امانى يسرى محمد 325 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة منذ 3 ساعة (معدل) مَن أراد سَعة الرزق، والذكر الحسن بين الخلق، وحلول البركة في الأموال والأوقات، ومغفرة الذنوب والزلات، ودفع البلايا والمدلهمَّات، وتفريج الهموم والكربات، وحسنات عظيمة جارية حتى بعد الممات، فعليه الإكثار من الصدقات؛ فهي الجسر الخفي للبركة.عباد الله، الجوع والخوف في القرآن قرينان، فلنسد الجوعَ؛ حتى ننعم باستمرار الأمن؛ قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]. الصدقة تُطفئ غضب الرب كما تُطفي الماء النارَ، وإن الصدقة لتُطفئ عن أهلها حرَّ القبور، والصدقة تَشرَح الصدر وتدفع البلاء، وتُبعد الشقاء، وتقي مصارع السوء، والصدقة تُعين على تيسير الأمر، وتفريج الكرب، ففي الصدقة إعانةٌ للفقير والمسكين، والله يعين مَن يعين أخاه، ويفرِّج كربَ القيامة لمن فرَّج كربَ أخيه في الدنيا الصدقة علامة الإيمان؛ قال صلى الله عليه وسلم: "الصدقة برهان"؛ رواه مسلم.وسبب للشفاء من الأمراض والأسقام، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "داوُوا مرضاكم بالصدقة"؛ أخرجه الطبراني والبيهقي، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع. الصدقة تنمي المال وتُباركه؛ قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276]، وقال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]. واستمِع لخبر هذا الرجل الذي يرويه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل بفَلاتٍ من الأرض، فسمِع صوتًا في سحابة تقول: "اسقِ حديقة فلان"، فتنحَّى ذلك السحاب فأفرَغ ماءه في حرَّة، ثم ذهب إلى ذلك المكان فوجد رجلًا قائمًا، قال: ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سَمِعه، فسأله: لِمَ تسألني عن اسمي، فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذا قلت هذا، فإني أنظُر إلى ما يَخرُج منها، فأتصدَّق بثُلثها، وآكُل أنا وعيالي ثلثَه، وأرد فيها ثلثه". هذا في الدنيا، السحاب يُسخَّر لسقي حديقته، فسبحان مدبر الكون، وقاسم الأرزاق بين العباد، ولَما تصدَّق أبو الدحداح ببستانه بنخلةٍ في الجنة؛ قال عليه السلام: كم من عذق رَداحٍ لأبي الدحداح، والعذق ما يَحمل التمر في النخلة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصدَّق أحدٌ بصدقة من طيبٍ - ولا يَقبَل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل! كما يربي أحدكم فَلوَّه، أو فصيله))؛ رواه البخاري ومسلم.عبد الله، لا تَحقِر المال القليل، فالحرمان والمنع أقلُّ منه، واعلَم أن الله يقبل الصدقة وإن كانت قليلة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وابدأ بمن تَعول، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتَّقوا النار ولو بشقِّ تمرة".عبد الله، لا تَمتنع من الصدقة خوف الفقر، فهذه وسوسة الشيطان؛ قال تعالى بعد الأمر بالصدقة: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، فبأي الوعدين تصدِّق وتَثق.عبد الله، يا مَن مَنَّ الله عليك بالإنفاق والصدقة، أنت أحوج إلى أجر صدقتك من الفقير، فلا تُبطل صدقتك بالمن والأذى، فالمال مال الله وأنت مؤتَمن عليه، فأدِّ الأمانة إلى مستحقِّها كما أمر الله وتذكَّر الحديث الذي يقول الله فيه يوم القيامة: "يا بن آدم، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا بْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي". ولقد كان سفيان الثوري رحمه الله ينشرح إذا رأى سائلًا على بابه ويقول: (مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي). عبد الله، احرِص على إخفاء الصدقة، فهو أَولى ما لم يكن مصلحة راجحة من إظهارها؛ كتحفيز الناس على الإنفاق؛ قال جل جلاله: ﴿ نْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]، فالصدقة الخفية أجرها الاستظلال بظل عرش الرحمن يوم القيامة، أظلنا الله وإياكم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظلُّه؛ قال بعض أهل العلم في لطيفة: ومِن إخفاء الصدقة أن تعطي الفقير صدقة وهو لا يَشعُر بأنها صدقة، كأن تُكافئه على عمل بأكثر مما يَستحق.عبد الله، الصدقة لا تُقبل إلا إذا كانت لله خالصة، طيِّب كسبُها، فالله طيِّب، ولا يقبل إلا طيبًا، والأَولى في الصدقة أن تكون عن ظهر غنى، وأحقُّ مَن تتصدَّق عليهم ذَوو القربى؛ فالصدقة عليهم برٌّ وصلة، وكذا أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح قبل الموت، فلقد روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمُل الغنى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ)). عبد الله، من علامة الإيمان الظاهرة الإنفاق من المال المحبوب للمسلم، فلما نزل قول الله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92] ويوم العسرة تصدَّق أبو بكر بماله كله، وعمر بنصفه، وتصدَّق عثمان رضي الله عنه بصدقة عظيمة، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ضرَّ عثمان ما فعَل بعد اليوم". عباد الله، تتأكد الصدقة والإنفاق على الجار القريب الفقير، فقد روى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن الذي يَشبَع وجارُه جائعٌ إلى جنبه".و تفقُّد أحوال المساكين من الأقارب والجيران، وأن تُسَدَّ حاجتُهم؛ علَّ الله أن يَرحَمنا، فلنعجِّل بالإنفاق في سبيل الله قبل أن يَفجَأَنا الأجل؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].سبحانَ ربِّك ربِّ العزة عما يَصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسينيشبكة الالوكة تم تعديل منذ 3 ساعة بواسطة امانى يسرى محمد شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك