اذهبي الى المحتوى
المشرفة

عندما يتحدث المهرجون: الشرعية تنقلب على الشرعية

المشاركات التي تم ترشيحها

مجلة العصر

13-6-2007

أحمد الفلو / كاتب فلسطيني

 

 

يبدو أن الرئيس الفلسطيني عباس وعصابته، لم يشعروا حتى يومنا هذا بأنهم فقدوا شرعيتهم, رغم مضي أكثر من عام على نتائج الخيار الشعبي, ومازال هؤلاء ينظرون إلى موضوع الانتخابات على أنه شخصي، ولم يستوعبوا بعد أن الشعب الفلسطيني بانتخابه حماس، لم ينتخب أشخاصا بل اختار نهجاً وطريقاً, وأن الحس الشعبي العام من خلال اختياره ممثلي حماس، يكون قد اختار النزاهة والشرف ضد اللصوصية والعربدة، واختار القدس وليس أبو ديس، وصوَّت للتراث والأصالة ضد كازينو أريحا.

 

 

ولعل هؤلاء الذين ينفذون مخططات رسمتها لهم القوى الإقليمية والدولية، يريدون تنفيذها ولو على جماجم الشرفاء، لم يتبقَ في وجوههم "مزعة" لحم تغطي وجوههم المشوهة بالذل والعار, ولم يخفِ هؤلاء نواياهم الخبيثة، لأنهم وقعوا في فخ الارتهان، وأصبحوا أداة طيعة في يد الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي ومعه ربيبه النظام الحاكم في مصر.

 

 

و أصبحوا الآن يستجدون القيام بأدوار فاجأت حتى العدو الإسرائيلي, و تحت عنوان "فتح لإسرائيل: دعونا نحصل على السلاح لنقاتل حماس"، كتبت هآرتس أن كبار المسؤولين الفتحاويين في قطاع غزة، طلبوا من إسرائيل السماح لهم باستجلاب شحنات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من الدول العربية، بما في ذلك مصر. وأشارت هآرتس إلى أن إسرائيل لم ترد رسميا على الطلب، الذي يتضمن عشرات المركبات المدرعة الموجودة في مصر حاليا، ومئات الصواريخ آر بي جي الخارقة للدروع، وآلاف القنابل اليدوية وملايين الطلقات والذخيرة للأسلحة صغيرة العيار.

 

 

إن هذه الزمرة القابعة في قصر الرئاسة، تنظر إلى مصالحها الخاصة فقط دون النظر إلى مصلحة فلسطين وشعبها, إنهم يعتبرون السلطة والمنصب امتيازاً، فيما تعتبره حماس مسؤولية شرعية وأخلاقية، وهذا هو الفارق الأساس بين فتح وحماس, وهذا أيضا السبب الذي جعل عباس ينحدر أخلاقياً بعد سقوطه سياسياً، ليتخذ من دحلان وابو شباك ذراعين لمحاربة الشرعية.

 

 

ولم يكتف المهرج عباس بذلك، بل إنه حسبما كُشف عنه أخيراً، يستعين ببعض المجرمين الجنائيين الخطرين، أمثال سميح المدهون ومنصور شلايل ونبيل طموس، ويستأجرهم للقيام بأعمال الاغتيالات وإشاعة الفوضى والفلتان الأمني, ويدفع لهم من أموال الشعب، والتي يحتجزها عنده في قصر الرئاسة، بدلاً من دفعها رواتب للموظفين، كي يثبت عجز حماس عن إدارة الحكومة, والأدهى أن عباس قد أسكن هؤلاء المجرمين قرب بيته.

 

 

ويتصور عباس وزمرته أن التلفيق والتزوير والكذب، أساليب كافية للتغطية على أفعاله الشائنة والمعيبة, فنسمع ابو ردينة يتحدث عن تدخلات إقليمية في الشأن الفلسطيني، ويقصد بهذا إيران وسورية, وهو يعلم تمام العلم أن حماس تنظيم مبني على أسس راسخة لا يقبل التبعية ولا الإملاءات، ويعلم أيضاً أن المبادئ هي التي تحكم سياسات حماس وليس الأشخاص.

 

 

كما أنهم يعلمون أن لا سورية ولا إيران تتدخلان في القرار الحمساوي, مثلما تفرض إسرائيل إرادتها على عباس وعصابته، من تجار الاسمنت إلى أصحاب دور القمار واللصوص وتجار المخدرات, حماس لم تُدخل قطعة سلاح واحدة من إيران أو من سورية إلى غزة، بينما أدخل هؤلاء الإنقلابيون الأسلحة والمعدات الأمريكية، وبهدف استخدامها لإثارة الفوضى والقتل، وبتنسيق مع العدو الإسرائيلي وبمعرفة الرئيس محمود عباس.

 

 

الرئيس الكوميدي عباس يقول إن حماس تريد الانقلاب على الشرعية!! إذا كان رئيس الوزراء من حماس ومعظم المجلس التشريعي من حماس، فيكون سؤالنا كيف ستنقلب حماس على الشرعية، وهي في ذات الوقت تمثل الشرعية؟ ولكن يبدو أن عباس مازال يتوهم بأنه بطانته من حوله هم الشرعية.

 

 

وإذا كانت قيادة حماس قد تحمَّلت الكثير وصبرت على تجاوزات عباس ومجموعته، فإن هذا الحلم والتأني لم يكن نابعاً من ضعف لدى حماس، بل هو حرص على التهدئة والوحدة الوطنية, ولكن يبدو أن السعار قد دبَّ في رأس عباس ومستشاريه، وقرروا إشعال نار الفتنة نيابة عن العدو الإسرائيلي، وبالتزامن والتنسيق مع أولمرت وبوش، وخاصة بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نيته في التصفية الجسدية لقادة حماس.

 

 

ولكن يبدو أن أولمرت قد أوكل المهمة لتيار دحلان ـ عباس، وبتسليح أمريكي وتسهيلات مصرية, ولكن لكل شيء نهاية، فقد نفذ صبر حماس، ولم يعد هناك جدوى من السكوت، ولا بد من الرد الرادع لهؤلاء المتلاعبين بأمن الوطن وبمستقبل القضية, بل ويجب أن تعود القضية الفلسطينية إلى المربع الأول الذي بدأت منه منذ معاناة اللاجئين عام 1948م، بعد كل التلاعب الذي تم على أيدي الحكومات العربية، وبعد كل ذلك التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والمتاجرة العرفاتية الرخيصة ومسلسلات التنازلات التي مررها قادة فتح ومعهم قادة منظمة التحرير.

 

 

وقد يتساءل البعض كيف ونحن ضعفاء؟ وجوابنا أولا أن الحقوق الوطنية لا تسقط بتفريط الزعماء بها أو خيانتهم لها, وثانياً لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع المزري، وترك التيار الانقلابي يتلاعب ويعبث أكثر، لأن في ذلك تخليا لحماس عن المسؤولية وإضاعة لقضية الشعب, أما ثالثاً قد تبين الرشد من الغي وانكشفت الأقنعة, وليعلم هؤلاء أن حماس هي محور المعادلة، وهي الرقم الأصعب الذي لا يمكن لأحد اختصاره أو تصغيره, وأن حماس ليس شخوصاً يمكن اغتيالهم، بل هي نهج إسلامي أصيل، تقبل التحاور، ولكنها لا تقبل أن تكون تحت إبط أحد.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فعلا إنه العجب فلطالما دعى بوش وحلفاءه الى تحقيق الديموقراطية في الشرق الأوسط،

وعندما تحققت الديموقراطية الحقيقية التي لا يعرفها الخبيث بوش لأول مرة في دولة عربية حين اختار الشعب الفلسطيني حماس ممثلة له

حينها بدا لبوش مالم يكن يتوقع وسارت الامور بخلاف رغاباته،فسعى ولا يزال للإطاحة بهذه الحكومة

ولا عجب أن يساعده في هذا بعض ضعاف النفوس ممن ينتسبون للإسلام والإسلام منهم بريء الذين استحوذ عليهم حب السلطة والرياسة

فيخرج علينا هؤلاء كل يوم ليدندنوا بكلمات خسيسة كتبها سادتهم من الصليبيين وبني صهيون

وعثوا في الأرض فسادا وتسلطوا وتجبروا لكن وعد ربي حق إذ قال تعالى{ ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }

فالبشرى للمؤمنين طال الزمن أم قصر فسيأتي ذلك اليوم الذي يتحقق فيه وعد ربي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×