ذاك برهان قاطع من ربك القادر .
أفي قلبك ذرة من شك، في البعث والنشور بعد الموت والبـِلى
وأجسادًا تصير ترابا
وعظامًا تصبح رفاتًا ؟؟!!

 


{وقالوا سمعنا وأطعنا}
في كل أمر شرعي يأتيك ذلل قلبك ولسانك بالسمع والطاعة وإن كان ذاك الأمر مخالفا لهواك.
 


كلما قرأت سورة آل عمران
ازداد يقيني بأنها سورة التثبيت لأهل الإيمان؛ فكثير من آياتها تدل على هذا المقصد الجليل
وفيها بيان لوسائل الثبات، والتي أعظمها الدعاء الدائم الخالص
وهذا ما يستفاد من قصة آل عمران
التي سميت السورة باسمهم.



{ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله}
من وفقه الله لنعمة يحتاج الناس إليها من مهارة او خبرة أو غيرها
فعليه أن يبذلها لهم ولا يبخل بها
وليستشعر أنه أوتيها بفضل الله.

 


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى }
تَبقى الأعمال والقربات مهدَّدة بما يُبطلها، فاحرص كل الحرص أن تكون خالصة صافية لله الواحد الأحد .
 


سورة البقرة أطول سورة في القرآن
فيها آعظم آية في القرآن، آية الكرسي
فيها أطول آية في القرآن: آية الديْن
ختمت بآيتين هما كنز من تحت العرش
تحاجج عن صاحبها
فهنيئا لمن صاحَبَها!
سمر الأرناؤوط

 


(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
شعار العبد السالك صراط ربه المستقيم يعيش في الدنيا وقلبه معلّق بالآخرة وعينه على الميزان يوم القيامة أينجو أم يهلك؟!
 


(أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِ)
أسلوب تعجيب وتنبيه للسامع ،من أمر هذا الكافر المجادل في قدرة الله
ذاك الشقي الذي حمله بطره بنعم الله على إنكار وجود الله
فقابل النعم بالكفر
والإحسان بالطغيان
نعوذ بالله من الخذلان .

 


(إن الدين عند الله الإسلام)
(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)

ليس في القرآن حوار أديان، القضية محسومة لصالح الإسلام، هذا كلام الله عزوجل غير قابل للنقاش!
 


قمة الترغيب والسعادة (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا)
وقمة الترهيب والشقاء (وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا)
 

إلى الله
قوله تعالى:
"الْحَيُّ الْقَيُّومُ":
قال كثير من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب.


 

(مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ)
وهذا بيان لعظمته سبحانه ،وكبريائه بحيث لا يـَجرأ أحد على الشفاعة إلا بإذنه جلّ في علاه.
"ابن كثير"



{قَوۡل مَّعۡرُوف وَمَغۡفِرَةٌ خَیۡر مِّن صَدَقَة یَتۡبَعُهَاۤ أَذى…}
انتباه!
للكلام وأثره
الكلمة الطيبة تُسعد
الكلمة الطيبة بَلسم
قول يؤدي إلى المغفرة خير من صدقة معها أذى وضرر.
الأخلاق السامية قبل كل شيء



الجزء الأخير من سورة البقرة أحكام مالية لم تترك أمرا إلا وبيّنته:

"النفقة، الربا، الديْن" وقاية للفرد والمجتمع من الآثار السلبية للخلل في تطبيقها والتي تقوّض الأسرة والمجتمع والأمة.
 


{إِذ قَالَتِ ٱمرَأَتُ عِمرَ ٰ⁠نَ رَبِّ إِنِّی نَذَرتُ لَكَ مَا فِی بَطنِی مُحَرَّرا فَتَقَبَّل مِنِّیۤ…}
أهمّ ما في النذر
سؤال الله قبوله..



#سورة_آل_عمران سورة الثبات على التوحيد في مواجهة الشبهات ومواجهة الأعداء تكررت فيها شهادة التوحيد في أكثر من آية
فناسب أن تنفرد في مفتتحها بتوسط آية (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) بين الحروف المقطعة والتنويه بالقرآن.
سمر الأرناؤوط

 


(وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما)
طمئن بها قلبك حين تعصف به أمواج الخوف والقلق..
أنت تعيش بأمان ما دام الحي القيوم يحفظك، أيحفظ السموات والأرض ويدعك أنت؟!

 


﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى﴾
قال الغزالي :
الحرمان مع الأدب ، أفضل من العطاء مع البذاءة .
والمنّ: ذكر الصدقة وتعدادها على من تُصُدّق بها عليه على وجه التفضل عليه.وهو من كبائر الذنوب .


▪️لا للحسد
اجعل مشاهدتك لرزق غيرك
تذكيرٌ لك للدعاء بحوائجك

{…قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب*هنالك دعا زكریا ربه قال رب هب لي من لدنك ذریة طیّبة…} #آل_عمران
 


( قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ )
اعلم أن وجع الكلام أشد من وجع الجوع ، فمن أوجعه لسانك لن ينفعه مالك ، فاحرص على جبر الخواطر بالكلام قبل المال

 

(ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
قدم الليل على النهار، والسر على العلانية للإيذان بمزية الإخفاء على الإظهار.
الألوسي



(وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ)
المتمكنون من العلم الثابتون على الحق ، بؤمنون بأن المتشابه والمحكم حقٌ وصدقٌ
لأنه كلام الله ﷻ .

 


(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
إذا تولى الله تعالى أمْرَك فقد جاءتك السعادة رغمًا عنها وعنك .
 


(وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ)
ليس هناك أظلم ممن أتـى الله كافـرًا يـوم الديـن ..
هذا هو الظالم لنفسه المعتدي على حقوق ربه ...

 


(وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ)
الحكمة .. كل علم نافع يؤدي إلى عمل صالح..
لذلك من وهب الله له الحكمةفقد نال من الخير الكثير بفضل الله،والخير يُوصل الى كل سعادة في الدنياىالآخرة.
صالح العتيبي




"ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ ...."
وحَّد تعالى لفظ النور، وجمع الظلمات؛ لأن الحق واحد، والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة.
ابن كثير: ١/٢٩٥.

 


(ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ )
احرص على تطهير لسانك حتى لا يكون سبب في ذمك في الدنيا و خسارتك في الآخرة.
 


(..ولو شاء الله مااقتتل الذين من بعدهم من بعد ماجاءتهم البينات..)
لله سبحانه وتعالى الحكمة في كل أمر.

·

( وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ )
اقطع الشك و ابحث عما يجعلك على يقين حتى يطمئن قلبك .
 


( رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ )
حتى لا تهلك ، لا تغتر بعملك و احرص على الدعاء بالثبات .
 


( وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ )
إذا طبقنا هذه الآية كم من قضايا ستغلق ، و من أرحام ستوصل ، هذه الآية تظهر أحد أسباب السلام في المجتمع .

 

 
افهم آية X પર: "• سورة آل عمران • خرائط ذهنية لسور القرآن الكريم، تساعد على  الحفظ والمراجعة وفهم المعاني #دين_الحق #تدبر #افهم_آية  https://t.co/EpQRjkWcxL" / X

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء 4

 

(وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ..)

فلا فـرح يدوم ، ولا حزن يحول .. تلك حكمة الله .. ٌيومٌ لك ويومٌ عليك ..

 

(لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق﴾

(سنكتب ما قالوا)

كل أقوالك وكتاباتك ورسائلك وتغريداتك ستكتب في صحف أعمالك، فاحرص أن تجعلها على ما يرضي الله...

 

(وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ)

والإعتصام بالله وأوامره تنقذك من السقوط في هُـوِي الفتن والمعاصي والزلات . والطريق الموصل لمعالي درجات الجنات

 

لكل من ينبهـر وينخـدع بماعليه الكفار من مالٍ ونعيم وتقلبهم وتنقلهم في البلاد للجاه والبزخ والترف. كـل هـذا زائــل... ومصيـرهم النـار ..!

(مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ)

 

(وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ )

وإن تمسكـنا بالدين ، وتمـسّكْنا بالقرآن علمًا وعملًا وتطبيقًا ،،، أنــىٰ لنـا التفـرق والتشرذم !!

 

(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿١٠٩﴾ آل عمران)

بلسم للقلب المؤمن الموقن بربه علامَ القلق؟

الكون لله ونحن له والأمور مرجعها إلى الله وكلنا إليه راجعون

 

(وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ)

وما دمنا بفضل الله مؤمنين موحدين والله شرَّفَنا بالعلي،

فـِلم التخاذل والهوان ولغير الله الإنكسار ..؟!

 

﴿لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد۝متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد﴾ . .

لا يغرنك تقدم بلاد الكفار وعلمهم ومنجزاتهم الدنيوية فالأهم المصير الأخروي.

 

( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)

قاعدة قرآنية تبعث التفاؤل والسكينة والإطمئنان ، في قلب كل مؤمن موحد ..

 

(فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ)

بالعفو والإستغفار .. يُـهدى العبد بفضلٍ من الله .. الى الحكمة في المشاورة والإختيار

 

{وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}

تكرر موضوع الصبر والتقوى في السورة وهذا دليل على أن هاتين العبادتين هما العُدة التي يعدها المسلم أمام الأيام الصعبة وأمام الأعداء

 

﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون﴾

﴿ولم يصروا على ما فعلوا﴾

كل نفس يقع منها الذنب والخطأ لكن الأهم ألا يصر على ذنبه بل يبادر بالندم والتوبة والإنابة إلى الله

 

(فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ)

نعيم الدنيا لم يصفه بالحسن لانه لايخلوا من كدر اما نعيم الجنة فلا كدر معه فهو حسن كله 

 

(وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ)

مع أهل بيتك،وأولادك، مع المقربين والأباعد مع الأصدقاء ، ومن هم للدين أعداء، فلين الجانب والقول الحسن تلك من رحمة الله التي في قلبك ، ولك فيها من الله أجـر ...

 

(ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ)

العناد والعصيان والخروج عن الطاعة سببًا قويًا لأن تُضرب على أصحابِـها الذلة والمسكنة ، ونزول غضب الله القوي الجبار

 

في البقرة أول صفات المتقين(الذين يؤمنون بالغيب)

وفي #آل_عمران أول صفاتهم(الذين ينفقون في السراءوالضراء) بعد النهي عن أكل الربا أضعافا مضاعفة قد يظن ظانٌ أنه خسارة فناسب تحفيزهم لتجارة رابحة:"جنة عرضها السموات والأرض" الإنفاق في سبيل الله أجره أعظم من أضعاف الرباالمضاعفة!

 

طلبوا مغفرة الذنوب قبل طلب النصر على الاعداء فالذنوب تؤخر النصر والفرج

( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)

 

(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وبعدها (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) أيّ خلل في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسه تفرّق في الصف الداخلي وعدم أمان بين أفرادالصف الواحد

 

(ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) حبل الله "القرآن" جعله الله تعالى هدى للناس عامة وهدى للمتقين خاصة فمن اعتصم به لا يتفرق عن جماعة المسلمين ولا يُفرّق بينهم

 

الصبر والتقوى: - ركنا الوقاية من الكيد (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا)

- ركنا المدد وعدّة الحرب (وإن تصبروا وتتقوا...يمددكم ربكم بخمسة آلآف من الملائكة..)

- ركنا تجاوز النجاح في الابتلاء ( وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)

 

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٣٢﴾ آل عمران)

الهدف: الرحمة الوسيلة: طاعة الله والرسول

 

من أراد أن ينال رحمة الله في الدنيا والآخرة فعليه بطاعة الله وطاعة نبيه ﷺ

﴿وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون﴾

 

(وَلۡيَخۡشَ ٱلَّذِينَ لَوۡ تَرَكُواْ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّيَّةٗ ضِعَٰفًا خَافُواْ عَلَيۡهِمۡ فَلۡيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡيَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدًا) عامِل اليتامي الذين هم في حجْرك بمثل ماتريد أن يُعامل به أبناؤك بعد مماتك ..

 

(وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَتَبَدَّلُواْ ٱلۡخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِۖ)

مادمنا تحت راية التوحيد ، فحقك لن يضيع ، ولو كنت أنت اليتيمُ الضعيف ....

 

{فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا}

كم من غم أنساك غما قبله كان أعظم منح الله وألطافه تأتيك من حيث لا تشعر سبحان ربي

 

(بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين﴾

أمدهم الله بالملائكة في أشد المواقف في معركه بدر وبشرهم لذلك تأكد أن الله لن ينساك ولو كنت في أضيق المواقف…

 

﴿وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا﴾ . .

تأمل عظمة الدين وحرصه على مشاعر الآخرين وجبر خواطرهم

 

(وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ)

عِـش لها وبها وعليها بحـق .. تأمن وتسلم .. وتـَقّوى على الطاعة ، لتدرك مسالك التقــوى ..

 

قوله تعالى : ﴿یَوۡمَ تَبۡیَضُّ وُجُوه وَتَسۡوَدُّ وُجُوه…﴾ [آل عمران ١٠٦]

في هذا اليوم فقط يكون لألوان الوجوه معنى ! اللهم اجعلنا ممن تبيَضّ وجوههم يا رب .

 

﴿إن یمسسكم قرح فقد مس ٱلقوم قرح مثله) الابتلاء سنّة من سنن الله

(وتلك ٱلأیام نداولها بین ٱلناس) سنة من سنن الله

(ولیعلم ٱلله ٱلذین ءامنوا ویتخذ منكم شهداء) علة الابتلاء

(وٱلله لا یحب ٱلظـٰلمین﴾حذار أن يجعلك الابتلاء من الظالمين الذين لا يحبهم الله!

 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ..) حق التقوى أن تطيعه فلا تعصيه وأن تشكره فلا تكفره، وأن تذكره فلا تنساه. تتقون ماذا ؟
تتقون شقاء الدنيا وعذاب الآخرة، تتقون الإحباط، تتقون الضياع، تتقون المصائب، تتقون عذاباً أبدياً.
 
image.thumb.png.e16d64f635059288b090681d99ff5529.png
 
(لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ ) آل عمران
كلما كان المال عزيز عليك نفيس لديك وأنفقته بطيب خاطر ..ترقيت في سلم الخير وكنت أقرب إلى الْبِرَّ والجنة ..فبادر وقدم لنفسك؛ فما عندك يفنى وماعند الله باق
 
 
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)
الكل يقول حرمنا دخول الكعبة بذنوبنا ، و لكن كم منا تاب ؟


 
في سورة البقرة تحذير من الربا وأمر بتركه
وفي سورة آل عمران نهي مباشر (لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)
لن ينصر الله من أعلن الحرب عليه (فاذنوا بحرب من الله ورسوله)
كم نحتاج لمراجعة أسباب هزائمنا المتكررة وأسباب ابتلاءاتنا!!
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا


{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله}
المتقي:ضعفت نفسه فوقع بالمعصية ثم تذكر ربه وخاف غضبه فتاب الله عليه


(فأثابكم غما بغم ....)
قد يكون يكون همك و غمك الجاثم على صدرك مفتاح رفعة وعفو وعلو
احتسب كل الاحزان .


إن اختيار الله غالب على اختيار العباد ، وأن العبد وإن ارتفعت درجته وعلا قدره قد يختار شيئًا وتكون الخيرة والمصلحة في غيره .
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}


﴿لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ ﴾129 آل عمران
قال السعدي - رحمه الله : " وفي هذه الآية ما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد "
فسلّم أمرك لله..


إذا رأيتَ فتورًا في همتك ، ونقصًا في عزيمتك ، وميلاً إلى الكسل ، فتذكر قول الله تعالى :﴿هُم دَرَجاتٌ عِندَ اللَّهِ﴾
163 آل عمران
فالمراتب على قدر الاجتهاد !


لا يغني حذر من قدر
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا }


لن تستجلب رحمة الله بأعظم من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }


{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}
الله لا ينسى سكوتك عن بعض الكلام، ولا عتبًا كتمتهُ، ولا قهرًا لجمته، ولا ألمًا بحقك سكت عنه !
فاطمئن


(وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)
لم يذكر الله جزاءهم هنا كأنه دليل على عظمة هذا الجزاء
والشكر عبادة الأنبياء ومن أكبر الابتلاءات الآن و التي من الممكن أن يضعك الشيطان فيها أن يشغلك بالمفقود عن شكر الموجود.
فلابد من تقييد النعم بالشكر


{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ }
فالخطأ ليس عيباً، بل العيب والعار هو الاستمرار على الذنب.


﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ﴾
- أخطر من الوقوع في الحرام، أن تُحرَم الإحساس بمرارة الآثام ..!


(إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)
* فتش عن سبب ضعف إيمانك .. وما حل بك .. فالمصائب قد تكون ثمرة الذنوب ..⚘


﴿ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيـٰمَةِ ﴾ [185 آل عمران]
الوفاء التام في الآخرة ، فلا تحرص على جزاء الدنيا.


إذا أحاطتك الهموم ،، واجتاحت صفاء جوك غيوم الحزن ،،
فثق بتقدير الحكيم سبحانه وأن الخير الكثير فيما تكره :
{فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا }[19 سورة النساء]


﴿ لَتُبلَوُنَّ في أَموالِكُم وَأَنفُسِكُم وَلَتَسمَعُنَّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَمِنَ الَّذينَ أَشرَكوا أَذًى كَثيرًا وَإِن تَصبِروا وَتَتَّقوا فَإِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمورِ﴾
الطريق للخروج من هذه الابتلاءات : الصبر والتقوى


( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً .. )
كلُّ الحبال الّتي تتشبَّث بها قد تنقطع، إلا حبل الله !!


(بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)
الابن يطمئن بسند والده فى الدنيا..فكيف يكون الاطمئنان حينما يعلم بأن ملك الكون هو سنده ومولاه فى زحام الدنيا وأنه هو الذى تولى أمره بلطفه سبحانه


{وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه...}
من حضر قسمة التركة ممن ليس لهم نصيب ولوحظ تَشوف نُفوسهم فيستحب إعطاءهم ماتيسر مع كلمة طيبة تطيب بها نفوسهم.
فلنتعلم من هذه الآية مراعاة مشاعر الآخرين.


(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال.
السعدي رحمه الله .


(وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا )
من سنن الله أن يبتلي عباده
حتى يتميز المؤمن من المنافق


(قل هو من عند أنفسكم)
(ذلك بما قدّمت أيديكم)

عند الابتلاء اتّهم نفسك وراجع ذنوبك
وإيّاك أن تسيء الظنّ بربك! (وأن الله ليس بظلّام للعبيد)


معيار الفوز الحقيقي هو هذا
{فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}


( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ)
فلنأخذ بالأسباب ، و لنتوكل على رب الأسباب . .. هنا النصر .


﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾
قلوبٌ تعلقت بربها فلم تعد تخشى إلا الله ﷻ ، ومهما سمعت من كيد أو مكر تزداد إيمانًا به وتوكلًا عليه.


(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
هذه الآية تهون على أهل الإيمان ما يرونه من سعة على أهل الكفر فلا يفتنوا .


﴿فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة﴾
ثواب الدنيا تعتريه الأكدار، لذا لم يصفه بالحسَن، بعكس نعيم الجنة الذي لا كدر معه ؛ فهو الحُسْن كله ..


(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ )،أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌمِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )
الإستغفار سبب للنجاة لا يفرط فيه عاقل .


(وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
علموا أن ذنوبهم قد تحول بينهم وبين نصر الله عزوجل لهم فطلبوا المغفرة قبل طلب النصرة والثبات!
كلنا خطّاء فلنقدم استغفارا بين يدي دعائنا وحاجاتنا


( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ)
الحذر من الإغترار بالنعم والإطمئنان لها فلعلها استراج..


(إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)
حال كثير من المسلمين اليوم إلا من رحم ربي!
أبعد هذا نتساءل عن خسارتنا ونحن نطيع الكفار ونتبعهم حذو القذّة بالقذّة؟!!
ألم يئن لنا أن نتبرأ من طاعة كل من يهوي بنا في دركات الخسران؟!


( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ)
نعم ليس لنا من الأمر شئ الأمر كله لله هو من يقدر لنا المقادير وهو من بيده أن يلطف بنا وينجينا من كل محنة وكرب
فلنتضرع إلى من بيده الأمر كله .


(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
وصية إلهية عظيمة تعلمنا أسباب الفلاح: إيمان وصبر ومصابرة ومرابطة وتقوى
رمضان دورة تدريبية على التقوى لعلنا نتخرج منها برتبة: أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون


{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}
في ميزان الأعمال لا فرق بين ذكر أو أنثى، لأن العمل الصالح هو الفيصل


(رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )
قال أبو الدرداء: يرحم الله المؤمنين ما زالوا يقولون: «ربنا ربنا» حتى استجيب لهم.


{الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}
بدأ سبحانه بأشق ما يُبذل وهو المال، ثم أتبعه بأشق ما يحبس مع الامتلاء وهو الغيظ.
والمحسن يعلم أن إنفاقه على الأخرين إنما هو إنفاق على نفسه، وكظمه إنما يعود عليه بالاطمئنان والسكينة.


( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ) حتى نفسك التي بين جنبيك وشيطانك الذي يتسلط عليك لن يجدوا لك سبيل ولن يتمكنوا منك إن أراد الله أن ينصرك عليهم..
فاستغث بنصره كلما شعرت بغلبتهم عليك..


{وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله...}
التعلُّق بالله والتمسُّك بكتابه وسنة رسوله، سببٌ للتوفيق إلى طريق الحقّ والاستقامة عليه، حتى يوصله إلى مرضاة الله، والنجاة من عذابه والفوز بجناته.


﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ﴾
ثق تمامًا أن الله لن يضيع لك جهد أو تعب ، أو دعوة ..أو معروف حتى وإن طال أمده .. فاعمل واستكثر ولا تتوانى أو تفتر .


﴿كنتم خير أمة﴾
مجرد الانتماء لهذه الأمة لا يقدِّم أو يؤخِّر ..!
ولا يرفع أو يخفض !
فخيرية الأمة معلَّقة بهذا الشرط:
﴿تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر﴾
جعلني الله وإياكم منهم ..


(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ....وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )

سنة الله ....الأحزان والابتلاءات لا تدوم ...شدة ورخاء رخاء وشدة ..
اما من ظلمك فظلمه وبال عليه ؛ الحرمان من محبة الله (والله لايحب الظالمين )


(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ "حَتَّى يَمِيزَ" الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ)
يبتلي الله عباده بمحن ونوازل هي بمثابة إختبار لهم
يمحصهم بها فتنكشف عندها الحقائق وتظهر معادن الناس!


﴿ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ﴾
وعدٌ من الله ﷻ أن من يلزم [ الصبر ، والتقوى ] لن يضرُّه كيد الكائدين ولا حسد الحاسدين.


﴿فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا ( كثيرًا) ﴾
لو قال خيرًا لكفى !
فكيف وهو خيراً كثيراً ؟!
( كثيرا ) لدرجة أن ينسيك آلامك، فتفاءل مهما يكن الألم !


(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُه..)
السبب الأعظم للثبات على الإيمان
التمسك بكتاب الله وسنه رسولهﷺ...
فيارب الثبات..
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

image.png.3d32a40f788d093a0c42be034d3ef6de.png

الجزء الخامس



﴿ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما﴾
هذا الآية دواء للحسد

 

 

{وما أصابك من سيئة فمن نفسك}
في الإبتلاء رسائل ربانية ، بذنوبنا ، لنرجع إلى الله، ونتوب .

 


 

﴿يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا﴾
يزعم الجهال أن الدين تعقيد وتشدد وكآبة
بينما الدين تخفيف وسعادة وسعة


 

﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا﴾
جمعت القضاء كله

 


﴿وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ..﴾
أخصر طريق للهداية طاعة الرسل،
لو قيل لك: إن العالم الفلاني يزكي فكر فلان، لاخذت بتزكيته واحتفيت بها،
فما بالك بمن يزكيهم الله ويأمر بطاعتهم المطلقة..

 


·
(وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ)
في معركة وشدة خوف وترقب لمهاجمة العدو
إلا أنه تسقط عنهم الصلاة ولم يأذن الله لهم بتأخيرها،

بل أمرهم بأن يؤدوها بل ويؤدوها جماعة بصفة خاصة؛
كل ذلك لأهمية أداء الصلاة في وقتها

فما بال من يؤخر الصلاة عن وقتها ؟!
ألك عذر أعظم ؟!!!

 

 

﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا..﴾
هذه الآية والتي تليها هي أعظم علاج لمشاكل الزوجية..

 


﴿يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما﴾
حرص الشارع على حفظ المال يؤدي إلى حفظ النفوس

 

 

طهارة الباطن(لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى)
طهارة الظاهر(حتى تغتسلوا)(فإن لم تجدوا ماءفتيمموا)
إقامتها(وأقيمواالصلاة)
التخفيف(فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة)
لا تسقط بأيّ حال
مواقيتها(كتابا موقوتا)
تحذير من صلاةالمنافقين(كسالى يرآؤون)
تزكية أهلها(والمقيمين الصلاة)

 

 


أذنبت ،أخطأت، زللت،
عود نفسك على الاستغفار بعدها مباشرة

﴿ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما﴾

 



حديث سورة  النساء عن المال محوري تكرر 14مرة أعلى معدل في القرآن
المال عصب الحياة والسورة عالجت كل المداخل التي يكون المال فيها سببا في تضييع الحقوق أو أكلها بغير حق ولهذا ضبط القرآن قسمة المواريث بالتفصيل وكم من المحاكم من قضايا تتعلق بها!
فلنطبّق شرع الله ونقف عند حدوده


سورة النساء سورة الحقوق
حق الله بالتوحيد (إن الله لا يغفر أن يشرك به)
حق الرسول بطاعته والتحاكم إليه
حق الرسل بالإيمان بهم
حق القرآن بتدبره
حق اليتامى
حق النساء
حق الأقارب بالميراث
حق الأرحام
حق المؤمن المقتول خطأ
حق القوامة
حق المستضعفين
حق المظلوم
حق التحاكم لله ورسوله

 

الصورة

 

(وخلق الإنسان ضعيفا)
القرآن يعلّم الإنسان مواطن ضعفه بطبيعته البشرية ويعطيه العلاج
الإنسان مخلوق ضعيف
اليُتم ضعف
حب المال ضعف
الخوف ضعف
انفاق ضعف
الهوى ضعف
اتباع الشيطان ضعف
وعلاج الضعف طاعة الله وطاعة رسوله والتزام أحكام الشرع وإقامة الصلاة وأداء الأمانات والحكم بالعدل
عرض المزيد
منى.~

 

 


{فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}
لا تدخل في نوايا الآخرين أو مقاصدهم وتشكك فيهم،
بل عليك أن تعاملهم بظواهرهم،
فأنت لا تعلم سره ومافي قلبه.

وفي الحديث:(أفلا شققت عن قلبه؟)

 

 

 

(وَسۡـَٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ )

لا تشغل بالك فيما أعطى الله لعباده من خيرات وهبات .
بل ادعو لهم بالبركة ، واسأل الذي لاتنفذ خزائنه ﷻ . من فضله .

 

الآية 33


(فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا)

بعد أن أطاعتك ، احذر أن تتجـبر و تتمادى في قوتك عليها ..
فالذي أحـلـها لك بكلمة هـو أقـوى عليك ، منك عليها  ....!!

 


(وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا )

المتبع للشهوات يريد أن يكون له أمثال في المعصية والفسق،
لايريد أن يرى غيـره متميزًا عنه.
يريد أن يرى جميع من يعايشهم في الفسق مثله.



(فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا)

والعطاء والمنح من الله وحده ﷻ وهو العليم بعباده أعطى الأنبياء ، ويُعطى من أراد له العطاء ، فلم التباغض والتحاسد ؟!

 


(وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ..
لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ
وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا*
وَإِذٗا لَّأٓتَيۡنَٰهُم مِّن لَّدُنَّآ أَجۡرًا عَظِيمٗا*
وَلَهَدَيۡنَٰهُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا)

مكـرمـات تتــرا … إن أنت  أطعت الله ﷻ واتبعت سنة حبيبه ﷺ




 

﴿ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما﴾

الايمان بالله
والعمل الصالح
وشكر الله على نعمه
هو الأمان من عذاب الله .

 


﴿إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ﴾

يا الله ما أشد تقلب القلوب

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

 

 

(ثُمَّ لا يجِدواْ فِيٓ أَنفسِهِمۡ حرجٗا ممَّا قَضَيۡتَ ..)

والمؤمن بحق لايجد في نفسه ضيق من أحكام الله، وسنة المصطفى ﷺ. بل ينقاد إنقيادًا كاملًا تامًا لها .من غير معارضة أو مجادلة أو ممناعة.
إنـه الخضــوع والإذعــان التـام لأمــر الله وسنـــة رسـولــه ﷺ.

 


﴿وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا﴾

في هذا بيان إلى أهمية الأسرة في المجتمع وأن صلاحها فيه صلاح للمجتمع ولذا ينبغي المسارعة في اصلاح ذات البين .


image.jpeg.41a50ed131ff95d7ba0eb9f9e671fcc5.jpeg

 


(إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
من ضعف الإنسان يتوهم أن الشيطان له سلطان عليه!
كن قويا واثقا وأنت تستعيذ بالله العلي العظيم منه أنه تحوّل إلى خِرقة بالية تتلاشى لا تنفع ولا تضر!!

 

 


وردت التوبة والاستغفار في سورة النساء في 10 مواضع أرجاها:
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم)
كلنا هذا الجاهل الذي يعمل السوء وكلنا نريد أن يتوب الله علينا.

 

 

 

التحاكم إلى الله ورسوله أساس العدل ومعيار الإيمان
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)

 

 


(إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)
تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب؛ فإن الله العلي الكبير، وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن.
ابن كثير: ١ / ٤٦٧.

 

 


*لكل من يظن أن بعض التشريعات الإسلامية فيها ظلم للمرأة  أو تضييق لبعض حريات النفس،

*لكل من تصيبه مصائب فتضيق به الحياة ويؤدي به إلى سوء الظن بربه،

املأ قلبك يقينا بهذه الآية
(إن الله لا يظلم مثقال ذرة)

 

 

 

{إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم…}

الكبيرة محدودة لا معدودة
وهي ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة

والتنبيه أتى لبذل الطاقة في اجتنابها

فهي كبيرة بارزة
لا ترتكبها النفس وهي جاهلة

ورأفةٌ من الرحيم بنا أن اجتنابها يكفر الصغائر.
 

 


﴿يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا﴾

يريد الله أن يخفف عنك
يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر
والله يريد أن يتوب عليكم

هل بعد هذا التخفيف والتيسير والرحمة من ربك تبعد عنه ؟

لك الحمد أنت ربنا الرحمن اللطيف

  


(وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا)

قد تستهويك الشهوات، وتُـزيّن لك المغريات.
لذا فاجعل قلبك دومًا معلّق بالآخرة، وانظر الى الجانب الأبعد وهو القريب الأجمل .

 

 

 

{أفَلا یَتدَبّرونَ ٱلقُرءَان}
إنكارٌ على من لا يتدبر القرآن ويُعرض عنه

{ولو كان من عند غیر ٱلله لوجدوا فیه ٱختلَـٰفࣰا كثیرࣰا}
من تناقض المعنى وتفاوت النظم.



{…وبٱلوَ ٰ⁠لدین إحسـٰنا وبذِی ٱلقربىٰ وٱلیتَـٰمَىٰ وٱلمسَـٰكین وٱلجار ذی ٱلۡقربىٰ وٱلجار ٱلجنب وٱلصاحب بٱلجنب وٱبن ٱلسبیل وما ملكت أیمَـٰنكم…}

ذكرت الآية عدة شرائح في المجتمع

أكثرهم من الفئة الضعيفة

ليكون الإحسان لمحض أمر الله فقط.


 

{إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا  (٣٤)}

تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب؛ فإن الله العلي الكبير، وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن.

 ابن كثير رحمه الله.

·
(يختانون أنفسهم)

من أشد الظلم للنفس اقترافها للمعاصي وانغماسها في الآثام .

 

﴿ يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا﴾

المنافق كاذب وإن حلف بلسانه يبتغي الخير فقلبه خلاف ذلك.

 



(فَلَا تَمِيلُوا۟ كُلَّ ٱلْمَيْلِ)   

العجز عن كمال العدل لا يبرر الظلم


 

﴿رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا﴾

يُعرف المنافق بعدم الرضا بحكم الله بل الإعراض عنه بالكلية.

 

 


(وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ)

والنكاح الأفضل عند الله ، من مؤمنات حرائر عفيفات طاهرات مطهرات ، وأزواج ذوا عفةٍ وطهر ، خيرٌ مما أحله الله  ﷻ  للرجل وهو في حال العنت.

 



(وقل لهم في أنفسهم قولا بليغاً )
الأصل في النصيحة أن تكون في السر
قال الفضيل : المؤمن يَسْتُرُ ويَنْصَحُ ، والفاجرُ يهتك ويُعيِّرُ .

 

 

( كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ )

منهج للآباء في تربية الأبناء عند تقويم الأخطاء .

 

 


( وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )

ويأبى بعض الناس إلا إختيار طريق الشقاء بإتباع الشهوات.

 

 

 


{ فردوه إلى الله والرسول …..ذلك (خير وأحسن تأويلا)
من التزم القرآن والسنة كان على خير الهدى وأحسن التأويل

 


(وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سعته)

الطلاق ليس نهاية ولكن بداية
فالفــراق مـؤلـم بين الأحــبـاب ،لكن الفضل واسع من الوهاب

رسائل مشروع تدبر on X: ". في العلاقات •• كلّ نهاية.. هي بداية جديدة.. ﴿ وَإِنْ  يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا  حَكِيمًا ﴾.. #طارق_مقبل @1TareqM ✏️ تصميم :

وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
قال أبو هريرة رضي الله عنه: وإذا قال الله: (أجراً عظيماً) فمن الذي يقدر قدره.
القرطبي: ٦ / ٣٢٤.


 


(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ ۚ)
من فوائد التدبر لكتاب الله: أنه بذلك يصل العبد إلى درجة اليقين.
السعدي: ١٩٠.




(فَكَيْفَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌۢ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ إِلَّآ إِحْسَٰنًا وَتَوْفِيقًا)
استدل بالآية على أنه قد تصيب المصيبة بما يكتسب العبد من الذنوب.
الألوسي: ٥ / ٦٩.



(وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بهۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إحساناوَبِذِي القربى وَٱلۡيَتَٰمَىٰ والمساكين وَٱلۡجَارِذِي القربى وَٱلۡجَارِٱلۡجُنُبِ والصاحب بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ السبيل وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ)

من أسباب صلاح المجتمع الإحسان لكل من قرب منك
 


حتى لا يكن مالك سبب هلاكك لا تكن من هؤلاء
( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل)

و لا هؤلاء

( والذين ينفقون أموالهم رِئآء الناس ولا يؤمنون بِٱللَّهِ ولا بالفيوم ٱلۡأٓخِرِۗ )

 


(وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا(27) يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا)

أكثرمن التوبةلا تقترب من أماكن المعاصي ولاأصحابها فأنت لا تأمن نفسك الضعيفة

 

الآية "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ  يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا" ٢٧- النساء |  Quotes, Faith, Quran

 

{ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}
إشارة إلى أنه ينبغي لمن أراد الصلاة ، أن يقطع عنه كل شاغل يشغل فكره.
(السعدي رحمه الله)



{والله يريد أن يتوب عليكم}
{ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا}
{ويريد الشيطان أن يضلهم}
ثم بقيت نفسك ....ماذا تريد؟



لا شك أنك ستقف يوماً أمام الله سبحانه وتعالى، فماذا أعددت لذلك؟
( لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ).



{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ }
قليل .... لا يستحق البكاء لأجله ولا الأسى والحزن على فقده



( إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)
صلاح النية مفتاح التوفيق !



(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)
أجمل وأصدق الأقوال = الأفعال



الجزاء من جنس العمل ..
{من يعمل سوءًا يجزَ به }



"...وإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله ورسوله..."
في جميع أمور حياتك اجعل مرجِعك الكتاب والسنة.



ختم الله آية الإصلاح بين الزوجين بقوله"إن الله كان عليا كبيرا"
فإن تذكر علو الله وكيره من أعظم مايردع عن ظلم الزوجات وبخس حقوقهن.



وقوع العبد في المعصية أهون عند الله من اتهام بريء بها !
﴿ ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً ﴾



{ ﻭَﺧُﻠِﻖَ ﺍﻹ‌ِﻧﺴَﺎﻥُ ﺿَﻌِﻴﻔًﺎ }
ﺍﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﺩ. ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ



{ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻛُﻨﺘُﻢ ﻣِّﻦ ﻗَﺒْﻞُ ﻓَﻤَﻦَّ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ }
ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﺎﺛﺮﺍ ﻓﻔﺘﺶ ﻓﻲ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻋﺜﺮﺍﺗﻚ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻋﺜﺮﺗﻪ
ﺩ. ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ



{والله يريد أن يتوب عليكم}
{ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا}
{ويريد الشيطان أن يضلهم}
ثم بقيت نفسك ....ماذا تريد؟



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}
تحذير للأزواج وموعظة لهم
أن العلي الكبير سبحانه ولي المرأة الضعيفة المظلومة وهو المنتقم ممن ظلمها و بغى عليها .

معاً_نتغير_بالقرآن 💎💎 ‏ما قسمه... - معاً نتغير بالقرآن | Facebook


﴿أم يحسدون الناس على ما أتآهم الله من فضله﴾
لا تحسد أحداً على نعمة من النعم،
وأنت لا تعلم ماذا حرمه الله أو أصابه من النقم !



{وخلق الإنسان ضعيفًا}
خلقنا الله ضعفاء ، ولن نقوى إلا بافتقارنا إليه سبحانه




" إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
كيدُ الشيطان ضعيف أمام من توكل على الله وآمن به، فإذا تكررت هزائمك أمام الشيطان فراجع عتادك من التوكل والإيمان .



(وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم)
ليست حصرًا على المجالس؛
قنوات اليوتيوب
حسابات تويتر
المنتديات
وكل وسيلة فيها اجتماع على الكفر بآيات الله
والاستهزاء بدينه
فاحذر شهودها



﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ﴾
لا تحقرنَّ قليلة ، ولا تستصغرنَّ صغيرة.. فربك يجازي حتى على مثقال الذرة..
قال الرسول ﷺ : "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "



من دلائل الإيمان الصادق:
التسليم التام لأمر الله من غير حرج في النفس !
﴿ثم لا يجِدوافي أنفسهم حرَجا مما قَضَيْتَ﴾



﴿الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل﴾ [النساء: ٣٧]
ما أقبح البخل والبخلاء، لم يكتفوا ببخلهم؛ بل ويحضون غيرهم عليه، نعوذ بالله من هذه الصفة الدنيئة التي استعاذ منها النبي ﷺ.



" ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
إن في ماضي كل واحد منا, فرطات وعثرات, وخطايا وسيئات, ومهما اسودَّ الماضي، فبالاستغفار الصادق، تُشرق الروح من جديد



حقيقة قرآنية كفيلة بضبط مسيرنا إلى الله :
" قل متاع الدنيا قليل، والآخرة خيرٌ لمن اتقى"



(ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)
خطواتك سعيًا لهدفك لن تضيع سدى قلّت أو كثُرت..
والله عزوجل يأجرك على نيتك وإن لم تبلغ مقصدك،
كن تاجر نوايا فتجارتك رابحة عند الله.



{ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}
إلى كل مذنبٍ وعاصٍ ،،لا تقنط ولا تيأس من رحمة الله ؛ فإن ربنا غفورٌ رحيمٌ يقبل التوبة عن عباده.وباب التوبة مفتوح .
و رمضان فرصة عظيمة للاستغفار والتوبة النصوح وسمو النفس وتزكيتها والتغيير للأفضل.



(...سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم غيرها ليذوقوا العذاب..)
ما أشد عذاب أهل الكفر! إن مجرد التفكير به كفيل أن يقطّع القلب خوفا ورهبة!
نار تحرق وجلود تنضج وتبدّل! هلّا تخيلنا المشهد لنتقيه!
اللهم نعوذ بك من النار ومن حال أهل النار!
ربّ حرّم جلودنا عن النار



(وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)
حين تعلم أن الفضل بيد الله وأنه صاحب العطايا والهبات فلن تلتفت الى نعمة أنعمها على أخيك ولن يتمكن الحسد من قلبك.



و حين يتخلى عنك الجميع في أحلك الظروف وأصعب المواقف
يكون معك الولي النصير سبحانه {وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا}



﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾
يعلم المحتاج والفقير
ويعلم المريض والأسير
ويعلم المهموم والكسير
ولكن ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ﴾
فالله ﷻ يحب من عبده أن يسأله ويناجيه.



....وكفى بالله نصيراً..."
حقاً كفى به وليّاً ونصيراً عن العالم.
"...ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً..."
نعوذ بالله أن نكون منهم.



كن عادلًا في الحكم والعطاء..
وفي التعامل مع الزوجة والأبناء..
كن عادلًا ؛ فالعدلُ وصيةُ ربِّ السماء..
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾

 

 

.
( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ..)
يؤخذ منها منع الدخول في الصلاة في حال النعاس المفرط، الذي لايشعر صاحبه بما يقول ويفعل،
من أراد الصلاة فعليه أن يقطع عنه كل شاغل يشغل فكره، كمدافعة الأخبثين والتوق لطعام ونحوه /السعدي



{كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم}
لا تحقر عاصيًا ، واشكر الله أن منَّ عليك بالهداية ، فوجب عليك نصحه وارشاده.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء السادس

 

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا}، لقد أكمل اللهُ تعالى لنا ديننا وجعله باقياً صالحاً للناس في كل زمان ومكان، وهذا ما يوقن به المؤمنون، فمن زعم أنه غير صالح لهذا الزمن، فقد كذَّب الله تعالى.
 


من محاسن الإسلام أنه أمر بالعدل مع المخالف في العقيدة، بل مع العدو، كما قال تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا)، وقال سبحانه: ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ...).
 


لقد عظَّم الإسلامُ حرمةَ النفوس المعصومة، حتى جعل قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعاً، واستنقاذها من الهلاك كإحياء الناس جميعاً.
(مِنْ أَجل ذَلِك كَتَبْنَا على بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قتل نَفْسًا بغير نَفْسٍ أو فسادٍ في الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَل الناس جميعا ...)

 


قَدَّمَ الله ﷻ حُبَّه للمؤمنين على مَحبّتهم له
﴿يُحبّهم ويُحبّونه﴾
كُن أنت المُبادر ..بادِر أنت بالعطاء ..بصنائع المعروف ..أشرِق أنت أولا يشرق
لك ما حولك..

 


(وما للظالمين من أنصار)
مهما طال أمد الظالم وقوي سلطانه فإنه إلى زوال .. ⚘


ÙتÙجة بحث اÙصÙر ع٠تدبر سÙرة اÙÙساء

(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)
تعامل مع الإنسان الذي تقابله كأنك تتعامل مع الحياة كلها فيه .. ⚘

 


الله تعالى غنيٌ عن عباده لا تنفعه طاعة الطائع، ولا تضره معصية العاصي، وإنما يضرُ العاصي نفسه (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).


( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ)
كفى بالظلم سوءًا أنه سبب حرمان النعم !

 


(يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به) تذكير بالنعمة
ثم بيّن الميثاق: (إذ قلتم سمعنا وأطعنا)
فقولك: "سمعنا وأطعنا" إلتزام منك أيها المؤمن الذي خاطبك الله عزوجل في السورة 16 مرة بنداء الإيمان أن تفي بميثاق الله.

 


﴿لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ﴾
عيسى عليه السلام يعترف بعبوديته لله والنصارى تخرجه من شرف المقام.

 


(إني أخاف الله رب العالمين)
إذا دعتك نفسك للمعصية أو الانتقام فتذكر هذه الآية ..⚘

 


( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً)
أنوار القرآن إذا حلت في قلب المؤمن أشرقت حياته كلها ..
فلا يرى إلا خيرًا ولا يفعل إلا خيرًا ..
نورٌ على نور ..

 



( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
لاتظن أن في تواضعك لإخوانك المؤمنين هو ضعف وإنكسار ..!
كلا : فهناك من يرفعك به ليجعلك من به من أحبابه ..


( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )
الحمد لله على نعمة الدين ..
فكم من محروم من هذا الفضل ونحن غافلون عن الشكر !!

 


( وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
وأعظم الجهاد جهاد النفس
فمن جاهد هوى نفسه وزكّاها فقد أفلح..


(فنسوا حظاً مما ذُكروا به فأغرينا بينهم العداوة ..)
حين تتوتر علاقاتنا بمن نحب .. علينا أن نفتش أي حظ من الشريعة ضاع منا⚘


(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) تخلية
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) تحلية

 


(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )
أكل الحرام نقص في الأديان والأبدان .

 


(وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )
الإنهيارات المالية التي تعيشها كثير من الدول سببها إما الربا أو التعدي على الحقوق فاحذوا الوقوع فيهما

 


﴿فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه﴾ [المائدة: ٣١]
لا تتردد في أن تتعلم ممن هو أقل منك.

 


دوام شكر الله سبحانه سبب لإتمام النعم
﴿ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

 


"كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون"
أخشى أن نكون مثلهم!!
اللهم أعنا على أنفسنا


 

{ولا تقولوا على الله إلا الحق} وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء:
أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله، والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله، والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور.

 

{يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة…} هذه آية عظيمة قد اشتملت على أحكام كثيرة، نذكر منها ما يسره الله وسهله :
- أن الواجب المسح. فلو غسل رأسه ولم يمر يده عليه لم يكف، لأنه لم يأت بما أمر الله به.

 

{أنهم لا يستكبرون} أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو عن الانقياد للحق، وذلك موجب لقربهم من المسلمين ومن محبتهم، فإن المتواضع أقرب إلى الخير من المستكبر.

 

{فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين} دل هذا على أن القتل من كبائر الذنوب، وأنه موجب لدخول النار.

 

{فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض} …وفي هذا دليل على أن العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة، أو دفع نقمة قد انعقد سبب وجودها أو تأخرها إلى وقت آخر.

 


(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ )
ذم الله سماع الكذب
كيف بمن يمشي به بين الناس ويردده وينشره .




{يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه}
مؤمنين يخاطبهم ﷲ عن الردة
هل خفت يومًا من هذه الآية وأن ﷲ يسلب منك نعمة الدين
اللّهُمَّ ثَبِّتْنِا عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِا، وَلا تُزِغْ قَلوبنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِا



(فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)
فراق الفجرة من شيم البرره لأن جليس السوء كحامل الكير..



{يأبها الذين آمنوا أوفوا بالعقود...}
بدأت سورة المائدة: بالأمر بالوفاء ...بالعقود... وبالعهود ...وبالوعود
لأن الوفاء صفة تلازم المؤمن .. حتى مع الكافر ....




{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}
تعاونوا على البر والتقوى ، فهي تجمع بين محبة الناس بين بعضهم، وبين محبةالله لكم .
ولاتتعانوا على مايُفشي بينكم الحقد والضغينة .( الإثم والعدوان}




(فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ)
الظلم سبب لعقوبة الله على العباد وزوال النعم عنهم وحرمانهم كل خير من مطر وأمن وسلامة وهو سبب هلاك الأمم..




{لا يحب ﷲ الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}
الكلام الطيب يحبه ﷲ
لكن المظلوم معذور بقوله السوء
بقدر الظلم الذي وقع عليه



"...وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط..."
هم أعداء وسارعوا بالكفر،رغم ذلك أمر الله رسوله أن يحكم بينهم بالعدل.
الإسلام




(فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كثيرا)
حرمت على اليهود طيبات كانت حلالا بسبب ظلمهم وكفرهم
وأما هذه الأمة فقد حرم الله عليها الخبائث وأباح لها الطيبات




( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ )
القلب يتسخ كما يتسخ الثوب فكل مايصيب القلب من مرض من شهوة أو شبهة أو كبر وغيرها إنما هي أدران تحتاج إلى طهارة..
فاسأل الله دومًا أن يطهر قلبك.




من المحزن والمؤسف أن يصبح الجهر بالسوء من القول مألوف مستساغ لدى بعض شبابنا حتى جعلوه تحية يحيّون بها دون حرج '!
ونسوا قول الله تعالى (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ)




( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً)
إذا وجد المرء قساوة في قلبه وبعداً عن أوامر الله
فليتفقد قلبه لعله أخلف لله عهداً.



"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود...."
آيات بيّنة من الله،فاحذروا الفتنة.


{وكان الله عفوًا قديرًا}
من عفا عن الناس ، عفا الله عنه



كلما هممت بكلمة سيئة من غيبة أو شتم أو كلمة جارحة أو غير لائقة تذكر:
﴿ لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ ــــ
يكفيك أن الله لا يحب هذا.~~



﴿وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين﴾ [المائدة: ٢٠]
تُحيط بنا نِعَم حُرِم منها غيرنا، اعرف قدرها، وأدّ حقها، واحفظها بشكرها.




( يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )
حين يعتاد المرء النعم ويألفها يفقد الإحساس بها كنعمة حتى ينسى شكرها و أن الله من تفضل بها عليه ولو شاء لحرمه منها.
فيارب اجعلنا لك من الحامدين الشاكرين..

D6POavbWkAEQkaV.jpg:large

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تدبر الجزء 7

 
﴿ فَأَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ ﴾
والأعظم مصيبة من ذلك غفلة الناس عنه .
 
(فَكَفَّـٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ)
أجمع العلماء أن الحانث مخير بين الإطعام والكسوة والعتق….
( فمن لم يجد فصيام ، ثلاثة أيام)
 
 
( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث )
الإعجاب بالكثرة والتغافل عن الحكم الشرعي نقصان في العقل .
.
 
لاتتنازل عن قيمك ومبادئك
(ولو أعجبك كثرة الخبيث)
 
 
﴿فَلمَّا نَسوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فتحنا عليْهِمْ أَبْوَابَ كلِّ شَيْءٍ حتىٰ إِذَا فَرِحُوا بما أوتوا أَخَذْنَاهمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾
• قال رسولُ الله ﷺ: «إذا رأيتَ اللهَ يعطي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يحبُّ، فإنما هو استدراج
 
 
{….فصبروا على ماكُذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا…}
اعلم أن النصر مع الصبر .
 
 
(وإنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كاشف له إِلّا هو )
حتى وإن فعلت الأسباب فليس لك إلا هو فتعلق به وحده وتوكل عليه
 
 
{‌لتجِدنَّ ‌أشدَّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}
إنها ليست دعوة للخوف والهلع، إنها بصيرة وتحذير من العدو الخطير، بل أخطر الأعداء: {أشدَّ الناس عداوة}.
 
 
{قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}
كثرة أهل الباطل ليس دليل على صحة المسار
وقلة أهل الحق ليس دليل على فساد المسار
أكملوا الآية:{فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون)
 
 
(حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ )
اياك وإن زادت النعم تزيد في الطغيان والبطر ،
بل تذلل لربك بالطاعة والشكر ..
 
 
{يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم}
بعض الأسئلة نقص، فاحرص على ما ينفعك
 
 
{يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم}
بعض الأسئلة نقص، فاحرص على ما ينفعك
 
 
{وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سِركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}
تحدَّث كيف شئت عن كاميرات التتبع، وأجهزة التنصت، إن علم الله أوسع.
هل يمكن لأجهزة العالم كلها أن ترصد ما في هذه الآية؟!
 
 
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (٩٨)}
جعل الرحمة صفة له مذكورة في أسمائه الحسنى، وأمَّا العذاب والعقاب فجعلهما من مفعولاته، غير مذكورين في أسمائه.
ابن تيمية رحمه الله.
 
 
تأمل (….ليعلَمَ اللهُ مَن يخافُه بِالغَيب…)
الله عزّ وجل قد يبتلي المرء بتيسير أسباب المعصية له حتى يعلم سبحانه من يخافه بالغيب ،
فالخلوات هي الوجه الحقيقي لشخصيتك .
 
 
﴿قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب}
لا تقلق
كما نجاك الله من كُرَب وغموم حلت بك سابقا
سينيجيك من كُرَبك وغمومك دائما
 
 
{لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
يا من تختلس نظرات محرمة
قد لا يراك مَن حولك ومن هو بجانبك،
لكن يراك من وسع سمعه وبصره كل شيء.
(وهو يدرك الأبصار)
 
 
(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) هداية مادية
(فبهداهم اقتده) هداية معنوية
فالحمد لله الذي هدانا والحمد لله الذي خلق السموات والأرض والحمد لله الذي جعل الظلمات والنور وأخرجنا بالقرآن من الظلمات إلى النور
 
 
سورة الأنعام تتحدث عن توحيد الله سبحانه وقدرته
فحري بالعبد أن يستشعر عظمة الله سبحانه في تلاوتها
{كتب على نفسه الرحمة}
{وماقدروا الله حق قدره}
{ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو}
{وهو القاهر فوق عباده}
{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}
 
 
﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾
راجع نفسك ؛
ما أثر الابتلاءات عليك؟
أقرّبتك من ربك؟
أم دون وقعٍ؟
أم زادتك بُعدًا عنه سبحانه
إن كانت قرّبتك فلا زلت على خير وإن كانت غير ذلك فتدارك نفسك
 
 
(أولئك الذين هداهم الله (فبهداهم) اقتده) الاقتداء لا يكون بالأشخاص مهما علا شأنهم فالأنبياء والصالحين والمؤمنون أنعم الله عزوجل عليهم بالهداية ابتداء (وهديناهم إلى صراط مستقيم)
(ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده)
اسأل الله تعالى أن يهديك كما هداهم
 
 
﴿قَد (نَعلَمُ) إِنَّهُ لَيَحزُنُكَ الَّذي يَقولونَ فَإِنَّهُم لا يُكَذِّبونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجحَدونَ﴾
عندما يحزنك قولهم،نقدهم،إساءتهم
تذكر أن الله يعلم حزنك ....فلا تشتكي إلا إليه
 
 
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو..."
الإطمئنان النفسي عندما تعلم أن أمرك بيده
غني أنت به عن العالمين.
 
 
(فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ)
وسمى الله- تعالى- الموت في هذه الآية مصيبة، والموت وإن كان مصيبة عظمى، ورزية كبرى؛ فأعظم منه الغفلة عنه، والإعراض عن ذكره، وترك التفكر فيه، وترك العمل له، وإن فيه وحده لعبرة لمن اعتبر، وفكرة لمن تفكر.
 
 
كم قلنا (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين)
وكم عُدنا بعد النجاة لما كنا عليه من جحود النعم؟!
 
 
{ قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم }
مهما اشتدت بك الظروف فلا تتعلق بغير ربك وليا وأسلم له وجهك له .
 
 
"ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم..."
العاقل من اعتبر بغيره
 
 
{ ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة }
خص هاتين العبادتين - والله أعلم - لأنهما من أشد العبادات على الشيطان .. ومن دونهما يضعف المؤمن كثيراً ويصبح صيداً سهلا لسهام العدو والشهوات .
 
 
{فأثابهم الله بما قالوا} [المائدة:٨٥]. قد يكون بينك وبين لحظات التكريم الإلهية قول كلمة، فلا تتردد في قول ما يرضي ربك
 
 
﴿وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمها﴾
اتراه يجهل حالك ويغفل عنك !!
 
 
( إنه لايفلح الظالمون)
سيبقى ظلم الظالمين سداً منيعاً حائلاً دون فلاحهم أو توفيقهم⚘
 
 
{ وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو }
مفتاح الفرج وكشف الغمة عند الله
لا يعلمه إلا هو ...فلنلح على ربنا أن يكشف غمتنا
 
 
{ كتب على نفسه الرحمة}
{ كتب ربكم على نفسه الرحمة }
آيتان تطمئنان قلبك بأن ماكتبه من البلاء والشدة
لابد أن يصاحبه رحمة من ربك
فالتمس رحمته
 
 
( فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ)
راقب كلماتك وأقوالك فربّ كلمة رفعت صاحبها أعالي السماء وأسكنته الجنات..
وربّ كلمة قالت لصاحبها دعني..
 
 
(قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ )
ومن غير ربي؟
مهما تعاظمت وتزاحمت فلاسبيل لنا ولامخرج إلا بالتضرع إليه سبحانه..
 
 
﴿كَتَبَ عَلى نَفسِهِ الرَّحمَةَ﴾
دعوة للمسرفين على أنفسهم،والغارقين في بحار اليأس،والظانين بالله ظن السوء ..
 
 
( فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعوا)
أأصابك فقر؟
أأصابك مرض؟
لعل الله أراد أن يرى تضرعك!!⚘
 
 
﴿ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
عجباً أن يخافُ من عاقبةِ الذنبِ نبيٌ معصوم،
ولا يخافُ منه إنسانٌ جهولٌ ظلوم !
 
 
( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون )
من الآيات التي تزيد المؤمن ثبات في زمن الغربة ..الكثرة لاتعني الصواب
| طوبى للغرباء |
 
 
( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
"اللطيف" إسم تعجز عن وصفه الأقلام.. تجد آثاره في كل شئ حولك.. يحنو عليك من حيث لاتشعر.. يقدر لك الخير وإن بدا لك الأمر فيما تكره فلو كُشف لك الغطاء لعلمت مدى لطفه وكرمه
إسم الله اللطيف لايأتي مقرونًا إلا مع اسمه الخبير..
 
 
{ وله ماسكن في الليل والتهار وهو السميع العليم}
كل ماسكن الأرض فهو تحت حكمه فاطمئن ، وليسمع ربك منك خيرا
وليعلم منك صبرا
 
image.thumb.png.b5bf5cca4e093e4ec259149471655727.png
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء 8
 

افتتحت سورة الأنعام بدلائل التوحيد ، واختتمت بالإقرار التام بالتوحيد { قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَى وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } فتدبر دلائل التوحيد لتحقق كماله

 

أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) حين تنتكس الفطرة تصبح الفضيلة تهمة

 

[أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ] الوحي في قلب المؤمن بمنزلة الروح من الجسد، لا حياة له بدونه ولا نور له بدونه.. بل من بركته يشع من أنواره على كل من حوله.

 

[قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين] مآل كل متكبر الهبوط والهوان حسيًا ومعنويًا في دنياه وآخرته.. (فالجزاء من جنس العمل)

 

(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) كل نعمة علينا فإنما هي من الله عزوجل ابتداء متى استقر هذا المفهوم في القلب خرج الكِبر منه مدحورا!

 

(ولوشاء ربك) (منزّل من ربك بالحق) (وتمّت كلمة ربك) (إن ربّك هو أعلم بالمهتدين) (إن ربك هو أعلم بالمعتدين) (وهذا صراط ربك) (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم) (وما ربك بغافل عما يعملون) (وربك الغني ذوالرحمة)

ربك (رب+كاف الخطاب للنبي)

كم فيها من معاني الرعاية والتربية والحب

 


(ونادى أصحاب اجنة أصحاب النار) (ونادى أصحاب الأعراف..) (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة) من غير الله عز وجل يمكنه أن يصف بدقة حوارات مستقبلية لم تحصل بعد؟! آمنت بالله عالم الغيب..


(وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) #تأمل هذا القسم الشيطاني المغلف بالنصيحة هناك من شياطين الإنس من يتقنه فتنبه .


{وكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضًا بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}

لا تغتر بولاية الظالمين "إنْ لَمْ يُقْلِعِ الظّالِمُ عَنْ ظُلْمِهِ سُلِّطَ عَلَيْهِ ظالِمٌ آخَرُ" سنة من سنن الله في خلقه

 


{یـٰبنی ءادم قد أنزلنا علیكم لباسا یو ٰ⁠ری سوء ٰ⁠تكم وریشا ولباس…}#الأعراف
﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾

ليس للمتكبرين مقام في الجنة ..
قال ﷺ : " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ "

 


(إن رحمت الله قريب من المحسنين)

الإحسان لا يأتي إلا بخير

أحسِن في العبادة

أحسِن في المعاملات

أحسِن في كل أمر

كفى بالمحسنين جزاءً قُرب رحمة الله منهم!

 


ختمت سورة الأنعام (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١٦٠﴾)

وافتتحت سورة الأعراف (والوزن يومئذ الحق) (فمن ثقلت موازينه) (ومن خفّت موازينه)

لن يضيع عند الله مثقال الذرة!

 


(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ)

قيمة الانسان ليست في نوعية اللباس وثمنه بل هي في قيمته الاخلاقية التي تدعو الى الستر والاحتشام _

فاعتني بروحك من الداخل ..

 


بدون توفيق الله ما نقدر نفعل شىء ولا نستطيع أن نقدم أو نؤخر أى شىء

ايمانك..عبادتك..اخلاصك كل شىء بتوفيق الله لنا

قد يحرمك وقد يعطيك فانسب الفضل له

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ

 


﴿وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ﴾

في هذه الآية الكريمة فضيلة العلم، فمن أسباب الضلال عن دين الله اتباع الظنون الفاسدة، والآراء الباطلة.

 


(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً)

إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة..

وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنواهي

اشتملت على الأمر بكل معروف

والنهي عن كل قبيح!

[ابن كثير]


"حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ۚ كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون"

تشبيه المعاد بمنظر يتكرر أمام الناس تذكير لهم لئلا ينسوه أو يرتابوا فيه!

 


(أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )

هذا دائما ديدن أهل الباطل مع أهل الحق الإقصاء وذلك لضعفهم وخوفهم من مواجهة الحق

 


{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ }

يوم القيامة يوم شديد الكل يقف للسؤال ، فماذا أعددنا له!!!

 


﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾

لا ينبغي لعاقلٍ أن يأمنَ صفوَ الليالي

ولا مواتاةَ الأيام، بل عليه أن يَلزمَ حصنَ الطاعة والحذر

ففي القرون الماضية لمَن ادَّكرَ مُعتبَر.

 


(قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)

لا تتأثر بكلام أهل الباطل ما دام الشرع هو مقياس أفعالك .

 


(إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾

أحسن إلى نفسك بكثرة العبادة، وإلى من حولك بحسن المعاملة؛ لتنال رحمة الله.

 


{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ}

لا تجعل خلافَك مع أخيك في مسألةٍ اجتهادية

يُفضي بك إلى الكره والبغضاء

ألا تحبُّ أن تَلقى اللهَ سليمَ الصدر طاهرَ السريرة؟!

 


(وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ)

النفس البشرية السوية لاتقبل أن تتعرى كالبهائم فهي مكرمة ومنزهة عن ذلك..
فهل يفهم ذلك دعاة التبرج والسفور؟!

 


{وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا}

هذا نموذج لفاعل المعصية وبحثه عن عذر

الاعتراف بالذنب من صفات التائبين

 


(قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم)

لمحة تربوية

وكل مفرط في تعريف أولاده بالله سيكون له نصيب من تفريطه

بحسب ماتبذل معه من الصغر ستجني المرابح في الشباب ..

 


{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام

حياة المسلم كلها لله مطعمه ومشربه وصحته وحركته وسكونه ..

لا عزاء لمن يحاولون حصر الدين في الإيمان القلبي وفي الصلاة في المساجد .

 


" يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك ".

كلما زاد رصيد التقوى في القلب زادت حشمة البدن .

 


{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

والله إني لأستشعرها في كل أمرٍ يسوؤني ..

فتحتويني سكينة ، واطمئنان ، لا تصفهما حروف ....

فاللهم لك الحمد

 


( فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ)

أهل الإيمان هم أشرح الناس صدورًا وهم أبعد الناس عن العيادات النفسية لما في قلوبهم من طمئنينة بالله.

 


( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )

أنت من تحدد درجتك ومنزلتك وبعملك يتحدد مستواك عند ربك ..

ألا تدفعك الآية لمزيد من الجهد العمل!؟

 


( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ )

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا..

 


﴿ وربك الغني ذو الرحمة ﴾

لو كان لك أب غني فأنك لاتحمل هم العيش ولا تقلق له

فكيف (وربك الغني) وذو رحمة !!

سبحانه جل في علاه .

 


(الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا)

إحذر أن تكون حجر عثره في سبيل الله

إياك أن تمنع خير ، أو توقف خير ، أو تمنع شرع

أو توقف شرع ، أو تستهزء بشيء من شريعة الله . (محمد الصاوي)

 


{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا ..}

اللعن صفة من صفات أهل النار ..

فليرتدع ... كل من تفوه به ليل نهار ..!!!

 


﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾

قدَّم موسى ( الاستعانة بالله ) على ( الصبر )، لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها ..

 


﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾

لا يستدل على الحق بكثرة أهله..

فإن أهل الحق هم الأقلون عددًا ،

الأعظمون عند الله قدرًا وأجرًا.( السعدي)

 


{ولاتسرفوا إنه لا يحب المسرفين }

يكفي في ذم الإسراف أن الله لايحبه.

والآية قاعدة ربانية فيها:

امتثال لأمر الله.

حفظ الصحة.
حفظ المال.

 


القرآن ليس في المسجد فقط.!

بل يصحبك حتى في أقصى درجات انغماسك في الدنيا: (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)

 


﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ ﴾
مجرد الاقتراب من الفواحش خطر فكيف بالوقوع فيها .
لباس ضروري يستر البدن(یو ٰ⁠ری سوء ٰ⁠تكم)

لباس زينة ناعم(ريشا)للتجمّل أصل الستر فطرة وتشريع  قالﷺ عن ترك اللبس: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).

image.thumb.png.a75681bf13fb6cb03a75a29428a082ab.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء التاسع

 

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيت عليْهِمْ آيَاتُهُ زَادتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِم يَتوكلُون} هذه الآية مع الآية التي بعدها بيانٌ لصفات من يتطلعون للفوز بهذا الوصف. {أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ}

 

علاج كل أسباب الضلال التي ذكرتها سورة الاعراف:

-الدعاء بأسماء الله الحسنى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)

- السلامة من أمراض القلوب بالتخلّق بالخلق الجميل(خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين)

-المداومة على الاستغفار والتوبة (إن ربك من بعدها لغفور رحيم)

 

{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون} حسن التوكل والظن بالله جعل موسى يقف امام عدوه وهو لايعلم مانوع النصر الذي سيلقاه من الله

 

(فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ یَـٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّی وَنَصَحۡتُ لَكُمۡۖ فَكَیۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمࣲ كَـٰفِرِینَ) لا متسع للحزن والأسى على الكفار عند المؤمن فعقيدته فوق كل اعتبار

 

(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ) الإنجاز... النجاح.... التوفيق...... ليس بإمكانياتك، ولا بجهدك، بل هو فضل من الله ونعمة.

 

(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) آيه تذهب من النفس كل خوف وقلق، وتبعث السكينة والطمأنينة، لأن الله حسيب المؤمن.

 

(أنجينا الذين ينهون عن السوء)

النهي عن المنكر من أسباب النجاة

image.thumb.png.61f60304b5ff82201f732096c8dcb003.png


الشيطان متربص ببني آدم
فإما مبتدئ بالوسوسة حتى يحقق مراده (ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما)

وإما متصيّد لزلّة فيُتبعها بخطوات على طريق الغواية (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان)!
اللهم اهدنا وثبتنا


·
{سنزيد المحسنين}

لاتظن أن احسانك لنفسك
ولغيرك
انه تعب وخسارة
بل هو ربح وتجارة


قد نندم على الحلم مرة .. لكننا بلا شك ندمنا على الغضب مرارا !!

﴿ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح ﴾


﴿وألقي السحرة ساجدين﴾

ما أعظم إيمان السحرة ..
استجابة سريعة للحق ..
وصبر لا مثيل له على الإبتلاء ..
تضرع وصدق مع الله ..
فاستحقوا بذلك أن تخلد أعمالهم .


(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ )
كثيرٌ هم أولئك الذين يقفون على الطريق ليس لهم إلا أن يحبطوك ويحطوا من عزيمتك
فاحذرهم ولا تلقِ لهم بال (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ )

 

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) أعظم الخسران أن يصرف العبد عن آيات الله البينات ويترك لاتباع هواه، فيرى الغي والضلال طريقا للحق فيتشبث به، ويصرف عن الطريق المستقيم ..

 


(أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ)

ومن لم يُسخر حواسه في الله ، ولله .
كــان عند الله، أضل من البهائم والأنعام .

 

{وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم}

سبحان ربي ما أرحمه...

مع أن النصر من عنده وحده،
إلا أنه من رحمته سبحانه اعتنى بمشاعر المؤمنين،وحاجتهم النفسية
فهيأ أسبابا لتكون بشارة واطمئنانا للقلوب.

 

إذا أردت أن تكون مصلحا .. فكن صالحا .

﴿ والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجرالمصلحين ﴾

 

سبحان ربي!
كم تخفف هذه الآية من هموم وآلام ..
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ }


-الاستعاذة بالله(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)
-الاستماع للقرآن والإنصات (فاستمعواله وأنصتوا لعلكم ترحمون)
-المداومة على ذكرالله (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة)
-الخضوع والاستسلام لله وتنزيهه (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)


(وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها.. )الاستضعاف  أول مراحل التمكين والإبتلاء اساس العطاء فكن متفاءل

 

( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ) الأنفال ١١.الموقف مهيب والحرب قائمة ويشاء الله أن ينام الجند وهو يحرسهم ويأمنهم ..! إنها الرحمة والمعية .
 

﴿  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

وسِعت كلَّ ألم،
 وكلَّ خاطرةِ حُزن،
 وكلَّ لمحةِ وجع،

لا تيأس؛ فقط علّق آمالَكَ بربّك


"وقالَ الْملأُ الَّذينَ كفرُوا مِن قوْمهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعيْبًا إِنَّكُم إِذا لَّخاسرُون"

من شأن الكفار والمنافقين إذا عجزوا عن إغواء
الناس للرجوع عن الحق، أن يدلسوا عليهم بتشويه هذا الحق أو بتهديدهم برزقهم إذ خوفوهم بخسارة
الأرباح التي كانوا يكسبونها من التطفيف


(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا وَیُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَیِّـَٔاتِكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ)

من لازم التقوى لازمه الخير ..


 

هذه الآيه سلوى المستضعفين:

"اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"

فاستعينوا بربكم واصبروا على مابتليتم به حتى يتحقق وعد الله للمتقين والعاقبة الحميدة تنتظركم

 

﴿وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾
يغشاك من رحمات الله بحسب
حضور قلبك وإنصاتك.
استنصت روحك
استقبل الوحي بكل ذرة فيك .
د. عبدالله بلقاسم


(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي)
حينما تصفو النفوس وتذوب الضغائن وترتقي الأخلاق تصعد للسماء مثل هذه الدعوات الزكية
...لا أتمنى الخير لي وحدي

 

(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)

أعظمُ آيةٍ..🤍
رسمت المنهجَ الإنساني في التعامل..
وجمعت كل مكارمَ الأخلاقِ في وضوحٍ كالنور..

 

(يحرم عليهم الخبائث)

أعلمت !!
إذا لا تجادل في أمر حرم عليك فالله أحكم الحاكمين .


قال الله تعالى (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ)

من شرح الله صدره للهداية ،  فليبشر بأن فيه خير.

 

﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾

لا تظن أنّ النصر بسبب الملائكة التي تنزلت، وإنما هم مجرد سبب، ولو شاء الله لنصرهم دون ملائكة.

 
( لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون )
تشويه القدوات وتزييف الحقائق
صناعة إعلامية فاسدة .

 

﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾

قال سعيد بن جبير:
هو الرجل يغضب الغضبة فيذكر الله؛ فيكظم الغيظ
 وقال ليث عن مجاهد:
 هو الرجل يهم بالذنب فيذكر الله فيدعه.

 

﴿قالَ رَبِّ اغفِر لي وَلِأَخي﴾

حين نقسو على من نحب علينا قبل أن نعتذر منهم أن نسأل ربنا المغفرة
حتى يكون ندمنا لله وليس لهم.

د. عبدالله بلقاسم


﴿ إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾

العبادة والتقوى .. شرط لوراثة الأرض.


{قالَ المَلأ الذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنخرِجنكَ يَا شُعيب والذينَ آمنُوا معَكَ من قَريتِنَا أو لَتَعُودُنَّ في مِلّتِنَا قَالَ أوَلَو كنّا كَارِهينَ}

الطواغيت يميلون إلى المعارك

يفرضوا رأيهم
يستعملوا القوة
لا يراعوا ذمة

لأن حجتهم واهية

 

{ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون.. ..}

مفارقة نور القرآن وهدايته يُفقد الإنسان مكانته وقيمته

يتخبط في ظلمات الهوى والمغريات
يفقد معنى الحياة

لا يستوي من فقد الحياة بالقرآن ومن نَعِم بها.



قال تعالى ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾
 [الأنفال: ٢]
قال السعدي رحمه الله : ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم
*لأن التدبر من أعمال القلوب

image.png.3a358049ed25664846883c7c3ea6bd16.png

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء العاشر

 

"والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها..."

الكثير يغفلون عن أمر زكاة أموالهم ينسونها أو ربما يتناسونها،رغم أنهم ركن من أركان الاسلام،فإحذروا وتبيّنوا وأدّوا.

 

﴿ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾

إن فاتتك فرصةُ التقرب بالطاعة فلا أقل من أن تبدي حزنك عليها

 

{حسبُنا الله سيؤتينا الله من فضلِه ورسوله}

هذا هو أدب النفس وأدب اللسان وأدب الإيمان، الرضا بقسمة الله ورسوله .

 

إرادة الخير لا تكفي حتى يدل عليها الاستعداد بالعمل

﴿ وَلَوْ أَرَادُوا۟ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُ ﴾

 

(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)

المؤمن يتعامل مع أى مصيبة بكل هدوء وطمأنينة لأنه على يقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن كل شىء بتدبير الله هُوَ مَوْلَانَا فشعاره التوكل فى يومه وليلته وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

 

من زهد في الجائزة .. استثقل المسير ..

{ ولكن بعدت عليهم الشقة }

 

{ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا}

متى ماتعلّق القلب بالله ارتوى من نبع السكينة والثبات اللهم علّق قلوبنا بك

 

" إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلّم " حتى الرؤيا .. من جُند الله

 

(إنما يعمر مساجد الله من [آمن ] بالله)

كلما قوي إيمان العبد كان هذا سببا لمحافظته على حضور الصلاة في المساجد

 

﴿وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور﴾ ﴿ ليقضي الله أمرا كان مفعولا ﴾ التسليم بقضاء الله وقدره يحمل في طياته الخير دوما فلا تجزع

 

في التوبة قرأ الجمهور ( إنهم لا أيمان لهم) وقرأ ابن عامر رحمه الله من القرّاء السبعة: ( إنهم لا إيمان لهم) النفاق الاعتقادي والنفاق العملي وصف لحال المنافقين

 

(عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) قال سفيان بن عيينة: انظروا إلى هذا اللطف، بدأ بالعفو قبل أن يعيره بالذنب. البغوي،

 

إذا لم تندم ولم تحزن على فوات طاعة .. فراجع قلبك !!! .

﴿فرح المخلفون بمقعدهم﴾

 

"تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ماينفقون "

من منا سأل نفسه كم مرة بكيت لفوات طاعة ..!!


إن همّت نفسك بمعصية فلا ترقب نظرات الناس ولا أسماعهم، وارقب من خلقك: (فاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوه إِن كُنتم مُؤمنِين)



من يريد الرضا فليتدبر هذه الآية الكريمة :

﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾
 


إذا وجدت في نفسك تثاقل عن فعل الخير والمسارعة فيه فاحذر ان تكون ممن " كره الله إنبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوامع القاعدين "
 


(إذأعجبتڪم ڪثرتڪم فلم تغن عنڪم شيئا...وأنزل جنودا) ﻻتعتمد على قوّتڪ وعدّتڪ فإنڪ إن لم تتوڪل على الله فسيڪلڪ إلى نفسڪ


﴿إذ يقول لصاحبه ﻻتحزن إن الله معنا﴾

ما اجمل الثقة بالله
 


﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ لا يُؤلف بين القلوب ، إلا الله علام الغيوب.

اللَّهُمَّ أَلِّفْ بيْنَ قُلوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بيْنِنَا، واهْدِنَا سُبُلَ السَّلَام.
 


(ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم) *احذر إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الخير واخشَ أن يكون الله كره انبعاثك في الخير ..!!⚘
 


(لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا)

من رحمة الله أن يبعد عنك أشخاص ضرهم اكثر من نفهعم
 


{لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم}

المال لا يؤلف بين الناس العقيدة هي أقوى رابطة
 


(يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) المؤمن يراقب الله ... والمنافق يراقب الناس .. وكلٌ يسعى لإرضاء من يراقبه ...⚘
 


( وأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا )قد لا تشعر بها ولاتراها لكنها تحيط بك فلله ألطاف خفية وحكم جليّة ..!فقط ثق بالله واطمئن..
 


كم في هذه الآية من تطمين بأن دين الله باق ً ومنصور .. لكن أين دورنا نحن لنكن من جند الله وممن حفظ الله بهم هذا الدين العظيم !! ﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾


( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ ) قدّم الدعاء أولًا .. تعلم من القرآن كيف يعاتب المحب حبيبه..


 تسمى سورة التوبة بالفاضحة وحُقّ لها ذلك بعد أن بينت لنا كل هذه القبائح من صفات المنافقين..! "إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " "قُلِ اسْتَهْزِئُوا" "وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ" "إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ" "وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ"                   

قال تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُم فِئَةً فَاثبُتوا وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة كثرة ذكر الله عز وجل...


(لاتحزن إن الله معنا)

مع الله ... كل المخاوف تتلاشى .. بل تنقلب أمناً وثباتا ⚘


عند توبتك من المعصية ستجد صعوبة في تركها لكن يكفيك هذا الوعد من ﷲ {إن يعلم ﷲ في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم}


إرادة الخير لا تكفي حتى يدل عليها الاستعداد بالعمل

﴿ وَلَوْ أَرَادُوا۟ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُ ﴾


(إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيرا)

على قدر صلاح النوايا تأتي العطايا ..⚘


( ورضوان من الله أكبر ) •

رضا رب الأرض والسماوات أكبر من نعيم الجنات؛ لأن السعادة الروحانية أفضل من الجسمانية.

- المختصر في تفسير القرآن الكريم


{إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} بحسب ماقام في قلبك يأتيك الفضل والخير والإحسان ، فتش قلبك !! ، ابحث عن مصدر الخسارة .


( يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ )

ليس كل ماتقوله اللسان خارج من القلب .. فلاتغتر بحسن الكلام ..


قاعدة في التوكل ..!

( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )


(إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين) •

التهاون بالطاعة إذا حضر وقتها سبب لعقوبة الله وتثبيطه للعبد عن فعلها وفضلها


حين رأيت الله تعالى يقول عن رجل بخل بعد أن عاهد على النفقة، هذا كل ماصنع، شح بماله بعد أن عاهد ربه على الصدقة، ومع ذلك يقول الله عنه (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه) استطعت أن أفهم قلق أصحاب رسول الله من النفاق!


كلما تكاسلت عن الخروج للصلاة ظهرًا تذكر ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) أختي : عندما تكتوين بحرارة ونار المطبخ استشعري : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) اللهم أجرنا من النار .


{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} لا تحفظ النعم بمثل الطاعات ، ولا يذهبها إلا المعاصي . إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم


﴿وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور﴾ ﴿ ليقضي الله أمرا كان مفعولا ﴾ التسليم بقضاء الله وقدره يحمل في طياته الخير دوما فلا تجزع .


﴿إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ ﴾

إذا صلحت نوايا القلب ،كثرت عطايا الرب.


قال تعالى﴿إِذ يُريكَهُمُ اللَّهُ في مَنامِكَ قَليلًا وَلَو أَراكَهُم كَثيرًا لَفَشِلتُم وَلَتَنازَعتُم فِي الأَمرِ وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ إذا أراد الله لك أمراً هيئ لك أسبابه ووفقك له...

فأحسن الظن بالله عز وجل وتوكل عليه


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الصبر والثبات والإكثار من ذكر اللّه من أكبر الأسباب للنصر.


لو عظمت الصلاة .. لبكرت لها لو أحببت القرآن .. لكان لك ورد يومي لو فضلت العلم .. لسلكت طريقه لو ندمت على الذنب .. لبادرت بالتوبة ﴿ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ﴾


(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) من رضي بما قسمه الله له ، حتما سيُؤْتيه الله من فضله وكرمه.


"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت.." الكثره ليست دليل ع النجاح أو أنها على حق،كذلك كثرة السالكين في الفتن رغم أنها أحياناً تكون جلّية لنا،لكن نغتّر بكثرة سالكيها بأنها الطريق الصحيح.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

وقفات تدبر الجزء العاشر من القران الكريم

لدكتور عمر المقبل حفظه الله

 

 

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ... الآية } [الأنفال : 41]
هنا الجواب عن السؤال المطروح في أول السورة، أي بعد 40 آية،
وما بين السؤال والجواب عرض لجزء من مشهد غزوة بدر،
وهو جدير بالتأمل.
وبآية قسمة الغنائم :
 
 
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ... الآية } [الأنفال : 41]
يتضح الفرق بين شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو نبي رسول،
لا يملك قسمة المال إلا بأمر من الله، بخلاف سليمان صلى الله عليه وسلم، فهو نبي ملك، يقسم كما يرى هو:
{ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص : 39].
 
 
من آثار قدرة الله تعالى، التي تربي في الناس أن يبذلوا ما في وسعهم في الجهاد،
وليتوكلوا حق التوكل، وسيرون العجب من قدرة الله،
تدبر: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال : 44].
 
 
الذكر من أسباب ثبات القلب، ورباطة الجأش عند لقاء العدو:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال : 45].
 
 
المعاصي، وتفرق الكلمة من أعظم أسباب الضعف:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال : 46].
 
 
ما أكثر من يقولها اليوم من إخوان المنافقين:
{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} [الأنفال : 49].
 
 
هذه البداية، فكيف بالنهاية:
{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [الأنفال : 50].
 
 
قاعدة قرآنية: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الأنفال : 53].
 
 
أنجس وأخبث حيوان تعرفه، فالكافر شر منه:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنفال : 55].
قاعدة في باب الجهاد: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ } [الأنفال : 60].
 
 
من الإرهاب ما يحبه الله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال : 60].
 
 
قاعدة من قواعد الجهاد: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال : 61].
 
 
من توكل على ربه حقاً كفاه مكايد الأعداء مهما بلغ كيدهم:
{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} [الأنفال : 62].
 
 
من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال : 70].
 
 
أين المفر والإله الطالبُ؟
{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } [الأنفال : 71].
 
 
من قواعد الجهاد:
{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال : 72].
 
 
طمس عقيدة الولاء والبراء سبب عظيم للفساد:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال : 73].
 
 
إسماع كلام الله للكفار من أسباب الهداية: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } [التوبة : 6].
 
 
من ترك الصلاة أو الزكاة فأخوته الدينية إما منقطعة أو ناقصة:
{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } [التوبة : 11].
 
 
الطعن في الدين كفرٌ،
ويصيّر الإنسان من كافر عادي إلى إمام من أئمة الكفر:
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ} [التوبة : 12]، وفي قراءة سبعية: { إِنَّهُمْ لَا إيْمَانَ} بكسر همزة (إيمان).
 
 
قاعدة قرآنية: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة : 13].
 
 
من مقاصد قتال الكفار:
ذهاب غيظ القلوب: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } [التوبة : 15].
 
 
لا بد أن يسبق دخول الجنة ابتلاء، دقّ أم جلّ:
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة : 16].
 
 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [التوبة : 23]
إذا كان تولي الكفار الأقارب ظلماً، فكيف بالأباعد الأعداء؟ أم كيف بالمحاربين؟
 
 
ثمانية أسباب لترك الجهاد،
فاحذر أن تتلبس بها إذا تعين الجهاد عليك:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا } [التوبة : 24].
 
 
إضافة القول إلى الأفواه في قوله تعالى:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ} [التوبة : 30]
إشارة إلى أنه كذب محض.
 
 
تقديم أقوال العلماء التي تصادم الشرع هو مشاركة لله في الربوبية:
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة : 31].
 
أيها المؤمن الثابت، هذه بشارة لا تتخلف:
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 32 ، 33] ومن هو الأحمق الذي يريد إطفاء نور الشمس بفيه، فكيف بنور الله ونور دينه؟
 
 
إذا كنت ممن تنعم بنعمة الأخوة في الله، أو التوفيق في الزواج،
فأتبع لهذا النعمة شكراً،
فإن التأليف بين القلوب شيء لا يقدر عليه بشر:
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال : 63].
 
 
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة : 34]
ثم قال بعدها: {وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
ليبين أن ضابط الكنز المحرم هو منع زكاتها،
فإذا زكيت فلا يضر وضعها في أنواع الخزائن،
ومن لم يزكها فهو مانع ولو كانت مكشوفة للناس، وهذا محصل قول بعض السلف في الاية.
 
 
ما سر اختيار هذه الجهات الثلاث:
{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } [التوبة : 35]؟
موضع تأمل،
وقد بحثها العلامة السعدي في كتابه المواهب الربانية.
 
 
يكفي المعتدين بالأشهر الهجرية فخراً أنها الشهور المعتبرة في شريعة الله:
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ } [التوبة : 36]
ومن تأمل الشهور الميلادية وجدها لا تعتمد في حسابها على شيء محسوس،
ولذا تجد فيها ما هو 28 ، و 29 ، 30 ، و 31 !
بخلاف الهجري الذي يعتمد على رؤية الأهلة.
في قوله بعد ذكر منزلة الأشهر، وتحريم بعضها:
{ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة : 36]
وفي هذا دليل على أن التأريخ بالميلادي وحده ليس من الدين القيّم.
 
 
من مواعظ القرآن التي تتكرر بأساليب متنوعة:
{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } [التوبة : 38].
 
 
قمة اليقين بالنصر والثقة بالله:
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة : 40].
 
 
الحلف الكاذب هلاك للنفس:
{وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة : 42].
 
 
الإيمان بالله واليوم الاخر من أعظم أسباب سهولة الجهاد على النفس:
{ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة : 44 ، 45].
 
 
إذا وجدت من نفسك كسلاً عن الطاعات فاحذر أن يصيبك ما أصاب أهل هذه الآية:
{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة : 46].
 
 
قد ينجح الإنسان في الهروب من الواجبات الشرعية المناطة به، بحلاوة لسانه،
لكن الشأن في الخلاص يوم السؤال:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة : 49].
 
 
قاعدة في باب القدر:
{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [التوبة : 51].
 
 
الكفر من أعظم موانع قبول الطاعات، ومنها النفقات – مع عظم أثرها المتعدي -:
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ } [التوبة : 54].
 
 
قد يعطي الله الدنيا من لا يحب،
بل يعطيها لمن هم اشد الناس مقتاً عند الله:
{فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة : 55].
 
 
مصارف الزكاة لا تخرج عن هذه الآية:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 60].
دخل في هذه الآية:
 
 
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة : 61]
كل من آذاه حياً أو ميتاً، بقول أو فعل.
 
 
الاستهزاء بالدين حفرة من حفر الكفر:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة : 65 ، 66].
 
 
من أعظم علامات الخذلان – عياذاً بالله – أن يصل الإنسان إلى هذه المرحلة:
{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } [التوبة : 67].
 
 
رضوان الله على العبد أعظم من نعيم الجنة ذاتها: { وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة : 72].
 
 
ما أرحمك يا رب!
فمع شدة عداوة المنافقين وعظيم أذيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
ألا أن رحمة الله تشملهم إن هم تابوا:
{فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ } [التوبة : 74].
 
 
من أعظم الزواجر القلبية، والسياط التربوية:
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [التوبة : 78].
 
 
السخرية بأهل الدين والبر والإحسان منهجٌ سلولي:
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ } [التوبة : 79].
 
 
إذا طمس على القلب، فرح بالمعصية، وفوات الطاعة والعياذ بالله:
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [التوبة : 81].
 
 
أصل في مشروعية صلاة الجنازة:
{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة : 84].
 
 
كل من عجز عن فعل الطاعة لعذر، سقط التكليف عنه بها:
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ... إلى قوله: حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ } [التوبة : 91 ، 92].
 
 
قاعدة قرآنية: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [التوبة:91].وقفات تدبر
 
 
 


DBky8xVW0AATps5.jpg

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
تدبر الجزء الحادي عشر
 
1.منهج في الإنصاف في تقويم الأمم والجماعات: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة : 97 ، 98] مع قوله بعد ذلك: وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) [التوبة : 99].
 
2.وفي الآيات السابقة دليل على أن من تحققت فيه هذه الصفات فهو مذموم أو ممدوح – بحسب حاله - ولو ولد في قصور الملوك، وأثرياء الحواضر.
 
3.وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة : 100] هذا خبر، والخبر لا يدخله النسخ، فيا ليت شعري ماذا سيجيب الطاعنون على الصحابة ومن تبعهم بإحسان عن هذه الآية المحكمة، التي هي من أواخر ما نزل؟!
 
4.من آيات الرجاء العظيمة: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة : 102] لكن تنبه – عبدَالله – للشرط : اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ.
 
5.الزكاة لم تشرع للمواساة فحسب، بل من وراء ذلك حكمٌ كثيرة، منها ما دلت عليه هذه الآية: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة : 103].
 
6.صورة العمل الصالح لا تكفي، بل قد يقترن بصورة العمل من النوايا الفاسدة ما يصيره عملاً باطلاً، وحرباً للدين، فتأمل كيف انقلب بناء المسجد من كونه بيتاً لله، إلى مكان ينهى عنه سول الله أن يصلي فيه؛ لنيات أربع فاسدة: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ، وَكُفْرًا، وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ، وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة : 107].
 
7.أعظم صفقة عرفتها الدنيا: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111] فالمشتري هو الله، والبائع هم أولياء الله، والثمن هو الجنة، والشرط: قتال في سبيل الله، والعقد مؤكد بوعد من وعْدُه أصدق الوعود.
 
8.من أدلة البراءة من المشركين: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى [التوبة : 113] فيا حسرةً على من ذابت هذه المعاني من قلوبهم!
 
9.من أدلة قاعدة العذر بالجهل: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [التوبة : 115].
10.تصور ! صحابة يرون رسول الله ، ومع ذلك كاد أن يقع من بعضهم ميل ما يكرهه الله ورسوله من الدعة والسكون وترك الجهاد! فكيف يأمن عبدٌ على قلبه بعد هذا، تأمل: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ [التوبة : 117] فسل ربك الثبات، ولذ به، وانطرح بين يديه.
 
11.إذا كان في القلب حياة تألم لمعصية الله: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ [التوبة : 118] فإن لم يجد الألم، فلينعش قلبه قبل أن يموت.
 
12.قاعدة في التعامل مع الله ومع العباد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة : 119].
 
13.ثمة فرق بين الآيتين: مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [التوبة : 120 ، 121] ففي الآية الأولى تقع تلك الأمور تبعا لطبيعة السير، وليست مما يفعلُ قصداً، ولذا قال فيقها: إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ وأما في الآية التي تليها فإنها أمال مكتسبة لهم، ولذا قال: إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ.
 
14.أصل في الفقه في الدين: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة : 122].
 
15.الناس عند سماع الوحي قسمان، فانظر من أيهما أنت؟ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ [التوبة : 124 - 127].
16.لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة : 128] وليس بعد شهادة الله شهادة، لكنني أشهد الله وملائكته وجميع خلقه أنه كذلك.
 
17.أربع أمور أوجبت لهم النار – عياذاً بالله منها -، فتأملها واهرب: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا، وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَاطْمَأَنُّوا بِهَا، وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يونس : 7 ، 8] .
 
18.هذه الآية: دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس : 10] دليل على أن التسبيح يسمى دعاءً.
 
19.من لطائف هذه الآية: وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [يونس : 12] أن الاسم (الضر) مرّت عليه جميع حالات الإعراب الثلاث: الرفع، ثم النصب، ثم الجرّ.
 
20.هذا الموضع الثاني من مواضع أمر الله لنبيه أن يقول لمن ساوموه على ترك الدعوة: إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [يونس : 15] يقول هذا وهو لم يعص ، فكيف بمن عصاه؟ أليس أولى بالخوف؟
 
21.علق بعض الفضلاء على هذه الآية: قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ [يونس : 16] فقال: الحمد أن الله لم يشأه، وإلا لكنا محرومين من هذه النعمة الكبرى: القرآن الكريم.
 
22. قاعدة في أبواب الجزاء الألهي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [يونس : 23].
 
23.وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ [يونس : 27] سبحان الله! ذلة السيئات لا تفارق أهلها، وهي في أرض المحشر أبين وأوضح.
24.من الأمثلة القرآنية: فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ [يونس : 32].
 
25.أحد صور التحدي البياني للعرب المكذبين بهذا القرآن، وهو أقل ما تحداهم الله به: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس : 38].
 
26.من أعظم أسباب ردّ الحق: بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ [يونس : 39].
 
27.قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [يونس : 53] هذا هو الموضع الأول - من حيث ترتيب السور – للآيات الثلاث التي أمر الله نبيه أن يحلف فيها ابتداء.
 
28.وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ [يونس : 54] يا له من مشهد، نعوذ بالله أن نقفه.
 
29.أربعة أوصاف للقرآن في آية واحدة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس : 57] والمهم أن نفتش عن أثر هذه الصفات في قلوبنا.
 
30.والله لن يذوق أحدٌ طعم القرآن حقّاً حتى يفرح به أكثر من فرحه بحيازة الدنيا كلها: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس : 58] وفي قراءة سبعية: تَجْمَعُونَ.
 
31.ولاية الله دعوى، ومن أراد أن يتصف بها فلينظر في الشرطين المذكورين: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس : 62 ، 63] الإيمان والتقوى المستمرة، ولهذا جاء التعبير بالفعل المضارع وَكَانُوا يَتَّقُونَ للدلالة على الاستمرار.
 
32.أما ثمرات الولاية، فقد جمعت هاتان الآيتان أربع ثمرات: لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ... لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [يونس : 62 - 64] فاللهم ارزقناها بمنك وكرمك يا ذا الجلال والإكرام.
 
33.لكل من يفتي بغير علم، فهو داخل في هذه الآية: قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ [يونس : 69].
 
34.قاعدة قرآنية: إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس : 81].
 
35.هنا تساؤل مهم عند قراءة هذه الاية: رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [يونس : 85] وهل يمكن أن يكون المسلمون فتنة للكفار؟ نعم، ومن ذلك: ما يجري من قبل بعض الناس من تشويه لسمعة المسلمين بتفسخهم الأخلاقي، أو أعمال العنف، ونحو ذلك، فيقول الكافر حينها: لو كان دينهم خيراً لما صنعوا ذلك، فيكونوا - المسلمون الظالمون لأنفسهم بتلك الأفعال المشينة – فتنة، وصادين عن الدين وهم لا يشعرون.
 
36.وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس : 87] أي دلالة في هذه الآية على حب الله للصلاة حين يأمر موسى وهارون وقومهما بأن يجعلوا بيوتهم قبلة ويقيموا الصلاة؟! وفي الآية نفسها إشارة إلى أن المحافظة على الصلاة من أسباب النصر على الأعداء، والتمكين في الأرض، وقد جاء هذا صريحا في سورة الحج كما سيأتي بإذن الله.
 
37.الرسل وأتباعهم لا يحزنون على ما في أيدي أعداء الله من الدنيا إلا إذا كانت سبباً في حرب الدين: وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ [يونس : 88].
 
38.جواز الدعاء على الكافر المعاند: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس : 88].
 
39.استدل بهذه الاية: قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [يونس : 89] أن المؤمن على الدعاء كأنه داعٍ، وهي أحد أدلة سقوط وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية.
 
40.قال فرعون حين أدركه الغرق: آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ [يونس : 90] ولم يقل : أمنت أنه لا إله إلا الله؛ لأنه – والله أعلم – أراد أن يطمئن بأن الرب الذي سينجيه هو الرب الذي آمن به بنو إسرائيل. وبعد هذا يطول عجبك من عميق جهل من يقول: إن فرعون مات مؤمناً!!
 
41.التوبة عند الغرغرة لا تقبل: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [يونس : 91].
 
42.من أعظم المصائب أن يكون العلم سببا في الاختلاف: وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ[يونس : 93] والسبب – كما بينته الآيات الأخرى – هو البغي.
 
43.سنة إلهية: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس : 96 ، 97].
 
44.قاعدة قرآنية في طريق الدعاة: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [يونس : 99].
 
45.قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا [يونس : 108] وفيها إشارة إلى أن من لم تبلغه الرسالة فمعذور، فهذا ممن لم يجئهم الحق.
 
46.أيها الداعية، هذه قيلت لنبيك ، وأنت على الأثر، فسر ولا تنأ ولا تتوقف: وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ[يونس : 109]
والله أعلم وأحكم

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تدبر الجزء الثانى عشر

image.thumb.png.0d582f208db15e3c00848463d5d3dae4.png


سورة هود
( يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء ) هود 42-43 ،
إن سلوك طريق المؤمنين ومجالسهم ،
والانحياز إليهم هو سبيل النجاة الحقة ؛
لأنهم في كنف الله وعنايته ،
حتى وإن تقاذفتهم الفتن ،
وكانت أسبابهم يسيرة ، كسفينة من خشب في أمواج كالجبال ،
كما أن سلوك طريق الكافرين والمنافقين والانحياز إليهم هو سبيل الهلاك ،
حتى وإن توفرت لهم الأسباب المادية المنيعة كالجبال في علوها وصلابتها .
فهد العيبان .
...........................................................................................................
من تأمل قوله تعالى – في خطاب لوط لقومه - :
( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) ؟ هود : 78
أدرك أن إدمان الفواحش – كما أنه يضعف الدين
– فهو – في أحيان كثيرة – يذهب مروءة الإنسان ،
ويقضي على ما بقى فيه من أخلاق ورشد .
د. عمر المقبل .
...........................................................................................................
( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ) هود : 81 ،
والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدوا في السير ،
فإن الملتفت للوراء لا يخلو من أدنى وقفة ،
أو لأجل ألا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم .
الألوسي [ تفسيره 8/322]
وفي ذلك إشارة للمؤمن ألا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء ؛ لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت وربما أورثت وهناً .
...........................................................................................................
تأمل في خطاب شعيب لقومه :
( أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) هود:88 .
فلهذه الأجوبة الثلاثة – على هذا النسق – شأن :
وهو التنبيه على أن العاقل يجب أن يراعي في كل ما يأتيه ويذره أحد حقوق ثلاثة :
أهمها وأعلاها حق الله تعالى ،
وثانيها : حق النفس ،
وثالثها : حق الناس .
البيضاوي / تفسيره 1/253 .
...........................................................................................................
( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) هود:88 ،
أي : ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم ، وتستقيم منافعكم ،
وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي شيء بحسب استطاعتي ،
ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس دفع
بقوله : (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود:88 .
ابن سعدي / تفسيره ص 387 .
...........................................................................................................
لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات الأمم المكذبين للرسل وما حل بهم في الدنيا من الخزي ،
قال بعد ذلك ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ) هود : 103 ،
فأخبر أن عقوباته للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الآخرة ،
وأما من لا يؤمن بها ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة وآية في حقه ،
فإنه إذا سمع ذلك قال : "لم يزل في الدهر الخير والشر ، والنعيم والبؤس ، والسعادة والشقاوة " !
وربما أحال ذلك على أسباب فلكية ، وقوى نفسانية " .
ابن القيم / الفوائد 131 .
...........................................................................................................
( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) هود : 117 ،
تأمل في الجملة الأخيرة ( وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) ولم يقل :صالحون ؛
لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيداً ،
لا يأسى لضعف الإيمان ،
ولا يبالي بهزيمة الخير ،
فكن صالحاً مصلحاً ، ورشداً مرشداً .
تابع وقفات مع الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم
سورة يوسف
يقول ابن الجوزي :
قرأت سورة يوسف عليه السلام ،
فتعجبت من مدحه على صبره ، وشرح قصته للناس ، ورفع قدره ،
فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفته للهوى المكروه ،
فقلت : وا عجبا لو وافق هواه من كان يكون ؟
ولما خالفه لقد صار أمراً عظيماً تضرب الأمثال بصبره ،
ويفتخر على الخلق باجتهاده ،
وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزاً وفخراً ،
أن تمتلك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب .
صيد الخاطر ( ص291 ) .
...........................................................................................................
( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) يوسف :7 .
آيات لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال ؛
فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر ،
وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات ، ولا بالقصص والبينات .
ابن سعدي / تفسيره ص 3394 .
...........................................................................................................
( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يوسف :12 ،
لم ينكر والدهم ذلك بل أرسله معهم ،
ومما يدل على مشروعية اللعب البريء ،
وحاجة الأبناء إليه ،
وهو يرسم منهج الوسطية بين الذين اتخذوا حياتهم لهواً ولعباً ،
واشتروا لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله
، وبين الذين تشددوا وغلوا
، وحرموا زينة الله التي أخرج لعباده ،
فلا يجوز تحريم اللعب بإطلاق أو تحليله دون ضابط .
أ.د. ناصر .
...........................................................................................................
( قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ) يوسف :17 ،
والمتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل ،
فإنهم جاؤوا أباهم عشاء يبكون ،
فهذا تمثيل ولكنه لم يدم لهم .
محمد المنجد / 100 فائدة من سورة يوسف .
...........................................................................................................
أحد الشباب كان يعاني من تعلقه ببعض الفواحش
، وكان يجد شدة في تركها ،
حتى أذن الله بذهاب حبها من قلبه بسبب تدبره لقوله تعالى
– عن يوسف عليه السلام - :
( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يوسف : 24 ،
فرجع لنفسه وقال :
لو كنت مخلصاً لأنجاني ربي كما أنجى يوسف ،
ولم يمض وقت طويل حتى صار هذا الشاب أحد الدعاة إلى الله .
...........................................................................................................
تأمل قوله تعالى عن النسوة : ( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ) يوسف : 30 ،
ولم يقلن : فتى العزيز راود سيدته ،
وفي هذا طمأنة لأصحاب المبادئ
، الذين يتعرضون لتشويه السمعة ،
وإلصاق التهم عن طريق الإشاعات والافتراء ،
إذ سرعان ما تتضح مواقفهم ،
وتظهر براءتهم ساطعة كالشمس :
( الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ ) يوسف : 51 .
أ.د. ناصر العمر .
...........................................................................................................
انظر إلى قوله تعالى في سورة يوسف عن النسوة :
( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) يوسف : 31 ،
وقول الملك ليوسف : ( فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ) يوسف :54 ،
فيه أن النساء يروقهن حسن المظهر ،
وأما الرجال فيروقهم جمال المنطق والمخبر ،
وتلك من طبيعة التي خلقها الله تعالى في النفوس .
د. محمد الحمد .
...........................................................................................................
عندما قال يوسف للسجينين
: ( إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) يوسف :37 ،
ولم يشتم دينهما أمامهما ،
فالمقام ليس مقام رد ولا استفزاز ولا حساب
، بل مقام بلاغ ،
والحق إذا تبين فليس بالضرورة أن يجهر بشتم الباطل الذي يدين به الشخص المقابل .
أ.د. ناصر العمر .
...........................................................................................................
قول يوسف عليه السلام : ( ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ ) يوسف :38 ،
علق قتادة على ذلك فقال
:إن المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله ،
ويشكر ما في الناس من نعم الله .
الدر المنثور 8/255 .

...........................................................................................................

﴿وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِۦ سَخِرُوا۟ مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا۟ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ العمل المباح لا يحط من قدر الإنسان ولو سخر منه الناس فالأنبياء مع عِظم مكانتهم عملوا
...........................................................................................................

{قال سئاوي إلى جبل يعصمني من الماء}

هنا ركن إلى تحليله العقلي فهلك ولو اتبع الوحي لنجى
...........................................................................................................
(إنه ليس من أهلك)

القرابة بسبب أو نسب لا تنفع صاحبها إذا فرّق بينهما الدين.
...........................................................................................................
(يا بُني اركب معنا )

كن حريصاً على أن تؤمّن مستقبل أبنائك ، دلّهم إلى سفينة النجاة
...........................................................................................................
( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ )

دائماً .. انسب الفضل لصاحب الفضل ، سبحانه .
...........................................................................................................
﴿قَالَ سَـَٔاوِىٓ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ ٱلْمَآءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ﴾

الكافر الجاهل يتمسك بالمخلوق للنجاة والمؤمن العالم يعلم أنه لا نجاة من الله إلا إليه
...........................................................................................................
(أَمْ يقولون افترآه قُلْ فَأْتُوا۟ بِعَشْرِ سُوَرٍ مثله )

مراحل تحدي الله للمشركين في إثبات أن القرآن من عند الله

١_ ﴿فليأتوا بحديث مثله﴾

٢_ ﴿بعشر سور مثله﴾

٣_ ﴿بسورة مثله﴾

فعجزوا، لأن الخلائق لا يمكنهم أن يأتوا بمثله، ولا بسورة مثله.
...........................................................................................................
﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾

أحسن عملا وليس أكثر عملا العبرة في الأعمال بالحسن وهو ( الإخلاص لله + المتابعة لرسول الله ) فعمل قليل باخلاص ومتابعة لا يعدله عمل ولو كان هذا العمل كثيرا
...........................................................................................................
﴿وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ ﴾

الإيمان بقدرة الله وحفظه للعبد لا يعني الجلوس وترك بذل الأسباب .
...........................................................................................................
﴿فعقروها﴾:

إنما عقرها بعضهم، وأضيف إلى الكل؛ لأنه كان برضا الباقين. [القرطبي:١١/١٥٤]
...........................................................................................................
{عطاء غير مجذوذ}

كل نعيم في الدنيا مقطوع إما بالموت أو بانتهائه أما نعيم الجنة فدائم غير مقطوع فكيف تختار الفاني؟!

...........................................................................................................

{ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }

تسلية من الله . فحين ترى انتفاش الباطل و تماديه على الإسلام فلا تحزن ولا تهتم لما يصنعون فسيكون لهم موعد مع انتقام الله
...........................................................................................................
{وهي تجري بهم في موج كالجبال}

المعتاد أن ارتفاع الموج متر إلى مترين لكن هذا الموج بارتفاع الجبال

انتقام الله شديد
...........................................................................................................
( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ )

من كان له تحت يديه عمالة وخدم فليكرم مثواهم وأحسنوا إليهم فلعل قدرهم عند الله عظيم !
...........................................................................................................
(فاستقم كما أُمِرت)

استقامة هدى لا استقامة هوى.. نحن أمة اتّباع لا أمة ابتداع!
...........................................................................................................
(أصلاتك تأمرك)

يا الله! كم ظهر من آثار صلاته على الملأ؟!
...........................................................................................................
(أصلاتك تأمرك)

يا الله! كم ظهر من آثار صلاته على الملأ؟!
...........................................................................................................
(وهي تجري بهم في موج كالجبال)

سبحان الله! موج كالجبال في الخارج، وفي الداخل نوح ومن آمن معه آمنون حتى استقرت بهم على الجودي وقيل (اهبط بسلام) قدرة مَنْ هذه؟! لا إله إلا الله
...........................................................................................................
(إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ...) سبحانك ربي ما أرحمك رب كريم رحيم، يقبل القليل ويجزي عليه الكثير.
...........................................................................................................
﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ﴾ قال : مع الكافرين ، ولم يقل: مع الغارقين لأن مصيبة الدين أعظم المصائب.. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
...........................................................................................................
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ﴾

.كلُّ ما تسعى إليه وتتمناه إنما هو بيد الله ﷻ ، فاعبده وتوكل عليه ، يحقق لك ما تريد ، ويصرف عنك كلّ ضيق..
...........................................................................................................
﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾

النية الصادقة الخالصة ؛ تصرفك عن السوء حتى لو كان قريبًا منك ... فكن مخلصًا تتخلص.
...........................................................................................................
﴿فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ قال ابن الجوزي : مَن تذكَّر حلاوة العاقبة ، نسي مرارةَ الصبر .
..................................................................................................
( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا )

جمعت الآية عموم القدرة،وكمال الملك،وتمام العدل والإحسان،فهي من كنوز القرآن ابن القيم .
..................................................................................................
"وإلى ثمود أخاهم..." "وإلى عاد أخاهم..." "وإلى مدين أخاهم..."

ذكر علاقة الأخوة بينهم رغم كفرهم شفقة و رحمة بهم فلا تتكبر على نصح أحد مهما كان ذنبه او تقصيره
..................................................................................................
لا بد أن يظهر الحق ولو بعد حين

﴿ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْـَٰٔنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَا۠ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفْسِهِۦ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴾
..................................................................................................
﴿وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾

سارع بالتوبة قبل أن يحول بينك وبينها الموج ..! موج الغفلة والتسويف .. فتغرق في بحر المعاصي ؛ وتهلك فيمن هلك.
..................................................................................................
ذهبت الدنيا كلها وبكل ما فيها لكن الذي بعدها اختصر كل الحياة بل جميع الماسأة {ليس لهم في الآخرة إلا النار} .
..................................................................................................
" فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا۟ فِى دَارِكُمْ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ "

قد لا تفعل المنكر و لكنّك تراه فترضاه ، فاعلم حينها أنك قد شاركتهم في الإثم
...........................................................................................................
(وما آمن معه إلا قليل)

تسلية لأهل الإيمان والصلاح بأن النصر والتمكين لهم وإن قل عددهم.
...........................................................................................................
﴿قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا﴾

رؤياك الحسنة لا ترويها لأي أحد.
...........................................................................................................
( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم )

تحذير وتخويف لأصحاب المعاصي بعدم الإغترار فالعذاب يأتي بغتة.
...........................................................................................................
( وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ )

لاتبتأس لعل هذا الجبّ يكون بداية السعادة فتخرج منه لعالم أجمل !
...........................................................................................................
سورة هود بدات بالأمر بالعبادة﴿أَلّا تَعبُدوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّني لَكُم مِنهُ نَذيرٌ وَبَشيرٌ﴾ وختمت بالأمر بالعبادة ﴿فَاعبُدهُ وَتَوَكَّل عَلَيهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ﴾ وهذا لبيان الحكمة من خلق الإنسان وهى عبادة الله
...........................................................................................................
" قَالَ سَئاوِىٓ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ ٱلْمَآءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ "

لا تتعلق بالأسباب عند ورود الشدائد و لكن تعلّق بالله كي يرحمَك فيُنجيك
...........................................................................................................
﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾

لا تشكو حزنك لأحد.. بل أحفظه عن أحاديث الناس ومجالسهم.. وتلذذ بمناجاة الله .. وبث الشكوى إليه.. فلن يشعر بك أحدٌ غير الله.
...........................................................................................................
( وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا )

إلزم الإستغفار ولا تمل لعل الله يمن عليك بالتوبة وإن تأخر وقتها ..
...........................................................................................................
﴿ واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ﴾ بقدر فرارك من الفتنة تكتب لك النجاة منها ، فالفرار مع التهمة خير من القرار مع الممانعة.
...........................................................................................................
(فاستقم كما أُمرت )

لتكن استقامتك كما أمرك الله .. لا كما تريد أنت ..⚘
...........................................................................................................
الصلاة ليست مجرد حركات وأقوال تقال .. بل هي سلوك وأثر يراه الآخرون عليك

﴿ أصلاتك تأمرك ﴾
...........................................................................................................
قل لكل معصية تزينت لك

(معاذ الله)
...........................................................................................................
{فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}

قلها في الشدائد عندما تظلم وتؤذى في دينك ونفسك يكفيك الصبر والاستعانة بالله فقد قالها يعقوب عليه السلام عند فقد يوسف وقالتها عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك
...........................................................................................................
(إنه ليس من أهلك)

(إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم) متى غاب الإيمان لن تغني رابطة النسب عن عذاب الله شيئا

image.thumb.png.7f1f10855f6bbaffdd649cfe0432c470.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تابع الجزء ١٢


1-﴿وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا..﴾
الابتلاء ليس في الأكثر عملا بل الأحسن عملا
وحسنه بإخلاص واتباع
2-﴿ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين﴾
لا تظنن أن عصمتك من الفتن مكتسب شخصي
بل توفيق ومنة من الله
3-﴿واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب..﴾
الأبواب مغلقة ومع هذا هرب يوسف ﷺ إلى الباب؛
هكذا المؤمن يثق بفرج الله ولو مع إغلاق جميع الأبواب
4-﴿قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾
لا تخبر بالنعم التي عليك لاى احد فقد يكيد
5-﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين﴾
ليس كل الناس يعرف قدرك،
يكفيك أن يعرف الله

 

6-في سبيل الله المبادئ تستعذب التضحيات (السجن أحب إلي)
7-﴿قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين﴾
المحافظة على الثوابت ولو أدى إلى خسائر كبيرة،
ولا تترك المبادئ لتهديد بسجن أو غيره..
8-خطورة الاختلاط بين الرجال والنساء
فقد شغفها يوسف ﷺ حبا
لأنها تراه دائما
9-من يشكو من العجز أو الكسل أوالضعف
عليك بالاستغفار:﴿وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا *وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم *﴾
10-قميص
كان سببا في كشف كذب اخوة يوسف
وقميص
كان سببا نجاة يوسف ﷺ من امرأة العزيز
وقميص
كان سببا في ارجاع بصر يعقوب ﷺ
إذا أراد الله ﷻ نجاتك يسر لك من الأسباب ما لا يخطر لك ببال

 

11-﴿ فقال ٱلملأ ٱلذین كفروا من قومه ما نرىٰك إلا بشرا مثلنا وما نرىٰك ٱتبعك إلا ٱلذین هم أراذلنا بادی ٱلرأيِ﴾
سبحان الله!
عند نبذ النبوة ادعو المماثلة وعند نبذ الاتباع ادعو الفوقية!
الأهواء؛ أفكارٌ لا انضباط لها ولا حد
12-(قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ)
التلطف في خطابك لمن إلى الحق تدعوه، قد تحرك فيه نوازع الخير فيستميل قلبه للإيمان..
13-﴿وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون﴾
الفتى نسي أمر يوسف ولم يذكره عند الملك
وعاد إلى يوسف بعد سنوات ليستفتيه في الرؤيا
تأمل موقف يوسف
لم يعاتبه بأنه نسي ولم يذكره عند الملك
بل بادر بتفسير الرؤيا
نفوس عظيمة نحتاج أن نتأسى بها
14-سورة هود سورة تؤكد سنة الله تعالى في حتمية إهلاك الأمم المكذبة ولكل أمة أجل قضى الله تعالى به، وينجي الله تعالى أنبياءه ومن آمن معهم.
وترسم طريق النجاة لكل أمة مستضعفة وكل فرد مستضعف:
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا)
15-(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه)
قد تراودك الحياة كل يوم إما بالشهوات أو المناصب أو الشبهات،
ادفعها عنك بالاعتصام بالله
وقل بثقة الموقن بـ"إياك نستعين":
"معاذ الله"

 

16-( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)
حين تضعف النفس عن ترك السيئات فلا ينبغي لها أن تكسل عن الاكثار من الحسنات (  وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا)
17-(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا  النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
هذه الوصايا ليست فقط لقوم شعيب في زمانهم
والله نحن أولى بالعمل بها!
18-(قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ ..)
ومهما بلغت محبة الأبناء ، فمحبة الله في قلب المؤمن هي الأعظم والأجدى والأبقى ..
19-(وكذلك يجتبيك ربك)
(ويعلّمك)
(ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب)
(إن ربك عليم حكيم)
ربّوا أبناءكم على حب الله والتعلق به لا تخويفا منه، الحبّ يزرع اليقين بالله وحسن الظن به والتوكل عليه
على هذه الأسس عاش يوسف عليه السلام طيلة حياته فكان من المحسنين
20-قال الملأ لنوح: ﴿ما نراك إلا بشرا مثلنا ..﴾
وقال قوم شعيب له: ﴿وإنا لنراك فينا ضعيفا﴾.
ازدراء أهل الحق والتقليل من شأنهم ديدن أهل الباطل عبر الزمان؛ فلا تثنينّك سخريتهم؛ فهذا هو الطريق؛ فاصبر وصابر واثبت ﴿فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾.

 

21-تأمل:
قافلة بكاملها احتاجت للماء
فكان ذلك سببا في خروج يوسف عليه السلام من البئر
رؤيا يراها الملك تكون سببا في خروج يوسف من السجن
قحط يصيب البلاد ليكون سببا في اجتماع يوسف بأبيه وإخوته.
حياتك يدبرها الله من حيث لا تحتسب
فاطمئن...
22-( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
حقق الإخلاص وابشر بالخلاص من الفتن
23-﴿ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين﴾
{وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
موقف ليس بالهين
أب يرى ابنه يغرق ويكون في زمرة المعذبين
كيف حال قلبه؟كيف شعوره؟
لنا في الأنبياء أسوة في الصبر على الابتلاء..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء 13


1-(إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) قيلت ليوسف عليه السلام فالسجن وقيلت له وهو عزيز مصر الخلق لا يغيره سجن ولا منصب عالي

2-{الحمد الذي وهب لي "على الكبر"...} . لا تيأس من الدعاء مهما تأخر مطلوبك، فالله سبحانه وتعالى يؤتيك الفرج والخير في وقته المناسب لك.
3-- ﴿ فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ﴾ مع الأقارب والأصحاب وذوي المكانة والفضل كسب القلوب أولى من كسب المواقف
4- ﴿ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾ [الرعد: ٢٤] وكيف تبلغ غاياتك وتحقق أمانيك إن يكن الصبر عدتك؟! فاصبر وصابر وتصبر تحمد العاقبة
4- قال إخوة يوسف: ﴿وإنا له لحافظون﴾ وقال أبوهم: ﴿فالله خير حافظا﴾ [يوسف: ٦٤] الحافظ هو الله؛ ومهما بذل الإنسان من وسائل مادية لحفظ ما يخشى؛ فإنما هي أسباب؛ فاستودعوا الله حاجاتكم وافعلوا الأسباب ﴿فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين﴾ [يوسف: ٦٤].
5- ﴿قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾ [يوسف: ٥٥] اعرف نقاط قوتك وما حباك الله به من مواهب وقدرات؛ واشتغل فيما تُحسنه وتتقنه؛ تبدع وتكن من الحاذقين.
6- rال يوسف: {أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي (مِنَ السِّجْنِ)} ولم يقل الجب فلماذا؟ من حسن خلقك ان لا تعاتب خصمك وذوي رحمك بعد عفوك (مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين القوه في الجب فأعرض عن ذكره )

7- (كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ) آيـة تْبهـج القلـب ، وتـزدك محبـة في الله .. فكيـد الله ، ليس ككيـد البشر كـيد الله لك كله خــيرٌ وفــوزٌ وفـلاح وكـيد البشـر عليك وبـال .

8- ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ متى رأيت تكديرًا في حالك، فاذكر نعمة ما شكرتها، أو زلة قد فعِلتها ( فالتغيير بيدك فبادر)
9- ﴿ يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون﴾ من أجلّ مقاصد القرآن ترسيخ اليقين باليوم الآخر فما يكاد يمر بك وجه من القرآن إلا وتذكر فيه الآخرة وحين تحضر الآخرة في وعي المسلم يحيى القلب ويزداد الإيمان
10- في سورة يوسف يظهر بجلاء أثر اسم الله الحكيم اللطيف فيهيئ سبحانه بلطفه وحكته للغايات الكبرى من الأسباب والأحداث ما ظاهره البلاء وعاقبته التمكين. ﴿ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ﴾
12- ﴿ ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ﴾ من تمام البر تطييب خاطر الوالدين واتباع توجيهاتهم ولو لم تظهر لك المبررات.

13- ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ﴾ ﴿ربَّنا لِيقيموا الصلاةَ﴾ وتبقى
#الصلاة أمرُ الإلٰه و رغبةُ الأنبياء ودعاءُ الصالحين
14- (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا ) لا تغتر مهما بلغت من علو مرتبه فاعترف لله بالمنة.


15- في يوسف (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) في الرعد (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب) في إبراهيم (هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذّكّر أولو الألباب) القرآن عند أولي الألباب: عبرة وتذكّر وذكرى
16- {وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ (٧٦)} قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "فوق كل عالم عالمٌ؛ إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى"؛ فالله تعالى فوق كل عالم. البغوي رحمه الله.
17- (وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦٓ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِيۖ ) حِريٌ بكل مسلم أن يجعل ممن يجد فيه الخُلق الرفيع والعلم الواسع ، أن يستخلصه لنفسه بطانةً وعشيرةً ورأيًا ومشورةً .
18- في يوسف (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) في الرعد (أم جعلوا لله شركاء....قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار) في إبراهيم (يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار) الواحد القهار في الدنيا والآخرة: وحدانية وكبرياء وعظمة لا إله إلا هو.
19- (ويسبح الرعد بحمده) صوت الرعد يزجر القلوب وصوت الحق يُزهق الباطل وصوت أدلّة القرآن فرقان يفصل بين الحق والباطل وزواجر توقظ القلوب ومواعظ تنير البصائر والألباب


20- (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكرالله) الذكر الذي يُطمئن القلوب هو الذي يورث توكلا على الله (قل هو ربي عليه توكلت) وإنابة إليه (وإليه متاب) ورضا برزقه (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) وخشية وخوفا من الحساب (يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) متى اجتمعت في قلب ذكر القلب واطمأن
21 (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) قيل للشافعي: أيهما أفضل للشخص أن يبتلى أو يمكن؟ فقال :لا يُمكّن حتى يبتلى ( والنبي ﷺ ما مكن في المدينة حتى ابتلي في مكة.)
22 (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب) الهداية والضلال بيد الله وحده، فأكثر من الإنابة إليه تكن من المهتدين..
23- (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ ) ليكن عندك قوة إقناع ، وصدق محاجة ، لمن تدعوه ، ويجادلك بفلفسته وهواه .. لا بد أن يكون عندك دليل وبرهان ... ويقين ونور تمشي به وتدعو اليه ..

24- {وقَالَ یَـٰبَنِیَّ لَا تَدخُلُوا مِن بَاب وَ ٰ⁠حِد وَٱدخُلُوا مِن أَبوَ ٰ⁠ب مُتَفَرِّقَة ومَاۤ أُغنِی عَنكُم منَ ٱللَّهِ مِن شَیءٍ…} مهما يكبر الأبناء تبقى نصائح الأب تحيطهم من شدة خوفه عليهم..

25- {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء} مكّناه ليتخذ المكان الذي يريد والمكانة التي يريد في مقابل الجب ومخاوفه والسجن وقيوده برحمة الله يتبدل العسر بيسر والضيق بالفرج والخوف بالأمن..

26- ( قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) لاتشكو همك إلا لربك فشكواك للمخلوق هي شكوى الرحيم إلي الذي لا يرحم.

27- ﴿والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم﴾ [الرعد: ٢٢] أيها المبتلى ليكن صبرك لوجه الله خالصًا؛ جميلًا لا جزع فيه ولا شكوى ﴿فصبر جميل﴾ [يوسف: ٨٣].

28- ﴿وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ﴾ . عدّد النعم وإحسان الله إليه ولم يذكر الابتلاءات هكذا المؤمن يحسن الأدب مع ربه ولا يكثر الشكوى.

29- ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) جواز أخذ الأسباب للوقاية من العين بدون وسوسة

30- (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) قال ابن عباس: أرجى آية في القرآن

31- تأمل دقة يوسف لما قال: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده}[يوسف:79] فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق،فكان دقيقاً في عبارته، فلم يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا.

32- (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) الأخ تنازل .. والأب تجاوز . ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ) انظر لأدب يوسف لم ينسب الخطأ لهم هكذا هي النفوس العالية مايهمها دوماً هو تصحيح الخطأ فقط يالمروءته .!

image.thumb.png.1927285502d3055747739b4611c7ac6b.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 الجزء 14

( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا ) ما أجمل أن نكون دعاة للخير , ولكن الذي يؤلم القلب أن تجدين تلك التي تُحب الخير وتُسارع إليه وتجمع الحسنات من هنا ومن هنا وسعيها كله خير , ولكن تأتي بمجلس واحد تغتاب تلك وتلك ؛ فتُذهب كل ماكانت تسعى من أجله - رحم الله حالها - , لنوعّي عقولنا بأن الغيبة لا تستحق أن نخسر الجنة لأجلها 🙂

 

(واصبر وما صبرك إلا بالله) -صبر في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة -صبر على جدال المدعويين بالتي هي أحسن -صبر على رغبة النفس في المعاقبة وردّ الإساءة -صبر على تنفيذ أمرالله بالصبر -صبر على كتم الأحزان مهما عظمت -صبر على أقدار الله وقضائه -صبر على مكرالماكرين

 

(ينبت لكم) (وسخر لكم) (وما ذرأ لكم) (والله جعل لكم) تأمل تكرار كلمة (لكم) في سورة النعم هذه !! من نحن حتى يتودد لنا الغني الكريم العزيز بكل هذه النعم؟! ومن نحن حتى نقابل كل هذا بالتبغض له جل وعلا بالكفر والمعاصي

 

(ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ) آية فيها تهديدووعيد، لمن يسوِّف ويشغله الأمل بطول الأجل .

 

(وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ) إن الله ﷻ تكفل برزقك ورزق من تعوله، فِلمَ الخوض بالباطل في أمور شُـح المال وضيق العيش ؟!!!


- (رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ) تمسك بشرائع ديننا الحنيف، في حياتك الدنيا ولاتفرّط فيها فلو تمنيت وافتديت بمليء الدنيا ذهبًا لتنج ُمن عذاب أهوال الآخرة،فلن يكون .

 

(نبئ عبادي أني أنا الغفورالرحيم) تعود إليه تائبا فيقبلك دون عتاب تعود إليه مستغفرا خجِلا فيسترك ويغفر لك تمشي إليه بخطوات عرجاءفيأتيك هرولة يدعوك ليتوب عليك فلا تسوّف ولا تتأخر عن إجابةدعوته أنت الفقيرإليه المحتاج له على الدوام أنت العبدالخطّاء وهو الرب الغفور الرحيم


[وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين.وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم] لو تيقن الخلق من هذه، فلا يحق إذن لمن ضُيق عليه رزقه أن يذل نفسه إلا بين يدي رازقه سبحانه، ولا يحق لمن بسط له رزقه أن يتكبر ويطغي بل ينكسر شكرا لمسدي النعمة سبحانه


- قال تعالى 😞 واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولاتكُ في ضيق ممايمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) آية عظيمة من كتاب لله يخاطب به رسوله صلى الله عليه وسلم مواسيا له ومصبرا له .. آية تأتيكي في هذا الزمن الصعب الذي كثرت فيه مكائد أعداء الإسلام وكثرت فيه الفتن وعظم فيه البلاء .. تذكرنا أن صبرنا يجب أن يكون ابتغاء وجه الله .. ولن يكون إلا بمعونة الله لنا وأن الإنسان لن يستفيد من حزنه على العباد إذا ما بلغهم دين الله ولم يستجيبوا .. ( ولا تك في ضيق مما يمكرون ) نعم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .. مهما دبروا ومكروا فاالله قوي قدير يعلم السر وأخفى .. ثم إنه سبحانه مع الذين يتقونه ويخافونه ويعملون في الدنيا مستشعرين معنى الإحسان بينهم وبين خالقهم وبينهم وبين الناس .. ختام رائع لسورة مليئة بالآيات والعبر ..

 

- (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون - فسبحبحمد ربك وكن من الساجدين - واعبد ربك حتى ياتيك اليقين)
لكل من أحس بالغربه في زمن الفتن ونادى ( ياقوم أجيبوا داعي الله ) وهم له مستنكرون! فضاقت عليه الأرض بمارحبت وماهي الأرض الا الدنيا الفانيه , أعمارنا فيها جزء من يوم عند الله .إليك فيء المسافر , توجيه كريم من المنان الرحيم التسبيح بحمد الله  والأكثار من السجود والتقرب إلى الله بأنواع العبادات بما استطاعه البدن واعتلت به الهمه , حتى يأتي يوم اليقين يوم الرحيل ،نسأل الله العظيم أن يكون لنا ولوالديناو المؤمنين والمؤمنات بشرى و حسن الختام


- (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) ان الله سبحانه وتعالى مع الذين أسلموا وأطاعوا امره ولم يكفروا , فهؤلاء الأتقياء . قوله تعالى (( واصبر وماصبرك إلابالله ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق ممايمكرون )) اصبر على الدعوة وقول الحق ولايضيق صدرك بمايقولون ويكذبونك , فأنت على الحق والله معك ,, فهنا دليل على دعوتك لله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلاتحزن بمايقوله الناس ويشيرون إليك فأنت على الحق فاصبر على هذه الدعوة فإن الذين يتربصون ويكونون بالمرصاد لماتقول وتفعل دعهم يمضون فهذا عائد إلى أنفسهم , وأنت امض في طريق الدعوة والثبات على المبادئ .. ((يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة)).


-( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) فيه هذه الآية يتضح منهج الاسلام في العدل ودعوته وترغيبه في الاحسان والعفو بالوعد لما هو خير عند الله قال تعالى :(فمن عفا وأصلح فأجره على الله)


- فاصفح الصفح الجميل) الصفح الجميل هو الصفح الذي لا اذية فيه بل يقابل اساءة المسيء بالاحسان وذنبه بالغفران وايضا الصفح الجميل هو الصفح الذي قد سلم من الحسد والحقد والاذيه في القول والفعل ..... فما اجملنا حين نصفح الصفح الجميل لمن اساء لنا ونقابل اساءته بالاحسان وهذا خلق جدا عظيم في نظري وبالطبع في نظر غيري فلن يكون بيننا حقد ولا حسد وجميل جدا ان نحسن ونذكر قوله تعالى (هل جزاء الاحسان الا الاحسان ) وما اجمل ! ان نغفر زلات غيرنا فالحياة اقصر مما ان نتوقع فلنسامح من اخطأ في حقنا ونقبل من اصفح صفحا جميلا الينا

 

(إن ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين )كان وحيدا بشخصه  لم يؤمن به احد لكنه كان امة بايمانه  الخالص لله مطيعا له مستقيم على دين الاسلام فلا يضرك ان كنت وحيدا في استقامتك في زمن تعصف به الفتن ...عصمنا الله واياكم منها


في قوله تعالى " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى ... " يظهر لطف الله عز وجل ورحمته بك وهو "اللطيف " الرحيم "، فبعد أن ظلمت نفسك ، وعصيت ربك وخالفت نبيك وهجرت كتابك ونسيت اخرتك وغرتك دنياك ، يمهلك ربُك مهلة إلى أجل مسمى ، لعلمه بضعفك ورجاءَ أن تعود اليه  فتعرفه حق المعرفة ، قبل أن يأتي يوم لا إمهال فيه !!


{ إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى ....} أن هذه الآية جامعة لكل الأوامر و المنهيات وكل شيء داخل فيها , فكل مسألة فيها عدل و إحسان و إيتاء ذي القربى ، فهي مما أمر الله به ، وكل مسألة فيها فحشاء و منكر و بغي ، فهي مما نهى اللـــه عنه .. جعلنا الله و إياكم ممن يمتثل لأوامره سبحانه ، و ينتهي عن نواهيه ..()

بعد أن ذكر سبحانه فضل العمل الصالح ﴿من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ..﴾ [النحل]
أشار بعده إلى نوعٍ من أنواعه وأحد أعظم أسباب السعادة والحياة الطيبة وهو القرآن الكريم ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم﴾ [النحل].

 

﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾
كلما اقتربت من ربك ..
ابتعد الشيطان عن دربك..

 

{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}
جميع النعم ظاهرها وباطنها منه وحده سبحانه، فلا تظن أن أحدا قد منحك شيئا، ولو أعطاك كنوز الدنيا ، بل الله ساقه اليك سوقا.
فأشكر الله المنعم اولا، ثم البشر

 

 

﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾
إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
فاقنع بما وهبك الله ، وأرض بما قسم لك ..
ولا تقارن نفسك بغيرك..
فكلما امتدت عينك ضاق صدرك ..

 

﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ﴾
انها خزائن المالك الرازق المنعم سبحانه
فارفع طرفك إليه وتذلل بين يديه
وسله ما تريد وابشر بعطايا الكريم جل في علاه .

 

مصاعب الدنيا ومشآقها تزول بمجرد دخولك الجنة...
قال تعالى ﴿لا يَمَسُّهُم فيها نَصَبٌ وَما هُم مِنها بِمُخرَجينَ﴾
اللهم برحمتك ارزقنا الجنة...

 

( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)
حُقّ لصاحب القرآن أن تصغر الدنيا في عينيه ..!

 

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾
شفاءٌ للعقول من الجهالة
وشفاءٌ للأبدان من الأسقام
وشفاءٌ للقلوب من الأحزان

 

من أسباب انشراح الصدور:
١-{فسبح}
٢-{بحمد ربك}
٣-{وكن من الساجدين}
٤-{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}

 

(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ )
المؤمن يجب أن يكون حاله دائمًا
بين الخوف والرجاء
يتذكر رحمة الله ومغفرته فيأنس بها ..
ويتذكر عذاب الله فيستوحش من ذنوبة ويستغفر لها ..

 

﴿وما بكم من نعمة فمن الله﴾
كل النعم من الله وحده، فلا تنسب أيا منها لنفسك.


{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون}
من يقدر على حمل ذنوبه حتى يحمل ذنوب من يضلهم؟!
فلنحذر من نشر الباطل أو الدعوة إليه

 

نحن في شهر الدعاء والمناجاة .. وهذه الآية تقول لك :
أو ما زلت ترى أن حلمك مستحيل .. وأمنياتك لا تتحقق ..
﴿إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون﴾

 

{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
ليكن صفحك بلا توبيخ ، وبلا حقد ، وبدون تعداد للمعايب .

 

(يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجّدا لله)
(ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض)
الكون لله يسجد لله عزوجل مستسلما طائعا لأمره وهو غير مكلّف فكيف ترضى أيها الإنسان المكلّف الذي أكرمك الله بالعقل أن تغرّد خارج السرب؟!

 

﴿ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ [النحل: ٩٦]
لا يغرنّك الدنِي الفاني، واصبر واجتهد في نيل العظيم الباقي.

 

﴿وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم﴾
خزائن كل شيء بيده سبحانه فلو شاء لحقق لك مبتغاك في لحظة، لكن قد يُؤخر الله عنك ذلك وفق حكمته وعلمه

 

﴿وإن الساعة لَآتِية فاصفح الصَّفح الجميل﴾
اطوي صفحة العداوات، لعل الله يُجازيك بالصفح عن الزلات.

 

الله عزوجل حافظ لوحيه(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
حافظ لرسوله(إنا كفيناك المستهزئين)
حافظ لكونه كله(وحفظناها من كل شيطان رجيم) (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه)
وحافظك أيها العبد إن أنت حفظت منهجه باتّباعه كما أمرك
احفظ الله يحفظك

 

( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ )
حُطّ بجناحك لاترفعها كثيرًا ..!
احتضن بها أبنائك وأحبابك ..
اخفضها ليشعر الجميع بقربك ..

 

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾
كم نحن مفرطون ..!
نجتهد ونتسابق ونبذل الخير في مواسم الطاعات وما أن تنتهي هذه المواسم حتى نعود لما كنا عليه من فتور وغفلة .. إلّا من رحم ربي ..

 

( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ )
طول الأمل والإسراف فيى المأكل والمشرب والإفراط في ملذات الدنيا من أكبر أسباب الغفلة

 

( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ)
من منا يبدي خزائنه ويتحدث عنها ؟
لا أحد بل ويخفيها عن اقرب الناس إليه..
إلا الله سبحانه يعرض علينا خزائنه ويقسم لنا منها كلًا بحسب حاله ..

 

( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً )
رزق الله اليهم نازل وعصيانهم إليه صاعد ..

 

(وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ .......يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ..)
أرأيت عندما اتبعت النحل لوحي الله كيف كانت عاقبتها ..
أصبحت تخرج عسلًا فيه شفاء للناس
هكذا اتباع الهدى لايأتي إلا بخير ..

 

{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}
امر من الله باللين والمودة مع المؤمنين .
لايكن نصيب المؤمنين منك سوء الالفاظ ، والبغض ،والاستصغار ، وتفضيل الكافرين عليهم .

 

لا تحزن على قلة رزقك فإن الله أعلم بمصلحتك منك، وارض بما قدره الله لك
﴿ ۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾

 

لا يمكن فهم القرآن بغير السنة
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)


قال تعالى ﴿يَومَ تَأتي كُلُّ نَفسٍ تُجادِلُ عَن نَفسِها... ﴾
لعظم الموقف يوم القيامة كل نفس تجادل فقط عن نفسها لا لوالدٍ ولا ابن ولاأخ ولا حبيب... فقط نفسي نفسي فلنعمل لهذا اليوم حساب.

 

{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}
يكفي من الحياة الطيبة اليقين فيما عند الله والتوكل عليه فالمؤمن لا تزعزعه الشدائد المحن
لا ييأس مهما رأى الظلم
يعلم أن ما عند الله باق
حياته مطمئنة لتوكله على الحي الذي لا يموت

 

كيف يقلق الإنسان على الرزق والله يقول:
(وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ)موازين الرزق لا يقدرها الناس، بل هي عند ربي في كتاب.

 

( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا )
كثرة الإلتفات للخلف يعيق المسير !

 

( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً)
المؤمن لاتجده إلا راضيًا منشرحًا متبعًا ..
لايرى في حكم الله إلا كل خير ..

 

( وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ )
لا أحد يأمن مكر الله فقد يأتي بالعذاب من الباب الذي يُظن أنه المخرج ..!

 

﴿وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾
كلما هانت الدنيا في نظرك ؛ كان قلبك للخلق أوسع وأصفى ..!


( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)
علم الله أننا بشر. تؤثر فينا بعض الكلمات وتسعدنا أخرى !
فلم يلمنا ولكنه دلنا على المخرج وسبيل الراحة والانشراح ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ )

 

( عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ )
لاتجعل من العمر حاجزًا لإبداعاتك
فبعض الإنجازات لاتليق إلا بك ..

 

﴿فتزل قدمٌ بعد ثبوتها﴾
كانت ثابتة فزلت !!
فكيف بالمتذبذبة !!
يارب نسألك الثبات إلى الممات

 

﴿ وما بكم من نِعمةٍ (فمن الله )﴾
وما دمنا نتقلب في نعم الله ليل نهار
فكيف لعاقل ان يستعين بها على معصية الله !!!

 

( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)
كيف لمؤمن ينتظر الآخرة وفي قلبه حقدًا وبغضًا لأحد ..
ألا يعلم أن الجنة لايدخلها إلا سليم القلب..

 

(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)
كلما قويت عبوديتك لله
ضعف سلطان الشيطان عليك .

 

(وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)
كم من نعم اعتدنا عليها
لا نلقي لها بال لا نشعر بوجودها لا نحسن شكرها وهي عند الآخرين أمنيات.


﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ ~ ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾
عند الناس [ فتى ] .. وعند ربه [ أمة ]
رُبَّ مجهولٍ في الأرض .. مشهورٍ في السماء..

 

﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ ﴾
قرن الله ﷻ ( الرزق بالصلاة )
يقول ابن كثير : إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب..


﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
[ الإيمان بالله ، والتوكل عليه ]
أعظم سلاحين لصد الشيطان ودحره..

 

﴿قُل نزله رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ..﴾
من أعظم أسباب الثبات على الدين القرآن الكريم..( تلاوة ، وحفظا ، وتدبرًا ، وعمل واستشفاء به )

 

"ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون"
"فسبح بحمد وبك وكن من الساجدين"
الحل الأول الأخير لانشراح صدرك أن تكون من المسبحيّن ومن الساجدين.

 

"إنا كفيناك المستهزئين"
الله خير كافي.

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 الجزء 15

 

(ولَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ )الزّنا اشْتملَ على أنواع منَ المفاسد: اخْتِلاطُ الأنْسابِ واشْتِباهُها أنّ المرْأةَ إذا باشَرَتِ الزِّنا وتَمرَّنَتْ عليْهِ يسْتَقْذِرُها كُلُّ طَبْعٍ سلِيم أنّهُ إذا انْفَتح بابُ الزّنا لا يَبْقى بَيْنَ الإنْسانِ وبينَ سائِرِ البهائِم فَرْق


﴿ أخرقتها لتغرق أهلها ﴾ ينبغي على الإنسان التثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام.


{وإذ ٱعتَزَلتُمُوهُم وما یَعۡبُدُون إلّا ٱللهَ فَأوُۥۤا۟ إلى ٱلۡكَهفِ یَنشُر لَكُم ربُّكُم من رحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لكم…}#الكهف تفاءل وأنت في الضيق برحمة الله والرزق والتوسيع.


"ألا تتخذوا من دوني وكيلاً". فوض جميع شؤونك إلى الله، ففي التوكل على الله الكفاية والهداية، قال الله:"ومن يتوكل على الله فهو حسبه". ومن صدق في التوكل على الله أورثه الله سكينة وطمأنينة وقوة يستعين بها على شدائد الحياة.


﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم﴾ أعظم أسباب القطيعة و إيغال الصدور والعداوات بسبب اللسان فاختر من الألفاظ أحسنها لتلقى في قلوب الناس محبة وقبولا ، واحذر كل كلمة تحتمل أذى وتجلب لك عداوة


﴿وَقُل رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا﴾ اجعلها على لسانك في كل مدخل ومخرج ترجو نفعه أو تخشى ضره


﴿وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا﴾ كثرة قراءة القرآن حجاب لك من شياطين الإنس والجن


{ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} لن يستفيد من إحسان نيتك وعملك وخلقك إلا أنت والجزاء من جنس العمل


﴿انظُر كَيفَ فَضَّلنا بَعضَهُم عَلى بَعضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكبَرُ تَفضيلًا﴾ لاتحزن حين ترى من فضله الله عليك في أمور الدنيا ، وانظر إلى من فضله الله في أمور الآخرة فتلك هي الغبطة حقا


افتتحت سورة الإسراء بالتسبيح تنزيها لله تعالى عما كذب به المشركون من أمر الإسراء والمعراج وافتتحت سورة الكهف بالحمد تذكيرا لنبيه ﷺ بنعمته عليه في إنزال وحيه بعد تأخره حين سأله المشركون عن ثلاث مسائل فوعدهم من غد ولم ينزل الوحي إلا بعد أيام


﴿وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلومًا مَحسورًا﴾ التوازن من أعظم مايحقق للإنسان سعادته واستقراره ، حتى في الأمور المالية


﴿ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا﴾ اختر من الألفاظ في خطابك لوالديك أكرمها وأفضلها وإياك ثم إياك أن تنهرهما أو تشعرهما بالخطأ فذلك ذنب وعقوق


{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } إذا أردت أن ترتقي في سلم الكمالات فانظر في كتاب ربك وقوم نفسك وعملك وخلقك


﴿*أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى* فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ﴾ . إذا نجاك الله من غم أو كربة أو ضائقة فابق حامدا لله دائما وانسب الفضل له سبحانه وليبقى قلبك منكسرا له، فكما نجاك الله منها ،قادر سبحانه أن يعيدك لنفس الضائقة


[وقل لهما قولا كريما] [فقل لهم قولا ميسورا ] [وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم..] اعمل بوصية ربك.. فكم من كلمات كانت بمثابة خناجر مسمومة طعنت في مقتل.. فمزقت علاقات وقطعت أواصر وكسرت خواطر وخلفت جراحات.


(إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ) ولوكان التبذير يجعل لك من الشيطان شبيه .. فذاك يكـفيك وزيادة بأن لا تقرب التبذير .


إذا اجتهدت في بر والديك وسعيت لذلك ، ثم لم يحصل منهما رضاهما، فلا تجزع فإن ربك يعلم نيتك ويرى سعيك ولا يضيع عنده شيء. تأمل بعد آية بر الوالدين قال الله: ﴿ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا﴾


(وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولٗا) الوفاء بالعهد من عُـرى الإيمان .. مع الله أولًا .. ومع خلقه ثانيًا .. وسنُسأل عنه يوم الدين.


إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ) قاعدة من القواعد الحسان، فإحسانك لنفسك، هو نور لك في الدنيا وعند ربك والله غنـيٌ عنا وعنك .. و إلاساءة عاقبتها عليك ..عليك وحـدك


(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) وفي الوقت نفسه اصبر نفسك عن الذين يغفلون عن ربهم بالغداة والعشي لا يرجون لقاءه! صاحِب الأتقياء الأخيار فالصاحب ساحب.. وراجع قائمة أصدقائك على معيار هذه الآية، لو لم يبق فيها إلا صديق واحد فإنه يكفيك!


في سورة الإسراء (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)
وفي سورة الكهف (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو)
مهما وعدك فإنه عدوك وسيتبرأ منك فاتّخذه عدوا!


(سورة الكهف) تعلمنا أن كل منّا يحتاج لكهف يأوى إليه ويعتصم به من هذه الفتن التي تموج.. وكهف المؤمن قرآنه وسنة نبيه ﷺ..


[ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ] فمن يأمن البلاء بعد محمد ﷺ ؟!! فلتضرع القلوب وتلهج الألسن لعلام الغيوب ب : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)


﴿ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن *فأولئك كان سعيهم مشكورا*﴾ سبحان ربنا الشكور، الأعمال التي يعملها العبد ليست أهلا لجلاله ولعظمته سبحانه، لكنه الشكور سبحانه يقبل السعي والعمل على مافيه من التقصير..


أكثر الألفاظ ورودا في سورة الإسراء: الإنسان، القرآن، الآخرة ثلاثية محورها: صناعة الإنسان بمنهج القرآن ليكون من المفلحين في الآخرة


في الإسراء (اقرأ كتابك) في الكهف (يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) آيات تخلع القلب من الصدر خشية وخوفا! رب اعفُ عنا وبدّل سيئاتنا حسنات واسترنا بسترك الجميل ولا تُخزنا بفضح ما في كتابنا على الملأ


قاعدة الأمة الوسط: التوسط بلا إسراف ولا تقتير (وكان بين ذلك قواما) زكّ نفسك بالتوسط في الإنفاق حتى في المباحات من الكماليات أدّبها بـ " أوكلما اشتهيت اشتريت؟!"


(وكُلَّ إِنسانٍ ألزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنْشورًا ﴿١٣﴾ الإسراء) في كل لحظة من عمرنا نحن نسطّر في كتابنا إما خيرا وإما شرّا (اقرأْ كِتابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسيبًا ﴿١٤﴾) ما أشدّه من موقف!


(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) افتتاح سورتي الإسراء والكهف بصفة العبودية يعلمنا أن: العبد مخلوق أرضي كتابه سماوي وأن الفتن أرضية والنجاة منها سماوية مفتاحها توحيد وقرآن..


[وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا] أما حال عبد الله المؤمن فعند الضراء صابر وعند السراء شاكر.. [قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ]


في الكهف (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) من صفات الإنسان السلبية: الجدل علاجها في جعل القرآن قيّما يُحتَكم إليه في كل قضية تحسم أي جدل. في الإسراء (وكان الإنسان عجولا) العجلة من صفات الإنسان السلبية وعلاجها أن تتدرب على قرآءة القرآن على مُكث


(وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ) آيـة تُبـهر عقـول أولـي الألـباب .. كل شيء تراه أمام ناظريك يتحرك أولا يتحرك ، وكل ما يخطر لك ببال ، وفـيه تحتار .. تيقن إنه تسبيحٌ بالرحمٰن .


[ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ] من قام بهذه الوصايا وامتثل هذه الأوامر واجتنب تلك النواهي والتي مبدأها ومنتهاها تحقيق التوحيد فقد أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.


﴿فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا﴾ تسليم المؤمن بقضاء الله وقدره فيما يكره خير له .


ولا تَمْشِ في الأَرضِ مَرَحًا ۖ النهْي عن أنْ يمشِيَ الإنسان مشْيًا يدُلّ على الكِبْرِياءِ والعَظَمَة.
وفي سورة الفُرقان: ﴿وعِبادُ الرّحمنِ الذينَ يمشُونَ على الأرض هَوْنًا﴾
وفي سورة لُقمان: ﴿واقْصِدْ في مشْيِكَ واغْضُضْ من صوتِك
فاختر لنفسك المشية التي يحبها الله


تعلمنا #سورة_الكهف أن الأقدار قد تسير عكس ما يتوقعه المؤمن من خلال التجارب والنظريات تدبير الله يفوق جميع التخيلات وهذا من أعظم مقاصد القرآن #تدبر الآيات {ٱلحمد لله ٱلذی أنزل على عبده ٱلكتـٰب…}

 

 لا تخف على الدين، خف على نفسك نام أصحاب الكهف ٣٠٠ سنة فلما استيقظوا وجدوا الناس أسلموا هم بذلوا السبب وﷲ نصر دينه بدونهم

 

ينبغي للإنسان أن يبتعد عن كل ما يدعو إلى فاحشة الزنا (ولا تقربوا الزنا) لأنه إذا اقترب من دواعيه لايأمن على نفسه.

 

﴿وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم﴾ إذا تولاك الله فنم قرير العين فسيحفظك ويقيك من كل شر ويسخر لك كل شيء

 

{ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً } احذر الصغائر !! إياكم ومحقرات الذنوب ،فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه .

 

( قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً ) نعم ليست بعيدة تلك الأمنيات وليست مستحيلة تلك الرغبات فقط ينقصنا الأمل وحسن الظن بالله كي تتحقق ..


كلما زينت لك نفسك حب الدنيا ذكرها بـ(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وبشّرها بـ(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً)

 

-﴿ فإني نسيت الحوت ﴾ أضاعوا الحوت .. فوجدوا الخضر ! يبتليك الله بفقدان شئ أو نسيانه فيعوضك بما هو خيرًا منه .. بعض النسيان عطاء ..

 

( قُلْ لَوْ أنتم تَمْلِكُونَ خزائن رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأَمْسَكْتُمْ خشية الإِنفَاقِ) هل تخيلت يوماً أن المتصرف بالارزاق هم البشر؟! كيف سيكون حال الكثير منا! هل تخيلنا كم من أناس سيتركون وظائفهم وكم من أناس ستقفل محلاتهم وكم وكم ؟! لكن الحمد لله أنه رب الأرزاق ..

 

في اختبار الحياة .. لا يهم الكم بل الكيف .. ولا يتفوق الأكثر بل الأتقن .. ﴿ لنبلوهم أيهم أحسن عملا﴾

 

{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} لاتحد النظر إليهما لاتغلظ صوتك عند مخاطبتهما أجب نداءهما بقدر ماتستطيع بمحبة وخضوع اعتدل في جلستك حين دخولهما مجلسك رحب بهما وافسح لهما لاتسفه لهما رأيا سارع لخدمتهما بل بادر قبل طلبهما تفقد حاجاتهما

 

{فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} الحال تتغير و تتبدل فلاشي يدوم قد تكون للأسوأ وقد تكون للأفضل فاعتمد على الله بذلك وتبرأ من حولك وقوتك.

 

{ولولا أن ثبتناك} ثباتك عند الملمات والمصائب هو بفضل الله سبحانه فلولاه لما ثبتك فإياك والاغترار والركون لنفسك.

 

{وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} من بدأ يومه بصلاة الفجر والقرآن الكريم ومعية رب العالمين وقرب الملائكة المكرمين فهل يضره بعد ذلك ضار؟!

 

(فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) لجوا إلى الله ، ودعوه وحده، فكانت عاقبتهم الحفظ، والنصر، والتمكين، وقرآن يتلى إلى يوم القيامة.


(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا ) النفوس الكريمة ..لايُعدم خيرها إمّا بذلًا وإمّا قولًا لينًا سهلًا.

 

{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا} التمني للآخرة لا يكفي ، لابد من العمل .. و شرطه للوصول الإيمان .. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ } اذا فقد الإيمان كان العمل هباء .

 

{اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [الإسراء : 14] البعض يكتب في وسائل التواصل تحت أسم مستعار ونسي أن نسخة مما كتب سيقرأها بنفسه يوم القيامة في كتابة

 

(ولا تقف ماليس لك به علم) دعوة الى صون الجوارح والتحري والتثبت من الامور قبل التحدث بها والخوض فيها..فذلك اسلم للذمة

 

{ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} فُرِضَ على النبي فرض مخصوص أن يقوم الليل. فإذا كان صاحب المقام المحمود،خير خلق الله، خير معلم الناس الخير، يحتاج إلى المجهود ليصل؟ فكيف بنا ونحن بجانبه -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- لا شيء!

 

( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) تمهل كثيرًا وتوقف عن نشر الإشاعات ! لاتنشر إلا ماعلمته وتأكدت من مصدره وصحته ..

 

بدأت السورة التي ذكرت فيها الفتن ، بعلاج الفتن كلها : " القرآن " ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ) لمن يبحث عن سبل الثبات في زمن الفتن ، كتاب الله ثبات

 

" وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا " لا تَمُن على الله بالعمل فلولا توفيق الله لك لما سلكت الطريق

 

يعطي الله الدنيا لمن يحب ومن لايحب ،ولايعطي الدين إلا من يحب (كلاً نُمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا)


إذا تدبرت هذه الآية وعقلت معناها ستتغير بإذن الله إلى الأفضل: ﴿وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا﴾.

 

( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ) تعيش حرًا في كهف خيرًا من أن تبقى عبدًا في القصر .. السعادة ليست بالمسميات ..

 

﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾ اختر صحبة الصالحة وجاهد نفسك على صحبتهم التي تجرك الى الخير وتنصحك التي تخجلك أن تفعل المعصية بينهم واعلم أنك إذا صحبتهم فزت في الدنيا وفي الآخرة يشفع لك حتى تجد نفسك قد رافقته في الجنة

 

{رب ارحمهما كما ربياني} ولم يقل: كما اطعماني فالتربية أولا وهي الأهم

 

﴿وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ أكثر من هذا الدعاء لولديك، لا سيما في هذا الشهر الفضيل.

 

﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ َنيتك الطيبة.. هي من تجلب لك الخير دائما فعلى قدر النوايا تكون العطايا لذا ضع نية الخير في قلبك وسيتولى الله أمرك..


( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) كتاب أملته أنفسنا وخطته أيدينا وشهدت عليه جوارحنا .. هنا نجد صعوبة الموقف !

 

( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) أنت رهينة عملك وأسيره يأخذك حيث يذهب .. فمن أحسن العمل فقد أحسن المآل ..

 

(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بنفسك الْيَوْمَ عليك حَسِيبًا) حياتنا صحائف نكتب عليها، تعرض علينا يوم القيامة، فلنكتب عليها ما يسرنا رؤيته ونسعد بقراءته يوم العرض ... وما من كاتب إلا سيفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

 

(وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم) إذا تولى الله عبده سخر له مخلوقاته وهيأ الأسباب لحفظه، فقط كن مع الله ترى الله معك ..

 

اللبيب من يوزن كلماته قبل نطقها فمقياس الكلمات بما تحمل في داخلها من معانٍ ! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ )


قال فتية الكهف: "ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا .." فكانت العاقبة: "فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقًا" في كل عمل تنوي القيام به استعن بالله أولا واسأله الهداية والعون والتوفيق للصواب.

ClV2opHWMAEctep.jpg

 
DB8F_HwWAAE4B5C.jpg
 
 
 
 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 تدبر الجزء 16

 

﴿ إنّ لك ألا تجوع فيها ولا (تعرى﴾.
بعض المحرمات قد تكون من نعيم الآخرة،مثل :الخمر.
لكن العري لا يكون نعيما أبدا حتى في الآخرة.
فما بال بعض النساء يتساهلن في الستر والعفاف!!


-{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ}
فيها تنبيه على أهمية التطَوُّعُ بالأبدانِ والعمل، وأن ذلك من أعلى مجالات التطوع والمساهمة في الدفاع عن الأوطان والديار، وفيها أن المرء مهما كان قويا فلا يستغني عن معاونة من معه.


{ ووهبنا له من رحمتنا أخاه}
الأخ رحمة من الله
فاستمسك برحمة ربك


كيف تحزن !!
كيف تتكالب على قلبك الهموم !!
كيف تضيق عليك دنياك !!
ولك رب يقول﴿ هُوَ عليَّ هَيِّن ﴾ !!!
سبحان ربي ما اعظمه .


{ثم ننجي الذين أتقوا}
تخيل أنك واحد من هؤلاء الذين نجوا
وتركوا صراط جهنم خلفهم
كيف هي فرحتك وسعادتك
فكن من المتقين


﴿حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا﴾
﴿حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ﴾
أمورٌ ظاهرها الابتلاءات ، وباطنها الرحمات..
فما يختاره الله لك خيرٌ مما تتمناه لنفسك..فأحسن الظن بالله .


.{ خروا سجدا وبكيا }
أعظم البكاء بكاء السجود لخفائه وذلة صاحبه وتضرعه لربه
فهنيئا لمن جمع بين السجود والبكاء مع الدعاء في هذه الليالي المباركة
وحري أن يفتح له باب البركات


{ يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا }
إذا أردت أن تخطب فتاة
فانظر إلى حال والديها وإخوتها (غالبا)
في صلاحهم


{ وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة }
إن كنت مقتديا بأبيك نبي الله إسماعيل فليكن لك أثر على أهلك في الخير


{وألقيت عليك محبة مني}
إذا أحبك الله
جعل محبتك في قلوب خلقه


{ قال إني عبدالله }
أول كلمة نطق بها عيسى إقرارا بالعبودية لله ليعلم أنه ليس بإله ولا ابن لله


بقدر صبرك على الصلاة .. توفق للمحافظة عليها ..
{ واصطبر عليها }


(وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
قد تكثر المغريات حولك ، وربما تستميلك قهراً ، تذكر أن ما عند الله خير وأبقى ..


{ تساقط عليك رطبا جنيا }
لسهولة هضمه وهي منهكة
ولذلك شرع للصائم الإفطار على الرطب لكونه أسهل هظما وأهيأ للمعدة
وأسرع تحولا كغذاء للجسم


{فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا} [الكهف : 97]
قال في الظهور ( فما اسطاعوا )
وقال في النقب( وما استطاعوا )
لإن النقب أصعب من الظهور لأن السد كان من الحديد .. فالزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى

( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ) تعلمنا سورة الكهف ألا نحزن فكم من أمور تأتي على غير ظاهرها. ربما لم يعلم الوالدان هنا أن ذلك الذي آذاهم وأحزنهم قد كفّ عنهم شرًا لم يكن لهم طاقة به..

{ فأردت أن أعيبها } { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } من كمال المنطق والأدب من ربك أن تنسب الخير إليه وتنزهه عن الشر ( والشر ليس إليك)

{ قالت ياليتني مت قبل هذا } قالتها في ظرف عصيب لا تؤاخذ الناس بكلماتهم في مواقفهم العصيبة

﴿قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا﴾ من كمال التذلل والافتقار أن تصف حالك لربك.

(وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) أعظم الحسرات أن يجد المرء أعمالا كان يظنها حسنات هباء منثورا يوم القيامة، لأن الأساس غير صحيح فكانت العاقبة غير مرضية، فعلينا أن نراقب أعمالنا فما حاد عن الحق أعدناه إليه قبل أن نتحسر عليه ..

طريقة النداء ( نِدَاءً خَفِيّاً ) الحال ( إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) المطلب ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ) بعض الحاجات تحتاج منك مزيدًا من الذل والإنكسار .. تحتاج مزيدًا من الإفتقار ووصف الحال كأضعف مايكون !!

ظنوا أنه ينفعهم (يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) جحدوا ثم كانت النتيجة (فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) فسدت وبطلت والخاتمة (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) لاقيمة لهم إزدراءً و احتقاراً واستخفافاً بهم كل ذلك على رؤوس الأشهاد .

"وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً" همومك التي تظن أنها لن تنفرج،هي هيّنة عند خالقك فقط توجه إليه

معالم السعادة جمعتها سورة (طه) في أربعة أمور: أولا :القرآن(مَا أنزلناعليك الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ثانيا :الذكر فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) ثالثا : عدم النظر لما عند الغير (وَلا تمدنّ عينيك...) رابعا :الموازنة بين الدنيا والآخرة (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)

(وما تلك بيمينك يا موسى ﴾عندما يضيق صدرك لا تنظر إلى مافي أيدي الناس قد يكون الفرج في يدك وأنت لاتعلم

بعد دعاء موسى ذكر سبب من مقاصد دعائه: كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا كثرة الذكر والتسبيح لها مكانها العظيم عند ربنا الذي اعطى كل شيء ثم هدى

قال تعالى {وألقيت عليك محبة مني} إذا أحبك الله جعل محبتك في قلوب خلقه

(فرجعناك إِلَىٰ أُمِّك كي تَقَرَّ عينها.. ) الفرق بين ردّ ورجع ،أن الرجوع يقال لمن ذهب من مكان وهو يعلم يقيناًرجوعه إليه،أم (رُد)تطلق على من ذهب وليس في ذهنه العودة لكنه(رُد)أجبر على العوده . فكأن أم موسى في هذا السياق كانت تعلم يقيناً أنه سيرجع لأن الله هو من وعد بذلك

في السفينة قال ( فأردتُ أن أعيبها ) نسب الفعل لنفسه / لأن ظاهره شر محض في قتل الغلام قال {فأردنا ) نسب الإرادة لله ولنفسه لأن قتل النفس لا يمكن أن يفعله بنفسه في بناء الجدار قال ( فأراد ربك ) نسب الإرادة لله لأن ظاهر الفعل خير محض

 

سجدة واحدة كفيلة انها تغير مصير حياتك وتزيح كل همومك سحرة فرعون مسحوا ماضيهم المؤلم كله بسجدة واحدة صادقة " فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ

image.png.18aebebf4f0900eac2218033ec5f9978.png

{وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} [مريم : 95] من حولك اليوم لن يقفوا معك غدا فلا تعصي الله لأجلهم

فلما (اعتزلهم) وما يعبدون من دون الله (وهبنا له) إسحاق ويعقوب ﴾ من اراد من ربه العطايا والهبات فليعتزل أهل الشر والمنكرات

﴿ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ﴾ من ينسف الجبال لا يعجزه همك ولا تصعب عليه شكواك فالزم بابه ولذ بجنابه وابشر . سبحانه جل في علاه


-﴿ لا يموت فيهــا ولا يحيا ﴾ لا يموت ويرتاح ولا يحيى حياة يرتاح فيها نعوذ بالله من حال أهل النار .

﴿فَلَمَّا اعتَزَلَهُم وَما يَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ وَكُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا﴾ [مريم: ٤٩] - من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ..

{فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا} [مريم : 26] ليس كل أمر يمكن أن تقنع الناس به بل قد يكون السكون هو الحل ..
..

إذا أردت أن تُنهي الشقاء من حياتك فعليك بـ [ القرآن ] ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾


﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ عفافك وحجابك يسري في بناتك فكوني قدوة لهن..

﴿ وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً ﴾ قال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ؛ ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها .

{يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} [مريم : 7] بلغ من الكبر عتيا وكانت أمرأته عاقرا ومع ذلك رزق بولد رسالة لكل عقيم وعقيمة الدعاء الدعاء الدعاء

﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ لا تحكم على الناس بظواهرها فتقع في سوء الظن والظلم..

"فكلي واشربي وقرّي عيناً..." أحياناً تكون لدى المرء قدر اعترضه وليس بيده تغييره،ويخشى تفسير الناس الخاطىء،فيهتّم وربما لاينام ويدع الاكل أحياناً، خلاف ماحدث هنا لما قال الله لمريم"كلي واشربي"وقرّي عيناً"وهي بهذا الموقف العصيب الذي يتطلّب تبرير.


( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ) احذر ان تكون اعمالك هباءً منثوراً يوم الحاجة إليها ، تكد وتسعى في الدنيا ويضمحل كل ذلك يوم القيامة .. تظن أنك محسن و أنت تُحاد الله ورسوله !! .

في سورة طه
تأصيل لمبدأ تدريب الدعاة عمليا، وتهيئتهم نفسيا، حتى يقوموا بمهمتهم بمهارة وشجاعة:
"ألقها يا موسى"تدريب.
"ولا تخف" تهيئة.


سورة مريم سورة الأمان النفسي باليقين برعاية الله تعالى لأوليائه
وسورة طه سورة الأمان النفسي بالقرآن الذي باتّباعه تكون السعادة في الدارين سعادة لا يشوبها شقاء
ما أحوجنا لتلمس هدايات السورتين عسى اله أن يثبتنا بهما كما ثبّت النبي والمؤمنين في سنوات الحصار والشدة


[ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا]
في حياة كل منا أحداث يمكن أن يحل بهامحل أصحاب تلك القصص فهي ليست غريبة ولكنها نماذج لحياة جميع البشر
والغرض المقصود منها أن يصل لنا رسالة مضمونها(ارضى عن ربك واصبر لحكمه وثق بحسن تدبيره وتقديره لك لإنك لن تجد أرحم وألطف منه بك)


{ وَمَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبي فَقَد هَوى﴾
آية ترجِف القلوب
جاهد ألا تعمل ما يغضب الله سبحانه -وإن سخط عليك الناس-


﴿ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى﴾
متابعة يوميات الآخرين في وسائل التواصل
يفضي إلى الشعور بالنقص وازدراء نعم الله عليك والتعلق في الدنيا وحب الاستكثار منها
وحري بالعبد أن يصون عينيه من تتبع ذلك


[ذكر رحمت ربك عبده زكريا]
(سورة مريم) سورة تفيض بالرحمات والآمال سورة ينشرح لها الصدر وتستريح عندها الروح ويطمئن القلب بذكر الرحمن..
فهي سلوى للمحزون..


(مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ* إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ)
القرآن منبع الهدى والرحمة والنور والسعادة.
وهو عظةٌ وفيه من التذكير لمن يخشى الله ويحذر عقابه.


﴿فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا﴾ [الكهف: ١٠٥]
وزنك الحقيقي عملك الصالح وقيمتك الحقة منزلتك عند الله؛ فثقّل موازينك بالأعمال الصالحة وتقوى الله وحسن الخلق.


(فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا)
ولو كان على صورة مَلَك لارتعبت منه وماعقلت كلامه
جاءهافي صورة بشر سوي الخلقة، فلم تنبهر بحُسن خَلقه،ولم تُطل النظر إلى بهاء طلته بل استعاذت بالله منه.


(إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا)
لا تحتاج لرفع صوتك أثناء الدُعاء
فهمسة التضرُع لربك
تهزُّ أبواب السَماء


(وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)
صحّح مفاهيمك: كل من يشغلك اليوم عن الاستعداد ليوم القيامة لن ينفعك فستُبعث وحدك وتُسأل وحدك وتُحاسب وحدك! لن ينفعك ولد ولا أب ولا أخ ولا أحد إلا رحمة الرحمن بك..


{ ولم أكن بدعائك رب شقيا}
فسلام على قلوب تدبرت فأيقنت انه لا شقاء مع الدعاء


حسن اختيار الألفاظ من أجمل الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم مع ربه
فالخضر أضاف عيب السفينة لنفسه (أعيبها)
وأضاف الخير لربه (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما)


(فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا….)
لم تهتم للأكثرية وهم من اهلها
كانت مميزة بالأقلية وهي بمفردها ..
فسبحان الذي اصطفاها و ميزها ..


( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا )
[مريم: 67]
أي: لو تذكّر هذه الحقيقة ما كذَّب بالبعث.

image.png.0570fdce3d55f0d45d1f2eb7a1f2630c.png


(وَهُزِّيٓ إِلَيكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيكِ رُطَبا جَنِيّا)
أُستُنِـد على هذه الآية الكريمة الجميلة ، بأن على العبد الأخذ بالأسباب ، وأن ذلك من الدين والشرع..
واليقين في القلب ،
بالتوكل على الله ﷻ في كل أمــر .

{…ولَم أكُن بِدُعائكَ رَبّ شَقِيًّا}
تعوّدتُ على استجابتك يا رب
وأسألك العطاء المتواصل..


(إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيًّا)
أخفاه لأنه يسمع الخفي كما يسمع الجهر، ولأن الإخفاء أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء، ولئلا يلومه الناس على طلب الولد

 

قصة ذوالقرنين رسالة إلى كل مصلِح:
أن الحُكم لا يعني التسلّط على رقاب البشر وإنما الحكم بما أمر الله بالعدل
وأن القوي لا يستغل حاجة الضعيف فينهب ثرواته وإنما يعينه ويأخذ بيده ويثير همّته للنهوض دون خوف فالخوف يُقعد عن العمل
وأن اختلاف الخلق سنّة ولكل أسلوب في التعامل معه


قبل أن يطلب زكريا طلبه قدم لربه:
الأول: كونه ضعيفًا
(إني وهن العظم مني)
الثاني:(ولم اكن بدعائك رب شقيًا)
فالله ﷻ ماردّ دعاءه البتة.
الثالث:(واجعله ربّ رضيًا)
أن الولدسببٌ للمنفعة بالدين.
تلك من آداب ومستحبات الدعاء ،.فحريٌ بصاحبه أن يُـجاب ..

 

(قالَ أَلمْ أَقُل لّكَ إِنَّكَ لَن تسْتَطِيعَ معِيَ صَبْرًا)
في هذه المرة يضيف الخضر لفظ (لك)، زيادة في التحديد والتعيين والتذكير.
إن رأى العالمُ في التغليظ على المتعلم ما يفيده نفعًا وإرشادًا إلى الخير ذكره له؛ فإن السكوت عنه يوقِع المتعلمَ في الغرور والنشوة،


سورة الكهف: نماذج الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة بدءا من فتية الكهف إلى ذي القرنين
سورة مريم: نموذج الدعوة داخل الأسرة الواحدة
سورة طه: نموذج دعوة أعتى طاغية مستكبر "فرعون" (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)

 

افتتحت سورة مريم ((ذكر) رحمت ربك عبده زكريا)
تكرر فيها:
(واذكر في الكتاب مريم)
(واذكر في الكتاب إبراهيم)
(واذكر في الكتاب موسى)
(واذكر في الكتاب إسماعيل)
(واذكر في الكتاب إدريس)
(أولا يذكر الإنسان..)
والذكر عكس النسيان فناسب مجيء (وما كان ربك نسيّا)
هذا والله أعلم.


من أدب الدعاء:
تقرّب إلى ربك بفقرك إليه (إني وهن العظم مني)
ثم قدّم حاجتك بين يديه (فهب لي من لدنك وليا)
وأحسِن اختيار ما تطلبه (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا)


(فإنه يعلم السر وأخفى)
كلما رفعت يديك بالدعاء وتاهت الكلمات في صدرك كن على يقين أن ربك يعلم حاجتك قبل أن تخطر ببالك فبين يديّ عالم السر وأخفى أنت لا تحتاج للكلمات،
اجمع قلبك مخلصا له وأبشِر.


سر السعادة ومفتاحها:
(ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
(فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى)


الودّ هبة الله عز وجل لعباده المؤمنين
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)


«فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ»
لا تكن مرآة لسلوك غيرك،و عامل الناس بما أنت أهله لا بما هم أهله هكذا هم الصالحون.
عَلَّمَنِي رَبِّي


لم تصرخ مريم
أو تبكي ؛
إنما خرج من لسانها
ماملأ قلبها !
( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ )


{…وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا*مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا}
إما اتّباع الذكر
أو حمل الوزر.


﴿قال هَٰذَا رحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ ﴾
أضاف النعمة إلى موليها وقال:
{هذا رحْمةٌ مِنْ ربِّي ْ}أي: من فضله وإحسانه عليَّ، وهذه حال الخلفاء الصالحين، إذا من الله عليهم بالنعم الجليلة، ازداد شكرهم وإقرارهم، واعترافهم بنعمة الله


﴿فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا﴾
كم من إنسان يحكم على أخيه خلافا للحقيقة تماما بمجرد نظره لظاهر الأمر دون تبين الحقيقة.
فلاتحكم على الشيء بمجرد الظواهر


(إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخۡفِيهَا لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا تَسۡعَىٰ)
ولو عرف الناس وقت الساعة وانقضاء الأجل، لاشتغلوا بالمعاصي ثم تابوا حين الموت.
فأخفاها عنا لنبقى على حذر وعلى استعدادمن أن تبغتنا الساعة فجأة أو يبغتنا الأجل …


[فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا]
(صلاتك حصنك)
فاحرس قلبك وبدنك بها..
فمن اضاعها انفتحت عليه أبواب الشهوات ولن يسلم..
فاقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر..


عزل الكفار الوسيلة في الدنيا عن الغاية في الآخرة، فتباهوا وعَيَّروا المؤمنين:
{أي الفريقين خيرٌ مقاماً وأحسن ندياً}
لذلك وُفِّق الشاعر حين قال:
ألاَ مَنْ يُرِينِي غَايتِي قَبْل مذْهَبِي
ومِنْ أينْ والغَايَاتُ بَعْد المذَاهِبِ؟


(قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا )
على المربي تنبيه المخطيء و تحذيره قبل معاقبته ، لأن ذلك يجعله يراجع نفسه و يتعلم من الأخطاء ، بخلاف العقوبة المباشرة فإنها تبني حاجز بين المربي و من هم تحت يده و تجعل التفاهم بينهم صعب بل و شبه مستحيل


( ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا )
اجعل الشرع هو مرجعك الذي تقيم به أعمالك حتى لا تضل و أنت لا تشعر .

·
"قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً"
في المرة الأولى لم تكن موجودة لفظة "لك" فلما تكرر من كليم الرحمن عليه السلام عدم الصبر، أضيفت كلمة "لك"لتأكيد معنى عدم الاستطاعة على الصبر، فالزيادة في المبنى زيادة في المعنى.


( قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۢ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرا )
كن حريص على أن لا تكون مصدرا لإزعاج غيرك ، و انسحب من المكان الذي تشعر بأنه غير مرحب بك فيه .

image.png.0c20962f65d2176d1764b63ff92d70ed.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 تدبر الجزء 17



🎁 *وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم*
*[ سورة الانبياء ]*

📖(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) 22
🖌حجة عقلية .
و كما أنَّ السماوات والأرض لو كان فيهما آلهةٌ غيرُه سبحانه لفسدتا ، فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى ، فسد
🏻 ابن القيم .

💫💫💫💫💫

📖 ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ) الأنبياء: 24
🖌الجهل بالحق سبب إعراض أكثر الناس، فلو عرفوه لاتبعوه..
🏻 د. عبد الرحمن الشهري

💫💫💫💫💫

📖{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } الأنبياء - 35

🖌قال الحسن البصري: كانوا يتساوون في وقت النعم ، فإذا نزل البلاء تباينوا !

💫💫💫💫💫

🖌 سنةٌ ماضية في طريق الدعاة – وعلى رأسهم الرسل 👇🏼
📖 { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنبياء: 41].

💫💫💫💫💫

📖{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء: 42]
🖌لا أحد والله يا رب غيرك !
كم من حادث صرفتنا عنه؟
وكم من بلاء دفعته عنا؟
وكم من فتنة عصمتنا منها؟
وكم من أذى وقيتنا شرّه؟
💫💫💫💫💫

📖{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ}
الانبياء:48
🖌 خص المتقون بالذكر : لأنه هم المنتفعون علماً وعملاً ،، جعلنا الله منهم

🏻 -السعدي-
💫💫💫💫💫

📖 {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}الانبياء:50

🖌( مبارك) لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن ..
🖌فإن كل خير وبركة ، وزيادة دينية
أو دنيوية أو أخروية فإنها بسببه وأثر عن العمل به
🏻 -السعدي-
🖌اللهم بارك لنا في القرآن العظيم..
وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..

💫💫💫💫💫

🖌لا تستغرب من استماتة أهل الباطل في الدفاع عن باطلهم ولو كان ذلك بتحريق الإنسان !
📖{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ } [الأنبياء: 68].

💫💫💫💫💫

🖌 الكون كلّه خاضع لله ، والمُلْكُ مُلكُه سبحانه ، فالذي جعل من خاصية النار الإحراق، هو الذي ينزع عنها ذلك إن شاء :
📖{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء: 69

💫💫💫💫💫

🖌 الأنبياء وورثتهم من العلماء ليسوا على درجة واحدة في الفهم:
📖{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 79]

🖌وأيضا في هذه الآية منهج في مراعاة أختيار عبارات التفضيل بحيث لا تدل على النقص في الطرف الثاني :
📖{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ثم قال سبحانه :
📖{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}.

💫💫💫💫💫

📖{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} الأنبياء - 80

🖌هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب

🏻 القرطبي .
💫💫💫💫💫

🖌أعلى مقامات البث والشكوى هو البث والشكوى لمن يغيث اللهفات، ويفرّج الكربات :
📖{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء: 83]،
فجمع أيوب عليه السلام بين الدعاء بالحال ، والتضرع بأسماء الله وصفاته،
وفيه: مراعاة اختيار اسم من أسماء الله مناسبا للحال التي عليها الإنسان.

💫💫💫💫💫

🖌وصف الله الأنبياء الكرام بعدة صفات، فقال:
📖{وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } [الأنبياء: 73]،
📖{إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}
الأنبياء: 75
📖{كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء: 85]،
📖{إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
[الأنبياء: 86]
📖{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء: 87
📖 {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]
🖌والسؤال: ما نصيبنا من التحلي بهذه الصفات التي مدح بها الله خاصة أوليائه؟

💫💫💫💫💫
📖(.. أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )الأنبياء : 87
🖌دعوة ذي النوي عليه السلام ، ليست خاصة به، كما دلّ على ذلك صريح القرآن والسنة:
📖{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الأنبياء: 88
🖌فأين المكروبون عن هذه الدعوة العظيمة ، التي جمعت ثناء على الله، وتضرعاً، واعترافاً بالذنب والتقصير ؟

💫💫💫💫💫

📖{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }(سورة الأنبياء - 89)

🖌كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه - مع عظيم علمهم به - فهذا زكريا لهج بالدعاء ونادى: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا)، فاستجيب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) (آل عمران: 40)، .. 🖌فلله ما أعظم إحسان ربنا! وما أوسع كرمه! فاللهم بلغنا -برحمتك- فوق ما نرجو فيك ونؤمل .

🏻 إبراهيم الأزرق

 


📖{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [الأنبياء: 90]
🖌قال الأئمة: ينبغي للإنسان أن يجتهد في الدعاء بأن يصلح الله له زوجه، فإن ذلك من أعظم أسباب الإعانة على الخير.

💫💫💫💫💫

📖{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } الأنبياء: 90
🖌 لم يكن الأنبياء يفعلون الخير فحسب، بل كانوا يسارعون في ذلك .
💫💫💫💫💫

🖌من كمال العبودية أن ترى الإنسان ملازماً للدعاء في جميع أحواله: 📖{وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}الأنبياء: 90

💫💫💫💫💫

📖{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }(سورة الأنبياء - 101)

🖌إذا تأملت قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)، وأضفت له قوله تعالى:
📖(لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) (الحديد: 10)،
🖌تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعًا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى.

🏻 ابن حزم، المحلى

💫💫💫💫

🖌 لو كنتَ تسكن في أرقى الفنادق العالمية ، ولكن صوت ينغّص عليك ، فإنك بلا ريب لن تتهنأ بذلك المنزل ، ولهذا كانت المنة من الله على أهل الجنة أنهم لا يتأذون بأي صوت من أًصوات أهل النار:
📖{لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ }
[الأنبياء: 102].

💫💫💫💫💫

🖌هذا وعدٌ إلهي لا يتخلف:
📖{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
[الأنبياء: 105]
المهم ألا تتخلف أنت عن ركب الصالحين.

🖌 و كيف ييأس ويقنط من يتلو هذه الآية، مهما حدث من النكسات الطارئة ؟

🖌ولولا الهزائم لما استبشرنا بالنصر.

🏻 أ.د. ناصر العمر
💫💫💫💫💫

📖 {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]
🖌فهو رحمة ليس للإنس فقط، ولا للجن فقط ، بل حتى للحيوانات ، بل والجمادات ،
فصلوات الله وسلامه عليه.

 

[ سورة الحج ]

🖌 افتتاح سورة الحج بهذا المطلع:
📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]
🖌يشير – والله أعلم – إلى أن ثمة تشابهاً بين أحوال الناس في الحج مع مواقفهم يوم القيامة – مع البون الشاسع –
🖌وأن المنجي من أهوال ذلك اليوم هو التقوى التي أمر الله بها، و بالتزود بها .

💫💫💫💫💫

🖌أقوى علاقة عاطفية في الدنيا هي علاقة الأم بولدها ،
فكيف بها في حال الإرضاع؟
ومع هذا فقد بلغ من هول ذلك اليوم أن تذهل عن الرضيع الذي بين يديها:
📖{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [الحج: 2].

💫💫💫💫💫

🖌 المجادلة بغير علم، هي طريق لاتباع الشياطين:
📖{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

💫💫💫💫💫

📖{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]
🖌يا الله!
ثياب من نار مفصّلةٌ عليهم ليستوعبه العذاب ، وليس هذا فحسب، بل:
📖{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ }
🖌فهذا العذاب الذي يصب من فوق رؤسهم، فيتسرب أثره إلى الداخل؛ لينصهر ما في بطنه وجلده!!
رحماك ربنا،
وهذا غير ما جاء في
آية سورة محمد:
📖{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]،
🖌فهذا سقيٌ آخر،
وليس هذا فحسب،
بل:
📖{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
[الحج: 19 - 22]
🖌قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: إذا رفع لهب النار إلى أعلى النار، وطمعوا في الخروج ضربوا بمقامع من حديد، فيعودون إلى أسفل سافلين!

💫💫💫💫💫

📖{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]
🖌هذه من صفات أهل الجنة،
فاللهم اجعلنا ممن هدوا إلى طيب القول في الدنيا،
فسمِعَ طيب القول عند الموت والآخرة.

💫💫💫💫💫

🖌 لعظمة الحرم عند الله، فإن مجرد الهم بالإلحاد فيه موجب لعقوبة الله العظيمة:
📖{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ } [الحج: 25].

💫💫💫💫💫

📖(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) 26
🖌خدمة البيت الحرام وخدمة عُمَّاره من أعظم الطاعات، والتطهير هنا يعم الحسي والمعنوي، فالعمل في ذلك من أشرف الأعمال؛ فتنبه أيها المؤمن أن تقوم بما يضاد ذلك.

🏻 اللجنة العلمية بمركز تدبر

💫💫💫💫💫

📖{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }(سورة الحج - 27)

🖌على العبد أن يفعل الأسباب التي يستطيعها، ثم يترك ما وراء ذلك للقادر الكبير المتعال.
🏻 د.سلمان العودة،
💫💫💫💫💫

📖(يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)
🖌في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة، وهي أن الله- تعالى- شرط في الحج الاستطاعة ولابد من السفر إليه لغالب الناس فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، فقَّدم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم؛ لأن نفوس الركبان تزدريهم.

🏻ابن القيم، بدائع الفوائد
💫💫💫💫💫

📖(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
🖌إنها إحدى صور عظمة الحج؛ فلا تجد مشهدًا يجمع الناس من كل جنسية وبلد، كما يكون في الحج، إنه مشهد يطلعك على عظمة هذا الدين، وعمقه في الأرض بما لا يشهده دين آخر.

🏻المصدر / د. محمد الربيعة

💫💫💫💫💫

📖{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]
🖌🎁وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم
سورة الحج

🖌ليس من منهجي في هذه الوقفات أن أنقل أي نص، لأني أكتب مباشرةً،
إلا في هذا الموضع فإنني محتاج إلى نقل نص نفيس يذكره ابن تيمية في بيان موضوع سورة الحج،
🖌قال عنها ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كلاماً عجيباً، وهذا نصّه:
🔹"سورة الحج فيها مكي ومدني، وليلي ونهاري، وسفري وحضري، وشتائي وصيفي؛
🔸وتضمنت منازل المسير إلى الله،
بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها.
🔹ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة: الأعمى والمريض والقاسي والمخبت الحي المطمئن إلى الله.
🔸وفيها من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو بين لمن تدبره
وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها توحيدا وصلاة وزكاة وحجا وصياما
قد تضمن ذلك كله قوله تعالى
📖{يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.

💫💫💫💫💫

🖌 افتتاح سورة الحج بهذا المطلع:
📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]
🖌يشير – والله أعلم – إلى أن ثمة تشابهاً بين أحوال الناس في الحج مع مواقفه م يوم القيامة – مع البون الشاسع –
🖌وأن المنجي من أهوال ذلك اليوم هو التقوى التي أمر الله بها،
وهي التي أمر الله بالتزود بها في قوله: 📖{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].
رد مع اقتباس


🖌أقوى علاقة عاطفية في الدنيا هي علاقة الأم بولدها،
فكيف بها في حال الإرضاع؟
ومع هذا فقد بلغ من هول ذلك اليوم أن تذهل عن الرضيع الذي بين يديها:
📖{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [الحج: 2].

🖌 المعروف في لغة العرب أن الوصف المختص بالأنثى لا تلحقه تاء التأنيث، كالحامل والمرضع ونحوهما،
فما بالها لحقت (المرضع) هنا؟
قال بعض أهل العلم: إنها إذا لحقت التاء فهو يعني أنها مشتغلة بالإرضاع.

💫💫💫💫💫

🖌 المجادلة بغير علمٍ، ولا هدى، هي طريق مشرعة لاتباع الشياطين:
📖{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

قال تعالى :
📖{ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }(سورة الحج - 4)
💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }(سورة الحج - 11)

🖌يا هذا! اعبد الله لما أراده منك لا لمرادك منه

🏻 ابن رجب، كلمة الإخلاص 39

💫💫💫💫💫

🖌 سئل بعض العلماء هل تجد في القرآن شاهدًا على المثل السائر: «من أعان ظالما سلط عليه»؟
فقال نعم، هو قوله تعالى:
📖(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ).
🏻 السيوطي، الإتقان في علوم القرآن

💫💫💫💫💫

📖 {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج: 18]
🖌تكررت (كثير) فهل هذا تناقض؟
معاذ الله! فإن (كثير)
لا تفيد الأكثر، بل تفيد أن العدد كثير ،
كما قلتُ : سكان دولة كذا عشرة ملايين،
وسكان دولة كذا 50 مليون،
فالأولى كثيرة،
ولكنها ليست أكثر بالنسبة للدولة الثانية.

💫💫💫💫💫

📖{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]
🖌يا الله!
ثياب من نار مفصّلةٌ عليهم ليستوعبه العذاب،
وليس هذا فحسب، بل:
📖{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ }
🖌فهذا العذاب الذي يصب من فوق رؤسهم، فيتسرب أثره إلى الداخل؛ لينصهر ما في بطنه وجلده!!
رحماك ربنا،
وهذا غير ما جاء في آية سورة محمد:
📖{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]،
🖌فهذا سقيٌ آخر،
وليس هذا فحسب،
بل:
📖{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
[الحج: 19 - 22]
🖌قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: إذا رفع لهب النار إلى أعلى النار، وطمعوا في الخروج ضربوا بمقامع من حديد، فيعودون إلى أسفل سافلين!

💫💫💫💫💫

📖{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]
🖌هذه من صفات أهل الجنة،
فاللهم اجعلنا ممن هدوا إلى طيب القول في الدنيا،
فسمِعَ طيب القول عند الموت والآخرة.

💫💫💫💫💫

🖌 لعظمة الحرم عند الله، فإن مجرد الهم بالإلحاد فيه موجب لعقوبة الله العظيمة:
📖{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ } [الحج: 25].

💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }(سورة الحج - 26)

📖(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
🖌خدمة البيت الحرام وخدمة عُمَّاره من أعظم الطاعات، والتطهير هنا يعم الحسي والمعنوي، فالعمل في ذلك من أشرف الأعمال؛ فتنبه أيها المؤمن أن تقوم بما يضاد ذلك.

🏻 اللجنة العلمية بمركز تدبر

💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }(سورة الحج - 27)

🖌على العبد أن يفعل الأسباب التي يستطيعها، ثم يترك ما وراء ذلك للقادر الكبير المتعال.

🏻 د.سلمان العودة، مستفادة من (رسائل إلى الحجيج

📖(يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)
🖌في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة، وهي أن الله- تعالى- شرط في الحج الاستطاعة ولابد من السفر إليه لغالب الناس فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، فقَّدم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم؛ لأن نفوس الركبان تزدريهم.

🏻ابن القيم، بدائع الفوائد

 



📖(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
🖌إنها إحدى صور عظمة الحج؛ فلا تجد مشهدًا يجمع الناس من كل جنسية وبلد، كما يكون في الحج، إنه مشهد يطلعك على عظمة هذا الدين، وعمقه في الأرض بما لا يشهده دين آخر.

🏻المصدر / د. محمد الربيعة

💫💫💫💫💫

📖{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]
🖌لم يحددها الله تعالى؛ لكثرتها وتنوعها ديناً ودنيا.

💫💫💫💫💫

🖌تربية القرآن للحُجّاج على حسن العلاقات الاجتماعية: 📖{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [الحج: 28].

💫💫💫💫💫

📖{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ } [الحج: 29] 🖌فيها إشارة إلى أن التنعم الزائد والترف الظاهر ليس من شأن الحاج.

💫💫💫💫💫

🖌من أعظم علامات أهل الإيمان: 📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
🖌وتعظيم الحرمات والشعائر ليس خاصاً بالحج فقط، بل هو عام لكل أوامر الله وحرماته.

💫💫💫💫💫

🖌 لكل أمة مناسك خاصة في الحج، وقد تشترك في بعض الأصول:
📖{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج: 34]،
🖌وقال في الآية التي في آخر السورة: 📖{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67].

💫💫💫💫💫

🖌إذا سألك أحدٌ عن حقيقة الإخبات،
فلا تكلف نفسك تعريفاً علمياً،
بل اقرا هذه الآية: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: 34، 35]،
🖌وسيأتي ذكر للإخبات بعد قليل، والإخبات حاضر في هذه السورة،
والظاهر – والله أعلم – لما للعبادة الصحيحة من أثر في كسر القلب، وتعليقه بالله.

💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(سورة الحج - 36)

🖌حج سعيد بن المسيب، وحج معه ابن حرملة، فاشترى سعيد كبشا فضحى به، واشترى ابن حرملة بدنة بستة دنانير فنحرها، فقال له سعيد: أما كان لك فينا أسوة، فقال: إني سمعت الله يقول: 📖(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) فأحببت أن آخذ الخير من حيث دلني الله عليه، فأعجب ذلك ابن المسيب منه، وجعل يحدث بها عنه.

🏻 السيوطي , الدر المنثور في التفسير بالمأثور

💫💫💫💫💫

🖌هذه هي الغاية من المناسك – ومنها الأضاحي -:
📖{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

💫💫💫💫💫

🖌شروط النصر على الأعداء ، والتمكين في الأرض أربعة، جمعها الله في هذه الآية:
📖{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40، 41]
🖌فدقق في واقع المسلمين تجد جواباً شافياً عن سبب تخلف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم.

💫💫💫💫💫

🖌من أمثال القرآن:
📖{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].


💫💫💫💫💫

🖌كيف ييأيس مؤمن فضلاً عن خاصة المؤمنين من الدعاة،
وهم يقرأون قوله تعالى:
📖{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47].

💫💫💫💫💫

🖌هذه أربع ثمرات من ثمار تدبر القرآن، والعيش معه:
📖{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الحج: 54].

💫💫💫💫💫

🖌سنة من سنن الله الكونية:
📖{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]
🖌وقد استخدمها ابن تيمية في أيام قتال التتار،
وكان يقسم بالله بأن الله ناصر أهل الإسلام ويردد هذه الآية ..
رحم الله ابن تيمية،
فلقد كان القرآن حاضراً معه في الرخاء، وأنّى له أن يحضر معه لولا أنه عاش معه في الرخاء.

 


🖌هذا الموضع الوحيد في القرآن الذي تتابعت فيه سبع آيات كلها تختم باسمين من أسماء الله الحسنى:
{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }[الحج: 59 - 65].

💫💫💫💫💫

🖌ما أعظم الفرق بين الفريقين:
📖{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} [الحج: 72]
🖌وأما أهل الله فقد قال فيهم:
📖{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].

💫💫💫💫💫

📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73]
🖌هل أنت إذا قرأت هذا المثل تمتثل أمر الله في الاستماع الذي تفهم معه هذا المثل؟
فإن ربك يقول:
📖{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]
، ويقول:
📖{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر: 21].

💫💫💫💫💫

🖌النبوة محض اصطفاء، ولا ينفع معها جد ولا اجتهاد: 📖{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } [الحج: 75] 🔸ولا أنسى ههنا كلمةً لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ حين قال معبراً عن علوّ همته:
والله لو أن النبوة تدرك بالجد والاجتهاد، لاجتهدتُ لنيلها!
وأقول: لنجتهد في السير والتاسي بالطريقة النبوية.

💫💫💫💫💫

🖌هذا هو أشرف اسم لنا:
📖{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78]
فلماذا يصر البعض على الانتساب للجماعة الفلانية؟ والحزب الفلاني؟
ألا يكفي أن نكون مسلمين وكفى؟

لكثرتها وتنوعها ديناً ودنيا.

💫💫💫💫💫

🖌من أعظم علامات أهل الإيمان: 📖{وَمَنْ 8يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
🖌وتعظيم الحرمات والشعائر ليس خاصاً بالحج فقط، بل هو عام لكل أوامر الله وحرماته.

💫💫💫💫💫

🖌 لكل أمة مناسك خاصة في الحج، وقد تشترك في بعض الأصول:
📖{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج: 34]،
🖌وقال في الآية التي في آخر السورة: 📖{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67].

💫💫💫💫💫

🖌إذا سألك أحدٌ عن حقيقة الإخبات،
فلا تكلف نفسك تعريفاً علمياً،
بل اقرا هذه الآية: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: 34، 35]،
🖌وسيأتي ذكر للإخبات بعد قليل، والإخبات حاضر في هذه السورة،
والظاهر – والله أعلم – لما للعبادة الصحيحة من أثر في كسر القلب، وتعليقه بالله.

💫💫💫💫

🖌هذه هي الغاية من المناسك – ومنها الأضاحي -:
📖{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

💫💫💫💫💫

🖌شروط النصر على الأعداء ، والتمكين في الأرض أربعة، جمعها الله في هذه الآية:
📖{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40، 41]
🖌فدقق في واقع المسلمين تجد جواباً شافياً عن سبب تخلف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم.

 


🖌كيف ييأيس مؤمن فضلاً عن خاصة المؤمنين من الدعاة،
وهم يقرأون قوله تعالى:
📖{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47].

💫💫💫💫💫

🖌سنة من سنن الله الكونية:
📖{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]
🖌وقد استخدمها ابن تيمية في أيام قتال التتار ،
وكان يقسم بالله بأن الله ناصر أهل الإسلام ويردد هذه الآية ..
رحم الله ابن تيمية،

💫💫💫💫💫

🖌ما أعظم الفرق بين الفريقين:
📖{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} [الحج: 72]
🖌وأما أهل الله فقد قال فيهم:
📖{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].

💫💫💫💫💫
🖌النبوة محض اصطفاء، ولا ينفع معها جد ولا اجتهاد: 📖{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } [الحج: 75] 🔸ولا أنسى ههنا كلمةً لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ حين قال معبراً عن علوّ همته:
والله لو أن النبوة تدرك بالجد والاجتهاد، لاجتهدتُ لنيلها!
وأقول: لنجتهد في السير والتاسي بالطريقة النبوية.

💫💫💫💫💫

🖌هذا هو أشرف اسم لنا:
📖{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78]
فلماذا يصر البعض على الانتساب للجماعة الفلانية؟ والحزب الفلاني؟
ألا يكفي أن نكون مسلمين وكفى؟

والله أعلم وأحكم
💫💫💫💫💫

الجزء_السابع_عشر   خالد ابو شادي جعلناه_نورا

1. (اقترب للناس حسابهم): احذر .. الموت يقترب والغفلة كما هي.

2. (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم): أي شرفكم وعزكم، يعلِّمنا الله أن العز الحقيقي بالقرآن والإيمان لا بالأموال والتطاول في البنيان والعمران.

3. ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ) بقدر عنايتك بالقرآن تزداد عزا وشرفا عند الله وعند الناس.

4. ﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ﴾: الحق قذيفة تمزق الباطل وتُجهِز عليه، بشرط أن يكون الحق حقا كاملا، والباطل باطلا كاملا.

5. (قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ( ذكر ربهم ) معرضون): ذكر الله هو الذي يحفظك، ومن أعرض عن الذكر فقد نزع حماية الله عنه.

6. (مسني الضر): تعلم أدب الطلب وفن الخطاب، وكأنه قال لربه: علمه بحالي يغنيه عن سؤالي.

7. ﴿ أني مسّني الضر ﴾ ؛ فنسب الضر والمرض للمجهول تأدباً مع الله، ولما أراد الخير نسبه إلى رحمة الله: ﴿ وأنت أرحم الرٰحمين﴾.

8. ﴿أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾ : قال ابن القيم: جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه، ووجود طعم المحبة في المتملق له، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه، وشدة حاجته وهو فقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه، وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره.

9. قال النبي ﷺ : «ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرِّج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» . صحيح الجامع رقم: 2605

10. (فنادى في الظلمات): في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، ومع هذا: (فاستجبنا له).. لا مستحيل مع الله!

11. (وكذلك ننجي المؤمنين): ليست ليونس وحده، بل لكل مؤمن دعا بدعاء يونس، وافتقر افتقار يونس، ليس الدعاء كلاما باللسان بل حالا بالجَنان.

12. ( لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) صحّ عن حذيفة -رضي الله عنه- موقوفاً عليه: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق .

13. قال الله عن أهل الجنة: (ﻻ يسمعون حسيسها): فلا كدر للمؤمن في الجنة بأدنى صوت، فالجنة انتهاء الألم وانتهاء الحزن وانتهاء الهم ووانتهاء كل ما يمس راحتك.

14.وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً: قال ابن زيد: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون.

15. البلاء ليس بالضرورة أن يكون شرا، فالبلاء امتحان، فإن نجحت فيه كان خيرا، وإن لم تنجح كان شرا، ولما نجح إبراهيم في الامتحان كافأه الله بالإمامة: {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [البقرة: 124]

16.﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾: قال قتادة: إن الكافر قد صُمَّ عن كتاب الله لا يسمعه، ولا ينتفع به، ولا يعقله، كما يسمعه المؤمن وأهل الإيمان.

17.(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة): قال القرطبي: «أي زيادة، لأنه دعا في إسحاق، وزيد يعقوب من غير دعاء، فكان ذلك نافلة، أي زيادة على ما سأل»، فاصدق مع الله في الطلب، وسيعطيك فوق ما تمنيت.

18. (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ): كان بعض الصالحين يدعو: يا مُعلِّم إبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني.

19.﴿وذِكْرى للْعابِدينَ﴾: لم خص العابدين بالذكر؟! قال ابن كثير: «وجعلناه في ذلك قدوة، لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا، وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك».

20. ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾: قال القرطبي: «ابتليناه ليعظم ثوابه غدا، ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾ أي وتذكيرا للعباد، لأنهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له -وهو أفضل أهل زمانه- وطَّنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيها لهم على إدامة العبادة، واحتمال الضرر».

21. ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾: قال السعدي: «والحكمة في دخول الأصنام النار، وهي جماد لا تعقل، وليس عليها ذنب، بيان كذب من اتخذها آلهة، وليزداد عذابهم».

22. ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾: المؤمنون غدا في أمان وبلا أحزان! قال ابن عباس: الفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث، وقال الحسن: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار، وقال سعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها، وذُبِحَ الموت بين الجنة والنار.

23. عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله ﷺخطيبا بموعظة، فقال: «يا أيها الناس .. إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا، {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104]».
 
 
     
 



24. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ قال: «تمت الرحمة لمن آمن به في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به عوفي مما أصاب الأمم قبله».

25.﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر﴾: أتاك الذكر دون أن تتعب في الوصول إليه، وصلك وأنت متكئ على سريرك، أو مستريح على أريكتك، مع أنه الذي ينبغي أن يؤتى، وتُقطَع إليه المسافات، فأي تدليل وأي عناية؟!.

26. ﴿ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: طلبوا منك آية كونية كالتي جاء بها الأنبياء الذين سبقوك، ولما لم يؤمن بها أقوامهم أهلكناهم، ولو أعطيناك نفس الآيات ولم يؤمن بها قومك لأهلكناهم كما أهلكنا السابقين، لذا اقتضت حكمتنا ورحمتنا أن نمنع عنهم ما طلبوه، وإلا هلكوا.

27. (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: للإنكار أي أن الكافرين من أمتك- يا محمد- لن يؤمنوا بالخوارق التي طلبوها متى جاءتهم؛ لأنهم لا يقلون عتوا وعنادا عن الذين سبقوهم، فأهلكهم الله.

28.﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾: الباطل يحمل بذور فنائه! قال الآلوسي: «وفي (إذا) الفجائية، والجملة الاسمية: ﴿هُوَ زَاهِقٌ﴾ من الدلالة على كمال المسارعة في الذهاب والبطلان ما لا يخفى، فكأنه زاهق من الأصل».

29. ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾: قال القرطبي: «نزلت حين قالوا: نتربص بمحمد ريب المنون، وذلك أن المشركين كانوا يدفعون نبوته ويقولون: شاعر نتربص به ريب المنون، ولعله يموت كما مات شاعر بنى فلان، فقال الله تعالى: قد مات الأنبياء قبلك يا محمد، وتولى الله دينه بالنصر والحياطة، فهكذا نحفظ دينك وشرعك».

30. ﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ﴾: للإنكار والنفي، ورحم الله الإمام الشافعى حيث قال:

تمنى أناس أن أموت، وإن أمُتْ ... فتلك سبيلٌ لستُ فيها بأوحَدِ

فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى ... تهيَّأ لأخرى مثلها، وكأن قد

31.﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾: قال سيد قطب: «إن الابتلاء بالخير أشد وطأة، فكثيرون يصمدون أمام الابتلاء بالشر، ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير.

كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف، وقليلون هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة.

كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان، فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل. وقليلون هم الذين يصبرون على الثراء ومغرياته وما يثيره من أطماع.

كثيرون يصبرون على الكفاح والجراح، وقليلون هم الذين يصبرون على الدعة، ولا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال».

32. ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾: لما ذكر الله المستهزئين برسوله ﷺ وقَع في نفوس الصحابة سرعة انتقام الله من المستهزئين، فأخبرهم بسنته في الإمهال، وأنه سيريهم آيات انتقامه وعلامات اقتداره على من خالف أمره وعصاه.

33. ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: قال القرطبي: «يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في كفة.

وقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله».

34. أتى جبريل- عليه السلام- إلى إبراهيم، فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى الله فنعم!!

35.﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾: قال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه.

36. قال ابنُ عطاء: وكنْ أَيُّها الأَخْ إبراهيميّاً إذْ زُجَّ به في المنجنيق، فتعرَّض له جبريل فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وأما إلى ربي، فبلى، قال: فَاسْأَلْهُ. قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي!

فانظرْ كيف رفع هِمَّتَهُ عن الخلق، ووجَّهَهَا إلى الملك الحقِّ، فلم يستغث بجبريل، ولا احتال على السؤال، بل رأى رَبَّهُ تعالى أقربَ إليه من جبريل ومن سؤاله، فلذلك سَلَّمَهُ من نمرودَ ونكاله، وأنعم عليه بنواله وأفضاله.

37. ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾: ذكر المفسِّرون رجلين دخلا على داود، أحدهما صاحب زرع، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الزرع لداود: إن غنم هذا قد نفشت في حرثي، فلم تُبقِ منه شيئا، فحكم داود لصاحب الزرع أن يأخذ غنم خصمه في مقابل إتلافها لزرعه، ثم التقيا بسليمان- عليه السلام- فأخبراه بحكم أبيه، فدخل سليمان على أبيه فقال له: يا نبي الله، إن القضاء غير ما قضيت، ادفع الغنم إلى صاحب الزرع لينتفع بها، وادفع الزرع إلى صاحب الغنم ليقوم عليها حتى يعود كما كان، ثم يعيد كل منهما إلى صاحبه ما تحت يده، فيأخذ صاحب الزرع زرعه، وصاحب الغنم غنمه، فقال داود: القضاء ما قضيت يا سليمان.

38.﴿ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ﴾: هو صاحب الحكم الأنسب في هذه القضية؛ لأن داود اتجه في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث، وهذا عدل فحسب.

أما حكم سليمان فقد تضمن مع العدل البناء والتعمير، وهذا هو العدل الإيجابى في صورته الهادفة البانية.

 



39. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾: مرَّ النبي ﷺ على أبي موسى الأشعري، وهو يتلو القرآن من الليل، فوقف واستمع إليه وقال: « لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود»، وفي رواية:

«أما إِنِّي لو عَلِمْتُ بِمَكانِك لَحَبَّرْتُهُ لك تحبيرًا».

والتحبير: التحسين والتزيين، وفي هذا جواز تحسين الصوت وتجويد التلاوة لأجل انتفاع السامعين.

40. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾: قال صاحب الكشاف: «فإن قلتَ: لم قدَّم الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز، لأنها جماد، والطير حيوان، إلا أنه غير ناطق، رُوِيَ أنه كان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار».

41.قال صاحب الكشاف: «ألطف- أيوب- في السؤال، حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة، وذكر ربه بغاية الرحمة، ولم يصرح بالمطلوب. ويحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت: يا أمير المؤمنين، مشت جرذان- أى فئران- بيتي على العصى!! فقال لها: ألطفت في السؤال، لا جرم لأجعلنها تثب وثب الفهود، وملأ بيتها حبا» .

42. (وذكر للعابدين): وخص- سبحانه- العابدين بالذكرى، لأنهم أكثر الناس بلاء وامتحانا. ففي الحديث الشريف: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل» .

وفي حديث آخر: «يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه».

43. ﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾:

الكل سيرجع إلى الله تعالى ليجازيه بما يستحق يوم القيامة، وقد نفت الآية عن الأذهان ما قد يتبادر من أن هلاك الكافرين بالعذاب في الدنيا، قد ينجيهم من عقاب يوم القيامة.

44. ﴿وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾: وفي إلقاء أصنامهم معهم في النار مع أنها لا تعقل، زيادة في حسرتهم وتبكيتهم، حيث رأوا بأعينهم مصير ما كانوا يتوهمون من ورائه المنفعة، فهو عذاب نفسي مع العذاب البدني الحسي.

45.﴿وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ﴾: أي وهم في جهنم لا يسمعون ما يريحهم، وإنما يسمعون ما فيه توبيخهم وعذابهم.

46. ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾: أخرج مسلم وأبو داودوالترمذي عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زويَ لي منها».

47. (وتتلقاهم الملائكة): حفل استقبال ملائكي يليق بأهل الجنة، جاري الإعداد له من الآن!

48.﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر﴾: تنمحي كلمة الحزن من قاموس أهل الجنة ابتداء من يوم القيامة ووصولا إلى حياة الأبد في الجنة.

49. ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾:

قال ابن القيم:

«عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته.

أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.

وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عُجِّل قتلهم وموتهم خير لهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة.

وأما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته.

وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الايمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها وجريان أحكام المسلمين عليهم.

وأما الأمم النائية عنه: فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض، فأصاب كل العالمين النفع برسالته».

50.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾: بدأت سورة الحج بذكر يوم القيامة؛ لأن الحج هو أشبه مشاهد الدنيا بيوم الحشر.

51. ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾:

قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قيل مُرْضِعَةٍ دون مرضع؟ قلت: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبى، والمرضع: التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فقيل: مرضعة، ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه، وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة عن إرضاعها».

52.﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾: هناك ارتباط عكسي بين العلم والجدال، كلما قل (العلم) زاد (الجدال).

53.﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف...خسر الدنيا والآخرة﴾: حرف: أي على حال واحدة، فإذا تغيَّرت ترك ما كان عليه من عبادة ربه.

54.﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾: قال ابن القيم: «إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل».

55. ﴿كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها﴾: قرأها الفضيل بن عياض فبكى، وقال: «والله ما طمعوا في الخروج، وإن الأيدي لموثوقة، والأرجل لمقيدة، وكلما رفعهم لهيبها يصيرون في أعلاها، فردَّدهم الزبانية بمقامع من حديد إلى أسفلها»


56.﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً﴾: رجالا أي على أقدامهم، بمعنى مشاة، وليس المراد الذكور. قال ابن عباس: «ما آسى على شيء فاتني إلا أن لا أكون حججت ماشيا، فإني سمعت الله يقول: ﴿يأتوك رجالا﴾».

57.﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾: ومن شعائر الله: المصحف، فلا تضعه على الأرض، ولا خلف ظهرك، ولا تضع فوقه كتابا، ولا تضع فيه ورقة هامة، فليس أهم منه.

58. ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾: ليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام؛ بل المعنى: سقطت جنوبها بعد نحرها أي الإبل.

59.﴿وأطعموا القانع﴾: وهو الفقير المتعفف الذي لا يُعلَم حاله، فمن أعمال الاتقياء البحث عن الفقراء.

60. ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾: الله معك بقدر إيمانك، فالإيمان صمام أمان.

61.﴿ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ﴾: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳدافع ﺍﻟﻠﻪ عنك، فما مصير من يعاديك؟!

62. ﴿مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾: قال ابن جزي: «نزلت في قوم من الأعراب، كان أحدهم إذا أسلم فاتفق له ما يعجبه في ماله وولده قال: هذا دين حسن، وإن اتفق له خلاف ذلك تشاءم به، وارتدّ عن الإسلام».

63. ﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾: قال ابن جزي: «فيها إشكالان: الأول كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضرّها أقرب من نفعها، فنفى الضرّ ثم أثبته، فالجواب: أن الضر المنفي أولا يراد به ما يكون من فعلها وهي لا تفعل شيئا، والضر الثاني: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره».

64. ﴿والشمس والقمر والنجوم﴾: لم ذكر هذه الثلاثةا؟! قال ابن كثير: «إنما ذكر هذه على التنصيص؛ لأنها قد عبدت من دون الله، فبيَّن أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخرة»

.>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

 

 
 
(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة..)
بشارةٌ للمظلوم
ووعيد للظالم


قال النبي ﷺ : "دعوة ذا النون ؛
﴿ لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ ، فإنه لم يدعو بها مسلم ربّه في شيء قط إلّا استجاب له
‏‎

( وَنَضَعُ ٱلمَوَٰزِينَ ٱلقِسطَ لِيَوۡمِ ٱلقِيَٰمَةِ فَلَا تُظلَمُ نَفسٞ شَيئاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَينَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ )
لنجاتك زن أفعال و أقوالك قبل أن توزن عليك !!

﴿ قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ ﴾
عن أبي العالية قال :
لو لم يقل الله: (وسلاما) لكان بردها أشد عليه من حرها،
ولو لم يقل: (على إبراهيم) لكان بردها باقيا إلى الأبد.



(كُلَّمَآ أَرَادُوٓا۟ أَن يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا۟ فِيهَا وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ)
(وذوقوا عذاب النار): ومعنى الكلام: أنهم يهانون بالعذاب قولاً وفعلاً.
ابن كثير


‏‎
«و إذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا...»
تجد هذه الآية واقعا في حياتنا في المناظرات و المقاطع مع أهل الريب و الإلحاد مع بعض الفضلاء، حقا ترى في وجوههم الحنق و الحقد و الغل على الإسلام و أهله.

﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴾
قال السعدي:
خص المتقين بالذكر؛
لأنهم المنتفعون بذلك علماً وعملاً.

‏‎
«يا أيها الذين ءامنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون»
ما تركت هذه الآية لنا بابا من أبواب الخير و لا وجها من وجوه البر إلا ذكرته
طاعة و عبادة و صلاة و نسكا و صدقة و زكاة و أمرا بالمعروف و نهيا عن المنكر ثم ختمت و افعلوا الخير مع أين كان

‏‎
( ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ )
قف أمام هذا الإنذار و راجع حساباتك قبل يوم حسابك ، فلا تغرك الدنيا و لا تنسى الأخرة .

(اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
كل يوم تزداد هذه الآية تحقُّقًا وتنبيهًا للعقلاء، وإلهابًا لعزائمهم
فاستعدَّ للحساب؛ فإن الدنيا إلى ذهاب، والآخرة على اقتراب، وكل ما هو آتٍ قريب.
[تطبيق مصحف التدبر]

(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)
هذا هو طريق الدار الطيبة: ‎الجنة
فلا سبيل للوصول إليها إلا بالطيِّب من النيات والأقوال، والأعمال والأخلاق.
[تطبيق مصحف التدبر]


‏‎

سورة الأنبياء فيها:
وحدة الرسالات
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)
وحدانية المرسِل والرسالة(وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
وحدة المآل والمصير(كل نفس ذائقة الموت)(وإلينا تُرجعون)
وحدة سنة الابتلاء(ونبلوكم بالشر والخير فتنة)



‏‎ثلاثية أسباب النجاة يوم القيامة في سورة الأنبياء:
التوحيد والذكر والعبادة، بها يفيق الناس من غفلتهم قبل فوات الأوان.
تكرر الذكر فيها 12مرة والعبادة 11مرة
ومن سار على خطى الأنبياء فاز في الدنيا والآخرة وكان من الصالحين الذين يرثون الأرض

(أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)

عرف أيوب بالصبر
إبراهيم بقوة الحجة
يونس بالتسبيح
زكريا بالتضرع لله
سليمان وداوود بالعدل
بم نُعرف أنا وأنت عند الله ؟!

(الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
من صفات المُخبِتين :
الوجَل عند ذكر الله
وذلك يقتضي معرفتَهم بعظيم شأنه، واستشعارهم تقصيرَهم في جنبه، وبُعدهم عن العُجب بما هم عليه.
[تطبيق مصحف التدبر]

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلمَاتِ ﴾
حتى في بطن الحوت كان هناك أمل .
عجباً لمن يفقد الأمل في أبسط الأمور
ثقوا بمن يقول للشيء كن فيكون...!




تدبر الجزء السابع القرآن رمضان 1443
-
﴿فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾
في ظلمات بعضها فوق بعض،
كان هناك "الأمل"،
في شدة الظلام ينبثق النور،
أحسن الظن بخالقك،
فلن يخيب ظنك أبداً.



(كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)
إذا صبرتَ في ضرائك، وشكرت في نعمائك
ابتغاءَ مرضاة ربك
فأبشر بثواب الله لك عندما ترجع إليه
وتُوقف يوم المعاد بين يديه.
[تطبيق مصحف التدبر]

‏دعا أيوب عليه السلام ربه بأن يكشف عنه الضر،
فاستجاب الله دعائه
{فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}
بل وزاده بأن رد له مافقده من أهل وولد ومال{وآتيناه أهله}
بل وضاعف له{ومثلهم معهم}
كل ذلك{رحمة من عندنا}
إذا دعوت الله فثق بكرمه ورحمته،فهويعطيك أكثر مما ترجو

‏في سورة الأنبياء سلّم الله إبراهيم
﴿وسلاما﴾ ونجى نوحا ﴿فنجيناه﴾ وفهّم سليمان ﴿ففهمناهما) وعلّم داود ﴿وعلمناه﴾ وشفى أيوب ﴿فكشفنا﴾ وصبّر إسماعيل وإدريس وذا الكفل ﴿من الصابرين﴾ واستجاب ليونس ﴿فاستجبنا﴾ ووهب زكريا ﴿ووهبنا﴾، فارفع حاجتك للمُجيب ﷻ.

(يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
مَن أراد الاستعانةَ على تقوى الله تعالى
فليذكر الآخرة
فإن ذكرها يعين على تحقيق التقوى
ويحفظ النفس من التخلي عنها.
[تطبيق مصحف التدبر]

( يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ ) هل صورت لك هذه الآية عظم حال أهل النار وما ينتظرهم من عذاب ..
فشتان بين
( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) وبين (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ )


(اقْتربَ لِلنّاسِ حِسابُهُم)
قولان
١-أن هذه الأمة هي آخر الأمم، ورسولها آخر الرسل، وعلى أمته تقوم الساعة، فقد قرب الحساب منها بالنسبة لما قبلها من الأمم
٢-المراد بقرب الحساب الموت وأن من مات قامت قيامته، وأن هذا تعجب من كل غافل معرض، لايدري متى يفجأه الموت، صباحا أو مساء

(وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون)
حين تقهر الحجةُ السفهاءَ والجهلاء فإنهم يواجهونها بالسخرية والاستهزاء، فذاك سلاح العاطل عن الجواب والبرهان
ومنطق المتعالي عن التسليم والإذعان.
[تطبيق مصحف التدبر]



﴿ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين﴾
هذه تبعات النفحة فقط من عذاب الله، فكيف بدخول النار يومئذ!.
اللهم برحمتك أجرنا ووالدينا من النار

(هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم)
يا لَبؤسِ أهل النار!
حين لا ثيابَ لهم إلا من لهبها، ولا شراب إلا من حميمها
فهلا حذِرَ العاقل الطرقَ الموصلة إلى ذلك، حتى يسلمَ من تلك المهالك؟
[تطبيق مصحف التدبر]

( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ )
عبودية هشة يهيمن عليها الشك تذهب بها كلمة وتأتي بها أخرى ..
عبودية قابلة للكسر عند أي فتنة !
نسأل الله السلامة والعافية..

﴿ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم ﴾
إن كنت على الصراط المسقيم فلا تكترث من المقللين شأنك قالوا عن الخليل ( فتى ..) تجاهلوه تشفيّا وقال الله عنه ﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة﴾ دع عنك موازين الناس ولا تنشغل بها.


﴿لا يَسمَعونَ حَسيسَها وَهُم في مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدونَ﴾
يالله من نعيمهم لايسمعون حلهيب النار حتى لايتنكدون أو يخافون،يالله

(فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ)
الحسرة والاعتراف بظلمهم كان ديدنهم
حـتى اختفت أصواتهم فجأةً وخُمدت أرواحهم
وصارت كالرماد اجسادهم ..

"بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر "
من طال أملُه ساء عملُه،

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )
ناسب أن تتحدث سورة الحج في مطلعها عن أهوال القيامة والنجاة منها لما في الحج من مواقف هي أشبه بذلك اليوم وأقرب صورة لأحوال الناس فيها..



ناسب أن تتحدث سورة الحج في مطلعها عن أهوال القيامة والنجاة منها لما في الحج من مواقف هي أشبه بذلك اليوم وأقرب صورة لأحوال الناس فيها..

‏لأنه في شغل دائم وعمل دؤوب وطاعة خلف طاعة .. اختير لفظ السعي بعناية ولسبب .. وتنويها أيضا بفضل المبادرة وأجر المداومة على العبادة .. والله أعلم .


﴿ فلا كفران لسعيه ﴾
لأنه في شغل دائم وعمل دؤوب وطاعة خلف طاعة .. اختير لفظ السعي بعناية ولسبب .. وتنويها أيضا بفضل المبادرة وأجر المداومة على العبادة .. والله أعلم .


‏ليست هناك مرحلة يصل اليها الانسان يكون فيها مستغن عن الدعاء وسؤال الله
فهؤلاء انبياء الله وصلوا الى مرحلة النبوة والرسالة مع ذلك قال الله عنهم
( يدعوننا رغبا ورهبا)

(لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُترِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ ...)
وإذا وقع العذاب والهلاك ، لا يُجـدي الهرب ، ولن ينفع الندم ،
وتبقى عليهم حسرات ، لكل ظلمٍ فـات ...


﴿اقْترَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهمْ وهُم فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون﴾
بالذنوب غارقون..!
وعن الموت غافلون..! فإلى متى الغفلة؟
والله إنها آية تحكي واقعنا اليوم
‏‎

أُفتحت سورة الأنبياء بثلاث آفات قلبيه ( الغفلة ، الإعراض ، اللهو )
متى ما أصابت القلب أتلفته وكانت نتجيته الخسران المبين في الدنيا والآخرة ..
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً

﴿قُل إِنَّما أُنذِرُكُم بِالوَحيِ...﴾
القرآن أعظم واعظ للبشرية


‏‎(يا أيها الناس اتقوا ربكم)
افتتحت سورة الحج بنداء عالمي بالأمر بالتقوى
والتقوى محلّها القلوب وفي السورة حديث طويل عن القلوب وفريضة الحج تنطلق من القلب قبل أن تصل الأقدام إلى البيت الحرام..


‏‎«يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم*يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى...»
يا لعظيم أهوال الساعة و أشد أشراطها!
هذا بيان للناس و تنبيه لهم من غفلتهم
فهلا اتعظوا و اعتبروا،فهذا خطاب لعموم الناس و به ينزجروا.

‏[ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة..)
إياك أن تسقط و تعوج عن طريق الله عندما تصطدم بعقبات الطريق قم واستقم واكمل مسيرك..
الإبتلاءات إنما هي إشارات لتصحيح المسار وليس لتسقط وتنحرف..



(بلْ نَقْذِفُ بِالحقِّ على الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإِذا هُو زَاهِقٌ ولَكُمْ الْويْلُ مِمّا تَصفُونَ)
إن كانت معركتك مع أهل الباطل ﻷجلك أنت فلك أن تخاف، وإن كانت معركتك معهم ﻷجل الحق فإن حسبك الله /سعود الشريم





(وجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَتِهَا مُعۡرِضُونَ)
حقٌ عليك أن تتأمل وتتفكر في السماءالتي جعلها الله سقفًا بعظمةٍ وابداع لكل الارض بلا اعمدة ،سقفًا مستوٍ لا نتوء فيه ولا فتور
تأمل قليلًا سَتبقى طويلًا تتفكر
سبحان من خلق فأبدع
‏‎

(وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِينَ)
الكيد عمومًا اذاكان من البشر ..من مدلولاته الضعف وعدم القدرة على المواجهة ،
فكيف اذا كان الكيد من كافر على خليل الرحمٰن ..
عليهم الخزي و العار في الدنيا والخسران والهلاك في الآخرة

(ما آمنت قَبْلهُم مّن قريةٍ أهْلكناها ۖ أفَهُم يؤْمنون)
يقول ابن عاشور:
وإنما أمسك الله الآيات الخوارق عن مشركي مكة لأنه أراد استبقاءهم ليكون منهم مؤمنون وتكون ذرياتهم حملة هذا الدين، ولو أرسلت عليهم الآيات البينة لكانت سنة الله أن يعقبها عذاب الاستئصال للذين لايؤمنون بها

(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ )
والجدال لابد أن يصدر عن علمٍ وفقه ،وبالحسنى ،وباسلوبٍ مهذبٍ لـيّـن .
وبدون ذلك يكون الجدال، هـراء لا جدوى منه، وهذا ما يتمناه الشيطان ..

(وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)
ما أجمل غيث القرآن حين يتنزل على القلوب !! يكون كالماء العليل يحي بداخلنا تلك الروح فتزهر وتنبت كل خير ونفع وطيب ..

‏من كل خير سألوا الله أنبياء الله..
وكان هذا هو الجواب في كل دعاء :

(فاستجبنا له)
لماذا؟
إنهم كانوا يسارعون في الخيرات.
ويدعوننا رغبا ورهبا.
وكانوا لنا خاشعين.
فإذا أردت إستجابة دعائك فهذا سبيلك..



«و إذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا...»
تجد هذه الآية واقعا في حياتنا في المناظرات و المقاطع مع أهل الريب و الإلحاد مع بعض الفضلاء، حقا ترى في وجوههم الحنق و الحقد و الغل على الإسلام و أهله.

﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ﴾
ياقوم راقبوا تصرفاتكم ولاتظلموا أحداً،تخيلّوا أن مثل حبة الخردل هذه محاسبين عليها،يارب رحمتك.

( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ (ظَالِمَةً ))
لم يقل كافرة بل ظالمة !!
استحقت الهلاك لظلمها !
وهكذا الظلم يكون وبالًا على صاحبه يعجل الله له العقوبة في الدنيا فهل يعي الظالمون عظم هذا الذنب ؟؟!

(وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡيَةٖ كَانَتۡ ظَالِمَةٗ وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ)
حقٌ على كل ظالم أن يرتدع ،
فمدنٌ وقرى كاملةأهلكها القوي العزيز ، استأصلها استئصالًا لظلم أهلها فيها.
نسأل الله العافية.
‏‎

لا كرب مثل كرب يونس: الظلمات الثلاث والشعور بغضب الله والاختناق وعدم الحركة ثم "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" تشتت جميع كروبه!!



‏‎
(وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ )
وأرذل العمر رديـئـه ، لذا جاء في
الحديث الصحيح ، أنه كان من
دعاء الرسول ﷺ اللهم إني
أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمـر .

﴿فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم
الحميم﴾

قال سعيد بن جبير:
ثياب من نحاس مذاب،
وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حرا منه،
وسمي باسم الثياب لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب،
(نعوذ بالله من حال أهل النار)

﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون﴾
قال القرطبي:
ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله،
وطابت نفسه بالتوبة،
ولم يركن إلى الدنيا،
فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب،
وكل آت قريب،
والموت لا محالة آت،
وموت كل إنسان قيام ساعته،
‏‎

(وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ)
الشر والخير فتنة للعباد واختبار ، إلى أن يشاء الله ...

(وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ)
فإن وُفقت في الإبتلاء هذا من فضل الله ولك الأجر ..
وإن أخفقت وفشلت فلك الندم وعليك الخسران ..

[ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ]
هذه القاعدة التي أصلها القرآن كما ضل بسبب مخالفتها الكثير فصار لا يطبقها إلا في شئون دنياه..
أما في دينه يسأل كل من دب..
هذا إن سأل..
والعجيب نجد الكثير والكثير يتصدر ليفتيه..
الورع يا عباد الله هذا دين أمانة الله..



﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا۟ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ ﴾
قال قتادة:
سمي عتيقاً لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط،
وقال سفيان بن عيينة:
سمي عتيقاً لأنه لم يملك قط.


(قُل مَن‏ يكْلَؤُكُم بِاللَّيلِ والنّهارِ منَ الرحمَٰنِ ۗ بل هُم عن ذكرِ ربّهم مُّعرضُون)
إنّ في المداومة على الأذكار حفظ للمسلم من الشرور والمصائب.
يحرسكم ويحفظكم {بالليل} إذ كنتم نائمين على فرشكم، وذهبت حواسكم {والنّهارِ} وقت انتشاركم وغفلتكم غيره، لاحافظ إلا هو سبحانه

( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ )
من تأمل هذه الآية علم حقيقة الدنيا وأن كل من عليها فان وإلى زوال واننا حتمًا سنرحل يوماً ولن يبقى سوى طيب الأثر !!

‏﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُ….إِنَّهُم كانوا يُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَيَدعونَنا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانوا لَنا خاشِعينَ﴾
استجاب لنوح وزكريا وذا النون وأيوب،والسبب كله يعود لـ:سرعة هولاء في الخيرات ودعائهم كان خاشعاً،و رهبة ورغبة لله.

( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ )
من المعلوم عندنا والمتعارف أن المهان دايمًا يخفض رأسه للأرض كأنه يسجد ..
لكن في حق الله الأمر يختلف
فالعزة والرفعة والكرامة هي في السجود له سبحانه ومن حُرم ذلك فهو المهان !!




﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهم في الأَرض أَقاموا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاة وأَمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وَلِلَّهِ عاقبَةُ الأُمور﴾
إقامة الصلاة
إيتاء الزكاة
الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
الركائز الأساسية لصلاح المجتمع وفلاحه والنصر والتأييد من الله لهم

{ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ْ} الأنبياء
إذا لم يصحبهم الله ويعينهم في الدنيا فلن يكون لهم معين ولا ظهير.
قال قتادة رحمه الله: لا يصحبهم الله بخير، ولا يجعل رحمته صاحبًا لهم.
وقال مجاهد رحمه الله: ولاهم يُحفظون.


-‏«و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين»
لم تتجاوز شكوى أيوب عليه السلام الذي أصبح مضربا للمثل بالصبر لم تتجاوز هذه الكلمات مع عظم ما حل به من بلاء عظيم في نفسه و أهله و ولده و ماله،
و عبر عن ذلك كله بلفظ: مسني و كأنه شيء لا يذكر مقابل إنعام الله!

‏سورة الحج سورة عظيمة تعرفك بالعظيم ﷻ

﴿وإن الله لهو خير الرازقين﴾
﴿وإن الله لعليم حليم﴾
﴿إن الله لعفو غفور﴾
﴿وأن الله سميع بصير﴾
﴿وأن الله هو العلي الكبير﴾
﴿إن الله لطيف خبير﴾
﴿وإن الله لهو الغني الحميد﴾

﴿إن الله بالناس لرءوف رحيم﴾

 

 

 
     
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 تدبر الجزء 18

 

﴿وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴾ هاأنت تكثر هذه الليالي من[اللهم إنك عفوتحب العفوفاعف عني] لكن مازال بينك وبين أحدهم شحناء أو خصام! ألاتحب أن يغفر الله لك ويعفو عنك؟ ألم تتأمل "تحب العفو" بادر بالعفو عنه والمسامحة وستجد عند الله ما هو أعظم

 

احرص على اتباع سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، واحذر أن تخالف سنته، أو تأتي ببدعة،وتظنها حسنة، فالعقوبة ليست هينة، ﴿...فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾

 

(وقال الملأ من قومه الذين كفروا) (وكذّبوا بلقاء الآخرة) (وأترفناهم في الحياة الدنيا)

ثلاثية الظلم المستوجبة للعذاب: كفر وتكذيب بلقاء الآخرة وترف

عاقبتها: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

 

معشر الرجال لاتتساهلون في اطلاق النظر للنساء ومعشر النساء لاتتساهلون في اطلاق البصر للرجال فالله امر الجميع بغض البصر (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم) (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن)

 

تأمل مليًا نفسك او ولدك كيف كان نطفة فعلقة فمضغة فعظاما فلحمًا فخلقًا في أحسن هيئة . ستعظِّم ف نفسك حينها حقيقة (فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ) (ثم إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لميتون) ثم بأتي البعث بعد أن سرد الله أطوار خلقك السوي ، البهـي فلا تتعالى ولاتغفل لحظة أن الموت هو للحياة نهاية.

 

(وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ) اللغو كل قول أو فعل لامنفعة منه ولافائدة.. فلتكن حركاتنا واقوالنا وافعالنا كلها لله ،. فنثَاب عليها فنهنأ بأحلى وأجمل حياة

 

جاءت في الاية ماقبل الأخيرةفي سورة الحج لعلكم تفلحون وبدأت سورة المؤمنون قد أفلح المؤمنون"وقد" في القرآن تفيد التحقيق. أول صفات المفلحين المحافظة على الصلاة بالخشوع والخضوع وسكينة الصدر واطمئنان القلب واستحظار عظمة الله الذي نقف بين يديه سبحانه جل في علاه

 

(إِنَّ الّذِينَ يُحِبُّونَ أن تَشِيعَ الفاحشَةُ في الّذِينَ آمنُوا..) يقول السعدي فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟" فليحذر من ينشر المسلسلات الهابطة والمقاطع المخلة في مواقع التواصل وغيرها

 

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلىٰ رَبِّهِمْ راجِعُون قال تعالى: (وَجِلَةٌ) أي: خائفة، يقول الحسن البصري: يعملون ما يعملون من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم، إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا

 

"لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" يانفس توبي قبل أن تقولي بحسرة : "رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحًا فِيمَا تَركْتُ" في تلك الساعة لا توبة ولا عودة

 

(إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون* إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) كم من مستهزئ به في الدنيا رفيع القدر عند ربه! ما يضيرك استهزاء حاسد ما دمت عند ربك عبدا فائزا؟!

 

وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ فإن الجزاء من جنس العمل؛ فكما تغفر ذنب من أذنب إليك يغفر الله لك، وكما تصفح يصفح عنك

 

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ…} هذه الآية تفضّ نزاعات البشر.

 

{رجَالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وإقامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاة…} #الآية يتّجرون ويبيعون قلوبهم معلّقة بالمساجد وألسنتهم بذكر الله تلهج

 

لا تجزع من قضاء نزل بك بل كن محسنا الظن بالله وقل: { لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} فكل قضاء الله خير.

(ألم تر أن الله يسبح له مافي السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه) (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكرالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) كل ما ومن يسير وفق منهج الله وعلى نورمن الله لا يسعه إلا أن يكون مسبّحا لله طائعا خاضعا له! مغبون من يختار درب الظلمات!


(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ... لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا .... وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) لعن وطرد عن رحمة الله لأنه وقوع في كبيرة بعُدت الرحمة وحلت النقمة .. لأنه من أقسى الأشياء على النفوس الحرة الشريفة الطاهرة ، أن تلصق بهم التهم الباطلة .

حذارِ من الوقوع في أعراض الناس، واتهامهم بالباطل فالوعيد شديد ﴿وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم﴾.


 

(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وقالوا هذا إفك مبين) يجب على المؤمن أن يحسن الظن بأخيه المسلم، ويحذر من اتَّهامه من غير بينة، وأن يكره رميَ أخيه بالسوء كما يكره ذلك لنفسه، وقوله تعالى: (بأنفسِهم) يعني إخوانهم.

(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ) في طريقك للدعوة ستقابل من يقلل من شأنك فلتكن ذو ثقة بالله و بتوفيقه و سر في طريقك بثبات

﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون﴾ يحظى المؤمن من الفوز في الدارين، بقدر أخذه وتسليمه للكتاب والسنة.

{الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} [المؤمنون: 60] الفرق بيننا وبين الصحابة خافوا من حسناتهم ألَّا تُقبل، ولم نخف من ذنوبنا أن نُعذَّب بها.

( مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ) أدب بها نفسك واجعلها شعارًلك كلما مررت بمجلس تنتهك فيه أعراض المسلين .. وتذكر دائمًا ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )


(لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ) مازلت اليوم في فسحة .. لم تأت تلك الساعة فتدارك نفسك وأحسن العمل ..


﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾ اختلافنا في الغنى والفقر والصحة والمرض نوع من الاختبار، يحتاج إلى صبر.

رسالة خالدة من ربٍ رحيم لكل من وجد فيه قلبه شئ على أخيه وإن كنت مظلومًا (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ )


(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فازوا وسعدوا ونجحوا وصلوا لدرجة لا ينالها إلا هم (أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) استحقوها (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) لأنهم اتصفوا بتلك الصفات .. هل سألت نفسك ماذا حققت انت منها..

{وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون} [المؤمنون : 74] لم يثبتوا على الصراط في الدنيا فزلت بهم الأقدام على صراط الآخرة

يا من ترغبون بالانضمام لزمرة المؤمنين المفلحين بين يديكم سورة النور فتعلموها وعلّموها نساءكم وأطفالكم ففيها الوقاية من الوقوع في الفواحش منها: عدم اتباع الشيطان أحكام دخول البيوت والاستئذان غض البصر وحفظ الفرج اللباس المحتشم تسهيل الزواج لإعفاف الشباب

(الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) ماأعظمها من خسارة

 


{ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} [المؤمنون : 76] الخضوع و التضرع لله يكشف العذاب
 


(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) راجع بها حساباتك وانظر في حالك مع سنّة رسولك صلى الله عليه وسلم واحذر من التفريط فيها فتعض على يديك ندما وحسرة يوم لا ينفعك ندم ولا حسرة!
 


(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .....) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ....) غض البصر أول الطرق لحفظ النفوس من الوقوع في الفواحش . احذر شاشة هاتفك قد توقعك في المحرمات .
 


(وأن يستعففن خيرٌ لهن)
إذا كان حجاب الكبيرة في السن فيه عفة لها
فكيف بحجاب من دونها من النساء

 


{وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} ولم يقل: ليشهد العذاب الفاسقين لأن العاصي لا يستحي من أمثاله بخلاف إذا حضر الصالحون
 


{ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون : 14] أنت لم تشاهد مراحل خلق الله لك لكن الله يصفها لك لعلك تعلم ضعفك وحاجتك إليه .
 


{ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون} [المؤمنون : 96] أعظم ما تَدْفع به الإساءة عنك الإحسان إلى من أساء إليك ..

(وليستعفف الذين لايجدون نكاحا) (وليستعفف) قد يندرج تحت هذه الكلمة مواقع التواصل وماتحمله من مقاطع لاترضي الله.


﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾: لم يقل بما صلوا أو صاموا أو أنفقوا، لأن الصبر عبادة تؤديها متألما، وغيره من العبادت تؤديها متلذذا. خالد أبوشادي

﴿وقل رب أنزلني منزلامباركاوأنت خير المنزلين﴾ هذا تعليم من الله لعباده إذا ركبوا،وإذا نزلوا أن يقولوا هذا،بل وإذادخلوا بيوتهم وسلموا "الـقرطبي"

(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} كل هذا العذاب لمن أحب فكيف بالمحرض والفاعل نعوذ بالله من ذلك

(كذلك لنثبت به فؤادك) لم لا يكون لنا ختمة للقرآن بنيّة تثبيت أفئدتنا التي أنهكتها الحياة الدنيا؟! مهما عظمت همومنا فلن تكون أكبر من هموم نبينا صلى الله عليه وسلم!


قال تعالى ﴿يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَأَيديهِم وَأَرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾
بدا سبحانه باللسان لانه من أخطر الاعضاء وهو الذي يؤدي الى المهالك...

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) هكذا يكون المؤمن بين طاعة وخشية يسارع ويجتهد بالطاعات ولايطمئن قلبه لهذا العمل ويتكل عليه بل يزيده خشيةً لله ويسأل الله القبول دائمًا ..

كل المرابحات المالية في الدنيا قابلة للخسارة إلا المرابحة بالصدقة فلا خسارة فيها على الإطلاق (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)

كثرة اللغو مدعاة لعدم الخشوع في الصلاة؛ تأمل( الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون)

(فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ) سمعتم الآيات وعرفتم الحق ومع ذلك أعرضتم عن سماعه واستكبرتم وكذبتم فكانت النتيجة ..... { اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } جزائكم في الدنيا حيرة و يأس من كل خير وفي الآخرة عذاب وخسران .

(أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ *نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ ) لاتغتر بما لديك من الخير فلربما كانت استراج ..! في ظاهره نعمة وهو في الحقيقة نقمة وأنت لاتشعر ..

{فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} [المؤمنون : 102] قبل أن تعمل عملا أو تقول قولاً اسأل نفسك في أي كفة سيكون ؟

(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) ترغيب بأبلغ أسلوب قابل الإساءة بالعفو و الإحسان تنل مغفرة الله ورحمته ..

(كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ) من حرص على تطييب مأكله فلا يأكل إلا حلالاً ولايشرب إلا حلالًا وجد أثر ذلك على جوارحه فلا تعمل إلا طيبًا صالحًا ..

(إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) ملك الملوك يعد بالجزاء.. لو لم يكن للصبر جائزة إلا هذا لكفت!

كلما قرأت(وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ)
قف قليلًا واسترجع شريط ذكرياتك لن يخلوا حتمًا من ذنوب تذكرت بعضها ونسيت بعضها لكنها مكتوبة هناك في كتاب ..
إمحها الأن بمزيدًا من الندم و الإستغفار ..

( وتحسبونه هين وهو عند الله عظيم ) ليس هناك شيء اعظم من الذنوب الا الاستخفاف بها والتهوين من أمرها نعوذ بالله من ذلك

﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ صبروا على طاعة الله وصبروا عن المعصية وصبروا على اقدار الله فاستحقوا الجزاء بالجنة اللهم اجعلنا منهم

( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) لو لم تكن المصائب والإبتلائات رادعة للمرء توقظه من غفلته متضرعًا إلى الله منكسرًا إليه .. فما الذي سيعيده إذًا !!

(قال اخسئوا فيها ولا تكلمون) ماأقسى هذه الكلمة حين تسمعها من إنسان ضعيف.. فكيف إذا سمعوها من الواحد القهار.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) ابتعد عن مواطن الفتن لا تحسب نفسك معصوم من الزلل مهما وصلت في العلم الشرعي .

(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) حري بمن سمع في أخيه سوء أن يرد عنه في غيبته أو على الأقل يكف لسانه و لا يعيد ما سمع لغيره


""حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون*لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
تأملوا الآية وتفكروا فيها جيداً واعملوا لأجلها.

{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} المؤمن يجمع: إحسان العمل. رجاء قبوله. خوف رده. ثم يدعو الله أن يتقبله..

{ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها} نهى الله المؤمنات أن يبدين زينتهن أو يظهرن كل ما يعتبر زينة من ثياب وحلي، وكل ما يدعو لافتتان الرجال بهن. والوجه مكمن الجمال، فكيف إذا جُمل وزُين بالأصباغ؟!

إذا رأيت من أحدهم مايُؤلم قلبك تذكر
{وجعلنا بعضكُم لِبعضٍ فِتنةً أَتَصبِرُون}
واعلم أنك ممتحن فهل أنت صابر؟!

{وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } هذه الدار دار الفتن والابتلاء فتقع الفتنة منك وعليك من القريب والبعيد فاستعذ دوما بربك واعتصم بقربك.

﴿ولايضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن﴾ إذا كانت المرأة أمرت بأخفاء زينة الأرجل فهل يسمح لها بأظهار زينة الوجه !!!

علاج الوساوس بتكرار هذه الآية "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين.. وأعوذ بك رب أن يحضرون"

الواجب على المسلم حسنُ الظن بأخيه المسلم والتماس المعاذير له ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ... ).

{فإذااستويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمدلله} في ذروة سعادتك وغمرة أفراحك وطوفان بهجتك لاتنس.الحمدلله.



DCLi-p5WAAAduWF.jpg

 
  •  

 

 

 

 

 

 

 من الأوقات المتيسر فيها المكوث في المسجد: ⁃بعد صلاة الفجر(من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة ) ⁃بعد صلاة العصر إلى المغرب والبقاء لقراءة القرآن والذكر والدعاء. قال ابن باز : لا بأس بأن ينوي الاعتكاف، ولو ساعة


أساليب سورة الفرقان في ردّ الشبهات:

-أسلوب التخويف بمصارع الأمم المكذبة

-أسلوب إثارة العقل ليتفكر في الآيات الكونية في ملكوت السموات والأرض فيهتدي إلى الله الخالق سبحانه. ليتنا نتّبع منهج القرآن في حواراتنا مع أهل الشبهات فقد يؤدي الأسلوب الخاطئ إلى نتائج عكسية!


(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون*لعلي أعمل صالحا فيما تركت [كلا] إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) كلا: زجر لأنفسنا التي طالما سوّفت وانساقت إلى أوديةالغفلة واللعب واللهو والمعاصي والذنوب لننقذها من الحسرة والندامة والأماني المستحيلة يوم القيامة


﴿فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم *وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم* والله بما تعملون عليم﴾ . . تأمل جبر الله لنفوس عباده لما يحصل لمن طلب الإذن بالدخول ولم يؤذن له من حزن وكسر في النفس لم يقل فقط: فارجعوا بل ذكر : (هو أزكى لكم)


﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ [النور: ٦٣] كم هي مخيفة هذه الآية وهذا الوعيد والتهديد الشديد؛ فاتبعوا ولا تبتدعوا.


(قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ) قدّم الأبصار على حفظ الفروج لأن النظر بريد الزنى وأساس الفجور والبلوى فيه اشد واكبر .. اللهم العافية


(يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) والله إنها تكفيك بل تصدك صدًا عن الخوض في اعراض المسلمات


(وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُم …) (الملأ أشراف القوم وأعيانهم كافرين بلقاء الله مترفين في الدنيا اذا اجتمعت هذه الصفات في قوم فقل على الدنيا السلام اللهم العافية والأمان


﴿فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم *وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم* والله بما تعملون عليم﴾ . . تأمل جبر الله لنفوس عباده لما يحصل لمن طلب الإذن بالدخول ولم يؤذن له من حزن وكسر في النفس لم يقل فقط: فارجعوا بل ذكر : (هو أزكى لكم)


(قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ) قدّم الأبصار على حفظ الفروج لأن النظر بريد الزنى وأساس الفجور والبلوى فيه اشد واكبر .. اللهم العافية ..


(يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) والله إنها تكفيك بل تصدك صدًا عن الخوض في اعراض المسلمات


سورة الأنبياء:نموذج القدوة في الإيمان والتوحيد والعبادة الخالصة لله سورة الحج:تقوى القلوب بتعظيم الله وشعائره وحرماته سورة المؤمنون:نموذج المؤمنين المقتدين بهدي الأنبياء سورة النور:وقاية للمؤمنين فردا وأسرة ومجتمعا سورة الفرقان:المنهج الذين من اتبعه كان من عباد الرحمن


(وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُم …) (الملأ أشراف القوم وأعيانهم كافرين بلقاء الله مترفين في الدنيا اذا اجتمعت هذه الصفات في قوم فقل على الدنيا السلام اللهم العافية والأمان .


(ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم) (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسّكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم) (ولولا فضل الله عليكم وأن الله رؤوف رحيم) (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم أحدأبدا) تخيّل حالك لولا فضل الله عليك ورحمته!


{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } . الأمر بغض البصر ليس خاصا بالرجال بل كذلك النساء تغض بصرها عن الرجال،عن البرامج المحرمة،عن النساء العاريات.


(لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ) نعم والله مانحسبه شرًا بعقولنا القاصره، هو خيرٌ من الله. فهاهو الشرف العظيم بنزول الوحي ببراءة أمنا رضي الله وأرضاها الى يوم الدين ، والإنتقام من المفترين.

 

#الجزء_١٨ سُبل العفاف للفرد والأسرة والمجتمع المسلم في #سورة_النور -الاستئذان -غض البصر وحفظ الفرج -الحجاب -تسهيل زواج الشباب -منع البغاء -منع إشاعة الفواحش بإظهار خطورة انتشارها


(وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ﴾ العفاف هو سبيل النكاح وليس التبرج


[إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين (25) ] عادة أعداء الإسلام تشويه سمعت المصلحين (به جنة) لتنفير الناس عنه..

 

(في صلاتهم خاشعون) (على صلواتهم يحافظون) بين الخشوع والمحافظة عليها كانت صلاة المؤمنين قد أدّت مهمّتها حقّا (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

 

(فَإِذَا ٱسۡتَوَيۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ) إن استتبت أمورك على خيرٍ ونجاح ، فاحذر أن تغتر بنفسك وتنسى حمد الله على ماأنعمه عليك من توفيقٍ ونجاح ..

 

رزق الله المادي قوام حياة الجسد: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر..) (فواكه كثيرة ومنها تأكلون) (منافع كثيرة ومنها تأكلون) ورزق الله المعنوي قوام حياة الروح: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ)

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) خطوة تتبعها خطوة حتى يقع العبد في براثن مكيدة الشيطان واستدراجه! والعلاج: استعذ بالله ربك

 

(ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خاشعون ) صفات المؤمنين بدأت بالصلاة. وانتهت بالصلاة .. فمن احسن في صلاته صَلحت حياته وحُسن ختامه .

 

﴿وإن لكم في الأنعام لعبرة﴾ [المؤمنون: ٢١] أعمل فكرك وأطلق بصرك متأملًا في بديع صنع الخالق ﷻ ففيك وحولك من آيات الله الباهرة الدالة على عظيم قدرته ووحدانيته ﴿إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾ [النور: ٤٤].

 

قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي بِمَا كَذَّبُونِ ) دعاء جميل ردده بكثرة عندما يتآمر عليك المتآمرون ، ويتقولون عليك بماهو ليس فيك ، وانت من ذلك كله بريء. فسيبدلك الله بكذبهم عليك نصرًا إليك .

﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾ ستواجه في هذه الدنيا وتبتلى بأشخاص حولك مدير، رئيس، زوج، زملاء، إخوة... يصدر منهم ما يؤلمك تذكر: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة "أتصبرون"}

 

(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إن لم يكن في العفو والصفح إلا محبة مغفرة الله لكفى! غاية المنى أن يغفر الله لنا "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا"

 

علاج أمراض الإنسان التي تبعده عن الفلاح في الدنيا والآخرة: - تذكّر أصله (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين*ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة...) - تذكّر أن الموت نهاية كل حيّ (ثم إنكم بعد ذلك لميتون) - وتذكّر البعث والقيامة (ثم إنكم يوم القيامة تُبعثون)

 

(إِنۡ هُوَ إِلَّا رَجُلُۢ بِهِۦ جِنَّةٞ فَتَرَبَّصُواْ بِهِۦ حَتَّىٰ حِينٖ) تهمة الجنون دومُا يتبعها الكافرون للرسل عليهم الصلاة والسلام ، لعجزهم وعنادهم عن اتباع الحق وأهله ..

 

(قد أفلح المؤمنون) أفلحوا بإيمانهم الخالص أفلحوا بعباداتهم أفلحوا بأخلاقهم أفلحوا بمعاملاتهم أفلحوا بصدق قلوبهم وخشيتهم من الله الإيمان ليس مجرد شعارات تُرفَع، الإيمان علم وعمل وخُلُق

 

( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ) من وجد في قلبه قسوةً، وظلمة فليعلم إن حجاب الذّنوب والمعاصي حال بين نور الله عزّ وجلّ وقلبه

 

( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) إذا اراد الله بك خيرا سلب عنك إعجابك بعملك الصالح واشغلك في أصلاح عيوبك والندم على تقصيرك

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء 19

 

﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾ [الفرقان: ٦٣] ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ [الفرقان: ٧٢] عباد الرحمن الخُلّص يترفعون عن سفاهة السفهاء ويعرضون عن جهل الجهلاء؛ ليس ضعفًا ولا عجزًا؛ بل تنزهًا وحفظًا لكرامتهم وأوقاتهم.

 

﴿وَتَوَكَّل على الحَيِّ الذي لا يَموتُ وَسَبِّح بِحَمدِهِ وَكَفى بِه بِذُنوب عباده خَبيرًا﴾ . . تعتمد على أشخاص في مصدر رزق أو وظيفة أو إتمام أمر أو مساعدة ، كل هؤلاء ربما يموتون قبل أن يتمكنوا من نفعك أو إعانتك ، اجعل تعلقك بالحي الذي لا يموت سبحانه

 

{فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكۡمࣰا وَجَعَلَنِی مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ} العطاء يأتي بعد المحن.

 

(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم فإذا فشلت في رفع أحدٍ لمستوى أخلاقك فلا تدعه ينجح في إنزالك لمستوى أخلاقه

 

﴿واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين﴾ . . لكل مدير ورئيس ومسؤول ومعلم اجعل تعاملك مع من هم تحت إدارتك باللين والتواضع واللطف والرفق بهم، فإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.

 

(أمّن يجيب المضطر إذا دعاه) ما أحوجنا ونحن في هذا الشهر المبارك والليالي المباركة أن ندعو الله دعاء المضطر فهو سبحانه المجيب.. ومن عطايا الكريم للداعي المضطر أنه يكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإله مع الله؟! لا إله إلا هو سبحانه!

 

(وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا) المؤمن الفطن يتعظ بغيره فلا تمر عليه الايات والمواعظ مرورًا لا تُحرك فيه ساكنًا ، بل تصقل ايمانه وتزيده قربًا وطاعةً ومحبةً لربـه ..

 

 

 

يغفل بعض الأزواج عن دعاء بعضهم لبعض، وفي صلاحهم الحياة الطيبة، والهدوء والاستقرار، وحسن تربية الأولاد. . ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾

 

( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ) وهذا إنكار منه لربه, ظلما وعلوا، مع تيقن صحة ما دعاه إليه موسى.

 

كلما تعبت في صلاة التراويح واشتكت لك رجلاك.. فتذكر الشرف الذي أنت فيه: (الذي يراك حين تقوم)!

 

{إنَّا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين} هذا قول السحرة بعدما آمنوا، فما أحسن رجاءهم في أول أمرهم بعد كفرهم وعداوتهم! لقد وجدوا لأنفسهم فضيلةً يرجون بها مغفرة الله بأنهم أول المؤمنين من قومهم الكافرين. فلا تيأس من رحمة الله مهما كان منك

 

{أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين} كل نبي من الأنبياء في سورة الشعراء يذكر الله جرائم قومه، ثم تأتي هذه الجريمة لقوم شعيب؛ إنها ليست بالأمر الهين؛ رسالة إلى التجار الذين يخدعون الناس: لا تكونوا مثلهم.

 

﴿وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ الله﴾ انبهار هدهد سليمان من حضارة مملكة سبأ لم يصرفه عن القضية الأهم "التوحيد" مسألة الشرك بالله ليست مسألة هامشية

 

{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} كرروا هذا الدعاء؛ لأن (عباد الرحمن) كانوا يكررونه. الفعل المضارع {يقولون} يدل على التكرار.

 

(لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ) تسلية لكل من يعاني ويتحمل الأذى والمصاعب في سبيل الدعوة ، هـوّن عـلى نفسك ، فالهداية من ربك عليك النصح والتبليغ وعلى الله الهداية والتوفيق ..

 

(وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا) عضَّ اليوم على دينك بالنواجذ قبل أن تَعض يديك يوم الدين حسرة وندامة ..!

 

﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا﴾؛ فلا كِبر ولا ضعف ولا اضطراب ولا خيلاء؛ بل اعتدال ووقار وتواضع وسكينة.

 

(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) [الفرقان 32] التدرُّج في التعليم والتربية والتقويم أسلوبٌ قرآنيٌّ وهَديٌّ نبوي؛ إذ فيه من الحفظ والتأثير ما ليس في الجمع والتكثير. تطبيق مصحف التدبر

 

 

(قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ)تقليد جهل الآباء، مصيبةٌ للآباء وعلى الأبناء..ليتنا نعقل ونتعلم ونُـعلِم إن أبناءنا أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين.


(وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا*وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)يبيتون الليل متذللين لربهم ان يصرف عنهم عذاب جهنم.إنها بئس المنزل وبئس القرار والمكان ..


(إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا)أعقلت يامن يعشق التدبر لم الكافرون اضل من الأنعام سبيلًا ؟'…لأن الأنعام تهتدي لمراعيها ، وتعرف أربابهاوالكافرون لاينقادون لربهم خالقهم ورازقهم ولايعقلون إحسانه ﷻ إليهم …. البتة !!


(وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا )إلــزم القرآن تلاوة وتدبرًا وعلمًا وعملًا وإليه دعوة.فالعار كل العار والخزي كل الخزي أن يشكيك ﷺ ،الى ربك يوم الدين
بأنك اتخذت كتابه متروكًا مهجورًا ...!

 

(وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا)ومع حجج القرآن الداحضة والبراهين الساطعة،شيءٌ مؤسِف محزن أن أكثر الناس صدوا وجحدوا وكذبوا ..اللهم السلامة والعافية.


(إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ)الذين لايؤمنون بالبعث والنشوريعيشون مترنحين بين الحسن والقبيح والشر والخير لايهتدون ..

 
من مقاصد سورة الشعراء الخوف من عاقبة التكذيب فهو الخزي في الدنيا والسعير والهلاك في الآخرة
و ايضًا أن القرآن منــزه ان يكون شعرًا ، أو من أقـوال الشياطين .
وفيه من القصص ، ماتشد من أزر المؤمن وتعطيه الأمان بأن أهل التوحيد قي الجنان والكافرين في النار .


{وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ…}الإنسان سيكون له أعداء يجرمون بحقهفالأنبياء وهم خير البشر كان لهم هذا الصنف

● الصبر الصبر .. كما صبروا.


(قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ*تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبين)ياإلهي يوم الدين فقط عَلموا أنهم ظالمين..
تفقد قلبك وعملك وقولك دومًا ..فتحمد الله على خيرٍ أوصلك له وتستغفر لما بدى منك غفلةً أو جهلًا .

 

"الملك يومئذ الحق للرحمن".
الحمد لله الذي تفرد بالملك يوم القيامة، فاسم "الرحمن" إنما ذُكِر هنا، لسعة رحمته ذلك اليوم، ففي الصحيحين:"إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة…واحتبس عنده تسعاً وتسعين رحمة،فإذا كان يوم القيامة جمع هذه إلى تلك…".

 

{إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما} لم يتجاوز الله عن السيئات فقط، بل أبدلها حسنات. ما أوسع رحمة الله.

 

{والذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُمًّا وعميانا} يحدثونك عن تجاهل النصيحة: "كأنك ما سمعت"، "كأنك ما شفت". والقرآن يحدثك عن (عباد الرحمن). إذا جاءت النصيحة بآيات ربك، فكيف تتجاوزها؟

 

(يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً) من اتقى الله ملأ قلبه نورا وبصيرة يهتدي بها من ظلمات الفتن قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه: ( إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية )

 

(يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا )
هذا التمني سيقع يوم القيامة 
قرين السوء الذي تمضي وقتك معه الآن
ستتحسر على صحبته يوم القيامة وستندم 
لذلك أشد الندم .

 

(فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) 
إعطائك لمن حولك الحرية في التعبير عن آرائهم بما لا ينافي الأدب لا يقلل من هيبتك

 

{والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان : 72]
وقتك ثمين فلا تضيعه في حديث لا فائدة منه

 

عاتب فرعون موسى فقال له:
{وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}
وتناسى متعمدا قتله لصغار بني إسرائيل!!


.
﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ۝ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾
الصديق الصالح : في الدنيا يـنـفـع..وفي الآخرة يشفع..

 

{وأنذر عشيرتك الأقربين}
خير ماتصل به رحمك أن تدعوهم إلى الله

 

( وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )
ما أجملها وأجلها من صفة !

حلم وحكمة وتعقل وإحسان لايوفق إليه إلا الموفق ..

 

﴿قالَ فَعَلتُها إِذًا وَأَنا مِنَ الضّالّينَ﴾
الأعتراف بالخطأ من صفات الأنبياء...

 

(يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القرآن مهجوراً)
لهجر القرآن صور كثيرة منها:
هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه
-هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه
هجر تحكيمه والتحاكم إليه
هجر تدبّره وتفهّمه
هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع
الحالات الروحية أو الجسدية

 

(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ) 
اتباع الهوى طريق للضلال 
احذر أن تتبع هواك 
هناك ستهوي من الهاوية

 

( قالوا لاضير إنا إلى ربنا منقلبون )
سبحان الله
يهددهم بقطع إيديهم وارجلهم
وصلبهم ويقولون ( لاضير ) !!!!!
إذا تمكن الإيمان من القلب
غدت كل المخاف أمان .

 

(وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ )
أرءايت كم مرة تردد الصلاة الإبراهيمية !
ألسنا نقولها في كل صلاة ..
هذا مصداق لتلك الدعوة ..
فنعم الدعوة ونعم المجيب ..

 

( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين) 
قدمت الهداية : ﻷن حاجة العبد لها تفوق حاجته للطعام
وإلا كان هو والبهيمة سواء .

 

( يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً )
أكثر مايتحسر عليه المرء يوم القيامة هو سوء اختياره لرفاقه في الدنيا ..
فأحسن الإختيار ..وانظر من تصاحب ..

 

(قيل لها ادخلي الصَّرح فلما رأته حسبته لُجة (وكشفت عن ساقيها) )
دليل على ان اللباس الطويل الساتر
كان هو الأصل في لباس المراة ..
فالمؤمنة اولى بالحرص على الساتر من غيرها

 

﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾: قال الألوسي: «وفي هذه الآية دلالة على أن الظلم يكون سببا لخراب الدور، قيل: وهو إشارة إلى هلاك الظالم إذ خراب بيته عقب هلاكه».

 

﴿إن كاد ليضلنا عن آلهتنا (لولا أن صبرنا) عليهاً﴾ [الفرقان: ٤٢]
عجبًا لهم يتفاخرون بصبرهم وهم على باطل ؟!
يا أهل الحق .. اثبتوا واصبروا واعتزوا به.

 

( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )
الطمع فيما عند الله خلق الأنبياء ومطلب الصالحين ..

 

( فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)
بشارة وجبرًا لقلوبٍ منكسرة أحرقها ألم الذنب واكتوت به ..
لاتحزن ولاتيأس لن يغفر الله ذنبك وحسب بل سيبدله حسنات !
فقط تُب إليه وأحسن العمل ..

 

(إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ )
كن الأول دائمًا و الأسبق للخير لعلها تكون لك شفاعة .

 

( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ )
لن تجد خير من القرآن لثبات قلبك واطمئنانه ..

 

( وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
أصحاب الفطرة السليمة لايقبلون المنكر وإن كانوا من غير البشر ..

 

( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) 
كن كالنملة وأحسن الظن بمن حولك فلعلهم لم يغضبوك إلا وهم لايشعرون ..

 

(قال كلا إن معي ربي سيهدين )
قالها موسى بيقين ففلق الله له البحر ونجاه واصحابه .
من كان مع الله كان الله معه

 

( وتوكل على الحيّ الذي لايموت )
قال ابن الخواص رحمه الله : 
ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره

 

يارب رحمتك
أعمالاً كالجبال
تراها هباء أمام عينيك!
هذه والله هي الحسرة بعينها
(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)

 

﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم﴾
أعظمُ باعِثٍ على العملِ الصالحِ
استشعار لذة رؤية الله لكَ وأنتَ تعمل له..

 

{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} [الفرقان : 63]
عبودية لله تنظم جميع شؤون حياتك ..

 

( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) القاضي المنصف لا يصدر حكم قبل أن يجمع كل الأدلة الخاصة بقضاياه لا يكتفي بمجرد سماع الشهود

 

{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [الفرقان : 67]
مجاوزة الحد في الإنفاق ليس كرما . والتوسط ليس بخلاً

 

{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} [الفرقان : 68]
دلت هذه الآية على ثلاثة حقوق 
حق الله في التوحيد . 
وحق النفس في الحياة . 
وحق الغير في حفظ العرض .

 

{قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين} [الشعراء : 42]
الطاغية والظالم يقرب منه من يعينه على طغيانه وظلمه

 

{فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} [الشعراء : 63]
لم يقل موسى لربه ماذا ستفعل عصى في بحر متلاطم .. 
إنه صدق الإعتماد على الله .

 

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) أشد ما في هجر القرآن أن يكون المرء ممن يذكرون عند رب البرية يوم العرض عليه على لسان نبيه ﷺ، أنه ممن هجروا كتابه وأعرض عنه ..

 

{قال كلا إن معي ربي سيهدين} [الشعراء : 62]
من حفظ موسى وهو رضيع في اليم لن يضيعه في هذا الموقف

 

{ويوم يعض الظالم على يديه}
تقول العرب: عض على أصابع الندم
لكن هنا {على يديه} وليست يد واحدة
مما يدل على الندم الهائل

 

{وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء : 214]
البدء في الدعوة بالأقربين منهج رباني .

 

(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) أعظم الحسرات يوم القيامة أن يرى الإنسان سعيه هباءا منثورا، أعمال يحسبها صالحات كلها لا يجدها، إما لأنها فاقدة للنية أو على غير هدي رب البرية
فالواجب مراعاة الأعمال نية واتباعا ..

 

﴿يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا﴾
من أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا

 

{فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} [الشعراء : 63]
لم يدر بخلد موسى أن تلك العصى التي كان يهش بها على غدمه ستكون سببا في هدم عرش أعظم طاغية، وسببا في نجاته وقومه .. إذا كان الله معك فلا تخف

 

﴿لولا (تستغفرون) الله لعلكم (ترحمون) ﴾ استنزلوا رحمات الله بالاستغفار، وإذا كانت رحمة الله تُرتجى للكافر لو استغفر، فكيف بالمؤمن؟!

 

﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾: قال الألوسي: «وفي هذه الآية دلالة على أن الظلم يكون سببا لخراب الدور، قيل: وهو إشارة إلى هلاك الظالم إذ خراب بيته عقب هلاكه».

 

﴿ومكروا مكرا﴾: قال ابن عاشور: «سمَّى الله تآمرهم مكرًا؛ لأنه كان تدبير ضر في خفاء. وأكد مكرهم بالمفعول المطلق للدلالة على قوته في جنس المكر، وتنوينه للتعظيم».

 

غيرة الطير على التوحيد
﴿وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون﴾
فأين غيرتنا ؟

.
سر تسميتها بسورة النمل 
لأن قصة النملة ومنطقها مشهد من المشاهد التي خص الله بها نبيه سليمان ففيها استشار النعم الخاصة

 

سورة النمل 
هي سورة استشعار النعم بالعلم والتفضيل
خصك الله بنعم فاستشعرها وقل
{ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي}

 

(إني لا يخاف لدي المرسلون)
فمن أراد الأمان من الله
فعليه بطرق الأنبياء وأخلاقهم
فلك من الأمان بقدر قربك من منهجهم.

 

أهم ثلاثة أركان للدعوة:
-انشراح الصدر(ويضيق صدري)
-بلاغة اللسان (ولاينطلق لساني)
-صديق معين (فأرسل إلى هارون)

 

(ويضيق صدري وﻻ ينطلق لساني) لن (ينبسط) لسانك حتى (يتسع) صدرك ] فعندما يضيق الصدر .. تصبح كل لغات العالم خرساء

 

"نزل به الروح (الأمين)"
الأمانة أعظم مناقب حملة الوحي

 

{قال ربكم ورب أبائكم الأولين}
فرعون أُحرج هنا
فهو ربهم في زمن موسى
فمن رب الآباء السابقين؟!
الحجة القوية ملجمة

 

(وعبادالرحمن الذين يمشون ....)
(والذين يبيتون لربهم سجداوقياما)
بدأ بوصف أخلاقهم قبل وصف عبادتهم

Image may contain: text

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء 20


سبيل النجاة في زمن الابتلاءات ووسيلة الثبات في مواجهة الفتن: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾)


(وأوحينا إلى أم موسى) (قرة عين لي ولك) (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) (قالت لأخته قصّيه) (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) (وسار بأهله) (وأخي هارون) الرعاية الأُسرية للداعية من أهم عوامل الثبات النفسي


(فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) لا تستعجل ثمرة جهادك ولا تستطيل زمانه أنت مطالب بالسعي الجادّ دون كلل ولا ملل


تذكّر هذا الفضل العظيم عند كل خير تعمله: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾ [النمل: ٨٩].


( وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى .. ) خلد الله عمله ولم نعرف اسمه فالعبرة بما قدمت وليس من أنت


( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) تأمل لفظ ﴿الإنسان﴾ ولم يقل المؤمن لتعلم ان حق الوالدين باق ولو اختلفت الأديان


(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) مخطئ من ظنّ أن الحياة خالية من الكدر.. بقدر مجاهدتك هنا تكون راحتك هناك..


(أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ…) إجابة دعوة المضطر حقٌ ووعدٌ من الله . فإذا استنفذتَ الاسباب ولم تُـجدِي معك شيئًا هنا بكل خشوعك وذُلك وانكسارك وعَبراتك ،متوسلًا اليه سبحانه ،فلن يخذلك ، ويزيدك، بكشف السوء عنك وُيمكِنك في الارض ويرزقك


﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به *لولا أن ربطنا على قلبها* لتكون من المؤمنين﴾ كثيرة هي الابتلاءات التي يمر بها المؤمن، ومهما كان إيمان العبد إلا أنه يبقى محتاجا لأن يربط الله على قلبه في كل مصيبة يمر بها . ادع الله بأن يربط قلبك دائما....


(ولا تخافي) (فأصبح في المدينة خائفا) (فخرج منها خائفا) (لا تخف) (أقبِل ولا تخف) (فأخاف أن يقتلون) الخوف طبيعة إنسانية بشرية لا إشكال فيه إلا أن يصبح عائقا عن السعي في إحقاق الحق أو مثبّطا عن المجاهدة لرفع الظلم.


﴿ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ﴾ {لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا} كم من أمر تمنيته ورجوته ولم يتحقق ، والله صرفه عنك لمصلحتك ولخير لا تعلمه، ثق بحكمة الله وتدبيره..


( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) الابتلاءات والفتن تُظهر حقائق الناس ومعادنهم فتتساقط الأقنعة، وتتبين حقائق القلوب


﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ [القصص: ٢٤] مهما بلغ غناك؛ فأنت فقير لما عند الغني ﷻ.


[أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله ] الحجج العقلية في القرآن لا تملك أعتى العقول إلا الإقرار بها والإنقياد لمن أقامها سبحانه، ولكن جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا..


( ربِ إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير) دعوة جمعت الشكر والثناء والإنكسار للكريم الرحيم فاكرمه بالزوجة والعمل والأمن والنجاة ( فلتكن في دعائك وابشر بما يسرك)


(…مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ) كل بديع بهيج من الله ولولا فضل الله ماتمتعت أبصارنا وقلوبنا بجمال الأشجارو الثمار و الأزهار …


‌‌(أمن يجيب المضطر إذا دعاه) ونحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان متحرّين ليلة القدر ليلة الشرف والإجابة فلنجمع قلوبنا على الافتقار لله عز وجل لنقف على عتباته متضرعين إليه، لنحضّر قائمة حاجاتنا ونقبل على الله بقلوب خاضعة خاشعة مخبتة موقنة بالإجابة.


"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ .." اللهم لا تدع لنا في شهرنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، برحمتك يا أرحم الراحمين


(هدى وبشرى للمؤمنين) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) هذاالقرآن بين أيدينا من أقبل عليه طالبا هداياته اهتدى ومن أقبل عليه طالبا البشرى بُشّر إن استطعت أن لا يخلو وردك اليومي من طلب هداية آية أو استبشار ببشرى أخرى فافعل

 

"أَمَّن جعَل الْأَرْضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلَالهَا أَنْهارًا وَجعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعلَ بَيْنَ الْبَحرَيْنِ حاجزًا ۗ " الذي جعل الارض قرارًا سبحانه قادر على ان يثبت فؤادك فالجأ إليه والذي جعل بين البحرين حاجزًا قادر على ان يحجزك عن مايؤذيك فثِق به.

( قل سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ) تهديد ووعيد فكما أُهلك المجرمون من قبل سيُهلكون من بعد .

 

(والذين آمنوا وعملوا الصالحات( لندخلنهم في الصالحين) الزم طريق الصالحين وحبهم لتكن معهم فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ


[ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله] إيمانك وعملك الصالح هنا هما السبيل لأمانك هناك .. [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] [من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون]


(إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ) الطهارة تُِؤلم وتُوجع كل من كان في السوء والشر والقبيح … يَــخوضُ


﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾ [النمل: ٦٢] جاءت هذه الآية بعد أن ذكر سبحانه وتعالى آيات مشاهدات ودلائل بينات على قدرته وعظمته ﷻ؛ فثق أيها المضطر أن القادر ﷻ سيكشف ما بك من ضر؛ إن دعوته بيقين وسألته بإخلاص والتجأت إليه بصدق.


(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾) من كان على الحق وعلى طريق الحق ويتبع سبيل الحق ويؤمن بالله الحق يحسن توكله على الحق سبحانه ولا يمكن أن تهتز ثقته بمن توكل عليه سبحانه نعم الوكيل. اللهم لا تجعل توكلنا إلا عليك يا رب..


الجزء 20


سبيل النجاة في زمن الابتلاءات ووسيلة الثبات في مواجهة الفتن: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾)


(وأوحينا إلى أم موسى) (قرة عين لي ولك) (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) (قالت لأخته قصّيه) (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) (وسار بأهله) (وأخي هارون) الرعاية الأُسرية للداعية من أهم عوامل الثبات النفسي


(فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) لا تستعجل ثمرة جهادك ولا تستطيل زمانه أنت مطالب بالسعي الجادّ دون كلل ولا ملل


تذكّر هذا الفضل العظيم عند كل خير تعمله: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾ [النمل: ٨٩].


( وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى .. ) خلد الله عمله ولم نعرف اسمه فالعبرة بما قدمت وليس من أنت


( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) تأمل لفظ ﴿الإنسان﴾ ولم يقل المؤمن لتعلم ان حق الوالدين باق ولو اختلفت الأديان


(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) مخطئ من ظنّ أن الحياة خالية من الكدر.. بقدر مجاهدتك هنا تكون راحتك هناك..


(أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ…) إجابة دعوة المضطر حقٌ ووعدٌ من الله . فإذا استنفذتَ الاسباب ولم تُـجدِي معك شيئًا هنا بكل خشوعك وذُلك وانكسارك وعَبراتك ،متوسلًا اليه سبحانه ،فلن يخذلك ، ويزيدك، بكشف السوء عنك وُيمكِنك في الارض ويرزقك


﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به *لولا أن ربطنا على قلبها* لتكون من المؤمنين﴾ كثيرة هي الابتلاءات التي يمر بها المؤمن، ومهما كان إيمان العبد إلا أنه يبقى محتاجا لأن يربط الله على قلبه في كل مصيبة يمر بها . ادع الله بأن يربط قلبك دائما....


(ولا تخافي) (فأصبح في المدينة خائفا) (فخرج منها خائفا) (لا تخف) (أقبِل ولا تخف) (فأخاف أن يقتلون) الخوف طبيعة إنسانية بشرية لا إشكال فيه إلا أن يصبح عائقا عن السعي في إحقاق الحق أو مثبّطا عن المجاهدة لرفع الظلم.


﴿ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ﴾ {لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا} كم من أمر تمنيته ورجوته ولم يتحقق ، والله صرفه عنك لمصلحتك ولخير لا تعلمه، ثق بحكمة الله وتدبيره..


( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) الابتلاءات والفتن تُظهر حقائق الناس ومعادنهم فتتساقط الأقنعة، وتتبين حقائق القلوب


﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ [القصص: ٢٤] مهما بلغ غناك؛ فأنت فقير لما عند الغني ﷻ.


[أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله ] الحجج العقلية في القرآن لا تملك أعتى العقول إلا الإقرار بها والإنقياد لمن أقامها سبحانه، ولكن جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا..


( ربِ إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير) دعوة جمعت الشكر والثناء والإنكسار للكريم الرحيم فاكرمه بالزوجة والعمل والأمن والنجاة ( فلتكن في دعائك وابشر بما يسرك)


(…مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ) كل بديع بهيج من الله ولولا فضل الله ماتمتعت أبصارنا وقلوبنا بجمال الأشجارو الثمار و الأزهار …


‌‌(أمن يجيب المضطر إذا دعاه) ونحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان متحرّين ليلة القدر ليلة الشرف والإجابة فلنجمع قلوبنا على الافتقار لله عز وجل لنقف على عتباته متضرعين إليه، لنحضّر قائمة حاجاتنا ونقبل على الله بقلوب خاضعة خاشعة مخبتة موقنة بالإجابة.


"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ .." اللهم لا تدع لنا في شهرنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، برحمتك يا أرحم الراحمين


(هدى وبشرى للمؤمنين) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) هذاالقرآن بين أيدينا من أقبل عليه طالبا هداياته اهتدى ومن أقبل عليه طالبا البشرى بُشّر إن استطعت أن لا يخلو وردك اليومي من طلب هداية آية أو استبشار ببشرى أخرى فافعل

 

"أَمَّن جعَل الْأَرْضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلَالهَا أَنْهارًا وَجعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعلَ بَيْنَ الْبَحرَيْنِ حاجزًا ۗ " الذي جعل الارض قرارًا سبحانه قادر على ان يثبت فؤادك فالجأ إليه والذي جعل بين البحرين حاجزًا قادر على ان يحجزك عن مايؤذيك فثِق به.

( قل سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ) تهديد ووعيد فكما أُهلك المجرمون من قبل سيُهلكون من بعد .

 

(والذين آمنوا وعملوا الصالحات( لندخلنهم في الصالحين) الزم طريق الصالحين وحبهم لتكن معهم فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ


[ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله] إيمانك وعملك الصالح هنا هما السبيل لأمانك هناك .. [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] [من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون]


(إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ) الطهارة تُِؤلم وتُوجع كل من كان في السوء والشر والقبيح … يَــخوضُ


﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾ [النمل: ٦٢] جاءت هذه الآية بعد أن ذكر سبحانه وتعالى آيات مشاهدات ودلائل بينات على قدرته وعظمته ﷻ؛ فثق أيها المضطر أن القادر ﷻ سيكشف ما بك من ضر؛ إن دعوته بيقين وسألته بإخلاص والتجأت إليه بصدق.


(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾) من كان على الحق وعلى طريق الحق ويتبع سبيل الحق ويؤمن بالله الحق يحسن توكله على الحق سبحانه ولا يمكن أن تهتز ثقته بمن توكل عليه سبحانه نعم الوكيل. اللهم لا تجعل توكلنا إلا عليك يا رب..


"أَمَّن جعَل الْأَرْضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلَالهَا أَنْهارًا وَجعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعلَ بَيْنَ الْبَحرَيْنِ حاجزًا ۗ " الذي جعل الارض قرارًا سبحانه قادر على ان يثبت فؤادك فالجأ إليه والذي جعل بين البحرين حاجزًا قادر على ان يحجزك عن مايؤذيك فثِق به.


(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾) ليس بينك وبين مغفرة ربك إلا كلمات: إني ظلمت نفسي فاغفر لي


(لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ) والتثبيت للمؤمن عند المحن والإبتلاءات لا تأتي من فراغ ،بل من عقيدة راسخة ويقين بالله أعمق وأصدق، وأقوى من نسمات العاطفة


(إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾) (إنما أُمرت) (وأُمرت) المنهج الحق هو العمل بما أُمِرت لا بما تهوى نفسك وترغب..


(إني مهاجر إلى ربي) لا هجرة بعد الفتح إلا هجرة إلى ربي.. اللهم هجرة من المعاصي إلى طاعتك وهجرة من كل هوى إلى مرضاتك... ما أعظمها من هجرة إن صدقت النيّة!!


(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٧٣﴾) كم تفضّل علينا وكم قصّرنا بالشكر! (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٤﴾) وكم جعلناه أهون الناظرين إلينا! غفرانك ربنا..


{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..} يجيب المضطر (إذا دعاه) هل علمت فضل الدعاء؟ أهل الدعاء يتجاوزون شدائدهم بدعواتهم بأمر الله شدائدهم الحسية والمعنوية


وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ اجتمع في مكان واحد طاغية عصره فرعون الذي استباح دماء بني إسرائيل، وأعراضهم ، وقال أنا ربكم الأعلى ،،، والمرأة المؤمنة الصابرة آسية بنت مزاحم سيدة نساء العالمين، ،


[فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ] تيقن من وعده جل في علاه فقد يمنع عنك أمر تحبه لا لإن حزنك وكسرك هين عنده حاشاه .. ولكن ليرده إليك وهو أجمل في وقت هو الأصلح وقد زال عنه كل شائبة من خوف أو حزن فتسعد وتهنأ..


[فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير] أدب الأنبياء في دعائهم لربهم شيء مبهر والله.. موسى هارب مطارد خائف جائع غريب ويثني على ربه بما وهبه من النعم ويفتقر وينكسر له وحده جل وعلا.. فمثل هذه القلوب أبدا لن يردها الكريم الرحيم..


[فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا.. من أراد أن يتعلم كيف تكون الرجولة فليتأمل حال موسىﷺ ومن أرادت أن تتعلم كيف تكون الأنوثة فلتتأمل حال إمرأة موسىﷺ


[ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين] ما أرحمك وألطفك بقلوبنا الضعيفة يا ربنا ! فقبل أن تبتلى عبادك تُبشرهم وتُصبرهم ..


أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ بين المؤمن الساعي في الدنيا للآخرة، الراجي رحمة ربه والجنة والمقصر الظالم لنفسه الذي يلهو ويلعب قد اشتغل بدنياه


(قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ) رددها بعـد كل نعمـة ، ونعم الله عليك لاتُـعد ولا تُحـصى .. وجــاهد على أن لا تعين آثــم ظالم وكٰن لنفسك ولمجتمعك صالحًا مُصلـحًـا ..


(وإِذَا وَقعَ ٱلۡقوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دآبَّةٗ منَ ٱلۡأَرۡضِ تكَلِّمُهُم ..) آية مرعبة مخيفة تخرج الدابة في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم اوامر الله وتبديلهم دين الحق فتكلم الناس وتخاطبهم بـِ (إن الناس كانوا بآياتنا لايوقنون) "ابن كثير"


(فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ ) وإذا أراد الله شيئًا هيأ له الأسباب .. وسخر له العباد ، والأمر بيده وحده سبحانه ، إنه رب الأرباب ومسبب الأسباب


﴿وما عند الله خير وأبقى﴾
ذكر بها نفسك عند أي شيء تريد تركه لله!.


أكثر مايجعل المرء ذليلًا منكسرًا أن تكون له حاجه عند أحدهم..
فلماذا لايكون هذا حالنا مع الله سبحانه ونحن نعلم أنه هو رازقنا والمتكفل بأمورنا .
فمن أسباب إجابة الدعاء تضرع العبد، وإظهاره ذله ومسكنته، وفقرة
كما قال موسى عليه السلام ﴿ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾


قد تأتي المنح مع المحن؛ فإن الله تعالى يَعِدُ أم موسى في لحظة كربتها بالفرج مع فضل عظيم، وهو جعل ابنها نبيا مرسلا
﴿ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾


﴿اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ﴾[العنكبوت:24]
مشهد يتكرر، بين العلماء الربانيين، وبين الحكام الظالمين.


﴿ن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها﴾
إلى من يتجرع مرارة فقده فلذة كبده
اطلب من الله أن يثبت قلبك ويصبرك
وستمر المحنة عليك بأسهل مما توقعت.


(وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
اعلم أن وعد هو الحق و مهما كان الوضع من حولك فهو القادر على تغيره و تسير الخير لك


﴿فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن﴾
زيارتك المستمرة لوالدتك قرة عين لها وإبعاد للحزن عنها.


{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]: قال عبد الله بن أبي صالح المكي: دخل طاووس يعودني (أي في مرض)، فقلت: يا أبا عبد الرحمن .. ادعُ الله لي، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.


﴿فتوكل على الله إنك على الحق المبين﴾
لا تخشى أحدا ما دمت على الطريق الحق الواضح متوكلا على الله.


﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ [النمل: 74]: أنت أمام الله كتاب مفتوح، بحسناتك وسيئاتك


﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾
﴿ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾
التمكين بعد الابتلاء سنة مطردة.


﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ﴾
قدّمَ المعروف مخلصًا وانصرفَ
وقال بصوتٍ خافتٍ وقلبٍ معترف..
﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
فجاءه الخير الوفير ( زوجة و ووظيفة ومأوى)
كن مع الله مخلصًا يأتيك الفرج مسرعًا.


{ لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين}
كم من ازمات وظروف صعبة تمر بنا
ماكنا لنثبت امامها ونصبر
لولا ربط الله وتثبيته لنا


قال تعالى ﴿وَأَن أَتلُوَ القُرآنَ فَمَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُل إِنَّما أَنا مِنَ المُنذِرينَ﴾
من أراد الهداية فعليه بتلاوة القران...


( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)
في المجتمع الفاسد تنقلب الموازين فوجب عليك الهجرة منه حتى لا تخسر دينك


﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾
يحظى المؤمن بالأمن من الفزع يومئذ بقدر ما يعمل من الأعمال الصالحة.


﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ﴾ [النمل: 57]: الهداية توفيق إلهي قد تُحرَم منه زوجة نبي، وتهتدي إليه قبل موتها امرأة بَغِي!


(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) يجيب دعوة المضطر، ويكشف الضر، ويرفع البلاء ويشفي من كل داء .. فلماذا يلجأ الناس لسواه ،، إذا ألمت بك محنة فأقرع بابه وتوسل إليه ..


( فإذا (خفت )عليه ( فألقيه) في اليم )
يأمرها إذا خافت عليه أن تلقيه !!
وأين في اليم !!!
( ولم لا ) !! إذا كان الممسك والحافظ والراعي هو الله جل في علاه
فمما نخاف !!


(آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)
في الآيات ٥٩-٦٦ من سورة النمل
دلائل التوحيد في الكون
الشرك لا دليل له
و هنا تتجلى عطايا الخالق الرازق
المتفضل بكل النعم على عباده .


(وماأريد أن أشق عليك)
إذا توليت إدارة فكن رفيقا بهم ولا تحملهم ما لايطيقون
وكما قيل: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع


( ووجد من دونهم امرأتين تذودان )
العفيفة الطاهرة لاتزاحم الرجال
مهما اضطرت لذلك .


﴿ولا تخافي ولا تحزني﴾
يجتمع في قلب أمك الخوف والحزن عليك حال بعدك!.
فرفقا بقلوب الأمهات.


﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾
المعاصي والذنوب ..
سببٌ لحلول المصائب والكروب..


• أجمل صفات المرأة:[ الحياء]
﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾
• وأجمل صفات الرجل: [القوة والأمانة ]
﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾


حينما يصعُب عليك أمرٌ ، أو تحتار،
توجه إلى الواحد القهار ، وردِّد بـ انكسار،
﴿عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِينِي سَواءَ السَّبِيل﴾


(وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا)
البطر وكفران النعم سبب لهلاك أصحابها ..


( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ )
طفل رضيع جائع ومحاولات لإطعامه لكنه يأبى ..
ويأبى الله إلا أن يعيده إلا أمه ..
(كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ) ما أرحمك يا الله وما أصدق وعدك !


( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ)
عندما سقى لهما لم يكن ينتظر المقابل ..
عندما تولى عنهما لم يكن يعلم أنها ستعود تناديه ..
سقى لهما إخلاصًا منه فجازاه الله إحسانًا..


( احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )
الدنيا دار إختبار وابتلاء
ليميز الله الخبيث من الطيب
فالشدة وحدها هي التي تكشف الثابت من المتزعزع .


( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ)
لن يسلم أحد منا من أن يسمع هذا السؤال ..
فهل سنحسن الإجابة ؟
نسأل الله الثبات ..


(صنائع المعروف)بحاجة إلى:
- فطنة:﴿وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ﴾
- ومبادرة: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾
- عطاء: ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا﴾
- عدم طلب الجزاء أو انتظاره: ﴿ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ﴾


موسى عليه السلام اكتفى في حديثه مع الفتاتين بكلمة واحدة ! "ما خطبكما".
"اقْتصِر في حديثك مع من ليست من محارمك بقدر الحاجة، واجتنب الإطالة، فذلك أزكى لك وأطهر لقلبك"


( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )
ليس سهلاً أن تكون مؤمن فالإيمان سبيل الجنة والجنة حفت بالمكاره وهذه المكاره فتن تحتاج منا للجهاد والمجاهدة والصبر ..


(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعيه فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ) آية عجيبة ..!
على قصرها فقد حوت أمرين..ونهيين .وخبرين..وبشارتين ..!


﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ [القصص:25]
الأنوثة حياء لا أزياء!


( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )
من كان الله معه فهو القوي وإن كان لايمتلك شئ من مقومات النصر الدنيوية !!


{وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
الصلاة تنهى عن المنكرات وليست تعطيل للمصالح.


( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً )
إنها قاعدة : " فرق تسد " التي يتبعها الطغاة في كل عصر ..


﴿ فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ﴾﴿ فَأَلْقِيهِ ﴾
امتثال أمر الله عزوجل لا يأتي إلا بخير .


﴿ فَابْتغُوا عِنْدَ اللهَ الرِزْقَ ﴾
قال ابن تيمية: مَن رجا رزقًا من غير الله خذله الله "


{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [القصص : 8]
قد يكون حزنك من ذلك الباب الذي تظنه سعادة
ولذلك اسألوا الله الخير .


{وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل : 87]
فزع أهل السماوات مع أنهم لا يعصون الله ولا يفترون عن عباده .. كيف سيكون حال العصاة من أهل الأرض ؟


(ليجزيك أجر ما سقيت لنا)
من أسدى إليك معروفا كافئه ولو لم يطلب منك .


لم تخرج لأجل الحرية ولا لأجل المساوات
ولم يكن خروجها إستكثارًا بل كان لحاجة ( وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )


قال تعالى ﴿فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا﴾
صفات ينبغي للمسلمة التحلي بها:_
١-عدم خروج المراة الا للحاجة لانه لم تأتيه إلاواحدة
٢-الحياء
٣-اختيار لفظ ليس فيه خضوع فقالت ان ابي يدعوك ولم تقل انا ندعوك.


﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾[القصص:47]: ما وقع بلاء إلا بذنب، ولا كُشِف إلا بتوبة. قال ﷺ: «ما اختلج عرْقٌ ولا عين إلا بذنب، وما يدفع الله عنه أكثر». صحيح الجامع رقم: 552


( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ)
ليكن لأهلك وأبنائك نصيب من المشاركة في الأمور التي تخص العائلة والاخذ بآرائهم ..


﴿ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِى ٱلْجَٰهِلِينَ ﴾
انصرف بسلام من مجالس اللغو


( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )
ماعليك إلا الدعاء ..


(لولا أن ربطنا على قلبها)
لولا ربط الله على القلوب
لما صبر من صبر ولا ثبت من ثبت
اللهم اربط على قلوبنا وثبتنا


{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [القصص : 8]
كم قتل جنود فرعون من طفل وحينما جاء الطفل المقصود اصبح الجنود هم من يحمونه ويحرسونه .. بل وتربى في بيت فرعون .. ويمكرون ويمكر الله


قال تعالى ﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين﴾
حفظ الله موسى ﷺ وهو رضيع في قمة ضعفه وأغرق فرعون وهو في قمة قوته وجبروته.. فالله هو الولي وهو خير الحافظين.


﴿وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين﴾
تمسك بالأصدقاء الصادقين بالنصح، فإنهم عدة لك في الدنيا، وشفعاء في الآخرة بإذن الله.


قال تعالى ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾
كرم الكريم يعطي أضعاف الحسنة...
﴿ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون﴾
ومن عدله سبحانه لايجزي بالسيئة الا مثلها.


( فإنّ أجل الله لأت)
كل آتٍ قريب..

 

image.thumb.png.0df6f417feba3cf8e3f04a2a55f3a7d8.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء21

 

( يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ) لا تكتفي بتعليم ولدك أركان الإسلام فقط واحرص على أن تربيته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن بهما ينصلح المجتمع


(وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٖ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ) لاتخف على نفسك الفقر والجوع في الهجرة فكما الله ﷻ رزق الدابة الضعيفة والتي لاتملك من امرها شيئًا ، سيرزقك في حلك وترحالك.. سبحان العليم الخبير بأنفسنا الضعيفة.


(كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ) الطبع على قلوب الجهلة المجرمين . فلا يدخل قلوبهم إيمان ولا يخرج منها طغيان نسأل الله العافية


[وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ] من الذي يرزق الحوت في أعماق البحار؟ من الذي يرزق النمل في الجحور؟ من الذي يرزق الطيور؟'''' هو الله وهو الذي يرزقك فلا تحمل هما فقط اسعى وابتغي رزقه فإن بسط لك فبرحمة وإن ضيق عليك فلحكمة والحمد له أولا وآخرا..


(وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ …) إحرص على آداب الجدال مع أهل الكتاب ومن الجحود والنكران الى الصدق واليقين . وهذا لا يتأتى إلا باللطف واللين.


(يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامنُوٓاْ إِنَّ أَرۡضِي وَاسِعَةٞ فَإِيَّـٰيَ فَٱعۡبُدُونِ*كُلُّ نَفۡسٖ ذآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثمَّ إِلَيۡنا تُرجَعُونَ) ترابط عجيب بليغ بين الآيتين. وإن خفت الموت اثناء هجرتك للفوز بدينك.. تـيقّن … فالجميع ميت وإلى الله ﷻ المـآب


بعد أن أثنى ﷻ على المؤمنين وذكر جزاءهم بقوله: ﴿لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين﴾ عقّب سبحانه بصفتين عظيمتين هما؛ الصبر والتوكل: ﴿الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون﴾؛ فيامن آمن وصبر وتوكل أبشر بالعِوض والفضل العظيم.


[يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ] وطنك هو الأرض التي تقدر أن تقيم فيها دين ربك.. فالغربة الحقة هي غربة الدين..


إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله!) الحس لا يدرك لها ثقلا فلو كان لك رزقا بمثقال حبة الخردل في هذه المواضع ساقه الكريم لك (فلا تنشغل بالرزق واقترب من الرازق )


[ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ] من أصول مجادلة أهل الباطل الإنطلاق معهم من قاعدة مشتركة يسلم لها الجميع فهذا أنفع في إستمالة القلوب وإقناع العقول..


وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه ( يابُني أقم الصلاة ) ( وأمُر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ) ماأجمل الأسرة حبن تتواصى بالحق والصبر عليه ( هنا) حتى لايفقدون احدهم في دار النعيم (هناك)


(يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير) اشعل بها شمعة الأمل في قلبك فمن يدبر الأمر سيعطيك ويرضيك


[وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ] كل تربية لا تنبني على تشريب القلوب معرفة الله وتوحيده ومحبته وتعظيمه فهي منزوعة البركة مُرة الثمار..


[فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ] يآ له من وصف ما أروعه وما أجمله!! تعجز بعده الألسن وتجف الأقلام عن وصف أي جمال مهما بلغ.. حقا يستحق أن يُبذل من أجل الفوز به كل غالي وتهون من أجله كل المشاق


  [وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ] النماذج التربوية القرآنية أروع ما يمكن أن تتعلمه في أصول التربية الواجدنية والعقائدية والعملية والقولية.. فدعك من سنن من هم أبعد الخلق عن فهم حقيقة التربية فضلا عن تطبيقها


﴿ يَعْلَمُونَ ظَٰهِرًا مِّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلْءَاخِرَةِ هُمْ غَٰفِلُونَ ﴾ يعني:أمر معايشهم؛ كيف يكتسبون ويتجرون، ومتى يغرسون ويزرعون ويحصدون، وكيف يبنون ويعيشون، (وهم عن الآخرة هم غافلون)، ساهون عنها جاهلون، لا يتفكرون فيها ولا يعملون لها. البغوي


﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده﴾ [العنكبوت: ٦٢] ﴿أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء﴾ [الروم: ٣٧] الله ﷻ وحده الرزاق؛ يرزق من يشاء كيف يشاء بما شاء: ﴿فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون﴾ [العنكبوت: ١٧].


[يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون] اصعدوا للقمر كما شئتم.. غوصوا في أعماق البحار كما يحلو لكم.. والله مهما بلغتم في هذا فكله لا يساوي ذرة من فضل الله على أشعث أغبر جلس يتفقه في مسألة في دين الله أو يتعلم آية من كتابه أو حديث لنبيه


[وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون] [غلبت الروم.في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون] القرآن مليء بأدلة صدق النبوة وهي تتسم بسمة التنوع والتعدد فمنها أدلة عقلية مثل دليل العنكبوت هذا ومنها أدلة غيبية كمثل دليل الروم وغيرها كثير


يالها من لحظة حاسمة! يتقرر فيها المنزل الأبدي للإنس والجان، حيث يُرفع السعداء إلى الجنان، ويلقى الأشقياء في النيران! ﴿وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ﴾ [الروم: ١٤]


  (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) قال مجاهد:
أما الظاهرة فالإسلام والرزق،
وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب..

﴿أولم "يكفهم" أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم﴾
يا ربّ.. املأنا قلوبنا بشعور الكفاية هذا !!

(كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
رغم قوة وقعها على النفس !
إلا أنها الشافية عند تلقّي فاجعة الموت

سورة الروم دعوة للتفكر والنظر وإعمال العقل في آيات الله الكونية والشرعية.. تأمل
﴿أولم يتفكروا في أنفسهم﴾
﴿أولم يسيروا في الأرض فينظروا﴾
﴿أولم يروا أن الله يبسط الرزق﴾
﴿قل سيروا في الأرض فانظروا﴾
﴿فانظر إلى آثار رحمت الله﴾
﴿ومن آياته﴾ تكررت ٧ مرات

﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك﴾
إقامتك لصلاتك ثبات لقلبك وعون لك عند دعوتك إلى الله، وزاد لقلبك بالصبر عند ورود المدلهمات والعظائم.


﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم﴾
[العنكبوت: ٦٢]
إن بسط رزقك فبعلمه وإن ضاق فبعلمه فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون


(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
[سورة الروم 37]
غناك أو فقرك إعطاؤك أو حرمانك خاضع لمشيئة الله، فتوكل عليه.

المصيبة {ظهر الفساد في البر والبحر}
السبب {بما كسبت إيدي الناس}
العقوبة {ليذيقهم بعض الذي عملوا}
الحكمة {لعلهم يرجعون}


( فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة أعين )
قال الحسن البصري:
أخفى قوم عملهم عن الناس، فأخفى الله لهم ما لم ترَ عين ولم يخطر على قلب بشر.
اللهم اجعلنا منهم

﴿ يدبر الأمر ... ﴾
وما دام أنه جل في علاه هو من يدبر الأمر .. فنم قرير العين

﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾
يبتليك الله حسب ماعندك من إيمان ؛ فأصبر وأحتسب لتفوز في الامتحان..
﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾

﴿لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ﴾
الصادقون سيقفون ويُسألون.!!
فكيف بالكاذبين والمنافقين والمفسدين..؟

﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ﴾
هؤلاء المثبطون ستجدهم في كل زمان ومكان .. امضِ إلى ربك ولا تلتفت إليهم.


(إليّ المصير)
(إليّ مرجعكم)
(إلى الله عاقبة الأمور)
من الحكمة التفكّر في المآل واتخذا الصراط الذي يوصل إلى مآل مشرّف وعاقبة حسنة

(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون))
نجتهد في امور دنيانا ونقصر في أمور اخرتنا

(وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم)
(الله يبسط الرزق لن يشاء من عباده ويقدر له)
قد تكفّل الله عزوجل برزقك فلا تقلق..

{يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} يقرأ كل شيء إلّا القرآن، ويسافر في معظم البلاد إلّا للحج، ويُحسن لكل الناس إلّا لوالديه!

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ...)
إذا كان سيدُ البشر صلى الله عليه وسلم وأتقى الناس لله تعالى مأموراً بالتقوى فغيره من باب أولى وأحرى، كائناً من كان، فينبغي للمؤمن أن يتواضع لهذه الكلمة العظيمة ويتَّعِظ بها.


- ﴿يا عِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ أَرضي واسِعَة﴾ فاختر من الأرض ما تكون فيها أسلم ديناً ، وأصح قلباً ، وآمن نفساً ...
وقديماً قالوا : وكل مكان يُنبتُ العز طيبُ


- قال ابن عباس رضى الله عنهما إن هاتين الآيتين جمعتا الصلاواتِ الخمس
- ﴿فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ﴾ صلاة المغرب والعشاء
- ﴿وَحينَ تُصبِحونَ﴾ صلاة الفجر
- ﴿وَعَشِيًّا﴾ صلاة العصر
- ﴿تُظهِرونَ﴾ صلاة الظهر

- ﴿يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ﴾ يَتَنزل القرآن على القلب الميت فيحييه ، وعلى النفس الميتة فيبعثُها من جديد
..

- ﴿فَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ﴾ استدل به أبو حنيفة رضى الله عنه على وجوب النفقة للمحارم إذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب

- ﴿فَانظُر إِلى آثارِ رَحمَتِ اللَّهِ﴾ كيف لا نبصرها ونحن نتقلب فيها

- ﴿أَن اشكُر لي﴾ قال المفسرون : الشكرُ مبنىٌ على خمسِ قواعد ..خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه له ، واعترافه بنعمته ، والثناء عليه بها ، وألا يستعملها فيما يكره .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء22

 

(مَا قَدَّمُوا۟ وَءَاثَـٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَیۡءٍ أَحۡصَیۡنَـٰهُ فِیۤ إِمَامࣲ مُّبِینࣲ )علم طفل الفاتحة وأجعل الملائكة تكتب لك أثر هذا بعد مماتك كلما صلي بها

 

{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } لم يذكر الله تعالى اسم صحابي في القرآن غير [ زيد ] وذلك جبرا لخاطره بعد أن سلب فضيلة الانتساب للنبي ﷺ في البنوة فانظر جميل لطف الله تعالى وعنايته في جبر الخواطر

 

﴿وكان أمر الله قدرا مقدورا﴾ فاطمئن؛ فإن كان خيرًا فكن لله حامدًا شاكرًا؛ وإن كان غير ذلك فاصبر وارضَ واجتهد في دفعه وتذكّر أن: "عِظَمَ الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله – عز وجل - إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط" [حديث حسن]

 

(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) لو تمكنت هذه الآية من القلوب مالتفتت لغير علام الغيوب ( ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ )

 

( وما يمسك فلا مرسل له من بعده) وما يمسك من شر، فلا مُرسل له،ولولا هذا الإمساك لهلكت فيمن هَلَكَ. ( وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام )

 

﴿*فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا* وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ﴾ قوم سبأ عاشوا في نعمة لكنهم اعتادوها فملوها احذر أن تمل أو تتضجر من نعم الله، فتتعرض لزوالها بل عوّد نفسك على دوام الشكر واستشعار هذه النعم المتكررة عليك.

 

{ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ } دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، فيؤذيهن، وربما استهين بهن، وظن أنهن إماء، فتهاون بهن من يريد الشر. فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن.

 

{لا جناح عليهن ... واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا} بعد أن عدد الله سبحانه الأصناف الذين يحل للمرأة الكشف أمامهم قال بعدها(واتقين الله) ومن ذلك لاينبغي التوسع في اللباس عندهم حتى لو كانوا نساء كما ذكر سبحانه قصير وشفاف وغيره أوابداء شيء محرم ابداءه

 

لعل الساعة تكون قريبا) ( اقترب للناس حسابهم ) (واقترب الوعد الحق) ( اقتربت الساعة وانشق العمر ) ( ونراه قريبا) كثرة تكرار اقتراب القيامة في القرآن يزيل غشاوة الغفلة ، ويدفع المؤمن للعمل

 

(وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ) فلتكن تلك النعم حجة لك يوم الدين ، لا عليك .. واحذر أن تسخِرها في الفتن أو ظلمٍ او طغيان

 

سنة الله تعالى في إسقاط كل من عادى دينه لا تتغير ولا تتبدل ! ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢)﴾.

 

{واذكرن ما يتـلىٰ في بيوتكن من آيات ٱلله والحكمة إن ٱلله كان لطيفا خبيرا} جوالك تكتب به بعض الآيات أو تقرؤها وتسمعها فيه نقّه من الشوائب وطهّره من الأدران فالله خبيرٌ بك إذ جعلك من أهل القرآن؛ فاستحضر خشيته.

 

(وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ) جاءت في آخر ترتيب لوصف العباد وتصنيفهم في الطاعات وهم السبّاقون .. لئلا يغتروا بعملهم، . "السعدي".

 

  [إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات... أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما] يا من تطلب المساواة بالرجل ليتك تستطيعين الفوز بها في هذا..

 

( يَـٰٓأَيُّهَا النبي قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ ونساء المؤمنين يُدۡنِينَ عليهن مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذلك أَدۡنَىٰٓ أَن يعرفن فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غفورا رحيما) خطورةكشف الوجه ظهرت بوضوح مع وجود الهواتف و سهولةأخذ الصور و كم من حرةتضررت بسبب ظهور وجهها.

 

( فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ) أنت مأمور بمراعاة المرأة ماديا و معنويا إذا أردت فرقها فحري بك أن لا تقصر مع من هي تحت يدك .

 

( يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كأحد مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بالقول فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مرض وَقُلنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا) هذه الأمر لأطهر النساء في أفضل قرن ، فحري بنا أن نعلم حدودنا البشرية و لا نتسهال في الحديث مع الأجانب

 

(يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قريبا) كثير ممن تاهوا كانوا بسبب إنشغالهم بأمور ليس مطلوبة منهم و تركهم ما هو مسؤولون عنه. مثلا تجده يسأل عن كيفية سؤال القبر ؟و هو تارك للصلاة

 

﴿وَلَقَد آتَينا داوودَ مِنّا فَضلًا يا جِبالُ أَوِّبي مَعَهُ وَالطَّيرَ وَأَلَنّا لَهُ الحَديدَ﴾ [سبأ: ١٠] إذا علمك الله صنعة ينتفع بها الناس فاعلم أن الله قد فضلك بها فاشكر نعمة ربك وابذلها فيما يرضيه وينفع خلقه

 

﴿وَحيلَ بَينَهُم وَبَينَ ما يَشتَهونَ﴾ [سبأ: ٥٤] يوما من الأيام سيحال بينك وبين ماتشتهي من شهوات الدنيا الفانية فلا تعلق قلبك وهمك بها

 

﴿وَما أَموالُكُم وَلا أَولادُكُم بِالَّتي تُقَرِّبُكُم عِندَنا زُلفى إِلّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضِّعفِ بِما عَمِلوا وَهُم فِي الغُرُفاتِ آمِنونَ﴾ [سبأ: ٣٧] هذا ميزان الدنيا عند الله فماهو ميزانها في قلوبنا وحياتنا

 

(مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ) آية توجب التسليم بقضاء الله ، وتعلق القلب به ، والمحبة الخالصة في طاعته فماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

 

[وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا] [المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا] كم مرة يذكرنا القرآن بهذه الحقيقة والكثير مازال مغمور في تلك الفتنة!

 

(وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ رَّقِيبٗا ) إقهـر بها نفسك الأمارة بالسوء ، والهوى وإغراءات الشيطان ، وفتن تموج بنا ليل نهار إنها تزرع في النفس الرهبة والخوف والخشوع والمحبة لله الواحد القهار

 

[وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ] قاطعة لدابر كل من يحكم عقله أو هواه مع حكم الله.

 

[وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية] لو استرسلنا مع من يحتج بأن هذا الآمر موجه لأمهات المؤمنين.. أليست الأم قدوة لابنتها حتى بحكم الفطرة والعاد

 

(من كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ) وإن أردت الرفعة والشرف والعزّة .. فاستـجِر .. بالعزيز سبحانه ، طاعة ورهبةً وخشوعًا ..

 

(وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ) إطـمئٰن أيها المنفِق المؤمـن ، فمالك لا ينقص بالإنفاق .. فربك الرزاق تَـكـفّـل لـك الزيادة والسـداد ..

 

. {قُل إنَّ رَبِّي يبسُطُ الرِّزْقَ لمن يَشَاءُ من عِبَادِهِ ويَقدِرُ لَه...} الأرزاق لا تبقى على وتيرة واحدة فقيرٌ يُوسّع عليه غنيٌّ يُضيّق عليه اتبعه تعاليمه فقط

 

[ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير] متاع الدنيا يرثه كل أحد البر والفاجر.. أما ميراث كتابه جل في علاه فهو اصطفاء وفضل يختص به من يشاء من عباده.. وكل من صاحب القرآن نجا..

 

[وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور] سلوى لكل محزون ومكلوم سينتهي الحزن وسيزول الألم.. والموعد الجنة..

 

[واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة] الآمر بالقرار في البيوت لا يعارض كون النساء مأمورات بطلب العلم والتفقه في الدين فلا تعارض، بل نستطيع الجمع خاصة في هذا الزمان الذي صارت المرأة تستطيع أن تتلقى العلم عن علماء الدنيا وهي قارة في غرفتها..

 

 

{واذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} إذا كان البيت محفوف بكتاب الله وحفظته فذلك دليل على فضله واصفاء الله له وتلك نعمة من أعظم النعم

 

﴿قُل إِنَّما أَعِظُكُم بِواحِدَةٍ أَن تَقوموا لِلَّهِ مَثنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّروا﴾ [سبأ: ٤٦] المصارحة الفردية والثنائية من أفضل السبل للوصول لمعرفة الحق والحقيقة

 

﴿عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة﴾ [سبأ: ٣] فكيف بهمّك وكربك؟ الله يعلم ما بك؛ فتفاءل وأحسن الظن بربك وأرِ الله من نفسك خيرًا وتدبّر: ﴿وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا﴾ [فاطر: ٤٤].

 

image.thumb.png.b057948c21a2eedccc215df9bb438110.png

 

 

 

 

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء23

 

( وقفوهم إنهم مسئولون ) كم مدة الوقوف وكم عدد الاسئلة وهل الإجابة مقبولة اللهم اجبر الكسور وضاعف الأجور

 

عن إسماعيل عليه السلام في سورة الصافات ( يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) وفي سورة مريم ( إنه كان صادق الوعد ) صدق وعده حتى بالامتثال للذبح

 

( فلولا أنه كان من المسبحين ) لن تعدم خيرا من رب رحيم لا ينسى لك حتى التسبيحة أحوج ما تكون إليها

 

(إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) ( رب هب لي من الصالحين ) هجرة إلى الله بعيدا عن الشرك ودعاء بولادة جيل جديد على التوحيد

 

(ٱلۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ) وكما ختم الله على قلوبهم في الدنيا لكبرهم وعنادهم الآن يختم على أفواههم فلا عذر لهم ولايُجدي لهم استغفار

 

اشتمل الجزء ٢٣على ايات الله الكونية، وقدرة الله على الخلق والبعث. الصافات: إثبات وحدانية الله. اهل الجنة واهل النار، وخطورة قرين السوء. دحض شبهات الكافرين،وجند الله هم المنصورون.(ص)تحدثت عن بعض الخصومات. تسخير الله لسليمان اشياء لم تكن لأحد

 

(هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ*ٱصۡلَوۡهَا ٱلۡيَوۡمَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ) ذهبت اللـذات .. وبقيـت التبـعات .. ندامـةوحسرات على الذين ماتوا وهم كفار .

 

(قيل : ادخل الجنة : قال : يا ليت قومي يعلمون )هكذا قلب الداعية المشفق نصح قومه حيّاً وميتاً

 

(إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ) خلق الله النجوم .. زينة للعباد للتأمل في إبداع خلق الرحمٰن فنزداد خشيةً وحبًا وطاعة ونورًا يُهتدى به من لم يهتدِ في الأرض بمكان ورجومًا الشياطين . الحمد لله رب العالمين .

 

(وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلأَشرَارِ*أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلأَبصَٰرُ ) جهلهم في الدنيا غباءٌ لهم في الآخرة .

 

(فَلَا يَستَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ) الساعة تـأتي بغتة.. فإن حلت لا توصية للذرية ولا رجوع ٍ للحياة الدنيا !!

 

(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )إِذا أَرادَ شيْئًا في حال العقم ،، يهبك الذرية ان كنت مريضا ،، فهو الشاف في حال الفقر ،، فهو الرزاق ذو القوة المتين الله على كل شيء قدير ، وعلى المرء الأخذ بالأسباب ثم حسن التوكل على الله

 

مهما كان حالك سواء كنت تتقلب في نعم وفضل من الله، أوكنت صابراعلى البلاء، فلا غنى لك عن الإكثار من التوبةوالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. ففي ذكر سليمانﷺوماوهبه الله، وفي ذكر أيوبﷺوماكان فيه من صبر على ماأصابه أثنى الله عليهم بقوله{نعم العبد إنه أواب}~

 

(ٱحشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعبُدُونَ*مِن دُونِ ٱللَّهِ فاهدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلجَحِيمِ) "فاهدوهم"سخرية بالظالمين وتهكم بهم . فهم لم يهتدوا في الدنيا إلى الصراط المستقيم فلـيـهتدوا اليـوم إلى صـراط الجحـيم .'

 

في سورة يس جائت كلمة توصية مفردة وكلمة صيحة أيضا مفردة وهذا دليل على عظيم قدرة الله وقلة حيلة المخلوقين فبصيحة واحدة فقط يتحول الكون بأجمعه إلى مايريده الله أما المخلوق حتى لو بتوصية واحدة لايستطيع أن يوصي حينها فاللهم لاتكلنا إلى أنفسنا وعلق قلوبنا دائما بك

 

(وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ*كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ) نساء الجنة عفيفات جميلات العيون والأخلاق يقصرن النظر فقط على ازواجهن . كأنهنّ لؤلؤٌ مكنون مصون لم تمسه قبل يد، ولم تَنظر إليه قبلُ عين. طـوبى لمن حـاز وفـاز بتـلك الصفـات في النساء.

 

(أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلخَالِصُۚ) الإخلاص هو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة المرسلين، وأعظم الأصول في دين الإسلام (فاعبد الله مخلصًا له الدين)

 

إذا كانت الشمس بعظم حجمها تسجد لله تعالى ، فكيف يأبي ابن آدم الضعيف ؟! (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣۸)﴾

 

(قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ) أي حكم في قضية أو نزاع لا بد لك من الطرفين ، الإنصات والسماع ،!

 

(أَءِذَا مِتنا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبعُوثُونَ) بدأت الآية بالإستفهام ، للإنكار والإستهزاء من قول وتعجب الكافرين . نعم سُيبعثون صاغرون ذليلون مهانون .

 

(لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦ وَمَا عَمِلَتهُ أَيديهِمۡۚ أَفَلَا يَشكُرُون) واجبٌ علينا ونحن نتقلب في نعم الرحمٰن ليل نهار ، أن نشكره .وبشكره تزيد علينا نعمه .

 

(يَٰحَسرَةً عَلَى ٱلعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَستَهزِءُونَ ) حقًا عليك أن تتحسر على كل من يستهزيء بالرسل فاستهزاءهم عليهم حـزنٌ وحسرات وإن اهتدوا صدقوا فلهم الأمان بالإسلام

 

(وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسلَخُ مِنهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظلِمُونَ ) الليل والنهار آيتان عظيمتان من آيات الإعجاز الإلهي . (نسلخُ منه النهار) وكأن الأصل الظلمة،ولولا إنسلاخ النهار بإرادة الله المنان لاستمر الكون في ظلام …!

 

( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) إستغفر سليمان عليه السلام من ذنبه ثم طمع فيما عند الله لانه يعلم من يدعو

 

إذا عرف العاقل أنه لا رجوع إلى الدنيا بعد الرحيل ؛ أقبل على ما ينفعه، فلا مجال للتعويض بعد الموت !! ( أنهم إليهم لا يرجعون )

 

سير الإنسان براً ، وبحراً، وجواً آمناً ؛ صورة من صور رحمة الله تعالى . ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤)﴾

 

من أنفع طرق وعظ الناس : ضرب المثل بما يعرفونه ، ويعايشونه ، ويلامسونه في واقعهم . (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) (٣٥)﴾

 

من ضل بسببهم أجيال متعاقبة في الكفر أو الفسق أو البدعة ، ويتباهون بهذه الجماهير والأتباع ؛ هم أشباه الشياطين !! ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا﴾

 

من أسباب الخشوع في الصلاة استشعار المصلين أنهم صافون كما تصف الملائكة عند ربها جل وتقدس. ( والصافات صفا)

 

انتظام الكون بأفلاكه، وأجرامه يهدي المتأمل إلى الحقيقة العظمى أن صانع ذلك هو المستحق للعبادة وحده ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤۰)﴾

 

بعد الارتحال من عرصات القيامة تبدأ رحلة النعيم الأبدية ؛ التي لا يقطع المؤمنين عنها قاطع ! ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)﴾

 

﴿فلولا أنه كان من (المسبّحين) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون﴾
التسبيح مفتاح لباب الفرج عند الأزمات فالزمه .

 


﴿وآية لهم الليل نسلخ منه النهار﴾ [يس]
لفت نظرهم لآيات مشاهدة محسوسة تتكرر في حياتهم اليومية، فالقادر على خلق وإعادة ما تشاهدونه، قادر على أن يبعثكم بعد موتكم.
ما ألطفه من أسلوب يخاطب العقول والقلوب.

 


(لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار)
كواكب عظيمة لا يسعها إلا أن تتبع منهج الله تعالى في خلقه فتسير بانتظام لا تشذّ عنه قيد أنملة
ما أشد جرأتك أيها الإنسان كم تتفلت من مسارك!!

 


من كان في الدنيا على الحياد بين الحق والباطل، فلا حياد في يوم ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59].
 


من علم ضخامة وعظم الثمرة
هانت عليه المشقة:
{لمثل هذا فليعمل العاملون}


﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: 143]: رصيد الرخاء ينفع في أوقات الشدة.

 


﴿إن هذا لهو البلاء المبين﴾
أيها المؤمن..
إن الشدة التي تمر بها
والكرب الذي أقض مضجعك
والهم الذي أخذ بمجامع قلبك
هو اختبار من الله لك!
فكن صابرا محتسبا؛ لتنجح.

 


{فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات : 102]
كيف لي أن أتصور فرحة نبي الله إبراهيم حينما فدي ولده بكبش وأن هذه الحادثة كانت مجرد إختبار .. يا الله


{رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ}
كم من محتقر في الدنيا
مكرّم عند الله

 


(إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم)
الموت يخطف في كل لحظة آلآف البشر لكن كم منهم لا تموت آثاره الطيبة؟

 


﴿فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون﴾
لا يحزنك كلامهم خلفك، ولا اتهامهم أمامك، ولا اتفافهم على تكذيبك، يكفيك علم الله بخفاياهم وظواهرهم!.


{فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات : 102]
حتى الولد لا يجوز أن تزاحم محبته محبة الله في قلبك .. فكيف بمن سواه ؟!

 


{اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون}
قيل: لأن اليد مباشرة لعمله، والرجل حاضرة، وقول الحاضر على غيره شهادة، وقول الفاعل على نفسه إقرار بما قال أو فعل، فلذلك عبر عما صدر من الأيدي بالقول، وعما صدر من الأرجل بالشهادة . / القرطبي

 


﴿ومن نعمره ننكسه فِى ٱلْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾
يخبر تعالى عن ابن آدم أنه كلما طال عمره رد إلى الضعف بعد القوة، والعجز بعد النشاط ... والمراد من هذا -والله أعلم- الإخبار عن هذه الدار بأنها دار زوال وانتقال، لا دار دوام واستقرار. [ابن كثير:٣/٥٥٥]

 


{وإن جندنا لهم الغالبون} [الصافات : 173]
تأخر النصر ليس اخلاف من الله لوعده ولكنه تقصير منا في العبودية لله


تأمل أصل خلقتك لتعرف حدود قدرتك
(أَوَلَمْ يَرَ ٱلْإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَٰهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ


﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾
قال قتادة: عجب النبي ﷺ من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم، وذلك أن النبي ﷺ كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به، فلما سمع المشركون القرآن؛ سخروا منه ولم يؤمنوا به، فعجب من ذلك. [البغوي:٣/٦٥٦]


( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ....)
من تجالس ؟
شبيهك وقرينك ومن تصاحبه ستحشر معه يوم القيامة ..


(وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)
حبس على الصراط ثم سوق الى النار ..
نسأل الله السلامة والعافيه ..
تخير صحبتك ..

 


﴿وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ صَفًّا﴾
تصف في السماء كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة، وقيل: تصف أجنحتها في الهواء واقفة فيه؛ حتى يأمرها الله بما يريد . [القرطبي:١٨/٦]

 


(إد جاء ربه بقلب سليم)
لم يرد في القرآن وصف القلب بالسليم إلا في مدح إبراهيم عليه السلام أبو الحنيفية وإمام الموحّدين
رب ارزقنا قلوبنا سليمة نستحق أن نأتيك بها يوم القيامة.

 


﴿إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله.. يستكبرون﴾
سبحان الله!! أي نفسٍ هذه التي يبلغ اعتدادها بذاتها أن تستكبر على المتكبر؟!
ما أحلم الله.!


(إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ)
ليس بذكائك دفع عنك البلاء و لكن برحمة رب الأرض و السماء

 


" إنا وجدناه صابرا نعم العبد "
وأنت .. كيف وجدك ؟

 


"ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون"
نداءك لربك لاتظن أنه يذهب سدى،سيجيبك الله فكن معه وأخلص له.

 


﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَآ إِلَىٰٓ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾
وخص الأهل بالذكر؛ لأن القول معهم في ذلك الوقت أهم على الإنسان من الأجنبيين، وأوكد في نفوس البشر. [ابن عطية:٤/٤٥٧]

 


﴿وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ﴾
وذكر الذرية لضعفهم عن السفر، فالنعمة فيهم أمكن. [ابن عطية:٤/٤٥٥]

 


( وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ )
لا تشكو ضيق العيش و أنت تشترط أن يكون عملك بجوار بيتك

 


﴿قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ﴾
يعنون: قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوا به في محشرهم قالوا: ﴿... من مرقدنا﴾، وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم؛ لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.
ابن كثير

 


﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَٰحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾
﴿وهم يخِصِّمون﴾ أي: وهم لاهون عنها، لم تخطر على قلوبهم في حال خصومتهم وتشاجرهم بينهم، الذي لا يوجد في الغالب إلا وقت الغفلة. [السعدي:٦٩٧]

 


﴿۞ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِۦ مِنۢ بَعْدِهِۦ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾
المعنى أن الله أهلكهم بصيحة صاحها جبريل، ولم يحتج في تعذيبهم إلى إنزال جند من السماء؛ لأنهم أهون من ذلك. [ابن جزي:٢/٢٢٣]

 


{نعم العبد إنه أواب}
كن كثير الأوبة وهي الرجوع إلى الله بالتوبة والإستغفار فقد أثنى الله على سليمان بذلك


﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
لا تتوقف عن السـير إلى ربك،
أذهب إليه كلَّما أظلم دربك ، أو قسى قلبـك..
وثِق أنه ما ذهب عبدٌ لربه إلا انشرح صدره وانكشف كربه


﴿ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
الله ﷻ لا يُخيّب ظن عبدِهِ الواثق بقدرته ، والراجي لرحمته.


﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾
أعظم أسباب البركة التي تحيط بالإنسان في حياته القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتدبرا وتعليما.


﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا﴾
ٓ من أدب الدعاء :
طلب المغفرة قبل الحاجة.

 

 

في خلواتك لا يغُرنَّك صمتُ أعضائك ؛
فإن لها يوماً تتكلم فيه !
﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
يارب رحمتك وعفوك
إذا كان الشهود علينا أعضاؤنا فأين المفر !!!


﴿وَٱمْتَٰزُوا۟ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ﴾
قال مقاتل: اعتزلوا اليوم من الصالحين، ... وقال الضحاك: إن لكل كافر في النار بيتاً؛ يدخل ذلك البيت ويردم بابه بالنار، فيكون فيه أبد الآبدين. [البغوي:٣/٦٤٥]

image.png.30d8116b2a143b1d937c0fbbfa4800d8.png

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 الجزء24

 

( وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ ) الشخص الذي يريد بك الخير هو الذي يخاف عليك من عذاب يوم القيامة و يجتهد في نصحك و ليس من يجاريك في المعاصي .


( فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ ) احذر أن تتكلم في دين الله بغير علم فتهلك


سورة الزمر: الزمر المتقابلة اختر ما تشاء من الزُمر فإنها ستؤول إما إلى: زُمَرٌ فائزة بفضل الله تستقبل بالترحاب على أبواب الجنة (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) زُمَرٌ خاب عملها تستقبل بالمعاتبة والنار (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا)


﴿أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ﴾ " ويخوفونك بالذين من دونه" يخوفونك من المستقبل، من الغلاء ،من تسلط ظالم، من الفقر.... فقط توكل عليه وعلق قلبك به وثق بقوله تعالى (أليس الله بكافٍ عبده)


(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) على شطآن رحمة الرحمن تتكسر كل أمواج القنوط.. اللهم إنا المسرفون على أنفسنا وأنت الرحمن الذي تغفر الذنوب جميعا اللهم لك الحمد على رحمتك ومغفرتك


(هو الذي يريكم آياته) ومن آياته: تكالب الأحزاب والكفار على الفئة المؤمنة في غزة ووسيلة الصمود: (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) اللهم نسالك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن تنصر من ينصر دينك وتذلّ من يعاديه ويحاربه


- (يا عبادي الذين أسرفوا!) تأمل ( اسرفوا ) في العصيان ويتودد لهم الرحمن

فرغم إسرافك فيما لا يحب.. يناديك بما تحب


وتزوّد له بما فيه نجاته ومن أمِن العقوبة أساء الأدب! يوم التناد يوم التلاق يوم الآزفة يوم الحساب يوم تقوم الساعة يوم يقوم الأشهاد


﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ بلى والله! من حقق العبودية لله بامتثال أوامره واجتناب نواهية محبة له وتعظيما؛ فإن الله سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع ويدافع عنه، ويملأ قلبه طمأنينة وسكينة بحيث لا يخاف أحدا دون الله. والكل دون الله وتحت قهره.


من عاش على(إن الذين قالوا ربناالله ثم استقاموا) قطف الثمرة(تتنزل عليهم الملائكة) ونال البشارة(ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروابالجنة التي كنتم توعدون) والولاية(نحن أولياؤكم في الحياةالدنيا والآخرة) والإحسان(ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون) (نزلا من غفور رحيم)


﴿ا۟ فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى ٱلْبِلَٰدِ﴾ احذر من الاغترار بما أُعطي أعداء الإسلام من متاع الدنيا


(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) آفة العبيد عدم تقدير الله حق قدره وعدم تقدير عظمته وقدرته وقوته وملكه وملكوته وعدم تقدير اليوم الآخر الذي فيه يبعث الخلق فيحاسبهم جميعا لا يظلم أحدا


إذا وجدت فتورا في قلبك فذكّره بيقين: (إن أرادني الله بضر هل هنّ كاشفات ضرّه أو أرادني برحمة هل هنّ ممسكات رحمته) وحده الله حسبك، وحده الله وكيلك، وحده الله كافيك فقل بيقين: (حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون)


(وأفوض أمري إلى الله) جاءت النتيجة بعدها مباشرة: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) . . تخشى عدوا أو ظالما؟ امتلأ صدرك هما؟ تعسرت أمورك؟ •فوض أمرك لله وسيتولى الله أمرك.


#سورة_الزمر مقدّمة لسور #الحواميم إلا أنها لم تفتتح بـ(حم) وهي كلها منهج الدعاة في الدعوة إلى الله نزلت في زمن حصار النبي سورة الزمر: إخلاص العبادة لله وحده "أساس الدعوة" سورة غافر: الدعوة بالحوار لا بالجدال "أسلوب الدعوة" سورة فصلت: الدعوة بالقرآن "الرسالة والمنهج"


(وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ) آية مخيفة .. أقلقت مضاجع الوجلون ما نسيته من آثام ، تجده منسوخ يوم الدين . لذلك وجب لزوم الإستغفار ، ، ففيه كل خير وأمان .


قُلِ اللَّهُمّ فَاطِرَ السَّماوَاتِ والْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَة سألت عائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض


(وأشرقت الأرض بنور ربها) يا أرضاً أظلمت من جور أهلها استبشري فغداً سيزول ظلامك وسيشرق وجهك ضياء بعدل ربك


(قُل حسْبِيَ اللَّهُ ۖ عليهِ يتَوَكَّلُ الْمُتَوكِّلُونَ )التوكل: هو الإعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله سبحانه وتعالى، هذا هو التوكل، الاعتماد على الله اعتمادا حقيقيا صادقا في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به وهو من العبادة الخاصة بالله


( وقال ربكم ادعوني استجب لكم) بدعائك يتحقق لك مطلبين استجابة الله لك بقضاء حاجتك وتعبدك لله بالدعاء وعدم استكبارك


(قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ) هذه من أرجـى الآيات . فمن تاب من الذنب ولم يصر عليه وإن كان شركًا ، أو معصية .. فمن تاب تاب الله ﷻ عليه

( فبئس مثوى المتكبرين) (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (فأما عاد فاستكبروا في الأرض) الكِبر هاوية الهلاك

[ ستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله ] قد تنصح من تحب فلا يستجيب لك فلا تحزن وَ أفوِّض أمري إلى الله ” كَافيَة تجعلك مُطمَئِنَّ


الصالحون زاهدون في الملك والرئاسات ، باذلون للنصح للكبراء والعامة ، فقد مؤمن آل فرعون: (يا قومي لكم الملك اليوم ) وعندما ذكر بأس الله تعالى قال: ( فمن ينصرنا من بأس الله )


﴿حَتّى إِذا ما جاءوها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصارُهُم وَجُلودُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ لا مراوغة ولا محاباة حتى الجوارح تنطق بالحق يوم القيامة فاجعلها في صالحك لا ضدك بالتزود من الخيرات.

 

{وقالوا من أشد منا قوة} الاغترار بالنعم وعدم شكر المنعم سبب للعقوبة وزوال النعم.


﴿قال إنما أوتيته [على علم] بل هي فتنة﴾ [الزمر: ٤٩] ما أعظمها من فتنة، الاغترار بالعلم، والاعتداد بالرأي وحدّة الذكاء والفهم. إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول مـا يجني عليه اجـتهـاده


{وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} يتحبب الله إليهم باحسانه وهم يختارون غضبه


{ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [الزمر : 35] وهذا منتهى الفضل والإحسان من الله- تعالى- لعباده المتقين، حيث عاملهم بالفضل ولم يعاملهم بالعدل.

﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾ ما اجملها من بشارة يجعل المؤمن لا يخاف من الموت يرجوا وعد الله وفضله طابت حياته بالإستقامة فيموت هادئآ مطمئن لا خوف من مستقبل ولا حزن على ماض


دموع التائبين وابتهال النادمين له مكانته عند الله حتى أن الله يجعل حملة العرش يدعون لهم: {فاغفر للذين تابوا}

 

لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ [الزمر : 34] الأعظم مما يشاؤون .. أنهم عند ربهم


{ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا...} بدؤوا بالثناء على الله تعالى وتعظيمه، ثم لجأوا إليه بالدعاء. وهذا من آداب الدعاء، فاحرص عليه.


يوم التلاق يوم الآزفة يوم التناد يوم الحساب يوم يقوم الأشهاد يوم تقوم الساعة ليست مجرد أسماء ليوم القيامة من باب التنوع وإنما هي زواجر تقرع القلوب الغافلة عن الآخرة دار القرار فتسعى لها سعيها لتكون دار سعادة لا دار سوء وشقاء


{وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه...} حين يجتمع مع كمال الرجولة تمام الإيمان تتفجر ينابيع الحكمة. انظر إلى هذا الرجل المؤمن كيف وعظ فأرشد وحاور فأقنع.


{ يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور } اختلاسات النظر و هَم الصدور خَفية على البشر ؛ ولكنها معلومة عند من يعلم الخطرات واللحظات والوساوس سبحانه. فكن على حذر أن يراك حيث نهاك .


{فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} آية تهديد ووعيد هزَّت وأرعبت عتبة بن ربيعة حين سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع منها وأمسك بفيه، وناشده بالرحم أن يكفَّ؛ لأنه يعلم صدق رسول الله ومتيقن أنه لا ينطق عن الهوى. ما حالنا مع زواجر القرآن؟!


{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن...} قد يُخطئ عليك فتجد صعوبة في العفو ؛ وهنا يأتي التوجيه: (ادفع..). جاهد نفسك فهذه المنحة إنما يتحصل عليها الصابرون الموفقون . وانتبه لنزغ الشيطان المخذل عن العفو.


(وقال ربكم "ادعوني" أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن "عبادتي" سيدخلون جهنم داخرين) الدعاء عبادة تُظهر شدة افتقارك إلى مولاك فحذار من الاستكبار عنها!


{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} عليك أنت فقط أن ترفع كفيك وتقول يارب .. وهو متكفل لك بالإجابة سبحانه جل في علاه .


( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى الله ) فوض أمرك له سبحانه وسيكفيك شر كل عدو ( فَوَقَاهُ الله سيِّئَاتِ ما مَكَرُوا )


﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ﴾ الاستغفار والتسبيح من أسباب الفرج.


﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ هذا حال السماء والأرض.. وأنت بينهما.. فأنى لك المفر؟!


{أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين} جمع مع التفريط في طاعة الله، الاستهزاء والسخرية بعباد الله؛ فجمع الله له مع الحسرة والندامة، سوء العذاب يوم القيامة.


﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ ينادي المذنبين المسرفين ويبشرهم بمغفرته ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ فكيف بالتائبين المقبلين؟! ما أرحمك يالله !


إن أصابك ضرٍ أو خفت من مكرٍ فردد :﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾ والنتيجة :﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾


﴿أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ﴾ وفي استحضار الرسول ﷺ بوصف العبودية، وإضافته إلى ضمير الجلالة معنى عظيم من تشريفه بهذه الإِضافة، وتحقيق أنه غير مُسلمِه إلى أعدائه. [ابن عاشور:٢٤/١٣]


﴿فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها﴾ هدايتك لنفسك، وضلالك عليك.


(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) حتى تلك النظرة التي تختلسها في النظر الحرام ستحاسب عليها يوم الوقوف بين يدي الله احفظ بصرك .


{وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الزمر : 48] كم من سيئة فعلها الإنسان ونسيها ويوم القيامة يجدها في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها


( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) يناديهم ياعبادي وقد لوثتهم الذنوب والخطايا فكيف بهم لو اقبلوا طائعين طاهرين !! اتراه يعرض عنهم . سبحان ربي ما احلمه واكرمه


{ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} جمادات استجابت لخالقها فإين استجابتنا لربنا؟!!

﴿حَتّى إِذا ما جاءوها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصارُهُم وَجُلودُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ لا مراوغة ولا محاباة حتى الجوارح تنطق بالحق يوم القيامة فاجعلها في صالحك لا ضدك بالتزود من الخيرات.


{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال ابن رجب: الذين قالوا ربنا الله كثير، ولكن أهل الاستقامة قليل .

(فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا) من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدفع عن دين الله، فإن الله يؤيده بنصره ويحفظه بحفظه ويجنبه شر خلقه، فإذا مكر الإعداء فمكر الله أعظم من مكرهم (ولينصرن الله من ينصره)


﴿وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾ من ظن بالله خيرًا أعطاه ومـن ظـن به شــرًا أرداه

{غافر الذنب وقابل التوب} لا يأسَ مع الله دائماً يوجد أمل فاطرق أبواب رحمته بالإحسان بعد الذنب..


﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ وكم من [ دعوةٍ ] رُفِعت إلى الملك الجليل ، جاءت بالمُستَحيل..


أقسى عتاب: حين تُعاتب جوارحك يوم القيامة ﴿لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا﴾؟ فيقولون:﴿أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾

 

..~ طمأنينة ~..
﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾

 

﴿۞ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُۥٓ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ فإنهم أتوا أصنافاً من الظلم العظيم: ظلم الاعتداء على حرمة الرب بالكذب في صفاته؛ إذ زعموا أن له شركاء في الربوبية، ....


{فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين} والتعبير بقوله: وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ يدل على أنهم بادروا بتكذيب ما جاءهم به الرسول صلّى الله عليه وسلم من عند ربه، بمجرد أن سمعوه، ودون أن يتدبروه أو يفكروا فيه.

image.png.a8d1eb0dcdbb4353f422c26ca7babdfc.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×