اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

نصيحة لمدمن الإباحية

المشاركات التي تم ترشيحها


136096618010.jpg

يا من تحمل في صدرك غيرة للإيمان، وتشتعل جوانحك حبًا لله ورسوله، كيف تقع في حبائل المعصية وأنت تعلم قبحها؟! كيف تذرف الدمع في محراب السجود ثم تسمح لعينك أن تنظر إلى ما حرم الرحمن؟!
إن ذلك الجهاد الذي تشهده نفسك دليل على صحة إيمانك، فلو كان قلبك ميتًا لما تألمت من سقوطك في الذنب. ولكنها النفس الأمارة بالسوء التي لا تفتأ تزين لك الخطيئة، وتوسوس في صدرك حتى تظن أنك قد استسلمت لهواك. قال تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف:53].

واعلم أن الشيطان قد أقام عليك حربًا لا هوادة فيها، يريد أن يخرجك من نور الطاعة إلى ظلمات المعاصي. ألم تسمع قول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6]. فهو لا يريد لك إلا الهلاك، ويغريك بالمعصية كما يغري الصياد فريسته.
تأمل في مفارقة عجيبة: أنت بين نداءين. نداء يهتف من السماء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]، ونداء آخر يهمس من قرارة الشر: {وَاتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:21]. فأي الصوتين أولى بالاستجابة؟

إن كل نظرة محرمة هي خيانة لله تعالى، وقد قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال:27]. فكيف تخون الأمانة وأنت من حملها؟! {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ} [الأحزاب:72].

وأنت في لحظة الضعف، تذكر أن عين الله تراقبك، فالله أحق أن تستحي منه. قال صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء". قالوا: إنا لنستحيي. قال: "ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى" (رواه الترمذي).

أما علمت أن الحلال بين يديك؟ لماذا تبحث عن الحرام وفي بيتك زوجة كريمة؟ لماذا تترك الجوهرة وتذهب إلى الحجارة؟ قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} [النحل:72].

وتذكر دائمًا أن الموت قد يبغتك على أي حال، فهل تحب أن تلقى الله وأنت في معصيته؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" (رواه البخاري).

 

أقبل على الطاعات، وأشغل نفسك بالمفيد، ففي الصالحات غنى عن السيئات. اجلس مع أهلك، واقرأ في كتاب الله، وانشر العلم النافع، فذلك خير لك في الدنيا والآخرة.

59196c0b5wf5cg4.gif

نختصر لك بعضا من تلك التوجيهات التي يمكنك الانتفاع بها ومنها:

1- البعد عن كل ما يهيج الشهوة؛ كالاستماع إلى الأغاني الماجنة، والنظر إلى الصور الخليعة.
2- ومنها المبادرة بالزواج عند الإمكان، والحرص على الصيام إن لم يمكن كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أخرجه البخاري ومسلم.
3- ومنها الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة.
4- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين، والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
5- ومنها الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغل عن التفكير في الجنس.
6- منها عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.
7- منها عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.
8- ومنها التنبه لأضرار هذه العادة البدنية والنفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، وقد يصاب الشاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة، ويظهر ذلك بعد الزواج، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها -كما يقول الأطباء- كما أن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في هذه العادة تربية الأبناء على مراقبة الله عز وجل في السر والعلن، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

اللهم طهر قلوبنا، واستر عيوبنا، وأصلح أحوالنا، واجعلنا من عبادك الصالحين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


موقع مداد

وإسلام ويب
 
sigpic80086_1.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×