اذهبي الى المحتوى
الفقيرة إلى الله سبحانه وتعالى.

كلمة من د.عبلة الكحلاوي جزاها الله خيرا لحفظ القرآن للاطفال

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الهدف المرجو هو مساعدة الطفل على حب القرآنالكريم ، من أجل أن يسهُل عليه حِفظه ، وفهمه ، ومن ثمَّ تطبيقه .

 

ومن أجل ذلك علينا أن نبدأ من البداية ، وهي اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة .

 

فقبل أن ننثر البذور علينا أن نختار الأرض الصالحة للزراعة ، ثم المناخ المناسب لنمو هذه البذور ...حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات ، يسُرُّ القلب والعين .

 

بعد ذلك تأتي المراحل التالية ، والله المستعان عليها:

 

 

أولاً : مرحلة الأجِنَّة :في هذه المرحلة يكون الجنين في مرحلة تكوين من طَور إلىطَور ... ولك أن تتخيل جنينك وهو ينمو ويتكون على نغم القرآن المرتَّل !!!!

 

فلقد أثبتت البحوث والدراسات المتخصصة في علم الأجنة أن الجنين يتأثربما يحيط بأمه، ويتأثر بحالتها النفسية ، حتى أنه "يتذوق الطعام التي تأكله وهيتحمله، ويُقبل عليه أكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة !!!

كما أثبتت الأبحاث أن هناك ما يسمَّى "بذكاء الجنين "

 

أما أحدث هذه الأبحاث فقد أثبتت أن العوامل الوراثية ليست فقط هي المسئولة عن تحديد الطباع المزاجية للطفل ، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم لجنينها وهو ما زال في رحمها ، فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتوي على كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها ، و حرص الأم على مزاولة المشي وتمرينات ما قبل الولادة ، فإن الحامل تحتاج أيضاً إلى العناية بحالتها النفسية ، لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلى إفراز هورمونات تمر إلى الجنين من خلال المشيمة ، ،فإذا تعرض الجنين إلى ضغوط نفسية مستمرة ، فإنه سيكون في الأغلب طفلاً عصبياً ، صعب التهدئة، ولا ينام بسهولة ... بل وربما يعاني من نشاط مُفرِط ، وًمن نوبات المغص "

 

إذن فالحالة النفسية للأم تنعكس - بدون أدنى شك- على الجنين ، لأنه جزء منها ... لذا فإن ما تشعر به الأم من راحة وسكينة بسبب الاستماع إلى القرآن أو تلاوته ينتقل إلى الجنين ، مما يجعله أقل حركة في رحمها، وأكثر هدوءا ً، بل ويتأثر بالقرآن الكريم ... ليس في هذه المرحلة فقط ،وإنما في حياته المستقبلية أيضاً!!

 

ولقد أوضحت الدراسات المختلفة أن الجنين يستمع إلى ما يدور حول الأم

ويؤكد هذا فضيلة الشيخ الدكتور "محمد راتب النابلسي"-الحاصل على الدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام- في قوله : " إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقا ً بالقرآن "

 

كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلى آيات القرآن الكريم ، أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً على سماع القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد ، بل إنه يميِّزه من بين الأصوات ، وينجذب نحوه كلما سمعه وهولا يزال رضيعاً !!!!!

 

لذا فإن الإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في فترة الحمل يزيد من ارتباط الطفل عاطفياً ووجدانياً بالقرآن ، ما يزيد من فرصة الإقبال على تعلُّمه وحِفظه فيما بعد.

 

ثانياً : مرحلة ما بعد الولادة حتى نهاية العام الأول :

تبدأ هذه المرحلة بخروج الجنين إلى الدنيا حيث أول محيط اجتماعي يحيط به ، لذا فإنها تعد الأساس في البناء الجسدي والعقلي والاجتماعي للطفل ، ولها تأثيرها الحاسم في تكوين التوازن الانفعالي والنضوج العاطفي ، فلا عجب إذن أن يركز المنهج الإسلامي على إبداء عناية خاصة بالطفل في هذهِ المرحلة، "فالطفل في أيامه الأولى، وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية ليعوِّض ما اعتاده وأِلفه وهو في وعاء أمه ."

 

لذا نرى المولى سبحانه يوصي الأم بأن ترضع طفلها حولين كاملين ، ويجعل هذا حقاً من حقوق الطفل ، كما نراه –عز وجل - يكفل للأم في هذه الفترة الطعام والكساء هي ورضيعها ،كما جاء في قوله سبحانه وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمعروف) [البقرة:233]

 

ولقد فطن العرب منذ آلاف السنين إلى تأثير فترة الرضاعة على تكوين شخصية وطباع الطفل فكانوا يختارون لأبنائهم المرضعة حسنة الخُلُق ، الودودة .

 

ولطالما عجبت كاتبة هذه السطور من السيدة "آمنة بنت وهب" التي ألقَت بوليدها الوحيد بين أحضان امرأة أخرى يلتقم ثدياً غير ثديها، وينهل من حنان غير حنانها، وهي التي مات عنها زوجها ، وهي بعد لم تزل عروسا ً زُفت إليه منذ شهور...ولكن التفكير في مصلحة الوليد كان فوق كل هذه المشاعر والأحاسيس، فقد كانت مكة تعد بلاد حَضَر، وكان العرب يرجون لأبنائهم جوا ًبدوياً ينشئون فيه " لكي يبتعدوا عن أمراض الحواضر، و تقوى أجسامهم ، وتشتد أعصابهم، ويتقنون اللسان العربي في مهدهم "

 

كما كانتالصحابيات-رضوان الله عليهن - يُغنِّين لأطفالهن من الذكور أثناء الرضاعة أغانيتُحفِّز على البطولة والرجولة ، لترسخ هذه المعاني في أذهانهم منذ نعومةأظفارهم!!!

 

فما بالنا بالأم التي ترضع وليدها على نغمات القرآن المرتل بصوتٍندي .... ألا يعينه ذلك على حب القرآن الكريم؟!!

 

وفي عصرنا الحالي ، نرى "علماء النفس -على اختلاف مشاربهم- يولون هذه المرحلة أهمية قصوى باعتبارها الهيكلالذي تُبنى الشخصية على أساسه. ، فنراهم يُجرون دراسات حول ما يسمى بذكاء الرضيع ،ثم يقومون بمحاولات تربوييه لاستغلال هذه الفترة في تنشئة أطفال عباقرة "

 

ومن ثم ، فإن الأم التي تُرضع طفلها على صوت ندِيٍ يتلو القرآن الكريم، فإن الراحة و السكينة والاطمئنان والحنان الذين يشعر بهم الطفل وهو بين أحضان أمهسيرتبطون في عقله اللاواعي بالقرآن الكريم... ومن ثَمَّ يصبح القرآن بالنسبة للطفل- فيما بعد- مصدرا ًللأمن والاطمئنان والسعادة ، ونوعاً آخر من الزاد الذي يشبع قلبهوروحه ،كما كانت الرضاعة تشبع بطنه وتُسعد قلبه، فإذا كانت الأم هي التي تتلوالقرآن مجوَّداً ، فإن ذلك يكون أقرب لوجدان الطفل وأشد تأثيراً فيه ، وأهنأ لهولأمه .

 

ولنا أن نتخيل هل سيظل طفل كهذا يصرخ طوال الليل أو يكون نومهمضطرباً وهو محفوف بالملائكة بسبب القرآن الكريم ؟!!!!

 

ولعل الفائدة ستعمأيضاً على الأم، حيث يعينها الاستماع إلى القرآن على هدوء النفس وراحة الأعصاب فيهذه الفترة، مما يجنِّبها ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة الذي تُصاب به معظمالوالدات

 

ثالثاً:في العام الثاني من حياة الطفل:

 

 

تلعب القدوة -في هذه المرحلة- دورا ًهاماً ورئيساً في توجيه سلوك الطفل، لذا فإنه إذا شعر بحب والديه للقرآن من خلال تصرفاتهما فإن هذا الشعور سوف ينتقل إليه تلقائياً ، ودون جهد منهما ،

 

فإذا سمع أبيه يتلو القرآن وهو يصلي جماعة مع والدته ،

 

أو رأى والديه –أو مَن يقوم مقامهما في تربيته – يتلوان القرآن بعد الصلاة ، أو في أثناء انتظار الصلاة ،

 

أو اعتاد أن يراهما يجتمعان لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة في جو عائلي هادئ.... فإنه سيتولد لديه شعور بالارتياح نحو هذا القرآن .

 

وإذا لاحظ أن والديه يفرحان بظهور شيخ يتلو القرآن وهما يقلِّبان القنوات والمحطات ، فيجلسا للاستماع إليه باهتمام وإنصات ، فإنه سيتعلم الاهتمام به وعدم تفضيل أشياء أخرى عليه.

 

.وإذا رآهما يختاران أفضل الأماكن وأعلاها لوضع المصحف ، فلا يضعان فوقه شيء ، ولا يضعانه في مكان لا يليق به ، بل ويمسكانه باحترام وحُب ... فإن ذلك سيتسلل إلى عقله اللاواعي ...فيدرك مع مرور الزمن أن هذا المصحف شيءٌ عظيم ، جليل ، كريم ، يجب احترامه، وحُبه وتقديسه .

 

من ناحبة أخرى ، إذا تضايق الطفل من انشغال والديه عنه بتلاوة القرآن و أقبل عليهما يقاطعهما ، فلم يزجرانه ، أو ينهرانه، بل يأخذه أحدهما في حضنه ، ويطلب من الطفل أن يقبِّل المصحف قائلاً له : " هذا كتاب الله ، هل تقبِّله؟!!" فإن الطفل سيشعر بالوِد تجاه هذا الكتاب.

 

وإذا رأى الأم تستمتع بالإنصات لآيات القرآن الكريم وهي تطهو أو تنظف المنزل، ورأى نفس الشيء يحدث مع والده وهو يقوم بترتيب مكتبته مثلاً, أو رَيّ الحديقة....فإن ذلك يجعله يفضِّل أن يستمع إليه هو الآخر حين يكبر وهو يؤدِّي أعمالاً روتينية مشابهة

 

 

 

رابعاً: منذ العام الثالث حتى نهايةالخامس:

 

يقول فضيلة الشيخ ، الدكتور "محمد راتب النابلسي":" من دراستي في التربية علمت أن أخطر سن في تلقي العادات والتقاليد و المبادئ والقيم ، هو سن الحضانة، ثم سن التعليم الابتدائي .

 

ويستطرد شيخنا قائلاً:" إن الطفل يستطيع أن يحفظ القرآن في سِنِي حياته الأولى ، فإذا كبر فهم معانيه، ولكن بعد أن يصبح لسانه مستقيماً بالقرآن ، فيشب وقد تعلم الكثير من الآداب"

 

كما يؤكد الدكتور "يحي الغوثاني"- المتخصص في الدراسات القرآنية - أن" الطفل إذا حفظ القرآن منذ صغره اختلط القرآن بلحمه ودمه "

 

لذا ففي هذه السن-غالباً - يمكننا أن نبدأ بأنفسنا تعليمه تلاوة القرآن تلاوة صحيحة، فإن لم يتيسر ذلك ، فلا بأس من اختيار معلمة أو معلم ، يكون طيب المعشر ، لين لجانب،حازم في رفق ، ذو خُلُقٍ قويم ، واسع الأُفُق ، وأن يكون مُحِبَّاً لمهنته... كي ينتقل هذا الحب إلى تلاميذه ، مع ملاحظة أننا "لا ينبغي أبداً أن نُجبر الطفل على حفظ القرآن أو نضربه إذا لم يحفظ، بل يجب أن تكون جلسة الاستماع إلى القرآن أو حفظه من أجمل الجلسات وأحبها إلى قلبه ،وذلك من خلال تشجيعه بشتى الصور المحببة إلى قلبه، من مكافآت مادية ومعنوية ، وغير ذلك...فإذا كان مَن يحفِّظه يتَّبع أسلوباً عنيفاً أو غير محبَّب فلنستبدله على الفور إن نهيناه ولم ينتهَِ" (15)

 

وهناك ملاحظة هامة ، وهي مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال :

 

*فإن كان طفلك غير متقبل للحفظ في هذا السن ، فعليك أن تُمهله حتى يصير مهيَّأً لذلك، مع الاستمرار في إسماعه القرآن مرتلا ً.

 

*أما إذا كان لدى طفلك القُدرة والاستعداد قبل هذا العمر ، فيجب أن تنتهز هذه الفرصة ، وتشكر الله على هذه النِّعمة ، فتشجعه وتعينه على حفظ القرآن الكريم، كما حدث مع "زهراء" الطفلة السعودية التي حفظت سوراً من القرآن الكريم مع إتقان كامل لمخارج الحروف.. وهي تبلغ من العمر عاماً ونصف العام !!!!

 

 

 

وكذلك الطفل الإيراني "محمد حسين " الذي كانت والدته تصطحبهمعها في جلسات لحفظ القران الكريم ، وهو لم يتجاوز السنتين , وكانت وقتها تحفظالجزء الثلاثين من القران الكريم، فلما عادت في إحدى الأيام للبيت ، كان محمد يلعبويردد شيئا, أراد والده أن يسمع ما الذي يقوله بهذا الاهتمام ، فاستغرب كثيراً عندماعلم أنه يردد الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، فذهب إلى زوجته متسائلاً منذ متى وأنتِ تحفِّظينه الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ؟!!

 

فاستغربت الزوجةقائلة:أنا لم أفعل على الإطلاق، فذهب الوالد إليه مرة أخرى وحاول أن يمتحنه بالجزءالثلاثين فوجد أنه يحفظه بشكل جيد . حينها علم أن لولده ذو السنتين قابليه لحفظالقرآن , ففرح كثيراً وبدأ معه مشوار الحفظ ،فلما بلغ محمد سن الخامسة كان قد أكملحفظ القرآن الكريم!!!

 

وبعد ذلك حاز محمد على شهادة دكتوراه في العلومالقرآنية من جامعة لندن وكذلك حاز على شهادة الدكتوراه الافتخارية في علوم القرآنمن جامعة الحجاز !!!!

و كم هي مفيدة ومؤثرة كلمات والده الذي قال :" إن محمد حسين ليس إلا طفل عادي قد يفوق أقرانه بالقليل من الفطنه، لكن هناك الكثير من الأطفال الأذكياء الذين لم يفكر أحد باستغلال ذكائهم ، فالذي ساعد ابني هو أنني في البيت مع زوجتي وأطفالي نردد القرآن في الصباح والمساء وإن سكتنا نَسمعه من المسجل أو التلفزيون فكيف لا يحفظ القرآن طفل مثل علم الهدى؟(هذا هو اللقب الذي يلقِّبه به أبوه )

وينصح والده الآباء قائلاً:""لكي يكون لديك طفل مثله عليك أنت أن تغير ما في نفسك كي يسير طفلك في مَسارك"!!!

 

ويختم والده كلامه قائلاً:""في النهاية أود أن أقول أنه كلما ردَّدَ ابنك أغنية، فأعلم انه قادر على أن يحفظ ويردد القرآن كما حفظ تلك الأغنية!!!

 

وفي هذه المرحلة(ما بين العام الثالث والخامس ) ينبغي أن نعلِّم الطفل الأدب مع كتاب الله ،" فلا يقطع أوراقه، ولا يضعه على الأرض، ولا يضع فوقه شيئاً ، ولا يدخل به دورة المياه ، ولا يَخُط به بقلم "وأن يستمع إليه بانتباه وإنصات حين يُتلى.

 

ومن معالم هذه المرحلة الولع بالاستماع إلى القصص، لذا يمكننا أن ننتقي للطفل من قصص القرآن ما يناسب فهمه وإدراكه ، مثل:قصة أصحاب الفيل، وقصة ميلاد ونشأة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقصة موسى عليه السلام مع الخِضر، وقصته مع قارون ، وقصة سليمان عليه السلام مع بلقيس والهدهد ،وقصة أصحاب الكهف ....بشرط أن نقول له قبل أن نبدأ:

 

" هيا يا حبيبي لنستمتع معاً بقصة من قصص القرآن "!!!!

 

ومع تكرار هذه العبارة سيرتبط حبه للقصص بحب القرآن ، وسترتبط المتعة الروحية التي يشعر بها -من خلال قربه من الأب أو الأم ، وما يسمعه من أحداث مشوِّقة - بالقرآن الكريم، فيعي –مع مرور الزمن -أ ن القرآن مصدرا ًللسعادة والمتعة الروحية .

 

ومن المفيد أن نختم كل قصة بالعِبَر المستفادة منها....ومما يساعد الوالدين على ذلك سلسلة شرائط " قصص الأنبياء" للدكتور طارق السويدان ، وكتاب"قصص القرآن للأطفال" للدكتور د."حامد أحمد الطاهر"(صدر عن دار الفجر للتراث ،خلف الجامع الأزهر بالقاهرة) .

 

كما أن رواية هذه القصص قبل النوم يجعل هذه القصص أكثر ثباتاً في ذاكرته ، ومن ثم أشد تأثيراً في عقله ووجدانه.

 

و في هذه المرحلة يمكننا أن نعلِّمه حب القرآن أيضاً من خلال الأناشيد التي تكون ممتعة بالنسبة له ، فيسهل عليه تذكُّر معانيها طوال حياته.

 

فقد ثبت علميا ًأن " الطفل يتذكر ما هو ممتع بالنسبة له بصورة أفضل ولمدة أطول،بالإضافة إلى أنه يستخدمه في نشاطه المستقبلي"

 

 

 

خامساً: منذ العامالسابع حتى العاشر :

 

في هذه المرحلة يمكن أن نشجِّعه بأن تكون هدية نجاحه أو تصرُّفه بسلوك طيب هي مصحفٌ ناطقٌ للأطفال يسمح له بتكرار كل آية مرة على الأقل بعد القارئ ، أو أشرطة صوتية للمصحف المعلِّم كاملاً ، أو قرص كمبيوتر يحوي المصحف مرتلا ً، و به إمكانية التحفيظ ، كما يمكن إلحاقه بحلقة قرآنية في مركز للتحفيظ يتم اختياره بعناية بحيث يكون موقعه قريباً من البيت , كما يكون نظيفاً

 

جيد التهوية ، جميل المظهر،حتى يٌقبل عليه الطفل بحب ورضا ، مع متابعة المحفِّظ لنتأكد من أن أسلوبه في التلقين والتحفيظ تربوي ، أو على الأقل ليس بضار ٍمن الناحية التربوية .

 

كما ينبغي أن نمدح الطفل ونُثني على سلوكه كلما تعامل مع المصحف بالشكل الذي يليق به .

 

ويمكن في هذه المرحلة أن نسمع معه مثل هذه الأناشيد التي يسهُل عليه حفظها ، كما نشجعه على أن يمنحها-مسجلة على شريط- كهدايا لأصحابه في الحلقة القرآنية ، أو جيرانه، أو أقاربه .

 

ومن الضروري أن نجعل للطفل كرامة من كرامة القرآن الذي يحفظه، كأن يقول له الأب : لولا أنك تحفظ القرآن لعاقبتُك.

 

كما ينبغي أن نشرح له أهمية القرآن الكريم للمسلم والعالَم، وكيف كانت البشرية تعيش قبل نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم .

 

ويظل دور القُدوة مستمراً مع الطفل ، فإذا تردد على سمعه من والديه عبارات قرآنية مثل:

 

" الحمد لله ربِّ العالمين " ،

" حسبُنا الله ُونِعمَ الوكيل" ،

" ذلك فَضلُ الله يؤتيه مَن يشاء"

" ومَن يتَّقِ اللهَ يجعل له مَخرجا ً، ويرزَقْهُ مِن حيثُ لا يحتَسِب" ،

"فصبرٌ جميلٌ ، والله المستعان"،

" وأفوِّضُ أمري إلى الله "

" إنَّما أشكو بَثِّي وحُزني إلى الله " ،

" والله غالبٌ على أمره" ،

" ومّن يتوكل على اللهِ فهوَ حَسبُه "

" وما مِن دابة في الأرضِ إلا على الله رِزقُها"

"يومَ لا ينفع مال ولا بَنون إلا مَن أتى الله َ بقلبٍ سليم"

 

فإن الطفل سيرددها دون أن يعلم معناها ، ولكنها مع مرور الوقت ستصبح مفهومة لديه ، ليس هذا فحسب،وإنما ستكون له نبراساً يضيء له ظلام حياته، ومنهاجا ً يعينه على ما يصادفه من مصاعب ومشكلات .

 

وينبغي أن نستمر معه في رواية قصص القرآن –بنفس الطريقة -فنروي له في هذه المرحلة مثلاً :

 

قصة الخلق منذ آدم، ، و قابيل وهابيل، ثم قصة نوح عليه السلام ،وقصة زكريا ويحي عليهما السلام ، وقصة مريم و عيسى عليهما السلام وهاروت وماروت ، وأصحاب القرية ، وأصحاب الكهف،وأصحاب الجنة .

 

 

سادساً: منذ العام الحادي عشر حتىالثالث عشر :في هذه المرحلة تتسع دائرة الطفل الاجتماعية ويزداد حِرصاً علىتكوين علاقات اجتماعية ، كما يزداد ارتباطاً بأصحابه وزملائه... ويمكن استغلال ذلكفي إلحاقه_ وأصحابه إن أمكن- بحلقة تعليم أحكام التجويد ، مع تشجيعه و مكافاءتهبشتى الطرق المادية والمعنوية، ومنها تعريفه بفضل تعلُّم القرآن وتجويده ، مثلالأحاديث الشريفة :

 

" أهل ُالقُرآن هُم أهل ُالله ِو خاصَّتُه " ، و" الماهِرُ بالقٌرآن مع السَّفَرَة الكِرام البرَرة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتَعُفيه ، وهو عليه شاق ، فله أجران "، و" خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمَه " ، و"منأراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أرد الآخرة فعليه بالقرآن،ومَن أرادهما معا ًفعليهبالقرآن "، "إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل اللهوخاصته"

 

ويمكن أن نعرِّفهبذلك بطريقة غير مباشره بحيث ندعو أصحابه المفضَّلين إلى المنزل، ونسألهم عدة أسئلةنعرف أنهم يعرفون إجابتها، ، ثم نسأل عن فضل تعلُّم القرآن وتجويده، فإن لم يعرفواأقمنا بينهم مسابقة لمن يعثر على أكبر قدر من الأحاديث والآيات حول ذلك، مع توجيههمللاستعانة بمكتبة المدرسة أو أقرب مكتبة عامة ، أو نعطيهم مما لدينا من كتب ومراجع . . فإذا وصلوا إلى المعلومة بأنفسهم كان ذلك أشد تأثيراً في نفوسهم، وأيسر إيصالاًللمعلومة إلى قلوبهم قبل عقولهم.

 

كما يمكن أن نضع -في مكان بارز بالبيت- لوحة أو سبورةيمكن أن يكتب عليها الأولاد أحاديث شريفة عن فضل القرآن الكريم ، بحيث يتسابقون فيالبحث عنها ، ووضعها على هذه اللوحة ، بمعدل حديث كل أسبوع ، ليرونه كلما مروا بهافيحفظونه ، ويتناقشون مع الأم أو الأب حول معناه .، وبعد ذلك تكون هناك جائزة لمنوضع أكبر عدد من هذه الأحاديث.

 

كما يمكن إلحاق الطفل مع أصحابه بمعسكراتالأشبال الصيفية التي تهتم بتعليم أحكام التجويد .

 

وينبغي في هذه المرحلةأن نستمر في رواية قصص القرآن له ، أو إهداءه أشرطة فيديو ، أو أقراص مضغوطة، بهاتسجيل مصوَّر لهذه القصص .

 

ومما يناسب الطفل في هذه المرحلة من قصص القرآن :

 

قصة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده في سبيل الله ، وقصة موسى عليهالسلام وبني إسرائيل، والأرض المقدسة ، وقصة ذو القرنين ، و يأجوج ومأجوج، وأصحابالأخدود، و طالوت، و داوود ،و جالوت عليهم السلام ، وقصة الإنسان والشيطان ، (التيوردت في الآية 18 من سورة الحَشر)، وقصة يوسف عليه السلام، وقصة أيوب عليه السلام .

 

ومن المفيد له في هذه المرحلة أن نشجعه على الاشتراك في المنتديات التيتعينه على حب القرآن الكريم وحفظه مثل : " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " ،وذلكبعد التأكد من تحميل برنامج التنقية من الإعلانات والمواقع غير المرغوب فيها .

 

 

كما يمكن أن نحكي له-مع أصحابهالمقربين - مثل هذه القصص الواقعية :

 

يقول الدكتور " يحي الغوثاني" : "قرأتفيما قرأت مقالاً للأستاذ نجيب الرفاعي يقول فيه :

اكتشف العلماء أن للمخ موجاتولكل موجة سرعة فى الثانية ففى حالة اليقظة يتحرك المخ بسرعة 13 –25 موجة فيالثانيةوفى حالة الهدوء النفسى والتفكير العميق والإبداع يتحرك بسرعة 8 – 12موجة في الثانيةوفى حالة الهدوء العميق داخل النفس يتحرك بسرعة 4 – 7 موجة فيالثانيةوفى النوم العميق بسرعة 3 موجات، ونصفكانت هذه المعلومات واضحة فىذهني وأنا أتنقل فى جناح أحد مؤتمرات التعليم فـىالولايات المتحدة الأمريكيةوقد لفت نظري جهاز كمبيوتر يقيس الموجات الدماغية الأربعة بكل دقة فاستأذنت فى أنأضع القبعة على رأسي لأرى أثر تلاوة القرآن على موجات دماغي ، فقرأت آية الكرسيوشاهدت على شاشـة الكمبيوتر انتقال المؤشر من سرعة 25 موجة / ثانية إلى ما يقاربمنطقة التأمل والتفكير العميقة،والراحة النفسية 8-12 موجة/ثانية .

استغرب صاحبالجهاز من هذه النتيجة وطلبت منه أن أقرأ القرآن على احد رواد المعرض الذي رحببالفكرة وكانت النتيجة وأنا أقراء عليه أية الكرسي أكثر من مذهلة ،فقد رأيت -كمارأى الحاضرون معي- انخفاض موجاته الدماغية بشكل سريع إلى منطقة 8-12 موجة /ثانيةوحينما انتهيت من القراءةقال لي :" قراءة جميلة ولو أنى لم أفهم منها شيئاولكنها ذات نغمات مريحة … لقد أدخلتَ السرور على قلبى بكلام غريب لم أفهم منه حرفاواحدا … والحقيقة وأنا مغمض عينيَّ وأستمع إلى كلمات القرآن حاولت أن أقلد هذهالكلمات داخل قلبى و لكنني لم أستطعإنه كلام جميل ومريح !!! "

 

"ولقدتكرر نفس الشيء مرة أخرى :

فتحت ظل شجرة فى حديقة ريجنت بارك فى عاصمة الضبابلندن جلست مع أحــد المشاركين فى دورة متقدمة فى علم البرمجة اللغوية وهو منالجنسية الأمريكية ودار هـذا الحوار :

سألته - هل تعرف شيئا عن الإسلام؟فأجاب: *أعرف معلومات عامة عنه ولكن ليس بتفصيل وأنا شخصيا أبحث عن دين .

سألته -هل سمعت بالقرآن وهل تعرف عنه شيئا ؟فأجاب: أعرف أنه كتاب المسلمينحاله حال الإنجيل عند النصارى ولكنني لم أسمع به من قبل .

 

سألته -حيث إنكلم تسمع تلاوة القرآن هل تمانع أن أقرء عليك بعضا من الآيات القرآنية ؟فنحنالمسلمون نؤمن أن لتلاوة القرآن أثراً فى النفس، فالقرآن عندنا معاني، وكلمات ،وصوتمؤثر !

· فأجاب: إنني متحمس لهذه التجربة … ليس لدى مانع!!!

 

فبدأتبتلاوة آية الكرسي وآية بعدها بما لدى من مهارات فى التجويد والترتيل تعلمتها منشيخ مسجد الهاجرى الشيخ عبد السلام حبوس حفظه الله وأثناء التلاوة لاحظت التالي:

. بدأ هذا الإنسان الذي كان جالسا باستقامة على الكرسي بالانحناء قليلا .. قليلا ،و بعد لحظات أغمض عينيه . ، ثم تغيرَت ملامح وجهه إلى الهدوء، والخشوع ،والخضوع .

أحسست وأنا أتلو القرآن على هذا الإنسان وكأنني أقرؤه على مسلم منخلال تأثره السريع ، مما أعطاني راحة نفسية كبيرة وسعادة لا توصف !!!

 

وبعدأن انتهيت من التلاوة . ،جلسنا فى لحظة صمت ، ثم فتح عينيه … وإذا العينين حمراوتينوبدأت الدموع تـترقـرق ،والانشراح بادٍ على وجهه وهو يقول :

 

" لقد عزلتنىبتلاوتك الجميلة عن هذا العالم الذينعيشه ، إن لهذه الكلمات تأثير غريب علىنفسي ".

سألته : هل فهمت شيئا من هذه التلاوة ؟فأجاب: لقد تحدثت الآيات عنقوه عظمى هي قوة الرب التي تحتاج إليها فى السرَّاء والضراء والتي هي معنا فى كلوقت وكل حين وفى كل مكان ثم سترسل فى الحديث مفـسـرا ًالمعاني العامة لآية الكرسي !!!!.

 

 

 

فازداد عجبي كما ازدادت سعادتي وأنا أجرب أول مرة تلاوةالقرآن علي شخص لم يسمع به من قبل ويتأثر هذا التأثر بل ويفهم المعاني وهو جاهـلبالعربية !!!!!

 

قلت له أريدك أن تكتب هذه المعاني علي ورقة .

قال : سأكتبها بكل سرور .، وكان مما كتب عن هذه التجربة بيده :

إن مقدمتك من القرآن ،كانت ولازالت ذات أثر عظيم فى نفسي ، ولسوف أحمل تعابيرك الجميلة معي دائما .

سأحاول أن أعبر بكلماتي عن تجربتي لكلمات الرب .....رائع ممتع ! شكرا لك شكرالك "

 

سابعاً: منذ العام الرابع عشر، حتى السادس عشر:

 

 

في هذه المرحلة يمكننا أن نناقشه حول فكرة :

 

" هل يمكن أن يكون القرآن كلام بشر؟!!"

 

وأن نشجعه على أن يبحث عن المعلومات بنفسه ، ويتعاون مع أصحابه في عمل أبحاث حول إعجاز القرآن في شتى المجالات، وأن يتبادل معهم الأبحاث لتعم الفائدة بينهم،كما يمكن تشجيعهم جميعا ًعلى نشر هذه الأبحاث عبر البريد الإلكتروني، وفي المنتديات المختلفة، ويا حبذا لو كانوا يتقنون اللغات الأجنبية ،فعندئذٍ يمكنهم أن يترجمونها إلى هذه اللغات وينشرونها أيضا ًعلى شبكة الإنترنت ... ومما يشجعهم على ذلك أن نحيطهم علماً بالأجر الذي سيحصلون عليه بسبب ما يفعلونه إن كانت النية خالصة لله تعالى .

 

كما يمكن أن نعقد جلسة أسبوعية تجمعه مع إخوته وأصحابه المقربين لنشرح لهم –في جو هادئ يسوده الود - الهدف من كل سورة من سور القرآن ، مع أسباب نزولها ، ويمكن الاستعانة في ذلك بأحد التفاسير مثل " صفوة التفاسير" ، بالإضافة إلى مجموعة كتيبات " خواطر قرآنية " للداعية الأستاذ عمرو خالد

 

وبعد ذلك يمكنهم أن يمارسوا أي نشاط ترفيهي يفضلونه، مع تقديم الحلوى والمرطبات ، لنجعل من هذه الجلسة الأسبوعية شبه احتفال!!!! .

 

ومن خلال هذه الجلسات يمكننا أيضاً أن نوضح لهم معنى قول الله تعالى: " ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهَل مِن مُدَّكِر"؟!!

 

"ومن أدلة هذا التيسير أن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يحفظه مئات الألوف من الناس صغارهم ،وكبارهم ؛ فالتوراة –على سبيل المثال - لم يستطع أن يحفظها سوى أربع: " موسى"،وهارون"،و"عُزير" ،و" يوشع" ..حتى أن التوراة حين ضاعت في سَبي بابل لم يستطع كتابتها سوى "عُزير" !!!

 

كما يمكن أن نحكي لهم قصصاً عن نماذج مشرِقة ، مثل النماذج التالية :

 

الطفل السوري"بهاء القصاب " الذي يحفظ القرآن الكريم ، بأرقام الآيات ،وكان ترتيبه الثامن على العالم من بين سبعين طفل في مسابقة دبي للقرآن الكريم

 

وفيصل الرمضاني القطري الجنسية الذي حفظ ثلث القرآن وهو لا يزال في العاشرة من عمره ويتمنى أن يصبح عالما في القراءات .

وأم صالح التي بدأت في حفظ القراًن في السبعين منعمرها، وقد بلغت الآن عامها الثاني والثمانين .

 

وأم طه الأردنية الأُمِّية التي لا تقرأ ولا تكتب ، ولكنها حينما تجاوزت الستين من عمرها ورأت أنها على حافة القبر ، تأثرت وقالت :" كيف سأقابل ربي وأنا لا أستطيع كتابة اسمه؟!"

فطلبت من إحدى قريباتها أن تعلمها كتابة لفظ الجلالة ( الله ) فبدأت تعلمها،ففرحت أم طه بذلك وأمسكت بالمصحف لتبحث عن كل لفظ الجلالة فيه ،فكانت ترى الصفحة أمامها طلاسم إلا لفظ الجلالة ، وكلما رأته فرحت به فرحاً شديداً ،وظلت هكذا تبحث عنه من أول المصحف إلى آخره، فلما رأت أن الأمر سهل ،طلبت من قريبتها أن تعلمها بقية الحروف العربية ، وفعلاً بدأت ولم تيأس حتى تعلمت قراءة القرآن نَظراً من أوله إلى آخره.!!!

ولكنها لم تقف عند هذا الإنجاز بل أرادت أن تحفظ ولو شيئاً يسيراً من القرآن ،فبدأت بالفعل ، وفي خلال سنتين ختمت كامل القرآن الكريم ، وكان الختم في رمضان الماضي" .

 

و أبو سلطان العجلوني الأردني الذي أنعم الله عليه بنعمة حفظ القرآن الكريم خلال عامين وهو في السابعة والسبعين من عمره .

وأم الهدى الربيعي التي حفظت القرآن الكريم في خمس وأربعينيوماً .

 

ومن المفيد أن نُخبر أبنائنا أن الهجمات الشرسةعلى القرآن الكريم لا تتوقف ، ومنها محاولة تشويهه وتحريفه، ولعل أشهرها –حتى وقتكتابة هذه السطور- هو ما صدر مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان :" الفرقان الحق" وهو قرآن (((جديد))) طُبعت منه آلاف النسخ ، و يُتوقع له أن يغزوالعالم الإسلامي في خلال السنوات العشرين القادمة !!!!

 

كما ينبغي أن نوضحلهم أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم ، في قوله " إنَّا نحنُ نزَّلناالذِّكرَ وإنَّا له لحافِظون"

 

ولعل هذا يذكرنا بهذه القصة الطريفة :

 

" كان أحد المستشرقين يزور القاهرة منذ حوالي عامين ،فقال لأحد شيوخالأزهر:" سننزع الإسلام من صدوركم"!!! فقال له الشيخ :"على رِسلِك"

 

ثم أخذهإلى الشارع، فلقيا أطفالاً فطلب منهم الشيخ أن يقرءوا-من الذاكرة- سوراً معينة منالقرآن ، فقرأوا ،والمستشرق ينظر إليهم في دهشة بالغة، فلما أفاق من دهشته سأل :" هل كل أطفالكم يحفظون القرآن؟!! "

 

فسأله الشيخ:" وهل كل أبناءكم يحفظونكتبكم المقدسة ؟!!"

 

ثم أردف الشيخ:" مادام أطفال المسلمين يحفظونالقرآن،فلن تستطيعوا أبداً أن تنزعوا الإسلام من قلوبنا"!!!!!ماذا لولم أبدأ مع طفلي منذ البداية ؟!!!!

 

إذا كان هذا هو حالك، فيمكنك أن تستعينبالله تعالى، وتدعوه في سجودك أن يشرح صدر أبنائك لحب القرآن والإقبال على حفظهوفهمه ، وتطبيقه، وأن يخلطه بلحمهم ودمهم

ثم تبدأ بالتدريج ، وبالرفق واللين ، مع كل منهم حسب مرحلته العمرية حتى يوفقك الله إلى مُبتغاك بفضله ، فإن استصعبتَ الأمر فتذكر قول الله تعالى :

 

"والذين َجاهَدوا فينا لنهديَنَّهُم سُبُلَنا"

 

وإن أصابك الفتور في منتصف الطريق فتذكر قول الله عز وجل:"

 

" ومَن يُعظِّم شعائرَ الله ِفإنََّها من تقوى القلوب "

 

صدق الله العظيم .

 

وماذا لو لم أُرزق بأطفال حتى الآن ؟!!!

 

إن لم تكُن قد رُزقت بأطفال حتى الآن ، فاعلم أن لديك خيرٌ كثير يفتقد إليه غيرك، ونعمة من الله يغبطك عليها الآخرون - وأنت لا تشعر - وهي وقت الفراغ الذي يمكنك استثماره بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة ، من خلال إفادة أطفال المسلمين بما علِمت ، سواء كانوا من الأقارب أو الجيران ، أو التلاميذ، أو اليتامى في دور رعاية الأيتام أو في بيوتهم ،

 

فلا تتردد ، بل توجَّه إليهم ومد إليهم يدك ، فهم أحوج ما يكونون إليها، وأنت أحوج ما تكون إلى الأجر، فاقترب منهم وحاول أن تزرع في قلوبهم الصغيرة حب القرآن الكريم ، واستعِن بالله ، فهو خير مُستعانٌ به .

 

وأخيراً :

 

فإن حب القرآن لهو شيءٌ عظيم ، لا يُرزقه إلا كل سعيد ، وإني لأرجو أن يكون أبنائي وأبناءكم –بعون الله وفضله – من أولئك السعداء ،

 

وأن يكون ذلك الحب شفيعاً لنا ولهم يوم القيامة

 

آمين .

 

والحمد لله ربِّ العالَمين

 

------------------

تم تعديل بواسطة الفقيرة إلى الله سبحانه وتعالى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و اياك اختي في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و اياك اختي في الله

اشكرك كثيرا جدا على كل هذه المعلومات وربنا ميحرمناش منك يا حبيبة القلب والروح جذاكى الله كل خيروجعلكى نورن :tongue: وهديه لنا :angry: والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×