اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

قاعدة الأولويات في الحياة الزوجية عندما يزدحم الوقت فابدأ بمن لا يعوض

المشاركات التي تم ترشيحها

 

في زحام الحياة الحديثة، أصبح من الشائع أن يعيش الزوجان تحت وطأة ضغط مستمر من المسؤوليات المتلاحقة: عمل، رسائل، تنقلات، التزامات اجتماعية، طلبات مادية، طموحات شخصية... حتى غدا اليوم مزدحمًا من أوله إلى آخره، والليل امتدادًا مرهقًا للنهار.

 

وفي هذا الزحام، يقع كثير من الناس – رجالًا ونساء – في خطأ منهجي خطير: ترتيب الأولويات بطريقة مقلوبة.

 

فبدل أن يبدأ يومه بما لا يُعوّض – الزوجة، الأبناء، الوالدان – يؤجلهم إلى نهاية اليوم، إلى لحظة "الفراغ" التي غالبًا لا تأتي، أو تأتي وقد نُهكت النفس واستُنزفت المشاعر، فيُعطَون الفتات لا الأصل.

 

هنا نذكّر بقاعدة ذهبية لا تبلى مع مرور الزمن:

إذا تزاحمت المهام، فابدأ بمن لا يُعوَّض.

 

ابدأ ببر الوالدين، بركته تفتح لك في كل طريق.

 

ابدأ بالزوجة، فهي سكنك وأمانك، وإذا شعرت بك مبكرًا، أعطتك من نفسها أضعاف ما أعطيت.


ابدأ بالأبناء، لحظة تربيتهم لا تعود، وغيابك عنهم اليوم لا يعوضه ندم الغد.

 

ليس القصد أن تُهمل العمل أو تتخلى عن الطموح، بل أن تُعيد ترتيب المقادير. فكل مهمة يمكن تأجيلها إلا الإنسان. وكل مشروع يمكن استبداله إلا من سكن قلبك.

 

ولنتأمل حال كثير من الأسر حين يتأخر أحد الزوجين عن التواصل، والحضور، والاهتمام:
تجد الزوجة وقد انشغلت بنفسها، والأبناء قد استقلوا بمشاعرهم عن والدهم أو والدتهم، وتبدأ الفجوة العاطفية في الاتساع بصمت.

 

وفي لحظة ما، يستيقظ الإنسان ليجد نفسه غريبًا في بيته، ضيفًا في منزله، بعدما ظن أن الحب يمكن أن يُؤجل.

 

وقد يقول قائل: "لكني مشغول! لدي ما لا يُعد من المهام!"


فنقول له: كلنا مشغولون، لكن الفرق بين الحكيم وغيره أن الأول يرتب وقته على حسب من لا يُعوَّض، لا على حسب من يلحُّ بالصوت أو الرسائل.

 

الزوجة لا تطلب، لكنها تنتظر.

 

الأبناء لا يعرفون التعبير، لكنهم يسجّلون الغياب.

 

الوالدان لا يعاتبان، لكنهما يذوبان شوقًا.

 

إذا أردت بركة في وقتك، وسعادة في بيتك، واستقرارًا في قلبك، فابدأ بهم. ثم انطلق لما تبقى من مسؤولياتك وستجدها – بإذن الله – أيسر وأسرع وأبرك.

 

تذكَّر:

 

• الوالد إن مات لن يُعوَّض.


• الزوجة إن انكسرت لن تُجبرها الإنجازات.


• الابن إن نشأ بعيدًا عنك لن يعود طفلًا من جديد.

 

ابدأ بهم، وامنحهم أول الوقت، لا آخره.

 

اجعلهم في صدر جدولك، لا في ذيله.

 

فهذا هو المعنى الحقيقي للإحسان، وهذا هو جوهر التوازن.

 

د. محمد موسى الأمين

شبكة الالوكة

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×