اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

ميثاق الفطرة

المشاركات التي تم ترشيحها

images?q=tbn:ANd9GcRgHVmJSkYaXZdmu4MOe-l

من رحمة الله تعالى بعباده أن أقام في فطرهم دليلًا على توحيده وعبادته، وذلك أنه سبحانه وتعالى حين خلق أباهم آدم عليه السلام، مسح على ظهره فاستخرج منه كل من سيولد ويخرج من صلبه إلى يوم القيامة، وأخذ عليهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا فقالوا نعم. فكان هذا الميثاق هو إقرارهم بتوحيد الله تعالى وربوبيته.

وقد دل على ذلك الميثاق أدلة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} [الأعراف: 172، 173].

 

وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة: لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون من هذا، وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئا، فأبيت إلا أن تشرك بي».
 
وقد روى ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا قال: "إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرًا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة".

 

وروى الطبري في تفسيره بسند صحيح عن أبي العالية، عن أبي بن كعب قال: جمعهم يومئذ جميعًا، ما هو كائن إلى يوم القيامة ثم استنطقهم، وأخذ عليهم الميثاق (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون)، قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا. اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، ولا تشركوا بي شيئًا، وأني سأرسل إليكم رسلًا يذكرونكم عهدي وميثاقي، وسأنزل عليكم كتبي قالوا: شهدنا أنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك. فأقروا له يومئذ بالطاعة" ...اهـ.

 

فكان هذا الميثاق من عقيدة أهل السنة والجماعة، فهم يؤمنون بالميثاق. قال الطحاوي في عقيدته: "والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق".

 

975727t28wticrt0.gif?t=1318007604
إن من أعظم ما يأخذه المسلم من تذكيره بهذا الميثاق أن يعلم: أن أولى الدلائل على وجود الله تعالى دليل الفطرة الذي فطر الله تعالى العباد عليه، من أنهم يخلقون وفطرهم تلهج إلى الله تعالى بالعبادة والاعتراف بوجوده ووجوب طاعته، بعيدًا عن أدلة علماء الكلام المسلمين، الذين راحوا يقتبسون من فلاسفة الشرق والغرب أدلة وجود الله تعالى من وجوب النظر في الكون، والقول بنظريات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، كنظرية الجوهر الفرد ونحوها.

 

قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]. وروى البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء» ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} [الروم: 30].

 

وهذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها: هي الميثاق الذي أخذه الله تعالى على خلقه في الأزل من الاعتراف بألوهيته وربوبيته سبحانه وتعالى.

إسلام ويب

images?q=tbn:ANd9GcRedCLXtW0cw6O9zfS17a_

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×