اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

وقفات تربوية مع سورة الفيل

المشاركات التي تم ترشيحها

وقفات تربوية مع سورة الفيل

 

1- أحداث قصة أصحاب الفيل.

2- وقفات مع معاني الآيات.

 

الهدف من الخطبة:

التذكير بأحداث قصة أصحاب الفيل، ووقفة مع معاني آيات السورة.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون عباد الله، فهذه وقفات تربوية مع سورة الفيل؛ وهي سورة مكية، وعدد آياتها خمس آيات.

 

مناسبة السورة لما قبلها، وما بعدها:

 

قبلها سورة الهمزة: تتحدث عن أوصاف الذين خسروا: همزة، لمزة، جمع مالًا وعدده، يحسب أن ماله أخلده.

 

 

وسورة الفيل: تتكلم عن نموذج من أولئك الخاسرين، وهو أبرهة الذي جمع مالًا، وحاول أن يهدم الكعبة؛ فأهلكه الله تعالى في الدنيا.

 

 

وسورة قريش بعدها: تذكِّر قريشًا بهذه النعمة؛ نعمة إهلاك أبرهة وجنوده، ونعمة الأمن حيث كانوا يتحركون إلى الشام وإلى اليمن في الشتاء والصيف ولا يتعرض لهم أحد؛ قال تعالى: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4].

 

موضوع السورة:

تحكي سورة الفيل قصة محاولة أبرهة الحبشي الأشرم هدم الكعبة، وكان صاحبَ أعظم قوة عسكرية قبل البعثة ضد العرب في ذلك الزمان، وكانت أحداث هذه القصة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة؛ أي في العام الذي وُلد فيه؛ حيث إنه وُلد بعد خمسين يومًا من أحداث قصة أصحاب الفيل.

 

ولأن الناس لم يكونوا يؤرِّخون بالأرقام في ذلك الوقت، بل يؤرخون بالأحداث العِظام، ولذلك سُمِّيَ هذا العام بعام الفيل.

 

والثابت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم وُلِدَ في عام الفيل، وأما تحديد يوم معين ففيه خلاف، والمشهور عند الناس أنه وُلد في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وقال آخرون: أنه وُلد في اليوم الثاني، وقال بعضهم: في اليوم الثامن، وذكر المباركفوري رحمه الله: إنه وُلد يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول من عام الفيل.

 

ومن هنا نعلم خطأ من يقول بمشروعية وجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فهذا من البدع والمحدثات؛ وذلك لأمرين:

 

أولًا: فإن تحديد اليوم الذي وُلد فيه من شهر ربيع الأول مختلَف فيه بين أهل السير كما ذكرنا.

 

 

ثانيًا: إذا نظرنا في تاريخ هذا العمل وبداية نشأته ووجوده، فإنك لا ترى له وجودًا إلا في القرن الرابع الهجري، وأما قبل ذلك في القرون المفضَّلة، قرن الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أتباع التابعين، كل هؤلاء لم يقع عندهم ولا في زمانهم شيء من هذه الاحتفالات.

 

بل كانوا أحرصَ ما يكون على المتابعة، وترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم، والحذر كل الحذر من مخالفة سنته؛ فهذا ابن مسعود رضي الله عنه، يقول: "اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كُفيتم"، وفي سنن أبي داود عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: "كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يَدَعْ للآخر مقالًا، فاتقوا الله يا معشر القرَّاء، وخذوا طريق ما كان قبلكم"، وقد ورد عن نافع: ((أن رجلًا عطس إلى جنب ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله، قال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال))؛ [رواه الترمذي والحاكم، وحسنه الألباني].

 

فهذا الفعل إذا أردنا أن نحاكمه إلى السُّنة، فسنجد أنه لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، ولا أحد من صحابته ولا أئمة المذاهب الأربعة، ولذا فقد حكمنا عليه أنه من البدع والمحدثات، ومن فعله فهو آثم، ولا يؤجَر عليه.

 

أما أحداث القصة:

فيذكر أهل السير: أن أبرهة كان في ذلك الوقت من أمراء نصارى الحبشة على اليمن، وبنى كنيسة في اليمن سماها: [القليس] قالوا: وذلك لارتفاعها، لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها، وزيَّنها وزخرفها بذهب وفضة، ليصد الناس عن بيت الله الحرام الذي تعظمه العرب ويحجون إليه، فقد كتب إلى النجاشي ملك الحبشة: إني قد بنيتُ لك أيها الملك كنيسة، لم يبنَ مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حجَّاج العرب.

 

وفي بعض الأخبار: أن رجلًا من الغيورين على الكعبة سمع بمقالته، فذهب وبال وتغوط على هذه الكنيسة، وهذا الفعل إذا أردنا أن نحاكمه إلى شريعتنا فهو منهيٌّ عنه، فقد نُهينا عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله، مع أنها باطلة، لئلا يسبوا الله تعالى، أو يسبوا دينه الحق؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108].

 

كما ذكر بعض العلماء في كلامهم عن آداب قضاء الحاجة: أن يتجنب كنائس النصارى، سدًّا للذريعة؛ لئلا يفعلوا ذلك بمساجدنا.

 

فسمع أبرهة بالخبر، فغضب عند ذلك وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت، واستعان بالأفيال كأقوى سلاح في ذلك الوقت، ولما وصل أبرهة وجيشه قريبًا من مكة بعث رجلًا من الحبشة اسمه: الأسود بن مفصود، على مقدمة خيله، وأمره بالإغارة على نَعم قريش، فجمع الأسود إليه الأموال، وأصاب مائتي بعير لعبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ثم بعث أبرهة رجلًا اسمه: حناطة الحميري إلى أهل مكة، فقال له: سَل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آتِ لقتال، إنما جئت لأهدم هذا البيت، وأمره أن يأتيه به، وكان ذلك هو عبدالمطلب.

 

فذهب عبدالمطلب إلى أبرهة، فقال: أيها الملك إنك قد أصبت لي إبلًا، فارددها عليَّ، فقال له أبرهة: لقد أعجبتني حين رأيتك، ولقد زهدت فيك حين تكلمت، قال: ولمَ؟ قال: أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك جئت لأهدمه لا تكلمني فيه؟ فقال عبدالمطلب كلمته الشهيرة: أنا رب هذه الإبل، وللبيت رب سيمنعه ويحميه، فردَّ عليه إبله، ثم انصرف عبدالمطلب إلى قومه فأمرهم بالخروج من مكة، وأن يتفرقوا في الشِّعاب ورؤوس الجبال، وتوجَّه أبرهة وجيشه وفيله نحو مكة وتهيؤوا للدخول.

 

فلما وصل أبرهة وجيشه قريبًا من الكعبة أرسل الله تعالى عليهم طيرًا ترميهم بحجارة من سجيل، فما أصابت أحدًا منهم إلا مات حالًا أو مآلًا، إما أن يموت في وقته، وإما أن تتساقط أعضاؤه حتى يموت، فأهلكهم الله وجعلهم صرعى أجمعين؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

 

وقفات مع معاني الآيات:

أيها المسلمون عباد الله، فقد بدأت السورة بأسلوب الاستفهام، ومن المعلوم: أن فواتح السور عشرة أنواع: النداء، والثناء، والدعاء، والشرط، والاستفهام، والخبر، والحروف المقطعة، والأمر، والقسم، والتعليل؛ وقد افتتحت به سورة واحدة وهي سورة قريش.

 

قوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ [الفيل: 1]، والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خطاب عام أيضًا، أي: ألم تروا ما فعلتُ بأصحاب الفيل؟!

 

قوله: ﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ [الفيل: 2]؛ أي: جعل الله سعيهم في هدم الكعبة في تضييع وإبطال، فلم يصلوا إلى مرادهم، ولم يهدموا إلا أنفسهم.

 

وهكذا هو مصير كل من أراد الكيد للدين وأهله؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 50]؛ وعن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لَيملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته، قال: ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102])).

 

تُعلمنا هذه الآية: كمال علم الله تعالى وقدرته على الانتقام من أعدائه، وفي ذلك تسلية للأمة على ما تمر به من الظلم.

 

قوله: ﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾ [الفيل: 3]؛ أي: جماعات متفرقةً يتبع بعضها بعضًا.

فإن لله تعالى جنودًا تفعل ما يشاء، وهذا يزيد في القلب اليقين بقدرة الله تعالى وعظمته.

 

قوله: ﴿ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الفيل: 4]؛ أي: من طين متحجر صلب متين، كالحجارة التي أمطرها الله تعالى على قوم لوط؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴾ [هود: 82].

 

قال ابن كثير رحمه الله: "مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدًا إلا هلك".

 

وقال عطاء بن يسار رحمه الله: "ليس كلهم أصابه العذاب في الساعة الراهنة، بل منهم من هلك سريعًا، ومنهم من جعل يتساقط عضوًا عضوًا وهم هاربون، وكان أبرهة ممن يتساقط عضوًا عضوًا"؛ حيث خرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، حتى مات.

 

نتعلم من هذه الآية: أن الذي فعل ذلك قادر أن على يفعل ذلك وأكثر بأعدائه من اليهود، وينتقم لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن كل شيء عنده بأجَلٍ ومقدار.

 

وهذا وعد صادق، فقد بيَّن سبحانه وتعالى أن العاقبة في الدنيا والآخرة للمتقين إذا قاموا بدينه ونصروه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].

 

قوله: ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 5]؛ أي: جعلهم كورق الزرع اليابس الذي يبقى بعد الحصاد، أو بعد أن تأكله البهائم ثم يتحول إلى روث، ووصفهم بذلك تحقيرًا لشأنهم.

 

فما داسته البهائم بأقدامها يسمى عصفًا، وما أكلته البهائم وخرج من فمها يسمى عصفًا، وما أخرجته من دبرها يسمى عصفًا، فسماهم الله بالثلاثة؛ لأن منهم من مات مباشرةً، ومنهم من تقطعت أجزاء جسده حتى مات.

 

وتعلمنا هذه الآية: كيف أن الله تعالى ينصر دينه وبيته الحرام، مهما كانت قلة حيلة المؤمنين، ولكن على المؤمنين أن يبذلوا ما بوسعهم، ليستحقوا النصر.

 

وكيف أن الله تعالى عظَّم مكة وشرفها، فكل من أراد بها سوءًا فإن الله تعالى له بالمرصاد؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، فهذا الوعيد الشديد لمن على عزم الفعل ولو لم يفعل، فكيف بمن فعل؟

 

وكذلك نتعلم كيف أن الله تعالى تفضَّل على قريش؛ حيث صدَّ عنهم أصحاب الفيل ودمرهم وأهلكهم جميعًا.

 

ولماذا أهلكهم الله؟ حتى تستقر قريش في هذا المكان؛ حيث كانت مهددة غير مستقرة، وبعد هذه الحادثة أصبحوا هم حماة البيت، وأصبحت العرب تهابهم، وكانوا يتحركون إلى الشام وإلى اليمن في الشتاء والصيف ولا يتعرض لهم أحد؛ ولذلك كانت السورة التي تليها تذكِّر قريشًا بهذه النعمة: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4].

 

نسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يعلي كلمة الدين.

 
شبكة الالوكة

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×