اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

وقفات للتأمل: هل نحصد إلا ما نزرع؟!

المشاركات التي تم ترشيحها

images?q=tbn:ANd9GcTLS4knvJVZZ40y1QNEfT_

(عمر عبد الكافي)

الجزاء من جنس العمل

أدلة قاعدة الجزاء من جنس العمل | الشيخ مصطفى العدوي

 

 

images?q=tbn:ANd9GcRdFy31e2iLeT8Xas-C79A

 

إن الله -عزّ وجلّ- أقام الكون وأحكم شؤون العباد بسنن، لا تتبدل، ولا تتحول {..فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا} (فاطر: 43)

 

ومن سنن الله الحاكمة لمستقبل الأمم والمجتمعات: أن (الإنسان لا يحصد إلا ما زرع).

 

ولقد حفلت رسالات السماء بتلك السُنَّة الحاكمة من جانب، ونطق بها الواقع في دنيا الناس من جانب آخر..

 

  • فأما ما حفلت به رسالات السماء:

 

إذا تأملنا القرآن الكريم، وجدناه ينضح بتلك الحقيقة في أكثر من موطن:

 


أولا: وضع القرآن الكريم قانونا عاما، يبين أن الإنسان يجني ثمار جهده، ونتاج عمله أيا كان، في الدنيا والآخرة، فقال -جلّ وعلا-: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (الزلزلة: 7-8)

 


ثانيا: رتّب القرآن الثواب والعقاب علي حسب ما يزرعه الإنسان: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (الأنعام:160)

 


ثالثا: وعد القرآن الإنسان بحصاد مضاعف لما زرعه من خير: {..وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل: 20)

 


وفي الحديث القدسي: “.. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِـيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ” (رواه مسلم)

 

 

 إن كل إنسان زارع إما لجسده أو للروح، وإيماننا وأفكارنا وكلماتنا وأفعالنا، هي البذار الذي نزرعه للأبدية، إما أبدية البركة والهناء أو أبدية التعاسة والشقاء . فكم يجدر بكل واحد منا أن يفكر ماذا يكون حصاده!

 

  • وأما ما نطق به الواقع في دنيا الناس:

 

* ما نطق به الواقع -في جانبه المضيء- أن ما تسعد به البشرية من تقدم ورقي، أسعدَ الإنسانَ، ووفّر وقته، وهيّأ له سبل العيش الكريم، فجعله يطير في السماء كالطير، ويغوص في الماء كالسمك، ومكّنه من الكون برا وبحرا وجوا.. لا شك أنه من زرع أناس أجهدوا ذكاءهم، وأعملوا فكرهم، وواصلوا بالليل والنهار جهدهم، فكان لهم حصاد ما زرعوا..!

 


* وما نطق به الواقع – في جانبه المظلم – أن ما تعانيه البشرية عامة والعالم الإسلامي خاصة، من آلام الدمار والتشريد، ومن أوجاع الفقر والجوع، هو -على حد تعبير الدكتور محمد عمارة- بسبب تركز الثروات ومن ثم الاستهلاك المترف، في يد القلة، وتركز الفقر وانعدام القوة الشرائية في جانب الكثرة الكاثرة من البشر.. الأمر الذي جعل رأس المال العالمي ينصرف عن الاستثمار الإنتاجي والتجاري والخدمي إلى السمسرة والمضاربات والمقامرات وصناعة السلاح وتجارات الجارة والمخدرات!

 

نجد هذا المشهد البائس والمتوحش في نسبة ما ينفق -من الاقتصاد العالمي- على الدمار والترف إلي نسبة ما ينفق علي ضرورات وحاجات الناس.
فأول تجارة في عالم الرأسمالية المتوحشة هي تجارة السلاح، تليها تجارة المخدرات.. تليها تجارة الدعارة!.. وما ينفق علي الخمور والقطط والكلاب هو أضعاف أضعاف ما ينفق علي الصحة والتعليم والغذاء..!

رُوِي أن سيدا كان له عبد يعملُ في مزرعته، فقال هذا السيد لعبده: ازرع هذه القطعة بُرا، وذهب وتركه، وكان هذا العبد لبيبا عاقلا ، فما كان منه إلا أن زرع القطعة شعيرا بدل البُر. ولم يأت ذلك الرجل إلا بعد أن استوي الزرع، وحان وقت حصاده. فجاء، فإذا هي قد زُرعت شعيرا، فما كان منه إلا أن قال لعبده: أنا قلت لك ازرعها بُرا، لم زرعتها شعيرا؟

 

قال له: رجوت من الشعير أن ينتج بُرا!

 

قال: يا أحمق، أفترجو من الشعير أن ينتج برا؟

 

قال: يا سيدي، أفتعصي الله وترجو رحمته، أفتعصي الله وترجو جنته؟

 

ففطن الرجل لحكمة عبده وكياسته، فتاب وعاد إلى الله، وأصبح العبد حرا لوجه الله.

 

ونتساءل، أنزرع الجهل ونرجو تقدما؟!، أنزرع الشر ونرجو خيرا؟!

كلا..  ما يُنالُ الخيرُ بالشرّ ولا  ** يَحصد الزارع إلاّ ما زَرَع!

د. إبراهيم التركاوي
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×